موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 165 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 11  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 25, 2023 9:32 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 13!

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ): ((وَكَذَلِكَ أَيْضًا لَوْ [أَيْ: الله] قَبِلَ التَّفَرُّق وَالـمَرَض، وَنَحْو ذَلِكَ مِنَ التَّغَيُّرَاتِ وَالاِسْتِحَالاَتِ، الَّتِي هِيَ مُقَدِّمَات العَدَمِ وَالفَنَاءِ وَأَسْبَابه، لَمْ يَكُنْ حَيًّا قَيُّومًا صَمَداً، وَاجِب الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الأُمُور: تُوجِبُ زَوَال مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي مُسَمَّى ذَاتِهِ، وَعَدَم ذَلِكَ مِـمَّا هُوَ: صِفَةٌ لَهُ أَوْ #جُــــــــزْءٌ، وَلَوْ زَالَ ذَلِكَ لَـمْ تَكُن ذَاتهُ وَاجِبَة الوُجُودِ))(1)

الْتَّعْقِيب:

قَالَ الحَرَّانِي: ((وَكَذَلِكَ أَيْضًا لَوْ [أَيْ: الله] قَبِلَ التَّفَرُّق وَالـمَرَض، وَنَحْو ذَلِكَ مِنَ التَّغَيُّرَاتِ وَالاِسْتِحَالاَتِ، الَّتِي هِيَ مُقَدِّمَات العَدَمِ وَالفَنَاءِ وَأَسْبَابه، لَمْ يَكُنْ حَيًّا قَيُّومًا صَمَداً، وَاجِب الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الأُمُور: تُوجِبُ زَوَال مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي مُسَمَّى ذَاتِهِ)) يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ نِسْبَة الأَمْرَاض وَالآفَات وَغَيرهَا مِنَ هَذِهِ التَّغَيُّرَاتِ وَالأُمُورِ الْعَدَمِيَّةِ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَزَّ، لأَنَّ القَوْل بِجوَازِهَا عَلَيْهِ تَعَالَى يَقْضِي بِجَوَازِ الْعَدَمِ وَالْفَنَاءِ عَلَى مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي (#مُسَمَّى!) الذَّاتِ العَلِيَّةِ؟! فَيَتَوَجَّبُ إذًا، تَنْزِيه البَارِي عَنْ هَذِه النَّقَائِصِ لأَنَّهَا تَسْتَلْزِمُ الْعَدَم وَالْفَنَاء!

وَلَكِنْ: مَاذَا يَقْصِدُ ابْن تَيْمِيَّة بِلُحُوقِ الْفَنَاءِ وَالْعَدَم بِـ: (#مُسمَّى!) الذَّاتِ العَلِيَّة؟!، اسْتَمِعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُول بَعْدَ مَا سَبَقَ مُبَاشَرةً: ((وَعَدَم ذَلِكَ مِـمَّا هُوَ: صِفَةٌ لَهُ أَوْ #جُـــزْءٌ، وَلَوْ زَالَ ذَلِكَ لَـمْ تَكُن ذَاتهُ وَاجِبَة الوُجُودِ)) إذًا: عَدَم مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي (#مسَمَّى!) الذَّاتِ العَلِيَّة لَيْسَ مَعْنَاهُ عِنْدَ هَذَا الرَّجُل إِلاَّ: #أَوَّلاً: عَدَمُ صِفَاتِهِ تَعَالَى... #ثَانِيًا: فَنَاءُ (#أَجزَائِهِ!) تَعَالَى؟!

فَالْـمَخْلُوق يَمْرض وَقَدْ يَفْقِدُ يَدَهُ أَوْ رِجْلَهُ أَوْ غَيْرهَا مِنْ أَجْزَائِهِ عِنْدَمَا يَتَعرَّضُ لِلآفَاتِ وَالأَسْقَامِ وَمِنْ هُنَا كَانَ: مُـمْكِن الْوُجُود، وَلَكِنَّ الْخَالِق -عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة- لاَ يَجُوز عَلَيْهِ مِثْل هَذِهِ الأُمُور العَدَمِيَّة لأَنَّهَا وَكَمَا سَبَقَ فِي الْـمَخْلُوقِ تَسْتَلْزِمُ إِتْلاَف (#أَبْعَاضِهِ!) وَ(#أجْزَائِهِ!) جَلَّ وَعَلاَ؟! فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَاجِب الوُجُودِ وَلَيْسَ كَالْـمَخْلُوقِ، فَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ تَعَالَى أَنْ يَفْنَى (#بَعْض!) ذَاتِهِ؟! وَهَذَا تَصْرِيحٌ مِنْ هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ بِنِسْبَةِ: (#التَّجَزِّي!) لَهُ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً؟!

وَاللهُ الْـمُوَفِّق
______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (1/299)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 27, 2023 8:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 14!

لَـمَّا حَكَى الإِمَام الرَّازِي اعْتِقَاد الـمُجَسِّمَة وَنِسْبَتهم مَعَانِي (الـجِسْمِيَّة!) لِلْبَارِي جَلَّ وَعَزَّ، اعْتَرَضَ عَلَيْهِ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ)، قَائِلاً: ((الوَجْهُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ: أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ مِنَ الـمُثْبِتَةِ وَالنُّفَاةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الـمَعَانِي الَّتِي حَكَيْتَهَا عَنْ خَصْمِكَ هِيَ الَّتِي تَظْهَرُ لِلْجُمْهُورِ وَيَفْهَمُونَهَا مِنْ هَذِهِ النُّصُوصِ، مِنْ غَيْرِ إِنْكَارٍ مِنْهُم لَهَا وَلاَ قُصُورٍ فِي خَيَالِهِم وَوَهْمِهِم عَنْهَا، وَالنُّفَاةُ الـمُعْتَقِدُونَ انْتِفَاءَ هَذِهِ الصِّفَاتِ العَيْنِيَّةِ لَـمْ يَعْتَقِدُوا انْتِفَاءَهَا لِكَوْنِهَا مَرْدُودَة فِي التَّخَيُّلِ وَالتَّوَهُّمِ، وَلَكِنْ اعْتَقَدُوا أَنَّ العَيْنَ الَّتِي تَكُونُ كَذَلِكَ هُوَ: #جِسْمٌ، #وَاعْتَقَدُوا #أَنَّ_البَارِئ_لَيْسَ_جِسْمًا، فَنَفَوْا ذَلِكَ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ #كَوْن_البَارِئ_لَيْسَ_جِسْمًا #لَيْسَ_هُوَ_مِـمَّا_تَعْرِفُهُ_الفِطْرَة_بِالْبَدِيهَةِ #وَلاَ_بِمُقَدِّمَاتٍ_قَرِيبَةٍ_مِنَ_الْفِطْرَةِ، وَلاَ بِمُقَدِّمَاتٍ بَيِّنَةٍ فِي الفِطْرَةِ؛ بَلْ بِمُقَدِّمَاتٍ فِيهَا خَفَاءٌ وَطُولٌ، وَلَيْسَت مُقَدِّمَاتٍ بَيِّنَةٍ، وَلاَ مُتَّفَقًا عَلَى قَبُولِهَا بَيْنَ العُقَلاَءِ؛ بَلْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ العُقَلاَءِ تُبَيِّنُ أَنَّ مِنَ الـمُقَدِّمَاتِ الَّتِي نَفَتْ بِهَا خُصُومهَا ذَلِكَ مَا هُوَ #فَاسِدٌ_مَعْلُوم_الفَسَادِ_بِالْضَّرُورَةِ عِنْدَ التَّأَمُّلِ وَتَرْكِ التَّقْلِيدِ، وَطَوَائِفُ كَثِيرَة مْنْ أَهْلِ الكَلاَمِ يَقْدَحُونَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَيَقُولُونَ: بَلْ قَامَتِ القَوَاطِعُ العَقْلِيَّة عَلَى نَقِيضِ هَذَا الـمَطْلُوبِ، وَأَنَّ الـمَوْجُود القَائِم بِنَفْسِهِ: #لاَ_يَكُونُ_إِلاَّ_جِسْمًا، وَمَا لاَ يَكُونُ جِسْمًا لاَ يَكُونُ إِلاَّ: مَعْدُومًا. وَمِنَ الْـمَعْلُومِ أَنَّ هَذَا #أَقْرَبُ_إِلَى_الْفِطْرَةِ_وَالعُقُولِ مِنَ الْأَوَّلِ))(1)

الْتَّعْقِيب:
قَالَ أَعْلاَهُ: ((الوَجْهُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ: أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ مِنَ الـمُثْبِتَةِ وَالنُّفَاةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الـمَعَانِي الَّتِي حَكَيْتَهَا عَنْ خَصْمِكَ هِيَ الَّتِي تَظْهَرُ لِلْجُمْهُورِ وَيَفْهَمُونَهَا مِنْ هَذِهِ النُّصُوصِ، مِنْ غَيْرِ إِنْكَارٍ مِنْهُم لَهَا وَلاَ قُصُورٍ فِي خَيَالِهِم وَوَهْمِهِم عَنْهَا)).انْتَهَى فَابْن تَيْمِيَّة يُقَرِّرُ أَنَّ الظَّاهِر الَّذِي يَفْهَمُهُ (الْـجُمْهُور!) -وَهُوَ طَبْعًا مِنْهُم؟!- مِنْ الْـمَعَانِي الـمُتَبَادَرَةِ عِنْدَ إِطْلاَقِ (اليَدِ!) وَ(السَّاقِ!) وَ(الوَجْهِ!) وَغَيْرِهَا فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ هُوَ نَفْسهُ مَا يُفْهَمُ مِنْ ظَاهِرِهَا اللُّغَوِي الْـمَعْرُوف أَيْ: (#الأَرْكَان!) وَ(#الأَعْضَاء!) وَ(#الأَدَوَات!) وَ(#الْجَوَارِح!)؟ !وَهَذَا مِنْ غَيْرٍ إِنْكَارٍ مِنْهُم لِهَذَا الْفَهْمِ؟! عَكْس مَا يَذْهَبَ إِلَيْهِ الإِمَام الرَّازِي؟!

ثُمَّ يَسْتَرْسِلُ الحَرَّانِي فَيَقُول: ((وَالنُّفَاةُ الـمُعْتَقِدُونَ انْتِفَاءَ هَذِهِ الصِّفَاتِ العَيْنِيَّةِ لَـمْ يَعْتَقِدُوا انْتِفَاءَهَا لِكَوْنِهَا مَرْدُودَةً فِي التَّخَيُّلِ وَالتَّوَهُّمِ، وَلَكِنْ اعْتَقَدُوا أَنَّ العَيْنَ الَّتِي تَكُونُ كَذَلِكَ هُوَ: جِسْمٌ، وَاعْتَقَدُوا أَنَّ البَارِئ لَيْسَ جِسْمًا، فَنَفَوْا ذَلِكَ)).انْتَهَى فَـ: (النُّفَاةُ!) وِفْقَ تَقْرِيرِ ابْن تَيْمِيَّة يُوَافِقُونَ (#الْجُمْهُور!) فِي أَنَّ (#التَّخَيُّلَ!) وَ(#التَّوَهُّمَ!) يَقْضِي بِنِسْبَةِ هَذِهِ الـمَفَاهِيم (#الْجِسْمِيَّةِ!) إِلَيْهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، فَهَذَا هُوَ مَا (يُفْهَمُ!) مِنْهَا؟!، وَلَكِنَّهُم -(النُّفَاةُ!)- لاَ يَدِينُونَ للهِ بِلاَزِمِ هَذَا (التَّخَيُّلِ!) وَ(التَّوَهُّمِ!) مِنْ أَنَّ هَذِهِ الْصِّفَات (#الْعَيْنِيَّة!) مَا هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ إِلاَّ: (#أَرْكَانٌ!) وَ(#أَعْضَاءٌ!) وَ(#أَدَوَاتٌ!) وَ(#جَوَارِحٌ!) فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، كَمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ (#الْجُمْهُورُ!)؟! وَهَذَ، لِأَنَّ هَؤُلاَءِ (النُّفَاة!) يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللهَ لَيْسَ (#جِسْمًا!) وَبِالـتَّالِي يَسْتَحِيلُ عِنْدَهُم نِسْبَةُ هَذِهِ الـمَعَانِي (#الْجِسْمِيَّة!) إِلَيْهِ تَعَالَى، عَكْسَ مَا فَعَلَ (#الْجُمْهُور!)؟!

وَالسُّؤَال: هَلْ ابْن تَيْمِيَّة مَعَ (النُّفَاةِ!) فِي أَنَّ الله لَيْسَ (جِسْمًا!) أَمْ هُوَ مَعَ مَا يَقْضِي بِهِ (التَّخَيُّل!) وَ(التَّوَهُّم!) فِيمَا نَقَلَهُ عَمَّنْ يُسَمِّيهِم بِـ: (الجُمْهُور)؟!

لِمَعْرِفَةِ الجَوَاب لاَ بُدَّ مِنَ الاِسْتَمَاع إِلَيْهِ وَهُوَ يُمَهِّدُ لِلْتَّشْكِيكِ فِي الـمُقَدِّمَاتِ الَّتِي قَرَّرَهَا أَئِمَّة الإٍسْلاَمِ فِي نَفْيِ (الجِسْمِيَّة!) عَنْهُ تَعَالَى؟! وَلِيُحَضِّر ذِهْنَ القَارِئ حَتَّى يُحَشِّيهِ بِعَقِيدَةِ (التَّجْسِيمِ!)، قَالَ: ((وَمَعْلُومٌ أَنَّ كَوْنَ البَارِئ لَيْسَ جِسْمًا لَيْسَ هُوَ مِـمَّا تَعْرِفُهُ الفِطْرَة بِالْبَدِيهَةِ وَلاَ بِمُقَدِّمَاتٍ قَرِيبَةٍ مِنَ الْفِطْرَةِ، وَلاَ بِمُقَدِّمَاتٍ بَيِّنَةٍ فِي الفِطْرَةِ؛ بَلْ بِمُقَدِّمَاتٍ فِيهَا خَفَاءٌ وَطُولٌ، وَلَيْسَت مُقَدِّمَاتٍ بَيِّنَةٍ، وَلاَ مُتَّفَقًا عَلَى قَبُولِهَا بَيْنَ العُقَلاَءِ؛ بَلْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ العُقَلاَءِ تُبَيِّنُ أَنَّ مِنَ الـمُقَدِّمَاتِ الَّتِي نَفَتْ بِهَا خُصُومهَا ذَلِكَ مَا هُوَ فَاسِدٌ مَعْلُوم الفَسَادِ بِالْضَّرُورَةِ عِنْدَ التَّأَمُّلِ وَتَرْكِ التَّقْلِيدِ)).انْتَهَى فَـ: (فِطْرَةُ!) ابْن تَيْمِيَّة لاَ تُقِرُّ بِأَنَّ الله لَيْسَ (جِسْمًا!)؟ !وَحَتَّى مَا قَرَّرَهُ (النُّفَاةُ!) فِي هَذَا الشَّأْنِ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ فِي تَنْزِيهِ اللهِ عَنِ (الْجِسْمِيَّةِ!) مَا هِيَ فِي مِيزَانِ هَذَا الْحَرَّانِي وَهَؤُلاَءِ (الْعُقَلاَء!) الَّذِينَ (يَنْتَحِلُ!) هَذَا الرَّجُل الْكَلاَم عَلَى لِسَانِهم، إِلاَّ مُقَدِّمَات فَاسِدَة مَعْلُومَة الْفَسَادِ بِالْضَّرُورَةِ؟!

إذًا: فَكُلُّ جُهُود عُلَمَاء الإِسْلاَمِ عَلَى مَرِّ العُصُورِ وَالدُّهُورِ، فِي نَسْفِ عَقَائِد (التَّشْبِيهِ!) وَ(التَّجْسِيم!) وَإِرْسَاءِ عَقِيدَة الإِسْلاَمِ فِي تَنْزِيهِ اللهِ عَنْ مَعَانِي (الْجِسْمِيَّة!)، كُلُّهَا لاَ تَقُومُ عَلَى سَاقٍ فِي مِيزَانِ هَذَا الْحَرَّانِي لأَنَّ فِطْرَتَهُ وَفِطْرَةَ مَنْ يُسَمِّيهِم بِـ: (الْعُقَلاَء!) لاَ تَعْتَرِفُ بِأَنَّ الله لَيْسَ (جِسْمًا!)؟!

يُكْمِلُ الحَرَّانِي كَلاَمَهُ فَيَقُول: ((وَطَوَائِفُ كَثِيرَة مِنْ أَهْلِ الكَلاَمِ يَقْدَحُونَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَيَقُولُونَ: بَلْ قَامَتِ القَوَاطِعُ العَقْلِيَّة عَلَى نَقِيضِ هَذَا الـمَطْلُوبِ، وَأَنَّ الـمَوْجُود القَائِم بِنَفْسِهِ: لاَ يَكُونُ إِلاَّ جِسْمًا، وَمَا لاَ يَكُونُ جِسْمًا لاَ يَكُونُ إِلاَّ: مَعْدُومًا. وَمِنَ الْـمَعْلُومِ أَنَّ هَذَا أَقْرَبُ إِلَى الْفِطْرَةِ وَالعُقُولِ مِنَ الْأَوَّلِ)).انْتَهَى إذًا: فَكَوْن البَارِي جلَّ وعزَّ (جِسْمًا!) هُوَ الْأَقْرَبُ إِلَى (#فِطْرَةِ!) وَ(#عَقْلِ!) ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي؟!، فَابْن تَيْمِيَّة لاَ يَعْتَقِدُ مَا يَعْتَقِدُهُ (النُّفَاة!) مِنْ أَنَّ اللهَ لَيْسَ (جِسْمًا!)، فَهَذِهِ الْعَقِيدَة بَعِيدَةٌ عَنِ (#الفِطْرَةِ!) وَبَعِيدَةٌ عَنْ (#عُقُولِ!) مَنْ يُسَمِّيهِم هَذَا الحَرَّانِي بِـ: (#العُقَلاَءِ!)؟!

وَاللهُ الْـمُوَفِّق
______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (1/358-359)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 28, 2023 6:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 15!

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ) فِي ثَنَايَا رَدِّهِ عَلَى الإِمَامِ الرَّازِي فِي مَسْاَلَة إِثْبَات الصُّورَة لله انْطِلاَقًا مِنْ حَدِيثِ: "خَلَق آدَم عَلَى صُورَتِهِ"، مَا نَصُّهُ: ((وَهَذِهِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا مَعَ أَنَّهَا مُبْطِلَةٌ لِقَوْلِ مَنْ يُعِيدُ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ "إِلَى آدَمَ"، فَهِيَ أَدِلَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ فِي الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الله تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى #صُورَةِ_نَفْسه...وَأَيْضًا فَهَذَا #الْـمَعْنَى_عِنْدَ_أَهْلِ_الكِتَابِ مِنَ الكُتُبِ الـمَأْثُورَةِ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ كَالْتَّوْرَاةِ فَإِنَّ فِي السِّفْرِ الأَوَّلِ مِنْهَا: "#سَنَخْلُقُ_بَشَراً_عَلَى_صُورَتِنَا_يُشْبِهُهَا". وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّهُ يَجُوزُ الاِسْتِشْهَاد بِمَا عِنْدَ أَهْلِ الكِتَابِ إِذَا وَافَقَ مَا يُؤْثَرُ عَنْ نَبِيِّنَا، بِخِلاَفِ مَا لَـمْ نَعْلَمْهُ إِلاَّ مِنْ جِهَتِهِم، فَإِنَّ هَذَا لاَ نُصَدِّقهُم فِيهِ وَلاَ نُكَذِّبهُم))(1).انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

الْتَّعْقِيب:
قَالَ الحَرَّانِي أَعْلاَهُ: ((وَأَيْضًا فَهَذَا الْـمَعْنَى عِنْدَ أَهْلِ الكِتَابِ مِنَ الكُتُبِ الـمَأْثُورَةِ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ كَالْتَّوْرَاةِ فَإِنَّ فِي السِّفْرِ الأَوَّلِ مِنْهَا: "سَنَخْلُقُ بَشَراً عَلَى صُورَتِنَا يُشْبِهُهَا"))
فَابْنُ تَيْمِيَّة يَتَكَلَّمُ هُنَا عَنْ (مَعْنَى!) الصُّورَة فِي حَقِّهِ تَبَارَكَ وَتعَالَى، فَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا الـمَعْنَى (صُورَة الرَّحْمَن!) هُوَ نَفْسُهُ الـمَعْنَى الـمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ الكِتَابِ اليَهُودِ؟!
وَبِـمَا أَنَّ هَؤُلاَءِ اليَهُود (مُجَسِّمَة!)، وَمِنْ أَدْنَى طَوَامِهِم العَقَدِيَّة اعْتِقَادهم أَنَّ الصُّورَةَ فِي حَقِّهِ تَبَارَك وَتَعَالَى هِيَ: (#الـهَيْئَةُ!) وَ(#الشَّكْلُ!)، وَبِالتَّالِي فَرَبُّهُم الـمَعْبُود (يُشْبِهُ!) الإِنْسَانَ الـمَحْدُود مِنْ هَذِهِ الجِهَةِ أَيْ: إِثْبَاتُ أَصْل الصُّورَة: (الهَيْئَة!) وَ(الشَّكْل!)، عُلِمَ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ الحَرَّانِي يَقْصِدُ الاِشْتِرَاكَ فِي الـمَعْنَى مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ؟!

ثُمَّ إِنَّ مَعْنَى الصُّورَةِ فِي حَقِّ الإِنْسَانِ الـمَخْلُوق لَيْسَتْ إِلاَّ هَذِهِ (#الهَيْئَةُ!) (#الـمَحْدُودَةُ!) بِالأَبِعَادِ مِنْ: (#طُولٍ!) وَ(#عَرْضٍ!) و(#عُمْقٍ!)؟!، فَإِثْبَاتُ (#الـمُشَابَهَةِ!) بَيْنَ الرَّحْمَن وَالإِنْسَانِ فِي هَذِهِ الـمَعَانِي الجِسْمِيَّةِ، قَاطِعٌ فِي أَنَّ ابْن تَيْمِيَّة يَعْتَقِدُ (#الجِسْمِيَّة!) فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَلاَ، فَاللهُ عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ: جِسْمٌ لَهُ صُورَةٌ (#مَحْدُودَةٌ!) (#تُشْبِهُ!) (#شَكْل!) وَ(#هَيْئَة!) الإِنْسَانِ؟!، وَهَذَا تَجْسْيمٌ صَرِيحٌ وَتَشْبِيهٌ قَبِيحٌ؟!

ثُمَّ إِنَّ هَذَا الحَرَّانِي مُتَنَاقِضٌ كَعَادَتِهِ فِي تَقْرِيرِ أُصُولِهِ، فَهُوَ مِنْ جِهَةٍ يُقَرِّرُ بِأَنَّ (الكَيْفَ!) [أَيْ: الهَيْئَة] مَجْهُولٌ، ثُمَّ تَرَاهُ يَنْقُضُ غَزْلَهُ وَيُخَصِّصُ هَذَا (الكَيْف!) الـمَزْعُوم بِصُورَةِ الإِنْسَانِ؟!

وَاللهُ الـمُوَفِّق
______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (6 /450-451)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 05, 2023 9:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 16!

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ): ((الْوَجْهُ الخَامِسُ: أَنْ يُقَالَ: هَبْ أَنَّ ظَاهِرَهُ أَوْ مُسْتَنْبَطَهُ #إِثْبَاتُ_جَنْبٍ_وَاحِدٍ_للهِ، فَالْجَنْبُ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ أَحَدُ شِقَّيِّ الْشَّيْءِ، بَلْ يُطْلَقُ عَلَى #جَوَانِبِهِ_كُلِّهَا فَيُقَالُ: #جَوَانِبُ_الْشَّيْءِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِمْرَانَ: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ". وَمَعْلُومٌ أَنَّ قَوْلَهُ: "عَلَى جَنْبٍ" لَمْ يَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ #لَيْسَ_لِعِمْرَانَ_إِلاَّ_شِقٌّ_وَاحِدٌ، بَلْ الْـمُرَادُ #جَمِيع_جُنُوبه كَمَا قَالَ تَعَالَى: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ"[آل عمرَان:191] وَقَالَ: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ" [النِّسَاء:103] وَذَلِكَ يدْخل فِيهِ الْـمُسْتَلْقِي عَلَى ظَهْرِهِ))(1)

التَّعْقِيب:
أَوَّلاً: كَلاَمُ ابْن تَيْمِيَّة أَعْلاَهُ عَارَضَ بِهِ هَذَا الرَّجُل الإِمَام الرَّازِي الَّذِي أَلْزَمَ الـمُجَسِّمَة بِإِثْبَاتِ صُورَةٍ قَبِيحَةٍ لِلْبَارِي فِي حَالِ اسْتِمْسَاكِ هَؤُلاءِ الشُّذَّاذِ بِالْظَّوَاهِرِ اللُّغَوِيَّة بِمَعْزَلٍ عَنِ أُصُولِ التَّنْزِيهِ فِي تَقْرِيرِ مَا يُسَمُّونَهُ بِالصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ.

وَيَحْسُنُ فِي هَذَا الْـمَقَام ذِكْر كَلاَم الإِمَام الرَّازِي كَمَا سَاقَهُ الحَرَّانِي نَفْسهُ حَيْثُ قَالَ: ((قَالَ الرَّازِيُّ: "أَمَّا القُرْآن فَبَيَانهُ مِنْ وُجُوهٍ: الأَوَّل: وَهُوَ أَنَّهُ وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ ذِكْرُ الْوَجْهِ وَذِكْرُ الْأَعْيُنِ، #وَذِكْرُ_الْجَنْبِ_الْوَاحِدِ، وَذِكْرُ الْأَيْدِي وَذِكْرُ الْسَّاقِ الوَاحِدِ، فَلَوْ أَخَذْنَا بِالظَّاهِرِ يَلْزَمُنَا إِثْبَاتُ شَخْصٍ لَهُ وَجْهٌ وَعَلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ أَعْيُنٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ جَنْبٌ وَاحِدٌ وَعَلَيْهِ أَيْدٍ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ سَاقٌ وَاحِدَةٌ، وَلَا نَرَى فِي الدُّنْيَا شَخْصًا #أَقْبَحَ_صُورَةً مِنْ هَذِهِ الصُّورَةِ الْمُتَخَيَّلَةِ، وَلاَ أَعْتَقِدُ أَنَّ عَاقِلاً يَرَى بِأَنْ يُوصَفَ رَبُّهُ بِهَذِهِ الْصِّفَةِ"))(2) فَيَلْزَمُ الـمُجَسِّمَة طَرْد مَنْطِقهم فِي كُلِّ الظَّوَاهِر، وَلَيْس الأَمْر بِالتَّشَهِي كَمَا هُوَ الحَالُ عِنْدَهُم؟!، فَيْلْزَمُهُم إِثْبَاتُ وَجْهٍ وَاحِد انْطِلاَقًا مِنْ أَخْذِهِم بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ" [البَقَرَة:115]، وَأَعْيُن كَثِيرَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى: "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا" [الْقَمَر:14]، وَجَنْب وَاحِد: "يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ" [الزُّمَر:56]، وَأَيْدِي كَثِيرَة: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ" [يس:71]، وَسَاق وَاحِدة: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ" [القَلَم:42] وَهَكَذَا؟! وَلاَ شَكَّ أَنَّ هَذَا الْـمَآل مِنَ الشَّنَاعَةِ بِمَكَانٍ؟!

ثَانِيًا: وَلَـمَّا كَانَ هَذَا الْكَلاَم الوَاضِحِ لاَ يَرُوق لِابْنِ تَيْمِيَّة اشْتَاطَ غَضَبًا فِي رَدِّهِ، وَفِي أَحَدِ وُجُوهِ الْرَّدِّ جَاءَ كَلاَم الْحَرَّانِي الـمَذْكُور فِي صَدْرِ الـمَقَالِ، قَال: ((هَبْ أَنَّ ظَاهِرَهُ أَوْ مُسْتَنْبَطَهُ إِثْبَاتُ (#جَنْبٍ!) وَاحِدٍ للهِ)) فَابْن تَيْمِيَّة هُنَا يُسَلِّم فَرَضًا لِلْرَّازِي أَنَّ فِي الآيَة: "يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ"[الزُّمَر:56] إِثْبَاتُ جَنْبٍ وَاحِدٍ للهِ عَلَى ظَاهِرِهِ اللُّغَوِيِّ، ثُـمَّ كَانَ مَاذَا؟! يُكْمِلُ الحَرَّانِي: ((فَالْجَنْبُ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ أَحَدُ شِقَّيِّ الْشَّيْءِ، بَلْ يُطْلَقُ عَلَى جَوَانِبِهِ كُلِّهَا فَيُقَالُ: جَوَانِبُ الْشَّيْءِ)) إِذًا فَإِثْبَاتُ جَنْبٍ وَاحِدٍ للهِ لاَ يَسْتَلْزِم بِالضَّرُورَةِ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة أَنْ يَكُونَ تَعَالَى ذَا #شِقٍّ_وَاحِدٍ_فَقَط كَمَا يَتَخَيَّلُ الرَّازِي فِي إِلْزَامِهِ؟!، وَشِقُّ الشَّيْءِ هُوَ (#جُزْؤُهُ!) أَوْ (#جَانِبُهُ!) أَوْ (#نِصْفُهُ!) وَمِنْهُ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ.

إِذًا، فَوِفْقَ تَقْرِير الْحَرَّانِي فَإِنَّهُ وَفِي حَالِ أُطْلِقَ الْجَنْبُ عَلَيْهِ تَعَالَى فَالْـمُرَادُ بِهِ (#جُنُوبه!) تَعَالَى وَ(#جَوَانِبه!) وَ(#نَوَاحِيه!) جَمِيعهَا وَلَيْسَ جَنْبًا وَاحِداً فَقَط؟! فَالْخَطْبُ هَهُنَا تَمَامًا كَمَا هُوَ عِنْدَ الـمَخْلُوق، فَإِنَّ إِطْلاَق الْجَنْبِ عَلَى الإِنْسَانِ مَثَلاً لاَ يَعْنِي بِحَالٍ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ إِلاَّ ذَلِكَ الْجَنْبِ فَقَط؟! فَقَدْ: ((قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِمْرَانَ: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ". وَمَعْلُومٌ أَنَّ قَوْلَهُ: "عَلَى جَنْبٍ" لَمْ يَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِعِمْرَانَ إِلاَّ شِقٌّ وَاحِدٌ)) كَمَا قَرَّرَهُ الْحَرَّانِي بِلِسَانِهِ؟!

ثَالِثًا: بِغَضِّ النَّظَرِ عَمَّا فِي كَلاَم ابْن تَيْمِيَّة مِنْ بِدْعَةٍ شَنِيعَةٍ تَتَنَاوَلُ قِيَاس الـرَّب الـمَعْبُود عَلَى الْـمَرْبُوبِ الْـمَحْدُود؟! فَإِنَّ كَلاَم هَذَا الرَّجُل أَعْلاَهُ صَرِيحٌ فِي اعْتِقَادِه الجِسْمِيَّة فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!، فَالله عِنْدَهُ جِسْمٌ مُتَرَامِيَ الأَبْعَادِ؟!، مُـمْتَدٌّ فِي الْجِهَاتِ؟!، مَحْدُودٌ بِجَوَانِبِهِ تَعَالَى بِحَيْثُ تَتَمَايَزُ (#جُنُوبهُ!) سُبْحَانه بِالْـجِهَةِ وَالإِشَارَةِ الْحِسِّيَّةِ؟!، فَحَيِّزُ هَذَا الْجَنْبِ غَيْر حَيِّزِ الجَنْب الآخَرِ؟! فَبَيْنَهُمَا مَسَاحَةٌ وَمَسَافَةٌ؟! وَهَكَذَا؟! وَهَذَا صَرِيحٌ فِي إِثْبَات (#الْحَجْمِيَّةِ!) لله؟! وهُوَ عَيْنُ (#التَّجْسِيمِ!)؟! وَالعِيَاذُ بِالله.

وَاللهُ الـمُوَفِّق
______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (5 /471-472)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
(2) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (5 /461)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 12, 2023 12:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 17!

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ): ((كَمَا تَنَازَعُوا [الـمُثْبِتَة] فِي كَوْنِهِ [تَعَالَى] عَلَى الْعَرْشِ هَلْ هُوَ بِــ: (#مُـمَاسَّةٍ!)؟! أَوْ بِغَيْرِ (#مُــمَاسَّةٍ!) وَ(#مُلاَصَقَةٍ!)؟! أَوْ لاَ يَثْبُتُ ذَلِكَ وَلاَ يَنْتَفِي؟!، عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ لِأَصْحَابِ أَحْمَد؟!، وَغَيْرهم مِنَ الْطَّوَائِفِ.
وَكَذَلِكَ خَلْق آدَم بِيَدَيْهِ؟! وَإِمْسَاكه السَّمَوَات وَالْأَرْض؟! وَنَحْو ذَلِكَ هَلْ يَتَضَمَّنُ (#الْـمُمَاسَّةَ!) وَ(#الْـمُلاَصَقَةَ!)؟!، عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْثَّلاَثَةِ؟!.
وَأَمَّا الْسَّلَفُ وَأَئِـمَّةُ الْسُّنَّةِ الْـمَشَاهِيرِ فَلَمْ أَعْلَمهُم تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ؟!، بَلْ ((#يُقِرُّونَ!)) ذَلِكَ كَمَا جَاءَت بِهِ الْنُّصُوصُ))(1).انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟! ثمَّ اسْتَشْهَدَ الحَرَّانِي بِكَلاَمِ سَلَفِهِ عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِي الـمُجَسِّم الـمَعْرُوف فِي أَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ آدَم بِيَدِهِ ((#مَسِيسًا!)) كَمَا تَجِدْهُ فِي ردِّ هَذَا الأخِير عَلَى بِشْر الـمَرِّيسِي؟!

التَّعْلِيق:
قَالَ ابْن تَيْمِيَّة: ((كَمَا تَنَازَعُوا [الـمُثْبِتَة] فِي كَوْنِهِ [تَعَالَى] عَلَى الْعَرْشِ هَلْ هُوَ بِــ: (مُـمَاسَّةٍ!)؟! أَوْ بِغَيْرِ (مُـمَاسَّةٍ!) وَ(مُلاَصَقَةٍ!)؟! أَوْ لاَ يَثْبُتُ ذَلِكَ وَلاَ يَنْتَفِي؟!، عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ لِأَصْحَابِ أَحْمَد؟!، وَغَيْرهم مِنَ الْطَّوَائِفِ))
إِذًا: فَالْـمُثْبِتَة لِلْصِّفَاتِ حَسْبَ ابْن تَيْمِيَّة اخْتَلَفُوا وَتَنَازَعُوا فِي اللَّوَازِمِ الـمُتَرَتِّبَةِ مِنْ وَرَاءِ إِثْبَاتِ صِفَة الاِسْتِوَاءِ فِي حَقِّهِ تَعَالَى عَلَى مَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنْ ظَاهِرِهِ اللُّغَوِي أَيْ: (#الـجُلُوس!) وَ(#الاِسْتِقْرَار!)؟!

فَلَوْ لَـمْ يَكُن هَؤُلاَءِ الـمُثْبِتَة سَلَف الـحَرَّانِي يَعْتَقِدُونَ أَنَّ رَبَّهُم (#جِسْمٌ!) مُتَرَامِيَ الأَطْرَافِ؟! ذَاهِبٌ فِي الأَبْعَادِ؟!، عَظِيم (الـحَجْمِ!)؟!، فَوْقَ عَرْشْهِ (#فَوْقِيَّةَ_مَكَانٍ!)؟!، بِحَيْثُ أَنَّهُ تَعَالَى: (#يَـمْلَأُ!) الْعَرْش؟ !فَهُوَ سُبْحَانَهُ (#مُتَمَـكِّنٌ!) فِيهِ؟!، لَـمَا صَحَّ فِي أَذْهَانِهِم فَرْض هَذِهِ الْعَلاَقَة وَالرَّبْطُ بَيْنَ مَعْنَى الاِسْتِوَاء وَمَا يَعْقُبُ هَذَا الْـمَعْنَى مِن مَعَانِي وَلَوَازِم لاَ انْفِكَاكَ مِنْهَا بِحَالٍ كَالـمُمَاسَّةِ وَالْـمُلاَصَقَةِ؟!

وَبِنَفْسِ الْـمَنْطِق يُلْحِقُ ابْن تَيْمِيَّة مَسْأَلَة الاِسْتِوَاء عَلَى الْعَرْشِ هَلْ يَتَضَمَّنُ هَذَا الإِثْبَات إِثْبَات (الْـمُمَاسَّة!) وَ(الْـمُلاَصَقَة!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!، بِمَسْأَلَة خَلْقِهِ تَعَالَى لِآدَمِ بِيَدَيْهِ وَإِمْسَاكهِ تَعَالَى السَّمَوَات وَالأَرْض بِيَمِينِهِ؟! هَلْ هِيَ الأُخْرَى تَسْتَلْزِمُ لِزَامًا (الْـمُمَاسَّة!) وَ(الْـمُلاَصَقَة!)؟!، فَيَقُولُ الْحَرَّانِي: ((وَكَذَلِكَ خَلْق آدَم بِيَدَيْهِ؟! وَإِمْسَاكه السَّمَوَات وَالْأَرْض؟! وَنَحْو ذَلِكَ هَلْ يَتَضَمَّنُ (الْـمُمَاسَّةَ!) وَ(الْـمُلاَصَقَةَ!)؟!، عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْثَّلاَثَةِ؟!)) وَالْأَقْوَال الَّتِي يَتَكَلَّم عَنْهَا ابْن تَيْمِيَّة، هِيَ:

القَوْل الْأَوَّل: إِثْبَاتُ (الْـمُمَاسَّةَ!) وَ(الْـمُلاَصَقَةَ!) كَلَوَازِم لإِثْباتِ الاِسْتِوَاء عَلَى ظَاهِرِهِ اللُّغَوِي؟!، وَإِثْبَاتِ خَلْق آدَم بِيَدِهِ تَعَالَى مُبَاشَرَةً (مَسِيسًا!) ؟!...الخ؟!
الْقَوْل الْثَّانِي: نَفْي الـمُمَاسَّةِ وَالـمُلاَصَقَةِ؟!
الْقَوْل الْثَّالِث: لاَ النَّفْي وَلاَ الإِثْبَات؟!

فَمَا هُوَ مَوْقِفُ الحَرَّانِي؟!

اسْتَمِعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَرِّح: ((وَأَمَّا الْسَّلَفُ وَأَئِـمَّةُ الْسُّنَّةِ الْـمَشَاهِيرِ فَلَمْ أَعْلَمهُم تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ؟!، بَلْ ((يُقِرُّونَ!)) ذَلِكَ كَمَا جَاءَت بِهِ الْنُّصُوصُ)) إذًا فَوِفْقَ ابْن تَيْمِيَّة فَلَمْ يَكُن هُنَاكَ نِزَاعٌ بَيْنَ السَّلَفُ وَأَئِمَّة السُّنَّة الْـمَشَاهِير فِي (مُلاَصَقَةِ!) جَانِبه التَّحْتَانِي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِلْصَّفْحَةِ الْعُلْيَا مِنَ الْعَرْشِ؟! وَلاَ فِي (مُـمَاسَّةِ!) يَده تَعَالَى لِآدَمِ (مَسِيسًا!) عِنْدَ خَلْقِهِ عَلَيْهِ الْسَّلاَم؟!

وَيَجِبُ التَّنْبِيه إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي نُصُوص الْكِتَابِ وَصَحِيح السُّنَّة مَا يَدَّعِيهِ ابْن تَيْمِيَّة، بَلْ هَذَا فَهْمهُ الـمَرْذُول لِبَعْضِ الظَّوَاهِر الَّتِي جَاءَت فِي آثَارٍ أَسَانِيدهَا كَمُتُونِهَا: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ؟! وَحَتَّى أَدْعِيَاء عِلْم الْـحَدِيث مِنْ أَدْعِيَاءِ السَّلَفِيَّةِ يُقِرُّونَ بِذَلكَ؟!

نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ التَّجْسِيم؟!

وَاللهُ الـمُوَفِّق
______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (8/43-44)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 15, 2023 12:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 18!

قَالَ ابْنِ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ): ((فَإِذَا عَرَفَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي يَقُولُونَهُ مِنْ أَنَّهُ [سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى] لَيْسَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَلاَ فَوْقَ الْعَالَـمِ لَـمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَلاَ الْسُّنَّةُ وَلاَ قَالَهُ أَحَدٌ مِنَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا أَهْلِ الْقُرُونِ الْثَّلاَثَةِ الْفَاضِلَةِ، بَلْ نَطَقُوا بِنَقِيضِ ذَلِكَ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي مَوْضِعِهِ، تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُمْ ضُلاَّلٌ مُخَالِفُونَ لِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَإِجْمَاعِ الـمُؤْمِنِينَ الْسَّابِقِينَ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ قَوْلَهُم مُخَالِفٌ لِذَلِكَ وَاتَّبَعَهُ (#كَــــــــــــــفَرَ!!!) كَمَا (#كَــــــــــــــفَّرَهُم!!!) الْسَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ))؟!(1) انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

التَّعْلِيق:
يُقَرِّر ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي الـمُشَيَّخ عَلَى الإِسْلاَمِ مَا يَلِي:

أَوَّلاً: عَقِيدَة الـمُجَسِّمَة (#سَلَفه!) فِي أَنَّ رَبَّهُ الـمَحْدُود فَوْقَ العَالَـمِ الـمَحْدُودِ الْفَوْقِيَّة الَّتِي هِيَ فَوْقِيَّة: (#مَكَانٍ!) وَ(#مَسَافَةٍ!)؟! وَالـمُتَضَمِّنَة لِـ: (#الْـمُمَاسَّةِ!) وَ(#الْـمُلاَصَقَةِ!) عَلَى العَرْشِ(2) هِيَ هِيَ: صَرِيحُ عَقِيدَة السَّلَف الصَّالِح الَّتِي (نَطَقُوا!) بِهَا؟! وَهِيَ هِيَ: صَرِيحُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟!

ثَانِيًا: عَقِيدَةُ السَّوَاد الْأَعْظَم مِنَ الْـمُنَزِّهَةِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ الـمَرْحُومَةِ أَيْ: أَهْل السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة السَّادَة القَادَة الأَشَاعِرَة وَالـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث نَقَلَة دِين الله لِلأَجْيَال فِي: تَنْزِيهِ الله عَنِ الفَوْقِيَّة (#الـمَكَانِيَّة!) كَوْنه تَعَالَى كَانَ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ وَلاَ شَيْءَ مَعَهُ فَلاَ زَمَان وَلاَ مَكَان وَلاَ عَالَـم مِنْ تَحْتِهِ وَلاَ مِنْ فَوْقِهِ وَلاَ عَنْ يَمِينِه وَلاَ عَنْ يَسَارِهِ وَلاَ مِنْ أَمَامِهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَعَالَى جَلَّ وَعَزَّ، أَقُول: عَقِيدَة هَؤُلاَء السَّوَاد الأَعْظَم مِنَ أُمَّة التَّوْحِيد عِنْدَ هَذَا الـمُشَيَّخ عَلَى الإِسْلاَمِ لَيْسَت إِلاَّ عَقِيدَة الضُلاَّل الَّذِينَ يُخَالِفُونَ الكِتَاب وَالسُّنَّة وَإِجْمَاع السَّلَف؟!

ثَالِثًا: وَيَخْتِم الْحَرَّانِي بِإِحْكَامِ سَبْك نَسِيج بِدْعَته فِي (#التَّكْفِير!) مُقَرِّراً: فَمَنْ تَبًيَّنَ لَهُ مِنَ الْسَّلَفِ أَوِ الْخَلَفِ عَقِيدَة هَؤُلاَءِ الضُّلاَل أَيْ: السَّادَة وَالقَادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث فِي: (#نَفْيِ_الرَّبِّ!) وَمَعَ ذَلِكَ اتَّبَعَهُم فَقَدْ: (#كَـفَرَ!!!) كَمَا (#كَـفَّرَهُم!!!) الْسَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ؟!

وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيل!

يُتْبَع بِإِذْنِ الله...
__________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (5/312-313)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
(2) يُنْظَر: https://www.facebook.com/yacine.ben.rab ... 7844941175

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 16, 2023 11:16 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 19!

قَالَ ابْنِ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ): ((فَإِنَّكَ إِذَا عَرَضْتَ عَلَى كُلِّ ذِي فِطْرَةٍ سَلِيمَةٍ وُجُودَ مَوْجُودٍ لاَ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ أَوْ وُجُودَ الْبَارِي لاَ فَوْقَ الْعَالَـمِ وَلاَ فِيهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ؟، يَكُونُ إِنْكَارُهُ بِفِطْرَتِهِ ذَلِكَ إِنْكَاراً يَضْطَرُّ إِلَيْهِ، لاَ يَمْلكُ دَفْعَهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَلَوْ عَرَضْتَ عَلَيْهِ مَوْجُوداً فَوْقَ الْعَالَـمِ مُشَاراً إِلَيْهِ بِالْحِسِّ لاَ يُوصَفُ بِأَنَّهُ يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ فِي جَوَانِبِهِ الْسِّتَّةِ أَوْ لاَ يَبْقَى؟، لَـمْ يَكُنْ إِنْكَارُهُ لِهَذَا بِفِطْرَتِهِ وَبَدِيهَتِهِ كَإِنْكَارِهِ لِذَلِكَ، فَإِنَّ فَهْمَ هَذَا أَدَقُّ وَهُوَ بَعْدَ فَهْمِهِ أَقْرَبُ إِلَى الْشُّبْهَةِ فِيهِ مِنَ الْأَوَّلِ، وَلِهَذَا كَانَ الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ فِيهِم مِنْ فُضَلاَءِ الْـمُسْلِمِينَ وَأَعْيَان الْعُلَمَاءِ مَا لَيْسَ فِي أُوْلَئِكَ، فَإِنَّ أُوْلَئِكَ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُقَلِّدَهُ الْـمُسْلِمُونَ فَرْعًا مِنْ فُرُوعِ الْدِّينِ فَضْلاً عَنْ أَنْ يُقَلِّدُوهُ أُصُولَ دِينِهِمْ، وَلاَ فِيهِمْ إِلاَّ مَنْ لَهُ مَقَالاَتٍ تُخالِفُ إِجْمَاعَ الْـمُسْلِمِينَ، بَلْ هُوَ: #كُفْـــــــــــــــــرٌ_صَـــــــــــــــــرِيحٌ))؟!(1) انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

التَّعْلِيق:
يَحَاوِلُ هَهُنَا الـمُشَيَّخ عَلَى الإِسْلاَمِ وِفْقَ طَرِيقَته الْـهَشَّة فِي الـمُقَايَسَةِ الْبَعِيدَةِ، تَقْبِيحَ وَتَشْوِيه الصُّورَة الْـمُشْرِقَة لِعَقِيدَة أَهْل السُّنَّةِ وَالـجَمَاعَةِ فِي تَنْزِيهِ الـمَوْلَى جَلَّ وَعَزَّ عَنْ فَوْقِيَّةِ الـمَكَانِ وَالْـمَسافَةِ، وَمِنْ ثَـمَّةَ الْتَّرْوِيج لِسِلْعَتِهِ الرَّذِيلَة فِي سُوقِ ضِعَافِ الْعُقُولِ وَالْـمُفْتَتِنِينَ بِبِهْرِيج بِدْعَتِهِ؟!

نَعَمْ؛ يَدَّعِي هَذَا الرَّجُل بِأَنَّهُ وَلَوْ أُجْرِيَ اسْتِبْيَانٌ وَعُرِضَ فِيهِ عَلَى ذَوِي الْفِطْرَة الْسَّلِيمَةِ -وَطَبْعًا هُوَ مِنْهُم؟!- مَا يَلِي:

أَوَّلاً: وُجُودَ مَوْجُودٍ أَيْ: الله جَلَّ شَأْنُهُ "لاَ هُوَ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ"، كَمَا يَدَّعِي (#نُفَاةُ_الرَّبِّ!) كَمَا يَقُولُ ابْن تَيْمِيَّة نَفْسهُ وَهُم فِي الْحَقِيقَة لَيْسُوا إِلاَّ: أَهْل السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ السَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث؟!
أَوْ:
ثَانِيًا: وُجُودَ مَوْجُودٍ أَيْ: الله جَلَّ شَأْنُهُ فَوْقَ الْعَالَـمِ فَوْقِيَّةَ مَكَانٍ وَمَسَافَةٍ بِحَيْثُ تَصِحُّ الإِشَارَة الحِسِّيَّة إِلَى مَكَانِهِ حَيْثُ هُوَ -جَلَّ وَعَزَّ عَنْ ذَلِكَ!-؟!، وَمَعَ تَحْدِيدِ أَصْحَاب هَذَا الْقَوْل لِجِهَتِهِ تَعَالَى إِلاَّ أَنَهُم لاَ يَخُوضُونَ فِي لَوَازِمِ قَوْلِهِم هَذَا فَـ: ((لاَ يَصِفُونَهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ فِي (#جَوَانِبِهِ!) الْسِّتَّةِ أَوْ لاَ يَبْقَى)) عِنْدَ الْإِشَارَةِ إِلَيْهِ وَ نَحْوِ ذَلِكَ؟!

وَبِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ تَسَاهُلِ الْحَرَّانِي فِي صِحَّةِ فَرْضِ (#الْجَوَانِب!) لله هَهُنَا؟! وَهَذَا تَجْسِيمٌ صَرِيحٌ؟!، إِلاَّ أَنَّهُ مِنَ الْـمَقْطُوعِ بِهِ أَنَّ أَصْحَاب الْقَوْل الأَوَّل عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة هُمْ الَّذِينَ يَسِمُهُم بِـ: (#النُّفَاة!) أَيْ: أَهْل السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ السَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث الَّذِينَ وَحَسْبَ ظَاهِر كَلاَم هَذَا الْحَرَّانِي نَفْسه -مَعَ تَبَايُنٍ وَتَنَاقُضٍ فِي كَلاَمِهِ فِي كَذَا مَوْضِعٍ!- يَكُونُونَ قَدْ خَالَفُوا أَئِمَّتَهُم الأَشْعَرِي وَابْن كُلاَّب مُخَالَفَة صَرِيحَة فِي إِحَالَةِ الْقَوْلِ بِمَضَامِين الْقَوْل الثَّانِي؟!.

وَمَا نَسَبَهُ هَذَا الرَّجُل لِلأَشْعَرِي وَابْن كُلاَّب لاَ يَقُوم عَلَى سَاقٍ وَلاَ يَعْدُو أَنْ يَكُونَ مِنْ تلْفِيقَاتِهِ الـمَعْهُودَة الَّتِي يَبْنِيهَا عَلَى تَصَوُّرِهِ الـمَخْذُول لِبَعْضِ نُصُوصِ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّة وَلَيْسَ هَذَا مَحَل بَيَانُ ذَلِكَ.

وَلاَ يَعْنِي بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الِأَحْوَال أَنَّ هَذَا الْقَوْل الثَّانِي أَيْ: "الله فَوْقَ العَالَـمِ فَوْقِيَّة مَكَانٍ مِنْ دُونِ خَوْضٍ فِي اللَّوَازِمِ" هُوَ هُوَ عَقِيدَة ابْن تَيْمِيَّة؟! كَلاَ، فَالرَّجُل يُثْبِتُ الْفَوْقِيَّة الـمَكَانِيَّة وَيَلْتَزِمُ كَذَلِكَ بِاللَّوَازِم كَقَوْلِهِ بِعَقِيدَةِ (الجُلُوس!) عَلَى الْعَرْشِ بِــ: (#مُـمَاسَّةٍ!) وَ(#مُلاَصَقَةٍ!)(2) وَأَنَّ رَبَّهُ (#مَحْدُودٌ!) مِنْ جَانِبِهِ التَّحْتَانِي بِالْعَالَـمِ؟! وَغَيْرهَا مِنْ اللَّوَازِم القَاطِعَةِ فِي إِرَادَتِهِ التَّجْسِيم الْصَّريح وَالتَّشْبيه الْقبِيح؟!

إذًا؛ فَمَا هِيَ نَتِيجَة هَذَا الاِسْتِطْلاَع (الْوَهْمِي!) الَّذِي أَجْرَاهُ هَذَا الْحَرَّانِي عَلَى مَنْ يُسَمِّيهِم بِالْعُقَلاَءِ مِنْ ذَوِي الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ؟!

وَأَمَّا جَوَاب ابْن تَيْمِيَّة الْجَاهِز وَالـمُعَلَّبِ كالْعَادَة فَهُوَ أَنَّ الْقَوْل الأَوَّل: "الله لاَ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ": مُنْكَرٌ بِالْبَدِيهَةِ وَالاِضْطِّرَارِ؟!، تُنْكِرُهُ الْفِطْرَةُ إِنْكَاراً غَيْر مَدْفُوعٍ بِأَيِّ وَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ؟!، بَيْنَمَا الأَمْر لَيْسَ كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْقَوْل الثَّانِي: "الله فَوْقَ العَالَـمِ فَوْقِيَّة مَكَانٍ مِنْ دُونِ خَوْضٍ فِي اللَّوَازِمِ" فَإِنْكَارُهُ عِنْدَ ذَوِي الفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ لاَ يَرْتَقِي إِلَى مُسْتَوَى بَشَاعَةِ وَشَنَاعَةِ وَفَظَاعَةِ الْقَوْل الأَوَّل؟!، إِذًا: فَحَاصِلُ كَلاَم الرَّجُل أَنَّ: الْقَوْل الأَوَّل صَرِيحٌ فِي مُخَالَفَةِ البَدِيهَة وَالاِضْطِّرَارِ وَالْفِطْرَةِ وَكَذَلِكَ الثَّانِي فِيهِ مَا يُنْكَر، وَلَكِنَّهُ بِالنِّسْبَة لِلْأَوَّلِ لاَ يُقَارَن وَكَمَا يُقَالُ: "عِنْدَ ذِكْرِ الأَعْمَى يُسْتَحْسَنُ الْعَوَر"؟! لِهَذَا قَالَ الْحَرَّانِي: ((لَـمْ يَكُنْ إِنْكَارُهُ لِهَذَا بِفِطْرَتِهِ وَبَدِيهَتِهِ كَإِنْكَارِهِ لِذَلِكَ))؟!

ثُمَّ يُكْمِلُ الْحَرَّانِي فِي مُحَاوَلَةِ نَحْتِ الصُّورَة الَّتِي يُرِيد وِفْقَ الـمَعَالِـمِ السَّابِقَة، وَتَأَمَّل مَرَّةً أُخْرَى أنَّ أَصْحَاب الْقَوْل الثَّانِي (فِيهِم نَوْع تَعْطِيل!) عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة "الله فَوْقَ العَالَـمِ فَوْقِيَّة مَكَانٍ مِنْ دُونِ خَوْضٍ فِي اللَّوَازِمِ"؟! لأَجْلِ ذَلِكَ فَهُم عِنْدَهُ لَيْسُوا هُم سَوَاد السَّلَف بَلْ فِيهِم فَقَط: ((مِنْ فُضَلاَءِ الْـمُسْلِمِينَ وَأَعْيَان الْعُلَمَاءِ مَا لَيْسَ فِي أُوْلَئِكَ)) أَيْ مَا لاَ يُوجَد فِي: (الْجَهْمِيَّة الْجَلْدَة!: نُفَاة الرَّبِّ!) أَصْحَاب القَوْل الأَوَّل: "الله لاَ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ" أَيْ: أَهْل السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ السَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث؟!

فَمَاذَا يُوجَد إِذًا عِنْدَ السَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث مِن شَنَاعَاتٍ وِفْقَ تَقْرِير ابْن تَيْمِيَّة؟! فَاسْتَمِع إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَرَّحُ: ((فَإِنَّ أُوْلَئِكَ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُقَلِّدَهُ الْـمُسْلِمُونَ فَرْعًا مِنْ فُرُوعِ الْدِّينِ فَضْلاً عَنْ أَنْ يُقَلِّدُوهُ أُصُولَ دِينِهِمْ، وَلاَ فِيهِمْ إِلاَّ مَنْ لَهُ مَقَالاَتٍ تُخالِفُ إِجْمَاعَ الْـمُسْلِمِينَ، بَلْ هُوَ: كُفْـــــــــــــــــرٌ صَـــــــــــــــــرِيحٌ))، إذًا فَالسَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث عِنْدَ هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ:

أَوَّلاً: ((لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُقَلِّدَهُ الْـمُسْلِمُونَ فَرْعًا مِنْ فُرُوعِ الْدِّينِ فَضْلاً عَنْ أَنْ يُقَلِّدُوهُ أُصُولَ دِينِهِمْ)): فَلَيْسَ فِيهِم بِالْـمَرَّةِ إِمَامٌ فِي فَرْعٍ مِنَ الْفُرُوعِ؟! فَضْلاً عَنْ جِهْبِذٍ فِي أُصُولِ الدِّين؟!

ثَانِيًا: ((وَلاَ فِيهِمْ إِلاَّ مَنْ لَهُ مَقَالاَتٍ تُخالِفُ إِجْمَاعَ الْـمُسْلِمِينَ)): فَلَيْسَ فِيهِم إِلاَّ مَنْ لَهُ بِدَعٌ وَضَلاَلاَتٌ تُعارِضُ الإِجْمَاعِ؟!
ثَالِثًا: بَلْ إنَّ عَقِيدَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث فِي أَنَّ "الله لاَ دَاخِلَ الْعَالَـمِ وَلاَ خَارِجَهُ": ((#كُفْـرٌ_صَرِيحٌ))؟!

وَهَذَا (#إِكْفَارٌ!) صَرِيحٌ مِنْ ابْن تَيْمِيَّة لِلسَّوَاد الأَعْظَمِ مِنْ أُمَّةِ التَّوْحِيد: أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ السَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث؟! وَكَذَلِكَ كَذِبٌ صَرِيحٌ مِنْهُ عَلَيْهِم بِتَخْلِيَتِهِم مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ وَإِلْزَاقِهِم بِكُلِّ رَذِيلَةٍ؟! وَلَوْ كَانَ صَادِقًا مَعَ نَفْسِهِ وَقَبْلَ أَنْ يَفْضَحَ نَفْسَهُ وَيُشْهِرَ سَيْفَ الحَطَبِ فِي فَيَافِيَ الْخَلاَءِ أَنْ يَعْتَرْفَ لَهُم عَلَى الأَقَلِّ بِفَضْلِ تَعْلِيمِهِ مَقَالاَتِ الإِسْلاَمِيِّينَ وَسُبُلَ الرَّدِّ عَلَى الْفِرَقِ الـمُخَالِفَةِ بِـمَا فِيهِم الفَلاَسِفَةِ الَّذِينَ يَنْهَلُ هَذَا الحَرَّانِي فِي الخَفَاءِ مِنْ بَعْضِ أُصُولِهِم وَيُعَدِّلُ فِيهَا بِجِرَاحَاتِ تَجْمِيلٍ عَلَى طَرِيقَتِهِ ثُمَّ يُصْبِحُ يُلْبِسُ الأَبْرِيَاء بِدْعَة التَّفَلْسُف؟!

وَحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيل!

يُتْبَع بِإِذْنِ الله...
__________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (5/414)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
(2)يُنْظَر: https://www.facebook.com/yacine.ben.rab ... 7844941175

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 16, 2023 6:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 20!

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (ت:728هـ) : ((وَالْقُرْب [يَقْصِدُ: قُرْب الله مِنْ خَلْقِهِ] بِالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ لاَ يَجُوزُ تَعْلِيقُهُ بِالْـمَشْيئَةِ، لِأَنَّ عِلْمَهُ وَقُدْرَتَهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ، فَهَذَا مِنْ اتِّفَاقِ عَامَّةِ الْصِّفَاتِيَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ #قُرْبِ_الخَلْقِ_إِلَى_الله -عَزَّ وَجَلَّ- #وَقُرْبه_إِلَيْهِم، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْأَشْعَرِيُّ وَحَكَاهُ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ تَلَقَّاهُ عَنْ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِي وَغَيْره مِنْ أَئِمَّة البَصْرِيِّينَ، وَهَذَا اللَّفْظُ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي القُرْبِ مَحْفُوظٌ عَنْ حَمَّاد بن زَيْدٍ إِمَام أَهْل السُّنَّةِ فِي عَصْرِ مَالِكٍ، وَالثَّوْرِي وَالأَوْزَاعِي. قَالَ الْـخَلاَّل فِي كِتَاب السُّنَّةِ: أَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الـمقرِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْبٍ قَالَ: سَأَلَ بشْر بن السرى حَمَّاد بن زَيْد فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيل الْـحَدِيث الَّذِي جَاءَ: "يَنْزِلُ الله إِلَى السَّمَاء #يَتَجَوَّلُ مِنْ #مَكَانٍ إِلَى #مَكَـانٍ" فَسَكَتَ حَمَّاد، ثُـمَّ قَالَ: "هُوَ: فِي #مَكَانٍ يَقْربُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ يَشَاءُ". وَهَذَا يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ)).انْتَهَى(1)

التَّعْلِيق: وَهَذَا الكَلاَم الخَطِير مِن الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسِلاَمِ، يَسْتَدْعِي وَقَفَاتٍ:

أَوَّلاً: التَّنْبِيه إِلَى طَرِيقَتِهِ الـمَعْرُوفَةِ لِنُصْرَة مِلَّة التَّجْسِيمِ، وَهَذَا بِاسْتِسْمَانِ مَا لاَ يَقُومُ عَلَى سَاقٍ مِنَ الأَخْبَارِ الهَالِكَةِ وَالوَاهِيَةِ فِي نَظَرِ الـمِيزَانِ العِلْمِيِّ وَالـمَحَكِّ النَّقْدِيِّ، حَتَّى وَلَوْ كَانَ ظَاهِرُ هَذِهِ الأَخْبَار أَوْكَد فِي تَثْبِيتِ عَقِيدَة الحُلُولِ الكُفْرِيَّةِ مِنْهُ مِنْ غَيْرِهِ كَمَا هُوَ الحَالُ هُنَا؟!، وَحَتَّى الـمُحَقِّق الوَهَّابِي نَبَّهَ هُنَاكَ عَلَى الهَامِشْ إِلَى ضُعْفِ هَذَا الخَبَرِ مَعَ أَنَّهُ -الـمُحَقِّق- تَيْمِيٌّ قُحٌّ بَلْ هُوَ كَمَا يَبْدُو مِنْ دُعَاةِ الشِّعَاراتِ الـمَنْفُوخَةِ مِنْ ذَاتِ الشِّعَارَاتِ الـمَعْرُوفِةِ فِي الحَمَلاَتِ الاِنْتِخَابَيَّةِ الـمَحْشُوَّةِ بِالدِّعَايَاتِ الـمُغْرِضَةِ الـمُشَوِّشَةِ عَلَى عُقُولِ الرَّعَاعِ وَأَتْبَاع كُلِّ نَاعِقٍ: ((كُلُّ حَدِيثٍ لَا يَعْرِفُهُ ابْن تَيْمِيَّة فَلَيْسَ بِحَدِيثٍ))(2)؟!

ثَانِيًا: نِسْبَته هَذَا التَّجْسِيم وَالحُلُولِ إِلَى الْسَّلَفِ؟! مَعَ أَنَّهُ مَا بَرِحَ يَزْعُم فِي كَذَا مَوْضِعٍ مِنْ تَوَالِيفِهِ مِنْ أَنَّ: (#الجِهَةِ!) وَ(#الـمَكَانِ!) وَ(#التَّبْعِيض!) وَ(#التَّرْكِيب!) وَغَيْرهَا مِنَ الـأَلْفَاظِ (#الـمُحْدَثَةِ!) لاَ أَصْلَ لَهَا فِي الكِتَابِ وَلاَ فِي السُّنَّةِ وَلاَ وُجُودَ لَهَا فِي كَلاَمِ السَّلَف لاَ نَفْيًا وَلاَ إِثْبَاتًا؟! وَبِأَنَّهَا أَلْفَاظٌ مُبْتَدَعَةٌ ابْتَدَعهَا الجَهْمِيَّة (#النُّفَاة!) لِنَفْيِ الصِّفَاتِ وَتَعْطِيل الرَّبِّ؟! وَالآن وَإِذَا تَعَلَّقَ الأَمْر بِالتَّجْسِيمِ تَجِدُ هَذَا الحَرَّانِي وَبِكُلِّ صَفَاقَةِ وَجْهٍ يَتَنَكَّرُ لِنَظَرِيَّتِهِ الهَشَّةِ هَذِهِ فِي الأَلْفَاظِ وَالـمُصْطَلَحاتِ الكَلاَمِيَّةِ وَيَزْعَمُ بِأَنَّ نِسْبَة (#الـمَكَان!) لله كَانَ مِنَ الأُمُورِ الـمُتَدَاوَلَةِ عِنْدَ الْسَّلَفِ: ((الْـحَدِيث الَّذِي جَاءَ: "يَنْزِلُ الله إِلَى السَّمَاء يَتَجَوَّلُ مِنْ #مَكَـــانٍ إِلَى #مَكَـــــانٍ"))؟! فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى؟!

ثَالِثًا: نِسْبَته هَذَا التَّجْسِيم وَالحُلُولِ لِلْإِمَامِ الأَشْعَرِي؟! مَعَ أَنَّ هَذَا الحَرَّانِي هُوَ نَفْسهُ وَفِي كَذَا مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ هَذَا وَحَتَّى فِي كُتُبِه الأُخْرَى يُصَرِّحُ بِأَنَّ الإِمَام الأَشْعَرِي خَالَفَ السَّلَف فِي إِحَالَةِ وَصْفه تَعَالَى بِمَا يُسَمِّيهِ: قِيَام الحَوَادِث الاِخْتِيَارِيَّة بِذَاتِ الوَاجِبِ أَوْ حُلُول الحَوَادِث بِالذَّاتِ العَلِيَّةِ؟!، وَالآن يَنْقُض تَقْرِيرَاته نَفْسهُ بِنَفْسِهِ كَمَا تَرَى وَيَدَّعِي أَنَّ الإِمَام الأَشْعَرِي مُوَافِقٌ لَهُ وَلِسَلَفِهِ الْمُجَسِّمَةِ فِي نِسْبَةِ (#الحَرَكَة!) لله؟! وَصَدَقَ العَلاَّمَة بَدر الدِّين ابْن جَمَاعَة وَالـتَّقِي السُّبْكِي وَالحَافِظ العِرَاقِي وَغَيْرهم مِنَ الأَئِمَّةِ فِي وَصْفِ حَالَ هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ وَأَنَّهُ كَثِير التَّنَاقُضِ فِي كِتَابَاتِهِ؟! وَأَنَّ عِلْمهُ أَكْبَرُ مِنْ عَقْلِهِ؟!

رَابِعًا: هَذَا نَصٌّ مِن ابْن تَيْمِيَّة فِي اعْتِقَادهِ قُرْب الرَّبِّ (#بِذَاتِهِ!) إِلَى (ذَوَاتِ!) الـمَخْلُوقَاتِ القُرْب الَّذِي هُوَ الْقُرْب الـحِسِّي الْـمَعْرُوفِ؟! وَأَنَّهُم هُمْ بِدَوْرِهِم يَقْرُبُونَ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَزَّ بِقَطْعِ (#الـمَسَافَةِ!) الكَائِنَةِ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ؟! فَحَسْبَ مَنْطِق هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَم وَتِلْمِيذِهِ الوَفِيِّ ابْن القَيِّم الَّذِي أَثْبَتَ الـمَزِيَّة لِلْسَّمَاءِ السَّابِعَةِ لِقُرْبِهَا مَسَافَةً مِنْ مَكَانِ رَبِّهِ؟! فَالْكَفَرَة مِنْ رُوَّاد الفَضَاء (أَقْرَبُ!) مَزِيَّةً وَمَسَافَةً إلَى الله مِنْ الـمُوَحِّدِينَ مِنْ عَلَى وَجْهِ البَسِيطَةِ؟! فَالقُرْآن يَقُول: "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" [العَلَق:19] وَفَهْم الْحَرَّانِي وَصَحْبه يُضِيف: "وَاصْعَدْ وَاقْتَرِبْ"؟!، تَعَالَى الله عَنْ هَذَا الهَذَيَان.

خَامِسًا: التَّنْبِيه أَيْضًا إِلَى تَنَكُّرِهِ لِتَأْصِيلاَتِهِ الـمُهَلْهَلَةِ فِي نَفْسِهَا وَالَّتِي طَالَـمَا يُدَنْدِنُ حَوْلَهَا، إِذَا تَعَلَّقَ الأَمْر بِنُصْرَةِ مَشْرَبه فِي التَّجْسِيمِ وَالتَّشْبِيهِ؟!
نَعَم؛ فَلَطَالَمَا زَعَمَ هَذَا الْرَّجُل أَنَّ مَذْهَب السَّلَفَ يَقُومُ عَلَى حَمْلِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا اللُّغَوِي الـمَعْرُوف فِي القَوَامِيس اللُّغَوِيَّةِ مَعَ تَفْوِيضِهِم لِلْكَيْف فَقَط أَيْ: تَفْوِيض الهَيْئَة وَالحَالَةِ؟! وَالآن فَالرَّجُل مُلْتَزِمٌ بِتَفْسِير القُرْب فِي حَقِّهِ تَعَالَى بِجِنْسِ مَا هُوَ مِنَ: (الحَرَكَةِ!) وَلَكِنَّهُ خَرَقَ قَاعِدَتهُ فِي الكَيْف حَيْثُ زَعَمَ أَنَّ الله ((يَتَجَوَّلُ!)) فِي السَّمَاء مِنْ ((مَكَانٍ!)) إِلَى ((مَكَانٍ!))؟!

هَذَا؛ وَبِغَضِّ النَّظَرِ عَمَّا فِي مِثْلِ هَذِهِ الوَثَنِيَّاتِ مِنْ تَجْسِيمٍ صَرِيحٍ وَقَوْلٍ ظَاهِرٍ بِحُلُولِ البَارِي فِي مَخْلُوقَاتِهِ؟! فَهُوَ بِالنِّسْبَة لِعَقِيدَة هَذَا الرَّجُل: تَحْدِيدٌ صَرِيحٌ مِنْهُ لِكَيْفِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي حَقِّ رَبِّهِ دُونَ غَيْرهَا مِنَ الْكَيْفِيَّات: فَالله عِنْدَ الحَرَّانِي ((يَتَجَوَّل!)) مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ فِي السَّمَاء كَمَا يَتَجَوَّلُ الـمَخْلُوق مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ فِي الأَرْضِ؟!، نَعُوذُ بِالله مِنْ هَذَا التَّجْسِيمِ وَالْحُلولِ الـمُبِين!

سَادِسًا: التَّنْبِيه إِلَى بَعْضِ تَنَاقُضَاتِهِ الـمَشِينَة وَبَعْض اللَّوَازِمِ البَيِّنَةِ الَّتِي لاَ انْفِكَاكَ لَهُ مِنْهَا بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ؟!
نَعَم؛ فَهَذَا الْحَرَّانِي مَا بَرِحَ يَزْعُم بِأَنَّ رَبَّهُ فِي (حَيِّزٍ عَدَمِيٍّ!) أَيْ: حَيِّز ذَاته تَعَالَى وَالَّذِي هُوَ (حُدُودهُ!) وَ(نِهايَاتهُ!) كَمَا يُفَسِّرُهُ هُوَ -ابْن تَيْمِيَّة- نَفْسهُ جَلَّ وَعَزَّ عَنْ ذَلِكَ، فَلاَ يُحِيطُ بِهِ تَعَالَى شَيْء مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ بَلْ هُوَ مُحَاطٌ فَقَط بِحُدُودِهِ وَنِهَايَاتِهِ الدَّاخِلَة فِي مُسَمَّى ذَاته كَمَا يَدَّعِي -تَعَالَى الله عَنْ قَوْلِهِ-، وَأَنَّهُ تَعَالَى يَنْزِل إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا وَلاَ يَخْلُو مِنْهُ العَرْش؟!

وَالآن؛ وَإِذَا تَعَلَّقَ الأَمْر وَكَمَا قُلْنَا بِنُصْرَةِ التَّجْسِيمِ، فَالرَّجُل لاَ يَجِدُ أَيّ غَضَاضَةٍ فِي مُنَاقَضةِ تَأْصِيلاَتِهِ جَهَاراً نَهَاراً لِيَزْعُم بِأَنَّ رَبَّهُ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ ((يَتَجَوَّل!)) مِنْ ((مَكَانٍ!)) إِلَى ((مَكَانٍ!))؟! مَعَ أَنَّ السَّمَاء الدُّنْيَا فِي حَيِّزٍ وُجُودِيٍّ لاَ عَدَمِيٍّ مَحْوِيَّة وَمُحَاطَة بِعَظَائِم الـمَخْلُوقَاتِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ عِنْدَهُ وَعِنْدَ أَتْبَاعِهِ؟!

فلَزِم أَنْ ((#يَتَجَوَّل!)) تَعَالَى ((#مُـحَرِّكًا!)) نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ مِنْ حَيِّزٍ وُجُودِيٍّ إِلَى حَيِّزٍ وُجُودِيٍّ آخَرٍ ((دَاخِلَ!)) هَذِهِ السَّمَاءِ الـمَخْلُوقَةِ؟! وَهَذَا قَوْلٌ بِالْحُلُولِ لاَ مَفَرَّ لَهُ مِنْهُ بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ فِي حَالِ الْتِزَامَ هَذَهِ العَقِيدَة البَاطِلَةِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ؟! وَيَتَضَمَّنُ لِزَامًا القَوْل بِإِحَاطَة الـمَخْلُوقَاتِ بِخَالِقْهَا؟! وَهَذَ فِيهِ مَا فِيهِ؟! فَتَأَمَّل مَبْلَغ هَذِهِ التَّنَاقُضَاتِ؟!

وَإِذَا كَانَ الله يَنْزِل وَلاَ يَخْلُو مِنْهُ العَرْش كَمَا يَدَّعِي هَذَا الرَّجُل وَفِي الحَقِيقَة هُو يَقْصِدُ أَنَّهُ تَعَالَى: (يَتَمَدَّدُ!) أَوْ (يَطُولُ!) أَوْ (يَنْبَسِطُ!) أَوْ (يَتَدَلَّى!) أَوْ (يَتَمَطَّى!) أَوْ...الخ لأَنَّ الـمَعْنَى الَّذِي يُرِيدُهُ لاَ تَعْرِفهُ اللُّغَة فِي النُّزولِ؟!، أَقُولُ: فَيَلْزَمُ مِنْ هَذَيْنِ القَوْلَينَ:

(1) يَنْزِلُ الله إِلَى السَّمَاء ((يَتَجَوَّلُ!)) مِنْ ((مَكَانٍ!)) إِلَى ((مَكَانٍ!))؟!
(2) يَنْزِل الله إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَلاَ يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشِ؟!

مِنَ الشَّنَائِع وَالفَظَائِع مَا يُحِيلهُ مَنْ لَهُ أَدْنَى مُسْكة مِنْ عَقْلٍ؟!، فَالقِسْم العُلْوِي مِنْ رَبِّ ابْن تَيْمِيَّة (جَالِسٌ!) عَلَى الْعَرْش؟! وَالقِسْمِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ ((يَتَحَرَّكُ!)) فِيهَا ((مُتَجَوِّلاً!)) مِنْ ((مَكَانٍ!)) إِلَى ((مَكَانٍ!))؟!

أَيّ دِينٍ هَذَا؟ !

نَسْأَلُ الله السَّلاَمَة وَالعَافِيَة
_______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (8 /189-192)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
(2) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي – قِسْم الدِّرَاسَةِ (9 /59-60)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 18, 2023 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 21!

قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (ت:728هـ) : ((فَإِنَّ كَوْنَ الْشَّيْءِ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، أَوْ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ، فَرْعُ كَوْنِهِ ذَا #قَدْرٍ، فَمَا لاَ قَدْرَ لَهُ لاَ يَقْبَلُ الْوَصْفَ بِالْزِّيَادَةِ وَالْنُّقْصَانِ، وَلاَ الْوَصْفَ بِأَنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ #كَالْـمَعْدُومِ، لاَ يُقَالُ فِيهِ: إِنَّهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَلاَ يُقَالُ فِيهِ: إنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ. وَقَدْ بَسَطْنَا هَذَا فِي الْوَصْفِ بِالْنِّهَايَةِ وَعَدَمِهَا.
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَعَدَمُ قَبُول الْوَصْفِ بِثُبُوتِ ذَلِكَ وَنَفْيِهِ، لاَ يَكُونُ صِفَةً إِلاَّ #لِلْمَعْدُومِ، لاَ يَكُونُ صِفَةً لِلْمَوْجُودِ، كَمَا بَيَّنَّا هَذَا فِيمَا تَقَدَّمَ، فَإِنَّ الْـمَعْدُومَ لاَ يَقْبَلُ الاِتِّصَافَ بِالْصِّفَاتِ الْـمُتَقَابِلَةِ، فَلاَ يُقَالُ فِيهِ: عَالِـمٌ وَلاَ جَاهِلٌ، وَلاَ قَادِرٌ وَلاَ عَاجِزٌ، وَلاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ، وَلاَ لاَ يَزِيدُ وَلاَ لاَ يَنْقُصُ.
فَأَمَّا كَوْنُ الْشَّيْءِ #غَيْرَ_مَوْصُوفٍ_بِالْزِّيَادَةِ_وَالْنُّقْصَانِ_وَلاَ_بِعَدَمِ_ذَلِكَ وَهُوَ #مَوْجُودٌ وَلَيْسَ بِذِي #قَدْرٍ، فَهَذَا: #لاَ_يُعْقَلُ)).انْتَهَى(1)؟!

التَّعْلِيق: هَذَا التَّقْرِيرِ مِنَ الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسِلاَمِ جِدُّ خَطِيرٍ، وَيَسْتَدْعِي وَقَفَاتٍ:

أَوَّلاً: هَذَا الْكَلاَم سَاقَهُ ابْن تَيْمِيَّة فِي الاِعْتِرَاضِ عَلَى الإِمَامِ الرَّازِي حِينَ أَكَّدَ هَذَا الأَخِير عَلَى عَقِيدَة أَهْل السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فِي كَوْنِهِ جَلَّ وَعَلاَ لَيْسَ بِجِسْمٍ مُقَدَّر بِحَجْمٍ وَمَسَاحَةٍ وَنِهَايَاتٍ وَكَمٍّ وَأَبْعَادٍ، فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَقْبَل سُبْحَانَهُ الْوَصْفَ بِـ: "الْزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ" فِي ذَاتِهِ جَلَّ وَعَلاَ كَمَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يُوصَفَ جَلَّ وَعَزَّ بِأَنَّهُ "لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ" بِـمَعْنَى: أَنَّ (حَجْمَهُ!) جَلَّ وَعَزَّ مُقَدَّر بِمِقْدَارٍ مُحَدَّدٍ لاَ يَقْبَلُ الزِّيَادَة وَلاَ النُّقْصَان. إِذْ أَصْل الحَجْمِيَّة وَالحَدِّ وَالأَبْعَادِ مَنْفِيَّةٌ عَنْهُ تَعَالَى.

ثَانِيًا: إِذًا؛ وَحَسْبَ الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ فَكَوْن الشَّيْء: ((يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، أَوْ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ، فَرْعُ كَوْنِهِ ذَا قَدْرٍ)) أَيْ أَنَّ القَوْل بِقَبُولِ الشَّيْء لِلْزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ فِي (ذَاتِهِ!) أَوْ أَنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ فِي (ذَاتِهِ!) فَرْعُ كَوْن هَذَا الشَّيْء يَقْبَلُ (الْـحَجْمِيَّةِ!)، حَتَّى يَصِحُّ فَرْضُ هَذِهِ الأَوْصَافِ فِي حَقِّهِ؟!

وَاسْتَمِع إِلَى الحَرَّانِي وَهُوَ يُؤَكِّدُ نَظْرَتَهُ: ((فَمَا لاَ قَدْرَ لَهُ لاَ يَقْبَلُ الْوَصْفَ بِالْزِّيَادَةِ وَالْنُّقْصَانِ، وَلاَ الْوَصْفَ بِأَنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ كَالْـمَعْدُومِ، لاَ يُقَالُ فِيهِ: إِنَّهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَلاَ يُقَالُ فِيهِ: إنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ)) إذًا فَهَذِهِ الأَوْصَاف لاَ تَصْدُقُ إِلاَّ عَلَى ذِي (حَجْمٍ!)؟!

يُكْمِلُ الحَرَّانِي قَائِلاً: ((وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَعَدَمُ قَبُول الْوَصْفِ بِثُبُوتِ ذَلِكَ وَنَفْيِهِ، لاَ يَكُونُ صِفَةً إِلاَّ لِلْمَعْدُومِ، لاَ يَكُونُ صِفَةً لِلْمَوْجُودِ))، إذًا فَالْرَّجُل يُقَرِّرُ بِأَنَّ كُلَّ مَوْجُودٍ [الْوَاجِب؛ الـمُمْكِن] لاَ يَقْبَلُ:
(أ‌) "الْوَصْفَ بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ" فِي (حَجْمِ!) ذَاتِهِ؟!
(ب‌) "وَلاَ الْوَصْفَ بِأَنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ"؟!
فَهُوَ:
(ت‌) مَعْدُومٌ غَيْر مَوْجُودٍ؟!

إذًا؛ فَحَاصِلُ نَظَرِيَّة هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ:
(أ‌) إِمَّا أَنْ يَكُونَ البَارِي يَقْبَلُ الْوَصْفَ "بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ" فِي (حَجْمِهِ!) تَعَالَى؟!، وَهَذَا تَصْريحٌ بِالاِنْقِلاَبِ؟!، وَمِنَ الـمُسْتَبْعَدِ أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَاداً لاِبْن تَيْمِيَّة؟! وَإنْ كَانَ فِي كَلاَمِهِ عَلَى بَعْضِ الـمَوَاضِعِ عَلاَمَات اسْتِفْهَامٍ ضَخْمَةٍ فِي هَذَا الصَّدَدِ؟!...الخ؟!

(ب‌) أَنَّهُ تَعَالَى لاَ يَقْبَلُ الْوَصْفَ بِأَنَّهُ "لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ" لِأَنَّهُ أَصْلاً لَيْسَ بِجِسْمٍ فَلاَ (حَجْمٌ!) وَلاَ فَرْض لِلأَبْعَادِ؟! فَلاَ يَقْبَلُ ذَات الوَاجِبِ أَصْلاً "الْوَصْف بِالزِّيَادَة وَالنُّقْصَانِ" وَ"لاَ الْوَصْفَ بِأَنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ"، وَهَذَا مُرَادُ أَهْل السُّنَّةِ السَّادَة الْأَشَاعِرَة وَالْـمَاتُرِيدِيَّة وَفُضَلاَء أَهْل الـحَدِيث مِنْ وَرَاءِ مِثْلِ هَذِهِ الاِطْلاَقَاتِ. وَمِنَ الـمُحَالِ بِمَكَانٍ أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَاداً لاِبْنِ تَيْمِيَّة، لِأنَّ الرَّجُل يَعْتَبِرُ نَفْي الجِسْمِيَّة وَالحَدِّ وَالحَجْمِ عَنْ رَبِّهِ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ أَهْل الحَقِّ؟!، لَيْسَ إِلاَّ قَولاً بِنَفْيِ وُجودِهِ تَعَالَى؟!

(ت‌) إِمَّا أَنَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ الْوَصْفَ "بِأَنَّهُ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ" فِي (حَجْمِهِ!) تَعَالَى؟! بِمَعْنَى أَنَّ (حَجْمَهُ!) تَعَالَى ثَابِتٌ عَلَى حَدٍّ مُعَيَّنٍ لاَ يَزِيدُ عَلَيْهِ وَلاَ يَنْقُصُ عَنْهُ، فَلاَ يَقْبَلُ التَّغَيُّرَ تَعَالَى فِي مِقْدَارِ (حَجْمِهِ!) هَذَا بِأَيِّ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ؟!، وَهَذَا تَجْسِيمٌ صَرِيحٌ؟!. فَلَمْ يَبْقَ بِالْحَصْرِ وَالاِسْتِقْصَاءِ إِلاَّ هَذَا التَّفْسِير، فَهُوَ مَذْهَبهُ؟! فَهُوَ القَوْل الَّذِي حَرَّرَه الرَّازِي عَن (الـمُجَسِّمَة!) وَرَدَّهُ عَلَيْهِم فَانْبَرَى هَذَا الحَرَّانِي لِلدِّفَاعِ عَنْهُم وَاسْتَمِع إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: ((وَالْـمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ قَوْلَهُ [الإِمَام الرَّازِي]: يَقْتَضِي كَوْنهُ [تَعَالَى] غَيْر قَابِلٍ لِلْزِّيَادَةِ وَالْنُّقْصَانِ. يُفَسَّرُ بِهَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ: فَإِمَّا أَنْ يَعْنِي أَنَّ ذَاتَهُ [تَعَالَى] لاَ تَقْبَلُ أَنْ يُزَادَ فِيهَا وَيُنْقَصَ مِنْهَا. وَإِمَّا أَنْ يَعْنِي بِهِ أَنَّ ذَاتَهُ لاَ تُوصَفُ بِنَفْيِ الْزِّيَادَةِ وَالْنُّقْصِ، وَلاَ بِثُبُوتِ ذَلِكَ. وَتَوْجِيهُ ذَلِكَ أَنْ يُقَال: إِمَّا أَنْ تَكُونَ ذَاتُهُ لَهَا قَدْرٌ وَحَدٌّ، وَإِذَا امْتَنَعَ [ذَلِكَ امْتَنَعَ] أَنْ يُوصَفَ بِنَفْيِ الْزِّيَادَةِ وَالْنُقْصِ، كَمَا يَمْتَنِعُ أَنْ يُوصَفَ [بِـ]: [ثُبُوتِ ذَلِكَ؛] إِذْ الْوَصْفُ بِثُبُوتِ ذَلِكَ وَنَفْيِهِ إِنَّمَا يَكُونُ عَمَّا لَهُ: قَدْرٌ. فَإِنْ أَرَادَ بِهِ: لاَ تَزِيدُ وَلاَ تَنْقُصُ، وَهَذَا هُوَ قَوْلُ مُنَازِعِيهِ الَّذِينَ يُسَمِّيهِم: الْـمُجَسِّمَةَ بِعَيْنِهِ...))(2) فَهُوَ إِذًا قَوْل الـمُجَسِّمَة الَّذِينَ يُنَافِحُ عَنْهُم هَذَ الرَّجُل فَهُم سَلَفهُ؟!...الخ؟!

ثَالِثًا: تَّأَمَّل قَوْل ابْن تَيْمِيَّة: ((فَأَمَّا كَوْنُ الْشَّيْءِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ بِالْزِّيَادَةِ وَالْنُّقْصَانِ وَلاَ بِعَدَمِ ذَلِكَ وَهُوَ مَوْجُودٌ وَلَيْسَ بِذِي قَدْرٍ، فَهَذَا: لاَ يُعْقَلُ))؟!

إذًا؛ فَلاَ يُعْقَلُ عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة كَوْن البَارِي:
(أ‌) لَيْسَ بِذِي قَدْرٍ أَيْ: (حَجْمٍ!)؟!
(ب‌) غَيْر مَوْصُوفٍ بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ وَلاَ بِعَدَمِ ذَلِكَ؟!

فَرَبُّ ابْن تَيْمِيَّة: (#جِسْمٌ!) مُقَدَّر بِـ: (#حَجْمٍ!) #مُـحَدَّدٍ لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ عَلَيْهِ؟!
_______________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (7/581-582)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
(2) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (7/578-579)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2023 12:31 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 22!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ): ((الثَّالِثُ: قَوْلُ: أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، الَّذِينَ يُثْبِتُونَ أَنَّ اللَّهَ عَلَى الْعَرْشِ، وَأَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ #أَقْرَبُ_إلَيْهِ مِمَّنْ دُونَهُمْ، وَأَنَّ مَلَائِكَةَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا #أَقْرَبُ_إلَى_اللَّهِ مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ صَارَ #يَزْدَادُ_قُرْبًا إلَى رَبِّهِ بِعُرُوجِهِ وَصُعُودِهِ؛ وَكَانَ #عُرُوجُهُ_إلَى_اللَّهِ، لَا إلَى مُجَرَّدِ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ رُوحَ الْمُصَلِّي تَقْرُبُ إلَى اللَّهِ فِي السُّجُودِ، وَإِنْ كَانَ بَدَنُهُ مُتَوَاضِعًا. وَهَذَا هُوَ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ نُصُوصُ الْكِتَابِ))(1)

التَّعْلِيق:

أَوَّلاً: لاَ يَشُكُّ عَاقِلٌ أَنَّ إِثْبَات الْقُرْب وَالبُعْد بَيْنَ مَوْجُودَيْنِ عَلَى سَبِيلِ قَطْعِ الـمَسَافَةِ الْكَائِنَةِ بَيْنَهُمَا يَقْضِي بِإِثْبَاتِ جِسْمِيَّة (#الْـحُدُودِ!) وَ(#الأَبْعَادِ!) وَ(#النِّهَايَاتِ!) لِهَذَيْنِ الذَّاتَيْنِ، فَـ: (حَيِّزُ!) أَحَدهمَا وَالَّذِي هُوَ حُدُودهُ وَنِهَايَاته الْدَّاخِلَة فِي مُسَمَّى ذَاته، مَوْجُودٌ فِي جِهَةٍ مَا مِنْ (حَيِّزِ!) [الحُدُود وَالنِّهَايَات] الآخَر. فَإِمَّا أَنْ يَكُونَا مُتَلاَصِقَيْنِ فَتَكُون (حُدُود!) الأَوَّل (مُلاَصِقَة!) وَ(مُـمَاسَّة!) لِـ: (حُدُودِ!) الثَّانِي فَتَنْعَدِمُ الـمَسَافَة بَيْنَهُمَا مِنْ جِهَةِ (الـمُلاَقَاةِ!)، أَوْ يَكُونَا مُتَبَاعِدَيْنِ يَحُولُ بَيْنَهُمَا (حَيِّزٌ!) ثَالِثٌ يُلاَصِقهُمَا مِنْ جِهَةِ (الـمُلاَقَاةِ!) وَتَكُون مَسَاحَة عَيْنُ ذَاتِ هَذَا (الفَاصِل!) هِيَ نَفْسهَا مَسَافَة هَذِهِ البَيْنِيَّة...إِذًا: فَلاَ يُعْقَلُ بَيْنِيَّة (#الـمَسَافَةِ!) بَيْنَ مَوْجُودَيْنِ إِلاَّ بِصِحَّةِ فَرْضِ ((#جِسْمِيَّة!)) (#الحُدُودِ!) وَ(#الـمِسَاحَةِ!) وَ(#الحَجْمِ!) وَ(#الكَمِّ!) وَ(#الأَبْعَادِ!) مِنْ (#طُولٍ!) وَ(#عَرْضٍ!) وَ(#عُمْقٍ!)، فِي هَذَيْنِ الذَّاتَيْنِ.

ثَانِيًا: فَرَائِدُ الفَضَاءِ -فَرَضًا!- يَبْدَأُ بِشَقِّ الـمَسَافَةِ الْـمَزْعُومَةِ انْطِلاَقًا مِنْ نُقْطَةِ مُعَيَّنَةٍ دَاخِلَ (جِسْم!) هَذَا الْعَالَـمِ (الْـمَحْدُودِ!) وَيَمْضِي صُعُداً لِيَخْرِقَ (حُدُود!) السَّمَاءِ الأُوْلَى فَالْثَّانِيَةِ وَهَكَذَا حَتَّى يَصِلَ إِلَى آخِرِ نُقْطَةٍ مِنْ (حَيِّزِ!) أَوْ (حُدُودِ!) هَذَا الْـعَالَـمِ الْـمَخْلُوقِ وَالَّتِي يَبْدَأُ بَعْدَهَا مُبَاشَرَةً (#حَيِّز!) أَوْ (#حُدُود!) وَ(#مِسَاحَة!) الذَّاتِ الْوَاجِبِ جَلَّ وَعَزَّ؟! فَرَبُّ ابْن تَيْمِيَّة: (#مُلاَصِقٌ!) مِنْ جَانِبِهِ التَّحْتَانِي تَعَالَى لِلْصَّفْحَة الْعُلْيَا مِنَ الْعَالَـمِ أَيْ: الْعَرْش؟!(2)
وَرَبُّ هَذَا الْـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ، إِذًا: ((#جِسْمٌ!)): لَهُ (#مِسَاحَةٌ!) وَ(#حَجْمٌ!) وَ(#أَبْعَادٌ!) وَ(#حُدُودٌ!) يَنْتَهِي عِنْدَهَا وَلَيْسَ هُوَ تَعَالَى ذَاهِبًا فِي الْجِهَاتِ بِلاَ نِهَايَةٍ وَلاَ غَايَةٍ وَلاَ حَدٍّ فَيَـمْتَزِجَ مِنْ (جَانِبِهِ!) الـتَّحْتَانِيِّ جَلَّ وَعَزَّ عَنْ ذَلِكَ بِـ: (جِسْمِ!) الْعَالَـمِ الْـمَخْلُوق؟!

ثَالِثًا: فَرْضُ مَسَافَةٍ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ يَسْتَلْزِمُ حَتْمًا وُجُوب مُبَايَنَةِ الخَالِق لِلْمَخُلُوقِ بِالْجِهَةِ، فَالْعَالَـمُ فِي جِهَةٍ مِنَ رَبِّ الْعَالَـمِ، وَالعَالَـم خَارِج ذَات الوَاجِب الـخُرُوج الَّذِي يَقْتَضِي الاِنْفِصَال الحِسِّي، وَكُلُّ هَذَا يُلَزِّمُ عَلَى قَائِلِهِ أَنْ يَكُونَ ذَات الْوَاجِبُ يَقْبَلُ الوَصْف بِـ: (الْدُّخُول!) فِي الْعَالَـمِ وَ(الْخُرُوج!) مِنَ الْعَالَـمِ؟ !فَكُلُّ ذَاتٍ يَقْبَلُ (الخُرُوج!) عَنْ غَيْرِهِ أيْ: (الاِنْفِصَال!) عَنْهُ بِالـمَسَافَةِ يَقْبَلُ لِزَامًا (الدُّخُول!) فِي هَذَا الْغَيْرِ (الاِتْصَالِ!) الحِسِّي بِهِ وَ(الـمُمَازَجَةِ!)؟ !وَهَذَا لاَ يُنْكِرُهُ إِلاَّ مُعَانِدٌ سَاقِطٌ مِنْ دِيْوَانِ الـمُخَاطَبِينَ؟!

فَإِذَا جَوَّزَ عَقْل ابْن تَيْمِيَّة عَلَى رَبِّهِ أَنْ يَنْفَصِلَ تَعَالَى عَنِ الْعَالَـمِ بِالْـمَسَافَةِ فَيَلْزَمهُ لِزَامًا بَيِّنًا لاَ انْفِكَاكَ لَهُ مِنْهُ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ أَنْ يُجَوِّزَ عَلَيْهِ تَعَالَى أَيْضًا (الْدُّخُول!) فِي الْعَالَـمِ وَ(الاِخْتِلاَطِ!) بِالْـمَخْلُوقَاتِ؟! وَهُوَ مَا يُحَاوِلُ هَذَا الحَرَّانِي الهُرُوب مِنْهُ دَفْعًا بِالْصَّدْرِ وَلَكِن هَيْهَات هَيْهَات أَنْ يَنْفَكَّ عَنْ هَذَا الإِلْزَامِ؟!

وَإِذَا كَانَ عَقْل ابْن تَيْمِيَّة يُجَوِّزُ الْقُرْب بِالـمَسَافَة مِنْ رَبِّهِ، فَهَذَا يَعْنِي حَتْمًا أَنَّ رُوَّاد الْفَضَاء الْكَفَرَةِ (أَقْرَبُ!) مَزِيَّةً وَمَسَافَةً إِلَى الله مِنْ الـمُوَحِّدِينَ مِنْ عَلَى وَجْهِ البَسِيطَةِ؟! وَأَنَّ الْعَرْش الْـمَرْبُوب (أَقْرَبُ!) مَزِيَّةً وَمَسَافَةً إِلَى رَبِّ الأَرْبَابِ مِنْ أَفْضَلِ خَلْقِ الله حَبِيب الحَقِّ وَسَيِّد الخَلْقِ الـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم؟!، فَالقُرْآن يَقُول: "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" [العَلَق:19] وَفَهْم الْحَرَّانِي وَصَحْبه يُضِيف: "وَاصْعَدْ وَاقْتَرِبْ"؟!، تَعَالَى الله عَنْ هَذَا الهَذَيَان.

رَابِعًا: هَذَ الْكَلاَم مِنْ ابْنِ تَيْمِيَّة فَرَّعهُ عَلَى أَصْلِهِ الَّذِي يَدَّعِي فِيهِ: ((امْتِنَاع أَنْ يَكُونَ مَوْجُوداً مُعَيَّنًا مَخْصُوصًا قَائِـمًا بِنَفْسِهِ وَيَكُون مَعَ ذَلِكَ لاَ دَاخِلَ العَالَـمِ وَلا خَارِجَهُ))؟!(3)

وَالحَقُّ أَنَّ الله كَانَ قَبْلَ خَلْقِ العَالَـمِ مِنَ العَرْشِ إِلَى الفَرْشِ وَحْدَهُ تَعَالَى بِلاَ مَكَانٍ ولاَ مَحَلٍّ كَمَا جَاءَ فِي "بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾[الروم:27]" مِنْ صَحِيح البُخَارِي (3191) فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ"، فَقَبْلَ خَلْقِهِ تَعَالَى لِلْمَخْلُوقَاتِ كَانَ رَبُّنَا وَحْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، فَلَمْ يَكُنْ جَلَّ وَعَزَّ مُتَّصِلاً بِالعَالَـمِ وَلاَ مُنْفَصِلاً عَنْهُ، وَلاَ قَرِيبًا بِالـمَسَافَةِ مِنْ شَيْءٍ وَلاَ بَعِيداً عَنْهُ كَذَلِكَ، وَلاَ مُـمَّاسًا لِشَيْءٍ وَلاَ مُحَايِثًا لَهُ، وَلاَ مُجَامِعًا لِشَيْءٍ وَلاَ مُفَارِقًا لَهُ، وَلَـمْ يَلْزَم مِنْ هَذَا أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ (مَعْدُومًا!) أَزَلاً كَمَا يُحَاوِلُ أَنْ يُلَبِّسُ الـحَرَّانِي؟!

يُتْبَعُ بِإذْنِ الله...
___________
(1) مَجْمُوع فَتَاوَى ابْن تَيْمِيَّة (6/8)، دَار الوَفَاء للطِّبَاعَة والنَّشْر والتَّوْزِيع -ج.م.ع- الـمَنْصُورَة، الطَّبْعَة الثَّالِثَة
(2) https://www.facebook.com/yacine.ben.rab ... 7844941175
(3) https://www.facebook.com/yacine.ben.rab ... 5711924722

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2023 11:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 23!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ): ((فَإِذَا عُلِمَ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ أَنَّهُ لاَ بُدَّ لَهُ [اللهُ جَلَّ وَعَلاَ] مِنْ وُجُودٍ خَاصٍّ، أَوْ حَقِيقَةٍ يَتَمَيَّزُ بِهَا، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ صِفَاتٍ تَخْتَصُّ بِهِ لاَ يُشْرِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ، فَيُقَالُ: وَكَذَلِكَ #قَــــــــدْرهُ، فَإِنَّ الْـمَوْجُود لاَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكُونَ مَوْجُوداً إِلاَّ بِذَلِكَ. وَدَعْوَى وُجُود مَوْجُودٍ بِدُونِ ذَلِكَ دَعْوَى #تُخَالِفُ_الْبَدِيهَةَ #وَالْضَّرُورَةَ_الْعَقْلِيَّةَ، وَلِذَلِكَ حَكَمُوا عَلَى مَنْ نَفَى ذَلِكَ #بِالْتَّعْطِيلِ، لِأَنَّهُ لاَزِم قَوْلِهِ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَعْلَمُ لُزُومه)(1)

الْتَّعْلِيق:
كَلاَمُ هَذَا الـمُشَيَّخ عَلَى الإِسْلاَمِ صَرِيحٌ فِي نِسْبَةِ الْقَدْر بِـمَفْهُومِهِ (#الْـحَجْمِي!) لله تَعَالَى، فَعَقْلُ الْـحَرَّانِي لاَ يَقْبَلُ وُجُود الْـخَالق بِلاَ قَدْرٍ مِنَ (#الْـحَجْمِ!) يَتَمَيَّزُ بِهِ عَنْ بَاقِي الْـمَوْجُودَاتِ؟!...وَلاَ يَذْهَبَنَّ بِكَ الْوَهْم إِلَى أَنَّ الْرَّجُل رُبَّـمَا يَقْصِدُ بِالْقَدْر هَهُنَا عَظَمَة الْـمَكَانَةِ وَالشَّأْن وَالْرِّفْعَة؟!...لِأَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَة لاَ تَسْتَقِيم مَعَ سِيَاقِ الْكَلاَمِ وَبِالأَخَصِّ يَبْطُل حِينَئِذٍ وَجْه إِلْزَام الْـحَرَّانِي لِـخُصُومِهِ...إِذْ إِنَّ هُنَاكَ مِنْ الْـمَوْجُودَاتِ الْـمَخْلُوقَاتِ الْـخَسِيسَةِ وَمَنْ لاَ قَدْرَ لَهَا الْكَثِير وَالْكَثِير وَهَذَا لاَ يَقْضِي بِاسْتِحَالَةِ وُجُودِهَا فِي الْخَارِجِ؟!...فَابْن تَيْمِيَّة يَقْصِدُ حَتْمًا وَصْفه تَعَالَى بجِسْمِيَّةِ (#الْقَدْرِ!) أَيْ: (#الْــــحَجْمِ!)...لِهَذَا حَكَمَ هَذَا الْرَّجُل عَلَى (#نُفَاةِ!) (#الْحَجْـمِ!) عَنْهُ تَعَالَى بِـ: (#تَعْطِيلِ!) وُجُوده سُبْحَانَهُ؟!...وَلاَ يَخْفَى عَلَى عَاقِلٍ مَا هُوَ حُكْم مَنْ يَلْتَزِمُ بِـمَا يَقْضِي بِنَفْيِ الرَّبِّ؟!...
___________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (2 /371)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
---
الشيخ ياسين ربيع الجزائري

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2023 9:20 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 24!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ): ((فَهَذَا إنْ كَانَ أَحَدٌ أَطْلَقَ لَفْظَ #الْبَعْضِ عَلَى الْذَّاتِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْصِّفَاتِ، وَقَالَ إنَّهُ #بَعْضُ_اللَّهِ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْصِّفَةَ لَيْسَتْ غَيْرَ الْمَوْصُوفِ مُطْلَقًا، وَإِنْ كَانَ الْإِنْكَارُ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ لَفْظُ الْبَعْضِ، فَهَذَا #اللَّفْظُ قَدْ نَطَقَ بِهِ أَئِمَّةُ الْصَّحَابَةِ وَالْتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ #ذَاكِرِينَ_وَآثِرِينَ.

قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَن عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُخَوِّفَ عِبَادَهُ أَبْدَى #عَنْ_بَعْضِهِ لِلْأَرْضِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَزَلْزَلَتْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُدَمْدِمَ عَلَى قَوْمٍ #تَجَلَّى_لَهَا عَزَّ وَجَلَّ...))(1) انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

الْتَّعْلِيق:

أَوَّلاً: الْتَّنْبِيه عَلَى طَرِيقَة هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ فِي الاِفْتِرَاءِ عَلَى دِينِ اللهِ نُصْرَةً لِـمَذْهَبِهِ فِي الْتَّجْسِيمِ؟!...فَتَارَةً يَزْعُم هَذَا الْرَّجُل أَنَّ أَلْفَاظ "الْجِهَة" وَ"الْتَّرْكِيب" وَ"الجِسْم" وَ"الْعَرَض" وَنَحْوهَا عِبَارَة عَنْ أَلْفَاظٍ مُحْدَثَةٍ مِنْ مُصْطَلَحَاتِ (#أَهْلِ_الْبِدَعِ!)...وَلَـمْ يَتَكَلَّمُ السَّلَف فِيهَا لاَ نَفْيًا وَلاَ إِثْبَاتًا بَلْ ذَمُّوا مَنْ خَاضَ فِي ذَلِكَ؟!...وَالآن يَنْقُض غَزْلَهُ إِذَا تَعَلَّقَ الأَمْر بِأَثَرٍ هَالِكٍ لاَ يَصِحُّ...فَتَرَاهُ يُسَارِعُ فِي نِسْبَةِ (الْتَّبْعِيضِ!) لله وَيَدَّعِي بِأَنَّ هَذَا (#الْتَّجْسِيمِ!) (#الْصَّرِيح!) ((نَطَقَ بِهِ أَئِمَّةُ الْصَّحَابَةِ وَالْتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ ذَاكِرِينَ وَآثِرِينَ))؟!، نَسْأَلُ الله الْسَّلاَمَة وَالْعَافِيَة...

ثَانِيًا: هَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ مِنْ الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ فِي إِثْبَاتِ الْـجِسْمِيَّة لِرَبِّهِ وَأَنَّهُ تَعَالَى عِنْدَهُ (#مُبَعَّضٌ!) بِحَيْثُ يُبْدِي (#أَبْعَاضهُ!) لِلْمَخْلُوقَاتِ...بَلْ وَلاَ حَرَجَ عِنْدَهُ فِي أَنْ يَتَجَلَّى رَبّهُ بِـ: (#جَمِيعِ_أَبْعَاضِهِ!)؟ !لِلْأَرْضِ الْـمَخْلُوقَةِ مَعَ حَقَارَتِهَا (#حَجْمًا!) بِالنِّسْبَةِ إِلَى اِلْكُرْسْيِّ وَ...؟ !وَلاَ أَدْرِي كَيْفَ اسْتَوْعَبَ عَقْلهُ هَذَا الْهَذَيَان مَعَ أَنَّهُ هُوَ نَفْسهُ مُقِرٌّ بِأَنَّهُ مَا السَّمَاوَات السَّبْع بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْكُرْسِي إِلاَّ كَحَلَقَةٍ مُلْقَاة بِأَرْضِ فَلاَة...وَالْعَرْش أَعْظَم مِنْ الْكُرْسِي بِكَثِيرٍ...وَرَبّهُ أَعْظَمُ (#حَـجْمًا!) مِن الْعَرْشِ بِكَثِيرٍ؟!...

ثَالِثًا: هَذَا الأَثَر لاَ يَصِحُّ وَحَتَّى الـمُحَقِّق التَّيْمِي لِكِتَاب السُّنَّة الـمَنْسُوب لِلإِمَام أَحْمَد نَوَّه إِلَى ذَلِكَ...

وَقَالَ الإِمَام الْعَلاَّمَة بَدْر الْدِّين بْنُ جَماعَة (639هـ-728هـ): ((عَنْ عِكْرِمَة: "إِذا أَرَادَ الله أَنْ يُخَوِّفَ عِبَادَهُ أَنْزَلَ بَعْضهُ إِلَى الأَرْضِ فَعِنْدَ ذَلِك تَتَزَلْزَلُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُدَمْدِم عَلَى قَوْمٍ تَجَلَّى لَهَا".
هَذَا حَدِيثٌ #ضَعِيْفٌ_مَتْرُوْكٌ، لاَ تُثْبَتُ بِـمِثْلِهِ صِفَات الْرَّبِّ، تَعَالَى اللهُ عَنِ الْبَعْضِيَّةِ وَالْتَّجَزِّي. وَلَوْ ثَبَتَ نَقْلهُ لَكَانَ تَأْوِيْلهُ: أَنَّهُ يُنْزِلُ بَعْض آيَاتِهِ وَعَلاَمَاتِهِ الْـمُنْذِرَةِ بِالْتَّخْوِيفِ، فَحَذَفَ الْمُضَاف، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ، وَالْعَرَبِيَّةِ. وَالْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَتَجَزَّأُ وَلَا يَتَبَعَّضُ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ. وَالْمُرَادُ بِالْتَّجَلِّي: إِظْهَار آيَاتٍ لَا تَسْتَقِرُّ الْقُلُوب وَالْعُقُول عَلَيْهَا. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْتَّجَلِّي تَارَةً يَكُونُ بِالْذَّاتِ، وَتَارَةً يَكُونُ بِالْآيَاتِ بِالْصِّفَاتِ))(2)

وَقَالَ حَافِظُ الْعِرَاق ابْنُ الْـجُوزِي (597هـ): ((رَوَى الْقَاضِي "أَبُو يَعْلَى" عَنْ عِكْرِمَة أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخَوِّفَ عِبَادَهُ أَبْدَى عَنْ بَعْضِهِ إِلَى الأَرْضِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَتَزَلْزَل وَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُدَمْدِمَ عَلَى قَوْمٍ تَجَلَّى لَهُمْ".
قَالَ الْقَاضِي "أَبُو يَعْلَى": "أَبْدَى عَنْ بَعْضِهِ" هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْذَّاتِ عَلَى وَجْهٍ لاَ يُفْضِي إِلَى الْتَّبْعِيضِ؟!.
قُلْتُ: وَمَنْ يَقُولُ أَبْدَى عَنْ بَعْضِ ذَاته وَمَا هُوَ بَعْض لاَ يُكَلَّمُ؟ إِنَّمَا الْـمُرَادُ: أَبْدَى عَنْ آيَاتِهِ))(3)

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ...
__________________
(1) الْفَتَاوَى الْكُبْرَى لِابْنِ تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (6 /409)، تَحْقِيق وَتَعْلِيق وَتَقْدِيم: مُحَمَّد عَبْد الْقَادِر عَطَا – مُصْطَفَى عَبْد الْقَادِر عَطَا، دَار الْكُتُب الْعِلْمِيَّة: بَيْرُوت-لُبْنَان، الْطَّبْعَة الأُوْلَى: 1408هـ-1987م
(2) إِيْضَاحُ الْدَّلِيلِ فِي قَطْعِ حُجَجِ أَهْلِ الْتَّعْطِيلِ لِلْإِمَامِ بَدْر الذَّيْن بْن جَمَاعَة (ص:273)، حَقَّقَهُ وَعَلَّقَ عَلَيْهِ: وَهْبِي سُلَيْمَان غَاوجِي الْأَلْبَانِي، دَار اقْرَأ لِلْطِّبَاعَةِ وَالْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيعِ : سُورِية-دِمَشْق، الْطَّبْعَة الأُوْلَى: 1425هـ-2005م
(3) دَفْعُ شُبَهَة الْتَّشْبِيهِ لِلْحَافِظ ابْن الْـجُوْزِي الْـحَنْبَلِي (ص:56)، تَحْقِيق وَتَعْلِيق: الْعَلاَّمَة الْزَّاهِد زَاهِد الْكَوْثَرِي، الْـمَكْتَبَة الْأَزْهَرِيَّة لِلْتُّرَاثِ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2023 6:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 25!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (ت:728هـ): وَلِهَذَا لَـمْ يُنْكِر أَحْمَد قَوْلَهُم [أَيْ: الجَهْمِيَّة]: "لَيْسَ كَمْثْلِهِ شَيْءٌ مِنْ الْأَشْيَاءِ". لكِنْ أَرَادُوا #نَفْي_الْشَّبَهِ_مِنْ_كُلِّ_الْوُجُوهِ، وَمَعْنَاهُ: شَيْءٌ لاَ يُشْبِهُ الْأَشْيَاءَ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ، وَلِهَذَا قَالَ الإِمَامُ أَحْمَد: "فَقُلْنَا: إِنَّ الْشَّيْء الَّذِي لاَ كَالأَشْيَاءِ، قَدْ عَرَفَ أَهْلُ الْعَقْلِ أَنَّهُ: لاَ شَيْءٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لِلْنَّاسِ أَنَّهُم لاَ يُثْبِتُونَ شَيْئًا". فَبَيَّنَ الإِمَامُ أَحْمَد أَنَّهُ يُعْلَـمُ بِالْـمَعْقُولِ الْصَّرِيحِ الَّذِي يَشْتَرِكُ فِيهِ الْعُقَلاَءُ أَنَّ #مَا_لاَ_يُشْبِهُ_الأَشْيَاءَ_بِوَجْهٍ_مِنْ_الْوُجُوهِ: #لاَ_شَيْءٌ، كَمَا نَقَلَ الْنَّاسُ أَنَّ جَهْمًا يَقُولُهُ))(1)

التَّعْلِيق:
فَـ: (الجَهْمِيَّة!) وِفْقَ تَقْرِيرِ الحَرَّانِي الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الله شَيْءٌ لاَ كَالأَشْيَاءِ، وَهَذَا يَعْنِي إِمَّا:

أَوَّلاً: أَنَّهُ تَعَالَى لاَ يُشْبِهُ مَـخْلُوقَاتِهِ بِأَيِّ وَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ، أَيْ أَنَّ نِسْبَة مُشَابَهَة الـخَالِقِ لِلْـمَخْلُوقِ مَعْدُومَةٌ: (0%) بِالتَّعْبِيرِ الرِّياضِي.

ثَانِيًا: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُشْبِهُ خَلْقَهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، أَيْ أَنَّ هُنَاكَ نِسْبَةٌ مَا (X%) يَحْصُلُ بِهَا الشَّبَه بَيْنَ الخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ؟!

وَلَكِنَّ (الجَهْمِيَّة!) كَمَا جَاءَ فِي كَلاَمِ الحَرَّانِي يَذْهَبُونَ إِلَى الْـمَعْنَى الأَوَّل لاَ الْثَّانِي؟! وَلِهَذَا رَدَّ عَلَيْهِم الإِمَام أَحْمَد كَمَا يَدَّعِي ابْن تَيْمِيَّة بِأَنَّ: نَفْي مُشَابَهَة الخَالِقِ لِلْـمَخْلُوقِ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ يَقْضِي بِأَنَّ الله غَيْر مَوْجُودٍ ((مَا لاَ يُشْبِهُ الأَشْيَاءَ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ: #لاَ_شَيْءٌ))؟!

إِذًا؛ فَالإِمَام أَحْمَد ((مُشَبِّهٌ!)) وِفْقَ تَقْرِيرِ ابْن تَيْمِيَّة: يَعْتَقِدُ -حَاشَاهُ- أَنَّ (يَد الرَّحْمَن!) ((#تُشْبِهُ!)) (يَد الاِنْسَان!): [#جَارِحَةٌ؛ #أَدَاةٌ؛ #عُضْوٌ]؟!
فَهُنَاكَ مَسَاحَة اشْتِرَاكٍ فِي (#الْـجِسْميَّةِ!) بَيْنَ (يَد الخَالِق!) وَ(يَد الـمَخْلُوقِ!)؟! ...وَهَكَذَا؟! وَهَذَا تَشْبِيهٌ صَرِيحٌ وَكَذِبٌ قَبِيحٌ مِنْ الحَرَّانِي عَلَى الإِمَام أَحْمَد؟!

ثَانِيًا: اعْتِمَاد الحَرَّانِي عَلَى رِسَالَة "الرَّد عَلَى الزَّنَادِقَة" الـمَنْسُوبَةِ لِلأِمَامِ أَحْمَد بْن حَنْبَل (241هـ) لِبَثِّ بِدَعِ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ مَنْهَجٌ بَاطِلٌ فِي تَقْرِيرِ الْعَقَائِدِ...لِأَنَّ الـمَنْهَج السَّوِي أَنْ تُؤْخَذ الْعَقَائِد مِنْ الْوَحْيِ الـمَعْصُوم لاَ غَيْر...ثُـمَّ إِنَّ إِسْنَاد هَذِهِ الْرِّسَالَة لاَ يَصِحُّ...وَجَزَّمَ الحَافِظ الْذَّهَبِي (748هـ) فِي "السِّيَر" بِكَذِبِهَا عَلَى الإِمَام أَحْمَد كَمَا أَكَّدَ ذَلِكَ أَيْضًا ابْن الْوَزِير اليَـمَانِي (ت:840هـ) وَبَيَّنَ هُنَاكَ أَنَّ حَتَّى عِبَارَة: "وَلَعَلَّهُ قَالَهُ" هِيَ الأُخْرَى مِنْ الْكَذِبِ الـمَفْضُوح عَلَى الحَافِظ الذَّهَبِي (2)...

وَمَعَ كُلِّ هَذَا فَفِي الرِّسَالَةِ الْـمَذْكُورَةِ مَا يَهْدِم مَذْهَب الحَرَّانِي فِي التَّجْسِيمِ مِنْ أَسَاسِهِ...فَقَدْ جَاءَ فِيهَا قَوْل الإِمَام أَحْمَد: ((وَكَذَلِكَ اللهُ تَكَـلَّمَ كَيْفَ شَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقُولَ بِـ: #جَوْفٍ، #وَلاَ_فَـمٍ، #وَلاَ_شَفَتَيْنِ، #وَلاَ_لِسَانٍ)).بِحُرُوفِهِ(3)

وَهَذَا نَفْيٌ مُفَصَّلٌ وَتَنْزِيهٌ صَرِيحٌ للهِ عَنْ الجَوَارِحِ مِنْ الإِمَام أَحْمَد، وَفِيهِ نَسْفٌ لِعَقِيدَة الحَرَّانِي وَقَاعِدته البَاطِلَة فِي: "النَّفْيِ الـمُجْمَل والإِثْبَات الـمُفَصَّل"...

ثَالِثًا: جَاءَ فِي اعْتِقَاد الإِمَام أَحْمَد لِلإِمَام أَبِي الفَضْل عَبْد الوَاحِد التَّمِيمِي الحَنْبَلِي (ت:410هـ) رَئِيس الحَنَابِلَةِ فِي وَقْتِهِ، مَا يُكَذِّبُ دَعَاوِي ابْن تَيْميَّة عَلى الإِمَامِ أَحْمَد...قَالَ أَبُو الفَضْلِ هُنَاكَ: ((جُمْلَة اعْتِقَاد الإِمَامِ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَالَّذِي كَانَ يَذْهَبُ إِلَيْهِ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاحِدٌ لاَ مِنْ عَدَدٍ، لاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ #الْتَّجَزُّؤ، #وَلاَ_الْقِسْمَة، وَهُوَ #وَاحِدٌ_مِنْ_كُلِّ_جِهَةٍ، وَمَا سِوَاهُ وَاحِدٌ مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ))(4)

وَقَالَ: ((وَكَانَ يَقُولُ [الإِمَام أَحْمَد]: إِنَّ للهِ تَعَالَى يَدَيْنِ، وَهُمَا صِفَة لَهُ فِي ذَاتِهِ، لَيْسَتَا #بِجَارِحَتَيْنِ وَلَيْسَتَا #بِـمُرَكَّبَتَيْنِ وَلاَ #جِسْمٍ وَلاَ مِنْ جِنْسِ الأَجْسَامِ وَلاَ مِنْ جِنْسِ #الْـمَحْدُودِ وَالْتَّرْكِيبِ وَلاَ #الْأَبْعَاضِ #وَالْجَوَارِحِ، وَلاَ يُقَاس عَلَى ذَلِكَ، وَلاَ لَهُ #مَرْفِقٌ وَلاَ #عَضُدٌ، وَلاَ فِيمَا يَقْتَضِي ذَلِكَ مِنْ إِطْلاَقِ قَوْلهم: "يَد" إِلاَّ مَا نَطَقَ الْقُرْآن بِهِ، أَوْ صَحَّتْ عَن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ السُّنَّة فِيهِ))(5)

وَأَيْضًا: ((وَكَانَ يَقُولُ [الإِمَام أَحْمَد]: فِي مَعْنَى "الاِسْتِوَاء": هُوَ الْعُلوُّ وَالاِرْتِفَاعُ، وَلَـمْ يَزَل اللهُ تَعَالَى عَالِيًا رَفِيعًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ عَرْشَهُ، فَهُوَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْعَالِي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَإِنَّـمَا خَصَّ اللهُ الْعَرْشَ لِـمَعْنَى فِيهِ مُخَالِفٌ لِسَائِرِ الأَشْيَاءِ، وَالْعَرْش أَفْضَل الأَشْيَاء وَأَرْفَعهَا، فَامْتَدَحَ اللهُ نَفْسهُ بِأَنَّهُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، أَيْ: عَلَيْهِ عَلاَ.
#وَلاَ_يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: اسْتَوَى #بِـمُمَاسَّةٍ، #وَلاَ_بِـمُلاَقَاةٍ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً. وَاللهُ #لَـمْ_يَلْحَقهُ_تَغَيُّرٌ_وَلاَ_تَبَدُّلٌ وَلاَ يَلْحَقهُ الْـحُدُود قَبْلَ خَلْقِ الْعَرْشِ وَلاَ بَعْدَ خَلْقِ الْعَرْشِ))(6)

وَقَالَ: ((وَأَنْكَرَ [الإِمَام أَحْمَد] عَلَى مَنْ يَقُولُ بِالْـجِسْمِ، وَقَالَ [الإِمَام أَحْمَد]: إِنَّ الأَسْـمَاءَ مَأْخُوذَةٌ بِالْشَّرِيعَةِ وَاللُّغَةِ، وَأَهْلُ اللُّغَةِ وَضَعُوا هَذَا الاِسْم عَلَى كُلِّ ذِي طُوْلٍ وَعَرْضٍ وَسُـمْكٍ وَتَرْكِيبٍ وَصُورَةٍ وَتَأْلِيفٍ، وَاللهُ تَعَالَى #خَارِجٌ_عَنْ_ذَلِكَ_كُلِّهِ، فَلَـمْ يَجُزْ أَنْ يُسَمَّى جِسْمًا لِـخُرُوجِهِ عَنْ مَعْنَى الْـجِسْمِيَّةِ، وَلَـمْ يَجِئ فِي الْشَّرِيعَةِ ذَلِكَ، #فَبَطَلَ))(7)

يُتْبَعُ بِإِذْنِ الله...
____________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (6/495)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
(2) الْعَوَاصِم وَالْقَوَاصِم فِي الذَّبِّ عَنْ سُنَّةِ أَبِي الْقَاسْم لابْنِ الوَزِير اليَـمَانِي (4/342-344)، تَحْقِيق: شُعَيْب الأَرْنَؤُوط، مُؤَسَّسَةُ الْرِّسَالَةِ، الطَّبْعَة الثَّالِثَة: 1415هـ-1994م
(3) الْرَّدُ عَلَى الزَّنَادِقَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ (الـمَكْذُوب!) عَلَى الإِمَام أَحْمَد (ص:269)، دِرَاسَة وَتَحْقِيق: دغَش بْن شبِيب الْعَجْمِيُّ، تَقْرِيظ: صَالح بْن فَوْزَان الفَوْزَان-صَالح بْن عَبْد العَزِيز آل الشَّيْخ، غرَاس لِلْنَّشْر وَالتَّوْزِيع وَالدِّعَايَة وَالإِعْلاَن-الكُوَيْت، الْطَّبْعَة الأُوْلَى: 1426هـ-2005م
(4) اعْتِقَادُ الإِمَامُ الـمُبَجَّل أَحْمَد بْن حَنْبَل لِأَبِي الفَضْل عَبْد الوَاحِد التَّمِيمِي مَطْبُوعٌ فِي آخِر كِتَاب طَبَقَاتُ الحَنَابِلَة لِلْقَاضِي لابْنِ أَبِي يَعْلَى الـحَنْبَلِي (2/293)، وَقَفَ عَلَى طَبْعِهِ وَصَحَّحَهُ: مُحَمَّد حَامد الْفَقِّي، مَطْبَعَةُ السُّنَّة الـمُحَمَّدِيَّة – القَاهِرَة
(5) نَفْس الـمَصْدَر: (2/294)
(6) نَفْس الـمَصْدَر: (2/296-297)
(7) نَفْس الـمَصْدَر: (2/298)

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 24, 2023 2:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 26!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (ت:728هـ): ((قَوْلهُ [الإِمَام الفَخْر الرَّازِي]: "حَقِيقَة الْـحِجَابِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى مُـحَالٌ لِأَنَّهُ عِبَارَةٌ عَنْ الْـجِسْمِ الـمُتَوَسَّطِ بَيْنَ جِسْمَيْنِ آخَرَيْنِ".
يُقَالُ لَهُ: هَذَا بِعَيْنِهِ وَارِدٌ فِي كُلِّ مَا يُضَافُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَسْـمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، فَإِنَّ تِلْكَ #الْأَسْـمَاء_وَالْصِّفَاتِ_لاَ_تُعْرَفُ إِلاَّ #لِلْأَجْسَامِ_وَصِفَات_الْأجْسَامِ))(1)انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

التَّعْلِيق:
أَوَّلاً: مِنَ الوَاضِحِ أَنَّهُ يَسْتَحِيلُ حَمْل مَعْنَى "الْـحِجَاب" فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَلاَ عَلَى ظَاهِرِهِ اللُّغَوِيِّ، لِأَنَّ "الْـحِجَاب" عِبَارَة عَنْ ذِي (#حَـجْمٍ!) يَتَوَسَّطُ بَيْنَ ذِي (#حَــجْمٍ!) فِي (#جِـهَةٍ!) وَبَيْنَ ذِي (#حَجْـمٍ!) آخَر فِي (#جِهَةٍ!) مُغَايِرةٍ، بِحَيْثُ يَفْصِل بَيْنَهُمَا هَذَا الحِجَاب وَيَحْجِبُ أَحَدهمَا عَنِ الآخَرِ.

فَحَمْل هَذِهِ الـمَعَانِي (#الجِسْمِيَّة!) عَلَى الذَّاتِ الوَاجِب يَقْضِي بِاعْتِقَادِ (#الجِسْمِيَّة!) فِي حَقِّهِ تَعَالَى، وَهُوَ مُحَالٌ. وَهَذَا مَعْنَى كَلاَم الإِمَام الفَخْر الرَّازِي الَّذِي نَقَلَهُ الحَرَّانِي أَعْلاَهُ.

ثَانِيًا: لَكِنَّ الـمُشَيَّخ عَلَى الإِسْلاَم ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي يَرْفُضُ تَنْزِيه الله عَنِ (#الجِسْمِيَّةِ!) كَمَا جَاءَ فِي كَلاَم الإِمَامِ الرَّازِي؟!، لِهَذَا فَهُوَ يُسَارِعُ دَفْعًا بِالصَّدْرِ فِي مُحَاوَلَةِ الرَّدِّ عَلَى تَنْزِيه الفَخْرِ الرَّازِي وَإِلْزَامه بِقَوْلِهِ: ((فَإِنَّ تِلْكَ الْأَسْـمَاء وَالْصِّفَاتِ لاَ تُعْرَفُ إِلاَّ لِلْأَجْسَامِ وَصِفَات الْأجْسَامِ))؟!

إذًا، فَوِفْق تَقْرِير ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي:

(1) فَأَسْمَاء الله كَـ: (#الْوَاسِع!) وَ(#الكَبِير!) وَ(#الـمُحِيط!) وَ...الخ، لاَ تُطْلَقُ إِلاَّ عَلَى ذِي (#حَـجْـمٍ!)؟!

(2) وَكَذَلِكَ قُلْ بِالنِّسْبَة للْإِضَافَاتِ الخَبَرَيِّةِ فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ كَـ: (#الْيَد!)، (#الْسَّاق!)، (#الْوَجْه!)،...الخ...فَهِيَ: (#جَوَارِح!) وَ(#أَدَوَات!) وَ(#أَعْضَاء!)؟! لاَ تُعْرَفُ إِلاَّ فِي (#الأَجْــسَـــامِ!)؟!

فَالله عِنْدَ الحَرَّانِي: (#جِـــسْمٌ!) يَصِحُّ أَنْ يَحْتَجِبَ عَنْ خَلْقِهِ بِوَسَاطَةِ حِجَابٍ (#حَـقِيقِيٍّ!) كَمَا هُوَ الشَّأْنُ فِي (#الأَجْسَــامِ!)؟!، وَصِفَاتهُ جَلَّ وَعَزَّ لاَ تُعْرَفُ إِلاَّ فِي (#الأَجْـــسَــامِ!)؟!...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ الله...
____________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (8/ 124)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مفاهيم يجب أن تصحح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 25, 2023 11:58 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي!

كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 27!

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (ت:728هـ): ((يُقَالُ: إِذَا كَانَ الْبَارِي فَوْقَ الْعَالَـمِ، وَقُلْتَ [يُخَاطِبُ الإِمَام الفَخْر الرَّازِي]: "إِنَّهُ يَلْزمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ فِي جِهَةِ الْتَّحْتِ بِالْنِّسْبَةِ إِلَى بَعْضِ الْنَّاسِ"، فَلِمَ قُلْتَ إِنَّ هَذَا مُـمْتَنِعٌ؟! وَأَنْتَ لَـمْ تَذْكُرْ عَلَى امْتِنَاعِ ذَلِكَ لاَ حُجَّة عَقْلِيَّة وَلاَ سَمْعِيَّة؟!، وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ ذَلِكَ نَقْصٌ فَعِنْدَكَ لَيْسَ فِي الأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ مَا يُحِيلُ النَّقْص عَلَى اللهِ تَعَالَى؟!، مَعَ أَنَّهُ قَدْ عُلِـمَ #بِالْعَقْلِ_وَالْشَّرْعِ أَنَّ هَذَا #لَيْسَ_بِنَقْصٍ بَلْ هَذَا #غَايَة_الْكَمَالِ_وَالإِحَاطَةِ كَمَا بَيَّنَهُ الْنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ)).(1) بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ؟!

التَّعْلِيق:
أَوَّلاً: لاَ شَكَّ بِأَنَّ اعْتِقَاد فَوْقِيَّة (#الْجِهَة!) فِي حَقِّهِ جَلَّ وَعَزَّ وَأنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَالَـمِ فَوْقِيَّةَ (#مَكَانٍ!) وَ(#مَسَافَةٍ!) كَمَا يَعْتَقِدُ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي وَسَلَفه (#الْـمُجَسِّمَة!)...يَسْتَوْجِبُ القَوْل بِإِحَاطَة الخَالِق لِلْعَالَـمِ الـمَخْلُوقِ إِحَاطَة كَامِلَة شَامِلَة مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ وَالْـجَوَانِبِ كَإِحَاطَة الأَسْوِرَةِ بِالْـمِعْصَمِ وَالْكُوبِ بِالْـمَاءِ وَالخَيْمَةِ بِـمَا فِي دَاخِلِهَا مِنْ ذَوَاتٍ؟!...

فَالله (#مُتَحَيِّزٌ!) بِهَذَا الاِعْتِبَارِ هُنَاكَ (#فَوْقَ_الْعَالَـمِ!) فِي (#حَيِّزٍ!) دَاخِل مُسَمَّى ذَاته العَلِيَّة...بِحَيْثُ يُقَابِلُ بِالْجِهَةِ (#حَيِّزَ!) العَالَـمِ؟! وَيَكُون (#جَانِبهُ_التَّحْتَّانِي!) -تَعَالَى الله عَنْ ذَلِكَ- (#يَـمَسُّ!) وَ(#يُلاَصِقُ!) الجَانِب الفَوْقَانِي بِالْكَامِلِ لِلْعَالَـمِ؟! أَيْ: الْصَّفْحَة الْعُلْيَا لِلْعَرْشِ بِالْكُلِّيَّةِ؟!...

فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ هَذَا الاِعْتِقَاد الْبَاطِل بِالإِضَافَةِ إِلَى كَوْنِهِ تَجْسِيمًا قَبِيحًا...فَلَوَازمهُ كَذَلِكَ شَنَاعَات وَفَظَاعَات وَكَوَارِث لاَ يَقُولهَا عَاقِلٌ؟!...وَمِنْهَا: كَوْنه تَعَالَى (#مَكَانًا!) لِلْعَالَـمِ؟!...فَمَحَلُّ الْعَالَـمِ لَيْسَ إِلاَّ (#تَجْوِيفًا!) بِدَاخِلِ ذَاتِ رَبِّ الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ؟!...مَعَ أَنَّ هَذَا الحَرَّانِي الـمُتَنَاقِض مَا بَرِحَ يُدَنْدِنُ بِأَنَّ رَبّهُ صَمَدٌ أَيْ: مُجْتَمِعٌ لاَ جَوْفَ بِدَاخِلِهِ تَعَالَى؟!...فَالْعَالَـمُ الْـمَخْـلُوقُ (#يَـمْلَأُ!) فَرَاغًا مَا بِـ: (#دَاخِلِ!) الْذَّاتِ الْعَلِيَّةِ؟!...وَهَذَا: كُفْرٌ بِلاَ مَثْنَوِيَّةٍ؟! وَالْعِيَاذُ بِاللهِ...

ثَانِيًا: تَأَمَّل قَوْل ابْن تَيْمِيَّة أَعْلاَهُ: ((عُلِـمَ بِالْعَقْلِ وَالْشَّرْعِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِنَقْصٍ بَلْ هَذَا غَايَة الْكَمَالِ وَالإِحَاطَةِ كَمَا بَيَّنَهُ الْنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ))...إذًا: فَالْشَّرْعُ وَالْعَقْلُ يَحْكُمَانِ وِفْقَ تَقْرِيرِ ابْن تَيْمِيَّة بِأَنَّ عَقِيدَة إِحَاطَة الخَالِق بِالْعَالَـمِ الـمَخْلُوق إِحَاطَة مَكَانِيَّة كَامِلَة، لَيْسَ نَقْصًا فِي حَقِّهِ تَعَالَى؟!...بَلْ هَذَا غَايَة فِي إِثْبَاتِ (#الْكَمَال!) لَهُ تَعَالَى؟!...

فَإِذَا كَانَت صِفَة الإِحَاطَة بِالْعَالَـمِ هَذِهِ وَبِهَذَا الْـمَعْنَى (#التَّجْسِيمِي!) كَمَالاً فِي حَقِّهِ تَعَالَى كَمَا يَدَّعِي ابْن تَيْمِيَّة...فَلاَ شَكَّ عِنْدَهُ أَنَّ سَلْب هَذِهِ الـمَعَانِي مِنْهُ تَعَالَى يَقْضِي بِإِثْبَاتِ (#النَّقْصِ!) فِي كَمَالاَتِهِ جَلَّ وَعَزَّ؟!...وَلَكِنَّ الله كَانَ قَبْلَ خَلْقِ العَالَـمِ مِنَ العَرْشِ إِلَى الفَرْشِ وَحْدَهُ تَعَالَى بِلاَ مَكَانٍ ولاَ مَحَلٍّ كَمَا جَاءَ فِي: "بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾[الروم:27]" مِنْ صَحِيح البُخَارِي (3191) فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ اللَّهُ وَلَـمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ"...فَقَبْلَ خَلْقِهِ تَعَالَى لِلْمَخْلُوقَاتِ كَانَ رَبُّنَا وَحْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ...فَلَمْ يَكُنْ جَلَّ وَعَزَّ مُحِيطًا بِالْعَالَـمِ بِأَيِّ وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الإِحَاطَةِ الْحِسِّيَّةِ الـمَكَانِيَّةِ...وَلاَ كَانَ تَعَالَى مُتَّصِلاً بِالْعَالَـمِ وَلاَ مُنْفَصِلاً عَنْهُ...وَلاَ قَرِيبًا بِالـمَسَافَةِ مِنْ شَيْءٍ وَلاَ بَعِيداً عَنْهُ كَذَلِكَ...وَلاَ مُـمَّاسًا لِشَيْءٍ وَلاَ مُحَايِثًا لَهُ...وَلاَ مُجَامِعًا لِشَيْءٍ وَلاَ مُفَارِقًا لَهُ...وَهَذَا يَعْنِي وِفْقَ لاَزِمِ اعْتِقَاد الحَرَّانِي الْبَاطِل أَنَّ الله كَانَ (#نَاقِصًا!) فِي كَمَالاَتِهِ؟! فَلَـمْ يَكُنْ تَعَالَى مُحِيطًا بِالْعَالَـمِ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ فِي الأَزَلِ؟!...بَلْ هَذَا وَصْفٌ (#حَادِثٌ!) طَرَأَ عَلَيْهِ جَلَّ وَعَزَّ بَعْدَ أَنْ خَلَقَ الْعَالَـمَ؟!...فَاللهُ إِذًا يَكْتَسِبُ كَمَالاَته مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ؟!...وَهَذَا كُلّهُ بَاطِلٌ فِي بَاطِلٍ...كَمَا أَنَّ اعْتِقَاد النَّقْص فِي ذَاتِ الْوَاجِبِ كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ...

ثَالِثًا: أَتْبَاع الحَرَّانِي تَلَقَّفُوا مِنْهُ هَذَا الاِعْتِقَاد الخَطِير وَ رَدَّدُوا صَدَاهُ وَلِلأَسَفِ كَالْبَبَّغَاءِ...وَمِنْهُم الْهَرَّاس الـمُجَسِّم الَّذِي أَثْبَتَ الإِحَاطَة (#الْـمَكَانِيَّة!) وَ(#الْزَّمَانِيَّة!) لِرَبِّهِ؟! كَمَا تَجِدْهُ فِي شَرْحِهِ عَلَى العَقِيدَة الوَاسِطِيَّة لاِبْنِ تَيْمِيَّة...وَقَدْ أَوْصَت بِهَذَا الشَّرْح اللَّجْنَة الْدَّائِمَة الوَهَّابِيَّة لِلإِفْتَاءِ؟!...كَمَا أَطْلَقَ الْعَنَان شَيْخ الْوَهَّابِيَّة ابْن الْعُثَيْمِين فِي شَرْحِ هَذِهِ الْعَقِيدَة الـمَرْذُولَةِ الـمَخْذُولَةِ بِلاَ مَزِيد عَلَيْهِ كَمَا تَجِدْهُ فِي الْوَثِيقَة الـمُرْفَقَة...

وَخِتَامًا: إِذَا قَبِلَ الْقَوْم أَنْ يَكُونَ (#بَعْضهُ!) تَعَالَى فَوْقَ قَوْمٍ بِـ: (#الْجِهَةِ!) وَ(#الْـمَكَانِ!)، وَ(#الْبَعْض!) الآخَر مِنْهُ تَعَالَى (#تَحْتَ!) قَوْمٍ آخَرِينَ؟!...فَأَيْنَ العُلُو (#الْـمَكَانِي!) بِـ: (#الْذَّاتِ!) إِذًا؟!...وَلِـمَ لاَ يُثْبِتُونَ أَيْضًا بِنَفْسِ الْـمَنْطِقِ: صِفَة (#الْتَّحْتِ!)؟!...وَلِيَقُل الحَرَّانِي فِي تَسْبِيحِهِ: سُبْحَانَ رَبِيَ (#الْأَسْفَل!)؟! كَمَا يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِيَ (#الْأَعْلَى!)؟!...تَعَالَى اللهُ عَن هَذِهِ الْعَقَائِد الخَبِيثَةِ عُلُوًّا كَبِيراً...

يُتْبَعُ بِإِذْنِ الله...
____________________
(1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (4/ 45)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 165 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 11  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط