موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 24, 2012 11:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6438

يا ساكن حميثره فوقك قبه منوره اروى العطاشا يا ابا الحسن بكاسات يا شاذلى معطره /مدد من غير عدد الى الابد






أبو الحسن الشاذلي



من كتاب سعادة الدارين فى الصلاة على سيد الكونين للشيخ النبهانى يروى رؤيا لسيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام فسألته : يا رسول الله صلاة الله علشرا لمن صلى عليك مرة واحدة غافلا أم حاضر القلب ؟
فأجاب المصطفى صلى الله عليه وسلم : صلاة الله عشرا لمن صلى على مرة غافلا وله مثل الجبال ملائكة تستغفر له ، أما من صلى على مرة حاضرة القلب فلا يعلم ثوابها إلا الله ..
هو القطب المنسب ( على ) بن ( عبد الله ) بن ( عبد الجبار ) كان كبير المقدار عالى المنار ينتهى نسبه إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب أخو الإمام الحسين رضى الله تعالى عنهما جميعا *
مولده :
====

ولد رضى الله تعالى عنه سنة 592 هـ فى بلدة تسمى ( غمارة )(( وغمارة إحدى قبائل البربر بشمال المغرب (جبال الريف)وهي فرع من المجموعة القبلية الكبرى مصمودة، كانت في الماضي تمتد على الجزء الغربي من جبال الريف. انقسمت غمارة إلى عدد كبير من القبائل تحمل أسماء فرعية وهي التي تعرف بقبائل جبالة، بينما لا تزال مجموعة منها تحمل الاسم الأصلي القديم (غمارة) وهي واقعة في شرق جبالة على ساحل البحر المتوسط )) قريبا من مدينة سبتة بالمنطقة التى إليها ينسب ولى الله تعالى العالم الربانى سيدى عبد الرحيم القناوى *
حفظ القرآن الكريم والآحاديث النبوية وعلوم الشرع وهو ضغير السن * ولما آن الآوان ليظهره الله بركة فى كل زمان * قذف فى قلبه نور العرفان * بأنه لا يتم للعالم سلوك القوم إلا بصحبة أخ صالح وشيخ ناصح * ومن هنا سافر إلى بغداد سعيا وراء شيخ خبير يدله على الطريق بسابق خبرته * وهناك التقى بعدد من الأولياء ومنهم سيدى أبى الفتح الواسطى الذى مقامه بالأسكندرية حاليا وفى بغداد أخبره أحد الأولياء بقوله : إنك تبحث عن القطب بالعراق مع أنه موجود ببلدك فأرجع إليها ، تجده بها ، وعاد سيدى أبو الحسن إلى بلاده ويقول : لما قدمت عليه وهو ساكن بمغارة فى رأس الجبل ، أغتسلت بعين فى أسفل الجبل ، وخرجت من علمى وعملى وطلعت إليه فقيرا وإذا به هابطا إلى ، مستقبلا لى قائلا : مرحبا بـ ( على ) بن ( عبد الجبار ) وذكر نسبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لى : صعدت إلينا فقيرا من علمك وعملك فأخذت غنى الدنيا والآخرة ، فأقمت عنده أياما ، إلى أن فتح الله على بصيرتى ، وهذا القطب هو سيدى ( عبد السلام بن مشيش ) عاش عمره فى العبادة وكان فى العلم فى زيادة وينتهى نسبه إلى حليم آل البيت سيدنا الحسن بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم أجمعين ومقام سيدى عبد السلام بن مشيش بالمغرب *
وبدأ سيدنا أبو الحسن بالمغرب رحلته إلى ( شاذلة ) احدى المدن التونسية حيث أتجه إلى جبل ( زغوان )




جبل يقع قرب مدينة زغوان بتونس كما هو وضح بالخريطة وصورة لمنظر الجبل بتونس
يبلغ طول جبل زغوان 9 كلم ويرتفع إلى علوّ 1295 م. ويتميّز هذا الجبل بالصّخور الجيريّة الكلسيّة المتكسّرة. وببساطة هو كناية عن سلسلتين متوازيتين من الجبال يفصلها واد يُسمّى واد القلب




للتفرغ للعبادة وصحبه فى هذه الرحلة الولى الصالح محمد الحبيبى ( ومسجده ومقامه بشارع السد خلف مسجد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها ) والذى يذكر لنا أن الملائكة وأرواح الأولياء كانت تحف بسيدى أبى الحسن يتحادثون معه ويسمع منهم وليس هذا بغريب ففى القرآن الكريم يقول الله العظيم *( إن الذين قالوا ربنا الله ثم أستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ، ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) *

ويقول الإمام أبو حامد الغزالى رضى الله عنه :
========================

من أول الطريق تبدأ المكاشفات حتى أنهم فى يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون أصواتهم ويقتبسون منهم فوائد وورد فى صحيح البخارى أن : سيدنا عمر بن حصين كانت تكلمه الملائكه ** ثم أنتقل سيدى أبو الحسن من شاذلة إلى تونس وتذكر المراجع أنه تعرض فيها لمتاعب الحاسدين حيث نصره الله عليهم ورأى النبى صلى الله عليه وسلم فى الرؤبا يقول : يا على أنتقل إلى الديار المصرية فإنك تربى فيها أربعين صديقا ، فرحل إلى مصر بادئا بالاسكندرية حيث تزوج منها ورزقه الله فيها بالذرية الصالحة وكان الشاذلى حيث يتحلى دائما بالثياب الحسنة وكان يقول إعرف الله وكن كيف شئت ومن عرف الله فلا عليه أيضا إن أكل هنيئا مريئا وكان يأمر غلامه فيقول / يا بنى برد الماء فإنك إذا شربت الماء ساخن فقلت الحمد لله تقولها بكزازة ، وإذا شربت الماء بارد فقلت الحمد لله أستجاب كل عضو منك بالحمد لله وكان الشاذلى يركب الخيل ويقول : لا تسرف بترك الدنيا فتغشاك ظلمهتا ، أو نحن أعضاؤك لها فترجع لمعانقتها بعد الخروج منها ومن الإسكندرية كتب سيدى أبو الحسن إلى بعض أصدقائه قائلا : ( أكتب إليكم من الإسكندرية حرسها الله ونحن فى سوابغ نعم الله نتقلب وكان قد وصل إلى الإسكندرية ومعه بعض تلاميذه حيث أقاموا بمنطقة ( كوم الدكة ) حيث ألتف حوله خيرة الأولياء والعلماء منهم سيدى أبو العباس المرسى وسيدى أبو القاسم القبارى والشيخ مكين الدين الأسمر وبقية ممن تذخر بهم الإسكندرية حينئذ ** وكان رضى الله عنه يعقد حلقاته فى مسجد العطارين حيث تقوم دروسه على الكتاب والسنة والسعى فى طلب الرزق ثم أنتقل إلى القاهرة حيث كان يلقى دروسه بمسجد المقياس بالروضة أو المدرسة الكاملية التى أنشأها السلطان الكامل ابن أخ السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى فى أوائل القرن السابع الهجرى واوقف عليه أعيانا كثيرة لتدريس علوم الحديث بصفة خاصة حيث سميت بدار الحديث
فالسائر إلى الله إذا أدى الفرائض واجتنب المنهيات وأحب الله ورسوله كان وصوله إلى الله أسرع ممن جاهد نفسه بالمجاهدات والرياضات والعبادات مع افتقاد الحب الذي هو جناح الطيران إلى حضرة الرحمن، وكل منهما المجتهد في العبادات والمحب مع إقامة الفرائض يرجى لهما الوصول، بل إن المحبين مجتهدون في عبادتهم ففى الحديث القدسي : "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه * فالمحب من فرط حبه لله يكثر من النوافل بعد إقامته للفرائض محبة في حبيبه خالصة له لا يدنس عبادته دنس رياء ولا يفسدها عجب، فهو بمحبته غائب عن حظ نفسه في العبادة بل هي خالصة لله رب العالمين.


خلوة سيدي أبي الحسن الشاذلي بمدينة تونس
معاصروه
=========
ابن الحاجب
• العز بن عبد السلام
• ابن دقيق العيد
• ابن الصلاح
• عبد العظيم المنذري


من أتباعه
======
يعتبر الشيخ أبو العباس المرسي أبرز أتباع الشيخ، حيث يقول عنه أبو الحسن: «يا أبا العباس ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا، وأنا أنت»

بعض أحزاب أبي الحسن الشاذلي
==================

حزب البحر
=====
اللهم يا علي، يا عظيم، يا حليم، يا عليم، آنت ربي وعلمك حسبي، فنعم الرب ربي ونعم الحسب حسبي، تنصر من تشاء وآنت العزيز الرحيم، نسالك العصمة في الحركات والسكنات والكلمات والارادات والخطرات من الشكوك والضنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب، فقد ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا، وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا، فثبتنا وانصرنا، وسخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى ، وسخرت النار لإبراهيم ، وسخرت الجبال والحديد لداود ، وسخرت الريح والشياطين والجن لسليمان ، وسخر لنا كل بحر هو لك في الأرض والسماء، والملك والملكوت، وبحر الدنيا وبحر الآخرة، وسخر لنا كل شيء، يا من بيده ملكوت كل شيء، كهيعص، كهيعص، كهيعص، انصرنا فانك خير الناصرين، وافتح لنا فانك خير الفاتحين، واغفر لنا فانك خير الغافرين، وارحمنا فانك خير الراحمين، وارزقنا فانك خير الرازقين، واهدنا ونجنا من القوم من القوم الظالمين، وهب لنا ريحا طيبة كما هي في علمك، وانشرها علينا من خزائن رحمتك، واحملنا بها حمل الكرامة مع السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة انك على كل شيء قدير، اللهم يسر لنا أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا، مع السلامة والعافية في ديننا ودنيانا، وكن لنا صاحبا في سفرنا، وخليفة في أهلنا، واطمس على وجوه أعدائنا، وامسخهم على مكانتهم فلا يستطيعون المضيء ولا المجيء إلينا، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فآني يبصرون، ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون، يس، والقران الحكيم، انك لمن المرسلين، على صراط مستقيم، تنزيل العزيز الرحيم، لتندر قوما ما انذر آباؤهم فهم غافلون، لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون، انا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، وعنت الوجوه للحي القيوم، وقد خاب من حمل ظلما، طس، حمعسق، مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، (حم، حم، حم ,حم ,حم ,حم ,حم) حُم الآمر، وجاء النصر، فعلينا لا ينصرون (حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا اله إلا هو إليه المصير) ,بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا، كهيعص كفايتنا، حمعسق حمايتنا (فسيكفكهم الله وهو السميع العليم – ثلاثا -)، ستر العرش مسبولا علينا، وعين الله ناظرة إلينا، بحول الله لا يقدر علينا، والله من ورائهم محيط، بل هو قران مجيد في لوح محفوظ، (فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين – ثلاثا -)، (إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين – ثلاثا -)، (فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، – ثلاثا-)، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم – ثلاثا -)، (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – ثلاثا -)، وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين

قالوا عنه
سيدى أبو الحسن الشاذلى
==============



وهو الولى الصالح والقطب العارف أبو الحسن علي الشاذلي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف الأدريسي الحسني العلوي الهاشمي .
وقد ولد فى مدينة غمارى بمدينة سبتة المغربية وتعلم فيها الدين وحفظ القرأن وتفقه على مذهب الإمام مالك , ومنها هاجر إلى العراق فى بداية حياته لطلب العلم فقال له الشيخ أبي الفتح الواسطى العراقى ( تبحث عن العلماء بالعراق وهم في بلادك ؟، إنّه الشيخ عبد السلام بن مشيش ) فعاد أبو الحسن إلى المغرب وتتلمذ على يد بن مشيش سنوات طويلة حتى امره الشيخ عبدالسلام بن مشيش بالسفر إلى أفريقة للدعوة , وسافر الإمام إلى أفريقية واستقر فى مدينة يقال لها شذلة ومنها جاء لقبه بالشاذلى ومن بعدها كثر ترحال أبو الحسن حتى قدم إلى مصر وعاش بين أهلها وأقام فى الأسكندرية وتتلمذ على يديه فى مصر المرسي أبوالعباس صاحب المقام المشهور فى الأسكندرية , ومن المشهور عن سيدى أبو الحسن الشاذلى أنه جاب ألاراضى المصرية فى شيخوخته أيام حملة لويس التاسع الصليبية على دمياط داعيا إلى الجهاد , وأنه شارك فى المعارك فكان يحارب بالنهار ويستغيث بالله ليلا ومكث يجاهد حتى كتب الله النصر للجيش المصرى على الصلبيين الذى وقع ملكهم لويس التاسع فى الأسر , وظل فى مصر حتى قرر حج بيت الله فى أخر أيامه وعندما وصل إلى مدينة القصير المصرية على البحر الأحمر لركوب البحر إلى الأراضى الحجازية صعد السر الإلهى إلى بارئه عز وجل ودفن الإمام ابو الحسن علي الشاذلى الادريسي فى مدينة القصير وبها ضريحه ومسجده إلى اليوم .

================================

سيرة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه
============================



نسبه
====

هو القطب الكبير والغوث الشهير المربي المرشد الكامل شيخ الطريقة الشاذلية وإمامها سيدي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي يصل نسبه إلى سيدنا عبد الله بن الحسن المثنى بن سيدنا الحسن رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بن سيدنا علي رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة البتول رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الإمام البوصيري رضي الله عنه صاحب البردة في مدح سيدي أبي الحسن رضي الله عنه

أما الإمام الشاذلي طريقه
في الفضل واضحة لعين المهتدي

قطب الزمان وغوثه وإمامه
عين الوجود لسان سرّ الموجدي

ساد الرجال فقصّرت عن شأوه
همم المآرب للعلى والسؤدد

فتلقّ ما يلقي أليك فنطقه
نطق بروح القــدس أي مؤيد



ولادته ومنشؤه وطلبه للعلم
================
ولد رضي الله عنه سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بقبيلة الأخماس الغمارية وببلدته نشأ وحفظ القرآن وطلب العلم ورحل لفاس فقرأ على كبار علماء وقته حتى أصبح من كبار العلماء بحيث كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة ، ثم تاقت نفسه لعبادة الله عز و جل فتزهد وتنسك وجاهد نفسه وراضها صياماً وقياماً وتلاوة وذكراً وساح وجال ولزم الخلوة والانقطاع عن الناس , أخذ أولاً الطريقة على وجه التبرك بفاس عن الشيخ ولي الله سيدي محمد بن حرازم بن سيدي علي بن حرازم

بحثه عن المرشد الكامل
ثم جعل يطلب القطب فبلغ به المطاف إلى العراق فاجتمع بالعارف بالله أبي الفتح الواسطي فقال له تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك فرجع إلى المغرب فوصف له وليّ هناك وكان برأس الجبل فصعدت إليه فما وصلت إليه إلا ليلاً وكان الشيخ سيدي عبد السلام بن مشيش فأفاض الشيخ عليه من العلوم مما لا يحصيه مخلوق وأخبره بما سيحدث له وأنه سوف يؤذى في الله وسيتكلم عليه الناس فتركه وتوجه إلى الديار الشرقية فمر في طريقه على تونس وأقام بها مدة في شاذلة حيث نسب إليها

معاناته والفتنة التي حدثت له
ولما شاع أمره وذاع صيته في بلاد المغرب (تونس) وأصبح عارفاً بالله وتصدّر للإرشاد تكالب عليه الأعداء والحسدة من كل جانب ورموه بالعظائم وبلغوا في أذيته حتى منعوا الناس من مجالسته وقالوا إنه زنديق ولما أراد السفر إلى مصر كتبوا إلى سلطان مصر مكاتبات : إنه سيقدم عليكم من مصر مغربي من الزنادقة أخرجناه من بلادنا حين أتلف عقائد المسلمين وإياكم أن يخدعكم بحلاوة منطقه فإنه من كبار الملحدين ومعه استخدامات من الجن فما وصل الشيخ إلى مدينة الإسكندرية حتى وجد الخبر بذلك سابقاً على مقدمه فقال حسبنا الله ونعم الوكيل فبالغ أهل الإسكندرية في إيذائه ثم رفعوا أمره إلى سلطان مصر وأخرجوا له مراسيم فيها ما يباح به دم الشيخ فمد يده إلى سلطان المغرب (تونس) وأتى منه بمراسيم تناقض ذلك فيها من التعظيم والتبجيل ما لا يوصف فتحير السلطان وقال العمل بهذا أولى وأكرمه ورده إلى الإسكندرية مكرماً

معاصروه وتلامذته
==========
لقد عاصر سيدي أبا الحسن عدد كبير من العلماء والفقهاء الذين كانوا تلاميذ له أيضاً يحضرون درسه ويمشون بين يديه من هؤلاء

1 - ابن الحاجب فقيه مالكي واسمه عثمان بن عمر نشأ بالقاهرة وسكن دمشق وتوفي بالإسكندرية عام 646 ه

2 - العز ابن عبد السلام سلطان العلماء الفقيه الشافعي الذي بلغ رتبة الاجتهاد نشأ في دمشق ونقم على حاكمها فخرج منها قاصداً مصر لتجمعه الأقدار مع قطب الزمان سيدي أبي الحسن رضي الله عنه الذي لما سمع كلامه خرج من مجلسه قائلاً اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد بالله توفي رحمه الله بالقاهرة

3 - ابن دقيق العيد الذي انتهت إليه رئاسة الفتوى في المذهب الشافعي توفي بالقاهرة وقبره هناك

4 - عبد العظيم المنذري الحافظ الكبير الذي تولى مشيخة دار الحديث في القاهرة صاحب كتاب الترغيب والترهيب توفي بالقاهرة عام 656

5 - ابن الصلاح عثمان ابن عبد الرحمن أحد الفضلاء المقدمين في التفسير والحديث والفقه صاحب كتاب أنواع علم الحديث الذي عرف بمقدمة ابن الصلاح

وأما تلاميذه الذين سلكوا على يديه فأكثر من أن يحصوا فلقد هوت أفئدة أهل مصر إليه وكان له عدة تلاميذ حملوا عنه الدعوة إلى الدين من هؤلاء :

سيدي أبو العباس المرسي صاحب سره رضي الله عنه دفين الإسكندرية ذو الحال العجيب والوجه الصبوح الذي باهى به شيخه سيدي أبو الحسن الشاذلي عليكم بأبي العباس يأتي إليه الأعرابي يبول على ساقيه فيخرج من عنده عارفاً بالله توفي سنة 686 ولو لم يوجد غيره لكفى

أقواله
===
o عليك بالاستغفار ولو لم يكن هنالك ذنب فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله وهو المعصوم عن الخطأ فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب والذنب
o إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف فإن الله عز وجل قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في الكشف ولا ينبغي العمل بالكشف إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة
o إذا عرض لك عارض يصدك عن الله فاثبت
o إذا كثرت عليك الوساوس فقل سبحان الملك الخلاق{ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز } .
o لا تجد الروح والمدد ولا يصح لك مقام الرجال حتى لا يبقى في قلبك تعلق بعلمك ولا جدك ولا اجتهادك وتيأّس من الكل دون الله عز وجل .
o لا تشم رائحة الولاية وأنت غير زاهد في الدنيا وأهلها
o أسباب القبض ثلاثة ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك
o من دلك على المعبود فقد أراحك ومن دلك على العبادة فقد أتعبك والشيخ من دلك على الراحة لا من دلك على التعب
o من أراد عز الدارين فليدخل في مذهبنا يومين فقال له قائل كيف لي بذلك قال فرّق الأصنام من قلبك وأرح من الدنيا بدنك ثم كن كيف شئت فإن الله لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب إنما يعذبه على تعب يصحبه التكبر
o من لم يزدد بعلمه وعمله افتقاراً إلى الله وتواضعاً لخلقه فهو هالك
o إن كنت مؤمناً موقناً فاتخذ الكل عدواً كما قال إبراهيم عليه السلام { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين }.
o الصادق الموقن لو كذبه أهل الأرض لم يزدد بذلك إلا تمكيناً
o لا تركن إلى علم ولا مدد وكن بالله واحذر أن تنشر علمك ليصدقك الناس وانشر علمك ليصدقك الله تعالى
o العلوم على القلوب كالدراهم والدنانير في الأيدي إن شاء الله تعالى نفعك بها وإن شاء ضرك
o مريد واحد يصلح أن يكون محلاً لوضع أسرارك خير من ألف مريد لا يكونون محلاً لوضع أسرارك
o من ادعى فتح عين قلبه وهو يتصنّع بطاعة الله تعالى أو يطمع فيما أيدي خلق الله فهو كاذب
o التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية
o أبى المحققون أن يشهدوا غير الله تعالى لما حققهم به من شهود القيومية وإحاطة الديمومية
o لن يصل العبد إلى الله وبقي معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيآته
o إن من أشقى الناس من يحب أن يعامله بكل ما يريد وهو لا يجد من نفسه بعض ما يريد وطالب نفسك بإكرامك لهم ولا تطالبهم بإكرامهم لك { لا تكلف إلا نفسك }
o إن أردت أن تكون مرتبطاً بالحق فتبرأ من نفسك واخرج عن حولك وقوتك
o أربع لا ينفع معهم علم حب الدنيا ونسيان الآخرة وخوف الفقر و وخوف الناس
o لا تسرف بترك الدنيا فيغشاك ظلمتها وتنحل أعضاؤك لها فترجع لمعانقتها بعد الخروج منها بالهمة أو بالفكرة أو بالإرادة أو بالحركة
o خصلتان إذا فعلها العبد صار إمام الناس من أهل عصره الإعراض عن الدنيا واحتمال الأذى من أهلها
o خصلة واحدة تحبط الأعمال لا ينتبه لها كثير من الناس وهي سخط العبد على قضاء الله تعالى { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم }
o كل حسنة لا تثمر نوراً أو علماً في الوقت فلا تعدلها أجر وكل سيئة أثمرت خوفاً من الله تعالى ورجوعاً إليه فلا تعد لها وزراً
o حسنتان لا يضر معهما كثرة الذنوب الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله
o من اعترض على أحوال الرجال فلا بد أن يموت قبل أجله ثلاث ميتات أخر موت بالذل وموت بالفقر وموت بالحاجة إلى الناس ثم لا يجد من يرحمه منهم
o سألت الله أن يجعل القطب من طريقتي فإذا النداء : يا علي قد استجبنا لك
o كان رضي الله عنه يقول:إذا عرضت لك حاجة فأقسم على الله بي
o لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبتلى بأربع : شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهال وحسد العلماء , فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به
• كلامه رضي الله عنه كثير وعال وكبير تركناه مخافة التطويل والله الموفق.

كتبه
• ===
ليس لسيدي أبي الحسن الشاذلي أية كتب لكن لديه مقولة مشهورة عندما سأله أحد الناس هل لديك كتب فقال سيدي أبي الحسن رضي الله عنه { كتبي أصحابي }

أقوال العلماء فيه
أخبر مكين الدين الأسمر سيدنا ابن عطاء الله السكندري ما ذكره في كتابه ( لطائف المنن ) الذي دونه في سيرة سيدي أبي الحسن وتلميذه سيدي أبي العباس المرسي قال : حضرت بالمنصورة في خيمة فيها الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ محي الدين بن سراقة والشيخ محمي الدين الأخيمي والشيخ أبو الحسن الشاذلي ورسالة القشيري تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ أبو الحسن صامت إلى أن فرغ كلامهم .
فقال الأسمر يا سيدي نريد أن نسمع منك فقال أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم فقالوا لا بد أن نسمع منك قال فسكت الشيخ ساعة ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الجليلة فقام الشيخ عز الدين بن عبد السلام وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله

وقال مكين الدين الأسمر أيضاً الناس يدعون إلى باب الله عز وجل وأبو الحسن رضي الله عنه يدخلهم على الله

قال وارث سره سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه لقد صحبت رأساً من رؤوس الصديقين وأخذت عنه سراً لا ينال إلا لواحد بعد واحد وإليه أنتسب وبه أفتخر إنه سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه

قال تقي الدين بن دقيق العيد ما رأيت أعرف بالله من الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه

قال الشيخ أبو عبد الله الشاطبي كنت أترضى على الشيخ في كل ليلة كذا وكذا مرة وأسأل الله به في جميع حوائجي فأجد القبول في ذلك معجلاً فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له يا رسول الله إني أترضى على الشيخ أبي الحسن في كل ليلة وأسأل الله به في حوائجي أفترى عليّ في ذلك شيئاً فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الحسن ولدي حس ومعنى والولد جزء من الوالد فمن تمسك بالجزء فقد تمسك بالكل وإذا سألت الله بأبي الحسن فقد سألته بي

ولسره العجيب وحاله المهيب كان يحضر مجلسه أكابر العلماء في عصره كابن الحاجب المالكي وابن عبد السلام عز الدين سلطان العلماء وابن دقيق العيد الفقيه الشافعي وعبد العظيم المنذري صاحب كتاب الترغيب والترهيب وابن الصلاح المحدث المعروف وابن عصفور حامل لواء العربية في الأندلس فكانوا يحضرون درسه في المدرسة الكاملية في القاهرة ويمشون بين يديه إذا خرج

حجه ووفاته
توفي سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه بصحراء عيذاب بمصر في طريقه للحج سنة ست وخمسين وستمائة ولا يزال ضريحه موجوداً إلى الآن وقد جدد بناؤه مع غرف للزوار في هذا العصر على يد بعض المصريين تغمده الله بواسع مغفرته وأدخله فسيح جناته وجعلنا من السائرين على نهجه والملتزمين بطريقته و الحمد لله رب العالمين
• ترجمة الشيخ أبي الحسن الشاذلي وماخصه الله به
• ============================
• من عظيم البركات وعجيب الكرامات وخوارق العادات

قال العالم العلامة العارف بالله تعالى أبو الفضل سيدي عبد القادر بن مغيزيل الشاذلي الولي الشهير المتوفى 894 هـ في كتابه الكواكب الزاهرة في اجتماع الأولياء يقظة بسيد الدنيا والآخرة في ترجمة الشيخ أبي الحسن الشاذلي نفعنا الله به مانصه
هو السيد الأجل الكبير القطب العارف الوارث المحقق الرباني صاحب الإشارات العلية والحقائق القدسية والأنوار المحمدية والأسرار الربانية والمنازلات العرشية الحامل في زمانه لواء العارفين والمقيم دولة علوم المحققين كهف قلوب السالكين وقبلة همم المريدين وزمزم أسرار الواصلين وجلاء قلوب الغافلين ، منشئ معالم الطريقة بعد خفاء ءاثارها ومبدي علوم الحقيقة بعد ضعف أنوارها ومظهر عوارف المعارف بعد خفائها واستتارها ، الدال على الله تعالى وعلى سبيل جنته والداعي على علم وبصيرة إلى جنابه وحضرته أوحد أهل زمانه علما وحالا ومعرفة ومقالا ، الشريف الحسيب النسيب ذو النسبتين الطاهرتين الجسدية والروحية والسلالتين الطيبتين الغيبية والشاهدية والوراثتين الكريمتين الملكية والملكوتية المحمدي الصلوي الحسني الفاطمي الصحيح النسبتين والكريم العنصرين فحل الفحول إمام السالكين علي الشاذلي الذي تغنيك سمعته عن مدح ممتدح أوقول منتحل ، الأستاذ المربي الكامل أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز ، بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع ، بن ورد ، بن بطال بن أحمد ، بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

جاء في طريق الله تعالى بالأسلوب العجيب ، والنهج الغريب ، والمسلك العزيز القريب ، جمع في ذلك بين العلم والحال والهمة والمقال ، اشتملت طريقته على السلوك والجذب والمجاهدة والعناية ، واحتوت على الأدب والقرب والتسليم والرعاية ، شيدت بالعلمين الظاهر والباطن من سائر أطرافها ، وقرنت بصفات الكمال شريعة وحقيقة من جميع أكنافها ، تيامنت عن سكر يؤدي إلى تعدي الآداب الشرعيات وتياسرت عن صحو يفضي إلى الحجاب وتدلت على حقائق التوحيد وأسرار المشاهد وتسامت عن انقباض يوقع في الإنكماش وسوء الظن وتحجبت عن روح الرجاء ولذاذة الشوق والطلب وتناءت عن انبساط ينزل بصاحبه عن مقام الإحتشام والحياء ويؤول به إلى سوء الأدب ، فاستوت بتوفيق الله تعالى في نقطة الإعتدال ، وظفرت بهداية الله دون كثير من الطرق بوصف التوسط والكمال ، ثم قال أيضا : وأما جلالة هذا السيد الكبير سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه خصوصا فهو أمر قد ظهروانتشر ، وشاع في البدوة والحضر ، وهو أستاذ هذه الطائفة ورأس طريقهم وحامل لواء جيشهم وعلى يديه بسقت أغصانها وأينعت ثمارها ، وبعناية الله تعالى فيه وعظيم منته رسخت أصولها وفاحت أزهارها ، وبما أودع الله فيه وخصه به من النور المحمدي هتفت حمائمها ، وانهزم جيش ظلام غوايتها ، وطلعت في نهار شهودها شموس معارفها وفي ليل رجوعها إلى خدورها بشموسها وأقمارها ظهر رضي الله عنه وعنا به ءامين ، ونشر أشياخه المتقدمين ، وأسس القواعد لأتباعه المتأخرين

من أخبار الشيخ أبي الحسن الشاذلي - رضي الله عنه -:

اجتمع على إثبات ولايته وعظيم خصوصيته من كان في زمانه من أولياء الله العارفين ، واعترف بعلو منزلته من عاصره من أكابر علماء الدين ، أما الأولياء العارفون فقد ذكره الشيخ الصفي بن أبي المنصور رحمه الله تعالى في رسالته وأثنى عليه الثناء العظيم على حسب معرفته به ، وذكره الشيخ ابن النعمان وشهد له بالقطبية ، وذكره الشيخ قطب الدين القسطلاني في جملة من لقيه من المشايخ ، وقد ذكر الشيخ الإمام تاج الدين بن عطاء الله - رضي الله عنه - في كتابه الموسوم بلطائف المنن في فضائل الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن من ذلك جملة كافية مقنعة تنشرح بمطالعتها الصدور ، ويزداد المحب بأنوارها وبسماعها نورا على نور ، قلت وممن ترجمه من أكابر الفقهاء المتأخرين شيخ الإسلام ابن الملقن في طبقات الأولياء وغيره من الأيمة ممن عاصره وتأخر بعده وكان رضي الله عنه متبحرا في سائر علوم الدين بحيث لم يدخل في طريق الله حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة

سلوكه طريق القوم:

قال ابن الصباغ في درة الأسرار وتحفة الأبرار : وأما مولده - رضي الله عنه - فبغمارة ثم دخل مدينة تونس صغيرا وتوجه إلى الديار المصرية - وحج حجات كثيرة ودخل العراق ، قال رضي الله عنه : لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله وكان مطلبي القطب فقال لي بعض الأولياء : أنت تطلب القطب وهو ببلادك ارجع إلى بلادك تجده ، فرجع إلى بلاد الغرب إلى أن اجتمع بأستاذه وهو الأستاذ العارف الشيخ الصديق القطب الغوث أبو محمد عبد السلام بن بشيش ، قال رحمه الله : لما قدمت عليه وهو ساكن بمغارة في راقطة في رأس الجبل اغتسلت في عين أسفل ذلك الجبل وصرت على طهارة وخرجت عن علمي وطلعت إليه فقيرا وإذابه هابط إلي وعليه مرقعة وعلى رأسه قلنسوة من خوص ، فقال لي : مرحبا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار فذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي : ياعلي طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة ، قال : فأخذني منه الدهش وأقمت عنده أياما إلى أن فتح على بصري ، ورأيت له خرق عادات ، فمنها أني كنت جالسا بين يديه وفي حجره ابن له صغير فخطر ببالي أن أسأله عن اسم الله الأعظم فقال : فقام إلي الولد ورمى بيده في طوقي وهزني وقال يا أبا الحسن أنت أردت أن تسأل الشيخ عن اسم الله الأعظم ، إنما الشأن أن تكون أنت هو اسم الله الأعظم ، يعني أن سر الله مودع في قلبك ، قال : فتبسم الشيخ وقال لي : جاوبك فلان عني ، وكان إذ ذاك قطب الزمان ثم قال لي : ياعلي ارتحل إلى إفريقية واسكن ببلد تسمى شاذلة ، فإن الله عز وجل يسميك الشاذلي وبعد ذلك تنتقل إلى الديار المصرية وبها ترث القطابة فقلت له : يا سيدي أوصني ، فقال : ياعلي : الله الله ، والناس الناس ،( في هامش المخطوط : الأول إغراء والثاني تحذير ) ترد لسانك عن ذكرهم وقلبك عن التماثيل في قبلهم وعليك بحفظ الجوارح وأداء الفرائض وقد تمت ولاية الله عندك ولا تذكرهم إلا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك ، وقل اللهم ارحمني من ذكرهم ومن العوارض من قبلهم ، ونجني من شرهم ، وأغنني بخيرك من خيرهم وتولني بالخصوصية من بينهم ، إنك على كل شيء قدير ، قال ابن الصباغ رحمه الله -:
ولما توجه عن أستاذه إلى إفريقية وأمره بالنقلة إلى شاذلة وصل إلى مدينة تونس إلى جهة مصلى العيد فتلقى بها حطابا من أهل شاذلة قال فخرجت معه متوجها إليها على نحو ما أمر الأستاذ به ، فنسي الحطاب حاجة في السوق فرجع قاصدا إليها وترك الحمار عندي ، فلما توجه قال في نفسه هذا رجل غريب يهرب لي بالحمار وأبقى في عدمه ، فناداه الشيخ فرجع إليه فقال له : يارجل خذ حمارك معك وأنتظرك حتى تعود إلي لئلا أهرب لك بالحمار على زعمك وتبقى في عدمه ، فقال الحطاب في نفسه : والله ما اطلع على هذا إلا الله تعالى فبكى وعلم بولايته فجعل يقبل يديه ويسأله الدعاء ثم انصرف لحاجته وعاد إليه فحلف عليه أن يركب الحمار وأردفه خلفه قال : فمشينا قدر الميل ، وإذا بالشيخ نزل ، وإذا نحن عند الساقية بطرف شاذلة قال : فأخذني الدهش وهجمت عليه وقلت له يا سيدي أنا مبتلى بالفاقة أحتطب الحطب وأبيعه فما أصل إلى القوت إلا بعد جهد ، وكان في طرف ردائي شعير اشتريته برسم قوت العيال وعلف الحمار فقال لي هات ذلك الشعير فحللت طرفي ، فأدخل يده فيه وقال : اجعل ذلك الشعير في قفة وأغلق عليه وأدخل يدك وكلوا منه وما بقيت تشتكي الفاقة أبدا أسأل الله أن يغنيك ويغني ذريتك فلم ير في ذريته فقير إلى الآن ، قال : فجعلت أدخل يدي وأخرج وأنصرف وحرثت على الحمار وزرعت منه فوجدت إصابة كبيرة وحللت عليه وكلته فوجدته على نحو ما كان فلما دخلت عليه قال لو لم تكله لأكلتم منه ما دام عندكم ، وكان أول من صحبه بشاذلة الشيخ الإمام الولي المكاشف أبو محمد عبد الله بن سلامة الحبيبي من شاذلة كان يدخل مدينة تونس ويحضر مجلس الإمام العارف بالله تعالى أبي جعفر الجاسوس قال : فأخذت بيده يوما فقلت له : يا سيدي : أتخذك شيخي ، فقال لي : يا بني ارتقب أستاذك حتى يصل من الغرب ، حسني من كبار الأولياء هو أستاذك وإليه تنسب ، وكان يرتقبه وكل من الفقراء المغاربة يصحبه حتى قدم الشيخ إلى شاذلة فاجتمع به وصحبه ولازمه ، وتوجه معه إلى جبل زغوان (جبل بتونس كان مأوى للصالحين) تعبد معه وجاهد معه وقتا طويلا ورأى منه كرامات كثيرة ، فمنها ماحكى عنه قال : قرأ يوما على زغوان سورة الأنعام إلى أن بلغ قوله تعالى : ( وإن تعدل كل عدل لايؤخذ منها ) أصابه حال عظيم ، وجعل يكررها ويتحرك فكلما مال إلى جهة مال الجبل نحوها حتى سكن الشيخ فسكن الجبل ، قال ابن الصباغ : وحدثنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي الأبري المعروف بالخطابي قال : قلت يوما لسيدي أبي محمد عبد الله الحبيبي : أخبرني عن بعض ما رأيت لسيدنا أبي الحسن الشاذلي قال : رأيت أشياء كثيرة وسأحدثكم بعض ذلك ، أقمت معه بجبل زغوان أربعين يوما أفطر على العشب وورق الدفلى - ( شجر مر أخضر حسن المنظر يكون في الأودية ) - حتى تقرحت أشداقي فقال لي : يا عبد الله كأنك اشتهيت الطعام فقلت : يا سيدي نظري إليك يغنيني عنه ، فقال لي : غدا إن شاء الله نهبط إلى شاذلة وتلقى في الطريق كرامة قال : فهبطنا في صبيحة غد فلما هبطنا قال لي في وطاء الأرض حين مشينا : يا عبد الله إذا خرجت عن الطريق فلا تتبعني قال : فأصابه حال عظيم وخرج عن الطريق حتى بعد عني فرأيت طيورا أربعة على قدر البلارجة تنزل من السماء وصفت على رأسه ثم جاء إليه كل واحد منهم وحادثه ثم طاروا ومعهم طيور على قدر الخطاطيف وهم أيضا يحفون به من الأرض إلى عنان السماء ويطوفون حوله ثم غابوا عني ورجع إلي فقال : يا عبد الله هل رأيت شيئا فأخبرته بما رأيت فقال لي : أما الطيور الأربعة فمن ملائكة السماء الرابعة أتوا إلي يسألوني عن علم

فأجبتهم عنه

وأما الطيور التي على شكل الخطاطيف فأرواح الأولياء أتوا إلي يتبركون بقدومنا ، وأقام بجبل زغوان زمنا طويلا وأنبع الله تعالى له عينا تجري بالماء العذب ، وله هناك مغارة كان يسكنها ويسمع الآن الأذان من أسفل الجبل عند أوقات الصلاة فيصعد إليها فلا يوجد أحد يعمرها غير أصحابه من مؤمني الجن قال -رضي الله عنه -: قيل لي ياعلي اهبط إلى الناس تنتفع بك ، فقلت يارب أقلني من الناس فلا طاقة لي بمخاطبتهم فقيل لي : انزل فقد صحبناك السلامة ورفعنا عنك الملامة فقلت : يارب تكلني إلى الناس ءاكل من ذرياتهم فقيل لي : أنفق ياعلي فأنا المليء إن شئت من الجيب ، وإن شئت من الغيب فدخل إلى تونس وسكن بها دارا بمسجد البلاط وصحبه جماعة من الفضلاء منهم الشيخ أبو الحسن علي بن مخلوف الصقلي وأبو عبد الله الصابوني ، والشيخ أبو محمد عبد العزيز الزيتوني ، وخدمه أبو سلطان ماضي وأبو عبد الله البخاري الخياط ، وأبو عبد الله الجارحي ، كلهم أصحاب كرامات ومعارف وأسرار نفعنا الله بجميعهم وأقام - رضي الله عنه - مدة إلى أن اجتمع عليه خلق كثير فسمع به الفقيه أبو القاسم بن البراء وكان إذ ذاك قاضي الجماعة فأصابه منه حسد فوجه إليه ينازعه فلم يقدر على التمكن منه فقال للسلطان : إن هنا رجلا من أرض شاذلة سراق الحمير يدعي الشرف وقد اجتمع إليه خلق كثير ، ويدعي أنه الفاطمي ويشوش عليك في بلدك ، قال الشيخ رضي الله عنه : يارب لم سميتني الشاذلي ولست بشاذلي ، فقيل لي : ياعلي ماسميتك الشاذلي ، إنما الشاذ لي بتشديد الذال المعجمة يعني المنفرد لخدمتي ومعرفتي ، وكان السلطان الأمير أبو زكريا - رحمه الله - فجمع ابن البراء جماعة من الفقهاء وجلس السلطان خلف حجاب وحضر الشيخ رضي الله عنه وسألوه عن نسبه مرارا والشيخ يجيبهم عليه والسلطان يسمع وتحدثوا معه في كل العلوم فأفاض عليهم بعلوم أسكتهم بها ، وما استطاعوا أن يجاوبوه عليها من العلوم الموهوبة والشيخ يتكلم معهم في العلوم المكتسبة ويشاركهم فيها فقال السلطان لابن البراء : هذا الرجل من أكابر الأولياء ومالك به طاقة ، فقالوا والله لئن خرج في هذه الساعة لتدخلن عليك أهل تونس ويخرجونك من بين أظهرهم فإنهم مجتمعون على بابك قال : فخرج الفقهاء وأمر الشيخ بالجلوس فقال : لعل أن يدخل علي بعض أصحابي ، فدخل عليه بعض أصحابه فقال له : ياسيدي الناس يتحدثون في أمرك ويقولون به كذا وكذا من أنواع الأذى وبكى بين يديه فتبسم وقال والله لولا أني أتأدب مع الشرع لخرجت من هاهنا ومن هاهنا وأشار بيده فمهما أشار إلى جهة انشق يعني الحائط ثم قال ائتني بإبريق ماء وسجادتي وسلم على أصحابي وقل لهم : مايغيب عنكم إلا يوما واحدا وما يصلي المغرب إلا معكم إن شاء الله تعالى ثم توضأ الشيخ وتوجه إلى الله قال رضي الله عنه : فهممت أن أدعو على السلطان فقيل لي : إن الله لايرضى لك أن تدعو بالجزع في مخلوق فألهمت أن أقول : يامن وسع كرسيه السماوت والأرض ولايؤوده حفظهما وهو العلي العظيم أسألك الإيمان بحفظك إيمانا يسكن به قلبي من هم الرزق وخوف الخلق ، واقرب مني بقدرتك قربا تمحق به عني كل حجاب محقته عن إبراهيم خليلك ، فلم يحتج لجبريل رسولك ، ولا لسؤاله منك ، وحجبته بذلك عن نار عدوه ، وكيف لايحجب عن مضرة الأعداء من غيبته عن منفعة الأحباء كلا ، إني أسألك أن تغيبني بقربك مني حتى لاأرى ولا أحس بقرب شيء ولا ببعده عني إنك على كل شيء قدير ، وكان عند السلطان جارية من أعز نسائه عليه أصابها وجع فماتت في حينها فغسلت في بيت سكناها واشتغلوا في دفنها فنسيت المجمرة بالنار في البيت فلهبت النار ولم يشعروا بها حتى احترق كل ما في البيت من الفرش والثياب وغير ذلك من الذخائر فعلم السلطان أنه أصيب من قبل هذا الولي فسمع بذلك أخو الملك أبو عبد الله اللحياني فأتى مبادرا إليه وكان كثير الإعتقاد والزيارة للشيخ فقال لأخيه : ماهذا الذي أوقعك فيه ابن البراء ، أوقعك والله في الهلاك أنت ومن معك ، فدخل عليه وجعل يقول له ياسيدي أخي والله غير عارف بمقدارك وجعل يقبل يديه ويسأله الصفح عنه ، فقال والله لايملك لنفسه ضرا ولانفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فكيف يملكها لغيره كان ذلك في الكتاب مسطورا ، وخرج الشيخ أبو عبد الله اللحياني صحبة الشيخ رضي الله عنه إلى داره فأقام الشيخ أياما ، ثم باع ربعه الذي بناه بمسجد بلاط وأمر أصحابه بالنقلة إلى الديار المصرية ووجه إلى ابن البراء وقال له : تراني أوسع عليك مدينة تونس قال خادمه الشيخ أبو العزائم ماضي رحمه الله : لقي الشيخ يوما ابن البراء فسلم عليه الشيخ فأعرض عنه ولم يرد عليه السلام وإذا بالفقيه أبي عبد الله بن أبي الحسن خادم السلطان فلما رءاه ترجل عن بغلته وبادر إلى الشيخ وجعل يقبل يديه ويبكي ويسأله الدعاء ، قال : فدعا له وانصرف فلما دخل الدار قال خوطبت الآن في هذين الا ثنين فقيل لي : ياعلي وسم عبد بالشقاء علم الحق وتعامى عنه ولو علم ماعلم ، ووسم عبد بالسعادة علم الحق وأتى عليه ولو عمل ماعمل ، قال : وما سمع من الشيخ أنه دعا عليه ولا ذكره بسوء حتى كنا بعرفات يوم عرفة قال : أمنوا على دعائي فالآن أمرت بالدعاء على ابن البراء فكان من دعائه أنه قال : اللهم طول عمره ولا تنفعه بعلمه وافتنه في ولده واجعله في ءاخر عمره خادما للظلمة ، قال ولما توجه رضي الله تعالى عنه سمع السلطان فتغير لخروجه من بلاده فوجه إليه من يرده فقال الشيخ : ماخرجت إلا بنية الحج إن شاء الله تعالى ، ولكن إن قضى الله حاجتي أعود إن شاء الله ، فلما توجهنا إلى السوق ودخلنا الإسكندرية عمل ابن البراء عقدا بالشهادة أن هذا الواصل إليكم شوش علينا ببلادنا وكذلك يفعل في بلادكم فأمر السلطان أن يعقل بالإسكندرية فأقمنا أياما ، وكان السلطان رمى رمية على أهل البلد وكان مشايخ البلد يقال لهم القبائل فلما سمعوا بالشيخ أتوا إليه يطلبونه في الدعاء فقال لهم غدا إن شاء الله تعالى نسافر إلى القاهرة ونتحدث مع السلطان فيكم ، فسافرنا وخرجنا من باب السدرة والباب فيه الحيادرة والوالي : فلا يخرج أحد ولا يدخل أحد حتى يفتش فما كلمنا أحد ولا علم بنا ، فلما وصلنا القاهرة أتينا القلعة : فاستؤذن على السلطان فقال : كيف ونحن أمرنا أن يعقل بالإسكندرية ، فدخل على السلطان ، والقضاة والأمراء مجتمعون فجلس معهم ونحن ننظر إليه فقال له الملك : ما تقول أيها الشيخ ، قال جئت أشفع إليك في القبائل : فقال : اشفع في نفسك ، هذا عقد بالشهادة فيك وجهه ابن البراء فيك من تونس بعلامته فيه ثم ناوله إياه فقال له أنا وأنت والقبائل في قبضة الله ، وقام الشيخ : فلما مشى قدر العشرين خطوة حركوا السلطان فلم يتحرك ولم ينطق ، فبادروا إلى الشيخ وجعلوا يقبلون يديه ورجليه ويرغبونه في الرجوع فرجع وحركه بيده فتحرك ونزل عن كرسيه وجعل يستحله ويرغب منه في الدعاء ثم كتب إلى الوالي بالإسكندرية أن يرفع الطلب عن القبائل ويرد جميع ما أخذه لهم ، وأقام عندهم في القلعة أياما واهتزت بنا الديار المصرية إلى أن طلعنا إلى الحج ورجعنا إلى مدينة تونس وسكن الشيخ القلعة بداخل باب الحديد ببطحاء الشعرية - دارا تفتح للجنوب وأقام بها وقتا إلى أن قدم سيدي الشيخ الكبير أبو العباس المرسي الذي ورث مقامه فقدم من بلاد الأندلس صغيرا وأخوه أبو عبد الله وكان معلما للصبيان بالإسكندرية فلما اجتمع الشيخ به ورآه قال : ماردني إلى تونس إلا هذا الشاب فرباه وسلكه وسار إلى الديار المصرية ، قال رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : ياعلي انتقل إلى الديار المصرية تربي بها أربعين صديقا وكان في زمان الصيف وشدة الحر فقلت : أخاف العطش ، فقال : إن السماء تمطركم في كل يوم أمامكم ، قال فوعدني في طريقي سبعين كرامة قال فأمر أصحابه بالحركة وسافر متوجها لديار مصر وكان ممن صحبه في سفره الإمام الولي الصالح أبو علي السقاط - نفع الله ببركتهما في الدنيا والآخرة - قال ابن الصباغ حدثني والدي - رحمه الله - قال حدثني الشيخ الصالح المعري أبو عبد الله الناسخ قال توجهت صحبتهم في خدمة أبي علي فلما وصلنا إلى مدينة طرابلس قال الشيخ نتوجه على الطريق الوسطى واختارالشيخ أبو علي طريق الساحل ، فرأى الشيخ أبو علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا أبا علي أنت ولي الله وأبو الحسن ولي الله ولن يجعل الله لولي على ولي من سبيل امش على طريقك التي اخترت وهو على طريقته التي اختارها ، قال فافترقنا إلى أن اجتمعنا بمقبرة في الإسكندرية فلما صليت الصبح توجه الشيخ أبو علي إلى خباء الشيخ أبي الحسن ونحن بصحبته : فدخل عليه وجلس بين يديه وتأدب معه أدبا لاعتقاده فيه وتحدث معه بكلام لانعرفه ولا فهمنا منه كلمة ، فلما أراد الإنصراف قال هات يدك أقبلها فقبل يده وانصرف وهو يبكي فتعجبنا من ذلك ، فلما كان في أثناء الطريق التفت إلى أصحابه وقال : البارحة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي : كان أبو الحجاج الأقصري بالديار المصرية وكان قطب الزمان فمات البارحة ، فـأخلفه الله بأبي الحسن الشاذلي قال : فأتيت إليه وبايعته بيعة القطابة ، فلما وصلنا إلى الإسكندرية ، وخرج الناس يتلقون الركب رأيت الشيخ أبا علي يضرب بيديه على مقدم الرحل وهو يبكي ويقول يا أهل هذا الإقليم لو علمتم من قدم عليكم لقبلتم أخفاف بعيره ، قدمت والله عليكم البركة : قال الشيخ أبو الحسن - رضي الله عنه - قيل لي يا علي ذهبت أيام المحن وأقبلت أيام المنن عشرا بعشر اقتداء بجدك صلى الله عليه وسلم ، سكن رضي الله عنه ببرج من أبراج السور حبسه السلطان عليه وعلى ذريته وأقام أعواما يحج عاما ويقيم عاما فلما كان في العام الذي يحج فيه تحرك الترك على الديار المصرية واشتغل السلطان بالحركة عليهم فلم يجهز الجيش للركب فأخرج الشيخ خيامه إلى البركة التي ينزل بها الحاج خارج القاهرة واتبعه ناس قال : واجتمع بالفقيه الأجل سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام وسألوه عن السفر على الفور وعزم الجيش ، فأخبر بعض الناس الشيخ بذلك فقال اجمعوني به : فاجتمع به في الجامع يوم الجمعة فاجتمع عليهما خلق كثير فقال له : يا فقيه أرأيت أن رجلا جعلت له الدنيا خطوة واحدة هل يباح له السفر في المخاوف أم لا ، فقال له : من قام على هذه الحال لله فخارج عن الفتوى وغيرها ، فقال أنا أقسم بالله إني ممن جعلت لي الدنيا خطوة واحدة بسهلها وجبالها وبرها وبحرها فإذا رأيت ما يخيف الناس أتخطى بهم إلى الأمن

ثم سافر رضي الله عنه فظهرت له في الطريق كرامات كثيرة فمنها أن اللصوص كانوا يأتون إلى الركب فيجدون سورا مبنيا كالمدينة فإذا أصبحوا يأتون إليه ويخبرونه ويتوبون إلى الله تعالى ويسافرون صحبته إلى الحج فلما قضى الحج ورجع ودخل أول المشاة إلى القاهرة وأخبروا بما رأوا من مواهب الله تعالى له فخرج الشيخ الفقيه عز الدين بن عبد السلام لملاقاته إلى البركة ، فلما دخل عليه قال له : يافقيه لولا تأدبي مع جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخذت الركب من هاهنا يوم عرفة وتخفيت به إلى عرفات ، فقال له الشيخ عز الدين ءامنت بالله ، فقال له انظر حقيقة ذلك فنظر كل من حضر إلى البيت العتيق فصاح الناس وحط الشيخ عز الدين رأسه في الأرض يعني نكس رأسه وقال له : أنت شيخي في هذه الساعة ، فقال الشيخ : أجل -إلى أن يقول - ولما قال ( يعني الشيخ أبا الحسن الشاذلي ) - لبعض الأولياء : إنه ليتنزل علي المدد فأرى سريان الحوت في الماء والطيران في الهواء ، فقال له ذلك الولي : فأنت إذا القطب ، فقال أنا عبد الله أنا عبد الله ، ومانازعه أحد من أولياء عصره وعلماء زمانه لظهوره بالحق المبين -إلى أن يقول - قال سيدي أبو الحسن علي بن عمر القرشي قيل إن الشيخ أبا سعيد القليوبي والشيخ عليا بن الهيتي قالا يوما للشيخ أبي الحسن الشاذلي : يا سيدي هل يأتي بعدك من هو مثلك في هذا الشان ويتكلم بهذا اللسان ويظهر بما ظهرت في الفرقان ، فقال رضي الله عنه مجيبا لهم ببيتين من الشعر :

أنا راغب فيمن تقرب وصفه** ومناسب لفتى يلاطف لطفه
ومعارض العشاق في أسرارهم**في كل معنى لم يسعهم

كشفه
====
وقال القرشي أيضا إذا ذكرت سيدي أبا الحسن الشاذلي : فقد ذكرت سيدي عبد القادر الكيلاني وإذا ذكرت سيدي عبد القادر الكيلاني فقد ذكرت سيدي أبا الحسن لتوحد المقام فهما ، ولأن سرهما واحد وهما لايفترقان ولذلك قال شيخنا الإمام رضي الله عنه في ذلك من الأقوال :
الشاذلية قادرية وقتهم**قد خصصوا بحقائق الفرقان
صرح بذكرك فضلهم تحظى بما**قد شاهدوا في فضله ببيان


وقال القرشي أيضا : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ببيت المقدس فقال لي : اقتد بأبيك أبي الحسن الشاذلي فخطر لي أن مشايخ الشاذلية بالشام ومصر وبالمغرب أكثر فرأيته صلى الله عليه وسلم ثانيا فقال خذ عن سيدك الشيخ ناصر الدين بن الميلق ، قال فتوجهت إليه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذت الميراث المحمدي الأحمدي القاسمي الشاذلي ، قلت : أخبرني شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الميلق المعروف بابن الشيخ العارف بالله تعالى سيدي علي بن عمر المدني القرشي أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وسألته عن القطب الرباني : أين هو ، فقال لي بمصر ياعلي فقلت : يارسول الله ما اسمه ، فقال : اسمه محمد ، فقلت يارسول الله اسم محمد كثير فقال يعرف بابن الميلق ، فأتيت إليه من بلاد اليمن فسألت عنه فقيل لي : إنه بجامع المارداني يتكلم على الناس هناك فأتيت إليه ، وجلست عنده حتى فرغ فأخبرني بجميع ما وقع لي في عمري من حين بلغت إلى ذلك الوقت ،
(تنبيه) : قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن أدخل الشيخ مسلم السلمي على سيدي أبي الحسن الشاذلي وهو بقلعة إسكندرية ، فقلت يا سيدي : دلوني عليك أنك تدل الخلق على الله فقال له : تلك لعامة الأولياء بل الرجل الكامل من يقول لك ها أنت وربك وقال - رضي الله عنه : قيل لي : ياعلي مننت عليك بخصلتين لم أعطهما لأحد قبلك ولا بعدك : إحداهما : من صحبك لايصحب غيرك أبدا ، والثانية : من يسمع كلامك لايسمع كلام غيرك أبدا ، فإن تصحبوا غيري فلا أمنعكم فإن رأيتم منهلا أعذب من هذا المنهل فردوه ،( بكسر الراء وضم الدال المخففة الممدودة وضم الهاء ) - وقال أيضا - رضي الله عنه - عند موته : والله لقد جئت في الطريقة بما لم يأت به أحد ، وقال رضي الله عنه :أعطيت سجلا مد البصر فيه أصحابي وأصحاب أصحابي إلى يوم القيامة عتقا لهم من النار وقال أيضا - رضي الله عنه -: قيل لي ياعلي ما شقي من رءاك بعين المحبة والتعظيم ولا من رأى من رءاك ولو شئت لأطلقت ذلك إلى يوم القيامة ، قال الشيخ أبو عبد الله القاطبي : كنت أترضى عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي في كل ليلة مرارا وأسأل الله به في جميع حوائجي فأجد منها النجاح والقبول فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت : يارسول الله إني أترضى في كل ليلة عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي بعد صلا تي وأسأل الله به حوائجي فأجد فيها القبول ، أترى علي في ذلك شيئا إذ تعديتك ، فقال صلى الله عليه وسلم : أبو الحسن ولدي حسا ومعنى والولد جزء من الوالد فمن تمسك بالجزء تمسك بالكل ، فإذا سألت الله تعالى بأبي الحسن فقد سألته بي ، وقال الشيخ العارف بالله تعالى سري الدين محمد بن الميلق : تكلم القطب أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه في دمنهور الوحش بالبحيرة بكلام عظيم غريب لم يسمع من أحد قبله وصار يقول في تقرير كلامه : قال لي جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في المجلس رجل مغربي من أكابر الأولياء المتمكنين ، فأنكر ذلك في نفسه فقال : أين الشيخ وأين جده في هذا الوقت ، فقام من المجلس وتوجه إلى زاوية الشيخ مجاهد المغربي بدمنهور المذكور ، فلما دخل الليل ونام ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : يا فلان ماصدقت ولدي أبا الحسن ، نعم كل ما قاله قلت له ، فانتبه من نومه ، وقال للشيخ مجاهد : امض بنا إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي فقال له : ما حاجتك بالشيخ أبي الحسن في هذا الوقت فقال : لابد لي من ذلك فلما حضر ميعاده قال له : يا فلان ما صدقت حتى سمعت بأذنيك ، وعزة ربي لئن لم تخرج من هذه البلدة لأسلبنك ، فخرج من وقته ، وقال رضي الله عنه : إن الله مكنني من ناصية كل ولي لله إلى يوم القيامة ، وقال أيضا رضي الله عنه : ليلة أخذت ميراثي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مكنت من خزائن السماء فلو أن الجن والإنس يكتبون عني إلى يوم القيامة لكلوا أو ملوا

وفاته رضي الله عنه وماجرى في ذلك من خرق العادات :-

وأما وفاته رضي الله عنه وما جرى له في ذلك من خرق العادات واستخلافه لسيدي أبي العباس المرسي - قدس الله روحه - قال : لما وصلت إلى الديار المصرية وسكنت بها ، قلت يارب أسكنتني في بلاد القبط أدفن بينهم ، فقال لي ياعلي تدفن في أرض بكر ما عصي الله عليها قط ، قال ابن الصباغ حدثني الشيخ أبو العزايم ماضي رحمه الله قال لما توجه سيدي أبو الحسن رضي الله عنه في سفرته التي توفي فيها وكنت تزوجت امرأة من أهل مدينة الإسكندرية ، فجعلت تبكي وتقول : كيف تتركني على ولادة وتسافر عني ، قال فأخبرت بذلك سيدي الشيخ فقال ادعها إلي ، فأتيت بها إليه فلما دخلت عليه قال لها يا أم عبد الدايم : اتركي لي ماضي يسافر معي وأرجو لك من الله خيرا ، فقالت له : يا سيدي السمع والطاعة ، فدعا لها وانصرفت ثم ولدت ذكرا ونحن مسافرون فسمته عبد الدايم ، قال فلما تجهزت للسفر قال الشيخ احملوا معكم فأسا ومسحاة ، فإن توفي منا أحد واريناه التراب ولم يكن له بذلك عادة متقدمة في جميع ما سافرت معه فكانت تلك إشارة منه إلى وفاته ، وقال ابن الصباغ أيضا حدثني الشيخ صالح شرف الدين ولد الشيخ رضي الله عنه ببلد دمنهور في عام خمسة عشر وسبعمائة ، قال كان معنا شاب يقرأ القرءان وهو يتيم لاأب له فيأتي معنا وأمه في الدار عندنا ، فلما أراد الشيخ السفر فأمرنا أن نتحرك معه بجميع الأهل والأولاد ، فتشوق الشاب للسفر معنا فقال الشيخ : احملوه معكم فجاءت أمه للشيخ وقالت يا سيدي لعل يكون نظركم عليه فقال لها : يكون نظرنا عليه إلى حميثرى قال فسافرنا فلما دخلنا البرية ، مرض الشيخ - رضي الله عنه - والشاب فمات الشاب ، قبل أن يصل إلى حميثرى بمرحلة ، فأردنا دفنه قال فلما غسلناه وصلى عليه الشيخ ودفناه بها فكان أول من دفن بها وتوفي الشيخ في تلك الليلة قال وكان قد جمع أصحابه في تلك العشية وأوصاهم بحزب البحر وقال لهم : حفظوه أولادكم فإن فيه اسم الله الأعظم وخلا بسيدي أبي العباس وحده وأوصاه بأشياء واختصه بها يعني بما خصه الله من البركات وقال لهم إذا أنا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي - إن شاء الله سبحانه وتعالى - وسيكون له بينكم مقام عظيم وهو باب من أبواب الله سبحانه وتعالى - قال فلما كان بين العشاءين قال لي : يا محمد املأ لي إناء بالماء من هذه البئر فقلت يا سيدي ماؤها ملح زاعق والماء عندنا عذب ، فقال ائتني منها فإن مرادي غير ما أنت تظن ، فأتيته بإناء منها فتوضأ ثم قال لي برده إليها ، فرددته إليها فحلا ماء البئر وعذب وكثر بإذن الله تعالى وبات تلك الليلة متوجها إلى الله تعالى ذاكرا فكنت أسمعه يقول: إلهي إلهي إلى السحر ، فلما كان وقت السحر ظننا أنه نام فحركناه فوجدناه ميتا - رحمه الله - واستدعينا سيدي أبا العباس فغسله وصلينا عليه ودفناه بحميثرى وهذا الموضع ببرية << عيذاب >> في واد على طريق الصعيد ، قال ابن الصباغ وقد شربت من ماء البئر وزرت ضريحه ورأيت له بركات عظيمة نفع الله به في الدنيا والآخرة ، قلت : اللهم إني أسألك أن تتفضل علي بتيسير زيارته قبل الموت بعنايتك ورحمتك يا أرحم الراحمين ، قال ولما دفناه اختلفوا في الرجوع والتوجه فقال لهم الشيخ أبو العباس المرسي : سيدي أمرني بالحج ووعدني بكرامات فتوجهنا ورأينا تهوينات وبركات ورجعنا صحبته وظهر من بعده ظهورا عظيما ، قال الشيخ أبو الحسن - رضي الله عنه - قلت إلهي متى يكون اللقاء ، فقيل إلى حميثرى فحينئذ يكون اللقاء ، وقال ابن الصباغ حدثني الشيخ الفقيه القاضي المفتي قاضي الجماعة بتونس أن أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الرفيع - رحمه الله - قال : لما توجه أبو الحسن الشاذلي للحج في سفرته التي توفي فيها قال : في هذا العام أحج حجة النيابة فمات قبل أن يحج ، فلما رجع أصحابه إلى الديار المصرية سألوا سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام وأخبروه مقالته فبكى فقال لهم : الشيخ أخبركم أنه يموت ، وما عندكم به علم وقد أخبركم أنه يحج عنه الملك نائبا لأنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :<< إنه من خرج من بيته قاصدا للحج ومات قبل أن يحج فإن الله عز وجل يوكل ملكا ينوب عنه بالحج في كل عام إلى يوم القيامة >> وقال أيضا حدثني الفقيه القاضي الأعدل الأفضل الأكمل عماد الدين قاضي القضاة بالإسكندرية في عام خمسة عشر وسبعمائة قال توفيت امرأة بالإسكندرية وكانت مسرفة على نفسها ، رءاها بعض الصالحين في حالة حسنة فقيل لها : ما فعل الله بك ، قالت : مات اليوم الشيخ أبو الحسن الشاذلي ودفن بحميثرى فغفر لمن دفن اليوم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فغفر لي من أجله تعظيما له وإكراما به ، فلما قدم الحاج أخبروا بو فاته ، فوجدوا التاريخ صحيحا ، وتوفي - رضي الله عنه - في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة وهو ابن ثلاث وستين سنة رضي الله عنه ونفعنا بعلومه
وقال الإمام ابن مغيزيل أيضا : في كتابه الكوكب الزاهرة :
ولما جاء قطب الزمان أبو الحسن الشاذلي من الغرب الأقصى إلى ديار مصر يدعو الخلق إلى الله تعالى فتصاغر وخضع لدعوته أهل المشرق والمغرب قاطبة - فكان يحضر مجلسه أكابر العلماء من أهل عصره مثل سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام ، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، والشيخ عبد العظيم المنذري ، وابن الصلاح وابن الحاجب ، وغيرهم من الأيمة قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن : لقد سمعت الشيخ الإمام مفتي المسلمين تقي الدين
بن دقيق العيد رحمه الله يقول ما رأيت أعرف بالله من الشيخ الشاذلي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 24, 2012 11:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5986
يا سلام يا مدد
قطب الأقطاب سيدى ابو الحسن الشاذلى

شكرا جزيلا سيدى الكريم حسن قاسم, ربنا يجزيك خير

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 25, 2012 12:36 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 46953
رحم الله جدى / العارف بالله الشيخ عبد العاطى الديب واموات المسلمين جميعا
لقد كان رحمه الله شاذلى الطريقه وورثت عنه ولله الحمد مكتبه لاتقدر بثمن احرص عليها حرصى على الغالى والنفيس
اللهم امدنا بنور وكرم ومدد بقدر ما مددت ياكريم الى عارفينك ومخلصينك مع الطمع فى المزيد
اللهم ارحم والدى :oops: وجدى :oops: وسائر اموات المسلمين
اللهم ارحم كاتب هذه السطور فى الدنيا والاخره
واكرم كل من كتب او علق عن عارفينك ومحبينك يا عفو ياغفور
اللهم الحقنا بالصالحين
اللهم اكرم واطل فى عمر مولانا/ الشريف / الدكتور صبيح ووفقه فيما هو فيه وفيما هو ماض به الينا من كنوز المعارف
ولطائف الاشارات وعميق المعانى ......
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أّل سيدنا محمد وعلى اّصحاب سيدنا محمد وعلى انصاّر سيدنا محمد
وعلى ازواج سيدنا محمد وعلى ذريه سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا
وارزقنى يارب حج بيتك الحرام ورؤيه نبيك الكريم
اللهم ارزقنى رؤيه نبيك الكريم
يارب... :oops:

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 25, 2012 1:00 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5986
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 04, 2013 10:36 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 3:17 pm
مشاركات: 999
صورة

المصدر : صفحة السادة أولياء الله وأهل بيت النبى الحبيب والصحابة على أرض مصر (فيس بوك)
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=461585280615326&set=a.383999855040536.1073741826.383993678374487&type=1&relevant_count=1


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط