[img][img]
السيد الحسيب انسيب أبو العباس سيدى أحمد البدوى الشريف رضى الله عنه ومدينة طنطا
1- كلمة الكاتب
2- ما ذكره الشعرانى فى الطبقات الكبرى
3- ما ذكره على باشا مبارك فى خططه
4- من كتاب آل بيت النبى
5- من كتاب رحلة أولياء الله لمصر المحروسة
6- هذا بيان للناس للنسابة حسن قاسم
7- قصة القدم الشريق مع الدكتور القرضاوى
8- مذا ذكره على باشا مبارك
9- حديث أحمد باشا تيمور
10- ما ذكره العلامة النابلسى
11- سبيل على بك الكبير
12- سيدى مجاهد
13- سيدى عبد المتعال
14- سيدى عز الرجال
15- سيدى مرزوق
16- سيدى محمد البهى
17- سيدى عبد الهادى القصبى
[/img][/img]




صورة لمقام سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه
1 - إنه فى يوم الثلاثاء الموافق 22 رجب سنة 1425 السابع من سبتمبر سنة 2004م توجهت
إلى مدينة طنطا لزيارة بيت من بيوت الله وعارف من العارفين بالله وهو سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالى عنه فدخلت المسجد وصليت ركعتين تحية المسجد وسلمت على صاحب المقام وصليت على رسولنا الكريم أفضل الصلاة والسلام عليه – وعند دخولى المقاو وجد له سثلاثة أبواب باب من داخل المسجد والآخر على اليمين والآخر على اليسار ومقابل حجرة المقام حجرة بها مقام لسيدى العارف بالله محمد مجاهد المتوفى سنة 1298هـ وهو خليفة مقام سيدى أحمد البدوى رضى الله عنهم وأول شيخ للمسجد * أما مقام سيدى أحمد البدوى عبارة عن مقصورة من النحاس مستطيلة والمقام موضع عليه مصحف مفتوح على الجزء السادس عشر من سورة طه ومكتوب عليه ( مقام السيد أحمد البدوى بن على بن إبراهيم بن محمد ابن أبى بكر وينتهى نسبه إلى سيدنا على زين العابدين ولد بمدينة فاس سنة 596هـ وأنتقل إلى جوار ربه 12 ربيع الأول سنة 675هـ والمقصورة لها باب من النحاس يعلوها لافتة من النحاس كتب عليها آية قرآنية ( وكان فضل الله عليك عظيما ) والمقصورة من الخارج مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم – هذا نسب سيدى أحمد البدوى أبو فراج نفعنا الله به فى الدنيا والآخرة وهو أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن عمران بن عثمان بن على ابن حسين ابن محمد بن موسى بن يحي ابن عيس ابن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الحسين بن على سابن أبى طالب ابن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غلب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو النسب الصحيح
هل عليــــه من شمس الضحـــــى
نورا ومن فلــــــــق الصباح عمودا
وفى الركن الخلفى للمقام يوجد تابلوه رائع الجمال وبداخله قطعة من الحجر الأسود المستطيلة موضح عليه آثار قدم لليمنى ولليسرى يدعى العام إنه قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوف نتعرض لتحليل ذلك ، كما يوجد محراب بداخل المقام ويوجد خارج المقام صحن كبير مستطيل للصلاة وأمام القبلة يوجد حجرة كبيرة بها ثلاث مقامات مقام كبير وسط الحجرة للعارف بالله سيدى عبد العال الأنصارى الخليفة الأعظم لسيدى أحمد البدوى – ومقام لسيدى احمد محمد حجاب والآخر سيدى نور الدين *


صورة لى وأنا حامل أحدى شعيرات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم





صورة للقدم الشريف الموجودة خلف المقام
2 - يقول الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج1 ص 155
==========================
وشهرته فى جميع اقطار الارض تغنى عن تعريفه ولكن نذكر جملة من حواله تبركا به فنقول وبالله التوفيق مولده رضى الله عنه بمدينة فاس بالمغرب لان اجداده انتقلوا ايام الحج اليها حين اكثر القتل فى الشرفاء فلما بلغ سبع سنين سمع أبوه قائلا يقول له فى منامه يا على انتقل من هذه البلاد الى مكة المشرفة فإن لنا فى ذلك شأنا وكان ذلك سنة ثلاث وستمائة قال الشريف حسن اخو سيدى أحمد رضى الله عنه فمازلنا ننزل على عرب ونرحل عن عرب فيتلقونا بالترحيب والاكرام حتى وصلنا الى مكة المشرفة فى اربع سنين فتلقانا شرفاء مكة كلهم واكرمونا وكثنا عندهم فى أرغد عيش حتى توفى والدنا سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن بباب المعلاة وقبره هناك يزار فى زاوية قال الشريف حسن فأقمت أنا واخوانى وكان احمد أصغرنا سنا واشجعنا قلبا وكان من كثرة ما يتلثم لقبناه بالبدوى فأقراته القرآن الكريم فى المكتب مع ولدى الحسين ولم يكن ف ى فرسان مكة اشجع منه ومانوا يسمونه فى مكة العطاب فلما حدث علهي حادث الوله تغيرت احواله واعتزل عن الناس ولازم الصمت فكان لا يكلم الناس إلا بالاشارة وكان يعض العارفين رضى الله عنه يقول انه رضى الله تعالى عنه حصلت له جمعية على الحق تعالى فاستغرقته الى ألأبد ولم يزل حاله يتزايد الى عصرنا هذا ثم انه فى شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة رأى فى منامه ثلاث مرات قائلا يقول له قم واطلب مطلع الشمس فاذا وصلا الى مكلع الشمس فاكلب مغرب الشمس وسر الى طندنا فان بها مقامك ايها الفتى فقام الفتى من منامه وشاور أهله وسافر الى العراق فتلقاه أشياخها منهم سيدى عبد القادر الجيلانى وسيدى أحمد الرفاعى رضوان الله عليهم فقالا يا احمد مفاتيح العراق والهند واليمن والروم والمشرق والمغرب بأيدينا واختر اى مفتاح شئت منها فقال لهما سيدى احمد رضى الله عنه لا حاجة لى بمفاتيحكم ما آخذ المفتاح إلا من الفتاح قال سيدى حسن فلما فرغ سيدى احمد من زيارة أضرحة اولياء العراق كالشيخ عدى بن مسافر والحلاج خرجنا قاصدين الى ناحية طندتا فأحدق بنا الرجال من سائر الاقطار يعاندونا ويعارضونا ويثاقلونا فأو سيدى احمد رضى الله عنه اليهم بيده فوقعوا اجمعين فقالوا له يا أحمد انت أبو الفتيان فانكبوا مهزومين اجمعين ومضينا الى ام عبيد فرجع سيدى حسن الى مكة وذهب سيدى احمد الى فاطمة بنت برى وكانت أمرأة لها حال عظيم وجمال بديع وكانت تسلب الرجال أحوالهم فسلبها سيدى أحمد رضى الله عنه حالها وتابت على يديه أنها لا تتعرض لأحد بعد ذلك اليوم وتفرقت القبائل الذين كانوا اجتمعوا على بنت برى الى اماكنهم وكان يوما مشهودا بين الأولياء ثم ان سيدى أحمد رضى الله عنه رأى الهاتف فى منامه يقول له يا أحمد سر الى طندتا فانك تقيم بها وتربى بها رجالا وأبطالا عبد العال وعبد الوهاب وعبد المجيد وعبد المحسن وعبد الرحمن رضى الله عنهم اجمعين وكان ذلك فى شهر رمضان سنة اربع وثلاثين وستمائة فدخل رضى الله عنه مصر ثم قصد طندتا فدخل على الحال مسرعا دار شخص من مشايخ البلد اسمه ابن شحط فصعد الى سطح غرفته وكان طول نهاره وليله قائما شاخصا ببصره الى السماء وقد انقلب سواد عينيه بحمرة كالجمر وكان يمكث الأربعين يوما وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ثم نزل من السطح وخرج الى ناخية فيشا المنار فتبعه الاطفال فكان منهم عبد العال وعبد المجيد فورمت عين سيدى احمد رضى الله عنه فطلب من سيدى عبد العال بيضة يعملها على عينه فقال وتعطينى الجريدة الخطراء التى معك فقال سيدى احمد رضى الله عنه له نعم فأعطاها له فذهب الى امه فقال هنا بدوى عينه توجعه فكلب منى بيضة وأعطانى هذه الجريدة فقالت ما عندى شىء فرجع فأخبر سيدى احمد رضى الله عنه فقال اذهب فأتنى بواحدة من الصومعة فذهب سيدى عبد العال فوجد الصومعة قد ملئت بيضا فأخذ له واحدة منها وخرج بها اليه ثم ان سيدى عبد العال تبع سيدى احمد رضى الله عنه من ذلك الوقت ولم تقدر امه على تخليصه منه فكانت تقول يا بدوى الشوم علينا فكان سيدى أحمد رضى الله عنه اذا بلغه ذلك يقول فو قالت يا بدوى الخير كانت أصدق ثم أرسل لها يثول انه ولدى من يوم قرن الثور وكانت ام عبد العال قد وضعته فى معلف الثور وهو رضيع فطأطا الثور ليأكل فدخل قرنه فى القماط فشال عبد العال على قرنيه فهج الثور فلم يقدر أحد على تخليصه منه فمد سيدى احمد رضى الله عنه يده وهو بالعراق فخلصه من القرن فتذكرت أم عبد العال الواقعة واعتقدته من ذلك اليوم فلم يزل سيدى احمد على السطوح مدة اثنى عشر سنة وكان سيدى عبد العال رضى الله عنه يأتى الىه بالرجل او الطفل فيطأطىء من السطوح فينظر اليه نظرة واحدة فيملؤه مددا ويقول لعبد العال اذهب به الى بلد كذا او موضع كذا فكانوا يسمونه اصحاب السطح وكان رضى الله عنه لم يزل متلثما فاشتهى سيدى عبد المجيد رضى الله عنه يوما رؤية سيدى احمد فقال يا سيدى اريد ان أرى وجهك أعرفه فقال يا عبد المجيد كل نظرة برجل فقال يا سيدى ارنى ولومت فكشف له اللثام الفوقانى فصعق ومات فى الحال وكان فى طندتا سيدى حسن الصائغ الاخنائى وسيدى سالم المغربى فلما قرب سيدى احمد رضى الله عنه من مصر اول مجيئه من العراق قال سيدى حسن رضى الله عنه ما بقى لنا اقامة صاحب البلاد قد جاءها فخرج الى ناحية وضريحه بها مشهور الى الآن ومكث سيدى سالم رضى الله عنه فسلم لسيدى احمد رضى الله عنه ولم يتعرض له فأقره سيدى احمد رضى الله عنه وقبره فى طندتا مشهور وانكر عليه بعضهم فسلب وانطفا اسمه وذكره منهم صاحب الايوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر كان وليا عظيما فثار عنده الحسد ولم يسلم الامر لقدرة الله تعالى فسلب وموضعه الآن بطندتا مأوى للكلاب ليس فيه رائحة صلاح ولا مدد وكان الخطباء بطندتا انتصر واله وعملوا له وقتا وأنفقوا عليه أموالا وبنوا لزاويته مأذنه عظيمة
3 - أما على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية يقول :
========================
أولا : مدينـــــــــــــة طــنطـــــــــــا
==================
يقول على باشا مبارك فى خططه ( طندتا ) هذا أصل الأسم ويقول العامة طنطا وهى مدينة كبيرة هى رأس مديرية الغربية ولها شهرة ففى تاريخ بطاركة الأسكنرية أنها كانت أسقفية وكان من أساقفها مخاييل وجبريل وأسمها القبطى القديم طنيطاد وقال أبن حوقل أن طنديا قرية كبيرة لطيفة ننبها جوامع وأسواق وبها قرى وهى محل إقامة الحاكم وجنوده وبها مولد يعرف بأسم السيد البدوى يجتمع فيه خلق كثيرون لا يحصى عددهم إلا الله من جميع بلاد القطر وليس إجتماعهم للتجارة بل للتبرك بولى الله تعالى سيدى أحمد البدوى وهو السبب فى شهرتها ( أى شهرة مدينة طنطا )
كما يقول على باشا مبارك فى خططه :
ان مناقب سيدى احمد البدوى ومناقب تلميذه عبد المتعال تبركا وان كانت شهرتهما ما معنية عن ذلك فنقول وهو أو الفتيان الملثم الشريف العلوى أبو العباس سيدى احمد البدوى بن على بن ابراهيم بن محمد بن ابى بكر بن اسمعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين بن محمدد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن جعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن الامام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نسب كان عليه من شمس الضحــــى *** نورا ومن فلق الصباح عمودا
وامه فاطمة بنت محمد بن احمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب من اكابر أهل الحسب كان مولده رضى الله عنه بمدينة فاس بالمغرب لان جده الشريف محمد الجواد بن حسن العسكرى انتقل اليها مع جمع من بنى عمه ومن يعز عليه من قومه ايام الحجاج حين اكثر القتل فى الشرفاء فلما بلغ سبع سنين سمع ابوه قائلا يقول له فى منامه يا على انتقل من هذه البلاد الى مكة المشرفة فان لنا فى ذلك شأنا وكان ذلك سنة ثلاث وستمائة وكان سيدى أحمد صغيرا واخوته وهم ثلاثة ذكور وهو ثالثهم وثلاث أناث
4 - فى كتاب آل بيت النبى فى مصر
==================
عاش السيد البدوى 79 عاما فقد ولد فى عام 596 هـ وتوفى فى عام 675هـ وهذه الحياة الحافلة قضى منها حوالى الأربعين عاما فى طنطا والـ 29 عاما قضاها ما بين فأس ومكة المكرمة والمدينة المنورة والعراق واسس أضخم مدرسة صوفية شهدتها مصر والعالم الإسلامى وألف طائفة عظيمة من التلاميذ والمريدين لعلها كما تجمع المصادر أضخم المجموعات فى تاريخ التصوف الإسلامى ** وقد دعم ذلك أن السيد البدوى من آل بيت الرسول وهذا ثابت تاريخيا وأتفقت عله المصادر ولم تختلف وحين تقول إنه حفيد من نسل الرسول فإنما تعنى أنه حفيد فاطمة الزهراء وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما فمن خلال ما هو منقوش على المقصورة النحاسية نجد ان السيد البدوى هو احمد بن على بن ابراهيم بن محمد بن أبى بكر بن اسماعيل بن عمر بن عثمان بن على ابن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن على بن أبى طالب ** إذن هو شريف علوى من آل البيت الكرام الذين يرصعون بمشاهدهم أرض مصر ** وحياة السيد احمد البدوى من مشرقها الى مغربها كلها جهاد * جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر وجهاد فى سبيل إعلاء راية الإيمان ويذكر له أنه ربى نفوسا مؤمنة ولقد دارت حياته حول البحث عن الحقيقة وظل طول حياته ظمآن يغترف من مناهل العلم حتى نور الله قلبه وينور فكره فى معالم طريق صوفى كان هو قطبه وصار كما يصفه الإمام الشعرانى ( نور التمتصوفة الذى لا يخبوه وصارت شهرته ف جميع اقطار الأرض تغنى عن تعريفه * بل ان السيد البدوى حمل حوالى 39 لقبا أطلقها عليه تلاميذه ومريدوه وأفاضت الكتب فى هذه الألقاب ومدلولاتها ونذر نفسه لرسالته حتى ان أخاه حسحينا حين عرض عليه الزواج أبى وقال أنا موعود بألا أتزوج إلا من الحور العين )
ويقول الشيخ احمد محمد حجاب فى كتابه العظة والاعتبار * اراء فى حياة السيد البدوى الدنيوية وحياته البرزخية وهو شيخ مات فى التسعين صوفى عاش فى رحاب السيد البدوى ولم يتزوج الى ان توفاه الله فدفن بجوار سيدى احمد البدوى * يقول * قضى سيدى احمد حياته الطويلة مستغرق القلب بمعرفة الله مستغرق الجوارح بعبوديته يقترف من موارد أنوار الذات ويقتبس من معيتها ويستمد من فيوضاتها لا ينثنى عن ذلك ولا يجيد * ويقول ابراهيم احمد نور الدين فى كتابه عن حياة السيد البدوى أنه رضى الله عنه اشتهر بقوة الروح وصفاء النفس وكان يؤمن كصوفى مطهر ان الله قريب يجيب الدعاء ولاسيما إذا كان الداعى من عباده المخلصين * وتنقسم حياة سيدى احمد البدوى الى قسمين احداهما فى طنطا التى عرفت بذلك الاسم منذ أيام الحملة الفرنسية والآخر قبل أن يأتى الى طندتا وهو اسم طنطا القديم منذ ميلاده والى ان جاء الى مصر ونقول ان اجداد السيد البدوى تركوا مسقط رأسهم فى الحجاز سنة 73هـ بعد موقعة كربلاء التى انتهت باستشهاد جده الإمام الحسين ورفعت الدولة الاموية درجة اضطهاد ومطاردة العلويين الى عنفوانها كما يقول الشيخ احمد حجاب فى كتابه عن السيد البدوى حينما استأثروا بتوليه بالملك ونحوا عنه أبناء على كرم الله وجهه وخاصة زمن الحجاج ومطاردته لابن الزبير وكانت هجرة معروفة فى التاريخ الى غرب العالم الاسلامى الذى يسمل مص وحتى المغرب والاندلس
السيد أحمد البدوى وهوالعارف بالله القطب العلامة الإمام السيد أحمد البدوى بن علي البدري بن إبراهيم المغربي بن محمد بن ابي بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن الامير عثمان بن الأمير حسين الفاسي بن الأمير محمد ابو النما بن الأمير موسي الأشهب بن الأمير يحي الصوفى بن الأمير عيسي بن الأمير علي التقي الرضوي الحسيني العلوي الهاشمي ...
ومن ألقابه سلطان الأولياء والشيخ الأكبر والأسد الغضنفر أبو الفتيان وقطب أهل العرفان ومغيث الأسير والملثم وشيخ العرب والبدوى وهو اللقب الأشهر .
وقد ولد فى مدينة فاس المغربية على نحو عام ست و تسعين و خمسمائة للهجرة فى بيت علم وشرف فكان ابوه السيد علي البدري من وجهاء العلوين فى المغرب وجده السيد إبراهيم المغربى هو كاتب الشجرة النعمانية لأنساب آل البيت , وشقيق السيد أحمد البدوى هو السيد النقيب الحسن الأبطح نقيب أشراف مصر والشام فى عهد الظاهر بيبرس , وقد هاجر علي البدرى بعائلته إلى مكة المكرمة وكان وقتها ولده أحمد فى سن السابعة وهناك شب أحمد على الطاعة ومجاورة أهل العلم حول الكعبة واشتهر بالفروسية والفتوة , ولبس لباس اهل الحجاز وتلثم وهذا سبب اطلاق لقب البدوى عليه بين المصريين , وعندما استزاد من العلم فى مكة أرتحل واخوه الأبطح إلى العراق للاستزادة في طلب العلم والمعرفة وهناك تتلمذ على يد الشيخ برى الرفاعى تلميذ سيدى أحمد الرفاعى الكبير , ثم من العراق هاجر أحمد البدوى وأخوه الحسن الأبطح إلى مصر حيث اكرمهما الظاهر بيبرس واغدق عليهما وعرض عليهما وافر من المناصب واختار منها الحسن ان يكون نقيب الأشراف حيث رأى بعض الخلط فى انساب آل البيت عند المصريين خصوصا ان الحسن تربي ونشأ فى فاس وهاجر إلى مكة وارتحل إلى العراق واستقر فى مصر فعلم بأنساب أهل البيت فى جميع تلك الأقطار , أما المجاهد السيد أحمد البدوى أختار العزلة للعبادة والاعتكاف فى مدينة طنطا التى كان يغلب عليها التجار والحجاج المغاربة فقرر ان يعيش وسطهم ...
والسيد أحمد البدوى الفاسي المغربي من أكثر الأولياء واصحاب الاضرحة تأثيرا فى نفوس المصريين على مر التاريخ وهذا جلى من العبارة الشهيرة (( الله الله يا بدوي جاب اليسرى )) التى مازال يرددها المصرين حتى الآن وهذه العبارة معناها ان السيد البدوة اعتق الأسرى , وهم الأسرى المصرين عند التتار حيث كان يخرج البدوى بمريديه إلى المعسكرات فيحارب ويعود بالأسرى المصريين ...
وتوفى السيد أحمد البدوى الفاسي فى عام ستمائة وخمس وسبعين ودفن فى مقامه المعروف فى طنطا بشمال مصر ...
5 – جاء فى كتاب رحلة أولياء الله لمصر المحروسة ::
==============================
كان فى نية نابليون قبل ان يغادر مصر أن يزور سيدى أحمد البدوى ! هكذا قال الجنرال مينو لشيوخ مصر وعلمائها وهو يحكى لهم عن نابليون وهكذا كتب مؤرخنا الحبرتى ! وعندما توفيت زوجة السلطان خشقدم كانت وصيتها ان يغطوا النعش بالخرقة الحمراء وان يتقدم الجنازة حاملوا اليارق الحمراء رمز الطريقة الاحمدية باعتبارها واحدة من اتباع سيدى احمد البدوى رضى الله عنه ! وعملوا بالوصية هكذا كتب ابن أياس * وليست زوجة السلطان خشقدم فقط فمعظم سلاطين المماليك كانوا يعتقدون فى ولاية سيدى احمد البدوى ويسعون لينل البركات – وليس سلاطين المماليك فقط فكل حكام مصر وعبر كل العصور منذ جاء السيد البدوى الى مصر وحتى الآن يحرصون على الاهتمام برعاية مقامه والعناية بمسجده وهو من يعكس تأثيره الواسع والعميق داخل المجتمع المصرى وعندما اراد مجلس شورى النواب سنة 1876 م ان يعقد جلسة طارئة فى الصيف خشيت الحكومة من عدم حضور الاعضاء لانشغالهم بحضور المولد فعقدوا الجلسة هناك فى طنطا فى رحاب سيدى أحمد البدوى ووسط المولد وهكذا قال عبد الرحمن الرافعى وعندما اراد الخديو اسماعيل ان يجمع اكبر مبلغ من المال من اعيان مصر لم يجد فرصة افضل من مولد البدوى فأقام وليمة هناك وجعل حضورها لمن يدفع والجلوس على مقربة منه لمن يدفع اكثر ** والحكايات كثيرة وكلها توضح المكانة الكبيرى لسيدى احمد البدوى فى قلوب المصريين سواء فى حياته او بعد مماته ومن هنا يأتى السؤال : من همو السيد البدوى ؟ ومن أين جاء ؟ وكيف كانت رحلته الى مصر وفى مصر ؟
وهنا نقول تكلم عنه كثير من العلماء الأفاضل والشيوخ ومثلما ذكر فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك والحكايات كثير ولكن هناك سؤال واحد : ما هى أوصافه؟
جاء فى كتاب الجواهر السنية وصف الشيخ عبد الصمد صورة السيد البدوى فقال : كان طويلا ، قمحى اللون ن كبير الوجه ، أكحل العينين ، عظيم الوجنتين ، طويل الذراعين ، غليظ الساقين ، وكان فى وجهه ثلاث نقط من أثر الجدرى ، واحدة فى خده الأيمن واثنتان فى الأيسر ، وكان أقنى الأنف وعلى أنفه شامتان ، فى كل ناحية شامة أصغر من العدسة وكان بين عينيه جرح موسى ، جرحه به ولد أخيه حين كان بمكة فى طفولته تلك كانت صورة قطب الاقطاب فى مصر وهى نفس الاوصاف التى أورها الشعرانى فى كتاب الطبقات الكبرى لمؤسس الطريقة الأحمدية ويأتى الحديث عن النشأة والجذور – ونعرف ان السيد البدوى ولد فى زقاق الحجر بمدينة فاس بالمغرب الاقصى حيث قامت دولة المرابطين كأول خطوط الدفاع عن العالم الاسلامى بعد سقوط الاندلس وحيث كان التصوف هو اساس قيام تلك الدولة – كان ميلاد السيد البدوى عام 596هـ - 1199م ويجمع المؤرخون انه كان أصغر سبعة من الاخوة والأخوات وهم الحسن ومحمد وفاطمة وزينب ورقية وفضة وكان والده هو السيد على البدوى الشريف العلوى أما أمه فهى السيدة فاطمة بنت محمد بن احمد بن عبد الله التى يتصل نسبها ايضا بالحسين بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله تعالى عنهما فهو إذن واحد من الذين انحدروا من أشراف البيوت العربية وأجلها قدرا وكانت الاسرة قد هاجرت من مكة الى المغرب فرارا من ظلم الحجاج الثقفى واستقرت فى مدينة فاس وقيل ان ذلك كان عام ثلاث وسبعين من الهجرة وظلت الاسرة تستوطن بلاد المغرب طوال اكثر من خمسة قرون الى عام 603 هـ عندما قررت العودة مرة اخرى الى وطنها الاول مكة المكرمة * وكان السيد البدوى صغيرا فى السابعة من عمره وقت أن بدأت الاسرة رحلة العودة من زقاق الحجر بمدينة فاس الى مكة وكانت الرحلة طويلة وشاقة وقيلل انها استغرقت اربع سنوات وقيل خمس وقيل سبع لكن المرجح انها خمسة اعوام فقد وقيل ان الاسرة وهى فى طريق العودة الى مكة نزلت مصر ومكثت عامين تنقلت خلالها ما بين الاسكندرية والعريش قبل ان تواصل رحلتها وكان ذلك فى عهد الملك العادل سيف الدين شقيق صلاح الدين الأيوبى وبقى السيد البدوى يتنقل من الأراضى الحجازية ثم بلاد العراق إلى أن استقر به المقام بمصر ثم مدينة طندتا حيث مستقره الآن والقصة كما تروى من قبل
6- ما ذكره النسابة حسن قاسم
================
بيان للناس عن حفيفة السيد البدوى لحسن قاسم بيان للناس عن حفيفة السيد البدوى لحسن قاسم
تحت هذا العنوان كتب الشريف النسابة حسن محمد قاسم محرر التاريخ بمجلة هدى الإسلام فى 24 -6-1935م
==========================================================
وعالم السنة فى عصرة كما وصفه علماء المغرب الأقصى وصاحب موسوعة أخبار الزينبيات رحمه الله وووسع قبره وجعله الله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ومتعنا الله بأنفاسه الطاهرة وحشرنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين فقد أفاض علينا تحت هذا العنوان بقكره النير الواسع مقالا جليل ذكر فيه مولده وسبب نزوله مصر وكل ما يتعلق به مناحى ومولده وحياته
أولا : هو أبو الفتيان الملثم الشريف العلوى ابن على بن إبراهيم بن محمد بن أى بكر بن إسماعيل بن عمر إبن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن جعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بن الإمام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يلتقى معه صلى الله عليه وسلم فى جده الأقرب عبد المطلب بن هاشم
نسب كأن عليه من شمس الضحـى
نورا ومن فلق الصبـــــاح عمـــــــودا
ثانيا : إن السيد أحمد البدوى قد تساءل الكثير من الناس ، ودأبوا على الوقوف على قبس ممن حقيقة آثاره ، فلم يهتدوا إلى كبير فائدة ،ونحن نقرهم على هذا ، وذلك لأسباب منها :
أن المصادر التى أستعرضت لنا تراث هذا الولى الصالح قد يكون فيه من المغالطة والمغالاة فى كثير من الحقائق مالا يستهان به ، فهى تكاد تكون غير موثوق بها أو شبه ذلك وكنت منذ عهد قريب لا أعرف عنه إلا ما هو مدون فى تلك المصادر وقد كان فى نفسى منها شئ بل اشياء ، فلما دفعنى التشوق إلى كشف تلك الحقيققة المجهولة وفقت إلى تناول مصادر قد يكون بعضها ثابتا وبعضها غير ثابت ، فألقيت فى الثابت منها ما حفزنى لأن أنبذ غيره ، وأحمل للسائلين بعضى ما وصل إليه علمى فى هذه العجالة
فى مكة أم القرى بلد الله الحرام ، وفى حى من أحيائها يدعى زقاق درب الحجر ( كان حى معروف بهذا الإسم ، وقى موضع منه كانت دار أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد وفيه ولدت ابنة سيد الوجود مولاتنا فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهم جميعا ) فكانت تسكن أسرة عريقة فى النسب ، انحدرت من نسل الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام من أشراف الحجاز وكانت تعيش فى رفة من العيش ، ثم غالب أفرادها بسمات التقديس والبركة ، ففى عام 596هـ (1199م) زيد لعميد
هذه الأسرة المدعو السيد على بن إبراهيم الشريف طفل فسماه أحمد وأمه من أكابر الناس وأهل الحسب فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب أم السيد ، فنشأ فى أحضان أبويهاللذين اعتنيا به عناية كبرى لتفرسهما فيه ضروبا من النجابة والذكاء ، فبعد أن شب أدخله أبويه المكتب لتحفيظ القرآن وتعليمه العربية ، فنال منهما سهما موفورا حتى إذا أهل لما هو أكبر من ذلك اخذه والده وأدخله الحرم المكى ، فكان يرتاد لسماع ما يلقى فيه من الدروس ، وقد شغف بعلم الفقه على مذهب الشافعى فعانى طلبه حتى حصل منه على ثروة مكنته من القيام بأعباء وظيفة العبودية الحقة بمعناها ، وكان يعنى بمذاكرة كتاب ( التنبيه للشيرازى ) ولما بلغ العقد الرابع من عمره نزعت نفسه إلى زيارة علماء العراق وأوليائها ، فخرجمن مكة هو وأخوه السيد حسن فى عام 634هـ فزار كلاهما المواضع المقدسة ، وقد كان لهذه الزيارة أثر كبير فى نفس السيد أحمد ، فتاقت نفسه إلى الانحباس عن الناس والبعد عن الدنيا والزهد فيها والترغيب عنها ، والا كتفاء بالانقطاع إلى عبادة الله تعالى فطلب من أخيه السيد حسن السفر إلى مصر فحاول أن يمنعه عن السفر إلا إلى مكة موطن أبائه فلم يفلح ، فقدماها فى عهد الظاهر بيبرس البندقدارى فى أواخر ذى القعدة ، ونزل بمدرسة محمود ين الترجمان برحبة باب العيد ( جامع مرزوق اليمانى بالجمالية بالقاهرة ) ثم ما لبث أن سافر إلى طندتا ( وهى الآن مدينة طنطا وكانت قبل الإسلام أسقفية ذات مركز سام يحكمها أسقف خارج عن سلطة البطريركية وكانت فى صدر الإسلام كحكمدارية لمدينة الغربية ، بها دار الحاكم العام وعساكره ، وكانت آهلة بالسكان وبها عدة أسواق وجوامع أشهرها جامع البوصة ثم جامع المرزوقى حفيد السيد مرزوق الحسنى دفين كفافة بالحجاز ) وبعد أن سافر إلى طنطا أفضى السيد أحمد إلى أخيه رغبته فى السكنى بتلك القرية فرغبه عنها ولما لم يفلح تركه وقفل راجعا إلى مكة أعزها الله فنزل السيد أحمد فى بادئ أمره بالجامع العمرى ( وكان يعرف فى ذلك العهد بجامع البوصة أنشئ فى صدر الإسلام ثم جدد أيام عبد الملك بن مروان بأمر عامله على مصر ، وهو الآن يعرف بجامع البهى إذ دفن فيه العالم الكبير السيد محمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الآصل فى سنة 1253هـ)
ثم أستنزله شيخ القرية بداره فلم يختر إلا سطحها ن فأقم بها منعزلا معتكفا بعيد عن الناس ، وقد كان لهذا أثر كبير فى نفسه إلى جانب ما يأثرت به من تلك الزيارة ، فتهذبت نفسه تهذيبا سرى من عوالم حسه الى عوالم معناه ، فأخذ فى مجراه حتى أخذ عنها تماما ، وقد صفت روحه وتجلت بكل ضروب الفضائل : بل حتى تلونت حياته بآخرألوانها وأروعها وقد صور مارجموه تلك الحياة بصور شتى ، منها أنه كان يرفع عينيه صوب الشمس حتى تحمر احمرارا قد يفضى بها الى لرمد أحيانا – وكان تارة يطيل صمته ، وتارة يتصل صراخه ، وربما كان يقضى الكثير من أيامه طاويا ، ولما كان قد اعتاد المكث فوق سطح الدار التى بها ، كان كثير ممن شغفوا به يرتادون ذلك السطح ، فيلازمون المكث به ليل ونهار ، فعدوا من اصحابه وسموا بالسطوحية ، ولكثير منهم أضرحة يزار بعضها فى مصر وقراها ، وقد عنى الشعرانى فى طبقاته الوسطى ، وتبعه المناوى فى الطبقات بتراجم الكثير منهم ، وما برح أمره كذلك حتى التحق به كثير من الناس ، وكان من بينهم فتى راسخ النسب من قرية تدعى ( جمجمون ) مركز دسوق ، قد انحدر من أسرة أنصارية يدعى ( عبد العال أو عبد المتعال ) ابن محمد شمس الدين ، فلازمة ملازمة المملوك لمالكه ، وقد شعر بأنه التجأ إلى ملجأ حصين ، وتدرع بدرع قوى متين ، فما برح فى خدمته طيلة حياته ، وبعد أن قضى نحبه واختاره الله للقائه فى 12 ربيع الأول سنة 675 هـ ( 24 أغسطس سنة 1276م ) دفنه فى زاوية كان قد قد اقامها له ( كخلوة ) ونقله من السطح اليها ، وظل على عهدة الأول لمدة ثلاثين عاما أو نحوها – قام فى خلالها بإنشأ طريقة سماها الطريقة الأحمدية نسبة لشيخه ، ونصب نفسه خليفة طيلة حياته ، وبعد وفاته توارث الخلافة بنوه إلى وقتنا هذا ، والف صلوات واحزابا تلقاها فيما يقال عن شيخه تلقيا روحيا ن وقد شرحها غير واحد ( كالسيد عبد الرحمن (العيدروس ) دفين المشهد الزينبى بالقاهرة ، وحسن الشهدى ، ومحمد بن أحمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الأصل دفين جامع البوصة ( بطنديا ) وغيرهم *وبعد هذا العهد تكونت الطريقة الأحمدية ، ورغب فيها من أثرت فيه دعوة القائمين بها حتى راج أمرها وامتد نفوذها وكثرت سعابها وساعدها على ذلك الامتداد والنفوذ مكانة من تنسب اليه عند الناس واحتفاؤهم بموالده الثلاث التى يقيمونها له فى كل عام – وقد كانت هذه الموالد فى بادئ أمرها قاصرة على المولد الكبيرر من عهد عبد العال ، فأضيف اليه ((المولد الرجبى )) من مخترعات الشيخ خليل بن أحمد الرجبى الشاذلى أحد المذكورين على هذه الطريقة ومولد آخر اخترعه الشيخ محمد حسن الشرنبلالى الأحمدى مؤلف ( الدرر الحسان فى نسب أبى الفتيان ) هذه كلمة إجمالية عن السيد أحمد البدوى ذلكم الرجل الصالح والولى المشهور رضى الله عنه ، وقد نتلمس منها حقائق ثابتة عن جياة السيد أحمد البدوى ، أما ما شاع وذاع وملأ البقاع والأصقاع من تلك الأساطير التى أملتها عوالم الخيال على من تأثرت أرواحهم بذلك التأثير الموهوم ، الأمر الذى قد يكون منفذا لأن يقال فيه مالا يليق بمكانته وبروزه فى مناحى متعددة من العلم والمعرفة
أما إنها وايم الحق لأوهام لا طائل تحتها ، لا تقرها الحقائق الثابتة ، ولا تستسيغها العقول بينما قرائن الأحوال قد دحضتها *
وقد بقيت لنا كلمة قد تلقى قبسا من نور الحقيقة الناصعة على حياة ذلكم الولى الكبير – وقد يكون لها من الأهمية مكان تمس الحاجة اليه – وهذا كلمة جامعة عن حقيقة ( السيد أحمد البدوى ) المدفون بطندتا رضى الله تعالى عنه ، وبقى لنا أن نذكر هنا أمورا قد تكون لها من الأهمية مكانة عظمى
أولا : ما يذكر عنه من أنه ولد بزقاق الحجر بطالعة فاس ،وأن أجداده انتقلوا اليها من مكة فى القرن الأول الهجرى فى أيام الحجاج بن يوسف الثقفى ، واستوطنوها إلى أن خرج آباؤه منها إلى العراق ، ثم إلى مصر ، فإنه لا يصح الإقرار عليه بحال من الأحوال ، ويكفى الباحث الرجوع إلى تواريخ المغرب التى الفت فى كل عصر من عصوره * كجذوة الاقتباس فيمن حل من العلماء والغرباء بفاس ، وسلوه الأنفاس فيمن قبر من العلماء والصلحاء بفاس ، والإشراف على من بفاس من الأشراف وأنساب القادرى والفضيلى ، إلى تواريخ مدينة فاس التى بنيت فى أواخر القرن الثانى الهجرى وبانيها هو المولى ادريس الأزهرالمتوفى بها فى سنة 213هـ ومن الغريب أننا نجد فى الأمة المغربية من العناية بالواريخ والأنساب ما لا نجده فى أية أمة أخرى فقد بلغت عنايتهم بكل ما يتعلق بشئون بلادهم على اختلاف مناحيها مبلغا عظيما ولقد وصل إلى أيدينا عدة تواليف عنى مؤلفوها بحصر جميع بيوتات المغرب على تعدد طوائفها وتشعبها : فالعباسيون السلميون والأنصار والفهريون وغيرهم من البطون القرشية التى دخلت المغرب فى عهد عقبة بن نافع وموسى بن نصير ، والتى استدخلها عمر بن عبد العزيز لتعميم نشر الثقافة الإسلامية فى ربوع المغرب ، وأفردت لها تواليف تجل عن الحصر وقد عنى الفضيل بذكر أشهر تلك البيوت فى آخر الدرر البهية ، كما عنى صديقنا الفاضل السيد عبد الحفيظ الفاسى به كذلك ، ولقد أغنانا عن الرجوع إلى ما ألف فى هذا المعنى فى مؤلفه أشهر مشاهير عائلات المغرب بل قد نجد فى كثير من تواريخ المغرب تحقيقات دقيقة ثابتة يمن دخل المغرب من الأشراف : كالشرفاء العراقيين بنى نفيس والشرفاء العلوية ملوك المغرب والقادرية وغسرهم من تلك البيتوت الرفيعة التى دخل سلفها لحاجة فى نفس يعقوب ، وكان من أمرهم ما كان فاذا تبين ذلك فبأى وجه نطيق ما جاء فى تلك المصارد على ما جاء فيما كتب عن السيد أحمد البدوى فى تلك المؤلفات المتناولة كالجواهر مؤلف الشيخ عبد الصمد ذلك الرجل الذى نجهل حقيقته تماما *
ثانيا : ينسب على السيد أحمد البدوى مؤلف فى فقه الشافعية وهو عبارة عن شرح لمنن أبى شجاع طبع فى مصر فى جزءين بهذه النسبة بالمطبعة الحجرية ، ويوجد منه نسخة خطية بمكتبة صديقنا الأستاذ الشيخ زكى البنهاوى يقول : إنها مؤرخة فى سنة 639هـ أى فى القرن الذى كان يعيش فيه البدوى فى مدينة طنديا على سطح الدار بالحالة التى شخصناها آنفا * والذى يمكننا أن نقوله فى هذا المؤلف أنه لتقى الدين أبى بكر محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحصنى الحسينى الدمشقى المتوفى سنة 829هـ
-ويؤيد مقابلة الأستاذ له بالنسخة الخطية والذى لا نشك فيه إما أن يكون التاريخ خطأ أو يكون مؤلف آخر مسبوق على كفاية الأخبار وتحدثنا المصادر أن مفتى مصر وشيخ شافعيتها فى القرن السابع الهجرى عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمى المقدسى الملقب بسلطان العلماء له مؤلف فى فقه الشافعية سماه غاية الاختصار أو الغاية فى اختصار النهاية 0 اختصر فيه المؤلف الموسوم النهاية لإمام الحرمين الجوينى – وقد يتمكن الباحث من الرجوع إلى هذا المؤلف بمعارضة نسخة دار الكتب المخطوطة بخط مؤلفها المذكور فى خمسة مجلدات ويوجد منها الحزء الأول من نسخة أخرى ، واستخلاصا لا يمكننا بحال من الأحوال أن نقر ما ينسب الى السد أحمد البدوى من التواليف وقد علمنا من المصادر الصحيحة أن الأحزاب والصلوات الحمدية ليست له بل هى من إنشاء خليفته عبد العال وقد لا يستغرب ذلك ، فهذا حجة الإسلام الغزالى قد ضاقت الأرض ذرعا بما نسب اليه من المؤلفات وهذا أبو العباس أحمد بن عمر الأنصارى المرسى قد عد هو وشيخه الشاذلى فى مصاف المؤلفين ، وعندى لهما مخطوطان : الأول فى مناسك الحج والثانى فى التصوف وهل التواريخ الثابتة أو غيرها نقلت لنا صورا صحيحة عن ذلك ، الجواب لا ، كما ينسب مثل ذلك للسيد إبراهيم الدسوقى وللشيخ الأكبر محى الدين وللعز بن عبد السلام ولنظائرهم كثير0
ثالثا : ما يبلغنا عن بعض شيوخ المؤرخين من أن السيد أحمد البدوى لا حقييقة لوجوده الخ ما يزعمون فتلك مجازفة لا يمكن أن يقام عليها دليل 0
ذلك لأن الكثير من علماء الأمة وشيوخ المؤرخين فى كل عصر قد تصدوا لاستقصاء آثار السيد أحمد البدوى قدماء ومحدثين ، كتقى الدين احمد بن عبد القادر المقريزى كبير طبوغرافى مصر وشيخ مؤرخيها فى عصره ترجمة فى تاريخه المقفى ودرر العقود الفريدة والشيخ عبد العزيز بن احمد الديرينى ذكره فى بعض تواليفه والشيخ سراج الدين ابن الملثن فى طبقات الصوفية والمحب الطبرى شيخ الشافعية بمكة أعزها الله فى شكف النقاب والشيخ جمال الدين الموصلى فى الأرشاد والتعليم فى بيان الاعتقاد والتسليم والشيخ زيم العابدين فى طبقات الصوفية والشيخ ابو السعود الواسطى فى جلاء الصدا وسراج الدين موسى بن عبد الله الحنبلى فى فتاويه والشيخ محمد الحنفى فى طبقات الصوفية وابن دقيق العيد فى معجم شيوخه والشعرانى فى طبقاته الكبرى والوسطى والمناوى فى الكواكب الدرية وإرغام أولياء الشيطان بمناقب أولياء الرحمن ومحمد بن حسن الصوفى المدعو بابن العجيمى فى خبايا الزوايا والحافظ السخاوى فى طبقات الصوفية والصيادى فى قلادة النحر وسلاسل القوم والروض البشام والمخزومى * فى صحاح الأخبار وحسن بن حسين القادرى فى منة الوهاب واحمد الشناوى فى الفيوضات الربانية والسيد مرتضى فى العقد المكلل ومشجر بنى الحسين وابن عقيلة المكى فى عقد الجواهر والعدوى فى مشارق ا\لانوار والنفحات الشاذلية وسيد مؤمن فى نور الأبصار ومحمد حسن ظافر فى التحفة العلية وعبد القادر بن على الفاسى فى فهرسته واحمد بن يوسف الفاسى فى أسانيد طرق الصوفية واحمد القشاشى فى سمط المجيد والصلاح خليل بن أبيك الصفدى فى الوافى وشهاب الدين الرملى فى الفتاوى الدمرداشية والحافظ السيوطى فى حسن المحاضرة وصالح الخلواتى فى مناقب أولياء مصر واسماعيل الحميرى اليمنى فى أنسابه ويوسف بن اسماعيل النبهانى فى جامع الكرامات وعلى باشا مبارك فى الخطط وأمين فكرى فى جغرافية مصر 0
وأفراده بالترجمة : الحافظ احمد بن حجر العسقلانى واحمد بن محمد المقدسى ونور الدين على الحلبى مؤلف السيرة الحلبية والحافظ جلال الدين السيوطى ومحمد بن الحسن الشرنبلالى ويونس بن عبد الله الصوفى المدعو أزيك ومحمد بن عبدالله بن بطالة الفيشى وعبد الصمد بن عبدالله الأحمدى وحسن رشيد المشهدى الخفاجى والإمام سراج الدين البلقينى واحمد بن عثمان الشرنوبى ومحمد بن حسن العجلونى وعبد القادر الدنوشرى وشهاب الدين احمد العلقمى ومحمد شمس الدين البكرى وعبد الرحمن بن مصطفى العيدروس والمستشرق ك فولرز وغالب هذه المصادر منها المخطوط والكمطبوع محفوظ بالكتبخانة المصرية وبعض مكتبات مصر والمغرب والشام الخصوزصية ومكتبات برلين وجوتا وباريس والمتحف البريطانى وحيث ذكرنا ذلك فلنختم بحثنا هذا بكلمتين –
- الأولى عن نسبهوالثانية كلمة أوجهها إلى مشايخ طرق هذا العصر الذين كثر عددهم واربى على العد
- أما نسبه فهو ينتسب إلى الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام وقد يعد نسبه فى مصاف الأنساب التى لاقت نجاحا كبيرا غير إن هناك شيئا بل أشياء يجدر بنا ان نشير إليها0
- أما كلمتى إلى مشايخ طرق هذا العصر فها أنذا أقولها بعد أناة وأختبار – كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدون فى العمل الصالح ما استطاعوا ويزهدون فى الدنيا زهدا من لا يتناول منها إلا حلالا طيبا وزهد من لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله وزهد من يعاف أن تكون يده هى السلفى ويد غيره هى العليا وهم فى هذه السبيل يتسابقون ويتفاضلون وحسبك ما فى سيرهم من عظات وعبر تستضيئ الأمة بنورها هكذا كانت أعمالا مشروعة خالصة واقوالهم أقوالا رشيدة واضحة فسادوا بذلك على العالم علما وسياسة وأدبا فهل نحن الآن على ضوء هديهم ؟
- ليست هذه الغاية بعيدة المنال وما بيننا وبينها إلا أن نحسن العمل ونخلص الضمائر ونحاسب أنفسنا وتقلب أنظارنا فى كل ناحية من مزاحى حياة أسلافنا نبتغى بذلك الإصلاح والتقويم يقوقون فى المثل السائر الطبع سراق فاذا نحن لم ندرأ هذا الخطر المحدق بنا من جراء عدم انتباهنا ، لرأينا الدهر باسطا علينا كلكلة كالحجارة أو أشد قسوة ويعلم كل فرد أن الدين الإسلامى دين ما جاء إلا لينظم شؤون الحياة ويرشد إلى سبيل السعادة وهو الدين الذى عنى بتصفية النفوس وقد رسم للعمل فى هذا السبيل خططا من انحراف عنها أو تجاوز حدها كان على شفا حفرة أو أقرب
- ومن أهم الخطط التى رسمها لنا الإسلام ( التفقه فى الدين الإسلامى ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسللم يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين )