بعد الثورة ..استقالات بالجملة ولعنة العسكر وعمر سليمان تطارد مكتب الارشاد .
شهدت جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة،أكبر حالة فصل واستقالات لأعضائها،نتيجة الخلاف فى الرؤى.
ابرز الأسباب التى اوردها المستقيلين كانت بسبب دعم المجلس العسكرى،ضد الثورة،فضلا عن اتهامات بالتفاوض مع عمر سليمان اثناء الثورة لاخلاء الميدان من اعضاء الجماعة مقابل السماح بانشاء حزب وجمعية،فضلا عن عدم نظر الطعون المقدمة فى انتخابات مكتب الارشاد فى 2009.
ومؤخرا نشرت جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب بيانا باسماء اعضائها المفصولين على مدار 80 عاما،فصلوا من الجماعة موضحين اسباب فصلهم،وهو ما لخصته الجماعة بخروجهم على ما اقره مجلس شورى الجماعة موضحة ان حالات الفصل كانت محدودة وان الغرض منها الحفاظ على "كيان الجماعة"،وذلك بعد تزايد حالات نشر عدد من اعضائها،استقالات مكتوبة ومسببة تتلقفها الكتب سريعا،وآخرها استقالة على الهواء من كمال الهلباوى عضو الاخوان المسلمين.
كان اللافت هو أن من المفصولين عدد من القيادات التاريخية للحزب،كعبد المنعم أبو الفتوح لترشحه للرئاسة وأبو العلا ماضى لتأسيسه حزب الوطن ومحمد حبيب وابراهيم الزعفرانى لتشكيكه فى انتخابات المرشد العام،كما تم فصل مدعمى حملة ترشح أبو الفتوح،و10 من شباب الاخوان الذين خالفوا قرار الجماعة بعدم الانضمام لأى حزب سوى الحرية والعدالة وقاموا بتأسيس حزب التيار المصرى،من بينهم:
اسلام لطفى،وعبد الرحمن خليل.
كانت آخر حالة استقالة من الحزب لكمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الاخوان فى اوروبا وأحد قياديى الإخوان السابقين ،الذى أعلن استقالته على الهواء فى برنامج العاشرة مساء،بعد أن دفعت الجماعة بخيرت الشاطر رغم تصريحها فى ابريل الماضى انها لن تدفع بمرشح رئاسى .
واعرب الهلباوى فى البرنامج عن حزنه للأداء "المتخبط لقيادات الاخوان وسعيها للسلطة بشكل لا يختلف مع أداء الحزب الوطنى السابق،وفصلها للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عندما اعلن ترشحه للرئاسة،مؤكدا وجود صفقات مستمرة وعدم شفافية،وان المجلس العسكرى لو لم يكن موافقا على ترشيح الشاطر لما رفع الحظر عنه.
ورد محمود غزلان عضو مكتب الارشاد :
أن استقالة الهلباوى مجرد فرقعة اعلامية،وان المتحدث الرسمى السابق للإخوان المسلمين فى اوروبا لا ينتمى لتنظيم الاخوان.
استقالة الهلباوى،سبقتها استقالات كثيرة مسببة،ومكتوبة،وعلى عكس الأداء السرى للجماعة طيلة 80 عاما،كان الاعلام واحدة من وسائل النشر العلنى لتلك الاستقالات.
ففى ابريل 2011 نشرت الصحف نص استقالة ابراهيم الزعفرانى،أحد قيادات الاخوان فى الإسكندرية،وعضو شورى الجماعة،والذى خدم الجماعة أكثر من 45 عاما وفق لنص الاستقالة التى قدمها إلى المرشد العام محمد بديع والتى جاء فيها:
قد عشت داخل تنظيم الاخوان،45 عاما،اظن انى كنت ثابتا فيها كغيرى من الاخوان الكرام،حتى كانت أوائل سنة 2010،حيث أجريت انتخابات مكتب الارشاد والمرشد العام،وكان لى اعتراضات على اللائحة،وضرورة تطويرها وكذلك مذكرة فيما جرى فى الانتخابات ومر عام وأكثر ولم يحدث تطوير ولم اتسلم ردا على مذكرتى".
واضاف الزعفرانى"انه بعد ثورة 25 يناير لم أرى تغييرا حقيقيا وظهرت دلائل هى فى نظرى لا توحى بفصل الحزب عن العمل الدعوى والتربوى والاجتماعى بعد أن قام مكتب الشورى بتعيين وكيل مؤسسى الحزب،مما يعنى تبعيته لتنظيم الاخوان المسلمين".
وعن قرار الجماعة بعدم اشتراك اعضائها فى اى أحزاب أخرى غير حزب الحرية والعدالة،يرى القيادى السابق بالأخوان بأن ذلك يعد:"حرمانا لأفراد الأخوان من الاندماج فى المجتمع".
استقالة الزعفرانى سبقتها استقالة أخرى مسببة من القيادى بجماعة الاخوان بالإسكندرية ومدير مركز ضحايا لحقوق الانسان هيثم ابو خليل فى 31 مارس 2011،وحملت الاستقالة 12 سببا للاستقالة أبرزها التفاوض مع عمر سليمان أثناء الثورة ،يقول أبو خليل فى نص استقالته:
" استقيل لاعتراضى علي عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد أعضاء من مكتب الإرشاد ذهبوا إلي لقاء سري علي إنفراد بينهم وبين اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق أيام الثورة..
وهو لقاء أخر غير اللقاء المعلن والذي حضره الكثير من القوي الوطنية هذا اللقاء الذي خصهم فيه سليمان بالتفاوض من اجل إنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية ..
وكنت أتمني بدل من أن يثور مجلس الشوري العام عليهم فور علمه أن يقيل مكتب الإرشاد بأكمله والذي أقسم أفراده علي عدم البوح بهذه المصيبة".
كما اتهم القيادى السابق الجماعة بالتفاوض مع أمن الدولة فى 2005 على السماح للجماعة بالفوز بعدد من مقاعد البرلمان مقابل نسبة معقولة من التزوير.
وكان هيثم أبو خليل قد تعرض قبل الاستقالة لأزمة مع الجماعة استمرت لمدة عام أوردها فى نص الاستقالة"للتعامل معي بتعسف مذهل فبعد الإيقاف شهر بتهمة التعاطي مع الإعلام وهز الثقة والنيل من القيادات قام المكتب الإداري بتغليظ العقوبة ثلاثة أشهر ثم يرفض رفع الإيقاف رغم مرور أكثر من عام حتي الآن ".
وأشار مدير مركز ضحايا فى اسباب الاستقالة إلى "تجاهل الطعن الذى تقدم به ابراهيم الزعفرانى فى نتائج انتخابات مكتب ارشاد الجماعة".
وكان الشيخ محمد سعيد عبد البر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين،قد تقدم باستقالة قبل استقالة أبو خليل بعشرين يوما،بسبب "انفصال الجماعة عن النسيج الوطنى"و "انتشار الفكر الوهابى والقطبى بين القيادات ورفضها للنقد الداخلى".
كما ان الجماعة تسارع لدعم العسكر وتحرص على إيقاف الحالة الثورية " واتهم الجماعة بأنها تقسو على الأفراد وتشهر في وجوههم سيف السمع والطاعة" داعيا" لتأسيس جماعة أخرى".
واستشهد عبد البر في استقالته بما جرى مع الدكتور إبراهيم الزعفراني عندما تقدم بمذكرة تحمل 30 تحفظا على الانتخابات الداخلية لمجلس شورى الإخوان , ولكن أحدا لم يلتفت إلى هذه التحفظات , بالإضافة إلى حالة التخبط في التصريحات والتي كان منها نفى الجماعة أن يكون هنا اى تنسيق بين الأمن والإخوان في انتخابات 2005 , وذلك ما كذبه المرشد العام السابق والذي أكد انه كان هناك تنسيقا بين الجانبين.
وأورد عبد البر فى استقالته،وجود مخالفات مالية بحق قيادات الاخوان"
نشر بالفعل أن هناك انحرافات مالية في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة منسوبة لرئيس النادي , وهو من الإخوان , وأحيل الموضوع للدكتور فتحي لاشين للتحقيق الداخلي فيه وكتب الدكتور تقريرا ذكر فيه ما يراه من الحق في المسألة، وتم إخفاء هذا التقرير بل ومعاقبة من أعلن عن هذه الوقائع وهو فرد من الإخوان في قطاع وسط الجيزة وأستاذ في الاقتصاد، ورغم نشر الموضوع إعلاميا ومعرفة الرأي العام به إلا أن القيادة لم تحرك ساكنا في الكشف عن وجه الحق فيه داخليا ولا إعلاميا .
ونشر بالفعل أن هناك إشكالا ماليا يتعلق بملكية مدرسة بالإسكندرية ونسب لأحد أعضاء مكتب الإرشاد التورط فيه وأنه يرفض الإقرار للجماعة بملكية المدرسة مساوما على معاش لا يستحقه له ولأفراد أسرته، ولم تحرك الجماعة ساكنا في الرد على هذا".
وكان محمد سعيد عبد البر قد عمل أكثر من 22 عاما داخل صفوف الجماعة،وهى نفس المدة تقريبا التى
قضاها القيادى هيثم أبو خليل .
المصدر - مع ملاحظة أن ترتيب الوقائع في هذه المشاركة بدأ من الأقدم للأحدث -:
http://www.almasryalyoum.com/News/Details/170571
مع زيادات من مصادر أخرى .
قلت وبالله التوفيق :
النفس لا تطمئن إلى تلك الصراعات المزعومة ، لأن الواقع قد أثبت أن الأمور تجري في هذا التنظيم الخوارجي على خلاف ما نشاهده في الظاهر - فالأمور عندهم لا تعدو أكثر من تبادل وتوزيع أدوار ، واستبقاء احتياطي استراتيجي مع فتح محاور أخرى- .
بل وقد أكد ذلك أحد منظريهم ومفكريهم وهو المدعو أحمد رائف عندما قال ما معناه أنه لا أحد منهم ينقض البيعة أو يترك الجماعة حتى وإن ظهر ذلك منه .
كلام هذا الشخص أسوقه بتمامه إن شاء الله ضمن محتوى الموضوع التالي فاللهم يسر .
viewtopic.php?f=2&t=15412&p=109297&hilit=%D8%AE%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%B1#p109297
وإن كان فيما سبق من وقائع لانشقاقات تميل النفس لوقوعها هو ما كان من أحمد السكري بعد أن فجر صاعقة في وجوه الإخوان الخوارج بكشفه لانحرافات خلقية تسري بينهم كالنار في الهشيم ، وتلك قصة أخرى أعرض لها إن شاء الله في موضوع مستقل .
فاللهم يسر وأعن .