ثم جاء الخلف وقد كثر الملحدون والذين في قلوبهم زيغ وتشبثوا بمواطن الاختلاف والمتشابه من ذلك وكان الجواب بالتفويض لا ينقع لهم غُلَّة ولا يشفي لهم علة.
وكانت أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن وجاء بها الرسول قد دونت علومها ، وبينت أسرارها فلم تضق ذرعاً بدواء ذلك المرض بالجواب العلمي الشافي القاطع لشأفة المجادلين في هذه الآيات ونحوها من الأحاديث.
ووجدوا لذلك نظائر لا تخفى في كلام العربالذين جاء القرآن بلسانهم فأولوا كل موطن من هذه الآيات والأحاديث بما يليق به مما يناسب المقام من وجوه البيان وعلى طرقه المقررة في علومه شأن عملهم في سائر الكلام العربي غير الكتاب والسنة.
ولكن خالف في ذلك أبو العباس أحمد بن تيمية وتلميذه ابن القيم وطائفة معهم ، وقاموا بغارة شعواء على الخلف المؤولين وأفرطوا في التمسك بظاهر ذلك.
حتى كأن القرآن والسنة لم يرد عندهم على مناهج اللغة العربية وأساليبها المعهودة.
وحتى أفرطوا في كثرة الجدال في ذلك وجمع النقول والروايات الواهية التي لا يؤخذ بأمثالها في الفروع فضلاً عن تلك الأصول.
كما فعل ابن القيم في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية) هذا الذي أفرده للخوض في هذا الموضوع خاصة مع نقله عن السلف الصالح تحريم الخوض في ذلك.
وليت شعري إذا كان السؤال والبحث عن آية واحدة أو حديث من ذلك بدعة ، كما جاء ذلك عن السلف عن السلف رضي الله عنهم ونقله هؤلاء أنفسهم فماذا يكون إفراد ذلك بوضع المؤلفات وتحرير الأسفار والمجلدات ؟!
فقد وقعوا فيما يحذرون وصار عليهم حجة ما يلبسون.
يتبع إن شاء الله.