موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 171 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 12  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 25, 2023 11:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 28!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (ت:728هـ): ((وَهَكَذَا يُوجَدُ فِي اسْمِهِ: "الْكَبِير" وَ"الْعَظِيم" وَ"الْعَلِي" وَ"الْظَّاهِر" وَنَحْوه مِنْ #أَسْمَاءِ_اللهِ_الْـمُتَعَلِّقَةِ_بِالْـمَكَانِ؛ فَإِنَّهُ هُوَ سُبْحَانَهُ فِي نَفْسِهِ قَائِـمٌ بِنَفْسِهِ، مُتَمَيِّزٌ بِحَقِيقَتِهِ، وَهُوَ فِي #نَفْسِهِ_كَبِيرٌ_عَظِيمٌ سَوَاء كَانَ غَيْرهُ مَوْجُوداً أَوْ لَـمْ يَكُنْ)).(1) بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

الْتَّعْلِيق: فَوِفْقَ تَقْرِير الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي، فَإِنَّ مِنْ أَسْمَاءِ الله الحُسْنَى مَا يَتَعَلَّقُ مِنْ حَيْثُ الْـمَعْنَى بِـ: (#الْـمَكَانِ!) كَـ: "الْكَبِير"، وَ"الْعَظِيم" وَ...الخ؟!، وَلاَ مَعْنَى فِي كَلاَمِ الْحَرَّانِي لِهَذَا الْرَّبْط بَيْنَ مَعَانِي (#الْعَظِيمِ!) وَ(#الْكَبِيرِ!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى مِنْ جِهَةٍ، وَبَيْنَ تَعَلُّقِهَا بِـ: (#الْـمَكانِ!) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى إِلاَّ أَنْ يَكُونَ (#الْـكِبَرِ!) وَ(#الْـعَظَمَةِ!) هَهُنَا بِمَعْنَى: كِبَر وَعَظَمَة (#الْـحَجْمِ!)؟!، وَهَذَا مَا يُفَسِّرُ قَوْلهُ بَعْدَهَا: ((وَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ عَظِيمٌ...))؟!، فَالْرَّجُل يَقْصِدُ حَتْمًا: كِبَر (#الْـحَـجْمِ!) وَعَظَمَة (#الْـمَسَاحَةِ!) فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ؟!، وَالْعِيَاذُ بِاللهِ.

يُتْبَعُ بِإِذْنِ الله...
____________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (5/174-175)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 26, 2023 10:58 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 29!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ) مُنْتَحِلاً لِسَان (الْـمُثْبِتَة!): ((بَلْ هُوَ [الله] شَيْءٌ مَوْجُودٌ لَهُ الْتَّحَقُّق وَالْثُّبُوت الَّذِي يُعْلَـمُ بِالْقُلُوبِ أَنَّهُ تَحَقُّقٌ وَثُبُوتٌ، وَإِنْ سَـمَّاهُ_الْـمُنَازِعُ_تَحَيُّزاً_وَتَجَسُّمًا وَنَحْو ذَلِكَ، وَنَعْلَـمُ بِالْضَّرُورَةِ_وَالْفِطْرَةِ أَنَّ #مَا_لاَ_يَكُونُ_كَذَلِكَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَعْدُومًا)).انْتَهَى(1)

الْتَّعْقِيب:
هَذَا نَصٌّ مِنْ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَم فِي إِثْبَات (الْـحَيِّز!) وَ) الْجِسْمِيَّة!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ مِنْ الْأُمُورِ الـرَّاسِخَةِ فِي الْفِطْرَةِ الإِنْسَانِيَّة؟! وَالْـمَعْلُومَةِ بِالْضَّرُورَةِ الَّتِي لاَ مَدْفَع لَهَا بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ؟!. وَيَزِيد الْحَرَّانِي فِي نَغْمَةِ طَنْبُورِهِ لِيُقَرِّرَ بِأَنَّ تَنْزِيه الله عَنْ (الْحَيِّزِ!) وَ(الْجِسْمِيَّةِ!) كَمَا يَدَّعِي (الْنُّفَاة!) أَيْ: السَّادَة الأَشَاعِرَةِ وَالْـمَاتُرِيدِيَّةِ وَفُضَلاَءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يُنَازِعُونَ هَؤُلاَءِ (الْمُثْبِتَة!) فِي طَرِيقَة إِثْبَاتِ الْذَّاتِ وَالْصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ، لَيْسَ إِلاَّ صِفَة لِـ: (مَعْدُومٍ!) ؟!
إِذًا؛ فَالْـمُعَادَلَة الَّتِي تَعْكِسُ عَقِيدَة الْحَرَّانِي تَقُولُ:
تَنْزِيه الله عَنِ (الْـحَيِّزِ!) وَ(الْـجِسْمِيَّةِ!) == الله (غَيْر_مَوْجُودٍ!)؟!

يُتْبَعُ بِإِذْنِ الله...
____________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (2/320)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 26, 2023 12:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 30!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ): ((وَكَذَلِكَ أَيْضًا لَوْ قَبِلَ [الله جَلَّ وَعَزَّ] الْتَّفَرُّق وَالْـمَرَض، وَنَحْو ذَلِكَ مِنَ الْتَّغَيُّرَاتِ وَالاِسْتِحَالاَتِ، الَّتِي هِيَ مُقَدِّمَات الْعَدَمِ وَالْفَنَاءِ وَأَسْبَابه، لَـمْ يَكُنْ حَيًّا قَيُّومًا صَمَداً، وَاجِبَ الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الأُمُور: تُوجِبُ زَوَالَ مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي مُسَمَّى ذَاتِهِ، وَعَدَم ذَلِكَ مِـمَّا هُوَ: صِفَةٌ لَهُ أَوْ #جُــــــــزْءٌ، وَلَوْ زَالَ ذَلِكَ لَـمْ تَكُن ذَاتهُ وَاجِبَة الْوُجُودِ))(1)

الْتَّعْلِيق:
هَذَا تَصْرِيحٌ مِنْ هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ بِـإِثْبَاتِ: (#الْتَّجَزِّي!) فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ؟! وَهُوَ بِدَوْرِهِ صَرِيحٌ فِي قَوْلِهِ بِـ: (#الْتَّجْسِيمِ!) فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ تَعَالَى؟!

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ...
_______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (2/320)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 27, 2023 1:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 31!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ) فِي قِيَاسٍ سَاقِطٍ فِي هَاوِيَةِ (#الْتَّجِسِيمِ!): ((كَمَا أَنَّ الْصِّفَات مِثْل الْحَيَاةِ وَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ لَيْسَتْ مُتَمَاثِلَةً. فَيَقُولُ هَؤُلاَءِ فِي #الْقَدْرِ مَا قَالَهُ الْبَاقُونَ فِي الْوَصْفِ، وَيَقُولُونَ: #أَبْعَاضُ_الْـمِقْدَارِ_كَآحَادِ_الْصِّفَاتِ، وَإِذَا كَانَ حَامِلاً لِصِفَاتٍ لَيْسَتْ مُتَمَاثِلَةً كَانَ أَيْضًا #جَامِعًا_لِأَبْعَاضٍ_لَيْسَتْ_مُتَمَاثِلَةً، فَمَا الْدَّلِيلُ عَلَى بُطْلاَنِ ذَلِكَ؟))(1)؟!.انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: حَاصِلُ تَقِرِير الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي: أَنَّهُ إِذَا كَانَ الْرَّب الْـمَعْبُود حَامِلاً لِصِفَاتِ #مَعَانِي غَيْر مُتَمَاثِلَةٍ فِي مَدْلُولِهَا كَالقُدْرَةِ وَالعِلْمِ وَالإِرَادَةِ وَ...الخ، فَمَا الْـمَانِعُ مِنْ أَنْ يَكُونَ عَيْن ذَاتِ الْوَاجِب (#جَامِعَة!) أَيْضًا لِـ: (#أَبْعَاضٍ!) أَيْ: [(#أَرْكَانٍ!)؛ (#أَعْضَاءٍ!)؛ (#أَجْزَاءٍ!)؛ (#أَدَوَاتٍ!)] لَيْسَت مُتَمَاثِلَةً هِيَ الأُخْرَى؟!

فَرَبُّ الْحَرَّانِي عَظِيم الْـمِقْدَار (#الْحَجْمِ!)؟! بِحَيْثُ تَتَـمَايَزُ أَعْيَانهُ (#أَبْعَاضه!) بِالْجِهَة وَالْحَيِّزِ...فَالإِشَارَة إِلَى عَيْن (#الْوَجْهِ!) أَيْ: (#الْبَعْض!) مِنَ الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ؟! غَيْر الإِشَارَة إِلَى عَيْن الْسَّاقِ أَيْ: (#الْـبَعْض!) الآخَر مِنْ هَذِهِ الْذَّاتِ؟! وَهَكَذَا؟!...فَالحَيِّز الَّذِي تَـمْلَؤُهُ هَذِهِ الْعَيْن (الْسَّاق! أَوْ الْيَد! أَوْ الْوَجْه! أَوْ...الخ) فِي الْذَّاتِ غَيْرهُ الْحَيِّزِ الَّذِي تَشْغَلُهُ الْعَيْن الْـمُغَايِرَة؟!...فَالْذَّاتُ الْعَلِيَّةِ تَجْمَعُ كُلَّ هَذِهِ الأَعْيَان: (#الأَبْعَـاض!)؟! وَتَقْبَلُ الْقِسْمَة الْذِّهْنِيَّة الْفَرَضِيَّة وَإنْ كَانَتْ لاَ تَقْبَلُ الْقِسْمَة الْفِعْلِيَّة فِي الْخَارِجِ؟!...

ثَانِيًا: تَأَمَّل قَوْلَ الْحَرَّانِي مُنْتَحِلاً لِسَان سَلَفه (الْـمُجَسِّمَة!) الَّذِينَ يُسَمِّيهِم: (الْـمُثْبِتَة!): ((فَيَقُولُ هَؤُلاَءِ فِي الْقَدْرِ مَا قَالَهُ الْبَاقُونَ فِي الْوَصْفِ، وَيَقُولُونَ: أَبْعَاضُ الْـمِقْدَارِ كَآحَادِ الْصِّفَاتِ)) فَأَبْعَاضُ رَبِّهِ مُقَدَّرَةٌ بِـ: (#مِقْدَارٍ!) أَيْ: (#حَجْمٍ!)؟!...فَمُرَاد هَذَا الْرَّجُلِ بِـ: (#الْقَدْرِ!) وَ(#الْـمِقْدَارِ!) في حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ: عَظَمَةُ الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ: (#الْـمَسَاحَةِ!) وَ(#الْحَجْمِ!) وَ(#الْكَمِّ!)؟!...نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ (#الْـتَّجْسِيمِ!)؟!...

ثَالِثًا: قِيَاس هَذَا الْرَّجُل صِفَات الْـمَعَانِي عَلَى (الْأَبْعَاضِ!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى قِيَاسٌ بَاطِلٌ؟!...فَالْعِلْم وَالْقُدْرَة وَغَيْرهَا عِبَارَة عَنْ مَعَانِي تَقُومُ بِالْذَّاتِ الْعَلِيَّة ثَبُتَ عَقْلاً وَشَرْعًا بِأَنَّهَا صِفَاتُ كَمَالٍ فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ...فَلَيْسَت هَذِه الْصِّفَات أَجْسَامًا تَتَمَايَزُ ذَوَاتهَا بِـ: (الْحَيِّزِ!) وَ(الْجِهَةِ!) كَمَا هُوَ الْحَالُ فِي (الْأَبْعَاضِ!)، فَيَسْتَحِيلُ إِذًا: صِحَّة فَرْضِ الْإِشَارَةِ الْحِسِّيَّة إِلَى عَيْنِ الْعِلْمِ مَثَلاً مِنَ الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ، بِخِلاَفِ مَعْقُولِيَة تَمَيُّز (الْيَد!) كَـ: (عُضْوٍ!) بِالْجِهَةِ وَالإِشَارَة الْحِسِّيَّة عَنِ (عُضْوِ!) الْسَّاقِ مَثَلاً عِنْدَ (الْمُجَسِّمَةِ!)؟!...فَصِفَاتُ الْـمَعَانِي لاَ تُدْرَكُ حَقِيقَتهَا عَلَى وَجْهِ الْتَّحْدِيد وَلاَ تُعَرَّفُ إِلاَّ بِبَعْضِ لَوَازِمِهَا وَأَحْكَامِهَا...وَهِيَ تَعْكِسُ كَمَالاَتٍ لاَ تَسْتَلْزِمُ نَقْصًا فِي حَقِّهِ تَعَالَى بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ بِخِلاَفِ (الْأَبْعَاضِ!) فَهِيَ (أَجْسَامٌ!) وَتَسْتَلْزِمُ إِثْبَات (الْجِسْمِيَّة!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!...وَصِفَاتُ الْـمَعَانِي كَمَا سَبَقَ لاَ تَتَمَايَز بِالْـحَيِّز وَالْـمَكَانِ فَلَيْسَت مِنْ ذَوِي (الْـمَسَاحَةِ!) وَ(الْـكَمِّ!) وَ(الْحَجْمِ!) كَـ: (الْأَبْعَاضِ!) الَّتِي بِـ: (اجْتِمَاعِ!) أَحْيَازِهَا وَ(ضَمِّ!) أَعْيَانِهَا (تَتَرَكَّبُ!) عَيْنُ الْذَّات الْعَلِيَّة؟! وَهُوَ مَا يَسْتَلْزِمُ (الاِفْتِقَار!) وَ(الْتَّرْكِيب!) و(الْتَّأْلِيف!) وَ(الْتَّجْسِيم!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ...
_______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (4/92)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 28, 2023 1:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 32!

(هَذَا المقال مهم جِدًّا في بيان عَقِيدَة ابْن تَيْمية في التَّجْسيم)

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ) مُخَاطِبًا قَاهِر الْـمُجَسِّمَة الإِمَام الهُمَام الْفَخْر الْرَّازِي (ت:606هـ)، مَا نَصُّهُ: ((وَأَمَّا وَصْفهُ [الله جَلَّ وَعَزَّ] #بِالْـحَدِّ_وَالْنِّهَايَةِ، الَّذِي تَقُولُ أَنْتَ أَنَّهُ #مَعْنَى: #الْجِسْم، فَهُمْ كَسَائِرِ أَهْل الإِثْبَاتِ عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ: مِنْهُم مَنْ #يُثْبِتُ_ذَلِكَ، كَمَا هُوَ #الْـمَنْقُول_عَنِ_الْسَّلَفِ_وَالْأَئِمَّةِ. وَمِنْهُم مَنْ نَفَى ذَلِكَ. وَمِنْهُم مَنْ لاَ يَتَعَرَّضُ لَهُ بِنَفْيٍ وَلاَ إِثْبَاتٍ))(1)؟!

الْتَّعْلِيق:
أَوَّلاً: لاَ بُدَّ أَوَّلاً مِن بَيَانِ مَعْنَى (الْحَدِّ!) فِي نَظَرِ ابْنِ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي حَتَّى تَتَّضِح صُورَة عَقِيدَة هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ جَيِّداً فِي هَذِهِ الْـمَسْأَلَة الْـمُهِمَّةِ جِدًّا جِدًّا...وَحَتَّى لاَ يُتَجَنَّى عَلَيْهِ بِـحَمْلِ كَلاَمِهِ عَلَى مَعَانٍ رُبَّـمَا لاَ تَحْتَمِلُهَا هَذِهِ الْـمُصْطَلَحَات بِوَجْهٍ بَلْ هِيَ رُبَّمَا لَيْسَت مِنْ مُرَادِهِ فِي شَيْءٍ؟!...

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي: ((وَإِنَّـمَا الْحَدُّ مَا يَتَمَيَّزُ بِهِ الْشَّيْءُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ صِفَتِهِ #وَقَدْرِهِ، كَمَا هُوَ الْـمَعْرُوف مِنْ لَفْظِ الْحَدِّ فِي الْـمَوْجُودَاتِ، فَيُقَالُ: حَدُّ الْإِنْسَان، وَحَدُّ كَذَا، وَهِيَ الْصِّفَاتِ الْـمُمَيِّزَةِ لَهُ، وَيُقَالُ: حَدُّ الْدَّارِ وَالْبُسْتَان، وَهِيَ: #جِهَاتُهُ_وَجَوَانِبُهُ_الْـمُمَيَّزَةُ_لَهُ، وَلَفْظُ الْحَدِّ فِي هَذَا أَشْهَرُ فِي اللُّغَةِ وَالْعُرْفِ الْعَامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَـمَّا كَانَتِ #الْجَهْمِيَّةُ يَقُولُونَ مَا مَضْمُونُهُ: إِنَّ الْخَالِقَ لاَ يَتَمَيَّزُ عَنِ الْخَلْقِ، فَيَجْحَدُونَ صِفَاتِهِ الَّتِي تَمَيَّزَ بِهَا، #وَيَجْحَدُونَ_قَدْرَهُ...، وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لاَ يُبَايِنُ غَيْرهُ، بَلْ إِمَّا أَنْ يَصِفُوهُ #بِصِفَةِ_الْـمَعْدُومِ فَيَقُولُونَ: لاَ دَاخِل الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ، وَلاَ كَذَا وَلاَ كَذَا،...فَبَيَّنَ "ابْنُ الْـمُبَارَكِ" أَنَّ الْرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ مُبَايِنٌ لِخَلْقِهِ #مُنْفَصِلٌ_عَنْهُ، وَذَكَرَ الْحَدَّ لِأَنَّ الْجَهْمِيَّة كَانُوا يَقُولُونَ: لَيْسَ لَهُ حَدٌّ، وَمَا لاَ حَدَّ لَهُ لاَ يُبَايِنُ الْـمَخْلُوقَاتِ، وَلاَ يَكُونُ فَوْقَ الْعَالَـمِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ #مُسْتَلْزِمٌ_لِلْحَدِّ، فَلَمَّا سَأَلُوا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ -فِي كُلِّ شَيْءٍ- عَبْد الله بْن الْـمُبَارَك بِـمَاذَا نَعْرِفهُ؟، قَالَ: بِأَنَّهُ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ. فَذَكَرُوا لَهُ لاَزِم ذَلِكَ الَّذِي تَنْفِيهِ الْجَهْمِيَّة، وَبِنَفْيِهِم لَهُ يَنْفُونَ مَلْزُومه الَّذِي هُوَ: مَوْجُودٌ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَمُبَايَنته لِلْمَخْلُوقَاتِ، فَقَالُوا لَهُ: بِحَدٍّ؟ قَالَ: بِحَدٍّ. وَهَذَا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ عَرَفَ مَا بَيْنَ قَوْلِ الْـمُؤْمِنِينَ أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَبَيْنَ الْجَهْمِيَّةِ الْـمَلاَحِدَةِ مِنْ الْفَرْقِ))(2)؟!

إِذًا؛ فَالْحَدُّ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة هُوَ مَا يَتَمَيَّزُ بِهِ الْـمَوْجُودُ عَنْ غَيْرِهِ فِي:
(أ‌) صِفَتِهِ: أَيْ: مَا يُمَيَّزُ بِهِ الْشَّيْءُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ نَاحِيَةِ الْوَصْف...أَيْ: الْحَدُّ الْوَصْفِي أَوْ الْتَّعْرِيفِي...: ((فَيُقَالُ: حَدُّ الْإِنْسَان، وَحَدُّ كَذَا، وَهِيَ الْصِّفَاتِ الْـمُمَيِّزَةِ لَهُ)) كَلاَمه...
(بـ) #قَدْرِهِ: أَيْ: مُنْتَهَى الْشَّيْءِ وَأَطْرَافه وَجَوَانبه الَّتِي تُمَيِّزهُ عَنْ حُدُودِ الذَّوَاتِ الْأُخْرَى أَيْ: الْحَدُّ مِنْ نَاحِيَةِ (#الْأَبْعَادِ!) وَ(#الْـمَسَاحَةِ!) وَ(#الْـحَجْمِ!) وَ(#الْكَمِّ!)؟! وَهَذَا الْـمَعْنَى لِلْحَدِّ: (#الْحَدُّ_الْحِسِّي!) هُوَ الْأَشْهَرُ فِي اللُّغَةِ وَالْعُرْفِ الْعَامِ...وَتَأَمَّل قَوْل الْحَرَّانِي: ((وَيُقَالُ: حَدُّ الْدَّارِ وَالْبُسْتَان، وَهِيَ: #جِـهَاتُهُ_وَجَوَانِبُهُ_الْـمُمَيَّزَةُ_لَهُ، وَلَفْظُ الْحَدِّ فِي هَذَا أَشْهَرُ فِي اللُّغَةِ وَالْعُرْفِ الْعَامِ))...

وَالْحَرَّانِي يُثْبِتُ فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ تَعَالَى كِلاَ الْـمَعْنَيَيْنِ الْسَّابِقَيْنِ؟!...لِهَذَا اعْتَبَرَ هَذَا الْرَّجُل أَنَّ نَفْيَ هَذِهِ الْـمَعَانِي الْـمَذْكُورَة، عَنْهُ تَعَالَى بِـمَا فِيهَا: (الْحَدّ الْحِسِّي!)، مِنْ عَقَائِد (الْجَهْمِيَّة!)؟! فَقَالَ كَمَا فِي الْنَّقْلِ أَعْلاَهُ: ((وَلَـمَّا كَانَتِ الْجَهْمِيَّةُ يَقُولُونَ مَا مَضْمُونُهُ: إِنَّ الْخَالِقَ لاَ يَتَمَيَّزُ عَنِ الْخَلْقِ، فَيَجْحَدُونَ صِفَاتِهِ الَّتِي تَمَيَّزَ بِهَا، وَيَجْحَدُونَ قَدْرَهُ))؟ !وَبِغَضِّ النَّظَر عَنْ اتِّهَامِهِ لِمَنْ يُسَمِّيهِم بِـ: (الْجَهْمِيَّة!) بِجَحْدِ الْصِّفَاتِ...وَلَكِن مَا يَهُمُّنَا الآن هُوَ قَوْلهُ: ((وَيَجْحَدُونَ قَدْرَهُ)) ؟! فَتَنْزِيه الله إذًا: عَنْ (الْقَدْر!) بِمَعْنَى: (الْحَجْمِ!) وَ(الْكَمِّيَّةِ!) مِنْ الْعَقَائِد الْجَهْمِيَّة الْبَاطِلَة عِنْدَ هَذَا الْرَّجُل؟! وَلاَ تَغْفَل أَنَّ ابْن تَيْمِيَّة قَدْ فَسَّرَ لَكَ (الْقَدْر!) كَمَا مَرَّ مَعَكَ جَلِيًّا فِي كَلاَمِهِ: ((...وَهِيَ: جِهَاتُهُ وَجَوَانِبُهُ الْـمُمَيَّزَةُ لَهُ...)) فَفَسَّرَهُ بِـ: (الْجِهَاتِ!) وَ(الْجَوَانِب!) وَهُوَ مَا يَقْضِي بِاعْتِقادِهِ: (الْحَجْم!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!...

وَيُؤَكِّدُ مَا سَبَقَ (#رَبْط!) هَذَا الْحَرَّانِي بَيْنَ إِثْبَات (#مَحْدُودِيَّة!) الذَّات الوَاجِب مِنْ جِهَةٍ، وَبَيْنَ عُلُوِّهِ تَعَالَى عَلَى الْعَالَـمِ بِـ: (#الْجِهَةِ!) وَ(#الْـمَكَانِ!) فِي قَوْلِهِ: ((وَمَا لاَ حَدَّ لَهُ لاَ يُبَايِنُ الْـمَخْلُوقَاتِ، وَلاَ يَكُونُ فَوْقَ الْعَالَـمِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْحَدِّ...)) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى؟!...فَإِثْبَاتُ أَنَّ الذَّات الْعَلِيَّة مُنْتَهِيَة (الأَبْعَادِ!) وَ(الْـمَسَاحَةِ!) وَ(الْحَجْمِ!) مِنْ لَوَازِمِ إِثْبَاتِ صِفَة الْفَوْقِيَّة وَالاِسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ فِي نَظَرِ هَذَا الْرَّجُل؟! وَلاَ مَعْنَى لِهَذَا الْهَذَيَانِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ تَعَالَى فِي عَقِيدَةِ الْحَرَّانِي: (مَحْدُوداً!) مِنْ (#جَانِبِهِ_التَّحْتانِي!) بِالْصَّفْحَةِ الْعُلْيَا لِلْعَالَـمِ أَيْ: الْعَرْش؟!...وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ الله فِي تَصَوُّرِ هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ: (#جِسْمٌ!) لَهُ: (#نِهَايَات!) وَ(#أَطَرَاف!) وَ(#جَوَانِب!) تَنْتَهِي عِنْدَهَا ذَاته جَلَّ وَعَزَّ لِتَبْدَأَ ذَوَات مَخْلُوقَاتِهِ؟!...

وَلاَ أَدْرِي كَيْفَ قَبِلَ عَقْل هَذَا الْرَّجُل الْجَمْع بَيْنَ هَذِهِ الْعَقِيدَة الْفَاسِدَة فِي إِثْبَاتِ (#مُلاَصَقَةِ!) وَ(#مُـمَاسَّةِ!) رَبّه لِلْصَّفْحَةِ الْعُلْيَا لِلْعَرْشِ، وَبَيْنَ ادِّعَائِهِ الْفَارِغ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى بِأَنَّ رَبّهُ (#مُنْفَصِلٌ!) عَنِ الْعَالَـمِ؟!: ((فَبَيَّنَ "ابْنُ الْـمُبَارَكِ" أَنَّ الْرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ مُبَايِنٌ لِخَلْقِهِ مُنْفَصِلٌ عَنْهُ))؟!...فَكَيْفَ يَكُونُ تَعَالَى (مُنْفَصِلاً!) وَ(مُلاَصٍقًا!) لِلْعَالَـمِ فِي نَفْسِ الإِثْبَاتِ؟!...وَكَيْفَ يُنْسَبُ مِثْل هَذَا الْهَذَيَان فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْمُتَنَاقِضَاتِ إِلَى سَيِّدِنَا عَبْد الله بْن الْـمُبَارَك؟!...عَلَى أَنَّ مَا جَاءَ عَنْ ابْن مُبَارَك رَحِمَهُ اللهِ قَدْ حَمَلَهُ الْحَافِظ الْبَيْهَقِي عَلَى مَعْنَى: حَدِّ "الْسَّمْعِ" كَمَا تَجِدْهُ فِي كِتَابِهِ: "الأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ" وَهُوَ مَحْمَلٌ حَسَنٌ سَلِيمٌ مِنْ الْتَّنَاقُضَات الَّتِي أَوْقَعَهُ فِيهَا تَفْسِير الْحَرَّانِي لِكَلاَمِهِ...وَعَلَى فَرْضِ صِحَّةِ تَفْسِير ابْن تَيْمِيَّة لِكَلاَمِ ابْن الْـمُبَارَكِ -وَحَاشَاهُ- فَابْن الْـمُبَارَك لَـمْ يَنْزِل مِنْ الْسَّمَاءِ كَمَا قَالَ الإِمَام أَحْمَد حِينَ عُوتِبَ فِي مَسْأَلَةٍ أَفْتَى فِيهَا بِخِلاَفِ مَا أَفْتَى بِهِ ابْن الْمُبَارَك...

ثَانِيًا: إِذَا تَحَقَّقْتَ مِمَّا سَبَقَ، تَبَيَّنَ لَكَ جَلِيًّا مُرَاد ابْن تَيْمِيَّة كَمَا جَاءَ فِي نَصِّهِ الْـمَذْكُور فِي صَدْرِ الْـمَقَالِ، وَهُوَ: ((وَأَمَّا وَصْفهُ [الله جَلَّ وَعَزَّ] بِالْـحَدِّ وَالْنِّهَايَةِ، الَّذِي تَقُولُ أَنْتَ أَنَّهُ مَعْنَى: الْجِسْم، فَهُمْ كَسَائِرِ أَهْل الإِثْبَاتِ عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ: مِنْهُم مَنْ يُثْبِتُ ذَلِكَ، كَمَا هُوَ الْـمَنْقُول عَنِ الْسَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ. وَمِنْهُم مَنْ نَفَى ذَلِكَ. وَمِنْهُم مَنْ لاَ يَتَعَرَّضُ لَهُ بِنَفْيٍ وَلاَ إِثْبَاتٍ)) ؟!....

إذًا: فَابْن تَيْمِيَّة يُقَرِّرُ فيِ هَذَا النَّص مَا يَلِي:
(أ‌) اللهُ (#مَحْدُودٌ!) وَلَيْسَ ذَاهِبًا فِي (#الْأَبْـعَادِ!) وَ(#الْـجِهَاتِ!)؟!
(بـ) كُلُّ مَا هُوَ مَحْدُود وَمَا لَهُ نِهَايَة فِي ذَاته فَهُوَ: (#جِـسْمٌ!)...وَاللهُ (مَحْدُودٌ!) وَلَهُ (نِهَايَاتٌ!)؟!: ((...الَّذِي تَقُولُ أَنْتَ أَنَّهُ مَعْنَى: الْجِسْم...))؟!...فَجِسْمِيَّةُ (#الْــحُدُودِ!) وَ(#الْأَبْــعَادِ!) وَ(#الْــحَجْمِ!) وَ(#الْــكَمِّ!) وَ(#الْــمَسَاحَةِ!) هِيَ عَقِيدَة الْسَّلَفِ وَالْأَئِمَّة فِي حَقِّهِ تَعالَى؟!

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ...
____________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (1/287)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ

(2) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (3/42-44)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 29, 2023 12:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 33!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (ت:728هـ): ((الْوَجْهُ الْسِّتُّونَ: أَنَّ قَوْلَهُ [يَقْصِد الإِمَام #الْبَاقِلاَّنِي الْأَشْعَرِي]: "وَالْرَّبُّ وَاحِدٌ وَمُتَّصِفٌ #بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَمُتَقَدِّسٌ عَنْ #الْتَّجَزُّؤِ #وَالْتَّبْعِيضِ"، وَقَوْلُ ابْنِ فُوْرَكٍ: "لِأَنَّ الْرَّبَّ مُتَكَلِّمٌ وَاحِدٌ" وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَقْوَالِهِمْ الَّتِي يَصِفُونَ فِيهَا الْرَّبَّ بِأَنَّهُ: "وَاحِدٌ"، وَيُشْعِرُونَ الْنَّاسَ أَنَّهُمْ بِذَلِكَ مُوَحِّدُونَ، وَأَنَّ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ فَقَدْ خَالَفَهُمْ فِي التَّوْحِيدِ، وَهِيَ مِنْ: أَعْظَمِ أُصُولِ #أَهْلِ_الْشِّرْكِ_وَالْإِلْحَادِ وَالَّتِي #أَفْسَدُوا_بِهَا #الْتَّوْحِيدَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ #رُسُلَهُ_وَأَنْزَلَ_بِهِ_كُتُبَهُ، وَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَصْلُ الْمُحْدَثُ قَدْ زَيَّنَ لِهَؤُلَاءِ وَلِغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ الْمُسْلِمِينَ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ بِذَلِكَ: مُوَحِّدُونَ وَمُـحْسِنُونَ؟! حَتَّى سَمَّوْا أَنْفُسَهُمْ بِذَلِكَ: مُوَحِّدِينَ دُونَ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ هُوَ أَحَقُّ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ مِنْهُمْ، وَحَتَّى #كَفَّرُوا_وَعَادَوْا الْمُسْلِمِينَ_أَهْلَ التَّوْحِيدِ حَقًّا، وَكَانُوا عَلَى الْأُمَّةِ #أَضَرَّ مِنْ #الْخَوَارِجِ_الْمَارِقِينَ الَّذِي #يَقْتُلُونَ_أَهْلَ_الْإِسْلَامِ_وَيَدَعُونَ_أَهْلَ_الْأَوْثَانِ، وَهَؤُلَاءِ الْكُلاَّبِيَّةُ وَالْأَشْعَرِيَّةُ إنَّمَا أَخَذُوهُ عَنْ الْمُعْتَزِلَةِ الْجَهْمِيَّةِ وَلَمْ يُوَافِقُوهُمْ عَلَيْهِ كُلِّهِ، بَلْ وَافَقُوهُمْ فِي بَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ، وَهَذَا هُوَ أَصْلُ جَهْمٍ الَّذِي أَسَّسَ عَلَيْهِ ضَلَالَتِهِ))؟!(1) بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: هَذَا نَصٌّ مِنْ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي فِيهِ: (إِكْفَارٌ!) بَيِّنٌ لِأَهْل الْسُّنَّةِ وَالْـجَمَاعَةِ الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَءِ أَهْلِ الْـحَدِيثِ، وَ(إِكْفَار!) كَذَلِكَ لِجَمِيع الْـمُنَزِّهَةِ الَّذِينَ يَنْفُونَ عَنِ اللهِ (الْأَبْعَاضِ!) وَ(الْأَجْزَاءِ!) وَغَيْرهَا مِنْ سِـمَاتِ (الْـجِسْمِيَّةِ!) عَلَى نَحْوِ مَا تَقَرَّرَ فِي تَوْحِيدِ الْسَّوَادِ الْأَعْظَمِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْـمَرْحُومَةِ.

ثَانِيًا: صَرَّحَ الإِمَامُ الْبَاقِلاَّنِي بِنَفْيِ (الْتَّجَزِّي!) وَ(الْتَّبْعِيضِ!) عَنِ اللهِ فَقَالَ كَمَا نَقَلَ عَنْهُ الْحَرَّانِي فِي كَلاَمِهِ: ((وَالْرَّبُّ وَاحِدٌ وَمُتَّصِفٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَمُتَقَدِّسٌ عَنْ الْتَّجَزُّؤِ وَالْتَّبْعِيضِ))، وَهَذَا الْأَصْل إِمَّا أَنْ يَكُون فِي نَظَرِ ابْن تَيْمِيَّة مِنْ الْحَقِّ الْـمُبِينِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنَ الْشِّرْكِ وَالْإِلْحَادِ الْـمَشِينِ؟!

وَلَكِنْ: مَاذَا يَقْصِدُ الْبَاقِلاَّنِي مِنْ هَذَا الْتَّنْزِيه؟!...بِطَبِيعَة الْحَال: تَنْزِيه الله عَنْ (الْتَّجَزِّي!) وَ(الْتَّبْعِيضِ!) فِي كَلاَمِ الإِمَام الْبَاقِلاَّنِي مُطْلَقٌ وَغَيْر مُقَيَّدٍ بِحَالَةٍ دُونَ أُخْرَى، فَالْإِمَام يَقْصِدُ تَنْزِيه الله عَنِ الْقِسْمَةِ الْفِعْلِيَّة وَالْوَهْمِيَّةِ، لِأَنَّ الله عِنْدهُ لَيْسَ جِسْمًا يَصِحُّ فَرْض (الْأَبْعَادِ!) فِيهِ وَيَتَّصِف بِـ: (الْـمَسَاحَة!) وَ(الْـحَجْم!) وَ(الْكَمِّ!)...فَمِنْ هُنَا جَاءَ تَوْظِيفهُ لِلْوَحْدَانِيَّة فِي هَذَا الْـمَقَامِ: فَاللهُ تَعَالَى وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَلَوْ شَارَكَ تَعَالَى الْـمَخْلُوقَاتِ فِي جِسْمِيَّة (الْحَجْمِ!) مَثْلاً وَ(الْحُدُودِ!) وَ(الْغَايَاتِ!) لَـمَا صَحَّتِ هَذِهِ الْوَحْدَانِيَّة...إِذًا: فَمَا الَّذِي أَغْضَبَ ابْن تَيْمِيَّة مِنْ هَذَا الْتَّنْزِيه الْوَاضِح إِذَا كَانَ لاَ يَعْتَقِدُ (الْجِسْمِيَّة!) في رَبِّهِ؟!...

ثَالِثًا: الْحَقِيقَة أَنَّ ابْن تَيْمِيَّة يَعْتَقِدُ جِسْمِيَّة (الْـحُدُودِ!) وَ(الْـمَسَاحَةِ!) وَ(الْحَجْمِ!) وَ(الْكَمِّ!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى، فَمِنْ هُنَا لَـمْ يَسْتَسِغ إِطْلاَقَ التَّنْزِيه عَنِ: (الْتَّبْعِيض!) وَ(الْتَّجَزِّي!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى، فَرَاحَ يُشَنِّعُ عَلَى الإِمَام الْبَاقِلاَّنِي وَالْأَشَاعِرَة فِي نَفْيِهِم هَذِهِ الْـمَعَانِي (الْجِسْمِيَّة!) عَنْهُ جَلَّ وَعَزَّ؟!...وتَأَمَّل حُكْمهُ عَلَى أُصُولِ الْتَّنْزِيه مِنْ وَرَاءِ إِطْلاَقِ مَعَانِي الْوَحْدَانِيَّة الَّتِي يُنَادِي بِهَا الْـمُنَزِّهَة مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ لِتَعْلَمَ مَدَى حُنْقِهِ عَلَيْهِم: ((وَهِيَ مِنْ: أَعْظَمِ أُصُولِ أَهْلِ الْشِّرْكِ وَالْإِلْحَادِ وَالَّتِي أَفْسَدُوا بِهَا الْتَّوْحِيدَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ))...فَتَنْزِيه اللهِ عَنِ (الْتَّجَزِّي!) وَ(الْتَّبْعِيضِ!) أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الْشِّرْكِ وَالْإِلْحَادِ فِي نَظَرِ هَذَا الْرَّجُل بَلْ وَرُسُل اللهِ جَاءَت لِإِثْبَاتِ هَذِهِ الْـمَعَانِي (الْـجِسْمِيَّةِ!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!...فَاللهُ عِنْدَ هَذَا الْحَرَّانِي إِمَّا: (جِسْمٌ!) (مَحْدُودٌ!) وَإِلاَّ فَهُوَ: (مَعْدُومٌ!)؟!...

رَابِعًا: الْتَّنْبِيه عَلَى طَرِيقَة هَذَا الْرَّجُل فِي (الْكَذِبِ!) الْقَبِيحِ عَلَى أَهْلِ الْسُّنَّةِ الْأَشَاعِرَة وَمِنْ ثَـمَّة الْحُكم عَلَيْهِم بِــ: (الْعَظَائِمِ!):

(أ‌) الْسَّادَة الْأَشَاعِرَةُ يُؤَصِّلُونَ لِلْشِّرْكِ وَالْإِلْحَادِ وَإِفِسَادِ عَقِيدَةِ الرُّسُل عَلَيْهِم الْسَّلاَم؟! فِي قَوْلِه: ((أَعْظَمِ أُصُولِ أَهْلِ الْشِّرْكِ وَالْإِلْحَادِ وَالَّتِي أَفْسَدُوا بِهَا الْتَّوْحِيدَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ))؟!...

(ب‌) الْسَّادَة الْأَشَاعِرَةُ (يُكَفِّرُونَ!) وَ(يُعَادُونَ!) أَهْل الْتَّوْحِيد؟!...فِي قَوْلِه: ((كَفَّرُوا وَعَادَوْا الْمُسْلِمِينَ أَهْلَ التَّوْحِيدِ حَقًّا))؟!...فَالْـمُوَحِّدُ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة هُوَ مَنْ يُخَالِفُ الإِمَام الْبَاقِلاَّنِي وَيُثْبِت (الْتَّجَزِّي!) وَ(الْتَّبْعِيضِ!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!...

(ت‌) وَالْطَّامَّة الْكُبْرَى وَالَّتِي لاَ تَحْتَاجُ إِلَى تَعْلِيقٍ هِيَ فِي قَوْلِهِ عَنِ الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة: ((وَكَانُوا عَلَى الْأُمَّةِ أَضَرَّ مِنْ الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ الَّذِي يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ))؟!...وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيل؟!...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
_____________
(1) الْتِّسْعِينِيَّة لاِبْنِ تَيْمِيَّة (3/747-748)، دِرَاسَة وَتَحْقِيق: الْدُّكْتُور مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعجَلاَن، مَكْتَبَةُ الْـمَعَارِف لِلْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيعِ-الْرِّيَّاض، الْطَّبْعَة الْأُوْلَى: 1420هـ-1999م. وَتَجِدْهُ أَيْضًا فِي: الْفَتَاوَى الْكُبْرَى لِابْنِ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (6/548)، تَحْقِيق وَتَعْلِيق وَتَقْدِيم: مُحَمَّد عَبْد الْقَادِر عَطَا – مُصْطَفَى عَبْد الْقَادِر عَطَا، دَار الْكُتُب الْعِلْمِيَّة: بَيْرُوت-لُبْنَان، الْطَّبْعَة الأُوْلَى: 1408هـ-1987م

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 30, 2023 11:51 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 34!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (ت:728هـ): ((وَأَمَّا قَوْلهُ [حَدِيث الْصُّورَة]: "خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَتِهِ"، فَإِنَّـهَا تَقْتَضِي #نَوْعًا_مِنَ_الْـمُشَابَهَةِ فَقَطْ، لاَ تَقْتَضِي #تَـمَاثُلاً: لاَ فِي #حَقِيقَةٍ، وَلاَ #قَدْرٍ))(1)؟!

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: حَتَّى تَتَّضِح مَعَالِـم هَذَا الْنَّص مِنْ كَلاَمِ الْـمُشَيَّخ عَلَى الْإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي، لاَ بُدَّ مِنْ اسْتِجْلاَءِ مَعْنَى: "الْتَّشْبِيه" وَ"الـمُمَاثَلَة" فِي قَامُوسِهِ؟!...وَنَكْتَفِي بِذِكْرِ تَحْرِيرهِ
لِهَذِهِ الْـمَفَاهِيم فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ مِنْ تَوَالِيفِهِ وَنَسُوقهُ عَلَى طُولِهِ لِأَهَمِّيَتِهِ...

قَالَ هَذَا الْحَرَّانِي: ((وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ: هَلْ لَفْظُ "الْشِّبْهِ" وَ"الْمِثْلِ" بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَوْ مَعْنَيَيْنِ؟، عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَأَنَّ مَا دَلَّ عَلَيْهِ لَفْظُ الْمِثْلِ مُطْلَقًا وَمُقَيَّدًا يَدُلُّ عَلَيْهِ لَفْظُ الْشِّبْهِ، وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنَ الْنُّظَّارِ.

وَالثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهَا مُخْتَلِفٌ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ لُغَةً وَشَرْعًا وَعَقْلًا، وَإِنْ كَانَ مَعَ الْتَّقَيُّدِ وَالْقَرِينَةِ يُرَادُ بِأَحَدِهِمَا مَا يُرَادُ بِالْآخَرِ، وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْنَّاسِ، وَهَذَا الِاخْتِلَافُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَسْأَلَةٍ عَقْلِيَّةٍ، وَهُوَ أَنَّهُ: هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُشْبِهَ الْشَّيْءُ الْشَّيْءَ مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ؟، وَلِلْنَّاسِ فِي ذَلِكَ قَوْلَانِ: فَمَنْ مَنَعَ أَنْ يُشْبِهَهُ مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ قَالَ: الْمِثْلُ وَالْشِّبْهُ وَاحِدٌ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ قَدْ يُشْبِهُ الْشَّيْءُ الْشَّيْءَ مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا عِنْدَ الْإِطْلَاقِ، وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْنَّاسِ، فَإِنَّ الْعَقْلَ يَعْلَمُ أَنَّ الْأَعْرَاضَ مِثْلَ الْأَلْوَانِ تَشْتَبِهُ فِي كَوْنِهَا أَلْوَانًا، مَعَ أَنَّ الْسَّوَادَ لَيْسَ مِثْلَ الْبَيَاضِ، وَكَذَلِكَ الْأَجْسَامُ وَالْجَوَاهِرُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُقَلَاءِ تَشْتَبِهُ فِي مُسَمَّى الْجِسْمِ وَالْجَوْهَرِ، وَإِنْ كَانَتْ حَقَائِقُهَا لَيْسَتْ مُتَمَاثِلَةً، فَلَيْسَتْ حَقِيقَةُ الْمَاءِ مُمَاثِلَةً لِحَقِيقَةِ الْتُّرَابِ، وَلَا حَقِيقَةُ الْنَّبَاتِ مُمَاثِلَةً لِحَقِيقَةِ الْحَيَوَانِ، وَلَا حَقِيقَةُ النَّارِ مُمَاثِلَةً لِحَقِيقَةِ الْمَاءِ وَإِنِ اشْتَرَكَا فِي أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا جَوْهَرٌ وَجِسْمٌ وَقَائِمٌ بِنَفْسِهِ.

وَأَيْضًا فَمَعْلُومٌ فِي اللُّغَةِ أَنَّهُ يُقَالُ: هَذَا يُشْبِهُ هَذَا، وَفِيهِ شِبْهٌ مِنْ هَذَا، إِذَا أَشْبَهَهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾[البقرة:25]. وَقَالَ: ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾[آل عمران:7]. ﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾[البقرة:118]. فَوَصَفَ الْقَوْلَيْنِ بِالْتَّمَاثُلِ، وَالْقُلُوبَ بِالْتَّشَابُهِ لَا بِالْتَّمَاثُلِ، فَإِنَّ الْقُلُوبَ وَإِنِ اشْتَرَكَتْ فِي هَذَا الْقَوْلِ فَهِيَ مُخْتَلِفَةٌ لَا مُتَمَاثِلَةٌ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُتَشَابِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ". فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَعْلَمُهَا بَعْضُ الْنَّاسِ، وَهِيَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لَيْسَتْ مُتَمَاثِلَةً، بَلْ بَعْضُهَا حَرَامٌ وَبَعْضُهَا حَلَالٌ))(2)

إِذًا: فَالْـمُمَاثَلَةُ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة هِيَ: الْـمُشَابَهَة مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ أَيْ بِنِسْبَةِ: (100%)، وَالْتَّشْبِيهُ: هُوَ الْـمُشَابَهَةُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ (نِسْبَة مَا: %X)...

ثَانِيًا: قَوْلُ الْحَرَّانِي: ((وَأَمَّا قَوْلهُ [حَدِيث الْصُّورَة]: "خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَتِهِ"، فَإِنَّـهَا تَقْتَضِي نَوْعًا مِنَ الْـمُشَابَهَةِ فَقَطْ))؟! إِذًا: فَابْن تَيْمِيَّة يُثْبِتُ نَوْع (#مُشَابَهَةٍ!) لاَ عَلَى سَبِيلِ الْـمُمَاثَلَة بَيْنَ صُورَةِ الْرَّحْمَن وَصُورَة الإِنْسَان؟!...فَهُنَاكَ اشْتِرَاكٌ فِي بَعْضِ مَعَانِي الْصُّورَة بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ عَلَى وِفْقِ مَا سَبَق بَيَانهُ مِنْ كَلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة فِي تَحْرِيرِ مَفَاهِيمِ الْـمُمَاثَلَةِ وَالْـمُشَابَهَةِ؟!...ثُـمَّ إِنَّ صُورَة الإِنْسَان وَكَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ هِيَ: (#شَكْلهُ!) وَ(#هَيئَتهُ!) الَّتِي تُعَيِّنُ كَيْفِيَّة خَاصَّة فِي الْتَّصْوِيرِ مِنْ جُمْلَةِ الْكَيْفِيَّاتِ الْـمُحْتَمَلَةِ الْاُخْرَى الْقَائِمَة عَلَى إِثْبَاتِ: (#الْـحُدُودِ!) وَ(#الْـمَسَاحَةِ!) وَ(#الْأَبْعَادِ!) وَ(#الْـحَجْمِ!) وَ(#الْكَمِّ!)...قَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِي (ت:458هـ): ((قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمُصَوِّرُ الَّذِي أَنْشَأَ خَلْقَهُ عَلَى صُوَرٍ مُخْتَلِفَةٍ لِيَتَعَارَفُوا بِهَا، وَمَعْنَى الْتَّصْوِيرِ: #الْتَّخْطِيطُ_وَالْتَّشْكِيلُ، وَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْإِنْسَانَ فِي أَرْحَامِ الْأُمَّهَاتِ ثَلَاثَ خَلْقٍ يُعْرَفُ بِهَا وَيَتَمَيَّزُ عَنْ غَيْرِهِ بِسِمَتِهَا، وَجَعَلَهُ عَلَقَةً، ثُمَّ مُضْغَةً، ثُمَّ جَعَلَهُ صُورَةً، وَهُوَ الْتَّشْكِيلُ الَّذِي يَكُونُ بِهِ ذَا صُورَةٍ وَهَيْئَةٍ: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[الْـمُؤْمِنُونَ:14]))(3)

إِذًا فَالظَّاهِرُ اللُّغَوِي مِنَ "الْصُّورَة" لاَ يَحْتَمِلُ إِلاَّ مَعَانِي (الْـجِسْمِيَّة!)؟!...وَعَلَيْهِ فَابْن تَيْمِيَّة يُثْبِتُ (الْتَّشْبِيه!) بَيْنَ الْخَالِق وَالْـمَخْلُوقِ فِي بَعْضِ وُجُوهِ (الْـجِسْمِيَّة!) وَلَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الْـمُمَاثَلَةِ (مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ!)؟!...وَتَأمَّل قَوْلهُ بَعْدَ أَنْ أَثْبَتَ (الْـمُشَابَهَة!) مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ: ((لاَ تَقْتَضِي تَـمَاثُلاً: لاَ فِي حَقِيقَةٍ، وَلاَ قَدْرٍ)) أَيْ: هَذِهِ (الْـمُشَابَهَة!) بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ لَيْسَتْ عَلَى سَبِيلِ الْـمُسَاوَاةِ (الْـمُمَاثَلَة!) بَيْنَ حَقِيقَة الْذَّاتَيْنِ: الْـخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ، وَلاَ عَلَى سَبِيلِ الْـمُسَاوَاةِ (الْـمُمَاثَلَة!) فِي (#الْقَدْرِ!) أَيْ: (#الْـحَجْم!)؟!...فَـ(#حَجْمُ!) الله أَعْظَمُ بِكَثِير مِنْ حَجْمِ الْـمَخْلُوق؟!...وَهَذَا (#تَجْسِيمٌ!) بِلاَ مَثْنَوِيَّة؟!...

ثَالِثًا: قَالَ الْحافِظ الْبَيْهَقِي: ((الْصُّورَةُ هِيَ: الْتَّرْكِيبُ، وَالْمُصَوَّرُ: الْمُرَكَّبُ، وَالْمُصَوِّرُ هُوَ: الْمُرَكِّبُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾[الانْفِطَار:7] وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْبَارِي تَعَالَى مُصَوَّرًا وَلَا أَنْ يَكُونَ لَهُ صُورَةٌ، لِأَنَّ الْصُّورَةَ مُخْتَلِفَةٌ، وَالْهَيْئَاتُ مُتَضَادَةٌ، وَلَا يَجُوزُ اتِّصَافُهُ بِجَمِيعِهَا لِتَضَادِّهَا، وَلَا يَجُوزُ اخْتِصَاصُهُ بِبَعْضِهَا إِلَّا بِمُخَصِّصٍ، لِجَوَازِ جَمِيعِهَا عَلَى مَنْ جَازَ عَلَيْهِ بَعْضُهَا، فَإِذَا اخْتَصَّ بِبَعْضِهَا اقْتَضَى مُخَصِّصًا خَصَّصَهُ بِهِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا وَهُوَ مُحَالٌ، فَاسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ مُصَوَّرًا، وَهُوَ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ))(4) وَقَالَ أَيْضًا نَقْلاً عَنِ الإِمَام الْخَطَّابِي: ((فَإِنَّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا وَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْلَمَهُ: أَنَّ رَبَّنَا لَيْسَ بِذِي صُورَةٍ وَلَا هَيْئَةٍ، فَإِنَّ الصُّورَةَ تَقْتَضِي الْكَيْفِيَّةَ وَهِيَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ صِفَاتِهِ مَنْفِيَّةٌ))(5)...

وَقَالَ فِي تَأْوِيل الْصُّورَة:((وَقَدْ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَوْلُهُ: "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ" الْهَاءُ وَقَعَتْ كِنَايَةً بَيْنَ اسْمَيْنِ ظَاهِرَيْنِ، فَلَمْ تَصْلُحْ أَنْ تُصْرَفَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَقِيَامِ الْدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِذِي صُورَةٍ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فَكَانَ مَرْجِعُهَا إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَالْمَعْنى أَنَّ ذُرِّيَّةَ آدَمَ إِنَّمَا خُلِقُوا أَطْوَارًا كَانُوا فِي مَبْدَأِ الْخِلْقَةِ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً، ثُمَّ صَارُوا صُوَرًا أَجِنَّةً إِلَى أَنْ تَتِمَّ مُدَّةُ الْحَمْلِ، فَيُولَدُونَ أَطْفَالًا، وَيَنْشَأُونَ صِغَارًا، إِلَى أَنْ يَكْبَرُوا فَتَطُولَ أَجْسَامُهُمْ، يَقُولُ: إِنَّ آدَمَ لَمْ يَكُنْ خَلْقُهُ عَلَى هَذِهِ الْصِّفَةِ، لَكِنَّهُ أَوَّلَ مَا تَنَاوَلَتْهُ الْخِلْقَةُ وُجِدَ خَلْقًا تَامًّا، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا))(6)...وَلِيُرَاجَع أَيْضًا مَا ذَكَرهُ شُرَّاح الْسُّنَّة...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
________________

(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (6 /531-532)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ
(2) الْجَوَابُ الْصَّحِيحُ لِـمَنْ بَدَّلَ دِين الْـمَسِيح لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (3 /444-445)، تَحْقِيق وَتَعْلِيق: د.عَلي بن حَسَن بنْ نَاصر- د.عَبْد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم العسْكر- د.حَمْدَان بنْ مُحَمَّد الْـحَمْدَان، دَارُ الْعَاصِمَة لِلْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيع: الْرِّيَّاض-الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْثَّانِيَة: 1419هـ-1999م
(3) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:36)، قَدَّمَ لَهُ وَعَلَّقَ عَلَيْهِ: الأُسْتَاذ الْعَلاَّمَة مُحَمَّد زَاهِد الْكَوْثَرِي، الْـمَكْتَبَةُ الأَزْهَرِيَّة لِلْتُّرَاثِ
(4) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:276)
(5) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:282)
(6) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:277)

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 01, 2023 3:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 35!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ):((وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ عُلِمَ أَنَّ #نَفْيَ_الْتَّشْبِيهِ_مِنْ_كُلِّ_وَجْهٍ هُوَ #الْتَّعْطِيلُ_وَالْـجُحُودُ_لِرَبِّ_الْعَالَـمِينَ، كَمَا عَلَيْهِ الْـمُسْلِمُونَ مُتَّفِقُونَ، كَمَا أَنَّ إِثْبَاتَهُ مُطْلَقًا هُوَ جَعْلُ الْأَنْدَادِ لِرَبِّ الْعَالَـمِينَ))(1)

تَعْلِيق:

أَوَّلاً: هَذَا نَصٌّ #) صَرِيحٌ(! مِنَ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة فِي إِثْبَاتِ نَوْعِ (#مُشَابَهَةٍ!) بَيْنَ الْـخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ أَيْ: بِنِسْبَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الْـمُمَاثَلَةِ أَيْ: الْـمُشَابَهَةِ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ (100%)؟!...فَالْـحَرَّانِي يَقْصِدُ حَتْمًا الاِشْتِرَاكَ فِي مَعَانِي (#الْجِسْمِيَّةِ!)؟!...لِأَنَّ ذَات الْـمَخْلُوق وَبِغَضِّ الْنَّظَرِ عَنِ الْعَوَارِضِ هُوَ: جِسْمٌ مَحْدُودٌ بِأَبْعَادٍ، وَمُقَدَّرٌ بِحَجْمٍ، وَمُصَوَّرٌ بِشَكْلٍ...فَوُجُودهُ إِذًا: (#جِسْمَانِيٌّ!)؟!...فَأَيْنَ مِسَاحَة (#الاِشْتِرَاك!) وَ(#الْتَّشَابُهِ!) الَّتِي يَدَّعِيهَا الْحَرَّانِي إِنْ لَـمْ تَكُنْ فِي هَذِهِ الْـمَعَانِي (#الْـجِسْمِيَّةِ!)؟!...لِأَجْلِ هَذَا رَبَطَ ابْن تَيْمِيَّة الْتَّلاَزم بَيْنَ ثُبُوت هَذِهِ الْـمَعَانِي وَبَيْنَ وُجُودِ الْـمَوْجُودِ: الْوَاجِبِ أَوْ الْـمُمْكِن؟!، فَقَالَ: ((عُلِمَ أَنَّ نَفْيَ الْتَّشْبِيهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ هُوَ الْتَّعْطِيلُ وَالْـجُحُودُ لِرَبِّ الْعَالَـمِينَ)) فَنَفْي الْحَجْمِ عَنِ الْـمَخْلُوقِ مَثَلاً يَسْتَلْزِمُ الْقَوْل: بِعَدَمِهِ، وَكَذَلِك الْأَمْر بِالْنِّسْبَةِ لِلْخَالِقِ فَنَفْي (#الْحَجْمِ!) وَ(#الْحُدُود!) وَ(#الْأَبْعَادِ!) عَنْهُ تَعَالَى يَقْضِي بِعَدَمِ وُجُودِهِ؟!...

ثَانِيًا: الْتَّنْبِيه إِلَى تَهْوِيلِهِ فِي قَوْلِهِ: ((كَمَا عَلَيْهِ الْـمُسْلِمُونَ مُتَّفِقُونَ)) ؟!...وَلاَ أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهَذَا الاِتِّفَاقِ اللَّهُمَّ إِلاَّ إِذَا كَانَ يَقْصِدُ بِالْـمُسْلِمِينَ فِي إِطْلاَقِهِ هَاهُنَا سَلَفه: (#الْـمُجَسِّمَة!)؟!...وَتَخْرِيج هَذَا الإِطْلاَق مِنْ هَذَا الْرَّجُل يَكُونُ كَمَا يَلِي:

(أ‌) إِمَّا أَنَّهُ: (#كَذِبٌ!) صُرَاحٌ عَلَى أَغْلَبِيَّة الْأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ مِنْ الْسَّادَةِ الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّةِ وَفُضَلاَءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنَ الْـمُنَزِّهَةِ للهِ عَنِ الْتَّشْبِيهِ بِأَيِّ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ؟!...

(ب‌) وَإِمَّا (#إِكْفَارٌ!) لَـهُم حَيْثُ أَخْرَجَهُم مِنْ حَظِيرَة الْـمُسْلِمِينَ؟!...فَالْمُسْلِمُ عِنْدَ الْحَرَّانِي هُوَ مَنْ يُثْبِتُ (#مُشَــابَهَة!) الْخَالِقِ لِلْمَخْلُوقِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ؟! وَمَنْ نَفَى ذَلِكَ فَقَدْ نَفَى وُجُود الْرَّبِّ تَعَالَى؟! وَلاَ يَخْفَى عَلَى عَاقِلٍ مَا هُوَ حُكْم مَنْ يَلْتَزِم بِـمَا يَقْضِي نَفْي وُجُودِهِ جَلَّ وَعَزَّ؟!...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
_________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (4/614-615)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 02, 2023 1:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي؟!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 36!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ):((فَإِنْ قِيلَ: الْـمُرَادُ أَنَّهُ [سُبْحَانَهُ وَتَعالَى] #لَيْسَ_بِـجَوْهَرٍ_وَلاَ_جِسْمٍ، قِيلَ: هَذَا #أَمْرٌ_عَدَمِيٌّ، وَالْأُمُورُ الْعَدَمِيَّةُ: لاَ فِي الْعَقْلِ وَلاَ فِي الْـحِسِّ، فَظَهَرَ أَنَّ هَذَا فَاسِدٌ))(1)؟!

وَقَالَ أَيْضًا مُنْتَحِلاً لِسَانَ سَلَفه (الْـمُجَسِّمَة!) وَالَّذِينَ يُسَمِّيهِم بِـ: (الْـمُثْبِتَة!): ((وَهُمْ كَمَا قَدْ يَقُولُونَ: يُعْلَـمُ بِالْضَّرُورَةِ أَنَّ اللهَ فَوْقَ، وَيَقُولُونَ أَيْضًا: يُعْلَـمُ بِالْضَّرُورَةِ أَنَّ مَا لاَ يَكُونُ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ فَإِنَهُ: مَعْدُومٌ. وَيَقُولُ مَنْ يَفْهَمُ #مَعْنَى_الْـجِسْمِ عَلَى #اصْطِلاَحِ_الْـمُتَكَلِّمِينَ: يُعْلَـمُ #بِالْضَّرُورَةِ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ مَوْجُودٌ قَائِـمٌ بِنَفْسِهِ إِلاَّ مَا سَمَّيْتُمُوهُ: #الْـجِسْمَ. وَيَقُولُونَ: كُلُّ مَنْ رَجَعَ إِلَى فِطْرَتِهِ، وَفَهِمَ مَعْنَى ذَلِكَ، وَلَـمْ يَصُدَّهْ عَنْ مُوْجِبِ الْفِطْرَةِ ظَنُّ الْتَّقْلِيدِ أَوْ أَقْيِسَةٌ فَاسِدَةٌ وَهَوًى مِنْ تَعَصُّبٍ لِلْمَذْهَبِ الْـمَأْلُوفِ، فَإِنَّهُ يُعْلَـمُ ذَلِكَ، وَيُثْبِتُونَ ذَلِكَ بِالْـمَقَايِيسِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي هِيَ أَقْوَى مِنْ مَقَايِيسِ الْنُّفَاةِ))(2)؟!

تَعْلِيق:
أَوَّلاً: هَذِهِ نُصُوصٌ مِنْ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي يُصَرِّحُ فِيهَا بِأَنَّ رَبَّهُ (#جِسْمٌ!) عَلَى نَفْسِ الْـمَعْنَى الْـمُرَاد مِنَ لَفْظَةِ (#الْجِسْمِ!) فِي اصْطِلاَحِ مَنْ يُسَمِّيهِم هَذَا الْرَّجُل بِـ: (الْنُّفَاةِ!) الْـمُتَكَلِّمِينَ أَيْ: أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ؟!...

وَفِي كَلاَمِ الْحَرَّانِي مِنْ الاِقْرَارَاتِ مَا يَلِي:
(أ‌) لاَ وُجُودَ لِـمَوْجُودٍ: الْوَاجِبِ "الْخَالِق" أَوْ الـمُـمْكِنِ "الْـمَخْلُوق" يَقُوم بِنَفْسِهِ، إِلاَّ مَا هُوَ مُرَادٌ مِنْ مُسَمَّى: (#الْـجِسْم!) فِي اصْطِلاَحِ الْـمُتَكَلِّمِينَ؟!، فَاللهُ (#جِــسْمٌ!) بِهَذَا الْـمَعْنَى الاِصْطِلاَحِي؟!، فِي قَوْلِهِ: ((((وَيَقُولُ مَنْ يَفْهَمُ مَعْنَى الْـجِسْمِ عَلَى اصْطِلاَحِ الْـمُتَكَلِّمِينَ: يُعْلَـمُ بِالْضَّرُورَةِ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ مَوْجُودٌ قَائِـمٌ بِنَفْسِهِ إِلاَّ مَا سَمَّيْتُمُوهُ: الْـجِسْمَ))!...

(ب‌) اللهُ قَائِـمٌ بِنَفْسِهِ بِـمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى: (#جِـــــسْمٌ!)؟! وَيَتَّصِفُ بِـمَا هُوَ دَاخِلٌ فِي هَذَا الْـمَعْنَى: (#الْــــجِسْم!)؟ ! مِنْ قَابِلِيَّةِ (#الاِتِّصَالِ!) بِالْأَجْسَامِ أَوْ (#الاِنْفِصَالِ!) عَنْهَا بِـ (#الْـمَسَافَةِ!) وَ(#الْـجِهَةِ!) وَإِلاَّ كَانَ تَعَالَى: (#مَعْدُومًا!)؟!، فِي قَوْلِهِ: ((يُعْلَـمُ بِالْضَّرُورَةِ أَنَّ مَا لاَ يَكُونُ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ فَإِنَهُ: مَعْدُومٌ))!...

(ت‌) الْقَوْل بِأَنَّ اللهَ لَيْسَ (جِسْمًا!) بِهَذَا الْـمَعْنَى الاِصْطِلاَحِي مَعْنَاهُ: أنَّهُ تَعَالَى غَيْر مَوْجُودٍ؟!، فِي قَوْلِهِ: ((الْـمُرَادُ أَنَّهُ [سُبْحَانَهُ وَتَعالَى] لَيْسَ بِـجَوْهَرٍ وَلاَ جِسْمٍ، قِيلَ: هَذَا أَمْرٌ عَدَمِيٌّ))!...

ثَانِيًا: مَا هُوَ مَعْنَى (الْجِسْم!) بِاصْطِلاَحِ الْـمُتَكَلِّمِينَ؟!...

الْجِسْمُ: هُوَ الْشَّيْءُ الْـمَحْدُودُ الْـمُمْتَدُّ فِي الْأَبْعَادِ مِنْ: طُولٍ وَعَرْضٍ وَعُمْقٍ، الْـمُقَدَّر بِـمِقْدَارٍ مُتَنَاهٍ مِنَ الْـحَجْمِ عَظُمَ أَمْ دَقَّ، وَامْتِدَادُ الْجِسْمِ فِي الأَبْعَادِ يَقْضِي بِتَمَايُزِ جَوَانِبه بِالْجِهَةِ وَالْحَيِّزِ، بِحَيْثُ تَكُونُ الإِشَارَة الْـحِسِّيَّة إِلَى يـَمِينِهِ مُغَايِرَة لِلْإِشَارَةِ الْحِسِّيَّةِ إِلَى يَسَارِهِ وَهَكَذَا...

فَالشَّمْسُ عَلَى سَبِيلِ الْـمِثَالِ: جِسْمٌ مُتَرَامِيَ الأَطْرَافِ، عَظِيم الْـمِقْدَارِ (الحَجْمِ!)، حَيْثُ الإِشَارَة إِلَى يَمِينِهَا غَيْر الإِشَارَة إِلَى يَسَارِهَا، فَالْبَيْنِيَّة هَهُنَا عِبَارَةٌ عَنْ بُعْدٍ مَسَاحِيٍّ يَعْظُم وَيَتَقَلَّصُ بِالْتَّبَاعُدِ وَالْتَّقَارُبِ الْـمَسَافِيِّ، فَلِلشَّمْسِ أَبْعَادٌ يَصِحُّ فَرَضًا وَبِالقِسْمَةِ الذِّهْنِيَّةِ تَـمَيُّزُ حَيِّزِ حَاجِبهَا الأَيْمَنِ عَنْ حَيِّزِ حَاجِبهَا الأَيْسَرِ مَثَلاً، حَتَّى وَإِنْ لَـمْ تَتَحَقَّق هَذِهِ القِسْمَة فِعْلاً فِي الخَارِجِ فِي عَيْنِ الشَّمْسِ...

فَجِسْمِيَّة الْشَّمْسِ تَقْضِي بِهَذَا الاِعْتِبَارِ بِتَمَايُزِ أَطْرَافِهَا وَجَوَانِبهَا بِالْجِهَةِ وَالْحَيِّزِ، فَنِسْبَةُ هَذِهِ الأَحْيَاز بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَيْنِ الشَّمْسِ هِيَ نِسْبَةُ الْبَعْضِ إِلَى الْكُلِّ، وَنِسْبَتُهَا بَيْنَ بَعِضِهَا الْبَعْضِ هِيَ نِسْبَةُ الْجُزْءِ إِلَى الْجُزْءِ...

يَقُولُ ابْن حَزْم الْظَّاهِرِي فِي تَحْرِيرِ مَعْنَى (الْجِسْم!) عِنْدَ كَلاَمِهِ عَنِ: "الْتَّوْحِيدِ وَنَفْيِ الْتَّشْبِيهِ"، مَا نَصُّهُ: ((وَأمَّا لَفْظَة جِسْم فَإِنَّهَا فِي اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَن الْطَّوِيلِ الْعَرِيضِ الْعَمِيقِ، الْمُحْتَمَلِ للْقِسْمَةِ ذِي الْجِهَاتِ الْسِّتِّ، الَّتِي هِيَ: فَوقَ وَتَحْتَ، وَوَرَاءَ، وَأَمَامَ وَيَمِينَ، وَشِمَالَ، وَرُبَّمَا عُدِمَ وَاحِدٌ مِنْهَا، وَهِيَ: الْفَوْق، هَذَا حُكْم هَذِهِ الْأَسْمَاء فِي اللُّغَةِ الَّتِي هَذِه الْأَسْمَاء مِنْهَا، فَمَنْ أَرَادَ أَن يُوقِعَ شَيْئًا مِنْهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضُوعِهَا فِي اللُّغَةِ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَقَاحٌ، وَهُوَ كَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُسَمَّى الْحَقَّ بَاطِلاً وَالْبَاطِلَ حَقًّا، وَأَرَادَ أَنْ يُسَمَى الْذَّهَبَ خَشَباً، وَهَذَا غَايَة الْجَهْلِ وَالْسُّخْفِ...وَأَمَّا مَزْجُ الْأَشْيَاءِ وَقَلْبهَا عَنْ مَوْضُوعَاتِهَا فِي اللُّغَةِ فَهَذَا فِعْلُ الْسُّوفْسَطَائِيَّةِ الْوُقَحَاء الْجُهَّال، الْعَابِثُونَ بِعُقُولِهِم وَأَنْفُسِهِم))(3)...وَلاَ نُرِيدُ الإِطَالَةَ فِي النِّقَالِ فِي هَذَا الْشَّأْن، فَالْمَسْأَلَة وَاضِحَةٌ كَالْشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ الْنَّهَارِ...

ثَالِثًا: مَا هُوَ مَعْنَى (الْجِسْم!) بِاصْطِلاَحِ الْـمُتَكَلِّمِينَ بِتَقْرِيرِ ابْنِ تَيْـمِيَّة نَفْسه؟!...
قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي: ((وَأَمَّا أَهْلُ #الِاصْطِلَاح_مِنْ_الْمُتَكَلِّمِينَ وَالْمُتَفَلْسِفَةِ، فَيَجْعَلُونَ مُسَمَّى الْجِسْمِ أَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مَا أَمْكَنَتْ #الْإِشَارَةُ_الْحِسِّيَّةُ_إلَيْهِ، وَمَا قِيلَ: إنَّهُ #هُنَا_وَهُنَاكَ، وَمَا قَبِلَ #الْأَبْعَادَ_الثَّلَاثَةَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ))(4)...

وَقَالَ أَيْضًا فِي مَعْرِضِ بَيَانِ مَنْ وَصَفَ اللهَ بِـ: (الْـجِسْمِيَّةِ!) وَقَالَ بِأَنَّهُ تَعَالَى "جِسْمٌ لاَ كَالْأَجْسَامِ" -وَهُوَ عَيْن مَذْهَب هَذَا الْحَرَّانِي-: ((وَهُوَ قَوْلُ عُلَمَائِهِم [سَلَفهُ الْـمُجَسِّمَة]: إِنَّهُ "جِسْمٌ لاَ كَالْأَجْسَامِ"، كَمَا يُقَالُ: ذَاتٌ لاَ كَالْذَّوَاتِ، وَمَوْصُوفٌ لاَ كَالْـمَوْصُوفَاتِ، وَقَائِـمٌ بِنَفْسِهِ لاَ كَالْقَائِـمَاتِ، وَشَيْءٌ لاَ كَالْأَشْيَاءِ، فَهَؤُلاَءِ يَقُولُونَ: هُوَ فِي حَقِيقَتِهِ لَيْسَ مُمَاثِلاً لِغَيْرِهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، لَكِنْ هَذَا إِثْبَاتُ أَنَّ لَهُ قَدْراً يَتَمَيَّزُ بِهِ، كَمَا إِذَا قُلْنَا: مَوْصُوفٌ، فَهُوَ إِثْبَاتُ حَقِيقَةٍ يَتَمَيَّزُ بِهَا، وَهَذَا مِنْ لَوَازِمِ كُلِّ مَوْجُودٍ، وَلِهَذَا يَقُولُونَ [سَلَفهُ الْـمُجَسِّمَة]: نَعْنِي بِأَنَّهُ جِسْمٌ، أَنَّهُ: قَائِمٌ بِنَفْسِهِ، وَنَحْو ذَلِكَ مَعَ قَوْلِـهمْ: إِنَّهُ ذُو الْأَبْعَادِ الْثَّلاَثَةِ، لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ [سَلَفهُ الْـمُجَسِّمَة]: لاَ يُعْقَلُ مَوْجُودٌ قَائِـمٌ بِنَفْسِهِ إِلاَّ هَكَذَا))(5)...

وَقَالَ أَيْضًا: ((وَأَنَّ مُسَمَّى الْـجِسْمِ إِنَّـمَا هُوَ الْقَائِـمُ بِنَفْسِهِ، أَوْ الْـمُقَدَّرِ، أَوْ صِفَةُ الْـمُقَدَّرِ))(6)...

وَقَالَ: ((الْوَجْهُ الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ: أَنَّ الأَجْسَامَ بَيْنَهَا قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ وَهُوَ: "جِنْسُ الـمِقْدَارِ" كَمَا يَقُولُونَ: "مَا يُـمْكِنُ فَرْضُ الأَبْعَادِ الثَّلاَثَةِ فِيهِ"، وَبَيْنَهَا قَدْرٌ مُـمَيَّزٌ وَهُوَ: حَقِيقَةُ كُلِّ وَاحِدٍ وَخُصُوص ذَاته الَّتِي امْتَازَ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ، كَمَا يُعْلَمُ أَنَّ الجَبَل وَالبَحْر مُشْتَرِكَانِ فِي أَصْلِ القَدْرِ، مَعَ العِلْمِ بِأَنَّ حَقِيقَةَ الحَجَرِ لَيْسَتْ حَقِيقَةَ الـمَاءِ))(7)...
وَقَالَ أَيْضًا: ((وَلاَ رَيْبَ أَنَّ الأَجْسَامَ بَيْنَهَا قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ فِي: الْطُّولِ وَالْعَرْضِ وَالْعُمْقِ، وَهُوَ: "الـمِقْدَارُ الـمُجَرَّدُ" الَّذِي لاَ يَخْتَصُّ بِجِسْمٍ بِعَيْنِهِ، وَلَكِنَّ هَذَا الـمِقْدَارَ الـمُجَرَّدَ هُوَ فِي الْذِّهْنِ لاَ فِي الْخَارِجِ؛ كَالْعَدَدِ الـمُجَرَّدِ، وَالْسَّطْحِ الْـمُجَرَّدِ، وَالْنُّقْطَةِ الْـمُجَرَّدَةِ، وَكَالْجِسْمِ التَّعْلِيمِيِّ؛ وَهُوَ: الْطَّوِيلُ الْعَرِيضُ الْعَمِيق الَّذِي لاَ يَخْتَصُّ بِمَادَّةٍ بِعَيْنِهَا))(8)...

فَهَذِهِ الْنُّصُوص وَغَيْرهَا مِنَ كَلاَمِ هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ تُسَلِّطُ الْضَّوْء عَلَى بَعْضِ مَعْنَى (الْجِسْمِ!) فِي اصْطِلاَحِ الْـمُتَكَلِّمِينَ، وَتُبَيِّنُ إِقْرَارَ هَذَا الْحَرَّانِي عَلَى قَدْرٍ مُعَيَّنٍ فِي تَحْريرِ مَعَانِي: (الْـجِسْمِيَّةِ!) عِنْدَ هَؤُلاَءِ الْـمُتَكَلِّمِينَ، فَهُوَ يُقِرُّ بِأَنَّ الأَجْسَامَ (كُلّهَا!) -لاَ بُدَّ مِنْ تَأَمُّلِ هَذِهِ الْكُلِّيَّة؟!- (تَشْتَرِكُ!) فِي:

(أ‌) صِحَّةِ فَرْضِ (الْـحُدُودِ!) وَ(الْأَبْعَادِ!) الْثَّلاَثَةِ فِيهَا مِنَ: (الْطُّول!) وَ(الْعَرْضِ!) وَ(الْعُمْقِ!)؟!، فَالْجِسْمُ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة هُوَ الْـمُقَدَّرُ بِحَجْمٍ وَمَسَاحَةٍ، الْـمُمْتَدُّ فِي الْأَبْعَادِ، وَالْـمَحْدُودُ بِالْجَوانِبِ وَالْـمُتَنَاهِي بِالْأَطْرَافِ...

(ب‌) ثُبُوتِ: (الْحَجْمِ!) الَّذِي يُطْلِقُ عَلَيْهِ الْحَرَّانِي: (جِنْس الْـمِقْدَارِ!) وَأَحْيَانًا: (أَصْل القَدْرِ!)؟!...

إذًا: فَهَذِهِ الْـمَعَانِي (الْـمُشْتَرَكَة!) بَيْنَ (كُلِّ!) الأَجْسَامِ تَقْضِي -كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ- بِصِحَّةِ فَرْضِ (الْـمَسَاحَةِ!) فِيهَا وَتَـمَايُزِ (جَوَانِبهَا!) بِالْإِشَارَةِ الْحِسِّيَّةِ وَالْحَيِّزِ...

وَعَلَيْهِ: فَإِثْبَاتِ ابْن تَيْمِيَّة لِلْجِسْمِيَّة فِي حَقِّهِ تَعَالَى وِفْقَ اصْطِلاَحِ الْمُتَكَلِّمِينَ كَمَا أَقَرَّ بِهَذَا بِلِسَانِهِ وَرَقَمَهُ بِقَلَمِهِ، مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَعْتَقِدُ بِأَنَّ رَبَّهُ: (#طَوِيلٌ!) وَ(#عَرِيضٌ!) وَ(#عَمِيقٌ!)؟!...عَظِيم (#الْـمَسَاحَةِ!) وَ(#الْـحَجْمِ!)؟!...وَهَذَا هُوَ (#الْـتَّجْسِيمُ!) بِعَيْنِهِ؟!...تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
_________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (7 /99-100)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ
(2) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة (4 /627)
(3) الْفِصَل فِي الْأَهْوَاءِ وَالْـمِلَلِ وَالْنِّحَل لاِبْنِ حَزْم الْظَّاهِرِي (2/278-279)، دَارُ الْجِيلِ: بَيْرُوت، تَحْقِيق: الْدُّكْتُور: مُحَمَّد إِبْرَاهِيم نَصْر- الْدُّكْتُور: عَبْد الْرَّحْمَان عُمَيْرَة، الْطَّبْعَةُ الْثَّانِيَّة: 1416هـ-1996م
(4) مَجْمُوع الفَتَاوَى لاِبْنِ تَيْمِيَّة (17 /187)، اعْتَنَى بِهَا وَخَرَّجَ أَحَادِيثَهَا: عَامِر الـجَزَّار – أَنْوَر البَاز، دَار الوَفَاء لِلنَّشْر وَالتَّوْزيع-الـمَنْصُورَة، الطَّبعَة الثَّالِثَة:1426هـ-2005م
(5) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة (1 /283)
(6) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة (8 /162)
(7) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة (1 /363-364)
(8) النُّبُوَّات لاِبْنِ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (1 /310)، تَحْقِيق: الدُّكْتُور عبد العَزيز بن صَالح الطويَان ،النَّاشِر: أَضْوَاء الْسَّلَفِ- الْـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1420ه-2000م

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2023 10:51 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 37!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ):((وَيَقُولُونَ [الْـجَهْمِيَّةُ]: لَيْسَ [الله] بِدَاخِلِ الْعَالَـمِ وَلَا خَارِجِهِ، وَلاَ مُبَايِنَ وَلاَ مُحَايِثَ، #وَلاَ_جِسْم_وَلاَ_جَوْهَر، وَلاَ يُشَارُ إِلَيْهِ وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُرَى وَنَحْو ذَلِكَ، #وَهَذَا_نَفْيٌ_لِوُجُودِهِ، وَهَذَا بَيَانٌ لِقَوْلِهِم هُوَ: مَوْجُودٌ، فَحَقِيقَةُ أَقْوَالِهِم أَنَّهُ: مَوْجُودٌ #مَعْدُومٌ، قَائِـمٌ بِنَفْسِهِ لَيْسَ بِقَائِـمٍ بِنَفْسِهِ، عَالِـمٌ لَيْسَ بِعَالِـمٍ، قَادِرٌ لَيْسَ بِقَادِرٍ، حَيٌّ لَيْسَ بِـحَيٍّ، فَقَوْلُهُم يَسْتَلْزِمُ الْـجَمْعَ بَيْنَ الْنَّقِيضَيْنِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَأَحَدهُمَا: إِيْـمَانٌ والْآخَر: #كُفْرٌ، فَجَمَعُوا فِي قَوْلِهِم بَيْنَ مَا يَسْتَلْزِمُ: الْإِيْـمَانَ #وَالْكُفْرَ جَمِيعًا لِلْإِقْرَارِ بِالْصَّانِعِ وَالْإِنْكَارِ لَهُ))(1)؟!

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: هَذَا نَصٌّ مِنَ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي يُقَرِّرُ فِيهِ أَنَّ تَنْزِيه الله عَنْ مَعَانِي (#الْجِسْمِيَّةِ!) مَعْنَاهُ أَنَّ الله (#غَيْر_مَوْجُودٍ!)؟!...وَتَأَمَّل تَعْقِيبهُ عَلَى قَوْلِ الْـمُنَزِّهَة بِأَنَّ الْبَارِي: ((لاَ جِسْم وَلاَ جَوْهَر)) بِقَوْلِهِ: ((وَهَذَا نَفْيٌ لِوُجُودِهِ))؟!...فَاللهُ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة (#جِسْمٌ!) وَإِلاَّ فَهُوَ تَعَالَى: مَعْدُومٌ غَيْر مَوْجُودٍ؟!

ثَانِيًا: قَوْل الْحَرَّانِي: ((فَقَوْلُهُم يَسْتَلْزِمُ الْـجَمْعَ بَيْنَ الْنَّقِيضَيْنِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَأَحَدهُمَا: إِيْـمَانٌ والْآخَر: #كُـفْرٌ))...صَرِيحٌ مِنْ ابْن تَيْمِيَّة فِي أَنَّ اعْتِقَاد تَنْزِيه الله عَنِ (#الْـجِسْمِيَّةِ!) يَسْتَلْزِمُ (#الْـكُفْر!)؟!...وَهَذَا فِيهِ (#إِكْفَارٌ!) بِطَرِيقِ اللُّزُومِ لِلْسَّوَادِ الأَعْظَمِ مِنْ أَئِمَّة الْإِسْلاَمِ أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَءِ أَهْل الْحَدِيثِ وَغَيْرهم مِنَ الْـمُنَزِّهَةِ لله عَنِ (#الْــجِسْمِيَّةِ!)؟!...

ثَالِثًا: يُقَالُ لاِبْنِ تَيْمِيَّة: هَلْ رَبُّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَعْدِمَ الْعَالَـمَ مِنْ الْعَرْشِ إِلَى الْفَرْشِ؟!...فَإِنْ قُلْتَ:

(أ‌) لاَ؟!؛ فَهَذَا كُفْرٌ صَرِيحٌ لِأَنَّهُ تَعْجِيزٌ لِطَلاَقَةِ الْقُدْرَةِ الإِلَهِيَّةِ فِي الْتَّأْثِيرِ عَلَى الْـمَخْلُوقَاتِ بِبَعْضِ مَا يَجُوزُ عَلَيْهَا مِنَ الْمُمْكِنَاتِ؟!...

(ب‌) نَعَمْ؛ فَعِنْدَ إِعْدَامِهِ تَعَالَى لَهُ: فَلاَ يَكُونُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ دَاخِل الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ، وَلاَ مُبَايِنَ وَلاَ مُحَايِثَ، وَلاَ...الخ، صَح؟!:

إِذًا؛ فَأَيْنَ هَذِهِ الْضَّرُورَة الْعَقْلِيَّة الَّتِي تَدَّعِيهَا مِنْ أَنَّ إِحَالَة وَصْفِهِ تَعَالَى بالاِتِّصَال بِالْعَالَـمِ أَو الاِنْفِصَالِ عَنْهُ وَغَيْرهَا مِنْ سِمَاتِ (#الْـجِسْـمِيَّة!)، يَسْتَلْزِم الْقَوْل بِنَفْيِ وُجُودِهِ جَلَّ وَعَلاَ أَصْلاً؟!...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
____________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (5 /286)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 04, 2023 5:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 38!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ):((وَبِالْجُمْلَةِ: فَقُرْبُ الْرَّبِّ مِنْ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقُرْبُ قُلُوبِهِمْ مِنْهُ، أَمْرٌ مَعْرُوفٌ لَا يُجْهَلُ؛ فَإِنَّ الْقُلُوبَ تَصْعَدُ إلَيْهِ عَلَى قَدْرِ مَا فِيهَا مِنْ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَالذِّكْرِ وَالْخَشْيَةِ وَالتَّوَكُّلِ. وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، #بِخِلَافِ_الْقُرْبِ الَّذِي قَبْلَهُ؛ فَإِنَّ هَذَا يُنْكِرُهُ #الْجَهْمِي الَّذِي يَقُولُ: #لَيْسَ_فَوْقَ_الْسَّمَوَاتِ رَبٌّ يُعْبَدُ، وَلَا إلَهٌ يُصَلَّى لَهُ وَيُسْجَدُ، وَهَذَا: #كُــــــــــــفْرٌ وَفَنَدٌ. وَالْأَوَّلُ: يُنْكِرُهُ الْكُلَّابِيَّةُ، وَمَنْ يَقُولُ: #لَا_تَقُومُ_الْأُمُورُ_الِاخْتِيَارِيَّةُ_بِهِ))(1)

التَّعْلِيق:
أَوَّلاً: هَذَا نَصٌّ مِنْ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ يُصَرِّحُ فِيهِ بِـ: (#إِكْفَارِ!) كُلِّ مَنْ يُنَزِّهُ الله عَنِ الْقُرْب الْـحِسِّي بِـ: (#الْـمَسَافَةِ!)، وَالْعُلُوِّ بِـ: (#الْـمَكَانِ!) وَ(#الْجِهَةِ!)؟!...

ثَانِيًا: نَعَمْ؛ فَقَدْ حَكَى هَذَا الْـحَرَّانِي اتِّفَاق الْنَّاسِ عَلَى إِثْبَاتِ مَعْنًى مِنْ مَعَانِي الْقُرْبِ فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ: الْقُرْب الْـمَعْنَوِي فَقَالَ: ((...وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ))، ثُـمَّ ثَنَّى بِذِكرِ خِلاَف مَنْ يُسَمِّيهِم بِـ: (#الْجَهْمِيَّةِ!) فِي إِثْبَاتِ مَعْنًى آخَر مِنْ مَعَانِي الْقُرْب غَيْر الْـمَعْنَى الْسَّابِقِ الْـمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، أَلاَ وَهُوَ إِثْبَاتُ الْقُرْبِ بِـالْذَّاتِ أَيْ: الْقُرْب (#الْحِسِّي!) وَالَّذِي إِثْبَاتُهُ يَقْتَضِي إِثْبَاتُ قِيَام الْحَوَادِث بِالذَّاتِ الْوَاجِبِ؟!...لِأَجْلِ هَذَا قَال هَذَا الْحَرَّانِي: ((فَإِنَّ هَذَا)) أَيْ: الْقُرْب بِالْـذَّاتِ؟!...((يُنْكِرُهُ الْجَهْمِي)): يَقْصِدُ أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَءِ أَهْل الْحَدِيث؟!...((الَّذِي يَقُولُ: لَيْسَ فَوْقَ الْسَّمَوَاتِ رَبٌّ يُعْبَدُ، وَلَا إلَهٌ يُصَلَّى لَهُ وَيُسْجَدُ)): وَهُم أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّذِينَ يُنَزِّهُونَ الله عَنِ الْعُلُوِّ بِـ: (#الْــمَكَانِ!) وَ(#الْــمَسَافَةِ!) وَ(#الْــجِهَةِ!)؟!...((وَهَذَا: #كُـــــفْرٌ وَفَنَدٌ)) وَهَذَا (#إِكْفَـارٌ!) وَاضِحٌ لِلْمُنَزِّهَةِ؟!...((وَالْأَوَّلُ: يُنْكِرُهُ الْكُلَّابِيَّةُ، وَمَنْ يَقُولُ: لَا تَقُومُ الْأُمُورُ الِاخْتِيَارِيَّةُ بِهِ)) وَهَذَا مَا يُؤَكِّدُ أَنَّ حُكْمَهُ الْجَائِر مُوَجَّهٌ: لِلْأَشَاعِرَة وَالْكُلاَّبِيَّة الَّذِينَ يُنَزِّهُونَ الله عَنْ قِيَامِ الْحَوَادِثِ وَسِمَاتِ الْـمُحْدَثَاتِ؟!...

يُتِبَعُ بِإِذْنِ اللهِ...
________________
(1) مَجْمُوع الفَتَاوَى لاِبْنِ تَيْمِيَّة (5 /86)، اعْتَنَى بِهَا وَخَرَّجَ أَحَادِيثَهَا: عَامِر الـجَزَّار – أَنْوَر البَاز، دَار الوَفَاء لِلنَّشْر وَالتَّوْزيع-الـمَنْصُورَة، الطَّبعَة الثَّالِثَة:1426هـ-2005م

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 06, 2023 12:48 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 39!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ):((فَنَفْي الْـتَّجْسِيمِ لاَ يُـمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بِنَصٍّ وَلاَ إِجْمَاعٍ، بَلْ وَلاَ بِأَثَرٍ عَنْ أَحَدٍ مِنَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِـمَّتِهَا، وَلَيْسَ مَعَ نُفَاتِهِ إِلاَّ مُجَرَّدُ مَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الْأَقْيِسَةِ الْعَقْلِيَّةِ. فَإِذَا كَانَ رَفْعُ الْأَيْدِي إِلَى الْسَّمَاءِ فِي الْدُّعَاءِ مُسْتَلْزِمًا لاِعْتِقَادِ الْدُّعَاةِ #الْتَّجْسِيم، وَهُمْ يُثْبِتُونَ ذَلِكَ بِالْأَقْيِسَةِ الْعَقْلِيَّةِ أَيْضًا، كَانَ #جَانِبُهُم_أَرْجَحَ لَوْ لَـمْ يُجِيبُوا عَنْ حُجَجِ الْنُّفَاةِ. فَكَيْفَ إِذَا أَجَابُوا عَنْهَا، وَإِذَا بَيَّنُوا أَنَّ #نَقِيضَ_قَوْلِهِم_مُسْتَلْزِمٌ_لِلْتَّعْطِيلِ، لِتَعْطِيلِ وُجُود الْبَارِي: ذَاته وَصِفَاته، وَتَعْطِيل مَعْرِفَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ))(1)؟!

الْتَّعْلِيق:
أَوَّلاً: هَذَا نَصٌّ مِنْ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ يَصَرِّحُ فِيهِ بِأَنَّ نَفْي (الْـجِسْمِيَّةِ!) عَنِ اللهِ لَيْسَ لَهُ (أَصْلٌ!) فِي شَرِيعَةِ اللهِ:

(أ‌) لاَ فِي الْقُرْآنِ؟!؛...

(ب‌) وَلاَ فِي الْسُّنَّةِ الْـمُطَهَّرَةِ؟!؛...

(ت‌) وَلاَ إِجْمَاعٍ؟!؛...

(ث‌) وَلاَ حَتَّى فِي أَقْوَالِ أَحَدٍ -تَأَمَّل الإِطْلاَق!- مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا؟!؛...

وَيُقَالُ مِنْ بَابِ الْتَّنَزُّلِ: إِذَا كَانَ ابْن تَيْمِيَّة يُقِرُّ بِأَنَّ نُصُوص الْوَحْيَيْنِ جَاءَت لِتَبْيِينِ وَتَفْصِيلِ كُلِّ شَيْءٍ فَتَرَكَتْ الْأُمَّة عَلَى الْـمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا كَمَا قَالَ رَبُّنَا: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾[الْنَّحْل:89] وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾[الْنَّحْل:44]...فَيَلْزَمُ هَا هُنَا أَحَد الْأَمْرَيْنِ:

(أ‌) إِمَّا أَنَّ ابْن تَيْمِيَّة يَقْصِدُ مِنْ نَفْيِ ثُبُوتِ نُصُوصٍ بِتَنْزِيهِ اللهِ عَنِ (الْجِسْمِيَّةِ!): نَفْي ثُبُوتِ عَيْن الْتَّنْصِيص عَلَى هَذَا الْنَّفْي مَعَ الْتَّسْلِيمِ بِصِحَّةِ نَفْيِ مَعَانِي (الْجِسْمِيَّةِ!) عَنْهُ تَعَالَى؟!...وَيَكُون حِينَئِذٍ خِلاَفه مَعَ مَنْ يُسَمِّيهِم بِـ: (الْنُّفَاةِ!) لاَ يَعْدُو أَنْ يَكُونَ خِلاَفًا لَفْظِيًّا فَقَط حَوْلَ ثُبُوتِ عَيْن الْـتَّنْصِيص مَعَ الاِتِّفَاقِ مَعَهُم وَالْـمُوَافَقَةِ عَلَى وُرُودِ الْتَّأْصِيل بِنَفْيِ هَذِهِ الْـمَعَانِي (الْجِسْمِيَّةِ!) الْبَاطِلَةِ؟!...


(ب‌) وَإِمَّا أَنَّهُ يَقْصِدُ بِالأَصَالَةِ نَفْي ثُبُوت (أُصُولٍ!) وَ(قَوَاعِد!) وَ(مَعَانِي!) فِي الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ تُؤَصِّلُ وَتُقَعِّدُ بِصَرِيحِ الْدِّلاَلَةِ لِتَنْزِيهِ اللهِ عَنْ مَعَانِي (الْجِسْمِيَّةِ!)؟!...وَحِينَهَا يَكُونَ خِلاَفُ ابْن تَيْمِيَّة مَعَ مُخَالِفِيهِ خِلاَفًا جَوْهَرِيًّا أَصْلِيًّا؟!...فَهُم يَنْفُونَ (الْجِسْمِيَّةَ!) عَنِ اللهِ (لَفْظًا!) وَ(مَعْنَى!) وَهُوَ يَنْفِي (فَقَط!) الْتَّنْصِيص عَلَى نَفْيِهَا لَفْظًا، وَلَكِنَّهُ يُثْبُتُ: (مَعْنَى!) هَذِهِ (الْجِسْمِيَّة!) فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ؟!...

وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُون مَقْصُود ابْن تَيْمِيَّة مِنَ الْنَّفْيِ الْاِحْتِمَال الْأَوَّل، لِأَنَّ الْقَوْل بِهِ يَهْدِمُ أَصْل مَعْرَكَتِهِ مَعَ مُخَالِفِيهِ؟!...وَيَقْضِي بِانْتِفَاءِ وُجُود خِلاَفٍ مَعْنَوِيٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم؟!...ثُـمَّ إِنَّهُ لاَ وُجُود لِعَاقِلٍ يَدَّعِي وُجُود نَصٍّ يَدُلُّ بِصَرِيحِ اللَّفْظِ عَلَى نَفْيِ جِسْمِيَّة (الْشَّحْمِ!) وَ(اللَّحْمِ!) وَ(الْدَّمِ!) وَ(الْعَظْمِ!) وَ(الْخَشَبِ!) وَ(الْحَطَب!) وَ(الْحَدِيد!) وَغَيْرهَا مِنَ الْنَّقَائِصِ الَّتِي لاَ يُمْكِنُ حَصْرهَا وَلاَ عَدهَا...وَالَّتِي يَنْفِيهَا ابْن تَيْمِيَّة نَفْسهُ مِنْ دُونِ نَصٍّ تَفْصِيلِيٍّ؟!...وَهَذَا فِي قَوْلِهِ: ((وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الْخَالِقَ لَيْسَ مُـمَاثِلًا لِلْمَخْلُوقِ، وَأَنَّ هَذِهِ الْصِّفَات وَإِنْ كَانَتْ أَعْيَانًا فَلَيْسَت لَـحْمًا وَلاَ عَصَبًا وَلاَ دَمًا وَلاَ نَحْو ذَلِكَ، وَلاَ هِيَ مِنْ جِنْسِ شَيْءٍ مِنَ الْـمَخْلُوقَاتِ))(2) فَهَذَا الْتَّنْزِيه مِن ابْن تَيْمِيَّة مُنَاقِضٌ بِمَائَةٍ وَثَمَانِينَ دَرَجَةٍ لِثَرْثَرَتِهِ وَبِدْعَتِهِ الْقَائِلَةِ بِـ: "الْنَّفْي الْـمُجْمَل وَالإِثْبَات الْـمُفَصَّل"؟!...وَإِلاَّ فَأَيْنَ فِي الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ الْـمُطَهَّرَةِ أَنَّ اللهَ نَفَى عَنْ نَفْسِهِ هَذِهِ الْتَّفَاصِيل: اللَّحْم وَالْدَّم وَالْعَصَبِ؟!...

فَلَمْ يَبْقَ إِذًا إِلاَّ أَنَّ ابْن تَيْمِيَّة يَقُولُ بِالاِحْتِمَال الْثَّانِي، فَيَعْتَقِدُ خُلُوَّ الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ مِنْ أَيِّ أُصُولٍ وَقَوَاعِد وَمَعَانِي تُقَعِّدُ لِنَفْيِ (الْجِسْمِيَّة!) عَنْهُ تَعَالَى؟!...فَنَفْيُ (الْجِسْمِيَّة!) عَنِ اللهِ وِفْقَ تَقْرِيرِ هَذَا الْرَّجُل (مُضَادٌّ!) لِشَرِيعَةِ اللهِ؟!...فَهُوَ إِذًا: (بِدْعَةٌ كُفِرِيَّةٌ!) لِأَنَّهَا تَتَعَلَّق بِالْقَوْلِ بِوُجُودِ اللهِ مِنْ عَدَمِهِ؟!(3)...وَبِالْتَّالِي تَكُونُ نُصُوص الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ دَالَّةٌ بِظَاهِرِهَا عَلَى إِثْبَاتِ أَنَّ الله (جِسْمٌ!) وَلَيْسَ الْعَكْس؟!...وَهَذِهِ مُنَاقَضَةٌ صَرِيحَةٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الشُّورى:11] فَاللهُ لَيْسَ جِسْمًا، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مُمَاثِلاً لِلْمَخْلُوقِ مِنَ الْجِهَة الَّتِي يشْبههُ مِنْهَا؟!...أَيْ جِسْمِيَّة: (الْحُدودِ!) وَ(الْأَبْعَادِ!) وَ(الْـمَسَاحَةِ!) وَ(الْحَجْمِ!) وَ(الْكَمِّ!)؟!...

ثَانِيًا: وَيَدُلُّكَ عَلَى مَا سَبَقَ بَيَانهُ، قَوْلُ ابْن تَيْمِيَّة بَعْد ذَلِكَ: ((فَإِذَا كَانَ رَفْعُ الْأَيْدِي إِلَى الْسَّمَاءِ فِي الْدُّعَاءِ مُسْتَلْزِمًا لاِعْتِقَادِ الْدُّعَاةِ الْتَّجْسِيم، وَهُمْ يُثْبِتُونَ ذَلِكَ بِالْأَقْيِسَةِ الْعَقْلِيَّةِ أَيْضًا، كَانَ جَانِبُهُم أَرْجَحَ لَوْ لَـمْ يُجِيبُوا عَنْ حُجَجِ الْنُّفَاةِ))...وَهُنَا لاَ بُدَّ مِنْ وَقْفَةٍ تُبَيِّنُ طَرِيقَة الْحَرَّانِي فِي اسْتِسْهَالِ وَصْفِ الْبَارِي بِـ: (الْجِسْمِيَّةِ!):

فَإِذَا كَانَ رَفْع الْأَيْدِي فِي الْدُّعَاءِ نَحْوَ (مَكَان!) وَ(جِهَة!) اللهِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الله (جِسْمٌ!)، فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَدِلَّة (الْـمُثْبِتَةِ!) لِـ: (الْجِسْمِيَّةِ!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى هِيَ (الْأَرْجَح!)؟!...بَلْ وَمَذْهَبهُم هَذَا (أَرْجَح!) حَتَّى وَإِنْ لَـمْ يُجِيبُوا عَلَى حُجَجِ (نُفَاةِ!) (الْجِسْمِيَّةِ!) عَنِ الله؟!...
وَتَأَمَّل قَوْله عَنْ سَلَفِهِ (الْـمُجَسِّمَة!): ((وَهُمْ يُثْبِتُونَ ذَلِكَ بِالْأَقْيِسَةِ الْعَقْلِيَّةِ أَيْضًا)) فَـالله عِنْد ابْن تَيْمِيَّة (جِسْمٌ!) وَهَذَا بِالْدَّلِيل (الْفِطْرِي!) حَيْثُ يُشَارُ إِلَى (مَكَانِهِ!) تَعَالَى عِنْدَ رَفْع الْأَيْدِي إِلَيْهِ فِي الْدُّعَاء، وَبِالْأَقْيِسَةِ الْعَقْلِيَّةِ أَيْضًا؟!...فَـ: (الْـمُجَسِّمَة!) أَقَامُوا الْحُجَج وَنَصَبُوا الْأَدِلَّة عَلَى أَنَّ الله (جِسْمٌ!)؟!...وَدَلِيلُ (الْفِطْرِةِ!) هَذَا فِي إِثْبَاتِ (الْجِسْمِيَّة!) وَ(الْـمَكَانِ!) وَ(الْجِهَةِ!) لله هُوَ لِوَحْدهِ (أَرْجَح!) مِنْ كُلِّ حُجَجِ (نُفَاةِ الْجِسْمِ!)؟!...كَذَا زَعَم هَذَا الْرَّجُل؟!...

وَهَذَا الْتَّقْرِير مِنْ هَذَا الْحَرَّانِي: دِعَايَةٌ مُغْرِضَةٌ وَحَمْلَةٌ إِعْلاَمِيَّةٌ لِصَالِحِ (الْـمُجَسِّمَةِ!) بِـمُقَابِلِ الْـمُنَزِّهَةِ؟!... تُسَمَّى فِي قَامُوسِ الإِعْلاَمِيِّين بِـ: (الْنَّفْخ الإِشْهَارِي!) أَوْ (الْحَشْو الْإِعْلاَمِي!)؟!...

وَلْتُنْظُر الآن إِلَى قَوْلِ هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ بَعْدَهَا مُبَاشَرَةً: ((فَكَيْفَ إِذَا أَجَابُوا عَنْهَا، وَإِذَا بَيَّنُوا أَنَّ نَقِيضَ قَوْلِهِم مُسْتَلْزِمٌ لِلْتَّعْطِيلِ، لِتَعْطِيلِ وُجُود الْبَارِي: ذَاته وَصِفَاته، وَتَعْطِيل مَعْرِفَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ)) إِذًا: فَـ: (الْـمُثْبِتَة!) أَجَابُوا عَلَى حُجَجِ هَؤُلاَءِ الْنُّفَاةِ لِـ: (الْجِسْمِيَّةِ!)؟!، وَبَيَّنُوا أَنَّ نَقِيض قَوْلهم "(الْـمُثْبِتَة!)" يَسْتَلْزِمُ (تَعْطِيل!) الْرَّبِّ؟!...أَيْ أَنَّ: تَعْطِيل الله عَنِ (الْجِسْمِيَّةِ!) كَمَا هُوَ مَذْهَبُ (الْنُّفَاةِ!) يَسْتَلْزِمُ:
(أ‌) الْقَوْل بِعَدَمِ وُجُودِ الْرَّبِّ؟!...فِي قَوْلِهِ: ((مُسْتَلْزِمٌ لِلْتَّعْطِيلِ، لِتَعْطِيلِ وُجُود الْبَارِي: ذَاته وَصِفَاته))؟!...

(ب‌) تَعْطِيل عِبَادَة الْرَّبِّ؟!...لِأَنَّ الْقَوْلَ بِنَفْيِ (الْجِسْمِيَّةِ!) عَنْهُ تَعَالَى يَقْضِي بِنَفْيِ (مَكَان!) وَ(جِهَة!) وُجُودِهِ تَعَالَى؟!...فَلاَ يُتَوَجَّهُ إِذًا إِلَى (مَكَانِ!) وَ(جِهَةِ!) وُجُودِهِ تَعَالَى فِي الْعِبَادَةِ عِنْدَ رَفْع الْأَيْدِي نَحْو الْسَّمَاء فِي الْدُّعَاءِ؟!...فِي قَوْلِهِ: ((وَتَعْطِيل مَعْرِفَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ))؟!...

ثَالِثًا: لاَ يَزَالُ الـمُسْلِمُونَ يَتَوَجَّهُونَ فِي صَلاَتِهِم إِلىَ بَيْتِ اللهِ الـحَرَامِ، أَيَعْنِي هَذَا أَنَّ الله مُنْحَصِرٌ فِي الْكَعْبَةِ؟!. رَوَى الإِمَامُ مُسْلِم فِي صَحِيحِهِ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "‏‏أَنَّ الْنَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ ‏اسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى الْسَّمَاءِ"، فَلِـمَاذَا يُوَجِّهُ الْـمُسْلِمُونَ بُطُونَ الأَكُفِّ إِلىَ الْأَرْضِ عِنْدَ الاِسْتِسْقَاءِ؟! أَتُراهُ لِأَجْلِ كَوْنِهِ جَلَّ وَعَلاَ هُنَاكَ مِنْ أَسْفَلَ مِنَّا؟!، هَذِهِ (حُجَجٌ!) أَوْهَن مِنْ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ؟!...
قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِي الْأَشْعَرِي (ت:676هـ): ((وَهُوَ الَّذِي -الله عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا دَعَاهُ الدَّاعِي اسْتَقْبَلَ السَّمَاءَ كَمَا إِذَا صَلَّى الْمُصَلِّي اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مُنْحَصِرٌ فِي السَّمَاءِ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مُنْحَصِرًا فِي جِهَةِ الْكَعْبَةِ، بَلْ ذَلِكَ لِأَنَّ السَّمَاءَ قِبْلَةُ الدَّاعِينَ كَمَا أَنَّ الْكَعْبَةَ قِبْلَةُ الْمُصَلِّينَ))(4)....

وَقَالَ خَاتِمَةُ الْـمُحَقِّقِينَ وَعُمْدَةُ ذَوِي الْفَضَائِلِ مِنَ الْـمُدَقِّقِينَ الْإِمَام مُرْتَضَى الْزَّبِيدِي الْحُسَيْنِي الْأَشْعَرِي: ((فَإِنْ قِيلَ: إِذَا كَانَ الْحَقُّ سُبْحَانَهُ لَيْسَ فِي جِهَةٍ، فَمَا مَعْنَى رَفْع الأَيْدِي بِالْدُّعَاءِ نَحْوَ السَّمَاءِ؟، فَالجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ ذَكَرَهُمَا الْطُّرْطُوشِي :
أَحَدهُمَا: أَنَّهُ مَحَلّ تَعَبُّدٍ كَاسْتِقْبَال الْكَعْبَةِ فِي الْصَّلاَةِ، وَإِلْصَاق الْجَبْهَةِ بِالْأَرْضِ فِي الْسُّجُودِ، مَعَ تَنَزُّهِهِ سُبْحَانَهُ عَنْ مَحَلِّ الْبَيْتِ وَمَحَلِّ الْسُّجُودِ، فَكَأَنَّ الْسَّمَاء قِبْلَة الْدُّعَاءِ.
وَثَانِيهمَا: أَنَّهَا لَـمَّا كَانَت مَهْبَط الْرِّزْقِ وَالْوَحْيِ وَمَوْضِع الْرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ عَلَى مَعْنَى أَنَّ الْـمَطَر يَنْـزِلُ مِنْهَا إِلىَ الأَرْضِ فَيَخْرُجُ نَبَاتًا، وَهِيَ مَسْكَن الْـمَلَأِ الأَعْلَى فَإِذَا قَضَى الله أَمْراً أَلْقَاهُ إِلَيْهِم فَيُلْقُونَهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَكَذَلِكَ الأَعْمَال تُرْفَعُ، وَفِيهَا غَيْر وَاحِدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَفِيهَا الجَنَّة الَّتِي هِيَ غَايَة الأَمَانِي، فَلَمَّا كَانَتْ مَعْدَنًا لِهَذِهِ الأُمُورِ العِظَّامِ، وَمَعْرِفَةِ القَضَاءِ وَالقَدَرِ، انْصَرَفَتْ الـهِمَمُ إِلَيْهَا، وَتَوَفَّرَت الدَّوَاعِي عَلَيْهَا))(5)...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
____________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (4 /627)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ
(2) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (1 /357)
(3) رَاجِع مَثَلاً: "كَلاَمُ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي فِي تَقْرِيرِ بِدْعَة التَّجْسِيمِ وَالتَّكْفِيرِ 37" عَلَى الْرَّابِط: https://www.facebook.com/yacine.ben.rab ... 0342674258
(4) صَحِيحُ مُسْلم بِشَرْح الْإِمَام الْنَّوَوِي (5 /24)، الْـمَطْبَعَةُ الْـمِصْرِيَّةُ بِالْأَزْهَرِ، الْطَّبْعَةُ الأُوْلَى:1347هـ-1929م
(5) إِتْحَافُ الْسَّادَةِ الْـمُتَّقِينَ بِشَرْحِ إِحْيَاءِ عُلُومِ الْدِّينِ لِلْحَافِظ مُرْتَضَى الْزَّبِيدِي (5 /34-35)، مُؤَسَّسَة الْتَّارِيخ الْعَرَبِي


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 06, 2023 2:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 40!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ): ((فَقَالَ: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾[الْبَقَرَة:115]، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْـجَمِيعَ مُلْكُهُ، وَهُوَ خَلْقُهُ. وَقَدْ عُلِـمَ بِالْفِطْرَةِ وَالْشِّرْعَةِ أَنَّ الْرَّبَّ فَوْقَ خَلْقِهِ، #وَمُـحِيطٌ_بِهِ. فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَنْ اسْتَقْبَلَ شَيْئًا مِنَ الْـمَشْرِقِ أَوْ الْـمَغْرِبِ فَإِنَّهُ #مُتَوَجِّهٌ_إِلَى_رَبِّهِ، كَسَائِرِ مَا يَسْتَقْبِلهُ، #وَاللهُ_قِبَلَ_وَجْهِهِ_إِلَى_أَيِّ_جِهَةٍ_صَلَّى؛ لِأَنَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَمُحِيطٌ بِذَلِكَ كُلِّهِ))(1)؟!...

وَقَالَ: ((كَمَا تَوَاتَرَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيث الْصِّحَاح عَنِ الْنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم مِثْل قَوْلِهِ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُم إِلَى الْصَّلاَةِ فَإِنَّـمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ" وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ أَيْنَـمَا اسْتَقْبَلَ الْعَبْدُ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ وَجْهَ اللهِ، فَإِنَّ ثَـمَّ وَجْهُ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ فَوْقَ عَرْشِهِ عَلَى سَـمَوَاتِهِ، وَهُوَ #مُـحِيطٌ_بِالْـعَالَـمِ_كُلِّهِ، فَأَيْنَـمَا وَلَّى الْعَبْدُ فَإِنَّ اللهَ يَسْتَقْبِلُهُ))(2)؟!...

وَقَالَ أَيْضًا مُنْتَحِلاً لِسَان الْـمُثْبِتَة لِلْجِهَةِ وَالْفَوقِيَّةِ بِالْـمَكَانِ: ((وَكُلُّ مَا كَانَ خَارِجَ الْعَالَـمِ كَانَ فَوْقَهُ بِالْضَّرُورَةِ، إِذْ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ خَارِجَ الْعَالَـمِ وَلاَ يَكُونَ فَوْقَهُ؛ إِذْ #الْـمُحِيط_بِالْعَالَـمِ هُوَ #أَعْلَى_شَيْءٍ_فِيهِ مِنْ #جَمِيعِ_الْنَّوَاحِي، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ كَوْنُهُ فَوْقَ الْعَالَـمِ مِنْ لَوَازِمِ كَوْنِهِ خَارِج الْعَالَـمِ))(3)؟!...

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: هَذِهِ نُصُوصٌ مِنَ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ يُثْبِتُ فِيهَا بِأَنَّ رَبَّهُ فَوْقَ الْعَالَـمِ فَوْقِيَّةَ (#مَسَافَةٍ!) وَ(#جِهَةٍ!)، وَأَنَّهُ مُـحِيطٌ بِالْكَونِ إِحَاطَة (#حِسِّيَّة!) (#مَكَانِيَّة!) مِنْ كُلِّ الْجَوَانِبِ وَالْجِهَاتِ؟!...بِحَيْثُ أَيْنَمَا وَلَّى الْـعَبْدُ وَجْهَهُ فَسَيَسْتَقْبِلُ لِزَامًا (#جِـهَةً!) وَ(#جَانِبًا!) مِنْ (#جَوَانِبِ!) الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ؟!...وَعَلَى هَذَا فَكُلُّ نُقْطَةٍ مِنْ سَطْحِ الْعَالَـمِ فَهِيَ (#مُتَّصِلَةٌ!) وَ(#مُـمَاسَّةٌ!) وَ(#مُلاَصِقَةٌ!) بِالْضَّرُورَةِ لِـمَا يَلِيهَا وَيَسْتَقْبِلهَا مِنْ فَوْقِهَا مُبَاشَرَةً مِنْ (#جُزْءٍ!) أَوْ (#بَعْضٍ!) أَوْ (#جِهَـةٍ!) مِنْ ذَاتِ رَبِّ ابْنِ تَيْمِيَّة؟!...فَـ: (#حَدُّ!) رَبِّ ابْنِ تَيْمِيَّة مِنْ (#جَانِبِهِ!) (#الْتَّحْتَانِي!) الَّذِي يُقَابِلُ سَطْحَ الْعَالَـمِ يُقَدَّرُ (#بُعْداً!) وَ(#مَسَافَةً!) بِـمِقْدَارِ سَطْحِ الْعَالَـمِ؟!...وَعَلَى هَذَا فَرَبُّ ابْن تَيْمِيَّة (#جِسْمٌ!) مَحْدُودٌ بِـ: (#أَبْعَادٍ!)، مُقَدَّرٌ بِـ: (#مَسَاحَةٍ!) وَ(#حَجْمٍ!) وَ(#كَـمٍّ!)؟!...

ثَانِيًا: الْتَّنْبِيه عَلَى تَنَاقُضِ هَذَا الْرَّجُل وَتَلاَعُبِهِ، فَهُوَ مِنْ جِهَةٍ يُثْبِتُ (الْحُدُودَ!) لِرَبِّهِ وَيَدَّعِي بِأَنَّ هَذِهِ (الْحُدُود!) لاَ يَعْلَمُهَا أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ رَبِّهِ!...ثُـمَّ الآن يَقُولُ بِالْإِحَاطَةِ (الْـمَكَانِيَّةِ!) الْقَاضِيَةِ بِبَيَانِ مِقَدَارِ: (حَدِّ!) رَبِّهِ (الْتَّحْتَانِي!)؟!...فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى؟!...
وَهَذَا الاِعْتِقَاد الْبَاطِل إِضَافَةً إِلَى كَوْنِهِ تَجْسِيمًا قَبِيحًا...فَلَوَازمهُ الْبَيِّنَةِ شَنَاعَاتٍ وَكَوَارِث لاَ يَقُولهَا عَاقِلٌ؟!...وَمِنْهَا: كَوْنه تَعَالَى (مَكَانًا!) لِلْعَالَـمِ؟!...فَمَحَلُّ الْعَالَـمِ إِذًا لَيْسَ إِلاَّ (تَجْوِيفًا!) بِدَاخِلِ ذَاتِ رَبِّ هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ؟!...مَعَ أَنَّ هَذَا الْحَرَّانِي الْـمُتَنَاقِض مَا بَرِحَ يُدَنْدِنُ بِأَنَّ رَبَّهُ صَمَدٌ أَيْ: مُجْتَمِعٌ لاَ جَوْفَ بِدَاخِلِهِ تَعَالَى؟!...فَالْعَالَـمُ الْـمَخْـلُوقُ (يَـمْلَأُ!) فَرَاغًا مَا بِـ: (دَاخِلِ!) الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ؟!...وَالْتِزَامُ هَذَا: كُفْرٌ بِلاَ مَثْنَوِيَّةٍ؟!...وَالْعِيَاذُ بِاللهِ...

ثَالِثًا: يُقَالُ لِابْنِ تَيْمِيَّة: هَلْ رَبُّنَا قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَزِيدَ أَوْ يُنْقِصَ فِي (حَجْمِ!) الْعَالَـمِ الْـمَخْلُوق؟!،...فَإِنْ قُلْتَ:

(أ‌) لاَ؟!: فَهَذَا كُفْرٌ لِأَنَّهُ تَعْجِيزٌ لِلْقُدْرَةِ الإِلَهِيَّةِ فِي الْتَّأْثِيرِ عَلَى الْـمُمْكِنَاتِ بِبَعْضِ مَا يَجُوزُ عَلَيْهَا...

(ب‌) نَعَمْ؛ فَهَذَا يَعْنِي بِالْضَّرُورَة أَنَّ مَسَاحَةَ (مُلاَصَقَةِ!) وَ(مـُمَاسَّةِ!) الْبَارِي جَلَّ وَعَلاَ لِلْصَّفْحَةِ الْعُلْيَا لِلْعَرْشِ -تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً!- يُـمْكِن أَنْ تَزِيد أَوْ تَنْقُص؟!...وَهَذَا يَقْضِي بِتَنَاسُب عَكْسِي بَيْنَ (مِقْدَارِ!) [حَجْم!] ذَاتِ الْوَاجِب وَبَيْنَ (مِقْدَارِ!) [حَجْم!] الْعَالَـمِ؟!...

فَالزِّيَادَة فِي (حُدُودِ!) الْعَرْش الـمَخْلُوقِ تُوجِبُ حُدُوث تَغَيُّرٍ فِي (حَجْمِ!) ذَات الْوَاجِبِ الَّذِي هُوَ وِفْقَ عَقِيدَة الْحَرَّانِي: يُحِيطُ بِالْـعَالَـمِ كَإِحَاطَة الأَسْوِرَةِ بِالْـمِعْصَمِ وَالْكُوبِ بِالْـمَاءِ وَالخَيْمَةِ بِـمَا فِي دَاخِلِهَا؟!...وَعَلَيْهِ فَـ: (حَجْمُ!) الْرَّبِّ لَيْسَ وَاجِبًا لِذَاتِهِ إِذْ: يُـمْكِنُ أَنْ يَزِيدَ أَوْ يَنْقُصَ تَبَعًا لِـ: (حَجْمِ!) الْعَالَـمِ؟!...وَهَذَا يُفْضِي لِزَامًا إِلَى الْقَوْلِ بِحُدُوثِ الْوَاجِبِ جَلَّ وَعَلاَ؟! وَهَوَ بَاطِلٌ...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
____________
(1) بَيَانُ تَلْبِيسِ الْـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الْكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (6 /79)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الْـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الْـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الْـمَصْحَف الْشَّرِيف-الْـمَمْلَكَة الْعَرَبِيَّة الْسُّعُودِيَّة، الْطَّبْعَة الْأُولَى: 1426هـ
(2) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (6 /76-77)
(3) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (5/ 320)

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 07, 2023 2:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 41!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ): ((وَلِهَذَا كَانَ #أَئِـمَّةُ_أَهْلِ_الْسُّنَّةِ وَمُحَقِّقُوا أَهْلِ الْكَلاَمِ #يَـمْنَعُونَ مِنْ أَنْ يُقَالَ: #لاَ_يُشْبِهُ [الله تَعَالَى] #الْأَشْيَاءَ_بِوَجْهٍ_مِنَ_الْوُجُوهِ؛ فَإِنَّ مُقْتَضَى هَذَا كَوْنه: #مَعْدُومًا، وَمِنْهُمْ طَوَائِفُ يُطْلِقُونَ هَذَا))(1)؟!...

الْتَّعْلِيق:
أَوَّلاً: هَذَا نَصٌّ مِنَ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة يُصَرِّحُ فِيهِ بِأَنَّ رَبَّهُ لاَ بُدَّ وَأَنْ (#يُشْبِهَ!) مَخْلُوقَاتِهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَإِلاَّ كَانَ -تَعَالَى- مَعْدُومًا غَيْر مَوْجِودٍ؟!...وَلَـمَّا كَانَتْ ذَوَات الْـمُمْكِنَاتِ عِبَارَة عَنْ أَجْسَامٍ تَشْتَرِكُ فِي أَصْلِ مَعَانِي (#الْجِسْمِيَّةِ!) وَتَخْتَلِفُ فِيمَا بَيْنَهَا مِنْ نَاحِيَةِ الْعَوَارِضِ وَالْصُّوَرِ الْخَارِجِيَّةِ وَالْأَشْكَالِ وَالْهَيْئَاتِ، أَيْ: أَنَّ ذَوَات الْـمَخْلُوقَات تَشْتَرِكُ فِيمَا بَيْنَهَا فِي جِسْمِيَّةِ (#الْـحُدُودِ!) وَ(#الْأَبْعَادِ!) وَ(#الْـمَسَاحَةِ!) وَ(#الْـحَجْمِ!) وَ(#الْكَمِّ!)، عُلِمَ بِالْضَّرُورَةِ أَنَّ هَذَا الْحَرَّانِي لاَ يَقْصِدُ بِإِثْبَاتِ (#وَجْهٍ_مَا!) مِنَ: (#الْمُشَابَهَةِ!) بَيْنَ الْـخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ، إِلاَّ هَذِهِ الْـمَعَانِي: (#الْـجِسْـمِيَّةِ!)؟!...فَرَبُّ ابْن تَيْمِيَّة إِمَّا (#يُــشْبِهُ!) الْـمَخْلُوقَاتِ فِي جِسْمِيَّةِ (#الْـحُـدُودِ!) وَ(#الْـحَجْـمِ!) وَإِمَّا فَهُوَ: مَعْدُومٌ غَيْر مَوْجُودٍ؟!...وَلاَ أَخَالُكَ تَغْفَلُ أَيُّهَا الْنَّبِيه عَمَّا يُرِيدُ هَذَا الْرَّجُل تَمْرِيره!، وَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ أَنْ تَسْتِحْضِرِ فِي ذِهْنِكَ: حُكْم مَنْ يَنْفِي وُجُود الْرَّبِّ؟!، لِتَعْلَمَ ذَلِكَ؟!...

ثَانِيًا: الْتَّنْبِيه عَلَى طَرِيقَةِ هَذَا الْرَّجُل فِي تَلْفِيقِ (#الْأَكَاذِيبِ!) لِأَئِمَّةِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ، وَتَصْوِيرِهِم لِقُرَّائِهِ وَكَأَنَّهُم يُشَارِكُونَهُ فِي إِثْبَاتِ بِدْعَةِ (#الْـتَّشْبِيـهِ!)؟!، مَعَ أَنَّ نُصُوص الْقَوْمِ فِي نَفْيِ مُطْلَق الْتَّشْبِيهِ بِلاَ قُيُودٍ، أَشْهَرُ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمٍ...

ثَالِثًا: يُرَدُّ عَلَى (#كَذِبِ!) الْحَرَّانِي فِي نِسْبَتِهِ بِدْعَة: (#الْـتَّـشْـبِـيهِ!) بِوَجْهٍ مَا، لِأَئِمَّةِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ، بِمَا يَلِي:

رَوَى الْحَافِظُ الْبَيْهَقِي (ت:458هـ) بِسَنَدِهِ عَنْ سَيِّدِنَا عَبْد اللهِ ابْنِ عَبَّاس: ((أَنَّ الْيَهُودَ، جَاءَتِ الْنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ، مِنْهُمْ: كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ؟. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الْصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ﴾[الْإِخْلاَص:2]: فَيَخْرُجُ مِنْهُ، ﴿وَلَـمْ يُولَدْ﴾[الإخلاص:3] فَيَخْرُجُ مِنْ شَيْءٍ، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الْإِخْلاَص:4]: #وَلَا_شَـــــــبَهٌ. فَقَالَ: "هَذِهِ صِفَةُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَتَقَدَّسَ عُلُوًّا كَبِيرًا"))(1) فَهَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ فِي نَفْيِ وُجُودِ شَبَهٍ مَا، بَيْنَ الْـخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ، عَلَى عَكْسِ عَقِيدَة الْـحَرَّانِي؟!...

وَرَوَى الْحَافِظُ الْبَيْهَقِي (ت:458هـ) أَيْضًا بِسَنَدِهِ: ((عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلْنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ [الْإِخْلاَص:2]: لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الْإِخْلاَص:4] قَالَ: "#لَـمْ_يَكُنْ_لَهُ_شَـــــبَهٌ، وَلَا عِدْلٌ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"))(2)...وَهَذَا أَيْضًا يَنْسِفُ دَعَاوِي الْحَرَّانِي؟!...

وَرَوَى أَيْضًا الْحَافِظُ الْبَيْهَقِي (ت:458هـ) بِسَنَدِهِ عَنْ سَيِّدِنَا عَبْد اللهِ ابْنِ عَبَّاس: ((فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾[النَّحْل:60] قَالَ: يَقُولُ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. وَفِي قَوْلِهِ: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مَرْيَم:65] يَقُولُ: هَلْ تَعْلَمُ لِلرَّبِّ مِثْلًا أَوْ #شَبَهًا))(3)...وَهَذَا أَيْضًا صَرِيحٌ فِي نَفْيِ الْسَّلَفِ لِـمُطْلَقِ الْتَّشْبِيهِ عَكْس مَا يَدَّعِيهِ الْحَرَّانِي؟!...

وَقَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِي (ت:458هـ) مُوَضِّحًا انْتِفَاء الْتَّشْبِيه عَقْلاً: ((ثُمَّ يَعْلَمُ أَنَّ صَانِعَ الْعَالَـمِ لَا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنَ الْعَالَمِ، لِأَنَّهُ لَوْ أَشْبَهَ شيْئًا مِنَ الْمُحْدَثَاتِ بِجِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ لَأَشْبَهَهُ فِي الْحُدُوثِ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ، وَمُحَالٌ أَنْ يَكُونَ الْقَدِيمُ مُحْدَثًا، أَوْ يَكُونَ قَدِيمًا مِنْ جِهَةٍ حَدِيثًا مِنْ جِهَةٍ))(4)...وَهَذَا يَردُّ عَلَى الْحَرَّانِي دَعْوَاه وُجُود شَبْهٍ مَا بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ؟!، فَلَوْ كَانَ الْبَارِي يُشْبِه الْـمَخْلُوقَ مِنْ وَجْهٍ مَا لَأَشْبَهَ جَلَّ وَعَزَّ هَذَا الْـمَخْلُوق فِي الْـحُدُوثِ وَالاِفْتِقَارِ، مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ الَّذِي حَصَلَ فِيهِ الْتَّشَابُه؟!...

نَعَم؛ فَلَوْ شَارَكَ الْـخَالِق الْـمَخْلُوق فِي صِحَّةِ فَرْضِ (الْحُدُودِ!) وَ(الْأَبْعَادِ!) وَ(الْـحَجْمِ!) فِي الْذَّاتِيَّاتِ...: فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ (مِقْدَار!) ذَات الْوَاجِبِ:
(أ‌) يَقْبَلُ (الْزِّيَادَة!) وَ(الْنُّقْصَان!) فِي (الْـمَسَاحَةِ!) وَ(الْـحَجْمِ!)؟!، بِحَيْثُ: (تَتَغَيَّرُ!) الْنِّسْبَة بَيْنَ (مِقْدَارِهِ!) -تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ!- وَبَيْنَ (مِقْدَارِ!) الْعَالَـمِ؟!، فَهَذَا يُفْضِي لِكَوْنِهِ تَعَالَى: مُمْكِنًا لاَ وَاجِبًا؟!. وَالْتِزَامُ هَذَا: كُفْرٌ بِاتِّفَاقٍ...

(ب‌) لاَ يَقْبَلُ ذَلِكَ بِحَالٍ، بَلْ (حَجْمهُ!) -جَلَّ وَعَزَّ- مُحَدَّدٌ بِحَدٍّ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ؟!،...وَعِنْدَهَا يُقَالُ: هَلِ الله قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَزِيد فِي (مِقْدَارِ!) الْعَالَـمِ إِلَى حَدٍّ يَفُوق (مِقْدَار!) الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ؛ أَمْ لاَ؟!: فَالْجَوَابُ بِالْنَّفْيِ فِيهِ تَعْجِيزٌ لِلْقُدْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ فِي تَخْصِيصِ الْـمُمْكِن بِبَعْضِ أَوْجُهِ الْتَّخْصِيصِ الْجَائِزَةِ عَلَيْهِ، وَهُوَ: كُفْرٌ...، وَالْجَوَابُ بِـ: "نَعَم"، يَقْضِي بِتَجْوِيزِ كَوْن الْـمَخْلُوق (أَكْبَر!) (مِقْدَاراً!) مِنَ الْـخَالِقِ؟!، وَبِالْتَّالِي بُطْلاَن مَفْهُوم كَلِمَة الْتَّكْبِير "اللهُ أَكْبَر" (حَجْمًا!) وِفْقَ مَنْظُورِ: (الْـمُجَسِّمَةِ!)؟!، وَهَذَا يَهْدِمُ أَصْل بِدْعَة (الْتَّجْسِيمِ!) مِنْ الْأَسَاسِ؟!...

وَفِي كُلٍّ يَبْطَل: (الْتَّشْبِيه!) رَأْسًا؟!...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى...
_________________
(1) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:268)، قَدَّمَ لَهُ وَعَلَّقَ عَلَيْهِ: الأُسْتَاذ الْعَلاَّمَة مُحَمَّد زَاهِد الْكَوْثَرِي، الْـمَكْتَبَةُ الأَزْهَرِيَّة لِلْتُّرَاثِ.
وَحَسَّنَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ إِسْنَادهُ فَقَالَ: ((وَقَدْ أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي "كِتَاب الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ" #بِسَنَدٍ_حَسَنٍ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا الْنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ[آلِهِ] وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي تَعْبُدُ؟، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الْإِخْلاَص] إِلَى آخِرِهَا، فَقَالَ: "هَذِهِ صِفَةُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ". وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلْنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ؟، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ. الْحَدِيثَ، وَهُوَ عِنْد ابْنِ خُزَيْمَةَ فِي "كِتَابِ الْتَّوْحِيدِ" وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَفِيهِ: "أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا يَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا يُورَثُ، وَاللَّهُ لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ، وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ شَبَهٌ، وَلَا عِدْلٌ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)).انْتَهَى [فَتْحُ الْبَارِي شَرْح صَحِيح الْبُخَارِي (13/356)، الْمَطْبَعَة الْسَّلَفِيَّة]
(2) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:268)
(3) كِتَابُ الْأَسْمَاءِ وَالْصِّفَاتِ لِلْحَافِظ الْبَيْهَقِي: (ص:269)
(4) الاِعْتِقَادُ عَلَى مَذْهَبِ الْسَّلَفِ أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ (ص:9-10)، دَارُ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ لِلْطِّبَاعَةِ: 1379هـ-1959م

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 09, 2023 2:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2403


كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 42!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْـحَرَّانِي (ت:728هـ): ((وَسَبَبُ ذَلِكَ: اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ الْنُّصُوصُ بِالْشُّبُهَاتِ الْفَاسِدَةِ، الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا #إِخْوَانَهُمْ_مِنْ_الْكَافِرِينَ؛ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا بُدَّ لِلنُّصُوصِ مِنْ مَعْنًى، بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ: #الْإِيْمَانِ_بِاللَّفْظِ_وَتَفْوِيضِ_الْمَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا #طَرِيقَةَ_الْسَّلَفِ - وَبَيْنَ: #صَرْفِ_اللَّفْظِ_إلَى_مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا #طَرِيقَةَ_الْخَلَفِ - فَصَارَ هَذَا الْبَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ: فَسَادِ الْعَقْلِ #وَالْكُفْرِ_بِالْسَّمْعِ؛ فَإِنَّ الْنَّفْيَ إنَّمَا اعْتَمَدُوا فِيهِ عَلَى أُمُورٍ عَقْلِيَّةٍ، ظَنُّوهَا بَيِّنَاتٍ وَهِيَ شُبُهَاتٌ، وَالْسَّمْعُ حَرَّفُوا فِيهِ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ. فَلَمَّا ابْتَنَى أَمْرُهُمْ عَلَى هَاتَيْنِ #الْمُقَدِّمَتَيْنِ_الْكُفْرِيَّتَيْنِ_الْكَاذِبَتَيْنِ: كَانَتْ الْنَّتِيجَةُ اسْتِجْهَالَ الْسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ وَاسْتِبْلَاهِهِم...))(1) بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: قَوْلهُ: ((الْإِيْمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ الْمَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الْسَّلَفِ -)) يَقْصِدُ بِهِ: الْـمُفَوِّضَة؟! وَقَوْلهُ: ((وَبَيْنَ: صَرْفِ اللَّفْظِ إلَى مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الْخَلَفِ -)) يَقْصِدُ: الْـمُؤَوِّلَة؟!
وَتَأَمَّل قَبْلَهَا قَوْلهُ عَنهُم: ((شَارَكُوا فِيهَا إخْوَانَهُمْ مِنْ الْكَافِرِينَ)) وَدَنْدَنَتهُ الْفَارِغَة الَّتِي خَلَص مِنْ خِلاَلِهَا إِلَى قَوْلِهِ: ((فَلَمَّا ابْتَنَى أَمْرُهُمْ عَلَى هَاتَيْنِ الْمُقَدِّمَتَيْنِ الْكُفْرِيَّتَيْنِ الْكَاذِبَتَيْنِ))؟!

فَهَذَا نَصٌّ مِنَ الْـمُشَيَّخِ عَلَى الْإِسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة يَحْكُمُ فِيهِ بِـ: (كُفْرِ!) الْـمُؤَوِّلَةِ وَالْـمُفَوِّضَةِ، وَهُمْ أَهْل الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: الْسَّادَةُ الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الْحَدِيْثِ؟!. فَالْأَغْلَبِيَّة الْسَّاحِقَة مِنْ عُلَمَاء أُمَّة الْتَّوْحِيد وِفْقَ تَقْرِيرِ هَذَا الْحَرَّانِي هُمْ مِنْ إِخْوَانِ (الْكَفَرَةِ!) حَيْثُ يُشَارِكُونَ أَهْل (الْكُفْرِ!) فِي أُصُولِهِم (الْكُفْرِيَّةِ!) الَّتِي بَنَواْ عَليْهَا (كُفْرَهُم!) بِاللهِ؟!...

ثَانِيًا: فَذْلَكَة مُوْجَزَة حَوْل طَرِيقَة الْتَّفْوِيض وَطَرِيْقَة الْتَّأْوِيل عِنْدَ أَهْل الْسُّنَّةِ...
قَالَ الْحَافِظ ابْن حَجَر الْعَسْقَلاَنِي (ت:852هـ): ((وَقَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ فِي الْعَقِيدَةِ: "تَقُولُ فِي الصِّفَاتِ الْمُشْكِلَةِ إِنَّهَا حَقٌّ وَصِدْقٌ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي أَرَادَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَأَوَّلَهَا نَظَرْنَا فَإِنْ كَانَ تَأْوِيلُهُ قَرِيبًا عَلَى مُقْتَضَى لِسَانِ الْعَرَبِ لَـمْ نُنْكِرْ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا تَوَقَّفْنَا عَنْهُ وَرَجَعْنَا إِلَى الْتَّصْدِيقِ مَعَ الْتَّنْزِيهِ. وَمَا كَانَ مِنْهَا #مَعْنَاهُ_ظَاهِرًا_مَفْهُومًا مِنْ تَخَاطُبِ الْعَرَبِ #حَمَلْنَاهُ_عَلَيْهِ كَقَوْلِهِ: ﴿عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾[الْزُّمَر:56] فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ فِي اسْتِعْمَالِهِمُ الْشَّائِعِ: حَقُّ اللَّهِ #فَلَا_يَتَوَقَّفُ_فِي_حَمْلِهِ_عَلَيْهِ، وَكَذَا قَوْله: "إِنَّ قَلْبَ بْنِ آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْرَّحْمَنِ" فَإِنَّ الْـمُرَادَ بِهِ: إِرَادَة قَلْب ابْن آدَمَ مُصَرَّفَةٌ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَمَا يُوقِعُهُ فِيهِ، وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ﴾[الْنَّحْل:26] مَعْنَاهُ: خَرَّبَ اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ، وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لوجه الله﴾[الْإِنْسَان:9] مَعْنَاهُ: لِأَجْلِ اللَّهِ، وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ")) ثُمَّ قَالَ الْحَافِظ بَعْدَ نَقْلِ هَذَا الْتَّحْقِيق مُبَاشَرَةً: ((وَهُوَ #تَفْصِيلٌ_بَالِغٌ قَلَّ مَنْ تَيَقَّظَ لَهُ)).انْتَهَى(2)

وَهَذَا تَحْقِيقٌ مُهِمٌّ يُفَسِّرُ مَنْهَجَ الْسَّلَفِ فِي الْتَّعَامُلِ مَعَ مِثْلِ هَذِهِ الْظَّوَاهِر الْـمُوهِمَةِ لِلْتَّشْبِيهِ فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَلاَ تَفْوِيضَ بِإِطْلاَقٍ وَكَذَلِكَ لاَ تَأْوِيلَ بِإِطْلاَقٍ، فَفِي الْـمَسْأَلَة تَفْصِيلٌ وَهَذَا مُلَخَّصهُ:

(أ‌) انْتِزَاع الْإِضَافَة هَكَذَا مُجَرَّدَة مِنْ ظَاهِرِهَا الْتَّرْكِيبِي فِي سِيَاقِ وَسِبَاقِ وَلِحَاقِ الْجُمْلَةِ، ثُـمَّ حَمْل ظَاهِرِهَا الإِفْرَادِي (الْيَد، الْسَّاق...الخ) فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْـحَقِيقَةِ اللُّغَوِيَّةِ الْـمُقَابِلَةِ لِلْمَجَازِ وَالْـمَوْضُوعَةِ أَصَالَةً لِلْمَعَانِي الْجَسْمِيَّةِ الْأَرْضِيَّةِ: تَجْسِيمٌ قَبِيحٌ، لِذَا فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْل الْسُّنَّةِ سَلَفًا وَخَلَفًا -مَا عَدَا الْـمُجَسِّمَة كَابْنِ تَيْمِيَّة وَمَنْ نَحَا نَحْوهُ- عَلَى إِحَالَةِ هَذَا الْـمَنْحَى، فَلَـمْ يَبْقَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلاَّ: الْتَّأْوِيل أَوْ الْتَّفْوِيض:

(بـ) فَإِذَا كَانَ الْتَّأْوِيل مُحْتَمَلاً، كَأَنْ يَحْتَمِل هَذَا الْظَّاهِر الإِفْرَادِي فِي حَقِّهِ تَعَالَى دَاخِل الْجُمْلَةِ عِدَّة مَعَانِي...فَالْـمَسْأَلَة تَقَعُ تَحْتَ طَائِلَةِ الاِجْتِهَاد: إِمَّا الْتَّأْوِيل بِضَوَابِطِهِ وَإِمَّا الْتَّفْوِيض...فَإِنْ كَانَ الْتَّأْوِيل رَاجِحًا تَعَيَّنَ الْقَوْل بِهِ عَلَى سَبِيلِ الاِجْتِهَادِ لاَ الْقَطْعِ...فَيُنْظَر فِيهِ إِنْ كَانَ قَرِيبًا أَمْ بَعِيداً؟!...وَإِلاَّ فَالرُّجُوع إِلَى الْتَّفْوِيض...وَالْتَّفْوِيض فِي حَالِ الْقَوْلِ بِهِ يَقَعُ فَقَط عَلَى الْظَّاهِر الْتَّرْكِيبِي: "يَد الله"، "وَجْه الله"...الخ، ولاَ يَتَنَاوَلُ بِأَيِّ حَالٍ الْتَّفْوِيض فِي الْـمَعْنَى الْإِجْمَالِي لِلْآيَةِ كَمَا يُهُوِّشُ ابْن تَيْمِيَّة؟!، وَمَنْ طَالَع كُتُب الْتَّفْسِير الَّتِي اعْتَنَت بِنَقْلِ تَفَاسِير الْسَّلَف يَعْرِف هَذِهِ الْحَقِيقَة جَيِّداً...

(جـ) وَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْإِضَافَة لاَ تَحْتَمِلُ فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْثَر مِنْ مَعْنَيَيْنِ...فَلاَ مَنَاصَ مِنْ الْقَوْلِ بِهِ وَيَتَوَجَّبُ الْـمَصِير إِلَيْهِ كَمَا جَاءَ فِي كَلاَمِ الْإِمَام: ((فَلَا يَتَوَقَّفُ فِي حَمْلِهِ عَلَيْهِ))...وَمِنْ هَذَا الْقَبِيل آيَات الْـمَعِيَّة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾[الْتَّوْبَة:40] وَقَوْله: ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾[مُحَمَّد:35]...فَبَعْدَ طَرْحِ الْـمَعْنَى الْـمَحْظُورِ أَيْ: "الْـمَعِيَّة الْذَّاتِيَّة" لاَ يَبْقَى إِلاَّ: "الْـمَعِيَّة الْمَعْنَوِيَّة: الْعِلْم، الْنَّصْر...الخ" وَقَدْ حَكَى غَيْر وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّة الإِجْمَاع عَلَى هَذَا كَمَا ذَكَرَ الْحَافِظ ابْن كَثِير فِي تَفْسِيرِه وَغَيْره...فَيَتَعَيَّنُ الْقَوْل بِهِ مِنْ دُونِ تَوَقُّفٍ...

وَقَدْ لَخَّصَ مَا سَبَقَ الإِمَام الْهُمَام الْعَلَّامَة الْأُصُولِي شِهَاب الْدِّين الْـمَقَّرِّي (ت:1041هـ) فِي نَظْمِهِ فِي الْعَقِيدَةِ "إِضَّاءَة الْدُّجُنَّة فِي عَقَائِدِ أَهْل الْسُّنَّةِ"، فَقَالَ:

وَالْنَّصُّ إِنْ أَوْهَمَ غَيْرَ الْلاَّئِقِ *** بِاللهِ كَالْتَّشْبِيهِ لِلْخَلاَئِقِ
فَاصْرِفْهُ عَنْ ظَاهِرِهِ إِجْمَاعَا ***وَاقْطَعْ عَنِ الْـمُمْتَنِعِ الْأَطْمَاعَا
وَمَا لَهُ مِنْ ذَاكَ #تَأْوِيلٌ_فَقَطْ # ***تَعَيَّنَ_الْحَمْلُ عَلَيْهِ وَانْضَبَطْ
كَمِثْلِ: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾ فَأَوِّلِ ***بِالْعِلْمِ وَالْرَّعْيِ وَلاَ تُطَوِّلِ
إِذْ لاَ تَصِحُّ هَاهُنَا الْـمُصَاحَبَهْ ***بِالْذَّاتِ فَاعْرِفْ أَوْجُهَ الْـمُنَاسَبَهْ
وَمَا لَهُ مَحَامِلُ الْرَّأْيِ اخْتَلَفْ *** فِيهِ وَبِالْتَّفْوِيضِ قَدْ قَالَ الْسَّلَفْ
مِنْ بَعْدِ تَنْزِيهٍ وَهَذَا أَسْلَمُ *** وَاللهُ بِالْـمُرَادِ مِنْهَا أَعْلَمُ

قَالَ الإِمَام سَيِّدِي عَبْد الْغَنِي الْنَّابُلْسِي فِي شَرْحِ النَّظْم: (("الْحَمْلُ عَلَيْهِ وَانْضَبَطْ": إِذْ لاَ يَحْتَمِلُ غَيْرهُ عِنْدَ الْعقُولِ فَيَتَعَيَّنُ تَأْوِيلهُ بِهِ..."وَلاَ تُطَوِّلِ": أَيْ وَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ لاَ تَأْوِيلَ لَهَا غَيْر ذَلِكَ عَن الْعقُولِ لِعَدَمِ احْتِمَالِ مَعْنَى آخَر عِنْدَهَا))(3)...وَلْيُنْظَر أَيْضًا مَا ذَكَرَهُ الإِمَام الْبَدْر بن جَمَاعَة وَصَاحِب الْبَحْر الْـمُحِيط وَالإِمَام ابْن حَجَر الْهَيْتَمِي وَالإِمَام الْجُوَيْنِي فِي الإِرْشَادِ وَغَيْرهم كَثِير...الخ

ثَالِثًا: ثَبَتَ عَنِ الْسَّلَف تَأْوِيل بَعْض الْظَّوَاهِر الْـمُوهِمَة لِلْتَّشْبِيه...فَقَدْ تَأَوَّل مَثَلاً حَبْر الأُمَّة عَبْد الله بن عَبَّاس: الْسَّاق وَالْـمَجِيء...الخ وَلَـمْ يَتَوَقَّفْ عَلَى الْتَّفْوِيض...وَتَأْوِيله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ فِي الْعَصْرِ الْذَّهَبِي أَيْ: فِي وَسَطِ مَنْ يُتْقِنُونَ لُغَة الْقُرْآن بِالْسَّلِيقَةِ...وَمِنْ بَابِ الْتَّفْسِيرِ أَيْ: الْكَشْفِ وَالْبَيَانِ...فَمِنَ الْـمُسْتَبْعَدِ جِدًّا أَنْ يَكُونَ تَأْوِيلهُ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الاِضْطِرَارِ لِدَفْعِ الاِيْهَام عَنِ الْعَجَمِ أَوْ...؟ !بَلْ هَذَا مَذْهَبهُ الَّذِي يَرَاهُ وِفْقَ الْقَاعِدَةِ الْسَّابِقَة الَّتِي قَعَّدَهَا الْإِمَام ابْن دَقِيق الْعِيد بِالاِسْتِقْرَاءِ وَالْتَّتَبُّعِ لِـمَنْهَج الْقَوْم...وَفِي ضَوْءِ هَذَا أَيْضًا يُفْهَمُ مَا جَاءَ عَنْ بَعْض الْسَّلَفِ مِنْ جُنُوحِهِم إِلَى الْتَّفْوِيض...

وَعَلَى هَذَا؛ فَحُكْم ابْن تَيْمِيَّة بِتَّكْفِيرِ الْـمُؤَوِّلَةِ وَالْـمُفَوِّضَةِ يَطَال أُمَّة الْإِسْلاَمِ سَلَفًا وَخَلَفًا؟!، نَسْأَل الله الْسَّلاَمَة وَالْعَافِيَة...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ...
__________________
(1) مَجْمُوع الفَتَاوَى لاِبْنِ تَيْمِيَّة (5/9-10)، اعْتَنَى بِهَا وَخَرَّجَ أَحَادِيثَهَا: عَامِر الـجَزَّار – أَنْوَر البَاز، دَار الوَفَاء لِلنَّشْر وَالتَّوْزيع-الـمَنْصُورَة، الطَّبعَة الثَّالِثَة:1426هـ-2005م
(2) فَتْحُ الْبَارِي (13/383)، الْمَطْبَعَةُ الْسَّلَفِيَّة
(3) رَائِحَةُ الْجَنَّةِ شَرْح إِضَاءَة الْدُّجُنَّة فِي عَقَائِدِ أَهْلِ الْسُّنَّة (ص:151-152)، دَار الْكُتُبِ الْعِلْمِيَّة: بَيْرُوت – لُبْنَان

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 171 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 12  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط