موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: 2- بين رأس الحسين عليه السلام وقبره
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 08, 2012 10:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6438
القاهرة : قد أيد وجود الرأس الشريف بعسقلان ونقله منها الى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواة ، ومنهم ابن ميسر ( ابن ميسر فى اخبار مصر ص 38 ، صبح الأعشى للقلقشندى ج3 ص 351 ، ابن اياس ج1 ص 67 ،مرآة الزمان لسبط الجوزى ج8 ص 4131 ، الاشارات الى اماكت الزيارة للسايح الهورى ) وقد أورد تفاصيل هذه الرواية المقريزى ج 1 ص 437 بقوله فى شعبان سنة 491 خرج الفضل ابن امير الجيوش بعساكره الى بيت المقدس وبه سكان وابلغارى ابنا أرتق ، فى جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الاتراك ، فراسلهما الأفضل يتلمس منهما تسليم القدس اليه يغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجدوا بدا من الاذعان له وسلماه إليه فخلع عليهما وأطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين عليه السلام فأخرجه وعطره وحمله وسعى به ماشيا الى ا<ل دار بها وعمر المشهد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا الى ان أحله مقره ثم يعود المقريزى فيقول ( وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالى وكمله الأفضل وكان حمل الرأس الى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر سنة 548 هـ وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم وإليها والقاضى المؤتمن ابن مسكين مشارفها ووصل فى القصر يوم الثلاثاء فى جمادى الآخر حمل فى السرداب الى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر . وممن ذهب الى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة عثمان مدخون إذ قال فى العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد ص 84 ( أن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار ، مشهد بدمشق دفن به الرأس أولا ثم مشهد معسقلان بلد على البخر الأبيض ونقل إليه الرأس من مشهد دمشق ثم المشهد القاهرى بمصر بين خان الخليلى والجامع الأزهر ) وقد جاء فى كتاب مرشد الزوار الى طريق الأبرار ( ذكر بعض العلماء ممن عاصر الفاطميين أن هذا الرأس الذى وضع بهذا المكان يعنى المشهد الذى بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين رضى الله عنه ، كان بعسقلان ، فلما كان فى ايام الظاهر الفاكمى ، كتب عباس الى الظاهر ( ملك مصر ) يقول له ، اما بعد فإن الفرنج أشرفوا على أخذ عسقلان ، وأن بها رأسا يقال أنه رأس الحسين بن على رضى الله عنهما ، فأرسل إليه من تختار ليأخذه ، فبعث إليه مكنون الخادم فى عششارى من عشارى الخدمة فحمل الرأس من عسقلان وأرسى به فى الموضع المعروف بالكافورى من الخليج الحاكمى فحمل وادخل الى القصر وأستقر فيه كما هو الآن وبنى الظاهر مسجد الفاكهانى ليجعله فيه وبنى الصالح طلائع بن رزيك مسجدا بظاهر باب زويلة أيضا ليجعله فيه ثم اجتمع رأيهم على أن يجعلوه بالقصر فى قبة تعرف بقبة الديلم وكانت دهليزا من دهايز الخدمة ) وقد سبق ان ذكر المقريزى وكذا القلقشندى أن الصالح طلائع بنى مسجده لكى يدفن فيه الرأس الشريف فلما انتهى منه لم يمكنة الخليفة من ذلك وقال لا يكون إلا داخل القصور نالزاهرة وبنى المشهد الموجود الآن . وقد جاء فى كتاب تاريخ المساجد الأثرية لحسن عبد الوهاب أنه فى سنة 1945 كشفت بجوار الكهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح بقايا مبان عليها كتابات أثرية منها ( أدخلوها بسلام آمنين * ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ولذلك فإنه يرجع أن تكون هذه البقايا من المشهد الذى بناه الصالح طلائع مجاورا لمسجده لكى يدفن فيه رأس الحسين ، ويستشهد فى ذلك بما أورده ابن دقماق ( فى الجوهر الثمين مجلد1 ص 48 ) عند كلامه عن الصالح بقوله : وهو الذى بنى جامع الصالح بظاهر باب زويلة وبنى مشهد الحسين رضى الله عنه سنة 553هـ . ولكن ابن كثير فى البداية والنهاية ج 8 ص 204 يشكك فى وجود الرأس بالقاهرة فيقول ( وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين الذين ملكوا الديار المصرية قبل سنة 400 الى ا بعد سنة 660 ( حكمت الدولة الفاطمية من سنة 358 هـ الى 567هـ ) أ، رأس الحسين وصل الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر والذى يقال له تاج الحسين بعد سنة 500 ) ويضيف ابن كثير فيقول وقد نص غير واحد من أهل العلم على أنه لا أصل لذلك وإنما أرادوا ان يروجوا بذلك بطلان ما أدعوه من النسب الشريف وهم فى ذلك كذبة خونة ، وقد نص على ذلك القاضى الباقلانى وغير واحد من أئمة العلماء فى دولتهم فى حدود سنة 400 ( فى حدود سمة 400 لم تكن الرأس قد نقلت الى مصر ، هذا وعدم الدقة فى التواريخ التى وردت فى هذه الرواية يقلل كثيرا من قيمتها ) .
وهناك رواية ضعيفة اوردها السخاوى فى تحفة الاحباب ص 18 تفيد ان الرأس جىء به الى مصر منذ البداية فهو يفول ( أختلف المؤرخون فقال بعضهم إن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم كانت الرأس بمشهد عسقلان فلما أخذتها الفرنجة نقلت الى هذا المشهد ( يعنى مشهد القاهرة ) والله أعلم بالصواب ثم يضيف وقيل : لما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا فى أرض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك الحالة البشعة بل تلقوهم بمدينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها ( أى الرأس ) فى الهوادج ومشروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم آمنا وبنوا لموتاهم المشاهد وأتخذوها مزارات ويكفى البيان ضعف هذه الرواية أنها لوصحت من أن رأس الحسين جىء به إلى مصر منذ العصر الأموى فى القرن الأول للهجرة ، ولما كان هناك داع ولا مقتص لما بذل من جهد ومال لإحضار رأس أخرى من عسقلان والأحتفال بمقدمها لدفنها بالقاهرة فى العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى .
الرقة : وقد جمع المؤرخ سبط الجوزى ( تذكرة خواض الأمة ص 150 ) خمسة أقوال مشهورة عن رأس الحسين :
1 – أنه دفن مع الجسد فى كربلاء
2 – أنه دفن بالمدينة المنورة عند قبر أمه
3 – أنه دفن بدمشق
4 – أنه دفن بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة وقال لما أحضر الرأس بين يدى يزيد بن معاوية ، قال لأبعثنه الى آل أبى معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرقة فبعثه إليهم فدفنوه فى بعض دورهم ، ثم أدخلت تلك الدار فى المسجد الجامع ، وقال وهو إلى جانب سدرة هناك.
5 – أن الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس الى عسقلان ثم نقلوه إلى القاهرة وهو فيها وله مشهد عظيم يزار .
والجديد فى كلام سبط الجوزى وقد أنفرد به وهو وجود الرأس بالرقة وهذا قول ضعيف ، ذلك أن مدينة الرقة التى فتحها العرب سنة 18 هـ على يد قائدهم عياض بن جهمن وأستمرت منذ ذلك الوقت خاضعة للحكم الإسلامى لم يثبت طول العصر الأموى أن أحدا من خلفاء بنى أمية بنى بها مسجدا جامعا كما ذكر سبط الجوزى وأنه أقيم على الدار التى دفن فيها الرأس ، الثابت أن ما أنشىء فى العصر الأموى هو كما ورد فى المقدسى وياقوت الحموى ( أحسن التقاسيم ص 78 ، معجم البلدان ص 95 ) قصران لهشام بن عبد الملك فى مكان يبعد عن الرقة بفرسخ .
وفى عام 155هـ أسس الخليفة العباسى المنصور مدينة جديدة تقع الى الغرب من المدينة القديمة سماها الرفيقة وفى شمالها بنى المنصور المسجد الجامع ولم يذكر أحد من علماء الآثار ، العرب والمستشرقين أنه اقيم على أنقاض دار قديمة أو أن به تثميما لمدفن ما ، على أن المدينة القديمة سرعان ما أصبحت خرابا وأخذت المدينة الجديدة مكانها كعاصمة للبلاد .
(%%%%%%%%%%%%%%%%%%%)
بعد هذا الاستعراض لمعظم ما قيل عن مواطن الرأس ، نستطيع أن نناقش هذه الأقاويل وتلك الروايات .
- فعن القول بوجود الرأس بالمدينة ، فناك ما ينقصه دليل مادى ذكره المسعودى فيما نقلناه عنه ، وهو أنه كان يوجد حتى القرن الرابع الهجرى رخامة مكتوب عليها العبارة الأتية ( الحمد لله مبيد الأمم ومحيى الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين والحسن بن على بن أبى طالب وعلى بن الحسين بن على ومحمد بن على وجعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين ) فلو أن الرأس الشريف كان مدفونا معهم لما أغفل ذكر اسم سيد الشهداء .
- أما قول غالبية الشيعة الإمامية الأثنى عشرية بأن الرأس مدفونة مع الجسد فى كربلاء فقول لا تؤيده مراجعه الحوادث فمن المستبعد عقلا ان يعيد يزيد الرأس الى كربلاء حتى لا يزيد النار اشتعالا وهو يعلم بأنها لا تزال مركزا لشيعة الحسين والمؤيدين لمذهبه هذا بالاضافة الى ما جاء فى أحداث سنة 236هـ كما تقدم القول من أن الخليفة المتوكل أمر ( الذيريج ) بالمسير الى قبر الحسين بن على رضوان الله عليهما وهدمه فتتاول الذيريج سحاة وهدم أعالى قبر الحسين وانتهى هو ومن معه الى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثرا رمة ولا غيرها وبعيد ان تتصور أن الرأس قد بلى فى ذلك الوقت المبكر إذا لا حظنا أن ارض كربلاء رميلة تحتفظ بالعظام لآلاف السنين .
- ةكذلك القول بوجود الرأس برباط مدية مرو بخراسان منقوض من أساسه ، لأن أبا مسلم الخراسانى الذى قيل أنه نقل الرأس من دمشق لما استولى عليها وبنى عليه الرباط بمرور لم يكن موجوودا بالشام وقت فتحها ، ولأنه من غير المقبول أن يأذن الخليفة عبد الله ابن على بن عباس لمولاه أبا مسلم بنقل الرأس الشريف لكى يدفنه بمرو ولأن الخلييفة نفسه لو ظفر بالرأس لأظهره للناس ليزدادوا – كما قيل بحق – غضبا على بنى أمية
- وأما القول بأن الرأس وضع أول الأمر فى خزائن السلام بمدينة دمشق ففى رايى أنه اقرب الأقوال الى القبول ومسايرة للأحداث للأسباب الآتية :
- 1 – أن مقتل الحسين حدث خطير وله ما بعده \، ولو طيف بالرأس فى البلاد بقصد التشفى ، كما ورد فى بعض المراجع لأدى ذلك من غير شك الى فتنة بل وليس من المستبعد أن يؤدى الى خلع يزيد نفسه ، لأن الناس جميعا ، حتى أولئك المناصرين ليزيد طمعا فى الكسب المادى ، كانوا يحترمون الحسين ويعظمونه فى حياته ويستعظمون ما حدث له ، ويأسفون على تفريطهم فى نصرته بعد وفاته ، يضاف الى ذلك أن يزيد نفسه ندم على قتله ودمعت عيناه لما وضع رأسه بين يدية وقال ويحكم فقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، رحم الله أبا عبد الله فكيف مع ذلك يأمر بأن يطاف بالرأس فى البلاد .
- من مصلحة يزيد أنيحرص على إخماد فتنة قتل الحسين واقتضى حرصه أن يحتفظ برأسه فى مكان أمين وليس هناك مكان أكثر أمنا فى الدولة من خزائن السلام أما رواية دفن الرأس فى دمشق فى عصر يزيد فلم يكن من الحكمة فى شىء لأنه كان فى استطاعة الشيعة أن ينبشوا القبر ليحصلوا على الرأس .
- ومن المعقول ومن المرجع أيضا أن يكون الرأس قد ظل فى خزائن السلاح بدمشق حتى ولى سليمان بن عبد الملك سنة 96 هـ فحمل الرأس كما ورد فى بعض المراجع فى ثوب وعطره ، ثم صلى عليه ودفنه فى مقابر المسلمين . أى بعد أن هدأت الفتنة ومضى عليها أكثر من ثلاثين عاما .
- أما الرواية التى تقول بوجود الرأس بعسقلان ، فيؤخذ عليها أن مرجعها لم يحدد الوقت الذى نقل فيه الرأس إليها ، اللهم إلا تلك الرواية التى تقول بأن الرأس قد طيف به فى البلاد بأمر يزيد ، فلما وصل عسقلان دفن هناك ، وقد بينا فيما تقدم منافاة هذه الرواية لواقع الحال واستبعدنا أن يصدر ذلك عن يزيد مراعاة لمصلحته الخاصة .
وإذا أسقطنا من حسابنا هذه الرواية فكيف جاء الرأس إلى عسقلان ؟
هناك من يقول بأن القبر الذى بناه سلمان بن عبد الملك للرأس نبش بعد ذلك وأخذ مه الرأس ونقل فى وقت ما إلى عسقلان ، ونبش القبر قد يكون صحيحا ، لأنه أمر متوقع ولا يبعد حدوثه ، ولكن ما السبب فى اختيار مدينة عسقلان بالذات لكى تكون مقر الرأس وهى مدينة لم تحدثنا كتب التاريخ بأنها كانت مركزا من مراكز الشيعة ، اللهم إلا إذا أريد أن يكون الرأس فى مكان قريب من بيت المقدس من جهة وقريب من الساحل من جهة أخرى ، وهذا يتوفر فى مواقع عسقلان ، وقد يكون من أغراض ناقلى الرأس الى عسقلان هو إخراجها من المشرق ، حيث لاقى الشيعة التشىء الكثير من اضطهاد الأمويين أولا ثم العباسييم ثانيا ليمكن نقلها فى يسر الى شمال افريقيا وبلاد المغرب حيث اتجه عدد عظيم من الشيعة – ومهما يكن من أمر فقد بات فى حكم المؤكد أنه لم يكن فى القرن الخامس الهجرى وجود للرأس فى دمشق بل كان فى مدينة عسقلان للأسباب الآتية :
- أولا – يؤيد وجود الرأس بعسقلان فى العصر الفاطمى نص تاريخى منقوش على منبر المشهد الذى أعاد بناءه بدر الجمالى وأكمله ابنه الأفضل فى عصر الخليفة المستنصر
- ولما نقل الرأس إلى مصر ، نقل المنبر إلى المشهد الخليلى بالقدس ، والمنبر مازال موجودا حتى الآن هناك ، والمنبر من الخشب الجوز التركى الممتاز وقد زخرفت جوانبه وكذا بابه بحشوات خشبيه عليها زخارف نباتية وكتابية محفورة حفرا غائرا دقيقا غاية فى الإبداع أما أسلوب الخط فهو خط كوفى صلب ذو زوايا وتنتهى حروفه القائمة بزخارف نباتية ولذا فقد أطلق عليهاسم ( خط كوفى مزهر ) وقد كان هذا الاسلوب من الخط سائد فى العصر الفاطمى ، أما النص الكتابى فقد جاء فيه ( الحمد لله وحده لا شريك له محمد رسول الله على ولى الله صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الطيبة سبحان من اقام لموالينا الئمة نسبها مجدا رفع راية وأظهر معجزا كل وقت وآية بين ، وكان من معجزاته تعالى إظهاره رأس مولانا الإمام الشهيد أبى عبد الله الحسين بن على بن أبى طالب صلى الله عليه وعلى جده وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمون ستروه فيه ، وإظهاره الآن شرفا لأوليائه الميامين وإنشراح صدور شيعته المؤمنين ، ورزق الله فتى مولانا وسيدنا معد أبى تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطهرين )
- ثانيا – جاء فى المقريزى أن المؤرخ ابن المأمون ذكر فى حوادث سنة 516هـ أن الخليفة الفاطمى الأمر بأحكام الله أمر باهداء قنديل من ذهب وآخر من فضه وآخر من فضة إلى مشهد الحسين بعسقلان واهدى إليه الوزير المأمون قنديلا ذهبيا له سلسلة فضية .
- لو كان الرأس موجودا فى مكان آخر غير عسقلان سواء فى الشام او خارجها لما عز على خلفاء الدولة الفاطمية الوصول إليه ن وهم كما نعلم من الشيعة الإسماعيلية وقوتهم الدينية تعتمد فى أكثر ما تعتمد على نسبهم لفاطمة الزهراء ، أما قوتهم السياسية فقد فاقت الدولة العباسية ، غذ أمتدت الدولة الفاطمية من مصر وبلاد الشام والحجاز واليمن شرقا إلى شمال أفريقيا وبلاد المغرب غربا ، بل أنه حدث فى عهد الخليفة المستنصر أن نادى البساسيرى أحد أعوانهم من الشيعة بسقوط الدولة العباسية فى بغداد والبصرة وواسط وجميع الاعمال وذكر اسم الخليفة المستنصر الفاطمى على منابرها فى خطبة الجمعة وفى هذا اكبر شاهد على تلك القوة .
- ما ذكره عثمان مدوخ فى كتاب العدل الشاهد فى القرن 19 من العثور بالقرب من باب الفراديس على طاقة مسدود بحجر عليه كتابة نفيد أنه مشهد الحسين فلما رفع الحجر وجدت الفجوة خالية من الدفن ، مما يؤيد نقل الرأس منها .
- جاء فى المقريزى ( وبنى السالح طلائع مسجدا لها ( يعنى الرأس ) خارد باب زويلة من جهة الدرب الاحمر وهو المعروف بجامع الصالح طلائع الآن وكشف الحجب عن تلك الذخيرة النبوية فوجد ، دمها لم يجف ووجد لها رائحة أطيب من رائحة المسك ، فغسلها فى المسجد المذكور على أولاح من خشب وجاء فى الببلاوى فى التاريخ الحسينى بأعلى حائط مسجد الصالح ألواح الآن يقال إنها هى التى كان عليها الغسل ، ومهما يكن فى رواية المقريزى من سرد اسطورى ، فمما لا شك فيه أنه قد أحضرت الى القاهرة رأس ، وليس من المستبعد أن تكون قد غسلت فى مسجد الصالح طلائع ، ويؤيد هذه الرواية ما كشفت عنه الحفائر التى أجريت سنة 1945 من وجود مبان بجوار الجهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح طلائع عليها كتابات أثرية منها ( أدخلوها بسلام آمنين ) ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ، ولذلك فأنه من المراجع أن تكون هذه الكتابات من بقايا المشهد الذى بناه الصالح طلائع مجاورا لمسجده لكى يدفن فيه رأس الحسين كما ذكر ابن دقماق .
- جاء فى كتاب العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا القزدغلى ، لما اراد توسيع المسجد المجاور للمشهد قيل له أن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن ، فأراد تحقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الاستاذ الجوهرى الشافعى والاستاذ الشيخ الملوى المالكى وكانا من كبار العلماء العاملين وشاهدا ما بداخل البرزخ صم ظهرا وأخيرا بما شاهداه ، وهو كرسى من الخشب الساج على طشت من ذهب فوقه ستارة من الحرير الخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخله الرأس الشريف فانبنى على إخبارهم تحقيق هذا المشهد وبنى المسجد والمشهد وأوقف عليه اوقافا يصرف على المسجد من ريعها .
- ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّمما تقدم نستطيع ان نقول بوجود رأس الحسين عليه السلام بمشهد عسقلان ومن المرجح ان يكون هو رأس الحسين عليه السلام ونستطيع ان نؤكد فى ثقة وأطمئنان بأن هذا الرأس الشريف قد نقل إلى المشهد الحسينى بالقاهرة .
- هذا ولا أجد فى هذا المقام خيرا من العبارة الى جاءت بالمقريزى أختم بها موضوع الرأس الشريف ( ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقله الأخبار ، ما إذا طولع وقف منه على السطور وعلم منه ما هو غير المشهور ، وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية وهى بصحة الدعوى ملية والعمل بالنية ) أو كما قال سبط الجوزى ، ففى أى مكان كان رأس الحسين عليه السلام أو جسده فهو ساكن فى القلوب والضمائر قاطن فى الأسرار والخواطر .
- ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
- هذا ما سطرته الدكتورة سعاد ماهر فى موسوعاتتها مساجد مصر


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 1 زائر


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط