[font=Arial]
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أحوالكم يا أحباب .. اسأل الله أن تكونوا جميعاً والأهل في خير أحوال الدنيا والآخرة، عدت إليكم بعدد غياب وادعو الله ألا يقطعني عنكم مرة أخري، فقد كان انقطاعي بسبب انشغالي في أمور كثيرة، اسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
هذا المقال حول سيدي الإمام عبدالوهاب الشعراني كتبة سيدي وشيخي ودليلي في طريقي إلي الله الشيخ أكرم مظهر في مقال له بجريدة روزاليوسف، وهو دفاعاً عن علم من أعلام أهل الله ظلم كثيراً، واتخذخ الوهابية التيميين وسيله للطعن في السادة الصوفية الصادقين، وشيخي حفظه الله يكتب مقالاً اسبوعياً كل يوم جمعة في جريدة روزاليوسف اليومية.
إن شاء الله أعرفكم بشيخي أكثر، وأضع لكم مقالاته باستمرار عسى الله أن ينفعنا بها جميعاً، ونسألكم الدعاء بالتوفيق.
واترككم مع المقال.
[align=center]***( الإمام الشعراني المفتري عليه )***[/align]
فى مقدمة كتابه "لواقح الأنوار القدسية فى بيان العهود المحمدية" يقول الشيخ رحمه الله:
(وإنما شيدت كل عهد منه بالأحاديث الشريفه، إعلاماً لك يا أخى بأن عهود الكتاب مأخوذه من الكتاب والسنة نصاً وإستنباطا، لئلا يطعن طاعن فيها، وسداً لباب الدس من الحسده فى هذا الكتاب كما وقع لى ذلك فى كتاب "البحر المورود فى المواثيق والعهود" الذى جمعت فيه عهود المشايخ التى أخذوها على، فإن بعض الحسده لما رأى إقبال الناس على تلك العهود وعرف عجزه عن الوفاء بها مع إدعائه المشيخة، عمل حيلة وإستعار من بعض المغفلين من أصحابى نسخة وأوهمه شدة الأعتقاد فى جنابى، وكتب منها عدة عهود ودس فيها أمورا مخالفة لظاهر الكتاب والسنة وأشاعها عنى فى مصر، فحصل بذلك فتنة عظيمة فى جامع الأزهر وغيره، و إنتصر لى الشيخ ناصر الدين اللقانى، والشيخ شهاب الدين الرملى وجماعة وأجابوا عنى بتقدير صحة ذلك منى، وما سكنت الفتنة حتى أرسلت للعلماء نسختى التى عليها خطوطهم ففتشوها فلم يجدوا فيها شيئا مما دسه الحسدة وأشاعوه عنى، ومن تلك الواقعة ما ألفت كتابا إلا وتعرضت فيه لما دسه الحسدة فى كتبى، وتبرأت فيه من كل شىء يخالف الكتاب والسنة، طلبا لإزالة ما فى نفوس بعض الناس، لئلا يحصل لهم الأثم بذلك).
انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
ولقد أثرت أن أبدأ المقال بهذه الشهادة من الشيخ الجليل الإمام عبد الوهاب الشعرانى رحمه الله لما جرى له من محاولات تشويه بما دس فى كتبه، وذلك إنما كتبته لعدة أسباب، أولها رد غيبة هذا الشيخ الجليل والعالم الربانى إذ أنه قد تعرض بل ويتعرض إلى الخوض فيه والأكل من لحمه من كثير من الناس الذين تستهويهم بعض الخرافات التى دست على الشيخ رحمه الله ولاسيما فى كتابه (الطبقات الكبرى) من حوادث جرت لبعض الأولياء. تلك الحوادث التى إن قرأها عاقل فلابد أن ينكر هذا الكلام ويبرىء ساحة الشيخ من ذكره، إذ كيف يسرد عالم جليل فقيه كالشيخ الشعرانى رحمه الله وقائع إرتكاب الفواحش ويعدها من مناقب ولى من أولياء الله، وهم الذين ذكروا لنا مرارا وتكرارا فى كتبهم أن طريقهم مفيد بالكتاب والسنة، وينبهوا أن الإستقامة خير من ألف كرامة.. ومن هنا يظهر أن هؤلاء الذين يتلقفون هذا الكلام ويرددوه أنما هم من أصحاب القلوب السقيمة التى لها هوى فى نشر هذا الكلام طلبا فى الطعن فى التصوف وأهله ولو كان ذلك بأكل لحوم العلماء وتمزيق أديمهم. السبب الثانى لمحاولة رد غيبة الشيخ ونقل كلامه فى هذا الأمر وهو يتبرأ من كل ما دس فى كتبه مما يخالف ظاهر الكتاب والسنة، هو محاولة النصح لهؤلاء الذين يرددون هذا الكلام ويشيعونه، وقد إستلهمت هذه النية من العبارة الأخيرة من كلام الشيخ الشعرانى رحمه الله وهى (لئلا يحصل لهم الأثم بذلك)، فهو كغيره من الصالحين قد ورث من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نصيبه من الرحمة بالخلق خاصة المؤمنين، فكان حرصه ألا يخوض الناس فيه ناتجا عن رحمته به إذ يحصل لهم الأثم بذلك، فليس الأمر فقط دفاعا منه عن نفسه ولكنه إخماد للفتنة بين المسلمين.
والحق أن الشيخ الشعرانى رحمه الله من أكثر من تعرض كتبهم للتشويه والدس فيها بخبث شديد، فترى فيها وخاصة الكتاب المذكور أعلاه أشياءا منسوبة لبعض الأولياء لا يمكن أن تصدر عنهم، وإن قلنا أنهم قد يقعون فى معاصى فهم ليسوا بأنبياء، إلا أنهم لا يجاهرون بها، فضلا عن عدها كرامة .. وإن وقع ذلك فهل من الممكن لعالم جليل مثل هذا الإمام أن يسردها فى سيرهم .. كلام لا يقبله أقل الناس عقلا. غير أن القلوب التى عبدت هواها ولم يبق لها هذا الهوى تمييزا بين الحق والباطل جعلهم يتلقفون هذه السفاقات وينشرونها طاعنين بذلك فى الشيخ و فى الطريق و فى أهل الطريق.
وقد تعرض غيره من الصالحين والأولياء لمحاولات التجريح والتشويه وعلى رأسهم السيد أحمد البدوى صاحب المقام الشهير بمدينة طنطا، قدس الله سره ونور ضريحه، وصنف أعداؤه كتبا فى محاولات تشويه صورة هذا القطب الربانى والوارث المحمدى. ومن أسخف ما كتب عنه أنه كان يبول على المنبر فى المسجد، وأنه كان تاركا للصلاه إلى غير ذلك من الترهات التى يرددها الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين .. والعجب كل العجب أن هؤلاء لم يروا أن هذا الطعن إنما هو طعن فى جموع عريضة من الأمة المحمدية بداية من الذين عاصروا هذا السيد مرورا بمن نقل عنهم إلى عهدنا هذا، إذ كيف اعتقد من رأى هذا الكلام فى ولاية الرجل، وكيف أقر بها واعتقد فيها أكابر علماء الأمة جيلا بعد جيل ؟؟!!! ومن الواضح أن هذين الأماميين قد خصا بالطعن والتشويه خاصة من هؤلاء المشككين فى التصوف فى مصر لسبب لا يخفى علينا ..
أما السيد البدوى فلما أودعه الله له من قبول ومحبة بسطها له فى قلوب هذا الشعب، جعلت إسمه يتردد على ألسنة المصريين حتى فى تراثهم الشعبى الفلكولورى فتغنوا وقالوا ( الله الله يا بدوى جاب اليسرى)، أو قالوا (شيخ العرب يا سيد بركاتك لأجل نعيد)، وقد أثار هذا الحب حفيظة الحسدة فاجتهدوا إلى تشويه صورته ولكن الله يدافع عن الذى أمنوا.
أما الشيخ الشعرانى، فلأنه المصنف الأول من المتأخرين لعلوم هذه الطائفة، كما أنه المؤرخ لسيرهم وتراجمهم، ولا شك أن الطعن فيه يفقد الناس المصداقية فى كل ما كتب من العلوم، ويطعن فى سير كل من صنف لهم من طبقات الأولياء والصالحين. ومن هنا يظهر أن هذه السهام ليست موجهه للشيخ الشعرانى بصفته الشخصية، ولكنها محاولة لهدم تراث كامل من العلم، والمنهج الصوفى الصحيح، ومحاولة المصداقية فيمن أرخ لهم إلى فقدان المصداقية فيهم جميعا. إن هذا التدبير الشيطانى للنيل من هذه الأمة يقطع أخرها عن أولها، بحيث لا يبقى لنا مرجعية عملية طبقت هذا المنهج الربانى وظهرت عليها أثاره يجعلنا كالشجرة التى تقف على الأرض بغير جذور .. ما أن تهب عليها بعض الرياح حتى تسقطها دون أن تقوى على المواجهة و الصمود. نعم، فان الكتاب والسنة منهج، والأولياء على مر العصور هم التجسيد الحسى لهذا المنهج، فهم الذين أظهروه فى صورة عملية عبادة ومعاملة وسلوكا .. فهم الذين كما قيل إذا رؤوا ذُكِرَ الله .. أم يريد هؤلاء الطاعنون أن نعتقد أن هذا المنهج ما أقامه عملا وخلقا إلا الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين، ومن بعدها نضب معين الأمة المحمدية وانقطع خيرها، فلم تفرز من هم على شاكلة أصحاب الصدر الأول فى الأسلام.
لقد أخبرنا النبى صلى الله عليه واله وسلم أن الخير فى أمته إلى يوم القيامة، وعليه فأن بقاء الأولياء فى هذه الأمة أمر حتمى يبقى ببقائهم الدين محفوظا (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاّ الظّالِمُونَ) [سورة: العنكبوت - الأية: 49]، نعم فى صدورهم حفظ هذا الدين، وعلى ظواهرهم برزت ترجمته العملية عبادة وعملا وخلقا وحالا، وصلاح هذا المجتمع إنما هو فى إظهار حسن سيرهم ونشر أخلاقهم وأدابهم .. بل وفى إحياء منهجهم فى السلوك والتربية ليعود الناس إلى روح هذا الدين وإلى مقاصد الشريعة الغراء الذى عليه المعتمد فى إصلاح النفوس وإستقامة السلوك.
رحم الله علمائنا وصالحينا ونفعنا الله بهم.
[/font]
_________________ بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي
***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***
|