
قبة العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم
(1) (2)
هذه القبة فى نهايـــــــة شارع الحلمية على يسار السالك إلى شارع الصليبة وهى أمام مستشفى الخليفة العام بالحلمية القديمة والحلمية نسبة الى حلمى باشا وهو شارع أوله شارع محمد على ومثلما فى الصورة رقم 2 وتظهر صورة قديمة ويلاحظ طيق الشارع والصورة الثانية حديثة ويرى فيها تهالك القبة
اثناء سيرى فى هذا الشارع وجد لافتة كتب عليه آل العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم وبسؤالى وبعد بحث دقيق علمت أن هذه القبة ليس لعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لسيدنا العباس ولذا سوف نسطر قصته رضى الله عنه :
العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من اكرم الناس واجودهم قال عنه رسول الله صلى الله عليه سولم ، هذا العباس اجود قريش كفا واوصلها ( أحمد ) ويروى انه أعتق عند وفاته سبعين عبدا وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحبه حبا شديدا ويقول من أذى عمى أذانى ، فإن عم الرجل صنو أبيه ( أى مثل أبيه ) ( الترمذى ) وقد كان العباس اكبر سنا من النبى صلى الله عليه وسلم فقد ولد قبله بثلاث سنين ومن حسن ابيه انه لما سئل : أنت اكبر ام رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال هو اكبر وانا ولد قبله ( الطبرانى ) وكان له من الاولاد الفضل وعبد الرحمن وكثير وتمام وقثم ومعبد وعبد الله بن عباس حبر الأمة وعبيد الله بن عباس ، وكان العباس من سادة قريش وكان يتعهد للمسحج الحرام فيسقى الحجاج ويقوم بخدمتهم وقد ورث ذلك عن ابيه عبد المطلب وكان قبل اسلامه شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقف بجانبه ويدفع عنه أذى المشركين وحضر مع النبى صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية ليطمئن عليه وهو لم يعلن اسلامه بعد فلما التقوا وتواعدوا على ان يكون اللقاء فى اليوم التالى ، كان العباس أول من أتى فبايع الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصرة والبيعة والعباس أخذ بيده ( أبن سعد )
ولما كانت عزوة بدر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن لا يقتلوا العباس لأنه خرج مستكرها وعند المعركة استطاع أبو اليسر رضى الله عنه أن يأسر العباس فلما أحضره الى النبى صلى الله عليه وسلم ساله رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أسرته ؟ قال أبو اليس : لقد أعاننى عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد هيئته كذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ( أبن هشام وأبن سعد )
وقد خشى النبى على عمه وخاف ان يقتله الأنصار فأمر عمر ان يأتيهم ويأتى بالعباس اليه فلبت الانثار امر نبيهم صلى الله عليه وسلم وتركوا العباس فقال العباس : يا رسول الله إنى كنت مسلما فنزل قوله تعالى ( يا أيها النبى كل لمن فى أيديكم من السرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) سورة الانقال الآية 70
أسلم العباس قبل فتح مكة وحضر الفتح وهو الذى طلب الأمان لأبى سفيان بن حرب وكان سببا فى إيمانه واشترك بعد ذلك فى فتوح المسلمين وكان يوم حنين ممسكا بلجام بغلة النبى صلى الله عليه وسلم وكان ممن التف حول النبى صلى الله عليه وسلم يدافع عنه بعد ان قر أغلب المسلمين وأخذ العباس ينادى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين حتى ثبتوا وانزل الله عليهم سكينته وكان النصر فى ذلك اليوم * وعندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه اصحابه الى اهل الطائف عسكر بجيشه فى مكان قريب منها ثم بعث اليهم حنطلة بن الربيع رضى الله عنه ليكلمهم فلما وصل اليهم خرجوا وجعلوه ليدخلوه حصنهم ويقتلوه فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك خاف على حنطلة ونظر الى اصحابه يحثهم على انقاذه وقال من لهؤلاء ؟ وله مثل اجر غزاتنا هذه ( ابن عساكر ) فلم يقم احد من الصحابة إلا العباس الذى اسرع ناحية الحصن حتى أدرك حنطلة وقد كانوا أن يدخلوه الحصن فاحتضنه وخلصه من ايديهم فأمطروه بالحجارة من داخل الحصن فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يدعو له حتى وصل اليه ومعه حنطلة وقد نجا من خلاك محقق *
وفى خلافة عمر رذى الله عنه اجدبت الارض واصابها الفقر الشديد فخرج الناس الى الصحراء ومعهم عرم والعباس فرفع عمر بن الخطاب يدية الى السماء وقال اللهم إذا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا ( البخارى ) فلما استسقى عمر بن الخطاب بالعباس قام العباس ورفع يديه الى ربه وقال اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه القوم بى اليك لمكانى من نبيك وهذه أيدينا اليك بالذنوب ونواصينا اليك بالتوبة فاسقنا الغيث ولم يكد العباس ينهى دعاءه حتى امتلات المساء بالعيوم والسحاب وانزل الله غيثه فانكلق الناس يهنئون العباس ويقولون له هنيئا لك ساقى الحرمين *
وكان العباس مكانة كبيرة فى قلوب المسلمين وعظماء الصحابة فيروى ان ابا بكرالصديق رضى الله عنه كان جالسا بجانب النبى صلى الله عليه وسلم فرأى العباس مقبلا فقال ابو بكر له واجلسه مكانه بجوار سول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبى لأبى بكر إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل ( أبن عساكر ) وكان ابو بكر الصديق رضى الله عنه اذا قابل العباس نزل من على دابته وسار معه احتراما وإكراما له حتى يصل العباس الى المكان الذى يريده وكان على بن ابى طالب يقبل يد العباس ويقول له يا عم أرضى عنى *
وفـــــاتـــــه
======
توفى سيدنا العباس رضى الله عنه سنة 32هـ ودفن بالبقيع وكان عمره وقت ذلك 88 عاما وصلى عليه عثمان بن عفان رضوان الله عليه ورضى الله تعالى عنه وعن آل البيت الطيبين الطاهرين *
لقد فضلت أن أسطر هذه اللمحة البسيطة التى لا توفى حق سيدنا العباس حب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد الكتب وأسمه ( نصرة النبى المختار فى أهل بيته الأطهار )وقد وقفنا على مدفن سيدنا العباس فى البقيع بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم
إذن
===
هذا المدفن وهذه القبة ليس لسيدنا العباس رضى الله عنه وإنما هذه اللافته قد وضعها شخص ما لغرض ما والله أعلى وأعلم وبالبحث الدقيق والذى سوف نذكره فى الآثار الإسلامية بمصر إن هذه القبة
قبة الأمير على الدين سنجر المظفر الناصرى المسجل باللجنة 261
أحد وزراء مصر فى عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون (توفى ) سنة 722هـ 1322م ودفن بها ،هذه القبة فى نهايـــــــة شارع الحلمية على يسار السالك إلى صليبة ابن طولون وهى الآن أمـام مستشفى الخليفة العام – وبداخل القبة قبر منشئها المذكــور مكتوب عليه سطران ونصهما
( هذا قبر الفقير إلى الله تعالى علـــم الدين سنجر المظفـــــر تغمده الله برحمـــة وأسكنه فسيـــح جنته وكانت وفاته بتاريخ سابع عشر شهر صفـــر سنـــــــــة اثنين وعشرين وسبعمائة )
وهذا الأثر مع شهرة منشئه وبقائه حافظا لرونقه وحالته الأولى ، لم يذكره المقريزى والسخاوى وعلى مبارك باشا مع كونه جدده حينما جدد عمارته التى إلى جانبه كما يذكر ذلك ، وقد تكرر ذكره فى الخطط فى عدة مواضع منها ، وفى بعضها أنه المظفر قطز ملك مصر فى سنة 657هـ . 658 . (1258م – 1259 م )
وذلك مخالف لما ذكر فى الكواكب السيارة ص 280 فى كلام المؤلف على قبر المظفر قطز ولما ذكره غيره من مؤرخى مصر فى ترجمة المظفر .ملحوظة : يعتقد البعض بأنه العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك طبقا للافتة الموجودة على الضريح وهذا من أفتراء العامةوبالطبع غير صحيح *
[align=center]( الشريف على محمود محمد على )
حفيد
*( النسابة حسن قاسم )*[/align]