12 – ترجمة على بن ابى بكر
================
على بن أبى بكر بن على بن أبى بكر محمد بن عثمان نور الدين أو موفق الدين بنن الزين ابى المناقب البكرى البلبيسى الاصل القاهرى الشافعى أخو عبد القادر ومحمد وفاطمة وقريب السراج البلقينى ويعرف بالبلبيسى ويقال اها ليست التى بالشرقية ( بلبيس ) وإنما هى بلبيسة بالتصغير قرية من قرى حلب * ولد فى سابع شوال سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ومات فى ليلة افتتاح سنة تسع وخمسين وثمانمائة وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بحوش سعيد السعداء وكان عدلا مرضيا متحرزا فى شهاداته وألفاظه ضابطا متفننا فيما بيدية كثر التواضع جود القرآن على أبيه وقرأ على العسقلانى والفخر البلبيسى والضرير القراآت وحضر دروس البلقينى وولده وابن الملقن والدميرى ولازم العراقى فى أماليه وغيرها نحو عشر سنين وأثبت اسمه بخطه فى بعض مجالس املائه وصحب البرهان بن زقاعة فاخذ عنه وسمع الحديث على غير واحد سوى من تقدم كابن أبى المجد والتنوخى والهيثمى والبلقينى والجمال عبد الله وعبد الرحمن ابنى الرشيدى والحلاوى والتاج أحمد بن على الظريف والنجم السحق الدجوى وكان نقيب الدروس فى غير موضع وأحد الصوفيين بسعيد السعداء وأكثر من النظر فى كتب التراجم وأيام الناس والحكايات رحمه الله تعالى *
13 – عمر بن احمد السراج ( أبن الملقن )
===============
هو عمر بن على بن أحمد بن محمد بن عبد الله السراج أبى حفص بن أبى الحسن الأنصارى الوادياسى الأندلسى التكرورى الاصل المصرى الشافعى ويعرف بابن الملقن لان وصيه الشيخ عيسى المغربى كان يلقن القرآن بجامع طولون فتزوج بامه فلذا عرف الشيخ به حيث قيل له ابن الملقن وكان يغضب منها بحيث لم يكتبها بخطه وانما كان يكتب غالبا ابن النحوى وبها اشتهر فى بلاد اليمن ولد فى ربيع الاول سنة ثلاث وعشرين فى الثانى والعشرين منه وقيل يوم السبت الرابع والعشرين منه والاول أصح بالقاهرة وكان أصل أبيه اندلسيا فتحور منها الى التكرور وأقرأ أهلها القرآن وتميز فى العربية وحصل مالا ثم قدم القاهرة فأخذ عنه الاستوى وغيره ثم مات ولما بلغ صاحب الترجمة سنة أوصى به الى الشيخ عيسى المذكور ونشأ فى كفالته فحفظ القرآن الكريم والعمدة وشغله مالكيا ثم أشار عليه ابن جماعة أحد أصحاب أبيه أن يقرئه المنهاج الفرعى وذكر أنه حصل له منه خير كبير وتفقه بالتقى السبكى والجمال الاسنائى والكمال النسائى والعز بن جماعة وأخذ فى العربية عن ابى حيان والجمال بن هشام والشمسى محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ فى القراآت عن البرهان الرشيدى واجتمع بالشيخ اسمعيل الأنبابى ( سوف نتكلم عنه فيما بعد ) بل قال البرهان الحلبى انه اشتغل فى كل فن حتى قرا فى كل مذهب كتابا واذن له بالافتاء فيه وسمع على السراج محمد بن محمد بن الكاتب وعلى الحافظ ابى الفتح ابن سيد الناس والقطب الحلبى والعلامة مغلطاى واشتدت ملازمته له والمزين أبى بكر الرحيى حتى تخرج بهما وقرأ البخارى على ثانيهما والحسن بن السديد وكذا سمع على العرضى ونحوه والزين بن عبد الهادى ومما سمعه عليه صحيح مسلم ومحمد بن غالى والجمال يوسف المعدنى والصدر الميدومى وآخرين وأجاز له المزى وغيره من مصر ودمشق والشمس العسقلانى المقرىء ودخل الشام سنة سبعين فأخذ عنابن اميلة وغيره واجتمع بالتاج السبكى ونوه به بل كتب له تقريظا على تخريج الرافعى له ولزم العماد بن كثير فكتب له أيضا ورافق بن رافعوقرأ فى بيت المقدس على العلائى جامع التحصيل فى رواة المراسيل من تأليفه ووصفه بالشيخ الفقيه الامام العالم المحدث الحافظ المتقن شرف الفقهاء والمحدثين والفضلاء واشتغل بالتصنيف وهو شاب ومن تصانيفه فى الحديث تخريج أحاديث الرافعى فى سبعة مجلدات ومختصره الخلاصة فى مجلد ومختصر المنتقى فى جزء وتخريج أحاديث الوسيط للغزالى المسمى بتذكرة الاحبار لما فى الوسيط من الاخبار فى مجلد وتخريج أحاديث المهذب المسمى بالمحرر المذهب فى تخريج أحاديث المهذب فى مجلدين وتخريج أحاديث المنهاج الاصلى فى جزء حديثى وتخريج أحاديث ابن الحاجب كذلك وشرح العمدة المسى بالاعلام فى ثلاثة مجلدات عن نظيرره وأسماء رجالها فى مجلد غريب فى بابه وقطعة من شرح البخارى وقطعة من شرح مالمنتقى فى الاحكام للمجدين بن تيمية وطبقات الفقهاء الشافعية من زمن الشافعى الى سنة سبعين وسبعمائة وطبقات المحدثين من زمن الصحابة الى زمنه ومنها فى الفقه شرح المنهاج فى ستة مجلدات وآخر صغير فى اثنين ولغاته فى واحد والتحفة الحديثة على ابوابه كذلك والبلغة على أبوابه فى جزء لطيف والاعتراضات عليه فى مجلد وشرح التنبيه فى اربعة مجلدات وآخر لطيف اسمه هادى النبيه الى تدريس التنبيه والخلاصة على أبوابه فى الحديث فى مجلد وهو من المهمات وامنية النبيه فيما يرد على التصحيح للنووى والتنبيه فى مجلد وشرح الحاوى الصغير فى شرحيه ومحرره والنووى فى شرحه ومنهاجه وروضته وابن الرفعة فى كفايته ومطلبه والقمولى فى بحره وجواهره وغير ذلك الكثير كالمقنع فى الحديث فى مجلد والتذكره فى كراسة وشرح المنهاج فى عدة شروح أكبرها فى ثمانية مجلدات وأصغرها فى مجلد والتنبيه وكذلك البخارى فى عشرين مجلد وشرح زوائد مسلم على البخارى فى أربعة أجزاء وزوائد أبى داود فى مجلدين وزوائد ا التوسع فى معرفة
لترمذى على الثلاثة كتب وزوائد النسائى عليها كتب منه جزء وزوائد ابن ماجة على الخمسة فى ثلاثة مجلدات سماه ما تمس اليه الحاجة على سنن ابن ماجة ابتدأه فى ذى القعدة سنة ثمانمائة وفرغ منه فى شوال من التى بعدها وشرح الاربعين النووية فى مجلد واكمال تهذيب الكمال ذكر فيه تراجم رجال الكتب الستة والخصائص النبوية والذيل على كتاب شيخه الاسنوى وطبقات القراء وطبقات الصوفية والناسك لام المناسك وعدد الفرق وتلخيص الوقوف على الموقوف وتلخيص كتاب ابن بدر وشرح ألفية ابن مالك وشرح المنهاج الاصلى واشتهرت فى الآفاق تصانيف وكان يقول انها بلغت ثلثمائة تصنيف وانتفع الناس بها النتفاعا صالحا من حياته وعلم جراء قال الجمال بن الخياط وتوفرت له الاجور من سعيه المشكور وبالجملة فقد اشتهر اسمه وطار صيته وكانت كتابته أكثر من استحضاره ولهذا كثر الكلام فيه من علماء الشام ومصر وترجمه الاكابر سوى من تقدم ممن مات قبله العثمانى قاضى صفد فقال فى طبقات الفقهاء انه أحد مشايخ الاسلام صاحب المصنفات التى ما فتح على غيره بمثلها فى هذه الاوقات وسرد منها جملة ووصفه المعمارى فى شهادة عليه بالشيخ الامام علم الاعلام فخر الانام احد مشايخ الاسلام علامة العصر بقية المصنفين علم المقيدين والمدرسين سيف المناظر بن مفتى المسملين ومنهم ممن اخذ عنه البرهان الحلبى قال فيه انه كان قريد وقته فى التصنيف وعبارته فيه جلية جيدة وغرائبه كثيرة وشاكلته حسنة وكذا خلقه مع التواضع والاحسان لازمته مدة طويلة فلم أراه منحرفا قط وذكر أنه رافقه فى رحلته الى دمشق شيخ حسن الهيئة والسمت فافتقدوه عند الجامع قال فذكر لى بع ذلك شيخ أهل القرافة انه الخضر قال وقال لى كنت نائما بسطح جامع الخضيرى فاستيقظت ليلا فوجدت عند رأسى شابا فوضعت يدى على وجهه فاذا هو أمرد فاستويت جالسا وطلبته فلم أجده قال وكان باب السطح مغلقا قال وكنت فى بعض الاوقات اذا كنت أصنف وأنا فى خلوة أسمع حسا حولى ولا أرى أحدا قال وكان منقطعا عن الناس لا يركب الا الى درس او نزهة وكان يعتكف كل سنة بالجامع الحاكمى ويحب أهل الخير والفقراء ويعطيهم وكذا ترجمه ابن خطيب الناصررية وابن قاضى شهبة والمقريزى فى غير سلوكه وآخرون كان رحمه الله تعالى سديد القامة حسن الصورة يحب المزاح مع ملازمته الاشتغال والكتابة حسن المحاضرة جميل الاخلاق كثير الانصاف شديد القيام مع أصحابه موسعا عليه فى الدنيا مشهور بكثيرة التصانيف حتى انها بلغت ثلثمائة مجدل بين كبير وصغير وكان عنده من الكتب مالا يدخل تحت حصر منها ما هو ملكه ومنها ما هو من أوقاف المدارس ثم انها أحترقت مع كثير مسوداته فى أواخر عرمه ففقد أكثرها وتغير حاله بعدها وقال صاحب المعجم انه قبل احتراق كتبه كان مستقيم الذهن وأنشده بعضهم من نظمه مخاطبا له :-
لا يــــــــزعجك يا سراح الدين أن *** لعبت بكتبـك ألسن النيران
لله قد قربتها فتقبلــــــــــــــــــــــت *** والنار مسرعة الى القربان
وحكى ممن كان يتعجب منه عن بعض من سماه أنه دخل عليه يوما وهو يكتب فدافع اليه ذاك الكتاب الذى كان يكتب منه وقال له أمل على قال فأمليت عليه وهو يكتب الى أن فرغ فقلت له يا سيدى انتسخ هذا الكتاب فقال بل أختصره قال وهؤلاء الثلاثة الغراقى والبلقينى وابن الملقن كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن الاول فى معرفة الحديث وفنونه والثانى فى التوسع فى معرفة مذهب الشافعى والثالث فى كثرة التصانيف وقدر أن كل واحد من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة فاولهم ابن الملقن ثم البلقينى ثم العراقى وهو عند المقريزى فى عقوده وقال انه كان من أعذب الناس ألفاظا مات رحمه الله تعالى فى لسلة الجمعة ساس عش من ربيع الاول سنة أربغ وثمانمائة ودفن على أبيه بحوش سعيد السعداء وان على بن ع مر المترجم المذكورة ويعرف كأبيه بابن الملقن ولد فى سابع شوال سنة ثمان وستين وسبعمائة ونشأ مع أبيه الى دمشق وحماة واسمعه هناك فى كنف أبيه فحفظ القرآن العظيم وكتبا وعرض على جماعة وأجاز له جماعة بل رحل مع أبيه الى دمشق وحماة وأسمعه هناك على ابن اميلة وغيره من اصحاب الفخر وغيره ودرس فى جهات أبيه بعد موته وناب فى القضاء بالقاهرةى والشرقية وغيرهما كان ساكنا حيا ومات فيما أرخه العينى فى أوائل رمضان سنة سبع بمدينة بلبيس وحمل الى القاهرة ودفن عند أبيه بتربة سعيد السعداء وقد اختصر المبهمات لابن بشكوال مع زيادات له فيها رحمه الله تعالى ( أنتهى * من الصوء اللامع )