كلما أتى أحد المتمسلفة الخوارج رأيناه وهو ينعق ويتشدق ولا هم له إلا الوقيعة في الأولياء والصالحين .
وهؤلاء القوم لا هم لهم بالذات إلا بالوقيعة والتطاول على القطب النبوي سيدي أحمد البدوي - رضي الله عنه وعنا به - . وكان آخرهم المدعو (خطى) .
ومع أننا نوجههم إلى ما على الموقع العامر من موضوعات تبين لهم مبلغ علمهم وفداحة أخطائهم ، إلا أنهم لا يرعوون ، ولا عن التمادي في غيهم يكفون .
وتسهيلا وتيسيرا على الفقير وغيره من الأحباب في الرد على هؤلاء الطغام ، أو لإظهار الحق للباحثين عنه ، فقد يسر الله عز وجل جمع هذا الموضوع عن السيد البدوي من عدة موضوعات عنه على الموقع العامر ، وقد ضمنته الآتي :
1- نقول من أقوال الأئمة الأعلام والمؤرخين الأثبات عن السيد البدوي – رضي الله عنه وعنا به - منذ ظهوره المبارك وحتى الآن ، تكشف حقيقة هذا القطب المبارك بعيدا عن أكاذيب المتنطعين .
2- تحقيقا لنسبه الشريف .
3- رد على شبهة الوثيقة المزعوم نسبتها للإمام مصطفى عبد الرازق .
4- مشاركة متميزة من درر السيد الفاضل ( مريد الحق ) - بارك الله فيه - عن نقل منسوب للحافظ السخاوي في حق السيد البدوي - رضي الله عنه وعنا به -
1- نقول من أقوال الأئمة الأعلام والمؤرخين الأثبات عن السيد البدوي – رضي الله عنه وعنا به - منذ ظهوره المبارك وحتى الآن ، تكشف حقيقة هذا القطب المبارك بعيدا عن أكاذيب المتنطعين.
قال عنه الإمام ابن الملقن في كتابه [طبقات الأولياء] :
[ الشيخ أحمد البدوي المعروف بالسطوحي , أصله من بني بري , قبيلة من عرب الشام ، تسلك بالشيخ بري , أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم أحد مشايخ العراق ] اهـ
- قال عنه الإمام الحافظ العلامة"جلال الدين السيوطي في كتابه [ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ( 1 / 428] تحت عنوان ( ذكر من كان بمصر من الصلحاء والزهاد والصوفية ) قال عنه :
[49- سيدي أحمد البدوي هو أبو الفتيان أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر المقدسي الأصل الملثم .... وكان حفظ القرآن وقرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعي واشتهر بالعطاب لكثرة ما يقع بمن يؤذيه من الناس .... وتؤثر عنه كرامات وخوارق ]اهـ باختصار
- قال عنه الحافظ السخاوي في : [الضوء اللامع ] :
[القاهري الشافعي والد الجلال عبد الرحمن الآتي. كان أبوه من أصحاب عبد العال خليفة الشيخ أحمد البدوي ممن يذكر بالكرامات والأحوال ]اهـ
وقال أيضا :
[عبد المجيب بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط عبد المجيب أحد خدام سيدي أحمد البدوي ويعرف بالكريدي، ولي مشيخة المقام في صفر سنة اثنتين وستين ولم يلبث أن مات شاباً في ربيع الآخر سنة أربع وستين.]اهـ
وقال أيضا :
[محمد بن محمد بن محمد بن عمر الشمس العجلوني الأصل الطبراني ثم الدمشقي الشافعي الأحمدي نسبه لسيدي احمد البدوي ، شيخ فقراء بدمشق ممن سمع منى في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين المسلسل وغبره.] اهـ
وقال أيضا :
[" أبو بكر " بن عمر بن محمد الزين المحلى الطريني المالكي الماضي أخوه محمد وأبوهما. نشأ بالمحلة وحفظ القرآن وكتباً وتفقه بأبيه وغيره وتسلك وصار المشار إليه بتلك النواحي علماً وديناً وورعاً وزهداً وصلاحاً ترك أكل اللحم قبل موته بأعوام حين حدث النهب والإغارة على البهائم ونحوها تورعاً بل كان لا يقبل من أحد شيئاً البتة وقنع بما يقيم به أوده من زريعة مع مزيد الاقتصاد في قوته وملبسه حتى لعله مات من قلة الغذاء وكثرة الصوم والعبادة ومزيد إعراضه عن الدنيا والتفاته إلى الآخرة من طلب العلم والعبادة والإكثار من زيارة كل من أحمد البدوي وعمر بن عيسى السمنودي ماشياً، وأحواله مشهورة مأثورة ولو قبل من الناس عطاياهم لكنز ما لا يوصف.] اهـ
وقال أيضا :
[ودفنت بتربة زوجها، وكانت منطوية على خير ودين محمودة الأفعال والأقوال معتقدة في سيدي أحمد البدوي متوجهة لمولده في كل سنة رحمها الله وإيانا.]اهـ
- قال عنه الإمام العلامة عبد الوهاب الشعراني في كتابه [ الطبقات الكبرى ( 2 / 394 – 403 ) الطبعة المحققة الخالية تماما من التحريف والتخريف – طبع مكتبة الآداب – القاهرة –
[ومنهم السيد الحسيب النسيب أبو العباس سيدي أحمد البدوي الشريف رضي الله تعالي عنه وشهرته في جميع أقطار الأرض تغني عن تعريفه ولكن نذكر جملة من أحواله تبركا به 0000 ولما حفظ القرآن العظيم اشتغل بالعلم علي مذهب الإمام الشافعي 0000 مات رضي الله عنه سنة خمس وسبعين وستمائة واستخلف بعده علي الفقراء سيدي عبد العال وسار سيرة حسنة وعمر المقام والمنارات" اهـ باختصار
- قال عنه الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوى في كتابه [الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية (2 / 62- 66 ) :
[ أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر البدوي الشريف الحسيب النسيب ..... وكان عظيم الفتوة قال المتولي :قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في أولياء مصر بعد محمد بن إدريس – الشافعي- أكبر فتوة منه ثم نفيسة ثم شرف الدين الكردي ثم المنوفي .....ثم رحل إلى مصر فتلقاه الظاهر بيبرس بعساكره وأكرمه وعظمه .....وكان من القوم الذين تشقى بهم البلاد وتسعد وإذا قربوا من مكان هرب منه الشيطان الأبعد وإذا باشروا المعالي كانوا أسعد الناس وأصعد.....وله كرامات شهيرة.... وأرسل إليه ابن دقيق العيد عبد العزيز الدريني يمتحنه بمسائل فأجابه عنها وقال هو ذكرها في كتاب الشجرة.... وكراماته أشهر من أن تذكر" اهـ باختصار
- قال عنه ابن تغرى بردي في:[ النجوم الزاهرة ] :
[ وتوفي الشيخ الصالح عبد العال، خليفة الشيخ أحمد البدوي وخادمه، بقرية طنتتا بالغربية من أعمال القاهرة في ذي الحجة. فكان له شهرة بالصلاح، ويقصد للزيارة والتبرك به، وذفن بالقرب من الشيخ أحمد البدوي، الجميع في موضع واحد، غير أن كل مدفن في محل واحد على حدته]اهـ
- وقال أيضا :
[وتوفي عبد الكريم ابن علي بن محمد، شيخ مقام الشيخ أحمد البدوي بظاهرالقاهرة، في صبيحة ثامن عشر صفر: وجد ميتاً،وقد اختلفت إلاقوال في موتته، فمنهم من قال: تردى من سطح وهو ثمل، ومنهم من قال: دس عليه شيخ العرب حسن بن بغداد من قتله، وهو إلاشهر، وأنا أقول: قتله سر الشيخ أحمد البدوي لانهماكه على المعاصي وسوء سيرته، فأراح الله الشيخ أحمد البدوي منه ولله الحمد .] اهـ
- قال عنه الإمام نور الدين الحلبي صاحب السيرة الحلبية في كتابه [ النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية (صـ 92 ) :
[ ذكر شيء من أحوال أستاذ الأستاذين وقطب دائرة العارفين السيد الشريف العلوي أبو العباس أحمد البدوي رضي الله عنه : كيف لا وهو أستاذ الأستاذين وقطب دائرة العارفين ، وإنسان عين أعيان الأولياء المتمكنين ذو السر النبوي واللحظ المصطفوي السيد الشريف العلوي أبو العباس أحمد البدوي أعاد الله علينا وعلى أحبابنا ومحبينا من بركاته ولا أخلانا من نوافح هباته وهو وإن كان رضي الله عنه ورضي عنا به شهرته في سائر الأقاليم تغني عن تعريفه وعن ذكر شيء من توصيفه لكن لا بأس بالتشرف والتبرك بذكر شيء من أحواله السنية وكراماته الظاهرة البهية فإن بذكر ذلك تلين القلوب القاسية وتتوقد نار الفكرة الجامدة البالية ]اهـ
- قال عنه الإمام ابن العماد الحنبلي في كتابه [شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( 5 / 490- 492 ) فيمن توفي سنة خمس وسبعين وستمائة ] :
[وفيها السيد الجليل الشيخ أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر البدوي الشريف الحسيب النسيب .... وعرف بالبدوي للزومه اللثام .... ثم رحل إلى مصر فتلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه ..... ومات رضي الله عنه في هذه السنة - خمس وسبعين وستمائة- ودفن بطندتا "طنطا حاليا"واستخلف الشيخ عبد العال فعمر طويلا ] أهـ باختصار
-قال عنه الإمام مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي في كتابه [نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ( صـ 495 – 504 ) ] :
[ الثالث من الأربعة الأقطاب سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه .... المعروف بالشيخ أبي الفتيان الشريف العلوي السيد أحمد البدوي الملثم المعتقد ....وعرف بالبدوي لكثرة ما كان يتلثم ... واشتهر بمكة بالشجاعة ..... ولزم الصيام والقيام .... ولما حفظ القرآن العظيم اشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي ] اهـ باختصار
قال عنه السيد عمر رضا كحالة في موسوعة [ معجم المؤلفين(1/ 314) ]:
[أحمد بن على بن إبراهيم الحسيني البدوي (أبو الفتيان وشهاب الدين وأبو العباس)صوفي ولد بفاس وطاف البلاد وأقام بمكة والمدينة ودخل مصر والشام والعراق وعظم شأنه في بلاد مصر فانتسب إلى طريقته جمهور كبير بينهم الملك الظاهر- بيبرس- وتوفى ودفن في طنطا , من تصانيفه صلوات ووصايا , والإخبار في حل ألفاظ غاية الاختصار- كتاب في الفقه الشافعي- ." اهـ
- قال عنه الزركلي في [ الأعلام ( 1 / 175 ) ] :
[ السيد البدوي (596 - 675 هـ = 1200 - 1276 م) أحمد بن علي بن ابراهيم الحسيني، أبو العباس البدوي، المتصوف، صاحب الشهرة في الديار المصرية. أصله من المغرب، ولد بفاس، وطاف البلاد وأقام بمكة والمدينة. ودخل مصر في أيام الملك الظاهر بيبرس، فخرج لاستقباله هو وعسكره، وأنزله في درا ضيافته. وزار سورية والعراق سنة 634 ه وعظم شأنه في بلاد مصر فانتسب إلى طريقته جمهور كبير بينهم الملك الظاهر. وتوفي ودفن في طنطا حيث تقام في كل عام سوق عظيمة يفد إليها الناس من جميع أنحاء القطر المصري احتفاءا بمولده. لم يذكر له مترجموه تصنيفا غير (حزب - خ) و (وصايا) و (صلوات - ط) .] اهـ
- من ترجمة السيد البدوي الواردة في موسوعة [ سيرة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم تأليف دكتور حمزة النشرتي – دكتور عبد الحميد مصطفى – الشيخ عبد الحفيظ فرغلي ( 3 / 212- 215 ) ننقل هذه الأجزاء وهي تحت عنوان :
[ومن سلالة أهل البيت : ( أحمد البدوي رضي الله عنه ) ]
[ومن هذه السلالة الطاهرة شيخ العرب أحمد البدوي – الذي ينتسب إلى الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه - .... حفظ القرآن صغيرا وتعلم الفروسية وأجادها .... ثم اعترته حالة شغلته بالتصوف وصرفته عن غيره , فأقبل على العبادة .... وذاع صيت البدوي في طنطا فقصده كثير من الناس ومن بينهم علماء أجلاء وشيوخ مبجلون , كما أكرمه الحكام ومن بينهم الظاهر بيبرس الذي يحكي عنه أنه كان يقبل يديه ويرسل الوفود لزيارته في طنطا . ولم يعزل البدوي نفسه في أثناء مقامه بطنطا عن الأحداث الهامة الجارية حوله في البلاد , فقد اشترك هو وأتباعه في المعارك التي تم فيها أسر قائد الفرنسيين وملكهم لويس التاسع وهزم فيها الصليبيون شر هزيمة .... كما أن له مؤلفات علمية وصوفية يتصل بعضها بالفقه الشافعي ... كان البدوي عالما عاملا مؤثرا ....وقد عاش البدوي للناس ولمريديه لم يفكر في نفسه ولذلك اكتسب شعبية نادرة لا يكاد يظفر بها أحد ... وكان وجوده في طنطا بركة عليها فقد اشتهرت في الآفاق وعظم شأنها] اهـ
- قال عنه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق في كتابه [السيد البدوي – ضمن سلسلة أقطاب التصوف – ( صـ 19 ) ] :
[ولقد كان السيد رضوان الله عليه على غرار سلفه في العلم الكسبي والعلم الوهبي : لقد درس القرآن بقراءاته السيع ، ودرس الفقه على مذهب الإمام الشافعي . ولقد تحداه العلماء بأسئلتهم فتحداهم بعلمه وإجاباته الرقيقة ، وكان يتكلم في مسألة واحدة من علم القوم من الظهر إلى العصر ويطيب وقته بحديثه ]اهـ
وقال عنه صـ65
[وصل البدوي إلى "طنطا" وبمجرد أن نزل عند أحد الصالحين فيها وطن نفسه على أن يعتلى سطح المنزل وأن يستقر حيث لا يحجبه عن السماء حجاب وفى "طنطا" بدأ السيد منذ أول لحظة يربى رجالا وأبطالا]اهـ
وقال عنه صـ70
[ومن فوق السطح في طنطا أخذ الشيخ يستقبل المسترشدين من العلماء والفقهاء والمتكلمين والمحدثين والمفسرين ومن فوق السطح في مدينة "طنطا" أخذ الشيخ يوجه أتباعه من ذوى الكفاءات إلى مختلف الأقاليم منظما أمر الدعوة إلى الله] اهـ
وقال عنه صـ 84
[ولم تكن جامعة السطح مقصورة على إرشاد المريدين وتوجيه السالكين علميا وروحيا ثم إرسالهم بعد تخرجهم من الجامعة إلى الأماكن التي يعينها الأستاذ لم يكن هذا وحده هو عمل الجامعة , فقد كانت تعقد فيها الندوات العلمية وكان يجئ إليها المتحدثون والمجادلون والممتحنون وذلك أنه لما شاع أمر السيد قصده الشاكون في أمره وقصده المختبرون لحاله وقصده المتعالمون وقصده أيضا هؤلاء الذين يريدون في إخلاص الوقوف على حاله من العلماء المنصفين فقهاء ومحدثين وغيرهم]اهـ
وقال عنه صـ89
[والآن نتحدث عن السطح باعتباره مركزا للتنظيم المادي ونستعمل كلمة دائرة بالمعنى الريفي حينما يقولون"دائرة فلان" لقد كان من أصحاب السطح الشيخ "عبد العظيم الراعي" وكانت مهمته أنه كان يرعى بهائم سيدي أحمد وغنمه وكان يذهب بها إلى حقل البرسيم الذي كان يملكه سيدي أحمد وإطلاق الراعي على الشيخ عبد العظيم إنما كان بسبب مهمته تلك , وكان من أصحاب السطح الشيخ "محمد الفران"وكانت مهمته أنه كان يخبز لفقراء الدائرة وكان يشرف على طهي الطعام لهم] اهـ
وقال عنه صـ 90
[لقد كان للسيد حقل برسيم وكان للسيد بهائم وكانت له أغنام وكان له مشرف على ذلك كله هو" الشيخ على الراعي "وكان للسيد مشرف على طهي الطعام وعلى عمل الخبز وبلغ اهتمام هذا المشرف أن كان يقطع العجين بنفسه حتى يكون كما يجب لقد كان السطح جامعا للدعوة وكان دارا للندوة العلمية وكان دائرة تصرف منها الشؤون المادية ]اهـ
وقال عنه صـ 90، 92
[وكان السطح مع كل ذلك خلوة تتكشف فيها السماوات فيسرح البصر ويسرح الفكر في ملكوت الله مسبحا بجلاله وعظمته مشاهدا بالبصيرة هيمنته على هذا العالم الفسيح الواسع مسيرا له في دقة دقيقة وفى إحكام محكم .... وكما كان السطح معهدا وجامعة وندوة ودائرة فإنه كان أيضا مسجدا ، هذا هو السطح في حقيقة الأمر وواقعه ربى السيد من فوقه رجالا وأبطالا ونشر علما ومعرفة ونظم دائرة واستغرق مع كل ذلك في العبادة وكل ذلك كان في سبيل الله إنه لم يكن لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها وإنما كان كله هجرة خالصة إلى الله ورسوله]اهـ
وقال عنه صـ 117
[ يقول الشيخ عبد الصمد في كتابه الجواهر: في الباب الخامس في وصايا الأستاذ النافعة في الدنيا والآخرة: قال سيدنا ومولانا الشيخ يونس المدعو ابن أزبك الصوفي أخبرنا الشيخ شمس الدين الشاذلي أنه سأل الشيخ شمس الدين الخليفة عن سيدي أحمد فقال:كيف كان حال الشيخ على السطح وهل كان كثير الغياب كما يقول الناس ؟فأجاب الشيخ شمس الدين:إن حضوره أكثر من غيابه وكان له إمامان يصليان به وكان إذا جن الليل يقرأ القرآن إلى الصباح]اهـ
وقال عنه صـ 125
[إن مثل هذه الشخصية لا يمكن أن يقال عنها إلا أنها من أرستقراطية العلماء ومن أرستقراطية الصوفية , أما كونه رضي الله عنه من أرستقراطية العلماء فيكفى فيها أن الشيخ "ابن دقيق العيد" وهو من هو علما وفضلا وعقلا كان من أتباعه والشيخ ابن اللبان وكان من كبار العلماء كان من أتباعه والشيخ عبد العزيز الدريني- وهو من هو علما وفضلا وعقلا - كان من أتباعه وكان يقول عنه : في العلم إنه بحر لا يدرك له قرار]اهـ
- قال عنه فضيلة الشيخ العارف بالله تعالى أحمد حجاب في كتابه [ العظة والاعتبار آراء في حياة السيد البدوي الدنيوية وحياته البرزخية (صـ 10 ) ]:
[وكان ممن نال قصب السبق في هذا الميدان الفسيح الأرجاء ، وبلغ الذروة العليا في هذه الفضائل الروحية ذلك الإمام العلوي والسيد الشريف النبوي سيدي وأستاذي (السيد أحمد البدوي) الذي يعد بحق فخر الأمة المحمدية ، والباب المفتوح للحضرة المصطفوية والوارث الجامع للعلوم الربانية ، والمربي الأول في حياته البرزخية والمثل الأعلى في مراعاة آداب الربوبية ، والإمام الممتاز في الولاية الصديقية والعبقري الفذ الذي لم أر مثله ثباتا في قدم ، واتساعا في معرفة ، وعلوا في مشرب وقوة في روح ، وقدرة على فعل الأعاجيب التي يعجز العقل عن تصويرها ، والفهم عن تقديرها في سماحة وظرف وهمة وشجاعة منقطعة النظير .] اهـ
- قال عنه فضيلة الأستاذ الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي في كتابه [ بحار الولاية المحمدية في مناقب أعلام الصوفية ( صـ 499 ) ] :
[وفي الذروة العليا ممن تربعوا على عرش الولاية الربانية والوراثة المحمدية : الإمام العارف والغوث الفرد الجامع ، قطب أقطاب الأولياء ، وسلطان العارفين الأصفياء باب الحضرة المحمدية ومخصوص العناية الإلهية : السيد الحسيب النسيب سيدي ومولاي السيد أحمد البدوي رضي الله تعالى عنه ]اهـ
وقال عنه أيضا في كتابه :[حقيقة القطب النبوي السيد أحمد البدوي (صـ 313 - 315 ) :
[ بيد أن حقائق التاريخ تشهد للسادة الصوفية- عامة- وللإمام البدوي على وجه الخصوص بأنهم قادة الجهاد وصناع المجاهدين ومراجع الشورى للملوك والسلاطين في القضايا المصيرية للأمة.
فثمة دراسات ومصنفات ورسائل جامعية أثبتت لأعلام الصوفية الدور القيادي في الجهاد والإصلاح ومنها على سبيل المثال في الدراسات المعاصرة:
كتاب "الحركة الصوفية في الإسلام"للدكتور محمود أبو ريان الذي صرح فيه ص:317 وما بعدها بمشاركة السيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي - رضي الله عنهما- في حروب الصليبيين
وكتاب" البطولة والفداء عند الصوفية " لأسعد الخطيب الذي نقل فيه عن شذرات الذهب لابن العماد:أنه بوصول السيد البدوي إلى مصر قادما من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه كما نقل فيه عن موسوعة (الأعلام) لخير الدين الزركلي أن الظاهر بيبرس قاهر التتار في موقعة عين جالوت " 658 هـ" قد انتسب إلى طريقة السيد أحمد البدوي(انظر الأعلام للزركلي 1/ 175) ومن ثم البدوي محل إعظام وتقدير الملك الظاهر بيبرس قاهر التتار وموجها له .
وقال العارف بالله تعالى الشيخ عطية محمود عطا في كتابه (السيد البدوي في الميزان)تحت عنوان " اشتراكه فعلا في الحروب الصليبية " قد أكد الرواة الثقات اشتراكه – رضي الله تعالى عنه- بنفسه وبعض أتباعه عام 1248م في أهم معركة صليبية قرب المنصورة ".
كما أكد الباحث سالم مرزوق بسيوني الرفاعي في رسالته "خلفاء السيد أحمد البدوي ودورهم السياسي والحضاري في العصر المملوكي- التي حصل بها على درجة الماجستير من قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة طنطا"1412 هـ/1992 م - مشاركة السيد البدوي في الحروب الصليبية ،حيث قال:
( ثم كانت الحملة الصليبية على دمياط التي عرفت في التاريخ بالحملة السابعة التي قادها الملك لويس التاسع ووصلت الحملة إلى دمياط في اليوم الثاني والعشرين من صفر سنة 647 هجرية /6 يونيو1249 ميلادية واستطاعت الاستيلاء على دمياط وهنا يبرز مدى الدور الأساسي الذي لعبه السيد أحمد البدوي وأتباعه في صد الصليبيين في تلك الحملة فكان السيد أحمد البدوي أحد رجال الفتوة الصوفية التي امتدت إلى مصر في العصرين الأيوبي والمملوكي وكان لها دورها البطولي في صد الحملة الصليبية السابعة وقد تمثلت هذه المساهمة في تعبئة الرأي العام للجهاد الإسلامي ضد الصليبيين ومما يؤكد ذلك ما يحكى عنه من الروايات بين المسلمين عن كراماته في إحضار الأسرى حتى انتشر بين المسلمين قولهم المشهور (الله الله يا بدوي جاب اليسرى أي "الأسرى") ومن ثم أطلق عليه (جياب الأسرى)كما أطلق عليه أيضا (أبو الفتيان)كناية عن قوته الروحية هو وأتباعه في جهاد الصليبيين كما اشترك رجاله في اصطياد الأسرى من الصليبيين بما يمكن أن نسميه الفدائية.) ] اهـ
2- تحقيقا لنسبه الشريف .
لم يكتفي أدعياء العلم أشباه الرجال بالتطاول علي مقام السيد البدوي كونه أحد أكابر أولياء الأمة المحمدية بما يروجون من أكاذيب ولكنهم تمادوا في ضلالهم وخاضوا وطعنوا في نسبه الشريف
وبعيدا عن سوق نماذج من أكاذيبهم أقدم لكل من يهمه الحق والحق فقط توثيقا وتحقيقا للنسب الشريف للسيد البدوي نقلا عن :
الموسوعة الأحمدية البدوية الكتاب الأول –حقيقة القطب النبوي السيد أحمد البدوي – للأستاذ الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي عميد كلية القرآن الكريم بطنطا
نشر دار جوامع الكلم – القاهرة – الطبعة الأولي – 2004 م
والنقل سوف يكون من (صـ 125 - 132 ) من المرجع المذكور
يقول الأستاذ المؤلف : -
[إنني أقدم في هذه الدراسة العلمية هذه البراهين الساطعة والحجج القاطعة الناطقة بتحقيق نسبه المحمدي الشريف
أما أولها : فهو تواتر هذا النسب الشريف وإطباق عدول الأمة على إقراره واشتهار ذلك لدي العوام والخواص وفي المصادر العلمية كما سنبين بعد
وثانيهما : تلقيبه بلقب (السيد) الدال علي شرف نسبه واشتهاره به ومن المعلوم البين أنه يشتهر بهذا اللقب كل من ينتمي إلي سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم – بالنسب وذلك لشرفهم المكتسب من بضعته الطاهرة ومما يجدر التنويه به أنه لرسوخ شرف الإمام البدوي في أذهان الأمة لازم لقب السيادة اسمه والتصق به حتى صار كالاسم ذاته بل حتى صار لا يعرف من ( السيد ) عند الإطلاق إلا الإمام البدوي وحده – رضي الله تعالي عنه – فيقول بعضهم زرت السيد وحضرت مولد السيد وسمعت كرامة السيد والدلالة منصرفة في كل إلي القطب البدوي فرع الشجرة النبوية – رضي الله تعالي عنه – ووجه الدلالة في ذلك أنه لم يعترض أحد من علماء الأمة علي ذلك ولم يصادر علي تلقيبه بالسيادة
بل ومن الجدير بالذكر أن خصماء السيد البدوي الذين طعنوا عليه وعلي نسبه الشريف ولم يتحرزوا عن تلقيبه بالسيادة أيضا فقد جاءت كتبهم تحمل عناوين ( السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ) والسيد البدوي دراسة نقدية ) !!
وثالثهما : شهادة الأشراف العدول الصلحاء المعاصرين للعلامة المؤرخ ابن أزبك الصوفي المعاصر لأول طبقة من خلفاء السيد البدوي والذي يعد من أوائل من رووا نسب الإمام البدوي من المؤرخين فقد قال بعد إيراده للنسب الأحمدي الشريف – سنذكره تفصيلا إن شاء الله تعالي –
( وقد شهد بصحة هذه النسبة الشريفة القاضي عبد الوهاب بن التلميذ ونسخت من القاضي عبد الوهاب للشريف الحسيني الحاكم بمدينة النبي – صلي الله عليه وآله وسلم – بدار الرصاص )
وشهد أيضا بصحة هذه النسبة الشريفة : السيد عبيد بن محمد الشريف الحسنى وشهد أيضا بصحتها : الشريف أحمد بن محمد القرشي الحسنى بدار الرصاص وشهد أيضا بصحة هذه النسبة الشريفة : الشريف محمد بن إبراهيم الشريف الحسنى بدار الرصاص وشهد أيضا بصحتها الشريف عبد الحكيم المجاور بمدينة النبي – صلي الله عليه وآله وسلم –
وشهد أيضا بصحتها : الشريف أحمد بن المزاح والشريف الحسنى بدار الرصاص الحاكم بمدينة النبي – صلي الله عليه وآله وسلم –
وشهد أيضا بصحة هذه النسبة الشريفة : الفقيه علي المنادي بدار الرصاص وكلهم يشهدون بذلك شهادة لا يشكون فيها ولا يرتابون منها وكفي بالله شهيدا ( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه علي الذين يبدلونه إن الله سميع عليم )
ولا ريب أن هذه الشهادات من أشراف المدينة المنورة والتي تناقلها الثقات كابرا عن كابر دون ثبوت أي طعن في عدالة أصحابها إنما هي ألسنة الحق وقرائن الصدق للنسب البدوي الشريف
ورابعها : توافر الأثبات من المؤرخين وعلماء الأنساب علي تحقيق نسب السيد البدوي – رضي الله تعالي عنه – ومنهم شيخ المؤرخين المقريزي والإمام السيوطي والحافظ المؤرخ النسابة السيد محمد مرتضي الزبيدي – صاحب ( تاج العروس ) – الذي صنف شجرة في نسب الإمام البدوي وهي مطبوعة في تذييل كتاب ( بحر الأنساب المحيط ) للنجفي وهو الذي سنورد منه النسب الأحمدي هاهنا بإذنه تعالي
وخامسها : لقد أثبت الدكتور سعيد عاشور أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة في كتابه ( السيد البدوي شيخ وطريقة ) إجماع جمهرة الكتاب علي شرف نسب الإمام البدوي – رضي الله تعالي عنه –حيث قال : -
( أجمع جمهرة الكتاب علي ربط سلسلة نسب السيد أحمد البدوي بالإمام علي بن أبي طالب – كرم الله تعالي وجهه – ثم امتدت هذه السلسلة حتى وصلت إلي معد وعدنان )
هذا علي الرغم من أن الدكتور عاشور - بكتابه هذا – مصنف في عداد خصوم السيد البدوي وتصوفه بيد أنه قد تضمن قدرا من الإنصاف له في نقاط عديدة ومنها تحقيق النسب
وسادسها : أن القطب البدوي – رضي اله تعالي عنه – كان معتنيا في حياته - أشد الاعتناء – بحفظ نسبه الشريف وإشهاره لدي الكافة دون أن يطعن فيه طاعن حتى إن المصادر لنا بأنه كان – رضي الله تعالي عنه – يحمل نسبه معه في رحلاته مع كتبه ولا سيما في رحلته من الحجاز إلي طندتا ( طنطا ) فقد روي الخفاجي أن الشريف حسن أخا السيد البدوي – رضوان الله تعالي عليهما – قص الأمر لما أصبح فوجد سيدي أحمد قد اتخذ سبيله في رحلته إلي طندتا قال : ( فأصبحنا ما وجدنا أخي أحمد ولا وجدنا كتاب النسب ولا وجدنا كتاب القصص – أي التواريخ – وراح وخلانا مثل الحداد الذي بلا فحم ونحن مالنا غني عنهما )
وبالإضافة إلي ذلك : فقد صرح العارف البدوي – رضوان الله تعالي عليه – بنسبه المحمدي فيما أثر عنه من أقوال وأشعار ومنها قوله – رضي الله تعالي عنه –
حمانا عزيز لا يضام نزيله
وساكنه ما زال في العز والهنا
ومن رام كيدا فيه رد لنحره
سريعا وفوقنا له رأس سهمنا
ولما لا وإنا أهل بيت نبوة
وأذهب عنا الرجس في الذكر ربنا
وأورثنا علم النبي مع اسمه
فصارت حداة العيس تطرب باسمنا
وسابعها : توفر الدواعي – في عصر الإمام البدوي – رضي الله تعالي عنه – علي العناية بأنساب الأشراف وتوثيقها والإشهاد عليها واعتمادها من الرؤساء والحكام وتسجيلها في دور مخصصة لذلك للحفاظ عليها لأنها تثبت لذويها أكرم مأثرة وهي شرف الانتساب لسيد الخلق – صلي الله عليه وآله وسلم – ولا سيما بعد تفرق الأشراف في البلاد فرارا من بطش الحكام الظالمين كالحجاج بن يوسف ومن علي شاكلته
والنتيجة الطبيعية لذلك : أن تناقل الناس عن السيد البدوي نسبه الشريف في حياته وبعد انتقاله – لاسيما مريدوه وأتباعه المنتشرون في الأرض ليثبت لهم شرف الانتساب إلي أصل من أصول أهل البيت عترة أشرف المرسلين – صلي الله عليه وآله وسلم – ومن ثم كان هذا كفيلا لتوثيق وحفظ النسب الأحمدي الشريف
سلسلة النسب الأحمدي الشريف
ولنشرف الآن برواية سلسلة النسب الأحمدي البدوي الشريف معزوة إلي مصادرها العلمية الموثقة :-
فقد ذكرنا – فيما قبل – إجماع الروايات وجمهرة الكتاب علي شرف نسب الإمام البدوي وربط سلسلة نسبه بسيدنا علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – كما شهد بذلك شيخ المؤرخين المقريزي والإمام السيوطي والمؤرخ النسابة السيد محمد مرتضي الزبيدي كم نص علي ذلك الدكتور سعيد عاشور أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة
والآن نثبت هاهنا ما أثبته العلامة المقريزي واعتمده من نقل عنه لاسيما الحافظ المؤرخ النسابة السيد محمد مرتضي الزبيدي المتوفى سنة 1205 هـوهو الذي وضع شجرة نسب الإمام السيد أحمد البدوي أورد فيها نسبه الشريف علي النحو التالي : -
1- السيد أحمد بن 2- السيد علي ( البدري ) بن 3 – السيد إبراهيم بن 4 – السيد محمد بن 5 – السيد أبي بكر بن 6 – السيد إسماعيل بن 7 – السيد عمر بن 8 – السيد علي بن 9 – السيد عثمان بن 10 – السيد حسين بن 11 – السيد محمد بن 12 – السيد موسى بن 13 – السيد يحي بن 14 – السيد عيسى بن 15-السيد علي بن 16 – السيد محمد بن 17 – السيد حسن بن 18 – السيد جعفر بن 19 – السيد علي ( الهادي ) بن 20 – السيد محمد الجواد بن 21 – السيد علي ( الرضا ) بن 22 – السيد موسى ( الكاظم ) بن 23 – السيد جعفر ( الصادق ) بن 24 – السيد محمد ( الباقر ) بن 25 – السيد علي (زين العابدين ) بن 26 – سيدنا الإمام الحسين بن 27 – سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنهم وعنا بهم أجمعين
نسب عليه من النبوة رونق
ومهابة وجلالة وظهور
نسب كأن الشمس بعض عقوده
وعلي حواشيه النجوم سطور
ولقد استقر رأي أثبات المؤرخين علي توثيق وترجيح سياق المقريزي للنسب البدوي الشريف علي رواية ابن أزبك الصوفي الذي يعد – لدي فريق من المؤرخين – أول من روى نسب السيد البدوي – رضوان الله تعالي عليه – واعتمد عليه – إلي حد كبير – الشيخ الخفاجي في ( النفحات الأحمدية ) وجري علي نسقه العلامة نور الدين الحلبي كما ثبت في بعض نسخ كتابه ( النصيحة العلوية ) وأشار إليه المعلق في تعليقه ] اهــ
3- رد على شبهة الوثيقة المزعوم نسبتها للإمام مصطفى عبد الرازق .
في سلسلة حلقات الحرب المستعرة المعلنة من قبل المتمسلفة الخوارج ( الوهابية ) على أولياء الله عامة والسيد البدوي خاصة كانت أحداث هذه الواقعة والتي دارت وقائعها من بضع سنوات مضت .
ولعله وبعد مرور هذه المدة على هذه الواقعة مازال هناك من الرءوس الجهال من يلوك ويتمشدق بترهات نسبها بعض الطغام الجهلة للسيد البدوي – رضي الله عنه وعنا به – يزخرف بها بضاعته ويبهرج بها سلعته لتروج وتنفق في أوساط العوام والتائهين المضَللين . لذا قد توجب التنبيه لتبيان وكشف حقيقة مفتريات أهل الكذب والضلال والبهتان .
فقد قامت منذ بضع سنوات جماعة ما يعرف بـ (أنصار السنة) بتوزيع آلاف النسخ كهدايا مجانية - مع المجلة التي تصدرها باسم (التوحيد) - من كتيب بعنوان ( السيد البدوي : دراسة نقدية ) لشخص يدعى عبد الله صابر ،
وكان عماد هذا الكتيب قائم على إلصاق تهمة التشيع الباطني بالإمام البدوي – رضي الله عنه وعنا به – وهذا الكتيب في حقيقته مستقى ومختصر من كتاب : ( السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ) لأحمد صبحي منصور الزنديق الطاعن في : السادة الصحابة – رضي الله عنهم – وأئمة المسلمين . والمنكر للسنة النبوية المطهرة ، والمتابع للهالك الضال رشاد خليفة مدعي النبوة .
وقد استند المدعو أحمد صبحي منصور في دعواه – والتي تلقفها منه المدعو عبد صابر – بانتساب السيد البدوي إلى التشيع الباطني إلى مقال بعنوان ( المولدان الأحمدي والدسوقي ) نشر بمجلة [السياسة الأسبوعية ] عدد 89 لسنة 1927 م . موقع باسم ( عالم كبير ومعروف ) !!!!!!!!!!!
وقد ورد في هذا المقال أن كاتبه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن السيد البدوي كان صوفيا فقط ، ويثبت أنه في الحقيقة كان علويا طموحا يهدف لإرجاع الملك الفاطمي .
وقد زعم المدعو أحمد صبحي منصور – وتابعه المدعو عبد الله صابر – أن كاتب المقال هو شيخ الأزهر الأسبق الشيخ مصطفى عبد الرازق ، وزعم أن سبب توقيعه للمقال بـ ( عالم كبير ومعروف ) وعدم ذكره لاسمه صراحة يرجع إلى : إدراكه لتأثير هذه المقالات فلم يشأ أن يوقعها باسمه بل وقع تحتها بـ ( عالم كبير ومعروف ) !!!!!!!!!!!!!!
كان يكفي لو كانت الفطر سليمة والقلوب نقية للرد على هذه الترهات مجرد ذكر أن مصدرها هو شخص كأحمد صبحي منصور ، ولكن ولأننا في زمن الرويبضة والروءس الجهال والدعاة على أبواب جهنم وجدنا من يقوم بتلقف ما يكتبه أمثال هذا الشخص ويعيد طبعه ونشره وتوزيعه كهداية مجانية بآلاف الأعداد على المساجد ودور العلم وفي الأوساط الشعبية .
ويال العجب على زمن يُحتاج فيه للدفاع عن مثل السيد البدوي ضد مفتريات أمثال المدعو أحمد صبحي منصور ، والمدعو عبد الله صابر . فرحماك يا رب .
فما هي يا ترى حقيقة هذه الوثيقة المزعومة والمنسوبة لشيخ الأزهر الأسبق الإمام مصطفى عبد الرازق ، وما هي فعلا حقيقة السيد البدوي كما رآها أئمة المسلمين والمؤرخين منذ ظهوره المبارك وحتى الآن ؟!!!!!
فمع بيان حقيقة هذه الوثيقة المزعومة وإثبات أنها محض أبطولة ، وذلك باستعراض الآتي بتمامه من : الموسوعة الأحمدية البدوية : الكتاب الأول ( حقيقة القطب النبوي السيد أحمد البدوي صـ 26 -30 ) من تأليف فضيلة الأستاذ الدكتور العلامة جودة محمد أبو اليزيد المهدي – جزاه الله خير الجزاء –
أولا : لقد صرح المؤلفان – المدعيان على السيد البدوي بانه شيعي باطني – بأن المصدر الرئيس لهما هو مقال منسوب إلى الشيخ مصطفىعبد الرازق ومفاد هذا – مبدئيا - أنه على مدى أكثر من سبعة قرون – منذ عصر السيد البدوي إلى تاريخ مقال الشيخ مصطفى عبد الرازق – لم يثبت بل ولم يدع في أي مصدر تاريخي أن السيد البدوي شيعي أو مبعوث سياسي للدولة الفاطمية .
فهل غفل المؤرخون وضل العلماء جميعا في حقيقة السيد البدوي طيلة سبعة قرون حتى كشفه – في زعمكم - الشيخ مصطفى الرازق ؟؟ أو من ينقل عنه ؟؟
ثانيا: إن قول المدعى الأول (وقد بدأ اتجاه العقل والمنطق فيما كتبه الشيخ مصطفى عبد الرازق ....)وكذلك قوله في مقدمة كتابه : أنه ( يتابع الطريق العلمي الموضوعي أسوة بما كتبه الشيخ مصطفى عبد الرازق ....) مفادهما أن جميع العلماء والمؤرخين الذين كتبوا من قبل عن السيد البدوي كابن حجر والمقريزي والحلبي والحافظ السيوطي وغيرهم كانوا بمعزل عن العقل والمنطق والموضوعية العلمية وهذا في حد ذاته كاف للرمي بدعواه عرض الحائط !!
ثالثا : إن قول المدعي : (وكان المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق يدرك تأثير هذه المقالات فلم يشأ أن يوقعها باسمه بل وقع تحتها بـ (عالم كبير وكتاب معروف ) يفيد أن نسبة هذه المقالة إلى الشيخ مصطفى عبد الرازق غير محققة ولا مقطوع بصحتها ؛ لعدم توقيعها باسمه صراحة بل بلقب مستعار ومن أدرانا بأن صاحب هذا اللقب هو الشيخ مصطفى عبد الرازق ؟ ولماذا لا يكون أحد المعادين لأولياء الله وللإمام البدوي خاصة وتخفى وراء هذا اللقب ؟؟
ورابعا: إن تبرير توقيع المقال المذكور بلقب مستعار بقول المدعى (انه كان يدرك تأثير هذه المقالات فلم يشأ أن يوقعها باسمه ) يفيد توقع استنكار جمهور العلماء وأهل الرأي المعاصرين لما تضمنه المقال من شناعة رمي الإمام البدوي بالتشيع الباطني فعمد الكاتب إلى التخفي وراء توقيع مستعار .
وهل كان هذا خلق الإمام مصطفى عبد الرازق ؟ وهل هذه شجاعة العلماء ؟؟اللهم لا ، فان صاحب الحق الشجاع يواجه برأيه الدنيا بأسرها ولا يخشى في الله لومة لائم .
خامسا : إن ما عرف عن الإمام مصطفى عبد الرازق من خلق رفيع وتواضع جم يمنعنا من تصديق أنه يوقع عن نفسه بـ (عالم كبير..) وهو البصير بقوله تعالى فلا تزكوا أنفسكم ) .
وسادسا: كذلك فإن الشيخ مصطفى عبد الرازق لم يعرف عنه أدنى معاداة أو خصومة للتصوف وأقطابه حتى يقدم على إلصاق تهمة التشيع الباطني بقطب أجمع صوفية عصره ومن بعدهم على إجلاله –وهو السيد البدوي –ولو رجعنا إلى ترجمة الشيخ مصطفى عبد الرازق في كتاب (الأعلام) أو (مشيخة الأزهر) لو جدنا في ثبت مؤلفاته كتابا كبيرا في التصوف.
وسابعا: نقل المدعيان عن المقال المنسوب للشيخ مصطفى عبد الرازق أنه ذكر فيه (أنه رجع إلى مخطوطة ينكر صاحبها أن (أحمد البدوي ) كان صوفيا ويثبت أنه كان علويا شيعيا..) والتحقق العلمي يدفعنا إلى أن نسأل:
من مؤلف هذه المخطوطة الذي ينكر فيها صوفية الإمام البدوي ويثبت شيعيته ؟؟
هل من المنطق العلمي أن تؤخذ الحقائق عن مجهول لا نعرف عنه شيء على الإطلاق ؟؟
بالله لو كان هذا مصدر يعتد به ويؤخذ عنه هل يخفى اسمه وصفته ؟؟ ولا يعرف أهو مؤمن أم كافر ؟؟ سني أم شيعي ؟؟ ثقة أم مجروح ؟؟
فكيف استباح مؤلف كتاب (السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة) لنفسه أن يحكم على ولي لله بالتشيع الباطني المغالى بتأليه سيدنا علي – أي بالكفر البواح – لمجرد استناده إلى مخطوطة تعزى إلى مجهول ؟؟
وثامنا: ان صاحب كتاب (السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ) ينقل في ادعائه عن الشيخ مصطفى عبد الرازق أنه (قد ذكر أنه قد رجع إلى مخطوطه مغربية ينكر فيها أن احمد البدوي كان صوفيا ...) الخ.
ولم يتحرى المنهج العلمي في توثيق هذه المخطوطة بأي وصف سوى أنها مخطوطة مغربيه !! فلم يذكر مكان وجودها ولا رقم تسجيلها بأي خزانه للكتب وهل لا تزال موجودة أو أنها فقدت ؟؟ لا شئ من ذالك على الإطلاق , فهل هذا منهج علمي في البحث والتقويم ؟؟
إننا لا يسعنا – والأمر كذلك - إلا أن نقول :إن الجهل بحقيقة مصدر الدعوى –وهو المخطوطة المزعومة وصاحبها – يعطينا الحق في الحكم على دعوى تشيع السيد البدوي بأنها (دعوى لقيطة ) لا نسب لها ولا حقيقة .
وتاسعا : لقد أجريت لدى كتابة هذه السطور – اتصالا بأسرة المرحوم الإمام الشيخ مصطفى عبد الرازق لتحري الحقيقة فيما نسب إليه من مقال ( السياسة الأسبوعية ) وحادثت الشخصيات العلمية في أسرة الشيخ وعلى رأسهم نجله الأستاذ ممدوح مصطفى عبد الرازق والدكتورة سعاد عبد الرازق فنفيا بالقطع صحة نسبة هذا المقال المزعوم إليه ، وكان مما قاله لي الأستاذ ممدوح عبد الرازق :
(لاشك عندي في احترامه – أي والده الشيخ مصطفى – لأولياء الله الصالحين ومنهم السيد البدوي بيقين ، ولا سيما وأنه كان يدرس التصوف والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف ) .
كما عقب على دعوى توقيع والده بـ ( عالم كبير وكاتب معروف ) بأنها دعوة باطلة إذ أنه في حالة عدم توقيعه باسمه كان يوقع بالرمز الحرفي ( م ) . ثم إنه في 1927 لم يكن يعد عالما كبيرا لأنه في هذا العام نقل من عمله مفتشا بالمحاكم الشرعية إلى الجامعة أستاذا مساعدا فكيف يوقع بـ ( عالم كبير معروف ) ؟؟
وعاشرا : كيف يعقل أن يكتشف الإمام مصطفى عبد الرازق هذا الاكتشاف العلمي في حقيقة السيد البدوي ولم يشتهر عنه لدى أثبات العلماء من أقرانه وتلاميذه وأصدقائه الناقلين عنه كالشيخ محمد عبد اللطيف دراز والإمام الشيخ عبد الحليم محمود والدكتور محمد البهي وغيرهم ؟؟
بل وكيف يظل هذا الأمر مكتوما منذ سنة 1927 إلى زمن تأليف كتاب (السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة )؟؟
إن منطق الحقيقة المشيد على أسس البحث العلمي النزيه يؤكد زيف هذه الأبطولة وسقوط هذه الدعوى المفتراة على ولي الله العظيم احمد البدوي – رضي الله تعالى عنه – لأنها دعوى بلا حقيقة ، بلا سند ، وليس لإثباتها من دليل ، وإن هي إفك واختلاق وتضليل !!
4- مشاركة متميزة من درر السيد الفاضل ( مريد الحق ) - بارك الله فيه - عن نقل منسوب للحافظ السخاوي في حق السيد البدوي - رضي الله عنه وعنا به - وهي المشاركة رقم 1 على الرابط التالي :
http://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopic ... sc&start=0
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
سيدى الحبيب الشريف الدكتور / محمود
لم أشأ أن أتقدم على طلب حضرتك بالتوقف عن الرد على " سلطان " حتى يرد على حضرتك مسألة مسألة ..... ولم يفعل !!!!
ولكنى رأيته ذكر نقلا عن المقريزى والسخاوى بشأن ولى الله السيد أحمد البدوى .. فأحببت
أن أضع بين أيدى حضرتك تعليقات واستفهامات .
أولها : مانقله عن المقريزى .
وأقول ... من هو المقريزى ؟؟ أقدم لكم ترجمة له .
قال السخاوى – وهو من استدل به " سلطان " فى نقله – فى كتابه الضوء اللامع (1/258-260) مترجما للمقريزى :
( أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد بن تميم التقي أبو العباس بن العلاء بن المحيوي الحسيني العبيدي البعلي الأصل القاهري سبط ابن الصائغ ويعرف بابن المقريزي .
لقي الكبار وجالس الأئمة فأخذ عنهم وتفقه حنفياً على مذهب جده لأمه وحفظ مختصراً فيه , ثم لما ترعرع وذلك بعد موت والده في سنة ست وثمانين وهو حينئذ قد جاز العشرين تحول شافعياً واستقر عليه أمره .
لكنه كان مائلاً إلى الظاهر , ولذلك قال شيخنا – يعنى الحافظ ابن حجر - أنه أحب الحديث فواظب على ذلك حتى كان يتهم بمذهب ابن حزم ولكنه كان لا يعرفه انتهى.
وكان حسن المذاكرة بالتاريخ لكنه قليل المعرفة بالمتقدمين ولذلك يكثر له فيهم وقوع التحريف والسقط وربما صحف في المتون مما رأيته بخطه في ذلك ابن البدر وهو بفتح الموحدة والدال المهملة فضبطه بخطه بالبدل وعلي بن منصور الكرجي شيخ السلفي وهو بالجيم فضبطه بالخاء المعجمة وكثيراً ما يجعل عبد الله عبيد الله وعكسه بل وبلغني أنه جعل أبا طاهر بن محمش راوي الحديث المسلسل بالأولية حين حدث به بالخاء المعجمة بدل المهملة وأما في المتأخرين فقد انفرد في تراجمهم بما لا يوافق عليه كقوله في ابن الملقن أنه كان يسيء الصلاة جداً وكان مع ذلك يكثر الاعتماد على من لا يوثق به من غير عزو إليه حتى فعل ذلك في نسبه , فإن مستنده في كونه من العبيديين كونه دخل مع والده جامع الحاكم فقال له يا ولدي هذا جامع جدك
لا سيما وما قاله ابن رافع في نسبه عبد القادر جده أنصارياً يخدش في هذا , وإن توقف صاحب الترجمة فيه لكنه مع ذلك لم يكن يتجاوز في تصانيفه في سياق نسبه عبد الصمد بن تميم وإن أظهر زيادة على ذلك فلمن يثق به ثم رأيت ما يدل على أنه اعتمد في هذه النسبة العرياني المشهور بالكذب فالله أعلم .
ومن يصف من يكون كذلك بالحافظ يريد الاصطلاح فقد جازف وما أحسن قول بعضهم مما في بعضه توقف.
وكان كثير الاستحضار للوقائع القديمة في الجاهلية وغيرها
وأما الوقائع الإسلامية ومعرفة الرجال وأسمائهم والجرح والتعديل والمراتب والسير وغير ذلك من أسرار التاريخ ومحاسنه فغير ماهر فيه
وكانت له معرفة قليلة بالفقه والحديث والنحو واطلاع على أقوال السلف وإلمام بمذهب أهل الكتاب حتى كان يتردد إليه أفاضلهم للاستفادة منه وقال العيني كان مشتغلاً بكتابة التواريخ وبضرب الرمل . ) انتهى كلام السخاوى .
وقال الشوكانى فى البدر الطالع (1/79) :
( وصارت له فيه – أى التاريخ – جملة تصانيف كالخطط والآثار للقاهرة وهو من أحسن الكتب وأنفعها , وفيه عجائب ومواعظ , وكان فيه ينشر محاسن العبيدية ويفخم شأنهم ويشيد بذكر مناقبهم , وكنت قبل أن أعرف انتسابه أعجب من ذلك كونه على غير مذهبهم , فلما وقفت على نسبه علمت أنه استروح إلى ذكر مناقب سلفه ) انتهى كلام الشوكانى .
وقال الحافظ ابن حجر فى رفع الإصر عن قضاة مصر (1/99- 102)
( والعجب أن صاحبنا المقريزي كَانَ يفرط فِي تعظيم ابن خلدون، لكونه كَانَ يجزم بصحة نسب بني عُبَيد، الذين كانوا خُلفاء بمصر، وشهروا بالفاطميين، إِلَى عليّ، ويخالف غيره فِي ذَلِكَ، وَيَدْفَع مَا نُقل عن الأئمة فِي الطعن فِي نَسَبهم ويقول: إنما كتبوا ذَلِكَ المحضر مراعاة للخليفة العباسي. وَكَانَ صاحبنا ينتمي إِلَى الفاطميين فأحب ابن خلدون لكون أثبت نسبتهم، وغفل عن مُراد ابن خلدون، فإنه كَانَ لانحرافه عن آل عليّ يثبت نسبة الفاطميين إليهم، لما اشتهر من سوء معتقد الفاطميين، وكون بعضهم نسب إِلَى الزندقة، وادعى الألوهية كالحاكم، وبعضهم فِي الغاية من التعصب لمذهب الرفض، حَتَّى قتل فِي زمانهم جمع من أهل السنة.
وكانوا يصرحون بسبّ الصحابة فِي جوامعهم ومجامعهم، فإذا كانوا بهذه المثابة وصح أنهم من آل عليّ حقيقة، التصق بآل عَلَى العيب، وَكَانَ ذَلِكَ من أسباب النفرة عنهم والله المستعان . ) انتهى .
وأما عن ابن خلدون .. الذى كان المقريزى مغرما به ... فقد ترجمه الحافظ ابن حجر فى رفع الإصر عن قضاة مصر (1/99- 102) قائلا :
( عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد ابن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي الإشبيلي الأصل، التونسي المولد، أبو زيد ولي الدين المالكي، من المائة التاسعة.
ولد فِي أول شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، واشتغل فِي بلاده وسمع من الوادي آشي وابن عبد السلام وغيرهما وأخذ القراءات عن محمد بن سعد بن بُرَّاد، واعتنى بالأدب وأمور الكتابة والخط، حَتَّى مهر فِي جميع ذَلِكَ. وولي كتابة العلامة عن صاحب تونس. ثُمَّ توجه إِلَى فاس فِي سنة ثلاث وخمسين، فوقع بَيْنَ يدي سلطانها أبي عنان. ثُمَّ حصلت لَهُ نكبة وشدة، واعتقل نحو عامين. وولي كتابة السر لأبي سالم والنظر فِي المظالم.
ثم دخل الأندلس فقدم إِلَى غرناطة فِي سنة أربع وستين، فتلقاه السلطان ابن الأحمر عند قدومه، ونظمه فِي أهل مجلسه. وأرسله إِلَى عظيم الفرنج بإشبيلية، فعظّمه وأكرمَه، وحمَله. وقام بالأمر الَّذِي ندب إِلَيْهِ. ثُمَّ توجه فِي سنة ست وستين إِلَى بجاية ففوض إِلَيْهِ تدبير مملكته مدة.
ثُمَّ نزح إِلَى تِلِمْسَان باستدعاء صاحبها، وأقام بوادي العرب مدة. ثُمَّ توجه إِلَى فاس من بَسْكِرَة فنهب فِي الطريق. ومات صاحب فاس قبل قدومه، فأقام بِهَا قدر سنتين.
ثُمَّ توجه إِلَى الأندلس. ثُمَّ رجع إِلَى تلمسان، فأقام مدة أربعة أعوام. ثُمَّ ارتحل عنهم فِي رجب سنة ثمانين إلى تونس، فأقام بِهَا إِلَى أن استأذن فِي الحج فأذن لَهُ. فاجتاز البحر إِلَى أن وصل إِلَى الإسكندرية. ثُمَّ قدم الديار المصرية فِي سنة أربع وثمانين وسبعمائة فِي ذي القعدة. وحج ثُمَّ رجع فلازم أَلْطُنْبُغَا الجوباني، فاعتنى بِهِ إِلَى أن قرره الملك الظاهر برقوق فِي قضاء المالكية بالديار المصرية، فباشرها مباشرة صعبة، وقلب للناس ظهر المِجَن، وصار يعزّز بالصفع ويسميه الزج. فإذا غضب عَلَى إنسان، قال: زجوه، فيصفع حَتَّى تحمر رقبته.
قرأت بخط البشبيشي؛ كَانَ فصيحاً مُفوهاً جميل الصورة وخصوصاً إذَا كَانَ معزولاً. أما إذَا ولي فلا يعاشَر، بل ينبغي ألا يرى.
وقد ذكره لسان الدين ابن الخطيب فِي تاريخ غرناطة وَلَمْ يصفه بعلم، وإنما ذكر لَهُ تصانيف فِي الأدب، وشيئاً من نظمه، وَلَمْ يكن بالماهر فِيهِ. وَكَانَ يبالغ فِي كتمانه، مع أنه كَانَ جيداً لنقد الشعر.
وسئل الركراكي فقال: عَرِيٌّ عن العلوم الشرعية. لَهُ معرفة بالعلوم العقلية من غير تقدم فِيهَا، ولكن محاضرته إليها المنتهى، وهي أمتع من محاضرة الشيخ شمس الدين الغماري.
ولما دخل الديار المصرية تلقاه أهلها وأكرموه، واكثروا ملازمته والتردد إِلَيْهِ. فلما ولي المنصب تنكَّر لهم، وفَتَكَ فِي كثير من أعيان الموقعين والشهود. وقيل إن أهل المغرب لما بلغهم أنه ولي القضاء، عجبوا من ذك، ونسبوا المصريين إِلَى قلة المعرفة، حَتَّى إن ابن عرفة قال لما قدم إِلَى الحج: كنا نعد خطة القضاء أعظم المناصب. فلما بلغنا أن ابن خلدون ولي القضاء، عددناها بالضدّ من ذَلِكَ.
ولما دخل القضاة للسلام عَلَيْهِ، لَمْ يَقُم لأحدٍ منهم، واعتذر لمن عاتَبه عَلَى ذَلِكَ. وباشَر ابن خلدون بطريقة لَمْ يألفها أهل مصر، حَتَّى حصل بينه وبين الركراكي تنافس، فعقد لَهُ مجلس، فأظهر ابن خلدون فتوى زعم أنها خط الركراكي، وهي تتضمن الحط عَلَى برقوق. فتنصل الركراكي من ذَلِكَ، وتوسل بمن اطلع عَلَى الورقة فوجدت مدلسة. فلما تحقق برقوق ذَلِكَ عزله، وأعاد ابنَ خير. وذلك فِي جمادى الأولى سنة سبع وثمانين. فكانت ولايته الأولى دون سنتين. واستمر معزولاً ثلاثَ عشرة سنة وثلاثة أشهر، وحج فِي سنة تسع وثمانين. ولازَمه كثير من الناس فِي هَذِهِ العطلة وحَسَّنَ خُلقه فِيهَا، ومازح الناس، وباسَطَهم، وتردد إِلَى الأكابر وتواضَع معهم. ومع ذَلِكَ لَمْ يغير زيه المغربي وَلَمْ يلبس زي قضاة هَذِهِ البلاد.
وَكَانَ يحب المخالفة فِي كل شيء.
ولما مات ناصر الدين ابن التَّنَسِيّ، طلبه الملك الظاهر، فوجده توجه إِلَى الفيوم بسبب بلد القميحة وَكَانَ لَهُ نصيب فِي تدريسها. فحضر صحبة بريديّ ففوض إِلَيْهِ القضاء فِي خامس عشر شهر رمضان سنة إحدى وثمانمائة.
فباشر عَلَى عادته من العسف والجنَف. لكنه استكثر من النواب والشهود والعقاد، عَلَى عكس مَا كَانَ فِي الأول، فكثرت الشناعة عَلَيْهِ، إِلَى أن صُرِف ببعض نوابه، وهو نور الدين ابن الجلال صرفاً قبيحاً، وذلك فِي ثاني عشر المحرم سنة ثلاث وثمانمائة.
وطلبَ إِلَى الحاجب الكبير فأقامه للخصوم وأساء عَلَيْهِ بالقول. وادعوا عليه بأمور كثيرة أكثرها لا حقيقة لَهُ. وحصل لَهُ من الإِهانة مَا لا مزيد عَلَيْهِ وعزل.
ثم مات ابن الجلال بعد أربعة أشهر فِي جمادى الأولى، فولي جمال الدين الأَقْفَهْسِيّ، ثُمَّ صرف بعد أربعة أشهر أيضاً فِي رمضان. وأعيد ابن خلدون، وذلك بعد مجيئه من الفتنة العظمى، وخلاَصه منها سالماً. وكانوا استصحبوه معهم معزولاً، فتحيَّل لما حاصر اللَّنكُ دمشق إِلَى أن حضر مجلسه، وعرَّفه بنفسه فأكرمه وقَرَّبه. وَكَانَ غرضه استفساره عن أخبار بلاد المغرب، فتمكن منه، إِلَى أن أَذِنَ لَهُ فِي السفر وزوَّده وأكرمه. فلما وصل، أعيد إِلَى المنصب، فباشره عشرة أشهر. ثُمَّ صرف بجمال الدين البساطي إِلَى آخر السنة. وأعيد ابن خلدون وسار عَلَى عادته. إِلاَّ أنه تبسط بالسكن عَلَى البحر، واكثر من سماع المطربات، ومعاشرة الأحداث، وتزوج لَهَا أخ أَمْرَد يُنسب للتخليط فكثرت الشناعة عَلَيْهِ.
هكذا قرأت بخط جمال الدين البشبيشي فِي كتابه (القضاة). قال: وَكَانَ مع ذَلِكَ أكثر من الازدراء بالناس، حَتَّى شهد عنده الأستادار الكبير بشهادة فلم تُقبَل شهادته، مع أنه كَانَ من المتعصبين لَهُ. وَلَمْ يشتهر عنه فِي منصبه إِلاَّ الصيانة، إِلَى أن صرف فِي سابع شهر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة. ثُمَّ أعيد فِي شعبان سنة سبع، فباشر فِي هَذِهِ المرة الأخيرة بلين مفرط وعَجز وخَور. وَلَمْ يلبث أن عزل فِي أواخر ذي القعدة.
وقرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي فِي وصف تاريخ ابن خلدون: مقدمته لَمْ يعمل مثالها، وإنه لَعزيز أن ينال مجتهد مَنَالها، إذ هي زُبدة المعارف والعلوم، وبهجة العقول السليمة والفهوم، توقف عَلَى كُنه الأشياء، وتعرف حقيقة الحوادث والأنباء، وتعبر عن حال الوجود، وتنبئ عن أصل كل موجود، بلفظ أبهى من الدُّر النَّظيم، وألطفُ من الماء مَرَّ بِهِ النسيم). انتهى كلامه.
وما وصفها بِهِ فيما يتعلق بالبلاغة والتلاعب بالكلام عَلَى الطريقة الجاحظية مُسَلَّم لَهُ فِيهِ، وأما مَا أطراه بِهِ زيادة عَلَى ذَلِكَ فليس الأمر كما قال، إِلاَّ فِي بعض دون بعض، إِلاَّ أن البلاغة تزين بزخرفها، حَتَّى تُرِي حَسناً مَا لَيْسَ بالحَسَن.
وقد كَانَ شيخنا الحافظ أبو الحسن بن أبي بكر يبالغ فِي الغَضّ منه. فلما سألته عن سبب ذَلِكَ، ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما فِي تاريخه فقال: قُتِلَ بسيف جَده. ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة، أردفها بلعن ابن خلدون وسبّه وهو يبكي.
قلت: وَلَمْ توجد هَذِهِ الكلمة فِي التاريخ الموجود الآن. وكأنه كَانَ ذكرها فِي النسخة الَّتِي رَجَعَ عنها. ) انتهى كلام الحافظ .
ومن هنا ظهر جليا صدق كلام حضرتك حينما ذكرت أن الشيعة يكرهون الصوفية .. ويدسون عليهم .. كذبا وزورا .
وثانيها : ما عزاه " سلطان " للإمام السخاوى ... وهو الإمام الصوفى المتوسل المتبرك بآثار الأولياء والصالحين !!!
أقول : رجعت إلى الضوء اللامع للإمام السخاوى (المجلد الخامس – الجزء التاسع / ص 150- طبعة دار الجيل – بيروت - ترجمة : محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق أبي عبد الله الغماري ثم المصري المالكي النحوي ) ... فوجدت مانصه :
( وحدث المقريزي في عقوده عن شيخه أبي حيان قال ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة ولم يصل . نفعنا الله بالصالحين. ) انتهى كلام السخاوى .
فتعجبت لقول السخاوى فى آخر الترجمة " نفعنا الله بالصالحين. " !!! وهل هذا موطن ليقول فيه " نفعنا الله بالصالحين. " ؟؟؟!!!
فأغلب الظن – والله أعلم – أن الإمام السخاوى له تعليق يناقض أو يرد على ماورد فى هذه الترجمة ... إلا أنه حذف .. خاصة وأننا قد ذكرنا كلامه فى المقريزى , ولا أستبعد أن تكون يد الحذف والتحريف والدس قد وصلت إلى هذا الكتاب .
أعتذر بسبب الإطالة عليكم ياسيدى .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين