[
size=200] [b]مدينة دمياط ومشايخها وعلمائها الصالحين
دمياط بكسر الدال المهملة وسكون الميم وياء وألف وطاء مهمله كما فى تقويم البلدان لابى الفداء قال المقريزى فى خططه ما نصه اعلم ان دمياط مورة من كور ارض مصر بينها وبين تاتيس اثنا عشر فرسخا ويقال سميت بدمياط من ولد بن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح لعيه السلام ويقال ان ادريس عليه السلام كان اول ما انزل عليه ذو القوة والجبروت أنا الله مدين المدائن الفلك بامرى وصنعى اجمع بين العذب والملح والنار والثلج بقدرتى ومكنون على الدال والميم والالف والطاء قيل هى بالسريانية دمياط فتكون دمياط كلمة سريانية اصلها دمط أى القدرة اشارة الى مجمع العذب والملح وقال الاستاذ ابارهيم بن وصيف شاه دمياط بلد قديم بنى فى ومن قليمون بن اتريب بن قبطيم بن مصرايم على اسم غلام كانت امه ساحرة لقليمون ولما قدم المسلمون الى ارض مصر كان على دمياط رجل من اخوال المقوقس يقال له الهاموك فلما افتتح عمرو بن العاص رضى الله عنه مصر امتنع الهاموك بدمياط واستعد للقتال فانفذ اليه عمرو بن العاص المقداد بن الاسود فى طائفة من المسلمين فحاربهم الهاموك وقتل ابنه فى الحرب فعاد الى دمياط وجمع اليه اصحابه وشاورهم فى امره وكان عنده حكيم قد حضر الشورى فقال ايها الملك ان جوهرة العقل لا قيمة لها وما ستغنى بها احد الاهدته الى سبيل النجاة والفوز من الهلاك وهؤلاء العرب من بدء امرهم لم ترد لهم راية وقد فتحوا البلاد وأذلوت العباد ومالا حد عليهم قدرة ولسنا بأشد من جيوش الشام ولا أعز وأمنع وان القوم قج أيدوا بالنصر والظفر والرآى ان تعقد مع القوم صلحا تنال به الأمن وحقن الدماء وثيانة الحرم فما أنت بأكثر من المقوقس فلم يعبأ الهاموك بقوله وغضب منه فقتله وكان له ابن عارف عاقل وله دار ملاصقة لسور فخرج الى المسلمين فى الليل ودلهم على عورات البلد فاستولى المسلمين عليها وتمكنوا منها وبرز الهاموك للحرب فلم يشعر بالمسلمين غلا وهم يكبرون على سور البلد وقد ملكوه و مدينة دمياط من أعظم الثغور الإسلامية بديار مصر فلذا استوضنها وتقيم بها الاكابر والاعيان والأشراف والعلماء والصلحاء ومشايخ العارف والسجادات والقراءا المنتفعون للتجويد والالحان الذين لا يفوقهم أحد من قراء الدنيا وفيها مات كثير من اولياء الله تعالى المرابطين وغيرهم ونسطرهم على التوالى1
- مسجد فتح وهو
المسجد الذى اسسه المسلمون عند فتح دمياط اول ما فتح الله ارض مصر على يد عمرو بن العاص رضى الله عنه وعلى بابه مكتوب بالقلم الكوفى انه عمر بعد سنة 500 هـ وفيه عمد الرخام منها ما يعز وجود مثلها وانما عرف بجامع فتح لنزول شخص به يقال له فاتح فقالت العامى مسجد فتح وانما هو فاتح بن عثمان الاسمر التكرورى قدم من مراكش الى دمياط على قدم التجريد وسقى بها الماء فى الاسواق واحتسابا من غير ان يتناول من احد شيأ ونزل فى ظاهر الثغر ولزم الصلاة مع الجماعة وترك الناس جميعا ثم اقام بناحية تونه من بحيرة تنيس وهى خراب نحو سبع سنين ورد مسجدها ثم انتقل من تونة الى جامع دمياط واقام فى وكر فى اسفل المنارة من غير ان يخالط احد الا اذا اقيمت الصلاة جرج وصلى فاذا سلم الامام عاد الى وكره فاذا عارضه احد بحديث كلمه وهو قائم بعد انصرافه من الصلاة وكانت حاله ابد اتصالا فى انفصال وقربا فى ابتعاد وانسا وحج فكان يفارق اصحابه عند الرحيل فلا يرونه الا وقت النزول ويكون سيره منفردا عنهم لا يكلم احد الى ان عاد الى دمياط فأخذ فى ترميم الجامع وتنظيفه بنفسه حتى نقى ما كان فيه من الوطوط بسقوفه وساق الماء الى صهاريج وبلط صحنه وسبك سطحه بالجبس واقام فيه وكان قبل ذلك من حين تخربت دمياط لا يفتح الا يوم الجمعة فرتب فيه اماما راتبا يصلى الخمس وسكن فى بيت الخطابة وواظب على اقامة الاوراد به وجعل فيه قراء يتلون القرآن وقرر فيه رجلا يذكر الناس ويعلمهم وكان يقول لوعلمت بدمياط مكانا أفضل من الجامع لأقمت فيه ولو علمت فى الاض بلدا يكون فيه الفقير أخمل من دمياط لرحلت اليه وأقمت به وكان اذا ورد عليه فقير ولا يجد شىء يطعمه فكان يبيع ملابسه ليطعمه بها
2- شيخ الماليكة الامام جلال الدين أبى محمد
عبد الله بن محمد بن شاس بن قرار الجذامى السعدى المصرى صاحب كتاب الجواهر الثمينة فى المذهب كان من كبار الأئمة العاملين حج آخر عمره ورجع فأمتنع من الفتيا الى ان مات بدمياط مجاهدا سنة ست عشرة وستمائة والافرنج محاصرون لها وكان جده شاس من الامراء فكان يلتزم كعادة الاكابر بأحياء الليالى .
3- - جامع الشيخ شطا ابن الهاموك
وهو على شاطىء بحيرة المنزلة فى شرقى البلد ويحتفل بمولدة فى ليلة النصف من شهر شعبان .
4- الشيخ عبد السلام بن على
بن منصور الدمياطى الشافعى المعروف بابن الخراط ولد بدمياط ورحل الى بغداد فتفقه بها وتميز فى الفقه والخلاف ورجع الى بلده فأقام بها قاضيا مدرسا ثم ولى قضاء مصر والوجه القبلى ولد سنة احدى وسبعين وخمسمائة ومات سنة تسع عسشرة وستمائة .
5- الشيخ صدر الدين محمد
بن المرحل الشافعى كان اماما جامعا للعلوم الشرعية والعقلية واللغوية ولد بدمياط فى شوال سنة خمس وستين وستمائة وتفقه على أبيه وغيره ودرس بالخشابية والمشهد الحسينى والناصرية وجمع كتالا الاشياء والنظائر ومات قبل تحريره فحرره وزاد عليه اخية مات بالقاهرة فى ذى الحجة سنة ست عشرة وسبعمائة وابن اخيه هو زين الدين محمد بن عبد الله بن الشيخ زين الدين عمر كان عالما فى الفقه والاصلين ولد بدمياط وتفقه على عمخ وغيره ومات فى رجب سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة .
6- الشيخ خليل بن ابراهيم
بن عبد الرحمن القرشى الاسدى البهوتى الدمياطى يعرف قديما بالمنهجى والآن بامام منصور وموسى ولد بدمياط سنة 836 وقرأ على موسى البهوتى وحفظ عقيدتى الاسلام للغزالى واليافعى والعمدة والاربيعن النووية والشاطبية والراائية وألفية الحديث والمنهاج والفصول وألفيه النحو مع الملحة وقواعد ابن هشام وتصريف الزنجائى ورسالة الميقات للجمال والماردانى والجداول الزينبية فى الميقات وبديعية شعبان الآثارى وعرض ذلك على على بن محمد الهيثمى مع اخذ الميقات عنه والتقويم وجداول الاهلة وجميع صحيح مسلم واخذ النحو واصول الفقه عن الشهاب احمد بن عبادة المالكى والمنطق عن السيج الحنفى نزيل الجوهرية وحضر دروس العبادى وآخرين وسافر الى طرابلس وبيروت وغيرهما واختص بمنصور بن صفو وسماه امامه وجوهر المعينى وآخرين ثم ترقى لامير المؤمنين المتوكل على الله العز عبد العزيز ودخل فى أشياء كالوصية على بنى أبى الفضل بن أسد ووصف بالعدل والديانة .
7- الشيخ عبد السلام
بن موسى بن عبد الله بن محمد الزين بن الشرف البهوتى الدمياطى الشافعى ولد سنة 835 تقريبا بدمياط ونشأ بها فحفظ القرآن عند ابيه وتلاه تجويد وحضر دروس الفقيه علم الدين بن الفرات وكذا أخذ عن الشهاب البيجورى وغيره وفى النحو عن ابن سويدان ثم اختص بالفخر لمصاهرة بينهما وأم بالجامع البدرى بعد ابيه وقرأ على العامة فى المواعظ والرقائق ونحوهما وكتب بخطه شيأ كثيرا حبس جميعه على بنيه ولم يزل على طريقته فى الخير والبركة واعتقاد الناس فيه حتى مات فى أواخر صفر سنة 896 بدمياط ودفن بجوار الشيخ فاتح بتربة الشرفاء بنى عجلان رحمنا الله واياه ونفعنا به .
8- الشيخ محمد بن صدقة
بن عمرو الكمال الدمياطى المصرى القاهرى الشافعى المجذوب وكان يعرف بالمجذوب اشتغل وحفظ القرآن والتنبيه وألفية ابن مالك وتكسب بالشهادة بمصر وكان على طريقة حسنة ثم انجذب وحكيت عنه الكرامات وهرع الاكابر لزيارته وطلب الدعاء منه وممن كان زائد الانقياد معه والطواعية له فى كل ما يرومه منه الكمال امام الكاملية لشدة اعتقاده فيه بحيث كان يضعه فى الحديد ويمشى به معه فى الشارع وهو كذلك ويبالغ فى ضربه وربما اقام عنده بالكاملية مات وقد قارب السبعين سنة 854ودفن بجوار قبر الشيخ أبى العباس احمد الحراز بالقرافة الكبرى رحمه الله تعالى .
9- الشيخ محمد بن يوسف
بن عبد القادر الدمياطى المصرى الحنفى المفتى الامام المقجم على أقرانه البارع فى أهل زمانه مفتى مذهب النعمان بالقاهرى والمبدى من تحرير انه التحقيقات الباهرة فاق فى الف ضائل جميعها وبهر فى تأصيل المسائل وتفريعها وتكلم فى المجالس وأظهر من درر بحره النفائس وجمع والف وكتب وأفاد وأرسل فتاوية طائرة باجنحة ورقها الى سائر البلاد ولازم شيوخ الحنفية من المصريين كالشيخ الامام زين بن نجيم وأخيه الشيخ عمر وشيخ الفقهاء فى وقته الشيخ على بن غانم المقدسى وغيرهم وأجازوه وتصدر للتدريس ونفع الناس وذكره الخفاجى فقال فى حقه مقدم نتائج الفضل وغيره التالى ومشيد بنيان المكارم بطبعه العالى دووقا وتزول عنده الراسيات الشوامخ بمحطم فضل لا يرد على آياته البينات فناسخ ان خط فما خط الربيع والعذار او تكلم فما مطرب الاوتار والاطيار ورد الروم وأنابها كراء واصل أو حرف علة أو همزة واصل وشوفى الى الكرام كما قال أوتمام
واجد بالخليل من برحاء الشوق وجدان غيره بالحبيب
ثم أورد له أبياتا راجعه بها عن أبيات أرسلها اليه مطلعها هذا
اياروض مجد منبتا زهر الحمد * ومن ذكره أذكى من العنبر الوردى
وابيات الدمياطى صاحب الترجمة هذ
أفائق أهل العصر فى كل ما يبدى * وأوحد هذا العصر فى الحل والعقد
ومن فاق سحبا نا وقصا فصاحة * ومن نظمه المشهور بالجوهر الفرد
تظمت قريضا فى حلاوة لفظه * وفى الصوغ أزرى بالنباتى والورد
وكانت وفاته بمصر يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الثانى سنة 1014 هـ رحمه الله
10 - الامام العالم العلامة مفرد الزمان ووحيد
الاوان محمد بن محمد بن محمد بن المولى شهاب الدين احمد بن العلامة حسن ابن العارف بالله تعالى على ابن الولى الصالح سلامة ابن الوالى الصالح بدير بن محمد بن يوسف شمس الدين أبو حامد البديرى الحسينى الشافعى الدمياطى أخذ عن الشيخ الفقيه زين الدين السلسلى امام جامع البدرى بالثغر وهو أول شيوخه قبل المحاورة ثم رحل الى الازهر فاخذ عن النور أبى الضياء على بن محمد الشبراملسى الشافعى والشمس محمد بن داود العنانى الشافعى والامام شرف الدين بن زين العابدين بن محيى الدين بن ولى بن يوسف جمال الدين ابن شيخ الاسلام زكريا الانصارى والمحدث شمس الدين بن محمد بن قاسم البقرى شيخ القراء والحديث بصحن الجامع الازهر والشيخ عبد المعطى المالكى وشمس الدين محمد الخرشى والشيخ المحدث شهاب الدين ابى العباس احمد بن محمد بن عبد الغنى الدمياطى الشافعى النقشبندى ووحيد زمانه محمود بن عبد الجواد المحلى والعلامة المهندس الفلكى رضوان افندى ابن عبد الله نزيل بولاق ثم رحل الى الحرمين فاخذ بهما عن الامام ابى العرفان ابراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكورانى فى سنة احدى وتسعين وألف والسيدة قريش واختها بنت الامام عبد القادر الطبرى فى سنة اثنتين وتسعين وألف أخذ عنه الشيخ محمد الحفنى وأخوه الجمال يوسف والسيد مصطفى بن كمال الدين البكرى وهو من أقرانه والفقيه النحوى الاصولى محمد بن عيسى بن يوسف الدنجيهى الشافعى وفى سنة 1104هـ .
11 - الاستاذ العلامة احمد بن محمد
بن احد بن عبد الغنى الدمياطى الشافعى الشهير بالبناء خاتمه من قام باعباء الطريقة النقشبندية بالديار المصرية ورئيس من قصد لرواية الاحاديث النبوية ولد بدمياط ونشأبها وحفظ القرآن واشتغل بالعلوم على علماء عصره ثم ارتحل الى القاهرة فلازم الشيخ سلطان المزاحى والنور الشبراملسى فأخذ عنهما القراآت وتفقه عليهما وسمع عليمها الحديث وعلى النور الاجهورى والشمس الشويرى والشهاب القليوبى والشمس البابلى والبرهان الميمونى وجماعة آهرين واشتغل بالفنون وبلغ من الدقة والتحقيق غاية قل أن يركها من أمثاله ثم ارتحل الى الحجاز فاخذ الحديث عن البرهان الكورانى ورجع الدمياط وصنف كتابا فى القراآت سماه اتحاف البشر بالقراآت الاربعة عشر أبان فيه عن سعة اطلاعه وزيادة اقتدار حتى كان الشيخ ابو النصر المنزلى يشهد بأنه أدق من ابن قاسم العبادى واختصر السيرة الحلبية فى مجله وألف كتابا فى اشراط الساعة سماه الذخائر المهمات فيما يجب الايمان به من المسموعات وارتحل ايضا الى الحجاز فحج وذهب الى اليمن فاجتمع بسدى احمد بن عجيل ببيت الفقيه فاخذ عنه حديث المصافحة من طريق المعمرين وتلقن منه الذكر على طريقة النقشبندية ولم يزل ملازما لخدمته الى ان بلغ مبالغ الكمال من الرجال فاجازه وامره بالرجوع الى بلده والتصدى للتسليك وتلقين الذكر فرجع واقام مرابطا بقرية قريبة من البحر المالح تسمى يعزبة البرج واشتغل بالله وتصدى للارشاد والتسليك وتصدى للزيارة والتبرك والاخذ والرواية وعم النفع به لاسيما فى الطريقة النقسبندية وكثرت تلاميذته وظهرت بركته عليهم الى ان صاروا أئمة يقتدى بهم ويتبرك برؤيتهم ولم يزل فى أقبال على الله تعالى الى أن ارتحل الى الديار الحجازية فحج ورجع الى المدينة المنورة فادركته المنية بعد ارتحال الحج بثلاثة ايام فى المحرم سنة سبع عشر ومائة والف ودفن بالبقيع مساء رحمه الله تعالى
12- افضل النبلاء وأجل الفضلاء الماجد الأكرم الشيخ مصطفى اسعد اللقيمى
الدمياطى وهو رابع الاخوة الثلاثة عمر وعثمان ومحمد اولاد المرحوم احمد بن محمد بن احمد بن صلاح الدين اللقيمى الدمياطى الشافعى سيد العنبةسى وكلهم شعراء بلغاء ومن محاسن كلامه وبديع نظامه مداميته الاجوانية فى المقامة الرضوانية التى مدح بها الامير رضوان كتخدا عزبان الجلفى وهى مقامة بديعة بل روضة مربعة وقد قال فى وصفها وبديع وصفها :
نسجدت بمنوال البــــــديع مقامة ^^^ وتزركشت بالحسن والابــــداع
رقت حواشيها ووسى طـــرزها ^^^ بجواهر الترصبع والابــــــداع
وغدت بحلى مديح رضوان العلا ^^^ طول المدى تجلى على الاسماع
وابتدأها بقوله بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لمن أنهج مناهج مباهج الاسعاد وسلك بنا سبل معارج مدارج الارشاد والصلاة والسلام على صفوته من العباد سيدنا ومولانا محمد ملجا الخلائق يوم الميعاد – القائل وقوله الحق يهدى الى طريق الرشاد – اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه فيانعم ما أنعم به وأفاد وعلى آله وأصحابه السادة الامجاد والتابعين لهم والسالكين مسالك السداد . الشريف على محمود محمد على حفيد النسابة حسن قاسم[/b][/size]