معروف الكرخى
صورة لمقام سيدى معروف الكرخى
1- ما ذكر فى كتاب فتح الله فى مولد خير خلق الله
2- الطبقات الكبر للشعرانى
3- الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك
4- ابن خلكان
5- ياقوت الحموى
6- سير أعلام النبلاء ج 9
الكرخ هو أحد قسمي مدينة بغداد على الجانب الغربي لنهر دجلة ، ويوجد فيه العديد من المناطق الحيوية للعاصمة العراقية ومنها المنصور والكاظمية والصالحية وشارع حيفا والعامرية- وبها قبر سيدى معروف الكرخى
صورة لمدخل مقام سيدى معروف الكرخى رضى الله تعالى عنه
1- يقول فى كتاب فتح الله فى مولد خير خلق الله لمولانا فتح الله البنانى بالطبعة الأولى 1323هـ ص 153 :
من هيأ لأجل قراءة مولد النبى صلى الله عليه وسلم طعاما وجمع إخوانا وأوقد سراجا ولبس جديدا وتبخر وتعطر تعظيما لمولده صلى الله عليه وسلم حشره الله يوم القيامة مع الفرقة الأولى من النبيين وكان فى أعلا عليين*
2- يقول الإمام عبد الوهاب الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج1 ص 61
: هو أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخى رضى الله عنه وهو من جملة المشايخ المشهورين بالزهد والورع والفتوة * مجاب الدعوى وهو من موالى على بن موسى الرضا رضى الله عنه صحب داود الطائى رضى الله عنه ومات ببغداد ودفن بها سنة مائتين وقبره ظاهر يزار ليلا ونهارا رضى الله عنه ومن كلامه رضى الله عنه اذا أراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب العمل وأغلق عليه باب الجدل وإذا أراد الله بعبدا شرا أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل وكان رضى الله عنه يقول ما اكثر الصالحين وما أقل لصادقين فيهم ولولا أخراج حب الدنيا من قلوب العارفين ما قدروا على فعل الطاعات ولو كان من حب الدنيا ذرة فى قلوبهم لما صحت لهم سجدة واحدة وكان رضى الله عنه يقول العارف يرجع إلى الدنيا أضطرارا والمفتون يرجع إليها أختيارا وكان يقول العالم بالعلم أستوت له قلوب المؤمنين وكرهه كل من فى قلبه مرض وكان رضى الله عنه يقول اذا أراد الله بعبدا خيرا زوى عنه الخذلان واسكنه بين الفقراء الصادقين واذا أراد بعبدا شرا عطله عن الاعمال الصالحة حتى تكون على قلبه أثقل من الجبال واسكنه مع الأغنياء
3- يقول العلامة على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج12ص37 : فى إحدى محافظات مصر بصعيد مصر وهى عروس الصعيد ( محافظة المنيا ) ويذكرها على باشا فى خططه مديرية المنية يوجد قرية يقال لها صفط الخمار وهى قرية من مديرية المنية واقعة على الشاطىء الشرقى للبحر للبحر اليوسفى وبها أربع جوامع بمنارات 1- جامع المقالدة 2- جامع المغاربة 3- جامع أولاد يعقوب 4- جامع الخلالية وفى فبليها تلال شاهقة على أحداهم ضريح يعرف بضريح سيدى نهار وضريح الشريخ الرويدى وضريح أخر يقال له مقام سيدى بشر الحافى وضريح سيدى يونس ويوجد نزلة يقال لها نزلة سيدى عيسى وله مقام مشهور يزار وفى الشمال ضريح يعرف للعامة بقبر سيدى معروف الكرخى وهو زعم باطل فإن قبره فى بغداد مشهور ويزار *
[/u]أبو محفوظ معروف بن فيروز وقيل الفيروزان وقيل على الكرخى الصالح المشهور وهو من موالى على بن موسى الرضا وكان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى
[u]4- وقال ابن خلكان
فى ترجمته : إنه مؤدبهم وهو صبى وكان المؤدب يقول له قل ثالث ثلاثة فيقول معروف بل هو الواحد فيضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا فهرب منه وكان ابواه يقولان ليته يرجع إلينا على أن دين شاء فنوافقه وهذا من رضا الله عليهم * ثم أنه أسلم على يد على بن موسى الرضا ورجع إلى ابويه فدق الباب فقيل له من بالباب فقال معروف فقيل له على أى دين فقال على الإسلام فأسلم أبواه وكان مشهورا بإجابة الدعاء وأهل بغداد يستسقون مقبره وأخبار معروف ومحاسنه أكثر من أن تعد وتوفى سنة مائتين وقيل أحدى ومائتين وقيل أربع ومائتين ببغداد وقبره مشهور بها يزار رحمه الله تعالى
5- ويقول ياقوت الحموى :
أن قبر زبيدة زوجة هارون الرشيد فى المحلة التى بها قبر معروف الكرخى * والكرخ بفتح الكاف وسكون الراء وجاء معجمة نسبة الى الكرخ اسم تسع مواضع ذكرها أشهرها كرخ بغداد والصحيح أن معروف الكرخى منها وقيل أنه من كرج جدان بضم الجيم وتشديد الدال المهملة وبعد الألف نون بليدة بالعراق تفصل بين ولاية خانقين وشهرزور
6- سير أعلام النبلاء » الطبقة التاسعة » معروف الكرخي
مسألة: الجزء التاسع
معروف الكرخي
علم الزهاد ، بركة العصر ، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز ، وقيل : فيرزان ، من الصابئة .
وقيل : كان أبواه نصرانيين ، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له قل : ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد ، فيضربه ، فيهرب ، فكان والداه يقولان : ليته رجع ، ثم إن أبويه أسلما .
وذكر السلمي أنه صحب داود الطائي ، ولم يصح . [ ص: 340 ]
روى عن الربيع بن صبيح ، وبكر بن خنيس ، وابن السماك وغيرهم شيئا قليلا .
وعنه خلف بن هشام ، وزكريا بن يحيى بن أسد ، ويحيى بن أبي طالب .
ذكر معروف عند الإمام أحمد ، فقيل : قصير العلم ، فقال : أمسك ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .
قال إسماعيل بن شداد : قال لنا سفيان بن عيينة : ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد ؟ قلنا : من هو ؟ قال : أبو محفوظ معروف . قلنا : بخير ، قال : لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم .
قال السراج : حدثنا أبو بكر بن أبي طالب قال : دخلت مسجد معروف ، فخرج ، وقال : حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم بالأحزان ، ثم أذن ، فارتعد ، وقف شعره ، وانحنى حتى كاد يسقط .
عن معروف قال : إذا أراد الله بعبد شرا ، أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل .
وقال جشم بن عيسى : سمعت عمي معروف - بن الفيرزان - يقول : سمعت بكر بن خنيس يقول : كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي ؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف . قال : ثم يقول معروف : إذا كنت لا تحسن [ ص: 341 ] تتقي ، أكلت الربا ، ولقيت المرأة ، فلم تغض عنها ، ووضعت سيفك على عاتقك ، إلى أن قال : ومجلسي هذا ينبغي لنا أن نتقيه ، فتنة للمتبوع ، وذلة للتابع .
قيل : أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف ، فمر سائل ، فناوله إياها ، وكان يبكي ، ثم يقول : يا نفس كم تبكين ؟ أخلصي تخلصي .
وسئل : كيف تصوم ؟ فغالط السائل ، وقال : صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا ، وصوم داود كذا وكذا ، فألح عليه ، فقال : أصبح دهري صائما ، فمن دعاني ، أكلت ، ولم أقل : إني صائم .
وقص إنسان شارب معروف ، فلم يفتر من الذكر ، فقال : كيف أقص ؟ فقال : أنت تعمل ، وأنا أعمل .
وقيل : اغتاب رجل عند معروف ، فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك .
وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين .
وعنه من كابر الله صرعه ، ومن نازعه ، قمعه ، ومن ماكره ، خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله . [ ص: 342 ]
وقيل : أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له ، فقال : ما أدعو أما زويته عن أنبيائك وأوليائك ، فرده عليه .
قيل أنشد مرة في السحر :
ما تضر الذنوب لو أعتقتني رحمة لي فقد علاني المشيب
وعنه : من لعن إمامه حرم عدله .
وعن محمد بن منصور الطوسي ، قال : قعدت مرة إلى معروف ، فلعله قال : واغوثاه يا الله ، عشرة آلاف مرة ، وتلا : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم .
وعن ابن شيرويه : قلت لمعروف : بلغني أنك تمشي على الماء .
قال : ما وقع هذا ، ولكن إذا هممت بالعبور ، جمع لي طرفا النهر ، فأتخطاه .
أبو العباس بن مسروق : حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال : كنت عند معروف ، ثم جئت ، وفي وجهه أثر ، فسئل عنه ، فقال للسائل : سل عما يعنيك عافاك الله ، فأقسم عليه ، فتغير وجهه ، ثم قال : صليت البارحة ، ومضيت ، فطفت بالبيت ، وجئت لأشرب من زمزم ، فزلقت ، فأصاب وجهي هذا .
ابن مسروق : حدثنا يعقوب ابن أخي معروف ، أن معروفا استسقى [ ص: 343 ] لهم في يوم حار ، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا .
وقد استجيب دعاء معروف في غير قضية ، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب معروف في أربع كراريس
قال عبيد بن محمد الوراق : مر معروف ، وهو صائم بسقاء يقول : رحم الله من شرب ، فشرب رجاء الرحمة .
وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمي شيئا غير صحيح ، وهو أن معروفا الكرخي كان يحجب علي بن موسى الرضى ، قال : فكسروا ضلع معروف ، فمات فلعل الرضى ، كان له حاجب اسمه معروف ، فوافق اسمه اسم زاهد العراق .
وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروف الترياق المجرب يريد [ ص: 344 ] إجابة دعاء المضطر عنده; لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء ، كما أن الدعاء في السحر مرجو ، ودبر المكتوبات ، وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني .
قال أبو جعفر بن المنادي وثعلب : مات معروف سنة مائتين . قال الخطيب : هذا هو الصحيح . وقال يحيى بن أبي طالب : مات سنة أربع ومائتين . - رحمة الله عليه - .
أخبرنا محمد بن علي السلمي ، أخبرنا البهاء عبد الرحمن المقدسي ، أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان ، أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي ، أخبرنا [ ص: 345 ] محمد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا زكريا بن يحيى المروزي ، حدثنا معروف الكرخي قال : قال بكر بن خنيس : إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات ، يبدأ بفسقة حملة القرآن ، فيقولون : أي رب ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم .
أنبأنا مؤمل بن محمد ، أخبرنا الكندي ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا ابن رزق ، حدثنا عثمان بن أحمد ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا معروف الكرخي ، حدثني الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن عائشة ، قالت : لو أدركت ليلة القدر ، ما سألت الله إلا العفو والعافية .
عَلَمُ الزُّهَّادِ ، بَرَكَةُ الْعَصْرِ ، أَبُو مَحْفُوظٍ الْبَغْدَادِيُّ ، وَاسْمُ أَبِيهِ فَيْرُوزُ ، وَقِيلَ : فَيْرُزَانُ ، مِنَ الصَّابِئَةِ .
وَقِيلَ : كَانَ أَبَوَاهُ نَصْرَانِيَّيْنَ ، فَأَسْلَمَاهُ إِلَى مُؤَدِّبٍ كَانَ يَقُولُ لَهُ قُلْ : ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ، فَيَقُولُ مَعْرُوفٌ : بَلْ هُوَ الْوَاحِدُ ، فَيَضْرِبُهُ ، فَيَهْرُبُ ، فَكَانَ وَالِدَاهُ يَقُولَانِ : لَيْتَهُ رَجَعَ ، ثُمَّ إِنَّ أَبَوَيْهِ أَسْلَمَا .
وَذَكَرَ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ صَحِبَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ ، وَلَمْ يَصِحَّ . [ ص: 340 ]
رَوَى عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ ، وَبَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، وَابْنِ السِّمَاكِ وَغَيْرِهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا .
وَعَنْهُ خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ .
ذُكِرَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ، فَقِيلَ : قَصِيرُ الْعَلْمِ ، فَقَالَ : أَمْسِكْ ، وَهَلْ يُرَادُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا وَصَلَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ .
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ شَدَّادٍ : قَالَ لَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي فِيكُمْ بِبَغْدَادَ ؟ قُلْنَا : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : أَبُو مَحْفُوظٍ مَعْرُوفٌ . قُلْنَا : بِخَيْرٍ ، قَالَ : لَا يَزَالُ أَهْلُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ فِيهِمْ .
قَالَ السَّرَّاجُ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : دَخَلْتُ مَسْجِدَ مَعْرُوفٍ ، فَخَرَجَ ، وَقَالَ : حَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ ، وَنَعِمْنَا وَإِيَّاكُمْ بِالْأَحْزَانِ ، ثُمَّ أَذَّنَ ، فَارْتَعَدَ ، وَقَفَ شَعْرُهُ ، وَانْحَنَى حَتَّى كَادَ يَسْقُطُ .
عَنْ مَعْرُوفٍ قَالَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا ، أَغْلَقَ عَنْهُ بَابَ الْعَمَلِ ، وَفَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الْجَدَلِ .
وَقَالَ جُشَمُ بْنُ عِيسَى : سَمِعْتُ عَمِّي مَعْرُوفَ - بْنَ الْفَيْرُزَانِ - يَقُولُ : سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خُنَيْسٍ يَقُولُ : كَيْفَ تَتَّقِي وَأَنْتَ لَا تَدْرِي مَا تَتَّقِي ؟ رَوَاهَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ عَنْ مَعْرُوفٍ . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ مَعْرُوفٌ : إِذَا كُنْتَ لَا تُحْسِنُ [ ص: 341 ] تَتَّقِي ، أَكَلْتَ الرِّبَا ، وَلَقِيتَ الْمَرْأَةَ ، فَلَمْ تَغُضَّ عَنْهَا ، وَوَضَعْتَ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِكَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَمَجْلِسِي هَذَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّقِيَهُ ، فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ ، وَذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ .
قِيلَ : أَتَى رَجُلٌ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ إِلَى مَعْرُوفٍ ، فَمَرَّ سَائِلٌ ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا ، وَكَانَ يَبْكِي ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا نَفْسُ كَمْ تَبْكِينَ ؟ أَخْلِصِي تَخْلُصِي .
وَسُئِلَ : كَيْفَ تَصُومُ ؟ فَغَالَطَ السَّائِلَ ، وَقَالَ : صَوْمُ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَصَوْمُ دَاوُدَ كَذَا وَكَذَا ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أُصْبِحُ دَهْرِي صَائِمًا ، فَمَنْ دَعَانِي ، أَكَلْتُ ، وَلَمْ أَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ .
وَقَصَّ إِنْسَانٌ شَارِبَ مَعْرُوفٍ ، فَلَمْ يَفْتُرْ مِنَ الذِّكْرِ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَقُصُّ ؟ فَقَالَ : أَنْتَ تَعْمَلُ ، وَأَنَا أَعْمَلُ .
وَقِيلَ : اغْتَابَ رَجُلٌ عِنْدَ مَعْرُوفٍ ، فَقَالَ : اذْكُرِ الْقُطْنَ إِذَا وُضِعَ عَلَى عَيْنَيْكَ .
وَعَنْهُ قَالَ : مَا أَكْثَرَ الصَّالِحِينَ ، وَمَا أَقَلَّ الصَّادِقِينَ .
وَعَنْهُ مَنْ كَابَرَ اللَّهَ صَرَعَهُ ، وَمَنْ نَازَعَهُ ، قَمَعَهُ ، وَمَنْ مَاكَرَهُ ، خَدَعَهُ ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ مَنَعَهُ ، وَمَنْ تَوَاضَعَ لَهُ رَفَعَهُ ، كَلَامُ الْعَبْدِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ خِذْلَانٌ مِنَ اللَّهِ . [ ص: 342 ]
وَقِيلَ : أَتَاهُ مَلْهُوفٌ سُرِقَ مِنْهُ أَلْفُ دِينَارٍ لِيَدْعُوَ لَهُ ، فَقَالَ : مَا أَدْعُو أَمَا زَوَيْتَهُ عَنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ .
قِيلَ أَنْشَدَ مَرَّةً فِي السَّحَرِ :
مَا تَضُرُّ الذُّنُوبُ لَوْ أَعْتَقْتَنِي رَحْمَةً لِي فَقَدْ عِلَانَيِ الْمَشِيبُ
وَعَنْهُ : مَنْ لَعَنَ إِمَامَهُ حُرِمَ عَدْلَهُ .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيِّ ، قَالَ : قَعَدْتُ مَرَّةً إِلَى مَعْرُوفٍ ، فَلَعَلَّهُ قَالَ : وَاغَوْثَاهُ يَا اللَّهُ ، عَشَرَةَ آلَافِ مَرَّةٍ ، وَتَلَا : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ .
وَعَنِ ابْنِ شِيرَوَيْهِ : قُلْتُ لِمَعْرُوفٍ : بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمْشِي عَلَى الْمَاءِ .
قَالَ : مَا وَقَعَ هَذَا ، وَلَكِنْ إِذَا هَمَمْتُ بِالْعُبُورِ ، جُمِعَ لِي طَرَفَا النَّهْرِ ، فَأَتَخَطَّاهُ .
أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مَعْرُوفٍ ، ثُمَّ جِئْتُ ، وَفِي وَجْهِهِ أَثَرٌ ، فَسُئِلَ عَنْهُ ، فَقَالَ لِلسَّائِلِ : سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ عَافَاكَ اللَّهُ ، فَأَقْسَمَ عَلَيْهِ ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، ثُمَّ قَالَ : صَلَّيْتُ الْبَارِحَةَ ، وَمَضَيْتُ ، فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ ، وَجِئْتُ لِأَشْرَبَ مِنْ زَمْزَمَ ، فَزَلِقْتُ ، فَأَصَابَ وَجْهِي هَذَا .
ابْنُ مَسْرُوقٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ أَخِي مَعْرُوفٍ ، أَنَّ مَعْرُوفًا اسْتَسْقَى [ ص: 343 ] لَهُمْ فِي يَوْمٍ حَارٍّ ، فَمَا اسْتَتَمُّوا رَفْعَ ثِيَابِهِمْ حَتَّى مُطِرُوا .
وَقَدِ اسْتُجِيبَ دُعَاءُ مَعْرُوفٍ فِي غَيْرِ قَضِيَّةٍ ، وَأَفْرَدَ الْإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ مَنَاقِبَ مَعْرُوفٍ فِي أَرْبَعِ كَرَارِيسَ
قَالَ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ : مَرَّ مَعْرُوفٌ ، وَهُوَ صَائِمٌ بِسَقَّاءٍ يَقُولُ : رَحِمَ اللَّهُ مِنْ شَرِبَ ، فَشَرِبَ رَجَاءَ الرَّحْمَةِ .
وَقَدْ حَكَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ شَيْئًا غَيْرَ صَحِيحٍ ، وَهُوَ أَنَّ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ كَانَ يَحْجُبُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَى ، قَالَ : فَكَسَرُوا ضِلْعَ مَعْرُوفٍ ، فَمَاتَ فَلَعَلَّ الرِّضَى ، كَانَ لَهُ حَاجِبٌ اسْمُهُ مَعْرُوفٌ ، فَوَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ زَاهِدِ الْعِرَاقِ .
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ قَالَ : قَبْرُ مَعْرُوفٍ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ يُرِيدُ [ ص: 344 ] إِجَابَةَ دُعَاءِ الْمُضْطَرِّ عِنْدَهُ; لِأَنَّ الْبِقَاعَ الْمُبَارَكَةَ يُسْتَجَابُ عِنْدَهَا الدُّعَاءُ ، كَمَا أَنَّ الدُّعَاءَ فِي السَّحَرِ مَرْجُوٌّ ، وَدُبُرَ الْمَكْتُوبَاتِ ، وَفِي الْمَسَاجِدِ ، بَلْ دُعَاءُ الْمُضْطَرِّ مُجَابٌ فِي أَيِّ مَكَانٍ اتَّفَقَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي مُضْطَرٌّ إِلَى الْعَفْوِ ، فَاعْفُ عَنِّي .
قَالَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمُنَادِي وَثَعْلَبُ : مَاتَ مَعْرُوفٌ سَنَةَ مِائَتَيْنِ . قَالَ الْخَطِيبُ : هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ . - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَقْدِسِيُّ ، أَخْبَرَتْنَا تَجَنِّي مَوْلَاةُ ابْنِ وَهْبَانَ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ النِّعَالِيُّ ، أَخْبَرَنَا [ ص: 345 ] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ قَالَ : قَالَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِيًا تَتَعَوَّذُ جَهَنَّمُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، وَإِنَّ فِي الْوَادِي لَجُبًّا يَتَعَوَّذُ الْوَادِي وَجَهَنَّمُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، وَإِنَّ فِيهِ لَحَيَّةً يَتَعَوَّذُ الْجُبُّ وَالْوَادِي وَجَهَنَّمُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، يُبْدَأُ بِفَسَقَةِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ ، فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبِّ ، بُدِئَ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ ؟ ! قِيلَ لَهُمْ : لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ .
أَنْبَأَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا الْكِنْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَخْبَرَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ ، حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، مَا سَأَلَتُ اللَّهَ إِلَّا الْعَفُوَّ وَالْعَافِيَةَ .
مسألة: الجزء التاسع التحليل الموضوعي
معروف الكرخي
أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني الهجري في بغداد[1]، ومن جملة المشايخ المشهورين بالزهد والورع والتقوى، وصفه الذهبي بـ "علم الزهاد بركة العصر"[2] صحب داود الطائي، وسكن بغداد. كان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب يقول له قل: "ثالث ثلاثة"، فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد!"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه[2]. فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه إليه!"، فرجع أليهما، فدق لباب، فقيل: "من"، قال: "معروف!"، فقالا: "على أى دين"، قال: "دين الإسلام"؛ فأسلم أبواه.
•
سيرته
نزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذتهما، فتبعها، قال: "أنا معروف لا بأس عليك! ألك ولد يقرأ القرآن؟"، قالت: "لا"، قال: "فزوج"، قالت: "لا"، قال: "فهات المصحف، وخذي الملحفة" وكان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء -في هذا الماء- يعصون! أدع الله عليهم!"، فرفع يديه إلى السماء قال: "إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة!" فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع عليهم!"، فقال: "إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شيء".
من أقواله
• "الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغي، والكلام يلهي، والمنام ينسي، والطعام يسقي.
• ما أكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين[1].
• إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح عليه باب العملِ، وأغلق عنه باب الجَدل. وإذا أراد الله بعبدٍ شراً، أغلق عنه باب العملِ، وفَتح عليهِ باب الجَدلِ[1].
• توكل على الله عز وجل حتى يكون هو معلمك وموضع شكواك ، فإن الناس لا ينفعونك[3].
• غضوا أبصار كم، ولو عن شاة أنثى[1].
• السخاء إيثار ما يحتا ج إليه، عند الإعسار.
• قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه وصيام النهار يبعد العبد من حر السعير.
• ينادي مناد يوم القيامة يا مادح الله قم فلا يقوم إلا من كان يكثر قراءة (قل هو الله أحد).
• وقال حين سئل: ما علامُة الأولياء؟ فقال: ثلاثٌة: همومهم للهِ، وشغُلهم فيه، وفَرارهم إليه[4].
كراماته
مما روي من كراماته ان أحد الناس في بغداد فقد ابنا له فشكى ذلك لاحد اصدقائه فنصحه ان يذهب إلى معروف الكرخي كي يدعو الله له كي يرد عليه ولده فلما جاء الرجل إلى سيدي معروف رفع يده إلى السماء وقال اللهم ان الأرض ارضك والسماء سماؤك وما بينهما ملكك فاردد عليه ولده فذهب الرجل إلى أحد أبواب بغداد فوجد ابنه واقفا مذهولا فقال له يا ابت اني كنت الآن بالانبار وقد رويت أخبار كثيرة عن طوي الأرض له فقد روى أحد جلسائه قال كنا عند معروف باليل ثم انصرفنا فلما ذهبت له في اليوم التالي وجدت شجا في راسه فاردت ان اساله عنه ولكن استحييت فسأله اخر اشجع مني كان معنا بالامس فاعرض عنه ولم يجبه فساله ثانية فقال دعوني وشأني فلما الححنا عليه قال على كره فقال ذهبت بالامس فطفت بالبيت الحرام فبينما انا اشرب من زمزم انزلقت قدمي فارتطمت باحد احجار البئر وكما تعلمون فان سيدي معروف من سكان بغداد كما سئله أحد الناس عما تردد انه يمشي على الماء فقال انني إذا اردت ان اعبر النهر دعوت الله فجمع لي طرفاه فعبرت من احدهما إلى الاخر.
وفاته
توفي معروف في بغداد سنة 200 هـ الموافق 815م ودفن فيها، في مقبرة الشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد، وسميت فيما بعد باسمه مقبرة الشيخ معروف. وقد ذكر الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" عن إبراهيم الحربي أنه قال «قبر معروف الترياق المجرب» وعلق الذهبي قائلاً: «يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاء في السحر مرجو ودبر المكتوبات وفي المساجد بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ( رضى الله تعالى عنه )
الشريف على محمود محمد على حفيد النسابة على محمود محمد على