[font=Tahoma][align=justify] قال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه :[تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية] (صـ72-73-) :
[وأما السماع, فإن كان بغير آلة فمذهبنا انه ليس بحرام, فلا إنكار فيه, وقد كان يحضره الأئمة من كل مذهب في كل عصر. روى الحافظ محمد بن طاهر المقدسي بسنده عن مصعب بن الزبير قال: حضرت مجلس مالك بن أنس, فسأله أبو مصعب عن السماع, فقال مالك: أهل العلم ببلدنا لا ينكرون ذلك, ولا يقعدون عنه, ولا ينكره إلا غبي جاهل أو ناسك عراقي غليظ الطبع.
وروى أيضا بسنده عن صالح بن احمد بن حنبل انه كان يحب السماع, وأنه أحضر رجلا يغنيه فسمعه أبوه.
وقال ابن طاهر أيضا: أخبرنا أبو محمد التميمي قال: سألت الشريف أبا علي محمد بن احمد بن أبي موسى الهاشمي عن السماع, فقال: ما أدري ما أقول فيه, إلا أني حضرت في دار شيخنا أبي الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي شيخ الحنابلة سنة سبعين وثلاثمئة في دعوة عملها لأصحابه حضرها أبو بكر الابهري شيخ المالكيين, وأبو القاسم الداري شيخ الشافعيين, وأبو الحسن طاهر بن الحسين شيخ اصحاب الحديث, وأبو الحسين بن سمعون شيخ الوعاظ والزهاد, وأبو عبد الله بن مجاهد شيخ المتكلمين, وصاحبه أبو بكر الباقلاني, حتى قال بعض الحاضرين: لو سقط سقف عليهم لم يبق في العراق من يفتي في حادثة بسنة, كان رجل حاضرا يقرأ بصوت حسن, فقالوا له: قل شيئا. فقال وهم يسمعون:
خطت أناملها في بطن قرطاس *** رسالة بعبير أنفاس
فكان قولي لمن أدى رسالتها *** قفي لأمشي على العينين والراس
قال ابن طاهر: وآخر من كان يبيح استماعه من الأئمة المقتدى بهم الشيخ أبو إسحاق الشيرازي, وكان في ورعه وزهده وتقشفه بالمحل الذي لا يخفى. انتهى.
وقال البيهقي في شعب الإيمان: قرأت على أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سألت الإمام أبا سهل محمد بن سليمان عن السماع فقال: يستحب ذلك لأهل الحقائق, ويباح ذلك لأهل الورع, ويكره ذلك للفساق ومن يسمعه تطربا.
وقال القونوي في شرح التعرف: قد حضره من المتأخرين عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن دقيق العبد وغيرهما من العلماء الأعلام أئمة الإسلام.
وذكر الاسنوي في الطبقات أن الشيخ تاج الدين بن الفركاح كان يحب السماع ويحضره.
وممن استحسنه أيضا القطب القسطلاني.
وذكر الماوري في "الحاوي" أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان يستكثر من سماع الغناء, ويشتري الجواري لذلك.]اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|