#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(455)
نرجع مرة أخرى إلى ما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في ليلة الإسراء والمعراج.
ورأى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم النار في ليلة الإسراء, مرة في الأرض ورآها في السماء, ورأى شجرة الزقوم فسبحان من أخرجها وسط نيران لا يعلمها إلا الله، ورأى بعض أنواع العذاب مما تعذب به أمته, روى أبو يعلـى والطبرانـي وغيرهمـا عَنْ أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : «أَتَيْتُ عَلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَرَأَيْتُ فِيهَا رِجَالًا تُقْطَعُ أَلْسِنَتُهُمْ وِشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَؤُلَاءِ؟، قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ».
وراه ابن حبان بلفظ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِضَ مِنْ نَارٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: الْخُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يعقلون».
قلت: كم عانت الأمة من خطباء الضلالة, وقد رآهم المسلمون في كل عصر, وقد رأيتم أثرهم في تدمير أوطانهم والاستعداء على احتلالها في أحداث صفر الموافق شهر يناير سنة 2011م.
ورأى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم البيت المعمور في ليلة المعراج
والبَيْتُ المَعْمُورُ، هو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة, (فوقها) تحج إليه الملائكة كما نحج نحن إلى الكعبة, يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ أبداً, وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم سيدنا إبراهيم مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ويسمى البيت المعمور: "الضراح" و "الضَّرِيحُ", فأما الضُّرَاحُ فورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : «الْبَيْتُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ الضُّرَاحُ، وَهُوَ مِثْلُ بِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَلَوْ سَقَطَ لَسَقَطَ عَلَيْهِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا».
و أما "الضَّرِيحُ" فورد عن علي كرم الله وجهه.
وقد مر حديث أبي هارون العبدي, وما قيل فيه, وفي حديثه هذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : «ثُمَّ دَخَلْتُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ, فَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ, لَا يَعُودُونَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ, ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ إِنْ كَانَتِ الْوَرَقَةُ مِنْهَا لَمُغَطِّيَةً هَذِهِ الْأُمَّةَ, وَإِذَا فِي أَصْلِهَا عَيْنٌ تَجْرِي فَانْشَعَبَتْ شُعْبَتَيْنِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا هَذَا فَهُوَ نَهْرُ الرَّحْمَةِ وَأَمَّا هَذَا فَهُوَ نَهْرُ الْكَوْثَرِ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ, فَقَالَ: فَاغْتَسَلْتُ فِي نَهْرِ الرَّحْمَةِ فَغُفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ...
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://www.facebook.com/88810296465583 ... 457617271/