وهي لقاضي القضاة المالكية أبي عبد الله محمد السعدي المصري الإخنائي المالكي.
وترجمه ابن فرحون في الديباج فقال :
"كان بقية الأعيان وفقهاء الزمان . وكان من عدول القضاة وخيارهم . وتولى قضاء القضاة المالكية بالديار المصرية وكانت وفاته سنة خمسين وسبعمائة عن اثنتين وتسعين سنة". انتهى مع اختصار.
وقد ألف رسالته هذه في الرد على بدعة ابن تيمية في مسألة الزيارة إذ كان معاصراً له.
فقال الإمام الإخنائي رضي الله عنه :
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي نصر الحق وأقام مناره . وخذل الباطل وأذل أنصاره . واصطفى من خلقه سيدنا ومولانا محمداً صلى الله عليه وسلم واختاره.
شرف بوجوده الوجود . ورفع قدره على كل موجود ؛ وجعله شاهداً ومبشراً ونذيراً . وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ؛ أرسله رحمة لسائر العباد.
أحمده على نعمه التي لا تحصى وأشكره على آلائه التي لا تستقصى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة الحق اليقين.
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله سيد المرسلين وإمام المتقين . وخاتم النبيين . وقائد الغر المحجلين . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.
(أما بعد) فإن العبد لما وقف على الكلام المنسوب لابن تيمية المنقول عنه من نسخة فتواه ، ظهر لي من صريح ذلك الكلام وفحواه ، مقصده السيء ومغزاه.
وهو تحريم زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وسائر القبور والسفر إليها ، ودعواه أن ذلك معصية محرمة مجمع عليها.
فعند ذلك شرح الله صدري للجواب عما نقل عنه من مقالته ، وسارعت لإطفاء بدعته وضلالته.
فأقول وبالله التوفيق . وأسأله أن يوصلنا إليه من أسهل طريق.
لقد ضل صاحب هذه المقالة وأضل . وركب طريق الجهالة واستغل.
وحاد في دعواه عن الحق وما جاد . وجاهر بالعداوة للأنبياء وأظهر لهم العناد.
فحرم السفر لزيارة قبورهم وسائر القبور ، وخالف في ذلك الخبر الصحيح المأثور.[1]
يتبع إن شاء الله.
هامش :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] نقلاً عن العلامة الأزهري المحدث الفقيه الصوفي فضيلة الشيخ سلامة القضاعي العِزَامي الشافعي من كتابه : البراهين الساطعة في رد بعض البدع الشائعة من صـ 370 وما بعدها.