موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى أبو الحجاج الأقصرى رضى الله تعالى عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 25, 2012 8:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6438
ويقول القطب الربانى سيدنا عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج 1 ص 134
============================================
كان جليل المقدار كبير الشان كان مجردا وكان شيخه الشيخ عبد الزاق الذى بالاسكندرية قبره من أجل اصحاب سيدى الشيخ أبى مدين المغربى وله كلام عال فى الطريق وزاويته وضريحه بالاقصرين من صعيد مصر الاعلى ومناقبه مشهورة رضى الله تعالى عنه ومنها أن شخصا من الامراء أنكر عليه فقال له تنكر على الفقراء وأنت رقاص عند فلان فما مات ذلك الرجل حتى صار رقاصا لسؤ أدبه واعتقاده وكان رضى الله عنه يقول من رأيتموه يطلب الطريق فدلوه علينا فان كان صادقا فعلينا وصوله وان كان غافلا طردناه وأبعدناه لئلا يتلف المريدين فانه لا يصل الى المحبوب من هو لغيره محجوب * قال * خادمه الشيخ أبو زكريا التميمى طلب شخص من مريدى أبى الحجاج الاقصرى قتل شيخه مرات فلم يقدر وكان يعتقد انه ينال مقامه بقتله حين رآه محجوبا بشيخه فأخبر الشيخ بذلك فقال يا ولدى هذا من السلطان اذا قتلت شيخك غضب الله عليك فكيف يعطيك مقامه ( قلت ) وقد بلغنا ذلك عن واحد من اصحاب سيدى أبو ب الشيخ السعود الجارحى رضى الله عنه وهرب الشيخ منه ( والله أعلم )
وحكى أبو البعاس الطائفى قال دخلت على الشيخ أبى الحجاج الاقصرى يوما فرأيت له عينين فوق الحاجبين وكان يقول كنت أجىء أنا وأخى ابا الحسن بن الصائغ باسكندرية الى شيخنا فأرى مقامى أعلى من مقامه فأقول اللهم أعلى مقامه فوق مقامى وكان الآخر أذا رأى مقامه أعلى من مقامى يفول فى دعائه كذلك هكذا درجة الأخوان لأحد منهم ولا حقد وقيل له مرة من شيخك فقال شيخى أوب جعران فظنوا أنه يمزح *( فقال ) لست أمزح ( فقيل ) له كيف فقال ك كنت ليلة من ليالى الشتاء سهران وإذا بأبى جعران يصعد منارة السراج فينزلق ويرجع لكونها ملساء فعددت عليه سبعمائة وهو لا يرجع فقلت فى نفسى سبعمائة وقعة ولا يرجع فخرجت إلى صلاة الصبح ثم رجعت فإذا هو جالس فوق المنارة بجنب الفتيلة فأخذت من ذلك ما أخذت وقال رضى الله عنه كنت فى بدايتى أذكر لا إله إلا الله لا أغفل فقالت لى نفسى مرة من ربك فقلت ربى الله فقالت لى ليس رب إلا أنا فإن حقيقة الربوبية امتثالك العبودية فأنا أقول لك أطعمنى تطعمنى * ثم نم * تنم * فقم أمشى * تمشى * أمسع * تسمع * أبطش * تبطش * فأنت تمتثل أوامرى كلها فاذا أنا ربك وأنت عبدى قال فبقيت متفكرا فى ذلك فظهرت لى عين من الشريعة فقالت لى جادلتها بكتاب الله تعالى فإذا قالت لك نم فقل لها كانوا قليللا من الليل ما يهجعون * وغذا قالت لك كل قال كلوا واشربوا ولا تسرفوا وإذا قالت أمشى قل ولا تمشى فى الأرض مرحا * وإذا قالت لك ابطش قل ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فقلت لتلك الحقيقة فإنى اذا فعلت ذلك فقلت أخلع عليك خلع المتقين وأتوجج بتاج العارفين وامنطقك بمنطقة الصديقين وأقلدك بقلائد المحققين وأنادى عليك فى سوق المحبين التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون رضى الله تعالى عن
نسبه الشريف :
========
هو السيد يوسف عبدالرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محيي الدين بن منصور بن عبدالرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن إبراهيم بن رضوان بن ناصر الدين بن إبراهيم بن أحمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبدالله بن الدني بن عبدالخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبدالخالق بن أحمد بن إسماعيل أبي الفراء الشهير بن عبدالله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الإمام الأعظم سيدي علي زين العابدين بن الإمام الأكبر سيدي أبي عبد الله الحسين بن الإمام المكرم والخليفة الأعظم سيدي علي بن أبي طالب وأمه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
يكنى بأبى الحجاج ثم يضاف إلى الكنية ( الأقصرى ) نسبة إلى مدينة الأقصر حيث مستقره الأخير . ولد أبو الحجاج فى أوائل القرن السادس الهجرى فى مدينة بغداد فى عهد الخليفة العباسى المكتفى بأمر الله وهو أبو محمد بن المعتضد بالله بن الموفق بن المتوكل –
وقد نشأ أبو الحجاج وتربى فى مسقط رأسه بغداد فى أسرة ميسورة الحال على قدر كبير من التقوى والورع – فكان والده يشغل منصبا رياسيا فى الدولة – وتوفي ولم يترك له شيئا ، فأحترف صناعة الغزل والحياكة وكان له حانوت مشهور فى بغداد . وله قصة ذكرها الإمام شهاب الدين السهروردى وهى " دخل على أبى الحجاج قائل قتل رجلا وهرب وقال له أجرنى فقال له أنزل الجوزة (( وهى كلمة فارسية والمقصود بها حجرة النول )) ثم دخل أناس على أبى الحجاج وقالوا له أين الرجل الذى دخل عليك فقال لهم فى الجوزة فقالوا أتهزأ بنا وانصرفوا فقال الرجل لأبى الحجاج أتيتك لتجيرنى فدللت على فقال أبو الحجاج : لو كنت كذبت لوجودك وقتلوك ولكن الله نجاك لصدقى على أن هذه الحرفة لم تكن تشغل كل وقت أبو الحجاج إذ نراه جاداً فى طلب العلم خاصة وأن مدينة بغداد كانت مليئة بعدد كثير من كبار التصوف وعلماء الدين فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ السهروردى والشيخ أحمد الرفاعى رضوان الله عليهم هذا بالإضافة إلى المدرسة النظامية وهى أول مدرسة مذهبية فى تاريخ الإسلام أنشأت فى بغداد وأنشأها الوزير نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقى فى القرن الخامس الهجرى –التحق بها أبو الحجاج حيث زامل الإمام شهاب الدين السهروردى فكان يتردد على حلقات الوعظ والتذكير التى كان يعقدها شيوخ التصوف وكان رحمه الله جادا شغوفا صبورا فى القراءة والبحث حيث جعل حشرة الجعران قدوته فى الصبر فيقول أبو الحجاج ( كنت أسهر أكتب وأحبر فإذا بأبي جعران يجهد أن يرقى منارة السراج (زجاج المصباح ) لكى يقترب من النور ، فلم يزل ينزلق لكونها ملساء ، فعددت عليه تلك الليلة سبعمائة وقعة وهو لا يرجع عن غايته ثم خرجت إلى صلاة الصبح ورجعت فوجدته جالساً فوق المنارة ظافراً منتصراً يرقب النور وعيناه تبرقان بالأمل فكان ذلك من جنود الله على ) . لقد تزود أبو الحجاج بقدر كافي من العلم والثقافة والدينية ولذا ترك صناعة الغزل والحياكة ليتفرغ للوعظ والتذكير وقد أقبل عليه العراقيون إقبالا شديدا فقد امتاز برقة الأسلوب والسهولة واليسر ثم خرج من بغداد إلى الحجاز قاصدا الحج ويعود ثانية ليودعها إلى غير رجعة فكانت الحياة فى بغداد حياة مؤلمة فى عهد الخليفة الناصر لدين الله إذ تعرضت البلاد للفتن والثورات نتيجة لسوء الإدارة والظلم وكذلك وفاة والدته وزوجته وهى فى ريعان شبابها كان سببا فى ترك العراق وكان لم يبلغ الأربعين من عمره وكان معه أبناؤه الأربعة وهناك توفى واحد منهم ودفن فى مقابر مكة – تعرف الحجاج على مشايخ مكة وسادتها وهو الشيخ عبد المنعم الأشقر ودامت العلاقة بينهم حتى إن الشيخ الأشقر زوج بناته الثلاثة إلى أولاد أبو الحجاج حتى أراد الأشقر أن يزوج الابنة الرابعة إلى أبى الحجاج نفسه ولكنه رفض قائلا أنا لا أتزوج بعد أم الأولاد ولست فى حاجة إلى النساء – رحل أبو الحجاج ومعه بعض أشراف مكة إلى مصر لما تمتاز به من الهدوء والسكينة مما شجع كثير من المتصوفين والعباد فى العالم الإسلامي وخاصة المغاربة . وفى أثناء توجه الحجاج إلى مصر زار قبر المصطفي  ومنها إلى مصر ونزل بشرق الدلتا ومكث بها أياما تعرف فيها على أولاد عمه وأعطوه أطيانا ولكنه قصد إلى الجنوب وجه قبلي حتى وصل إلى أسيوط ومنها إلى جرجا ثم رحل إلى قوص وهى مدينة كبيرة ثم إلى الأقصر فمكث بجانبها القبلى هو وأولاده الثلاثة وبعض أقاربه وكان ذلك فى أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي على مصر .

صورة


صورة


صورة


صورة



صورة



صورة



صورة



صورة



صورة





صورة

[img][img]


صورة[/img][/img]


صورة




صورة




صورة



صورة



صورة



صورة



صورة


صورة










ومدينة الأقصر مدينة مصرية قديمة أسمها المصرى المقدس (أوست) والمدني (طيبة) وأسمها البطلمي (ديوس بوليس مجنا) أى الكبيرة أو العليا وأسمها القبطي (بابه) أو (بابي) كما يقول لها (الأقصرين) وكذلك عرفت باسم (نزياكاسترا) أى الثلاثة قصور المحصنة وجاء فى الخطط التوفيقية أن من أسمائها طيبة وطيوة وأسمها على لسان العامة لقصر . وقد ذاع أمر أبى الحجاج بين الناس لما امتاز به من التقوى والزهد والورع والصلاح وانتقل خبره إلى السلطان العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان بن صلاح الدين الأيوبي وكان مباركا كثير الخير واسع الكرم محسنا للناس ومعتقدا فى أرباب الصلاح والتقوى فبعث رسولا يستدعى أبوالحجاج فلما حضر بين يدى السلطان أعجب بشخصية وغزارة علمه وتقواه وورعه فأسند إليه مسئولية الديوان ولكن أبا الحجاج لم يستمر طويلا فى هذه الوظيفة واتجه إلى الإسكندرية حيث قابل الشيخ الزاهد أبو محمد بن الرزق الجزولى السكندرى الذى يرجع الفضل إليه فى نشر الطريقة المدينية أول طريقة صوفية عرفتها الإسكندرية قبل الطريقة الرفاعية والشاذلية وقضى أبو الحجاج فى رحاب الشيخ الجزولى فترة حتى أصبح من أخلص وأحب تلاميذه ثم ذهب إلى قوص حتى إلتقى بسيدى عبد الرحيم القناوى ثم إلى الأقصر حيث مثواه الأخير ومن أعماله العلمية الباقية منظومته فى علم التوحيد التى طمنتها تسعه وتسعين بابا وتقع فى 1333 بيتا من الشعر وقد استهلها بالبيت التالى
الحمد لله العلى الصمد الأول والآخر بلا أمد
توفى أبو الحجاج 642 هـ فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد أن عمر أكثر من تسعين عاما دفن فى الأقصر بضريحه القائم فوق معبد الأقصر .
ومن أقواله : كنت فى بدايتي أذكر لا إله إلا الله لا أغفل فقالت لى نفسي مرة من ربك فقلت ربى الله فقالت لى ليس لك رب إلا أنا فإن حقيقة الربوبية امتثالك العبودية فأنا أقول
لك أطعمنى تطعمنى ، نم .. تنم ، قم .. تقم ، أمش .. تمشى ، أسمع .. تسمع ، أبطش .. تبطش ، فأنت تمتثل أوامرى كلها فإذن أنا ربك ، وأنت عبدى قال فبقيت متفكرا فى ذلك فظهرت لى عين من الشريعة فقالت لى جادلها بكتاب الله تعالى فإذا قالت لك نم فقل لها




صورة


صورة



صورة



( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) وإذا قالت لك كل قل ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وإذا قالت لك أمش قل ( ولا تمشى فى الأرض مرحا) وإذا قالت لك ابطش قل ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) فقلت لتلك الحقيقة فمالى إذا فعلت ذلك فقلت أخلع عليك خلع المتقين وأتوجك بتاج العارفين وأمنطقك بمنطقة الصديقين وأقلدك بقلائد المحققين وأنادى عليك فى سوق المحبين ( التائبون – العابدون – الحامدون – السائحون – الراكعون ) هذا هو العابد الزاهد الورع سيدى أبو الحجاج الأقصرى ورحمه الله رحمة واسعة .

نسب الشيخ العالم ابى الحجاج الاقصرى
________________________________________
سيدي ابي الحجاج الأقصري
هو هو السيد يوسف عبد الرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد بن محي الدين بن منصور بن عبد الرحمن الملقب بشيخه بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن راضون بن ناصر الدين بن أبراهيم بن احمد بن عيسي الشهير صاحب الكرامات والمكاشفات ابن نجم بن تقي الدين بن عبد الله بن الدين الدني بن عبد الخالق بن نجم الدين بن عبد الله أبي الطيب عبد الخالق بن أحمد بن اسماعيل ابي الفراء الشهير بن عبد الله بن سيدي جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن الامام الاعظم سيدي علي زين العابدين بن الامام الاكبر سيدي ابي عبد الله الحسين بن الامام المكرم والخليفة الاعظم سيدي علي بن ابي طالب وامه سيدتنا فاطمه الزاهراء بنت سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
مولده ونشأته ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري – علي الرجيح – في مدينة " بغداد " حاضرة الخلافاة العباسية في عهد الخلفية المقتفي بأمر الله العباسي وقد نشأ فيأسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيدعبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية . وكانت فترة نشاته فترة خصبة في الفكر الصوفي فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلماؤه في بغداد – فحفظ القران الكريم فيسن مبكره ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية ولكن لم يلبث هذا الوالد أن توفاه الله وأبو الحجاج صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل فيصناعة غزل الصوف وحياكته وكان له حانوت مشهور في بغداد وقد درت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا وأنجب أيضا صغيرا وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في " بغداد " وظل كذلك ينهل في مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ بنصيب وافر في مختلف العلوم ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد وتفقه في مذهب الامام
الشافعي علي يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي وتاثر بقراءته لهذه الكتب تاثيرا تاما وقد إنعكس صدي هذا التاسر علي ما تركه من أقوال في علوم الطريق و اراء في التربية والسلوك كما قرا الادب ايضا في نختلف فنونه وكان ذواقا للشعر ومن نظمه :
ولقد رأيت جماعة في عصرنا قد كنت أحسبهم علي سنن السلف
قبلوتهم وخبرنهم وعرفتهم فوجد خلفا ما بجملتهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم من رام وصلهم فقد رام التلف
ورايت أسباب السلامة كلها في رميهم خلفا لظهر ثم كف
وكان بقراءته الادب اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح بجانب عميق وكان بقراءته الادب اثر بعيد علي اقواله في الطريق ونصائحه للمريدين فجاءت هذه الاقوال والنصائح بجانب عميق ويعد أن تزود ابو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة أشتغال بالوعظ والتذكير في بغداد وكان علي وعظة اقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التاثير فيمن حوله – فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريدوه .
في مكة والمدينة . : ومرت الايام بأبي الحاج حتي بلغ سن الاربعين عام وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الاسلامي في بغداد والعراق ففكر في الرحيل الي أماكن اخري بياعرف علي مدارس الفكر الاسلامي فيها بجانب ان وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ الي 622 هـ والذي تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتنة الاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة لذلك فكر في الرحيل متجها الي مكةوأقام بها سنة تعرف خلالها علياشراف من نسل اجداده وأسهم بالراي والمناقشة في مجالس علمها تعرف علي القادمين من مصر ومنهم اناس من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجداد مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر اليها وخاصة اممصر كانت تمتاز فيذلك الوقت بالهدوء والسكينة والامنواللطمئنان دون سائر المدن الاسلامية ولكن الشيخ أبي الحجاج اثر البدء بزيارة المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام – فتزود هناك بالعلم وعاش بفكرة وايمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم وفي رحاب المصطفي صلي اله عليه وسلم أتخذ أبي الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من اجل الحق والفضلية متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
رحلته للأقصر : اتجه أبو الحجاج و أولاده والمرافقين الي مصر ودخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة ثم بنتقل مارا الي مختلف مدن مصر وفي أثناء ذلك يري في منامه رؤي وهواتف تامره بالرحيل الي مدينة تسمي " الاقصر " في صعيد مصر أتجه أبو الحجاجبناء علي هذه الرؤي المنامية والهواتف الي الاقصر فاستقبله فيها أهلها بالترحاب البالغ وهم يتوقون في
فهم بالغ الي داعية ومرشد يشد من ازرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم علي نصره دين الحق في هذهالمدينة فلما رأوا أبا الحجاج فيه قوة الشخصية ولمسو فيه علمه الغزير وتقوا وخشوعه لله تعالي وجدوا ضالتهم المنشودة فانست نفوسهم اليه وتفتحت قلوبهم له فالقوا حوله وبالغوا في اكرامه . وكان بالمدينة راهبة تدعي " طوزة " (طيريزة ) الطماخة القبطية وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع جانب من معبد الاقصر فادهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملا نفسها احتراما له وتقديرا والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في امور الدين والدنيا فأسلمت وتحولت الي داعية إسلاميه
أبو الحجاج الاقصري : وبدا نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الاقصر وأخذ الناس من مختلف المدن والقري يتشوقون اليه فاتجهوا الي هذه المدينة واقاموا فيها ليحظوا بقرب هذه الشيخ العالم الجليل – ويستفيدون من واسع علمه وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الاسلامي الحنيف وبدا اتباعه ومريدوه يتكاثرون يوما بعد يوم حتي عدوا بالالاف .ودوي صوت الحق يجلجل في ارجاء المدينة فتغير وجهها واشرقت بنور ربها اسلامية ثم نسبت الي ابي الحجاج ونسب اليها وكان أول من نسبت اليه ونسب اليها من علماء المسلمين .
مشارف الديوان للحسبة والخراج بمصر : كان لهذا الذي حدث فيالاقصر اثر بعيد علي شخصية ابي الحجاج حيث بدا شهرته تعم مختلف مدن مصر وبدا الناس من كل مكان يتوقون الي مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره الي مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الايوبي
ابن السلطان صلاح الدين الايوبي الذي كان من ابرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخيرواسع الكرام محسنا الي الناس معتقدا في ارباب الصلاح فارسل اليه رسولا يدعوه الي مقابلته ولما مثل بين يديه اعجب السلطان بواسع أفقه وغزير
معرفته في العلوم الاسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فاسند اليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها الا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفة ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها وانه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الاسلام الحنيف .
جولته الي الاسكندرية : بعد ان ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة طفق يتجول في مختلف مدن مصر شانه شان اغلب رجال التصوف والدعاة الي أن وصل الي الاسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفيه عديدة ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف فيها يفيد ويستفيد واستظاع التعرف علي جميع المدارس العلمية بها وقد صاحب خلال اقامته في الاسكندرية الصوفي الجليل ابا محمد عبد الرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشاة والمدفون برمل الاسكندرية فعرف الشيخ
الجزولي ابا الحجاج وعرف فيه اخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبا له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الاسلامي والنهوض بالتربية الروحية والاخلاقية .... وقد صاحب ايضا وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه ابا الحجاج وعادا معا الي ارض الصعيد مرة اخري


صورة



فوق الأرض تعيش الأمم و تتعاقب الأجيال يوماً بعد يوم لتشكل حضارات من فوق حضارات
و ربما مع بزوغ ضوء خافت للحاضر . كان اللقاء عجيباً بين حضارتين.. مئذنة و تمثال لرمسيس الثاني هكذا كان المشهد بين الإسـلامي و الفرعـــوني فـي مدينة الحضارات الأقصر في رحلة من القاهرة إلى الأقصر عبر القطــار ربما تزيـد عن العشر ساعات في بلد تلاقت فيه حضارات الماضي ..
الأمر بدأ بحريق في ضريح سيدي أبو الحجاج الأقصري جـاء بعده ترمـيم للمسـجد من قبل فريق
ترميم مصري أدى به إلى اكتشاف أعمدة و نقوش جدارية فرعونية داخـل المـسجد استـخدمت
في بنـاء الجـدران الداخـلية للمسجـد جاء ذلـك في تأكـيد للدكتور زاهي حواس رئيس المجلس
الأعلى للآثار على هذا الكشف. و أضاف أن الكشف يرجع إلى عهد رمسيس الثاني من الدولة الحديثة 1304- 1237 ق م.
ويقـول الدكـتور منصـور بريــك و المـشرف عـلى أثـار الأقـصر أن هـذه الرسـوم
تصور الملك رمسيس الثاني يقدم مسلتين للإله آمون إحداهما موجودة و الأخرى تزين ميدان
الكونكورد بباريس بالإضافة إلى صورة للملك رمسيس الثاني واقـفاً يرتدي زيه الرسمي و يضع
على رأسه التاج الأبيض و أضاف أن هذا الكشف ينفي صحة ما ردده بعض الباحثين من أن الملك
رمسيس الثاني كان قد اغتصب كل التماثيل الخاصة بالملك امنحتب الثالث و نسبها لنفسه .
وصاحب الضريح (أبو الحـجاج الأقـصري ) هـو عالـم صـوفي بـغدادي المولد كـان حياكاً أي
خياطاً ترك مهنته و اشتغل بعلوم الدين و قام بعقد مجالس العلم في بغداد ثم انتقل إلى الحجاز
ليباشر نشاطه في نشر الدين ثم انتقل إلى مصر و استقر به المقام في الأقصر و قام بنشر
الدعوة فيها إلى أن توفي فيها في عام 640 هجرية و دفن في هذا المكان .

كان تبريئاً من حضارة لحضارة أخرى من حضارة إسلامية إلى أخرى فرعونية ربما جاءت
"بمكاشفة" بلغة أهل الصوفية برأت ملكاً فرعونياً من فعل نسب له من أهل الحاضر
.
افتتاح مسجد أبو الحجاج الأقصرى ورحلة داخل مقبرة سيتى الأول
آخر تحديث: الخميس 20 اغسطس 2009 11:40 ص بتوقيت القاهرة
تعليقات: 0 شارك بتعليقك
هشام أصلان -


اطبع الصفحة
افتتح الاثنين الماضى د.زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، ود.سمير فرج، رئيس مجلس مدينة الأقصر، مسجد أبو الحجاج الأقصرى الأثرى بعد انتهاء ترميمه، الذى استغرق حوالى عامين، بتكلفة 10 ملايين جنيه.

كما تم افتتاح المنطقة الأثرية بالدير البحرى بعد تطويرها بتكلفة 9 ملايين جنيه، حيث تضم مركزا للزوار، وكافيتريا، وأماكن للبازارات السياحية، وقاما بجولة شملت زيارة إلى استراحة «هيوارد كارتر» بالبر الغربى، والتى من المقرر تحويلها إلى متحف سيتم افتتاحه فى نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى تفقد مشروع تطوير وتعديل مدخل معبدالأقصر، ومشروع إنارة البر الغربى، واصطحب الدكتور زاهى حواس عددا من الصحفيين لمشاهدة مقبرة سيتى الأول.

والسرداب الملحق بها والذى اكتشفته أول بعثة مصرية خالصة تنقب فى منطقة وادى الملوك بالبر الغربى، حيث كان البحث فى هذه المنطقة مقصورا على البعثات الأجنبية. وذكر حواس أن الحفائر داخل السرداب وصلت إلى عمق 136 مترا تحت سطح الأرض، ومازالت أعمال الحفائر مستمرة داخل الممر، لعله يتم الوصول إلى مزيد من الأسرار داخل مقبرة سيتى الأول والد الملك رمسيس الثانى، والذى تعد مقبرته الصخرية من أهم مقابر وادى الملوك بالبر الغربى.

المسجد الذى تم افتتاحه يرجع للعالم الصوفى «يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد» الذى يصل نسبه إلى الإمام الحسين رضى الله عنه. وولد يوسف بن عبدالرحيم فى أوائل القرن السادس الهجرى ببغداد فى عهد الخليفة العباسى المقتفى بأمر الله، وكان يلقب بأبى الحجاج الأقصرى، وله مؤلفات أشهرها « منظومة علم التوحيد « التى تتكون من 1333 بيتا من الشعر، وتوفى فى عهد الملك نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن فى ضريح داخل المسجد الذى بنى ‏فوق‏ ‏أطلال‏ ‏معبد‏ ‏الأقصر.

ويرجع تاريخ إنشائه إلى منتصف العصر الفاطمى، ويقال إن البقعة التى تضم المسجد والضريح كانت مكانا للعبادة فى كل العصور التى مرت عليها، حيث يوجد بها معبدآمون.

وبقايا إحدى الكنائس التى تم اكتشافها بالمصادفة والتى‏ لعبت دورا أيضا فى اكتشاف بعض ‏أعمدة‏ ‏وجدران‏ ونقوش‏ من ‏معبد‏ ‏الأقصر‏ داخل المسجد عندما ‏تعرض‏ ‏ضريحه‏ ‏للحريق‏ ‏فى‏ يونيو 2007، وعند بداية ترميمه تم الكشف عن جدران المعبد التى كانت مطلية بدهانات تغطى معالم الأثر، وعند إزالتها ‏ظهرت‏ أعمدة‏ ‏وأعتاب‏ ‏عليها‏ ‏كتابات‏ ‏مصرية‏ ‏قديمة‏.

ويشبه ‏المسجد‏ فى شكله المعمارى المساجد الفاطمية القديمة، وهو عبارة عن مساحة صغيرة مربعة، مغطاة بسقف خشبى، ويعلوه منارة بنيت من ثلاثة طوابق، ثم أضيفت إليه مئذنة فى فترة لاحقة، ولم يعتبرها الأثريون شاذة عن الشكل الجمالى للمبنى، حيث روعى فيها الطابع المعمارى للمكان، ومن أهم محتويات المسجد، القبة التى تغطى الضريح، وهى مكونة من قاعدة غير منتظمة الأبعاد، وتدرج حتى تصل إلى الشكل الدائرى للقبة.
خبر الراهبة التى أشهرت إسلامها (تريزا ) على يد أبي الحجاج الأقصري
وشائج قربى بين الاحتفال بعيد الإله آمون ومولد سيدي أبو الحجاج الأقصري ومازالت السفينة رمزا مقدسا بالأقصر. ويهل علينا هلال شهر شعبان المكرم، وتتطلع القلوب إلى مدينة الألف باب، طيبة الأقصر حيث مولد شيخهــــــا شيخ الزمان وواحد الأوان، صاحب المعارف الربانية والكرامات المشهورة والمكاشفات المعروفة وحارسها في قلعته الحصينة التي أقيمت فوق كنيسة قديمة، أقيمت هي أيضا فوق جزء من معبـــــــــد الأقصر لتتزاوج مصر الفرعونية بمصر المسيحية بمصر الإسلامية في وحدة معمارية وتاريخية وحضارية رائعة الهلال مع الصليب مع مفتاح الحياة.
ولد رضي الله تعالي عنه في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري على الراجح في مدينة "بغداد" حاضرة الخلافة العباسية في عهد الخليفة المقتفي بأمر الله العباسي، ونشأ في أسرة على قدر كبير من الورع والتقوى تحت رعاية والده السيد عبدالرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية.
وكانت فترة نشأته فترة خصبة في الفكر الصوفي، فأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه في بغداد، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم نال قسطا وافر من الثقافة الدينية، ولكن لم يلبث أن توفى والده، وهو طفل صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه قاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته، وكان له حانوت مشهور في بغداد.
ودرت عليه هذه الصناعة رزقا وفيرا وتزوج صغيرا، وأنجب أيضا صغيرا، وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد على حلقات الوعظ والدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في "بغداد". وظل كذلك ينهل من مناهل الثقافة الإسلامية حتي أخذ بنصيب وافر من مختلف العلوم، ثم دخل المدرسة النظامية في بغداد، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي على يد الشيخ الصالح صدر العارفين وعين المحققين أبو النجيب السهروردي، وتأثر بقراءته لهذه الكتب تأثرا تاما وقد انعكس صدى هذا التأثر على ما تركه من أقوال في علوم الطريق وآراء في التربية والسلوك، كما قرأ الأدب أيضا في مختلف فنونه، وكان ذواقا للشعر ومن نظمه:
ولقد رأيت جماعة في عصرنا ** قد كنت أحسبهم على سنن السلف
فبلوتهم وخبرتـهم وعرفتـهم ** فوجدت خلفا ما بجملتــهم خلف
فنفضت كفي من تعاهد وصلهم ** من رام وصلهــم فقد رام التلف
ورأيت أسباب السلامة كـلها في ** رميهم خلفا لظهــــــر ثم كف
وكان لثقافته الأدبية أثر بعيد على أقواله في الطريق ونصائحه للمريدين، فجاءت هذه الأقوال والنصائح عميقة المعنى، وكان للأدب في حياته أثر بعيد على أقواله في الطريق.
وبعد أن تزود أبو الحجاج بهذه الثقافة الواسعة، اشتغل بالوعظ والتذكير في بغداد، وكان على وعظه إقبال شديد لما كان يمتاز به من قوة الاستمالة وملكة التأثير فيمن حوله، فعلا بذلك نجمه وكثر اتباعه ومريدوه في مكة والمدينة.
ومرت الأيام بأبي الحجاج حتي بلغ سن الأربعين من عمره، وكان قد جمع لنفسه من تجارته ما يكفيه مدة طويله من الزمن، وفي الوقت نفسه كان قد تعرف علي كل مدارس الفقه والتصوف الإسلامي في بغداد والعراق، ففكر في الرحيل إلى أماكن أخرى ليتعرف على مدارس الفكر الإسلامي فيها بجانب أن وجه الحياه قد تغير في بغداد والعراق في الفترة من 575هـ إلى 622 هـ حيث تعرضت البلاد خلال حكمه لعديد من الفتن والاضطرابات والقلاقل بين الشيعة والسنة،
لذلك فكر في الرحيل متجها إلى مكة، وأقام بها سنة تعرف خلالها على أشراف من نسل أجداده وأسهم بالرأي والمناقشة في مجالس علمها، تعرف على القادمين من مصر ومنهم بعض من عرب جهينة وعسير وهؤلاء هم الذين عرفوه بأن له أجدادا مدفونين بأرض مصر ورغبوه في السفر إليها وخاصة أن مصر كانت تمتاز في ذلك الوقت بالهدوء والسكينة والأمان والاطمئنان دون سائر المدن الإسلامية. ولكن الشيخ أبا الحجاج آثر البدء بزيارة المدينة المنورة ـ على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام ـ فتزود هناك بالعلم وعاش بفكره وإيمانه مع السلف الصالح منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة التابعين رضي الله عنهم.
وفي رحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم اتخذ أبو الحجاج قراره بأن يقوم بدوره في الدعوه من أجل رسالة التوحيد والجهاد من أجل الحق والفضيلة متخذا أرض مصر مكانا لدعوته .
اتجه أبو الحجاج وأولاده (نجم الدين وعبدالمعطي، وابن ثالث، إلى جانب المرافقين الذين صحبوه إلى مصر، ومن أشهرهم عبدالمنعم الأشقر بن فهد، ودخلها عن طريق شرق الدلتا حيث نزل بالمنصورة، واستقر بها الابن الثالث، ثم تنقل في مختلف مدن مصر ومعه ابناه (نجم الدين وعبد المعطى) ومن نسلهم استمر نسل سيدى أبوالحجاج في الأقصر. وهؤلاء هم الذين شكلوا الأسرة الحجاجية أشهر وأكبر عائلات الأقصر.
كانت رحلته إلى الأقصر بناء على رؤية منامية تأمره بالرحيل إلى مدينة تسمي "الأقصر" في صعيد مصر.
أتجه أبو الحجاج بناء على هذه الرؤية إلى الأقصر، فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ، وهم يتوقون إلى داعية ومرشد يشد من أزرهم ويقوي عزائمهم ويعينهم على نصره دين الحق في هذه المدينة، فلما رأوا فى أبي الحجاج قوة في الشخصية وعلما غزيرا وتقوى وخشوعا لله تعالي، وجدوا فيه ضالتهم المنشودة فآنست نفوسهم إليه، وتفتحت قلوبهم له فالتفوا حوله وبالغوا في إكرامه.
وكان بالمدينة راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية، وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الأقصر، فأدهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملأ نفسها احتراما له وتقديرا، والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في أمور الدين والدنيا، فأسلمت وتحولت إلى داعية إسلاميه.
وبدأ نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الأقصر، وأخذ الناس من مختلف المدن والقرى يتشوقون إليه، فاتجهوا إلى هذه المدينة، وأقاموا فيها، ليحظوا بقرب هذا الشيخ العالم الجليل، ويستفيدوا من واسع علمه، وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الإسلامي الحنيف، وتكاثر أتباعه ومريدوه يوما بعد يوم حتي عدوا بالآلاف.
ودوى صوت الحق يجلجل في أرجاء المدينة، فتغير وجهها وأشرقت بنور ربها إسلامية، ثم نسبت إلي أبي الحجاج، ونسب إليها، وكان أول من نسبت إليه ونسب إليها من علماء المسلمين.
كان لهذا الذي حدث في الأقصر أثر بعيد على شخصية أبي الحجاج، حيث بدأت شهرته تعم مختلف مدن مصر، وبدأ الناس من كل مكان يتوقون إلى مشاهدته والدخول في رحابه ويتناهي خبره إلى مسامع سلطان مصر العزيز عماد الدين الأيوبي ابن السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي كان من أبرز صفاته أنه كان مباركا كثير الخير واسع الكرام محسنا إلى الناس معتقدا في أرباب الصلاح، فأرسل إليه رسولا يدعوه إلى مقابلته، ولما مثل بين يديه أعجب السلطان بواسع أفقه وغزير معرفته في العلوم الإسلامية وقوة شخصيته وسرعة خاطره فأسند إليه منصب مشارف الديوان للحسبة والخراج وهي وظيفة رئاسية لا ينالها إلا الثقاة الذين يلمس فيهم السلطان النزاهة والفقة، ولكن الشيخ لم يستمر طويلا في هذه الوظيفة فقد رد نفسه عنها زاهد فيها لأنه وهب نفسه للخالق سبحانه وتعالي متصوفا وداعيا لرسالة الإسلام الحنيف.
وبعد أن ترك أبو الحجاج هذه الوظيفة، طفق يتجول في مختلف مدن مصر شأنه شأن أغلب رجال التصوف والدعاة إلى أن وصل إلى الإسكندرية التي كانت مركزا لدعوات صوفية عديدة، ويمكث بها فترة يلتقي فيها بأعيان هذه المدينة وشيوخ التصوف يفيد ويستفيد واستظاع التعرف على جميع المدارس العلمية بها,
وصاحب خلال إقامته في الإسكندرية الصوفي الجليل أبا محمد عبدالرزاق الجزولي السكندري المغربي المولد والنشأة، والمدفون في مسجده بشارع (النبي دانيال) فعرف الشيخ عبدالرزاق الجزولي أبا الحجاج وعرف فيه إخلاصه لله وخشوعه وتقواه فتنبأ له بمستقبل عظيم ينتظره في صعيد مصر في مجال خدمة الدين الإسلامي والنهوض بالتربية الروحية والإخلاقية.
وصاحب أيضا، وارتبط بأبي الحسن الصباغ القوصي الذي لم يفارق صديقه أبا الحجاج، وعادا معا إلى أرض الصعيد مرة أخرى. وفي الأقصر تقدمت كراماته واستنقذ من أسر الجهل من كان موثوقا في حباله، وأنجد من ضل عن طريق الهدى، فهداه بعد ضلاله، ووجد عاثر المعاصي قد أحاط به جيش الذنوب، فأخذ بيده وأقاله، ووضع فى يد التقوى عقاله كما يقول الأدفوي في طالعه السعيد.
تقدم في الفضل على أقرانه وأترابه، وظهرت بركاته على الجمع الغفير من أصحابه، فانتشروا في الأقطار والآفاق، وأقام لهم سوق الثناء، وتفجرت من قلبه ينابيع الحكمة والإشراق، وخرج من بين يديه تلاميذ فضلاء منهم الشيخ علي بأدفو، والشيخ علي بن بدران والشيخ سماس السفطي والشيخ إبراهيم الفاوى والبرهان الكبير والبدر الدمشقي والشيخ مفرج الدماميني، وغيرهم. وممن صحبه في رواية للشيخ عبدالغفار بن نوح الأقصرى صاحب الوحيد في سلوك أهل التوحيد أن أبا الحجاج صحب الشيخ عبدالرازق تلميذ الشيخ أبي مدين والشيخ الصفى بن أبى المنصور والشيخ العجمي.
وكراماته يضعف عن وصفها اللسان ويعجز عن رصفها البنان
=================================
لكن جهال أتباعه أطنبوا في أمره، ورفعوه فوق قدره وطنوا أن ذلك من بره فجعلوا له معراجا، ودعوا الناس إلى سماعه، فجاؤا أفواجا وادعوا أنه في ليلة النصف من شعبان عرج به إلى السماء، وتلقى من ربه الأسماء، واتخذو من المناسبة عيدا، قال بن نوح إنه كان مشهورا بالعلم والرواية، وله كلام يشهد له بالمعرفة والدراية.
توفى في شهر رجب سنة 642 هـ/ ومن أبنائه أحمد بن يوسف الذي ينعت بالنجم ومشهور بالكرامات، وهو الذي بنى الضريح الذي على أبيه.
ومن أحفاده السيد يوسف الحجاجى إمام الطريقة الخلوتية في صعيد مصر في أواخر النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وتوفى سنة 1914، والعالم الفقيه عبدالوارث بن أحمد بن جبريل فقيه الأقصر ومفتيها، والشيخ إبراهيم القاضي الحجاجي قاضي الأقصر والراحل محمد عبده الحجاجي الكاتب والمؤرخ، ود. أحمد شمس الدين الحجاجي أستاذ الأدب الشعبي.
أسطورة الشيخ والراهبة :
=============
ومن الأساطير المرتبطة بسيدى أبوالحجاج الأقصري، غير أسطورة المعراج، أسطورة الراهبة، وتحكي الأسطورة أن سيدي أبوالحجاج عندما قدم إلى الأقصر طلب من أميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر، مقدار جلد بعير من الأرض يتعبد فيه، فأجابته في وثيقة مكتوبة. وفي الليل وجد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه بأحد أعمدة معبد الأقصر وأحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة. ثم تقول الأسطورة إن الراهبة من إعجابها بذكاء الشيخ أسلمت وتزوجته.
هذه الأسطورة تكررت في تأسيس مدينة قرطاج التونسية، والفسطاط في عصر عمر بن العاص. اختلف المكان واتحدت الرواية.
وبالطبع فإن التاريخ الحقيقي رواية أخرى بعيدة عن الأساطير، وتظل الأسطورة في وجدان الشعب جزءا من تراثه الخالد.
مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري
==================
المشهد في ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي الورع سيدي أبوالحجاج الأقصري الذي يقع مقامه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر، حيث يتزاوج الفرعوني بالمسيحي والمسيحى بالإسلامي.
في مناسبة مولده في شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى أنك لا تجد موضعا لقدم، فقد اعتاد أهالي الأقصر، وعلى مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم في هذه المناسبة التي تعد من أكبر أعياد الأقصر الدينية، ويقدمون لهم الكباب الأقصري الشهير، وفي الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية.
يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشيخ، قارب أبوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاثة تتعاقب فيها الألوان: الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر، على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات، وقد غطى كل هذا بقماش ملون، نفس القماش الذي يكسو ضريح الشيخ، أما الأقمشة التي تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدي أبوالحجاج فإنها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد أخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التي لبست زخرفها أيضا إلى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية، كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن في كرنفال شعبى مميز.
وإذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس في عيد الاوبت (عيد الإله آمون) حيث كان يخرج تمثال الإله آمون في احتفال مهيب مرة في العام في سفينته المقدسة، وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التي يتولاها بحمايته ورعايته. نفس الاحتفال ونفس المراسم، بل ونفس الطريق، ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدي أبوالحجاج الأقصري.
بالأمس عيد آمون، واليوم عيد سيدي أبوالحجاج، والناس نفس الناس، أهل الأقصر، وما حولها، ثم أحفادهم، ومازالت السفينة رمزهم المقدس، الحجر والناس في الأقصر تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الإنساني وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصور الفن المصري التي تتحدى الزمن
.


صورة


صورة

[b]أبى الحجاج الأقصرى


هو السيد يوسف بن عبد الرحيم بن عيس الزاهد العابد ينتهى نسبه إلى الأمام الحسين سبط النبى  وهو يكنى بأبى الحجاج ثم يضاف إلى الكنية ( الأقصرى ) نسبة إلى مدينة الأقصر حيث مستقره الأخير .
ولد أبو الحجاج فى أوائل القرن السادس الهجرى فى مدينة بغداد فى عهد الخليفة العباسى المكتفى بأمر الله وهو أبو محمد بن المعتضد بالله بن الموفق بن المتوكل –
وقد نشأ أبو الحجاج وتربى فى مسقط رأسه بغداد فى أسرة ميسورة الحال على قدر كبير من التقوى والورع – فكان والده يشغل منصبا رياسيا فى الدولة – وتوفي ولم يترك له شيئا ، فأحترف صناعة الغزل والحياكة وكان له حانوت مشهور فى بغداد . وله قصة ذكرها الإمام شهاب الدين السهروردى وهى " دخل على أبى الحجاج قائل قتل رجلا وهرب وقال له أجرنى فقال له أنزل الجوزة (( وهى كلمة فارسية والمقصود بها حجرة النول )) ثم دخل أناس على أبى الحجاج وقالوا له أين الرجل الذى دخل عليك فقال لهم فى الجوزة فقالوا أتهزأ بنا وانصرفوا فقال الرجل لأبى الحجاج أتيتك لتجيرنى فدللت على فقال أبو الحجاج : لو كنت كذبت لوجودك وقتلوك ولكن الله نجاك لصدقى على أن هذه الحرفة لم تكن تشغل كل وقت أبو الحجاج إذ نراه جاداً فى طلب العلم خاصة وأن مدينة بغداد كانت مليئة بعدد كثير من كبار التصوف وعلماء الدين فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ السهروردى والشيخ أحمد الرفاعي رضوان الله عليهم هذا بالإضافة إلى المدرسة النظامية وهى أول مدرسة مذهبية فى تاريخ الإسلام أنشأت فى بغداد وأنشأها الوزير نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقى فى القرن الخامس الهجرى –التحق بها أبو الحجاج حيث زامل الإمام شهاب الدين السهروردى فكان يتردد على حلقات الوعظ والتذكير التى كان يعقدها شيوخ التصوف وكان رحمه الله جادا شغوفا صبورا فى القراءة والبحث حيث جعل حشرة الجعران قدوته فى الصبر فيقول أبو الحجاج ( كنت أسهر أكتب وأحبر فإذا بأبي جعران يجهد أن يرقى منارة السراج (زجاج المصباح ) لكى يقترب من النور ، فلم يزل ينزلق لكونها ملساء ، فعددت عليه تلك الليلة سبعمائة وقعة وهو لا يرجع عن غايته ثم خرجت إلى صلاة الصبح ورجعت فوجدته جالساً فوق المنارة ظافراً منتصراً يرقب النور وعيناه تبرقان بالأمل فكان ذلك من جنود الله على ) .
لقد تزود أبو الحجاج بقدر كافي من العلم والثقافة والدينية ولذا ترك صناعة الغزل والحياكة ليتفرغ للوعظ والتذكير وقد أقبل عليه العراقيون إقبالا شديدا فقد امتاز برقة الأسلوب والسهولة واليسر ثم خرج من بغداد إلى الحجاز قاصدا الحج ويعود ثانية ليودعها إلى غير رجعة فكانت الحياة فى بغداد حياة مؤلمة فى عهد الخليفة الناصر لدين الله إذ تعرضت البلاد للفتن والثورات نتيجة لسوء الإدارة والظلم وكذلك وفاة والدته وزوجته وهى فى ريعان شبابها كان سببا فى ترك العراق وكان لم يبلغ الأربعين من عمره وكان معه أبناؤه الأربعة وهناك توفى واحد منهم ودفن فى مقابر مكة – تعرف الحجاج على مشايخ مكة وسادتها وهو الشيخ عبد المنعم الأشقر ودامت العلاقة بينهم حتى إن الشيخ الأشقر زوج بناته الثلاثة إلى أولاد أبو الحجاج حتى أراد الأشقر أن يزوج الابنة الرابعة إلى أبى الحجاج نفسه ولكنه رفض قائلا أنا لا أتزوج بعد أم الأولاد ولست فى حاجة إلى النساء – رحل أبو الحجاج ومعه بعض أشراف مكة إلى مصر لما تمتاز به من الهدوء والسكينة مما شجع كثير من المتصوفين والعباد فى العالم الإسلامي وخاصة المغاربة . وفى أثناء توجه الحجاج إلى مصر زار قبر المصطفي  ومنها إلى مصر ونزل بشرق الدلتا ومكث بها أياما تعرف فيها على أولاد عمه وأعطوه أطيانا ولكنه قصد إلى الجنوب وجه قبلي حتى وصل إلى أسيوط ومنها إلى جرجا ثم رحل إلى قوص وهى مدينة كبيرة ثم إلى الأقصر فمكث بجانبها القبلى هو وأولاده الثلاثة وبعض أقاربه وكان ذلك فى أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي على مصر .
ومدينة الأقصر مدينة مصرية قديمة أسمها المصرى المقدس (أوست) والمدني (طيبة) وأسمها البطلمي (ديوس بوليس مجنا) أى الكبيرة أو العليا وأسمها القبطي (بابه) أو (بابي) كما يقول لها (الأقصرين) وكذلك عرفت باسم (نزياكاسترا) أى الثلاثة قصور المحصنة وجاء فى الخطط التوفيقية أن من أسمائها طيبة وطيوة وأسمها على لسان العامة لقصر .
وقد ذاع أمر أبى الحجاج بين الناس لما امتاز به من التقوى والزهد والورع والصلاح وانتقل خبره إلى السلطان العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان بن صلاح الدين الأيوبي وكان مباركا كثير الخير واسع الكرم محسنا للناس ومعتقدا فى أرباب الصلاح والتقوى فبعث رسولا يستدعى أبوالحجاج فلما حضر بين يدى السلطان أعجب بشخصية وغزارة علمه وتقواه وورعه فأسند إليه مسئولية الديوان ولكن أبا الحجاج لم يستمر طويلا فى هذه الوظيفة واتجه إلى الإسكندرية حيث قابل الشيخ الزاهد أبو محمد بن الرزق الجزولى السكندرى الذى يرجع الفضل إليه فى نشر الطريقة المدينية أول طريقة صوفية عرفتها الإسكندرية قبل الطريقة الرفاعية والشاذلية وقضى أبو الحجاج فى رحاب الشيخ الجزولى فترة حتى أصبح من أخلص وأحب تلاميذه ثم ذهب إلى قوص حتى إلتقى بسيدى عبد الرحيم القناوى ثم إلى الأقصر حيث مثواه الأخير ومن أعماله العلمية الباقية منظومته فى علم التوحيد التى طمنتها تسعه وتسعين بابا وتقع فى 1333 بيتا من الشعر وقد استهلها بالبيت التالى

الحمد لله العلى الصمد الأول والآخر بلا أمد


توفى أبو الحجاج 642 هـ فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد أن عمر أكثر من تسعين عاما دفن فى الأقصر بضريحه القائم فوق معبد الأقصر .
ومن أقواله  : كنت فى بدايتي أذكر لا إله إلا الله لا أغفل فقالت لى نفسي مرة من ربك فقلت ربى الله فقالت لى ليس لك رب إلا أنا فإن حقيقة الربوبية امتثالك العبودية فأنا أقول لك أطعمنى تطعمنى ، نم .. تنم ، قم .. تقم ، أمش .. تمشى ، أسمع .. تسمع ، أبطش .. تبطش ، فأنت تمتثل أوامرى كلها فإذن أنا ربك ، وأنت عبدى قال فبقيت متفكرا فى ذلك فظهرت لى عين من الشريعة فقالت لى جادلها بكتاب الله تعالى فإذا قالت لك نم فقل لها ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) وإذا قالت لك كل قل ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وإذا قالت لك أمش قل ( ولا تمشى فى الأرض مرحا) وإذا قالت لك ابطش قل ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) فقلت لتلك الحقيقة فمالى إذا فعلت ذلك فقلت أخلع عليك خلع المتقين وأتوجك بتاج العارفين وأمنطقك بمنطقة الصديقين وأقلدك بقلائد المحققين وأنادى عليك فى سوق المحبين ( التائبون – العابدون – الحامدون – السائحون – الراكعون )
هذا هو العابد الزاهد الورع سيدى أبو الحجاج الأقصرى  ورحمه الله رحمة واسعة .

بقلم : على محمود محمد

[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط