محمد ماضى أبو العزائم
ّّّّّّّّّّّّّّ
إنه فى يوم ما ,انا فى طريقى إلى مسجد السيدة زينب رضى الله تعالى عنه فوجد مسجد به ضريح وهو مسجد تابع إلى الطريقة العزمية ( مسجد سيدى أبو العزايم ) وهو فى السالك شارع مسجد الأمة على يمين المتجة إلى ميدان لاظوغلى أمام مسجد الامام أحمد بن إدريس الشافعى 0 وهذا المسجد متسع وبه مقام حوقه مقصورة عظيمة وخلف المسجد إدارة تابعة للطريقة العزمية ومكتبة ومعهد للتدريس ومستشفى *
ونأتى لسيرة هذا الولى سليل أهل البيت الطاهرين فهو ينتهى نسبة من جهة أمه إلى مولانا الإمام الحسين وينتهى نسبه من جهة والده إلى الإمام الحسين عليهم سلام الله –
ولد رضى الله عنه فى يوم الأثنين الموافق 27 من رجب لعام 1286 هـ - 2 فبراير لعام 1869م وتوفى فى 27 رجب 1356هـ - عمل بالدريس ثم تدرج فى سلك الوظائف حتى صار أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الخرطوم – وكان يرى أن أهم وظائف الرجل الدينى الإرشاد والنصيحة للحاكمين بل لعامة الناس والتحزير من الوقوع فى حبائل الاستعمار فأقصاه الحاكم الانجليزى من وظيفته فى 1/8/1915م – له مؤلفات عديدة وله مقام عظيم –
ويقول فى كتاب نيل الخيرات : ولد رضى الله عنه يوم الاثنين 27 رجب الفرد سنة 1286 هـ بمسجد زعلول برشيد حيث ولدته أمه السيدة ( آمنة ) اثناء تواجدها بصحبة زوجها السيد ( عبد الله ) عند زيارتها للضريح فجائها المخاض فسماه والد محمد تيمنا بصاحب ذكرى الإسراء والمعراج صلى الله عليه وسلم فكان شأنه فى ذلك كشأن جده الإمام ( على ) كرم الله وجهه – الذى ولدته أمه السيدة فاطمة بنت أسد فى المسجد الحرام داخل الكعبة المشرفة اها المخاض وهى تطوف – ولقد أكرم الله الإمام أبا العزائم بصحبة رجال من أهل العلم والحكمة والحال – أخذ عنهم بالسند المتصل الطريق الصوفى لمعظم الطرق الصوفية – ولعله كان أكثر تأثرا بالسيد حسنين الحصافى الذى أجازه بالطريقة الشاذلية – وكان ذلك بعد أن تلقى العلم بالأزهر الشريف فقد تلقى الفقه على مذهب الإمام مالك والعقائد على أصول أهل السنة والأخلاص على طريقة الإمام الغزالى وتفسير القرآن وعلم الحديث وبعدها تلقى عن أئمة الطريق شرح مقامات اليقين وشرح الأوراد والأزكار الواردة عن أئمة الطرق = وللأمام أبى العزايم تفسير ينصرف الى معناه الحديث فيقول : إن كل من تعلم علما من العلوم . له معلوم من علوم الدين وغيرها من علوم الدنيا كالطب والبيطرة وعلوم القضاه والفتيا للولاية – وعلوم اللسان والإنشاء للوزارة وعلم حماية الثغور واستحكام المعاقل وأصالة الرأى وتدبير الأحكام وعلم الحوادث والوقائع لقيادة الجيوش كل واحد من هؤلاء يسمى عالما بعلم نافع وعلى العباد أن يجالسوا العلماء ليتعلموا منهم ما لا بد لهم منه حتى يكونوا المؤمنون كجسد واحد ينتفع الجسد كله بكل عضو على حدته فيمنحهم الله العزة على الكافرين والذلة لأخوانهم المؤمنين فيكونون جميعا فى مكان واحد كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا = وأبو العزائم يستخدم بدلا من العارف بالله اسم العالم بالله ويذكر له خمس علامات هى الخشية والخشوع والتواضع وحسن الخلق والزهد وكان ابو العزايم فى حياته مع مريدية هكذا – انتقل بعلمه ناشرا له فى ربوع مصر والسودان ةكان علم التصوف هو علمه المفضل والذى أفاض فى الشرح له ويعرفه بأنه العلم الذى يعرف منه احوال النفس فى الخير والشر وكيفية تنقيتها من عيوبها وآفاتها وتطهيرها من الصفات المذمومة والرذائل والجاسات المعنوية التى ورد الشرع باجتنابها والاتصاف بالصفات المحمودة التى طلب الشرع تحصيلها وكيفية السلوك والسير الى الله تعالى والفرار إليه وتجلية ما يعرض للقلب من اللمحات والخواطر والهواجس والعلوم والنيات والمقاصد – كما انفرض بعلوم اليقين التى يكون بها الترقى الايمانى للسالك وهى علوم اخلاقية تتاول التوبة والصبر والشكر والرجاء والخوف والزهد والتوكل والرضا وأعلاها علم المحبة ومن عرف الله من طريق المحبة احبه الله فقربه وعلمه ومكنه وذلك نهاية الطريق – وقد أثرى الإمام أبو العزائم المكتبة الشاملة بذخائر من المؤلفات والعلوم النفيسة والمجلات الدينية – توفى رضى الله عنه فى 2 من رجب الفرد سنة 1356هـ
من أهم كتاباته عندما أرسلت له رسالة النسابة حسن قاسم بخصوص المنكرين لرفات السيدة الطاهرة السيدة زينب رضى الله تعالى عنها فأنشرح صدره وأثلج قلبه لوجود الدليل القاطع على وجود السيدة زينب بالمقام الطاهر بمصر بحيها التى أشتهرت به فبعث برسالة على صفحات المجلات تؤيد رسالة النسابة حسن قاسم وهذا نص الرسالة
الكبرى رضي الله عنها في مرقدها المعروف بالقاهرة الجزء الثانى ::: المقالات
المقالات : قضايا واراء : كتاب الموقع : شباب آل العزائم :
شئتم أم أبيتم السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها في مرقدها المعروف بالقاهرة الجزء الثانى
شئتم أم أبيتم
السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها
في مرقدها المعروف بالقاهرة تحقيقاً
(المشهد الزينبي)
السيدة زينب رضي الله عنها قدمت مصر أنزلها مسلمة بن مخلد في داره بالحمراء القصوى
ولما توفيت دفنت به حسب وصيتها وكانت هذه الخطة الواقع بها الدار المذكورة ابتداء فسطاط مصر طولا عرفت في صدر الإسلام بالحمراء القصوى إحدى الحمراوات الثلاثة
وكان بها قصرا يرجع تاريخه إلىعهد بعيد وعليه نزل عمرو بن العاص وفى طرفه القبلي ضرب فسطاطه
وما برح هذا القصر سريرا للسلطنة يتداوله أمير بعد أمير إلى أن بني عبد الملك بن يزيد الملقب بأبي عون مدينة العسكر سنة 133هـ
ثم تخربت هذه المدينة إلى أن ابتنى بها دار عيسى الهاشمي وأنزل بها حشمه
ولما ولى السري بن الحكم أذن للناس في البناء فيها والى جانب هذه المدينة بني احمد بن طولون جامعه الموجود الآن فكان هذه المنطقة في ما سلف من أجل منتزهات فسطاط مصر إذ كان النيل يحدها من جهة الغرب والخليج من الجهة البحرية
وكان بها بساتين بن مسكين وابن الزهري
وأول من غرس بها على ما استطعناه من التواريخ الثابتة عبد الله بن عبد الرحمن بن عف الزهري وهو أول القادمين إلى مصر من بني الزهري وأول من مات بها منهم
وتربة الزهري بالقرافة الصغرى معروفة وفيها دفن الشافعي في قصة مذكورة ولهم ترب أخرى بمواضع من القرافة وبني بطرفها القبلي دارا واسعة
وبعد موته استولى عليها بن أخيه الربيع بن سليمان بن عبد الرحمن الزهري فما برح مستوليا عليها إلى زمن موسى بن عيسى الهاشمي أحد أمراء مصر من قبل الرشيد
فأمر بزيادة الرحبة التي في مؤخر جامع عمر و لضيق الطريق فأخذ هذه الدار المذكورة من الربيع ووسع بها الطريق وعوضه عنها
فلما مات الربيع أهملت هذه البساتين فلما قدم عبد الوهاب المتقدم الذكر نسبت إليه
وما برحت هذه البساتين علم على هذه المنطقة إلى إن كان من أمرها ما تقدم ذكره مفصلا ثم كثرة العمارة بهذه المنطقة وتنافس الناس في البناء فيها فكثرت فيها الدور والحوانيت واتسعت جوانبها
وكان ضريح السيدة يقع في الجهة البحرية من دار مسلمة يشرف على الخليج و جماميز السعدية
ثم مرت العصور على هذه الدار فأندثر جزء عظيم منها إلا ما كان من ضريح السيدة فأنه كان معظما مقصودا بالزيارة موضع احترام الخاصة والعامة وكان الناس يتعاهدونه ببناء ما يتصدع من جدرانه فكان من جملة المشاهد المعدودة يتناوبون خدمته أناسا انقطعوا لذلك يصرف عليهم من وجه أهل الخير
وفى زمن دولة احمد بن طولون أجرى عليه ما أجرى على المشاهد فلما جاءت الدولة الفاطمية كان أول من بني عليه عمارة جليلة من خلفاء الفاطميين أبو تميم معد نزار بن المعز في سنة369هـ
( يؤكد ما قاله الرحالة محمد الكوهنى الفاسى )
وفى أيام الحاكم بأمر الله أمر بإثبات المساجد والمشاهد التي لا غلة لها سنة 405هـ.
((صفة المشهد قديما))
كما ذكرنا رحلة الأديب الرحالة أبى عبد الله محمد الكوهينى الفاسي وانه دخل مشهد السيدة زينب في 14محرم سنة 369هـ والدليل الأثري الذي وجده أعلى باب الحجرة
وفى القرن السادس الهجري أيام المستنصر الفاطمي أمر بإجراء عمارة هذا المشهد ومشاهد القاهرة والقرافة
فأجرى ذلك وزير المأمون البطائحى
( تاريخي ابن ميسر وابن دقماق بدار الكتب المصرية )
وفى أيام الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب أجرى في هذاالمشهد عمارة أمير مصر ونقيب الأشراف الزينبيين بها الشريف فخر الدين ثعلب الجعفري الزينبي صاحب البساتين التي عرفت بمنشأة بن ثعلب و منشئ المدرسة الشريفية التي تعرف الآن بجامع العربي بالجودرية
وما برح هذا المشهد على هذه العمارة إلى أن كان في القرن العاشر الهجري فأهتم بعمارته وتشييده وجعله مسجدا يتصل به الأمير على باشا الوزير والى مصر من قبل السلطان سليمان خان بن السلطان سليم فاتح مصر
وكان ذلك في شهور سنة 956هـ ( راجع اختصار الخطط المقريزية لمحمد بن أبى السرور البكري و الروضة المأنوسة والنزهة السنية له من مخطوطات دار الكتب المصرية ) .
وفى سنة 1174هــ أعاد بنيانه وشيد أركانه الأمير عبد الرحمن كتخدا القازدوغلى وأنشأ به ساقية وحوض للطهارة وبني أيضا مقام الشيخ محمد العتر يس
وفى سنة 1210هـ جددت المقصورة الشريفة من النحاس الأصفر وكتب على بابها
( يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك سنة 1210 )
وفى سنة 1212هـ ظهر صدع في حوائط المسجد وبنائه فندبت حكومة المماليك عثمان بيك المرادى لتجديده وانشائه فابتدأ في البناء فيه وما لبث إن توقف العمل لدخول الفرنسيين مصر وأكمله بعد ذلك يوسف باشا الوزير في شهور سنة 1216
وأرخ ذلك بأبيات خطت على لوح من الرخام ونصها :
نور بنت النبي زينب يعلو
مسجد فيه قبرها والمزار
قد بناه الوزير صدر المعالي
يوسف وهو للعلي مختار
زاد إجلاله كما قلت أرخ
مسجد مشرق به أنوار
1216هـ
ثم حالت دون تمامه عمارته موانع فأكملها المغفور له محمد على باشا الكبير جد الأسرة العلوية
وأراد عباس باشا أيام حكمة إن يجدد هذا المسجد ويوسعه وشرع في ذلك ووضع الأساس بيده سنة 1270هـ ولكنه عاجله الأجل فأنقطع العمل
فأتمه من بعده المرحوم سعيد باشا وأمر بتجديد الوجهة الغربية والبحرية ومقام العتريس والعيدروس وكان ذلك في سنة 1276هـ وبعد تمام هذه العمارة كتب على لوح من الرخام تاريخيها في أبيات ونصها :
في ظل أيام السعيد محمد
رب الفخار مليك مصر الأفخم
من فائض الأوقاف أتحف زينب
عون الورى بنت النبي الأكرم
من يأت ينوى للوضوء مؤرخا
يسعد فأن وضوئه من زمزم
1276هـ
وكتب على باب المقام هذا البيت
يا زائريها قفوا بالباب وابتهلوا
بنت الرسول لهذا القطر مصباح
وفى سنة 1294هـ تجدد الباب المقابل لباب القبة من المرمر المصري والاستانبولي على الهيئة الموجودة الآن بأمر الخديوي محمد توفيق باشا وفى سنة 1297هـ أمر بتجديد القبة والمسجد والمنارة وتم ذلك في شهور سنة 1302هـ وكتب على أبواب القبة الشريفة
باب الشفاعة عند قبة زينب
يلقاه غاد للمقام و رائح
من يمن توفيق العزيز مؤرخ
نور على باب الشفاعة لائح
قف توسل باب بنت على
بخضوع وسل اله السماء
تحظى بالعز والقبول وأرخ
باب أخت الحسين باب العلاء
رفعوا لزينب بنت طه قبة
علياء محكمة البناء مشيدة
نور القبول يقول في تاريخها
باب الرضا والعدل باب السيدة
وفى عصر هذا التاريخ نقشت القبة المشهد بنقوش بديعة للغاية ألبستها ثوبا جديدا وأنيرت أرجاء المسجد والمشهد بالأنوار الكهربائية
ثم وسعته الحكومة المصرية توسعة أولى عام 1940مـ ثم التوسعة الثانية عام 1969مـ وأنشئت محرابا جديدا وميضأة منفصلة ...
كما أهدت طائفة البهرة مقصورة من الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة للقبر الشريف من أفخم وأفخر المصنوعات .
وقد خصص مكان لزيارة النساء في الوجهة البحرية للمقصورة
ويفد المئات كل يوم لزيارة الحرم الزينبي صلة بأهل البيت الأطهار وان الدعوات مستجابة في هذه الأماكن الطاهرة التي تحفها الملائكة ويحملوا في قلوبهم عطر أهل البيت الأطهار عليهم وعلى جدهم سيدنا رسول الله أذكى الصلاة والسلام.
((الشيخ العتريس ))
هو الصوفي العابد الورع محمد بن أبى المجد عبد العزيز بن قريش الشريف شقيق سيدي إبراهيم الدسوقي أحد أقطاب الصوفية وقد توفى في النصف الثاني من القرن السابع الهجري (أواخره)
يعنى إن مسجد السيدة كان موجود في هذه الوقت وقبله كما أكدنا وليس كما يقول الجهلاء
حيث كان معيدا بالمشهد الزينبي
كان شافعي المذهب تلقى العلوم الشرعية على مذهب الإمام الشافعي ثم فتح الله تعالى عليه فلزم طريق الصوفية
وجاهد حتى أثمرت مجاهداته وكوفئ بأن سكن ضريحه بالحرم الزينبي حيث تتلقى روحه الطاهرة دعاء الزائرين فقد كان في حياته خادما لها يقضى وقته في قراءة القرآن وإلقاء الدروس الدينية بالمسجد ويرشد الزائرين ويعاونهم .
وقد دفن بجوار المسجد الزينبي في الطرف الشمالي الغربي وقد أوصى بأن يدفن في هذا المكان فأقيم له ضريح وأقيم على ضريحه قبة كتب عليها
بسر ابن أبى المجد الدسوقي وصنوه
محمد العتريس كن متوسلاً
((الشيخ العيدروس ))
أبو المراحم وجيه الدين عبد الرحمن العيدروس ابن السيد مصطفى وينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه .
من أشراف اليمن من حضر موت استقر بمصر بعد حياة طويلة مشحونة بالكفاح والدعوة والسياحة وجعل مجلس عبادته وإرشاده في جوار ضريح الشيخ العتريس وعندما حضرته الوفاة في سنة 1192هـ أوصى بأن يدفن حيث هو الآن بجوار الشيخ العتريس وفى رحاب السيدة رضي الله عنها .
أنشئ له قبة كتب عليها
شاد سعيد العصر في مصره
خير مقام قد زها كالعروس
من نور آل البيت تأريخه
به سنا العتريس والعيدروس
(((المشاهد المنسوبة للسيدة زينب )))
*مشهد عباسة ابنة جريج
قبة بقرافة مدينة أسوان تعرف عند العامة بقبة السيدة زينب أو معبد السيدة زينب وهذه القبة بنيت على قبر العباسة بنت جريج أخت عبد العزيز بن جريج مولى عبد الله بن خالد بن أسد توفيت سنة 71هــ وبني على قبرها وقبور من جاورها بالدفن في عهد الدولة الفاطمية
وأخبار العباسة هذه مبسوطة في كتب التاريخ والأدب ولها وقائع مشهورة ( أنظر تواريخ الأمويين )
وعلى قبرها حجر محفور منقوش عليه بعد البسملة
(هذا قبر عباسة ابنة جريج مولى خالد بن أسيد توفيت يوم الاثنين لأربعة عشر خلون من ذي القعدة سنة 71هـ)
مشهد زينب بنت الحنفية
خارج باب النصر بين المقابر قبة تعرف عند العامة بمعبد السيدة زينب وهذه القبة بها قبر زينب بنت أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب ذكر العبيدلى أنها قدمت مصر
وعرف المقريزي عن مشهدها في الخطط قال:
ويعرف بمعبد الست زينب وذكرها بن الزيات في مزاراته وكانت هذه القبة فيما سلف متصلة بمقبرة الصوفية فاندرس ما حولها من المقابر وبقيت القبة على عهدها اى عصر هذا التاريخ يسلك إليها من شارع باب النصر المحاذي ليمين الخارج من الباب بعد مسير بضع دقائق ويرى عليها أثر الشيخوخة
والنظر في هذه المنطقة التي تقع بها القبة المذكورة لرجل يدعى الشيخ على خير الله ويتصل بها من الجهة الغربية بقايا مقبرة الصوفية يفصل بينهما عدة مقابر مستجدة
وكان بهذه المقبرة قديما قبور كثير من أهل العلم معظمها مقصود بالزيارة فاندرس غالبها وبقى منها إلى هذا العهد قبر الإمام برهان الدين بن زقاعة أحد العلماء الأعلام وشيخ السادة القادرية في القرن التاسع
والى جانبه قبر القاضي بن خلدون المؤرخ المشهور صاحب التاريخ الموسوم بالعبر والمقدمة وغيرهما......
مشهد زينب بنت يحي المتوج
أما المشهد الذي بقرافة قريش شرقي مقام الشافعي فهو مشهد السيدة زينب بنت يحي المتوج أخي السيدة نفيسة بنت السيد حسن المدني أمير المدينة في خلافة أبى جعفر المنصور
دخلت مصر في خدمة عمتها المذكورة ومشهدها جمع كثيرا من آل البيت الأقربين كالسيدة فاطمة بنت القاسم الطيب محمد المأمون بن جعفر الصادق الملقبة بالعيناء لشبهها بجدتها الزهراء
وبها شهر المشهد والسيدة أم كلثوم بنت محمد بن جعفر الصادق وهذا المشهد واقع في طريق الذاهب إلى الإمام الليث بن سعد
ومسجد الفتح في مقابلة مشهد السيدة كلثم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق
(تاريخ السيدة نفيسة للأستاذ حسن قاسم)
وكان هذا المشهد في أواخر القرن الثاني عشر يعرف بمشهد زينب بنت يحي المتوج
فلما تخرب وجدد محمد بك على فؤاد المانسترلي - المدفون به بمشهد العيناء وزينب – هذه الذكرى أنها دخلت مصر في سنة 193هـ
العبيدلى النسابة في أخبار الزينبات
وتبعه القرشي في طبقات الأشراف
وابن الأعرج في الثبت المصان
والازورقانى في بحر الأنساب
وعرف عن مشهدها كثير من مؤرخي المزارات المصرية
كالموفق بن عثمان في مرشد
وابن أبى طلحة هادى الراغبين
وابن الزيات في الكواكب
والسخاوى في تحفة الأحباب
والسكري في الكوكب السائر
وزار مشهدها في القرن السادس الهجري الرحالة بن جبير الأندلسي وذكره في جملة ما ذكره من مشاهد العلويات في رحلته المشهورة
وما ورد في المطبوع فخطأ واضح نتيجة تحريف مطبعي إذ لم يرد في كتاب الأنساب أن ليحي بن زيد الشهيد بن على زين العابدين عقبا لقتله بعد مقتل أبيه لما خرج في سنة 125بالجوزجان في قصر بن سيار والى خرسان
فبعت إليه مسلم بن أحوز فتله وله من العمر 18 سنة ومات من غير عقب
(كتاب المزارات المصرية )
إن الضريح الذي قال بن جبير عنه ( انظر رحلة بن جبير المخطوطة) وتابعه هؤلاء الهامشيين أنه لـ( السيدة زينب بنت يحي بن زيد بن على بن زيد العابدين بن الإمام الحسين ) موجود أيضا بالقاهرة ولكنه لـ(السيدة زينب بنت يحي المتوج بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام على بن أبى طالب )
لأن يحي بن زيد أستشهد عن ثمانية عشر عاما ولم يتزوج ولم ينجب فهو خطأ سبب التشابه في الاسم
( يحي الذي هو من أبناء الإمام الحسين)
و(يحي الذي هو من أبناء الإمام الحسن)
وقبر زينب بنت يحي المتوج هو قبر ( العيناء فاطمة بنت القاسم ) التي دفنت مع زينب شرقي مسجد الإمام الشافعي بعيدا جدا عن مشهد عمتها ( السيدة زينب بنت الإمام على ) المعروف للمسلمين جميعا بالقاهرة
. اى إن ما ورد في رحلة بن جبير وما نقله على مبارك باشا في خططه دون تحرى أو رجوع إلى الوثائق .
وذكر هذا المشهد في العديد من الكتب كـــ ( مرشد الزوار لموفق الدين بن عثمان ،والكواكب السيارة لأبن أبى طلحة وتحفة الأحباب السخاوى والكوكب السائر للسكري ) .
مقام زيد بن على زين العابدين هو المشهور بزين العابدين بمصر
قال بن تغرى بردى في النجوم الزاهرة:
في ولاية حنظلة بن صفوان الثانية على مصر سنة 122هـ قدم عليه بمصر رأس زيد بن على زين العابدين فأمر بتعليقه وطيف به وهو المدفون بالمشهد المشهور بزين العابدين بمصر.
ذكرت الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( راجع السيدة زينب للدكتورة عائشة عبد الرحمن)
نفس القصة التي حدثت مع السيدة زينب لما عادت من المدينة ولما أمر يزيد بإخراج أهل البيت من المدينة ثم تقول
قالت ( زينب بنت عقيل بن أبى طالب ) للسيدة زينب بنت الإمام على
( يا ابنة عمى قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء وسيجزى الله الظالمين .....إرحلى إلى بلد آمن ) فرحلت إلى مصر..........
بزغ هلال شعبان عام 61هـ في اللحظة التي وطئت فيها السيدة ارض النيل فإذا الجموع تنتظرها وتستقبلها ......
انه مسلمة بن مخلد الأنصاري أمير مصر ومعه أعيان مصر قد خرجوا للقاء ابنة الزهراء وأخت الإمام الشهيد..
ماتت السيدة زينب عشية يوم الأحد لأربع عشرة مضين من رجب عام 62هـ على أرجح الأقوال
وأغمضت العينان اللتان شهدتا مذبحة كربلاء
فمهدت لها الأرض الطيبة مرقدا لينا في مخدعها من دار مسلمة وحيث اختارت إن تكون ضجعتها الأخيرة
وبقى قبرها مزارا مباركا يفد إليه المسلمون حتى يومنا هذا من كل فج عميق ..
وذكر النبوي جبر سراج ( راجع السيدة زينب رضي الله عنها في قلوب المحبين)
باب حول "شرف مصر بسكنى السيدة زينب " وذكر نفس القصة التي حدثت بعد مذبحة كربلاء
يقول (......واستجاب الله تعالى واسكنها بلدا طيبا وعوضها حبا ومودة وأهلا مستبشرين بمقدمها وجعل بقية حياتها في مصر الطيبة ......واقترب الشعراء يرحبون بقصائدهم صلة منهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين وعلى رأسهم السيدة زينب...............)
وأستعير من الشيخ المرحوم الصاوي شعلان هذه التحية للسيدة زينب رضي الله عنها :
أشقيقة السبطين حيا الله صاحبة المقام
يا نفحة الزهراء يا أخت الإمام ابن الإمام
هذا الرحاب بساطه ظل من البيت الحرام
أوديعة الهادي بمصر لنا بحبكم اعتصام
ومن الملائك موكب معنا يؤدون السلام
لم لا ونور المصطفى لما أقمت هنا أقام
في شهر معراج النبي المرتجى يوم الزحام
بادرتِ هذا الشهر معراجا إلى دار السلام
وذكر ذلك الإمام عبد الوهاب الشعراني ( راجع الطبقات الكبرى )
يقول:
انه لما استشهد الحسين أنشدت أخته زينب المدفونة بقناطر السباع من مصر المحروسة
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا فعلتم وانتم آخر الأمم
بعترتى وبأهل بيتي بعد مفتقدي
منهم أساري ومنهم ضمخوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
ومش الناس أمامها حفاة من مدينة غزة إلى مصر تعظيما لها رضي الله عنها
خاتمة
نحمد الله عز وجل على أن وفقنا لإنجاز هذا العمل للرد على هؤلاء المنكرين الذين يلعبون في اى دليل ( التاريخ ) والهدف الرئيسي هو إبعاد أهل الله والعابدون حقا عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ونعلم من يكون دائما خلف هؤلاء .
وهذا العمل ليس لمحبي وزوار السيدة زينب فنحن متأكدون بقلوبنا وعقولنا أنها معنا
إنما هو لهؤلاء المشككين المانعين ونحن لهم على مر الزمان
يقول أحد العارفين بالله:
لا تطلبوا آل النــــبي
بشرق ارض أو بغرب
وذروا الجميع وأقبلوا
نحوى فمسكنهم بقبلي
وقال فيها العديد والعديد من الأئمة القصائد عند الزيارة ومعظمهم من أهل البيت لا يكذبون ويرون بعين البصيرة .
هذه الشذرة التي تضمنت أخبار السيدة زينب بنت الإمام على رضي الله عنهما استطلعناها من مصادر موثقة
فإذا علمت ذلك فاعلم انه لا خلاف في أن هذا المشهد الواقع جنوبي القاهرة قد ضم جثمان هذه السيدة الطاهرة مما نقل عن أهل التاريخ من الأخبار الصحيحة الثابتة التي لا مجال للشك فيها وأن الخلاف الواقع لفريق من المؤرخين إنما هو لتعداد اسم زينب في بنات الإمام على وقد تعدد هذا الاسم أيضا في ذرية السبطين كما دلت على ذلك كتب الأنساب والسير والمقطوع بصحته هو ما أثبتناه عن أهل العلم وأساتذة علم التاريخ والنسب .
نأمر كل من وافق أو كتب أو أشار إلى تلك المقالة التي تفتري على هذه الرحاب الطاهرة بأن يتقدم باستقالته
فوالله إنه لا يستحق المنصب الذي وضع فيه وسيعلم ويتيقن ما فعل وما قال عند الميزان
بعض المصادر
المرجع الأساسي
السيدة زينب وأخبار الزينبات للعبيدلى النسابة ( الأستاذ حسن محمد قاسم )
1- كتب الأنساب
كتاب انساب قريش لمصعب بن عبد الله الزبيري ، بحر الأنساب لأبن جزي الكلبي ، والجمهرة لأبن حزم ، وبحر الأنساب فيما للسبطين من الأعقاب للشريف الأزورقانى ، والدرر البهية في الأنساب الحسنية والحسينية للشريف الفضيلى ، والروض المعطار في نسب آل جعفر الطيار لسيد مرتضى الزبيدى ، العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية لحافظ السيوطي ، الرسالة الزينبية لشمس الدين أبى الخير السخاوى المصري
وأخبار الزينبيات للشريف العبيدلى النسابة
2-كتب التاريخ والسير
التاريخ الكبير للحافظ بن عساكر الدمشقي ، تاريخ الأمم والملوك للطبري ، تواريخ دولة الإسلام للذهبي ، تاريخ ابن زولاق ، الكامل لأبن الأثير ، وتواريخ البدر العيني ، واليافعي ، والبخاري ، والسيوطي ، وابن سعد ، وابن تغرى بردى والسخاوى وابن العماد والشامي والقلقشندى وابن حجر العسقلاني وابن الأثير والحلبي والواقدي
3-كتب المزارات
مصباح الدياجى لأبن الناسخ ، مرشد الزوار لأبن عثمان ، المزارات المصرية للأزهري وهادى الراغبين لأبن أبى طلحة والعقود الدرية لأبى يوسف الكندي وتحفة الأحباب السخاوى ، الكواكب السيارة لأبن الزيات والإشارات إلى أماكن الزيارات لهروى وابن الجوزى وابن طولون.
4-كتاب السيدة زينب للدكتورة عائشة عبد الرحمن
وكتاب الطبقات الكبرى للإمام عبد الوهاب الشعراني
و السيدة زينب رضي الله عنها في قلوب المحبين للنبوي سراج
5-كتب الرحلات
رحلة النابلسي الموسومة بالحقيقة والمجاز في الرحلة إلى الشام ومصر والحجاز ، الخطط للمقريزي ، مختصر الخطط للبكري ، الخطط لعلى باشا مبارك ، تاريخ تقي الدين الحصنى والتاريخ الحسيني لعلى حلال بك ونور الأبصار للشبلنجى ومشاهد الصفا للقلعاوى .................
وقد ذكرنا ذلك لمن شاء إن يرجع إليها وغالبها من محفوظات دار الكتاب المصري
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
