موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ضريح عفان بن سليمان البغدادى بمصر القدديمة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 25, 2012 5:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6438




ضريح سيدى عفان


تقول الدكتورة سعاد ماهر :
==============


هو عفان بن سليمان البغدادى المصرى المولد والنشأة والأصل ، اشتهر بالبغدادى نسبة لرحلته إليها وما أتبع ذلك من أحداث هامة أثرت على مجرى حياته .

مولد عفان بن سليمان
==========


ولد عفان بن سليمان فى القرن الثالث الهجرى فى عهد أحمد بن طولون ، وكان يعمل فى أول أمره خياطا بسيطا وكان يتردد كثيرا على جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون بالقطائع حتى حفظ القرآن الكريم وتفقه فى أمور دينه على يد علماء عصره الذين كان يحضر دروسهم ووعظهم فى المساجد العامة وكان لرقة حاله لا يؤجر حانوتا يمارس فيه حرفة الخياطة ولكنه اتخذ من داره التى يقيم بها فى مصر القديمة والتى تقع الآن بسوق الغنم والتى كان يحدها شمالا زقاق القناديل وشرقا سوق الوبر والى الغرب منها تقع دار الانماط ، حانوتا للخياطة *
وقد أزدهرت حرفة الخياطة فى مصر بازدهار وانتعاش الحالة الاقتصادية والتجارية فى مصر فى عهد أحمد بن طولون حتى بلغت الذروة فى عد ابنه خماروية الذى تولى ملك مصر سنة 271هـ بعد وفاة والده * وكان عفان يقوم بصنع الملابس لقطر الندى الى زفت إلى الخليفة المعتضد العباسى والتى أخذتها معها فى شوارع بغداد * ويحدثنا الشيخ عفان عن سبب ثرائه فيقول : إنه رأى فى المنام هاتفا لقول له أمض الى بغداد تستغن ن ثلاث ليالى متوالية فمضى إلى بغداد ودخل بها وجلس على دكان بها شهرا يخيط به فزاد به الوجد من المنام الذى رآه بمصر وتغير حاله على معلمه فقال له المعلم : أخبرنى ما بك ؟ قال له سافرت لأجل منام ولم أجده * فقال له وما هو؟ فقص له المنام ، فقال له المعلم هذه أضغاث أحلام ، أنا لى سنين كثيرة يقول لى هاتف امض إلى مصر تستغن ، فقال له كيف صوره ما قال لك ؟ فقال قال لى : امض الى الدار الفلانيى فإذا هى دار عفان فترك شيخنا معلمه فى بغداد وعاد إلى مصر فحفر الموضع الذى سماه المعلم له قبان فيه مال عظيم فعمل منه الخير والصدقات *
ويقول عنه القاضى ابن رستم : كان عفان تاجرا كثير المال ، لم يخلف قط عقار لذريته وإنما جعلها صدقة لله سبحانه وتعالى وكان لا يبيت فى كل ليلة حتى يطعم أهل خمسمائة بيت وفى كل موسم للحج يلقى الحجاج من العقبة بطعام من مصر وفى رواية ثانية للسخاوى يقول : اشترى له أحمد بن سهل ألف جمل من بر القمح فبلغ ثمنها الى ثلاثة أميال ، فخرج وجلس على باب داره وقال لأحمد بن سهل اجمع لى من يشترى هذا البر فجمع له الناس فلما قدموا له ثمنها قال والله لقد ادخرتها عند الله سبحانه وتعالى ففرقها على الأرامل والفقراء * ويحدثنا عن شيخنا عفان بنان بن محمد أبو الحسن الزاهد المشهور المعروف بالجمال أصله من واسط ونشأ ببغداد وسمع الحديث ثم انتقل الى مصر وسكنها الى أن مات بها سنة 315هـ وكان صاحب مقامات وكرامات ووزهد وعبادات فيقول إن عفان كان له إمام يصلى به وكان هذا الإمام من الصالحين لا يخرج من مسجده ليلا ولا نهارا فجاءه فجاءه فى بعض الأيام رجل وأودع عنده صندوقا فيه عشرة آلاف دينار ن وكان للإمام بنات فزوجهن جميعهن ، فلما كان فى بعض الأيام رأى زوجته تشترى سوارا بجملة من المال ، فقال لها الإمام من أين هذا الذى تشترين به هذا الشوار؟ فقالت له من عند الله تعالى فسكت وتركها ومضى فلما قضى صاحب الوديعة حجه جاء اليه وسلم عليه وكلب صندوقه فدخل للصندوق فلم يجد فيه شيئا فقال لزوجته اين الذى كان بالصندوق؟ فقالت له شورت به بناتك ، فقال شورت بوديعة الرجل ؟ ثم لطم رأسه وخرج الى الرجل فقال أمهل على إلى الغد واعتذر ومضى من ساعته ودق الباب على عفان فخرج له غلام عفان ثم عاد الى سيده وأخبره أن إمام المسجد قد وقف بالباب فتعجب عفان من ذلك وقال هذا شىء لم يكن قط ، فخرج اليه مسرعا وقال له ما الخبر؟ ففقص عليه قصته فقال له لا تخف واتنى بالصندوق فملأ فيه الأكياس كما كانت وأغلق الصندوق فما كان من الصبباح إلا وصاحب الوديعة يأتى ليأخذ الصندوق ولكن صاحب الصندوق تعرف علي ما فيه وقال هذا ليس بمالى فقص عليه عفان القصة وقال له أرجوا لا تفضح شيبتى فقبل الرجل رأس عفان وقال له جزاك الله عنى خيرا هذا المال للفقراء والأرامل وانصرف الرجل ، فذهب عفان بالصندوق إلى الإمام ليأخذ ماله فقال له أخى أخرجته لله فلا يرجع إلى أخرجته لأهل القرآن أو لمن يشور به ضعيفا أو أرملة أو ليكسو به عريانا ،
وقد ذاع صيت الشيخ عفان بين العام والخاص والغنى والفقير ويسعى الى مجلسه العلماء والملوك والمراء وكبار رجال الدولة والفقهاء وكان قاضى مصر الحسين بن صالح على ابن خيران الفقيه الشافعى يخلو به ويحدثه ويسأله عن الناس لكثرة ترددهم عليه فيرد عليهم الشيخ عفان قائلا ك لا تسألنى إلا عن نفسى وتقصيرها وعجزها من تأدية فرائض الله *

توفى الشيخ عفان سنة 326هـ
=================

ودفن بداره حيث يوجد ضريحه الآن بسوق الغنم بمصر القديمة ويقال إن الخليفة الحافظ لدين الله الفاطمى رأى فى المنام هاتفا يقول له يا عبد المجيد لم لا تزور قبر عفان بن سليمان فركب وزار قبره وأمر ببناء القبة القائمة حاليا كما أمر بصنع نافذة من النحاس يقف عندها الناس لقراءة الفاتحة له *
وفى عصر المماليك البحرية أراد السلطان بيبرس الذى تولى السلطنة بعد الناصر محمد بن قلاوون أن يأخذ شباك ضريح الشيخ عفان فجاءه هاتف فى المنام ونهره وقال له لا تفعل ذلك فلصاحب هذا القبر جاه عند الله سبحانه وتعالى فلما استيقظ أعاد الشباك غلى مكانه بعد أن خلعه *

ويقول السخاوى ايضا فى تحفة الأحباب :
======================


خليفة مصر وزيارته لقبر عفان : وقيل إن الحافظ لدين الله العبيدى خليفة مصر رأى فى المنام قائلا يقول له يا عبد المجيد لم لا تزور قبر عفان بن سليمان فركب وزار قبره ودعا عنده فى الشباك وكان قاضى مصر يخلو به ويحدثه ويسأله عن الناس فيقول له لا تسألنى إلا عن نفسى وتقصيرها وعجزها عن فرائض الله *

مآثر الشيخ عفان :
=========

واتفق أن رجلا فقيرا كان يعمل فى صنعته كل يوم بدرهم وربع درهم وله أولاد صغار فأشتهوا شيئا من الحلوى واشترى لهم بما عمل به فى ذلك اليوم نيدة ( وهى نوع من الحلوى ) فلما جاز عن طريق دار عفان عثر فى الأعدال فوقعت النيدة من يده وتبددت وعفان ينظر اليه وهو واقف لاهت فاستحضره عفان واستخبره عن قصته فأخبره بها فقال له عفان ارجع الى الاعدال فما كانت عليه نيدتك فخذه فوجد النيدة قد وقعت على عدل واحد فأخذه ومضى *

أسباب ثراء عفان وزهده :
==============


قيل ان سبب غنى عفان هذا أنه كان يعمل الخياطة فاشترى زنجيا شابا ليخدمه فلما كان فى بعض الأيام أمره عفان أن يوقد التنور ليخبز فيه فسجر التنور وأوقده فشهقت النار فى التنور ففرح العبد وطرب لشهيق النار فمضى إلى ثياب عفان التى كان يتجمل بها فالقاها فى النار وعمامته وكا ما كان لعفان فلما رأى عفان ما صنعه العبد رزقه الله تعالى الحلم والصبر فأعتق العبد وزوده وأخرجه ورجع عفان الى بيته فسمع الناس ما فعل العبد بعفان وما فعل عفان معه فى العتق فوقع لعفان فى قلوب الناس المحبة فجاء رجل من كبار تجار مصر الى عفان وقال عندى بضاعى تصلح للهند وقد أخترت ان تذهب لى بها ومهما ربحت فلك كذا واتفقا على ذلك فجهزه التاجر فخرج عفان ومعه البضاعة الى البحر المالح فسافر فيه الى عدن واقام بها ما شار الله ثم ركب البحر ودخل الى بحر الهند وباع ما كان معه من البضاعة وربح ثم رجع فعصفت عليه الريح فألقت الربح بالسفينة الى بلاد الزنوج فخافت التجار على انفسهم واموالهم ودخلوا الى البر استقبلهم الزنوج وجعلوا يأخذون رجلا رجلا يحملونه ويردونه الى السفينة ليعرضوه على ملكهم والملك لم يتكلم مع أحد منهم فلما اخذوا عفان أدخلوا على الملك فلما رآه قام اليه قبل يديه ورجليه ووقف بين يديه ففزع عفان من ذلك فقال له الملك الست عفان الخياط بمصر الذى اشتريت غلاما زنجيا وأحرق ثيابك ولم تؤذيه وقد اسأ اليك وأعتقته وعفوت عنه ؟ فقال عفان : نعم ايها الملك فقال الملك يا عفان أنا هو ذلك العبد الذى اعتقتنى وقد أعانى الله تعالى هذه النعمة ببركة إحسانك الى وجميع هذه المملكة لك وانا ملك على هؤلاء وأنت ملك على فحمد الله تعالى عفان على ذلك وقال له أيها الملك أنت لى كالوالد وبلادك لا تصلح لى ولا لمثلى فأمر له بسفينة وحمل فيها من الأموال مالا نهاية له ووهبه السفينة وجميع ما فيها وبعث معه من عبيده من وصله الى بلاد اليمن ثم إن عفان رجع من بلاد اليمن الى مصر ومعه مال لا يحصى فكان رحمه الله تعالى لا يرد سائلا وعمل الدور والحانات والدكاكين والحمامات وأوقف الكل لله عز وجل على الفققراء والمساكين .

وفاته :
====

وكانت وفاته فى ست وعشرين وثلاثمائه ولعفان هذا تراجم واسعة وخيرات كثيرة من اصطناع المعروف والبر للخاص والعام اختصرنا ذلك خوفا من الاطالة رحمة الله تعالى عليه والى جانب قبره قبر القاضى ابن رستم وكان صالحا جليلا متواضعا ذكره ابن الضراب فى طبقات القضاة وذكر له ترجمة وفى الجهة البحرية من قبر عفان قبر أحمد بن جعفر الريانى مات بعد الأربعمائة وله اخبار حسنة مع الفاطميين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط