#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(302)
أما عما ورد في القرآن عن عالم
الآية الثانية التي ذكر فيها كلمة الملكوت: ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)
(الأعراف 185)
ففيها النظر في .. وليس رؤية الملكوت
كما أن هناك عطفاً بين جملة : (مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
وجملة
( وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ)
لذلك كان التعبير بالنظر في .. ولم يقل تعالى: "أولم يروا " ولا قال: " ألم يروا".
فما خلق من شيء من الممكن رؤيته والنظر إليه, أما الملكوت فتحسس الرؤية بالنظر, وهناك إشارة إلى أنه قد يحدث للإنسان كشف قبل الموت لقوله تعالى بعد ذكر الملكوت:
( وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)
وذلك للمسلم فينفعه, فأما الكافر فلا ينفعه إلا إذا آمن قبل الغرغرة.
وقد أخذ بعض العلماء من قوله تعالى:
( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ)
مفهوم المغايرة في أن الملكوت خلق من غير شيء, وإلا ما كان عطف الملكوت على:
( وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ)
الآية الثالثة في ذكر الملكوت قوله تعالى:
( قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
(المؤمنون 88), وفيها الإقرار على أن الله بيده ملكوت كل شيء, خلق من شيء أو لا شيء, وأن الدخول في عالم الملكوت يحتاج إلى حفظ وإجارة مما قد يواجهه من دخل هذا العالم وهذا مأخوذ من قوله تعالى:
( وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ)
الآية الرابعة في ذكر الملكوت قوله تعالى:
( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
(يس 83) وهنا كلام كثير, فالعوالم كلها مذكورة في سورة يس, وهذا الكتاب لا يتحمل شرح مواطن العوالم من السورة, وقـد بدأت السـورة بـ
(يس) وهو سر عالم الملكوت وهو ما يسمى بالسر الساري, وتنتهي السورة بآية الملكوت فهي آخر آية, إذاً ابتدأت السورة بذكر اسم من أسماء النبي الخاصة بالملكوت, وانتهت بذكر الملكوت, وسورة
(يس) هي سورة من سور الحفظ, وكما قلنا عالم الملكوت يحتاج من دخله لحفظ الله حفظاً خاصاً؛ لذا أتبعه الله عز وجل بسورة الصافات, وأنت خبير أن أول عشر آيات فيها من آيات التحصين والحفظ.
وقد قلنا في كتاب ليلة النصف من شعبان: "سورة الدخان فيها قضاء وأحكام على الخلق - سواء من سبق مثل الفراعنة أو من يأتى آخر الزمان وما يحدث من الدخان, وهو أحد علامات الساعة الكبرى- أما (يس)
فلدفع البلاء أو تخفيفه أو اللطف فيه ...إلى آخره. وعالم الملكوت هو عالم لطيف, وعالم الملك كثيف فهو عالم الأجساد تبدو فيه عياناً
وهذا هو الفرق بين( يس)
و(طه) , فطه معناه يا رجل وهو من عالم الملك, أما (يس)
فمن عالم الأسرار, عالم الملكوت, فلم ترد كلمة ملكوت مع: "طه".
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://www.facebook.com/88810296465583 ... 242508160/