موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 08, 2012 2:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114
مسجد الشيخ صالح الجعفرى
فى حى مولانا الإمام أبو عبد الله الحسين رضى الله تعالى عنه شهيد كربلاء وبالتحديد بجواره رضى الله عنه منطقة الدراسة وعلى يمين السالك من موقف الأتوبيس وعلى يمين السالك طريق صلاح سالم إلى مشيخة الأزهر يوجد مسجد مرتفع عن الارض ، مسجد به ضريح لولى من أولياء الله الصالحين وعالم من علماء الأمة المعتمدين ، ومحدث من المحدثين فى عصرنا هذا وفى العصور السابقة والقادمة هذا الولى من الأولياء الذين قال الله سحاينه وتعالى فى كتابه العزيز الحكيم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
وهو من الجعافرة وهم كما يقول النسابة حسن قاسم فى أخبار الزينبيات ويعلق عليه الشريف الحفيد على محمود
فيقول ===الجعافرة في مصر===
في مصر طوائف يُسمَّون (الجعافرة)، اشتبه أمر حقيقتهم على الكثيرين. و في هذا المقال شيئان، أوّلهما: تبيان ذريّة السيّدة زينب بنت أميرالمؤمنين عليهما السّلام و انتشار هذه الذريّة، ثم تبيان حقيقة (الجعافرة) و أن نسبتهم هذه لاتتعدى انتساب بعضهم بالنسب فقط، لا بالمذهب إلى الإمام جعفر الصادق عليه السّلام.
وانتساب البعض الآخر إلى عبدالله بن جعفر: عقب السيدة زينب عليها السّلام محصور في ولدها علي الأكبر، و سنذكر هنا ما وقفنا عليه من أخباره.
قال الناصري: علي بن عبدالله بن جعفر هذا هو المعروف بالزينبي نسبة إلى أمّه زينب بنت علي بن أبي طالب وأمّها فاطمة الزهراء بنت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم. ولولد علي هذا مزيد شرف على سائر ولد عبدالله بن جعفر، لمكان أمّهم زينب من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، و في ذريّة علي هذا ألّف الحافظ السيوطي رسالته (الزينبية). قال ابن عنبة: كان علي الزينبي يكنى أبا الحسن وكان سيّداً كريماً.ونقل الأزورقاني من كتاب (المصابيح) تأليف أبي بكر الورّاق، قال: كان ثلاثة في عصر واحد بني عمّ يرجعون إلى أصل قريب، كلّهم يسمّى عليّاً وكلهم يصلح للخلافة، وهم: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلّب، و علي بن عبدالله بن جعفر الطيار. و ناهيك بمن عده أهل زمانه من الأفراد الّذين يصلحون للخلافة.
قال مصعب: وكان علي الزينبي متزوّجاً بِلُبابة بنت عبدالله بن عبّاس ترجمان القرآن، فولدت له ولم يُسمِّ مصعبٌ مَن وَلَدت.
وقال ابن عنبة: كان لعلي الزينبي من الولد ابنتان وخمسة رجال، وهم: إسحاق ومحمّد وإبراهيم وإسماعيل ويعقوب، أعقب منهم إسحاق ومحمّد. وذكر في موضع آخر أن من أولاده الحسين، قال: وله بنت اسمها زينب تزوّجها حمزة بن الحسن بن عبدالله بن العباس السقّا بن علي بن أبي طالب فولدت له القاسم.
وقال الأزورقاني: أعقب من ولد علي الزينبي رجلان: إسحاق الأشرف وأبوجعفر محمّد الجواد؛ فأما إسحاق بن علي الزينبي فقال ابن عنبة: أعقب من سبعة رجال.
وقال الأزورقاني: انتشرعقبه من خمسة رجال فقط، وهم: الحسن و عبدالله و محمّد الأصغر وأبوالفضل جعفر ـ وهو بطن، وحمزة ـ وهو بطن أيضاً.
فأما الحسن بن إسحاق الأشرف فقال الأزورقاني: له أربعة معقبون، وعقبهم بالكوفة ومصر. وقال ابن عنبة: من ولده الحسين بن الحسن المذكور يُلقَّب زقاقاً، ويقال لعقبه بنو زقاق.
وأمّا عبدالله بن إسحاق الأشرف، فذكر الأزورقاني له أعقاباً كثيرة بفارس والدينور والري والمدينة ومصر ونَصيبين من رجلَين اسم كل واحد منهما عبدالله، أحدهما الأكبر والآخر الأصغر.
وقال ابن عنبة: منهم أبوجعفر محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد بن جعفر بن عبدالله المذكور، ثم قال: لا أدري أهو عبدالله الأكبر أم الأصغر.
وأما: محمّد الأصغر بن إسحاق الأشرف فكان بالعنظواني، قال ابن عنبة: أعقب من ولده رجلان، وهما الحسن وعلي، ولعلي بنت اسمها فاطمة، كانت متزوجة بإبراهيم بن علي بن عبدالله بن الحسين بن علي زين العابدين، فولدت له الحسين بن إبراهيم. وقال الأزورقاني: عقب محمّد الغنظواني بمصر والرملة ودمياط (1) والكوفة، وهم فخذ كبير.
وأما أبوجعفر محمّد الجواد بن علي الزينبي فقال ابن عنبة: كان جليلاً من أجلّ الناس قَدراً، وكان له عدّة من الولد، أعقب منهم أربعة وهم ـ كما عند الأزورقاني: يحيى وعيسى وعبدالله أبوالكرام وإبراهيم الأعرابي. أعقب يحيى سبعة عشر ولداً والعقب منهم في ثلاثة، وعقب عيسى بالعراق وشيراز من محمّد المطبقي، وعقب عبدالله أبي الكرام من ثلاثة من أبنائه وهم: إبراهيم ومحمّد، ويقال له أبوالكرام الأصغر ويلقب بأحمر عينيه، وأبوالحسن داود. وكان لإبراهيم الأعرابي خمسة عشر ابناً سمّى منهم ابنُ عنبة ثمانية، وهم الآتي ذكرهم فيما بعد ذلك.
وفيهم جعفر أمير الحجاز، ولكل منهم عقب طويل منتشر. وإلى جعفر أمير الحجاز هذا ينتهي نسب نقيب الأشراف الزينبيين في مصر في القرن السابع الهجري، وهو الأمير فخرالدين أبونصر إسماعيل بن حصن الدولة فخر العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن أبي جميل دِحية بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر الأمير المذكور بن إبراهيم الأعرابي بن محمّد الجواد بن علي الزينبي بن عبدالله بن جعفر الطيّار. ترجمه المقريزي في الخطط في الجزء 40 منها في الكلام على المدرسة الشريفية، وإلى أبيه نسبت مدينة ديروط الّتي بصعيد مصر، إذ كان بها استقراره فيقال: ديروط الشريف.
وكان المترجم مشهوراً بالخير والصّلاح، تولى إمارة مصر في أيام الدولة الأيّوبيّة، ومن إنشائه المدرسة الشريفية المعروفة بجامع العربي لدفن العالم المشهور سيدي علي بن العربي السقّاط الفاسي بها، وهي الواقعة بحارة الشرابية بشارع الجودرية الكبيرة بالقاهرة بينها وبين مدرسة الأمير بيبرس الخياط مسيرة بضع دقائق. وتوفّي الشريف هذا بالقاهرة في سابع عشر رجب عام 613 هـ ، وأبوه الشريف ثعلب المذكور وهو أوّل من تولّى نقابة الأشراف الزينبيين بالديار المصرية، وتربتهم بالقرب من مشهد الإمام الشافعي وتعرف بمشهد السادات (2) الثعالبة، وقد كتبنا عنها باستفاضة في كتابنا (المزارات المصرية).
ونذكر في هذه العجالة فذلكة أنسابهم إلى منتهى جموعهم فنقول: إن هؤلاء السادة تفرّعت شجرتهم الزكيّة من إبراهيم الأعرابي بن محمّد الجواد بن علي الزينبي. قال عنه ابن عنبة: كان من أجلة بني هاشم، وأمّه بنت عبدالله بن عباس.
وذكر الأزورقاني أن أولاده خمسة عشر ابناً ولم يُسمِّهم، وسمّى منهم ابن عنبة ثمانية. قال وهم: عبدالله وهاشم وصالح ومحمّد ويحيى وعبدالرحمن وعبيدالله وجعفر أمير الحجاز.
قال الأزورقاني: فأمّا عبدالله وصالح وهاشم فلا عقب لهم، وأمّا محمّد ويحيى وعبدالرحمن فلهم عقب مُقِلّ.
قال ابن عنبة: ووجدت لعبد الرحمن بن إبراهيم الأعرابي محمّداً وأحمد وعليًّا. وأمّا عبيدالله فقال ابن عنبة: لا أعلم من ولده إلا الحسن بن علي بن عبيدالله وإبراهيم بن عبيدالله.
قال الأزورقاني: ولإبراهيم بن عبيدالله ابنان وهما الحسين وعلي، ومن ولده أبوالحسن الجعفري الرئيس بدمشق وفيه البيت والعَدد.
وأمّا جعفر الأمير ـ وقيل له الأمير لأنّه كان أميراً بالحجاز ـ فقد أخرج الله تعالى من ظهره الكثير الطيّب، وهو الحد الأدنى للسّادات الثعالبة.
قال الناصري في (الطلعة): كان له من الولد عشرة وهم: سليمان وداود وموسى الخفاجي وعبدالله الخليصي وعيسى الخليصي وإبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف ومحمّد. زاد السيّد مرتضى الحسن وهارون وأحمد والحسين. قال: والثلاثة الأخيرون لم يُعقِبوا ولم يذكر يعقوب ولا عيسى. أعقب سليمان محمّداً وأمّه زينب بنت عيسى بن زيد الشهيد بن علي زين العابدين، وقد مات محمّد عن غير عقب. وأعقب داود أبا طالب، كان ببغداد ومات عن غير عقب. وأمّا موسى الخفاجي وعبدالله الخليصي وباقي أخواتهما: لكل منهم عقب ذيول منتشرة.
موسى الخفاجي بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي، قال الأزورقاني: كان لموسى الخفاجي سبعة أولاد وعقبهم بالمدينة ومصر والمغرب، وقال ابن عنبة: ومن ولده علي الملقّب بقطاة بن يوسف بن الحسن بن موسى.
قال الأزورقاني: عقب عبدالله الخليصي يقال لهم القرشيون وعقبه من خمسة رجال وهم: حمزة وأحمد ومحّمد القرشي وإسحاق وعلي الشاعر. فأمّا حمزة وأحمد فلهما عقب مقلّ، وأما محمّد القرشي فعقبه بمصر. وأما إسحاق فعقبه بالموصل، منهم نقيب الموصل الحسن بن محمّد بن القاسم بن إسحاق، ولا عقب للنقيب المذكور. وأمّا علي الشاعر فله ذيل طويل بمصر والمغرب، وترجم لعلي الشاعر هذا أبوالفرج الإصفهاني في كتاب الأغاني ترجمة حسنة وأثبت له نوادر وأشعاراً حِساناً.
قال الأزورقاني: عقب عيسى من عبدالله بن عيسى نزيل طبرستان، ولعبدالله محمّد ـ وفي عقبه العدد والكثرة ـ له ثمانية مُعقِبون، أحدهم: محمّد الطويل الملقّب بمزوار، عقبه بالحجاز والموصل وبغداد، والحسن وعيسى ويوسف وعلي وأحمد وموسى وداود، ولجميعهم أعقاب.
أعقب يعقوب كما في أنساب الأزورقاني من ولده القاسم وحده، ويقال لولده القاسميّة وبنو القاسم. وللقاسم المذكور أولاد مُعقبون أكثرهم عقباً جعفر وموسى وعلي. فأمّا جعفر فله ذيل منتشر، وأمّا موسى فعقبه منتسعة وهم: إسحاق وسليمان وميمون وحمزة ومحمّد وأبوعبدالله (المقتول في حرب بني الحسن وبني جعفر) وداود وعبدالله وعيسى والحسين، ولهم أعقاب كثيرة بالحجاز، وانتقلت طائفة منهم إلى صعيد مصر.
الأزورقاني: أعقب محمّد بن جعفر الأمير من ستّة رجال، وهم: عيسى وإبراهيم وداود وموسى الهراج. هؤلاء الأربعة أمّهم زينب بنت موسى الجون بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وإدريس وصالح، فأما عيسى فعقبه من خمسة رجال وإبراهيم من ثلاثة ولهم عقب كثير. قال ابن عنبة: منهم يحيى بن إبراهيم المعروف بالعقيقي. قال أبوالحسن العمري: له بقية بأسوان ودمشق والعقيق. وأما داود وموسى فلكليهما عقب، فلداود سبعة عشر ابناً أعقب منهم ثمانية ولجميعهم ذيل منتشر ـ قاله الأزورقاني. ولموسى عقب مقل. قال ابن عنبة والسمرقندي ويعرف عقبه: بني هراج بالراء المهملة بعدها ألف وجيم ومن عقبه الأمير أبوكلاب جد قبائل بني كلاب أهل درعة وسجلماسة وتافيلالت: وإلى الأمير أبي كلاب هذا ينتهي نسب العارف سيدي محمّد بن ناصر الدرعي السجلماسي جد السادة بني ناصر كما في (طلعة المشتري). وقد رفع نسبه بأنّه هو الشيخ أبوعبدالله محمّد فتحا بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن ناصر بن عمر بن عثمان بن ناصر بن أحمد بن علي بن سليم بن عمرو بن أبي بكر بن المقداد بن إبراهيم بن سليم بن حريز بن حبيش بن كلاب بن أبي كلاب أبي كلاب بن إبراهيم بن أحمد بن حامد بن عقيل بن معقل بن موسى الهراج بن محمّد بن جعفر بن الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبدالله بن جعفر الطيار بن أبي طالب. وأم موسى الهراج زينب بنت موسى الجون بن عبدالله المحصن بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب. وأم عبدالله المحض فاطمة الكبرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، وأم فاطمة أم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيمي، فمن كان من هذا الفرع فعليه ولادة من ذكر.
قال السيد مرتضى في (الروض): من ولد الحسن بن جعفر الأمير: سرور بن رافع بن الحسن، له إثنان سلطان وعلي، والأخير له عبدالواحد، وعبدالواحد له اثنان إبراهيم وعبدالغني، والأخير له الإمام الحافظ الجماعيلي أحد أئمّة الحديث في القرن السادس ترجمه الذهبي في (تاريخ الإسلام) وُلد سنة 540 هـ بجماعيل إحدى قرى نابلس وتوفي بمصر سنة 600 هـ ودفن بالقرافة عند أبي عمرو بن مرزوق، وأما إبراهيم فله أبوبكر محمد.
أما سلطان بن سرور فله جمال الدين أبوالفرج نعمة الله، وهو له اثنان فخرالدين عبدالمنعم وسعد، والأخير له يوسف، ويوسف له أبوعمر محمد نزل مع عشيرته من وادي القرى إلى السويط قرية بالشام ثم أوائل سنة 500 هـ نزلوا إلى مصر وإليهم نُسبت قرية الجعفرية، وأعقب من ولده عبدالله وأعقب عبدالله يوسفَ ومحمداً، والأخير من ولده الإمام المحدث ناصرالدّين محمد الجعفري ولد بالجعفرية سنة 793 هـ وسمع الحديث من الولي العراقي والحافظ ابن حجر، وتوفي بمصر سنة 887 ترجمه السخاوي في (الضوء اللامع) وله أخوة أربعة.
وأما عبدالمنعم فأعقب من ولده شرف الدين عبدالرحمن كان إماماً محدثاً بنابلس وهو جد الجعافرة آل نابلس، ولهم ألّف السيّد مرتضى رسالته (الروض المعطار).
يوسف بن جعفر الأمير
ويوسف بن جعفر الأمير: أمّه مخزومية، وهو أبو الأمراء بأرض الحجاز. قال الأزورقاني: له أربعة عشر ابناً أعقب منهم اثنان، وهما: إبراهيم ومحمد، ولكليهما عقب. وامتدّ عقب محمد أكثر من أخيه، وكانت الإمارة في أبنائه، منهم أمراء خيبر ووادي القُرى والجُحفة. ومن ولده: إسحاق وجعفر ومحمد ويوسف وعبدالصمد ويحيى والعباس وصالح وحمزة وهارون ويعقوب وأحمد الشاعر وعبدالله وسليمان وعبدالملك وإدريس. هؤلاء كلهم أمراء، والأخير في عقبه سيادة بني جعفر ببادية الحجاز.
إسماعيل بن جعفر الأمير
قال في (طلعة المشتري) عن إسماعيل بن جعفر الأمير: كان متزوّجاً برُقيّة بنت موسى الجون، وكانت أختها زينب عند أخيه محمد بن جعفر، وعقبه من خمسة رجال كما أفاده الأزورقاني وهم: محمد الأصغر وأحمد وعيسى صاحبا الجار وقيل الخان، ومحمد الأكبر وإبراهيم. فأمّا محمد الأصغر فقيل له عقب وأحمد عقبه ببغداد ومصر والبصرة. وعيسى عقبه بهمذان ومصر منهم أبوالحسن الصوفي الزاهد علي بن يعقوب بن عيسى الملقب بالجارح. قال الأزورقاني: كان يختم القرآن ويطرح لكل ختمة نواة في سلة، فلمّا مات لم يخلف غيرها وكانت ملأى من النوى، مات بمصر وله ولد.
وأمّا محمد الأكبر بن إسماعيل فيعرف بالشعران، روى عنه الزبير بن بكّار وطبقته. قال الأزورقاني: أولاده المُعقِبون لِصُلبه ستة، أحدهم: عبدالله بن محمد الشعران، له أعقاب كثيرة ببغداد والموصل. وأما إبراهيم المنتهي إليه نسب هؤلاء السادات فله ذيل طويل، ومن ولده موسى الأكبر بن إبراهيم. قال الأزورقاني: له أربعة عشر ابناً لكلٍّ منهم عقب مذيل، أحدهم داود الأوسط جدّ مَن بنيسابور وبيهق ومرو. (قال) ابن عنبة: ومن ولد إبراهيم بن إسماعيل هذا محمد المعروف بابن جدبة. ومنهم داود بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم المذكور مات بمصر. (قال) العَمْري: وله ولد يلقب برغوثاً مات بمصر أيضاً، ومنهم موسى الأصغر بن إبراهيم جد بني ثعلب أمراء الحجاز، أعقب من أبنائه ثلاثة وهم سليمان وداود وجعفر وعرف عقب سليمان بالسليمانية وداود وجعفر كلاهما جد بني ثعلب فلداود ثعلب، الحجازي عرف بالكبير للتمييز. قال المقريزي في (البيان والإعراب): منهم عشيرة نزلت بجرجا يعرفون ببني طلحة وبني مسلم وهو مسلم بن عبدالله بن الحسين بن ثعلب المذكور. وأما جعفر الذي ينتهي إليه سياق نسب هؤلاء السادات فلم يمتد له إلاّ من حفيده الشريف ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن يعقوب بن أبي جميل دحية بن جعفر. والشريف ثعلب هذا خلف من الأولاد ستة، وهم: إسماعيل وعلي وعبدالملك و فارس وحسام ونصار، ولكل منهم عقب فلإسماعيل جمال الدّين مرا ومحمّد وإبراهيم و علي وأبوجميل حسان وعبدالله، ولعلي قيصر ونصير وقيس وإبراهيم، ولعبدالملك حامد وعيسى، ولفارس مودود وصلاح وعبدالعزيز وكليب وأحمد وجمال الدين وجزى وإسماعيل وسخطة، ولحسام ثعلب وحامد ومسلم ويعقوب ومحمد وأحمد، ولنصار ابنة واحدة.
ومن مشهوري أولاد جمال الدين مرا بن فخرالدين إسماعيل بن شريف ثعلب، شرف الدين عيسى. ومن ولد محمد بن إسماعيل: الشريف النعجردي. ومن أولاد الأمير نجم الدين علي بن إسماعيل أمير الجعافرة ورئيسهم في دولة المعز إيبك التركماني، ووقعت له حادثة امتُحن فيها بالقبض عليه والسجن حتى آل الأمر إلى شنقه الظاهر بيبرس وشُنق معه الأمير جمال الجعفري السليماني، وقبلهما شُنق الأمير سخطة بن فارس بن إسماعيل علي باب زويلة في حكاية مذكورة سنة 652 هـ (انتهى بنوع تصرف)
طوائف الجعافرة ومساكنهم بالوجه القِبلي
معظم ما بالوجه القبلي اليوم من الجعافرة يرجعون إلى هذا الفرع، لاستقرار أسلافهم بها. وقد ذكر المقريزي (3) أن مساكنهم كانت من بحرَي منفلوط إلى سملوط غرباً وشرقاً، ولهم بلاد أخرى يسيرة. وثَمّ طائفة منهم من غير هذا الفرع، لكن معظمهم يجهلون رفع أنسابهم على الوجه الصحيح.
ولعبدالله بن جعفر جد هذه الشعبة أولاد آخرون من غير السيّدة زينب، وقد أنافوا على العشرين. والعقب لأربعة منهم وهم: علي الزينبي ومعاوية وإسماعيل وإسحاق ولكل منهم ذيول منتشرة في سائر الأقطار والأمصار، ومنهم طائفة نزلوا بصعيد مصر وامتدت جموعهم من أسوان إلى قوص وكان نزولهم إليها في أوائل القرن الخامس الهجري، وسبب نزولهم على ما حكاه المؤرخون تغلّب بني الحسين عليهم بنواحي المدينة وإخراجهم منها فاستقر فريق منهم بالوجه القبلي وتناسلوا فيما بينهم وانتقل جماعة منهم إلى بلاد المغرب واستوطنوا درعة وسجلماسة ولهم ذيول منتشرة من أعيانهم الشرفاء الناصرية نسل سيدي محمد بن ناصر الدرعي العالم المشهور، وقد تقدم رفع نسبه إلى علي الزينبي. ومن ولد إسحاق بن عبيدالله بن جعفر المذكور طائفة قدمت مع مَن قدم واستقرت بقوص وتناسلوا فيما بينهم ثم انتقل أحد أفرادهم إلى أخميم وهو الولي المشهور كمال الدين بن عبدالظاهر دفينها وصاحب المقام الشهير بها، ورفع نسبه على ما ذكره الأدفوي علي بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن عبدالظاهر بن عبدالولي بن الحسين بن عبدالوهاب بن يوسف بن يعقوب بن محمد بن أبي هاشم بن داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، توفي سنة 701 هـ ودفن بأخميم وله بها عقب منتشر إلى الآن.
ومن الجعافرة الذين هم بالصعيد أيضاً: فروع إسحاق وأخويه، وهم طوائف كثيرة وجميعهم ينتمون إلى هذا النسب بالشهرة التي توارثوها عن أسلافهم، وليس بأيديهم ظهائر أو مراسيم تدل على ذلك، وقع بينهم تخليط كثير؛ ففريق منهم يرفع نسبه إلى الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر عليه السّلام، وأهل العلم منهم يرفعه إلى عبدالله بن جعفر. وهذا هو المقطوع بصحته، إذ لايعرف للإمام جعفر الصادق ذريّة بالوجه القِبلي إلاّ بأسيوط ومنفلوط وطهطا من ولده محمد المأمون، وقد تفرعت شجرتهم من الشريف قاسم الطَّهطاوي (4) التلمساني الأصل دفين طهطا وصاحب المقام الشهير بها.
ولجعفر فروع أخرى بالصعيد المشهور، منها فرعان: الأول ينتهي في إسماعيل الإمام بن جعفر والجد الأدنى لهذا الفرع هو أبوالحجاج الأقصري دفين الأقصر بأعلى الصعيد وله ذرية منتشرة بأغلبها بالوجه القبلي، الفرع الثاني يلتقي مع فرع طهطا في محمد المأمون وانحصر هذا الفرع في أشراف قنا ذرية الشريف عبدالرحيم بن أحمد السبتي الغماري دفين قنا الولي المشهور، وقديماً كان يوجد بقنا فرع جعفري من نسل موسى الكاظم عليه السّلام فصار إلى فوة لنقلة بعض أفراده إليها وانتشار ذريته بها السيد عبدالرحيم القنائي صاحب الضريح المزار بها. ومن هذا الفرع تفرعت أشراف مطوبس والحدين وكفر ربيع، وقد يزعم بعض من يمتّ إلى هذا النسبِ أن جدهم المذكور في جرائد نسبهم هو السيد عبدالرحيم القَنائي المدفون بقَنا، وهو خطأ واضح نبّهتُ عليه في كتابي (تاريخ السيّد أحمد البدوي) في الكلام على أشراف فوة وقنا.
فهذه هي الفروع الحسينية الجعفرية، وباقي ما بالصعيد من الأشراف حسنية جدّهم الأعلى الحسن المثنى بن الحسن السبط وهم فرعان: الفرع الأول ـ الأدارسة أشراف فاووببلا ونواحيهما ينتهون في المولى إدريس الأزهر جد شرفاء بلاد المغرب من طريق حفيده المولى عبدالعزيز الميموني الغماري المهاجر من غمارة إلى مصر في سنة 708 هـ ـ في أيام الناصر محمد بن يعقوب الموحدي ـ وتدير مدينة فاو من عمل قوص وبها توفي وانتشر هذا الفرع من ولده الشريف إدريس، فهو الجد الجامع لقبائل الأشراف الأدارسة الذين هم بالصعيد ومصر. والفرع الثاني من ذرية الحسن المذكور أشراف سمهود و المنشاة وجرجا ودشنا عدا السادة الوفائية الحسنية فهم من فرع آخر، جدهم الأعلى داود بن الحسن المثنى الملقب دعلام ـ والأدنى جلال الدين أبو العلياء، وهو القادم من هذا الفرع إلى مصر في القرن السابع الهجري، قدم من البصرة هو وابن عمه جلال الدين النقيب فاستوطن مصر وسكن سمهود وانتشرت ذريّته من ولده محمد الملقّب بأبي عيسى


هو الشيخ صالح بن محمد بن صالح بن محمد رفاعى الجعفرى والصادق الحسينى
=========================================================
مقامه بمسجده بالدراسة
======================
ولد رضى الله عنه ببلدة دنقلا بالسودان سنة 1328 هـ حيث ينتهى الى قبيلة الجعافرة وهى تسكن مصر والسودان والذى ينتهى نسبه الى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وضحناه
وفد الى مصر ودرس بالازهر الشريف وحصل على اجازة التدريس من كلية الشريعة وعين إماما ومدرسا بالجامع الازهر فاتخذ من رواق المغربة مقرا له متفرغا لتدريس العلم والدعوة الى الله تعالى واشتهر بحلقة درس بالجامع الازهر بعد صلاة الجمعة والتى كانت جامعة اسلامية صوفية – وقد اخذ الشيخ صالح طريقة سيدى احمد بن ادريس حيث عكف رضى الله عنه على مؤلفاته وسافر من أجل المخوطات الى المغرب وزار خلوته التى كان يتعبد فيها والتقى بمشايخ الطريقة وحصل منهم على اورقة وكلمات فصححها وعلق عليها وخرج احاديثها ورقم آياتها وطبعها على نفقته ونشرها وجدد بذلك تراث سيدى احمد بن ادريس
وللشيخ صالح فى التصوف فتح وفيض من الله يشرح فيه المعانى فى كلمة لا إله إلا الله وما يتعلق بها من الاشراقات والنفحات والمنتقى النفيس ومفتاح كنوز الأرض والسماء وكيمياء اليقين ولوامع البروق النورانية والالهام النافع وآداب وارشادات والنفحات والخيرات الجعفرية وله ديوان شعر يسمى ديوان الجعفرى وهى مجموعة قصائد فى مدح سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
توفى رضى الله عنه سنة 1399هـ وخلفه ابنه الشيخ عبد الغنى صالح الجعفرى فكان خير خلف لخير سلف .

وبالبحث ايضا وجدنا أن اشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه
يتصل نسبه الشريف بالإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيدنا على زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه بن سيدتنا الطاهرة البتول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم .
ولد الإمام الشيخ صالح الجعفرى ببلدة دنقلا شمال السودان فى 15 جماد الآخر عام 1328 هـ وموطن أسرته بقرية السلمية مركز الأقصر محافظة قنا من القبلية العلوية الجعفرية وقد عمل شيخ للجامع الأزهر وله مؤلفات عديدة ومكاتبات فى مولد الهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفى أحدى المجلات وجد نسب الشيخ أيضا:-
======================
الشيخ صالح الجعفرى – مؤسس الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية
مجلة الزهراء ـ نسب الشريف الشيخ سيدي صالح الجعفري الحسيني
كتبهاسيد عبد اللطيف الضعيفي ، في 7 يوليو 2010 الساعة: 18:56 م
هذه شجرة نسب الحسيب النسيب الشريف الإمام الشيخ سيدي صالح الجعفري شيخ الطريق الجعفرية الأحمدية رضي الله عنه ، وهو الشريف صالح بن السيد محمد بن السيد صالح بن السيد محمد بن السيد رفاعي بن السيد صالحين بن السيد أحمد بن السيد عمر بن السيد محمد بن السيد عمران بن السيد محمد بن السيد مرجان بن السيد حمودة بن السيد عبد الكريم بن السيد حسين بن السيد ناصر بن السيد محمد الملقب بشكلب بن السيد حمري بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عبد الله الملقب بالمبارك بن السيد محمد بن السيد على العلوي بن الأمير حمد بن السيد محمد بن السيد محمد أبو جعافر بن السيد يوسف بن الســـيد إبراهــيم المغربي بن السيد عبد المحسن بن الحسين الفاسي بن محمد بن موسى الأشهب بن يحي بن عيسى بن علي التقي بن محمد بن حسن بن علي المنتخب بن جعفر الزكي بن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الأمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام مولانا الحسين السبط بن أمير المؤمنين أسد الله الغالب سيدنا الإمام علي بن أبي طالب زوج البتول بضعة الرسول مولاتنا أميرتنا فاطمة الزهراء كريمة خير الأنبياء سيدنا محمد الهادي إلى الرشاد الذي أناله الله السيادة والإسعاد صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة وسلاما دائمين متلازمين عدد علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله وشرف وكرم وعظم ومجد ، آمين.
الرابطة العالمية العامة للأشراف
من قصائد الزينبيات لفضيلة سيدي الشيخ صالح الجعفري)
(رضي الله تبارك وتعالي عنه)

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
صدق الله العظيم
(من قصائد الزينبيات لفضيلة سيدي الشيخ صالح الجعفري)(رضي الله تبارك وتعالي عنه)
بنــتُ الــكـِـرامِ وأنهـا لــكريمــــةً*** ولها لدي خير الورى إكرامُ
هـي زينـبُ بنـتُ الإمــــــامِ علينا***ولها من الجــاه العظمِ مقامٌ
قـد جِئتُهـا في دارِهــــــا متوسلاً***فهي الوسيلــةُ للبني تـــرامُ
وكــأنني لما أتيـتُ مقـــامهـــــــا***نُـوديت يا هـذا عليك ســلامُ
فبِجـاهِ جـدكِ يـا كـريمـةُ أرتجـــي***تيـسر قصـــدي إنني خــدامُ
أرجو المسير مع الحجِيجِ لحجةٍ***وأزورُ من تسعى لهُ الأعلامُ
فبجاه جـدكِ والإمـامِ الـمرتضــى***والنيريــن وحمـزةُ المقــدامُ
وبـأُمـكِ الــزهــراءِ بضعةِ أحمـدٍ***ألقي المـودة والأُمُـور تقــامُ
وأسـيُر نحــو نبيــنا لــزيــــــارةٍ ***مقبولةٍ تُرضي ولستُ أضامُ
عن مـدحِكُم ووِدادِكـُـم لا أنثنـــي***فمديحكُـم شـهـدٌ لنا ومُـــدامُ
************************

أكـرِم بـفـاطمة الـزهـراءِ سيدتي***أكــرِم بـأولِ من لحقـت بِخيرهِـــــــم
لها مِن البدرِ حُبٌٌّ وهي بضعتــُهُ***جــاءت بــريحانـتيـهِ مــن عـلِيــــهِمِ
فما تـُعـدُ ولا تـُحصى فضائُـلهــا***منها الشموسُ التي في أرضِ مصرهِمِ
قَــرَّت بها عينُ والِدها وكان لـهُ***حُــبٌّ لها زائــٌد في القــدرِ والقيــــــمِ
فزينبٌ بنتـُها تِلك التى اشتهرت ***بـالجُـودِ والحِـلمِ والإعطـاءِ والكـــرمِِ
إن تأتِهـا زائـراً لله محتسبـــــا***ًنِلــت الُمــراد بِــإذنِ اللهِ فــالتــــــزامِ
كأنها جنـةُ الخـُلـد التى اتصفـت ***بكـل ما يُشتهى مـن سائـرِ النعـــــــمِ
وكالصراطِ لها سيـرٌ ومعـدلـــةٌ***لا تعـرِفُ الظـُّلم إنَّ الظـُّـلم للظِلــــــمِ
لا تحزنن للأعادى إن أتـوا كــذباً***من بعـد شـُهرتِها فـاضرِِب بقولِهِـــمِ
*************************************

أزينب أنت نُورً قد تشعشع*** من المختار بين الناس ينفع
وشمس قد أضاءت من نبينا*** وبرجك بينا في خير مطلع
كريمٌ قد تكرم ذو جلال*** فجاء بزينب للناس تشفع
بِنِسبتها لخير الخلق طه *** نراها دُرة في الكون تلمع
قُلُوُب الُمؤمِنين لها ودادٌ *** أهلِِ البيتِ يرسلُها ويجمع
سُرُورٌ للمُحب إذا رآهُم *** وريحانٌ ووردٌُ قد ترعرع
إذا جاءوا لزينب لاح نورٌ *** علي الزوارِ والقرآنُ يُسمع
ودرسُ العلمِ منبعُه نبينا*** حديثُ الُمصطفي من خير منبع
فزُورها إن أردت شفاء قلبٍ*** من الوسواسِ لا تجزع وتطمع
لها فضلٌ من المولي عظيمٌ*** كراماتٌ لها كالبدر تطلع
زيارتُها لأهلِ الحُب نُورٌ*** وما رؤيا المُحب لها تمنع
يسيرُ إليهمُ سيراً حثيثاً*** تراه إذا دنا للنورِ أسرع
يلوحُ النورُ من طه عليه*** ومسكٌ منه حُب تضوع
ومن عرب الأحبة لا تراه *** لدى الأهواءِ في يومِ تزعزع
فحُبُهُمُ كحصنٍ فيه أمنٌ*** وليس مُحُبُهُم يوماً يُفزع
مساجدُهُم رياضُ الخُلدِ فيها*** عبادُ اللهِ للِرحمن رُكع
إله العرشِ رِضواناً عظيماً*** يدُومً لزينب ٍ ما البرقُ يلمع
صلاتُك دائماً تتري تدُومُ*** علي المُختارِ ما الورقاءُ تسجع
وآلٍ منه ساداتٍ كرامٍٍ*** كذا التسليمُ يصحبُها ويتبع
متي ما الجعفري يقول مدحاً*** لأهلِ البيتِ والأحبابُ تسمع
قد نظمها يوم الثلاثاء 15صفر 1390هـ 21 أبريل 1970م
*************************************

سبحان من أعطاكم*** علي الورى ولاكم
يــا سادتي حاشاكم*** أن تتركوا الأحبابا
دعــاؤكــم مجــاب*** وأنتـــم الأحبـــــاب
وفعلكــم صـــواب*** نصــرتم الكتـــــاب
بجـــاهكـــم نــزور*** وحـجنـا مــــــبرور
وسعينا مشكـــــور*** قـــد لزمـنا البابـــا
ذى زينـب المعالي*** في حضـرة الكمال
سبحان ذى الجـلال*** قـد ضاعف الثواب
فما قطعنا العـــادة*** وحبكـــم عبــــادة
لــديكـم يـا ســـادة*** نلقى الرضا انصبابا
يـا زينـب الكريمــة*** أرواحكـــم رحيمــة
قـلــوبكـم سليمـــة*** ونلتــم اقتــرابـــــا
بجــاهـكــم نمـــــد*** فــالفضــل لا يحــد
مـن جــاء لا يـــرد*** وقــد لقى المتابـــا
يــا زينب القبــــول*** بأحمــد الــرســـول
أنــــــال لـلقبـــــول*** ولـم أذق عـذابـــــا
هـجرانكم حــرمـان*** وقــربـكــم أمـــــان
ويشهــــد القـــرآن*** نـلـتم الأنسابـــــــا

************************************

بزينب قد رضيت وجئت أسعي *** أزور مقامها والله يشهد
لها شرف ونور لا يضاهى*** وإيمان وتوحيد وسؤدد
إذا ما الفخر بالآباء قالوا*** فجدك بهجة الدنيا محمد
وأمك بضعة المختار طه*** أبوك علي البطل المؤيد
وللحسنين أخت والمعالي *** بيتكم دعائمها تشيد
إذا افتخر الورى بكثير مال*** ففخركم الصلاة علي محمد
وأحييتم ظلام الليل شكراً*** ومنكم قائم به وتهجد
هجرتم للمنام رجاء خُلدٍ*** إذا ما الغير في الظلما توسد
وكم منكم له في الكون نور*** إذا قام من حُب تعبد
ونشهدُ بالرسالة كل حينٍ *** لجدكُمُ إذا ما قيل أشهدُ
فيا سعد الذي قد جاء يسعي*** بزورتكم وصلي علي محمد
وشاهد نوره يضوي كشمسٍ*** وشاهد نوركم يضوي كفرقـد
وشم الطيب مسك لا يضاهى*** مصادره إلي طه تسند
فأنتم منه في الدنيا ضياءٌ *** ورحمته لكل الخلق مسندٌ
صلاةُ الله ربي كل حينٍ*** مع التسليم للهادي محمد
وآلٍ ثم أصحاب ٍ كرامٍ*** لهم في العالمين رضا وسؤدد
ينالُ الجعفري بها رضاءً*** وفي الجنات العليا يُخلد
مع ابن ادريس شيخي ذُو عُلُومٍ*** وبحرٌ زاخرٌ وبه مُويد
وأعرفُهُ ويعرِفُني يقيناً*** توحد أصلنا مهما تعدد
إلي حسنٍ لهُ نسبٌ وإني*** إلي الجد الحسين كذاك أُسند
وجعفرُ صادقٌ جدى وحسبي *** به فضلاً من المولي يُويد

وقد نظمها سيدي الشيخ صالح الجعفري (رضي الله تبارك وتعالي عنه)
بمقام صاحبة الطهر والعفاف سليلة آل البيت وعقيلة بنى هاشم بالقاهرة
شوال 1376هـ - 1975م
***************************************
الإمام الأزهرى الشيخ صالح الجعفرى
====================
مولده رضى الله تعالى عنه:
وُلد شيخنا عليه رضوان الله تعالى ببلده «دنقلا» من السودان الشقيق في الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة 1328هـ، وبها حفظ القرآن الكريم وأتقنه في مسجدها العتيق، ثم وفد إلى مصر، ليتلقى العلوم بالأزهر الشريف، واتصل بأهله المقيمين بقرية «السلمية» بمركز الأقصر من محافظة «قنا».
نسبه الشريف:
هو الإمام الشيخ صالح بن السيد محمد بن السيد صالح بن السيد محمد بن السيد رفاعى بن السيد صالحين بن السيد أحمد بن السيد عمر بن السيد محمد بن السيد عمران بن السيد محمد بن السيد مرجان بن السيد حمودة بن السيد عبد الكريم بن السيد حسين بن السيد ناصر بن السيد محمد الملقب بشكلب بن السيد حمرى بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عبد الله الملقب بالمبارك بن السيد محمد بن السيد على العلوى بن الأمير حمد بن السيد محمد بن السيد محمد أبو جعافر بن السيد يوسف بن السيد إبراهيم المغربى بن السيد عبد المحسن بن السيد حسين الفاسى بن السيد محمد أبو نمى بن السيد موسى الجونى بن السيد يحيى بن عيسى بن السيد على التقى بن السيد المهدى بن السيد الحسن الخالص الملقب بالعسكرى بن السيد على الهادى بن السيد محمد بن الجواد بن السيد على الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد الإمام على زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين بن مولانا الإمام على زوج البتول السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
نشأته –رضى الله تعالى عنه – :
نشأ بين ربوع مدينة دنقلا نشأة دينية ملؤها طاعة الله – تعالى – ومتابعة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومحبته، فقد اشتهرت أسرته الكريمة بالعلم والتقوى والصلاح، والكرم، ومدارسة القرآن الكريم ، والعلم الشريف ، فتعلم هناك القراءة والكتابة ، وحفظ القرآن الكريم وأتقنه فى مسجدها العتيق على يد تلميذ جده الشيخ سيد حسن افندى، فقد كان لجده السيد صالح رفاعى -رضى الله تعالى عنه- خلوة ( كتاب ) تخرج فيها على يديه خلق كثيرون من حفاظ القرآن الكريم فى دنقلا مثل الشيخ : سيد ( أستاذ شيخنا) والشيخ على أبو عوف، والشيخ محمد طاهر عبد الدائم، والشيخ عوض الله وغيرهم، وعرف شيخنا هناك شيئاً من القراءات ، وفقه الإمام مالك رضى الله تعالى عنه.
حديثه – رضى الله تعالى عنه – عن أجداده الجعافرة:
ويحدثنا الشيخ رضي الله تعالى عنه عن أهله وأجداده الجعافرة في السلمية، فيقول عن أسرته: «من بلدة الأقصر بصعيد مصر، من القبيلة التي هي من الجعافرة، وتسمى «العلوية» وهم مفرقون بين الأقصر والحلة والحليلة والدير، وقد قل عددهم والبقاء لله، وفي السلمية يوجد قبر جد والدي رفاعي بمقبرة جد الجعافرة الشريف السيد الأمير «حمد» حيث إنه كان يقيم هناك، وللجعافرة نسب كثيرة محفوظة قديمة، ومن أشهرهم في إظهار تلك النسب أخيرًا:
الشريف السيد إسماعيل النقشبندي وتلميذه الشيخ موسى المرعيابي، ولا تزال ذرياتهم تحتفظ بتلك النسب كثيرة الفروع المباركة.
أخذه سند الطريق:
وقد أخذ شيخنا عليه رضوان الله طريقة يد أحمد بن إدريس- رضي الله تعالى عنه- عن سيدي محمد الشريف- رضي الله تعالى عنه- ويحدثنا شيخنا الإمام الجعفري عن ذلك فيقول:
«وقد أجازني بهذا الطريق شيخي وأستاذي مربي المريدين الشريف السيد محمد عبد العالي، عن والده سيدي عبد العالي، عن شيخه العلاّمة: السيد محمد بن علي السنوسي عن شيخه العارف بالله تعالى السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه» [المنتقى النفيس ص2، 3].
رحلته العلمية :
ثم كان حضوره إلى مصر للالتحاق بالأزهر بإشارة من شيخه، سيدي عبد العالي- رضي الله عنه- وعن ذلك يحدثنا شيخنا رضي الله تعالى عنه يقول: «قبل مجيئي إلى الأزهر جاء أحد أهل البلد، بأول جزء من شرح النووي على صحيح مسلم، فاستعرته منه وصرت أذاكر فيه، فرأيت سيدي عبد العالي الإدريسي- رضي الله تعالى عنه- جالسًا على كرسي، وبجواره زاد السفر، وسمع من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر، إلى الأزهر، فجئت وسلمت عليه، وقبّل يده، فقال لي مع حدة: «العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب»، وكررها، فاستيقظت من منامي، وقد ألهمني ربي السفر إلى الأزهر، وحضرت الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي المحدِّث، وهو يُدرس شرح النووي على صحيح مسلم، فجلست عنده، وسمعته يقرأ حديث: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإن استنفرت فانفروا» رواه مسلم [فتح وفيض ص11، 12].
شيوخه بالأزهر الشريف:
وقد تلقى الشيخ- رضي الله عنه- العلم بالأزهر الشريف، على يد نخبة من كبار العلماء العالمين، الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة، منهم الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ حبيب الله الشنقيطي، العالم المحدّث المشهور صاحب «زاد المسلم» وغيره من المصنفات المفيدة، الذي كان للشيخ معه لقاءات وكرامات، يحدثنا شيخنا- رضي الله عنه- فيقول: «ذهبت إلى بيت الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي، بجوار القلعة، ناويًا بقلبي أن أستأذنه في أن أكون مقرئًا له متن من حديث البخاري ومسلم، فلما وصلت البيت وجلست بغرفة الاستقبال، وهي أول مرة أزوره بها، جاءني مبتسمًا، فلما سمعت عليه وقبّلت يده، قال لي: أنت الذي- إن شاء الله- ستكون سرادًا لي في هذا العام، ومعنى «سرادًا»: مقرئًا، والحمد لله قد لازمته خمس عشرة سنة، إلى الممات، ونزلت قبره، ولحدته بيدي، والحمد الله، وكنت أقرأ للإخوان الحاضرين درسًا قبل بالمسجد الحسيني، فإذا عارضني إنسان أو شاغبني يهمس لي في أذني عند جلوسه على الكرسي بقوله: يعاكسونك وأنت خير منهم، كأنه كان معي، ثم يأتي في دروسه بكل موضوع قصرت فيه، وقد حصل ذلك منه مرات كثيرة.
وكان إذا حصل له عذر يرسل تلميذًا أن أقرأ الدرس نيابة عن الشيخ، وفي يوم أرسل لي ورقة مكتوبة بخط يده، فيها «وقد وكلتك بقراءة الدرس» فتعجبت من ذلك، لماذا غيّر الشيخ عادته من المشافهة إلى المكاتبة؟ وما أشعر إلا ومدير المساجد قد حضر وأنا أقرأ الدرس، فسألني: وهل وكلك الشيخ؟ قلت: نعم، قال: وأين التوكيل؟ فقدمت له الورقة المرسلة من الشيخ، ففرح بها، ودعا لي بخير، فكانت هذه كرامة منه- رحمه الله تعالى، وغفر له وأسكنه فسيح جناته- فإنه كان يحبني كثيرًا ويقول لي: أنت بركة هذا الدرس. وقد أجزتك بجميع إجازتي ومؤلفاتي.
وكان يقول لي: عليك بشرحي على زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم، فإني ما تركت فيه شاذة ولا فاذة. [الذخيرة المعجلة، ص28]
ومن شيوخه الشيخ يوسف الدجوي رحمه الله، الذي يقول عنه شيخنا رضي الله عنه: «وكان أيضًا من العلماء العارفين، وقد لازمت درسه بعد صلاة الصبح بالجامع الأزهر الشريف، بالرواق العباسي سبع سنين، وكان السيد الحسن الإدريسي إذا جاء من السودان يلقاني في درسه وبعد الدرس يسلم على الشيخ، فيفرح فرحًا عظيمًا، فيقول: السيد أحمد بن إدريس قطب، لا كالأقطاب.
وكان الشيخ الدجوي قد أخذ الطريقة الإدريسية عن شيخي السيد محمد الشريف- رضي الله تعالى عنه- والشيخ الدجوي من هيئة علماء الأزهر وله مؤلفات نافعة، ومقالات قيّمة في مجلة الأزهر الشريف، وقد حضرت عليه التفسير من سورة محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- إلى آخر سورة الناس، ثم ابتدأ شرح البخاري بعده، وكان يحفظ القرآن الكريم بالتجويد والقراءات، ويذكر أقوال المفسرين، ويعرب الآية إعرابًا دقيقًا ويبين الألفاظ اللغوية فيها، ويتعرض للأحكام الفقهية على المذاهب، وكان يقرأ الحديث بالسند، ويترجم لرجاله ترجمة طريفة، ويذكر أقوالاً كثيرة قيّمة في أدلة التوسل بالنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر أكثرها في مجلة الأزهر، المسماة (وقتها) نور الإسلام». [الذخيرة المعجلة، ص29]
ولقد كان شيخنا- رضي الله عنه- يحضر هؤلاء العلماء، حضور الواعي المتفهم، المحب للعلم وأهله، فكان كثيرًا ما يناقش شيوخه ويحاورهم، وكانوا يعجبون له وبفطنته وقوة حافظته وحجته، فيثنون عليه خيرًا ويدعون له بالتوفيق والبركة.
ويذكر لنا شيخنا- رضي الله عنه- صورة من ذلك مع شيخه الدجوي السالف الذكر، فيقول: «كان رحمه الله مرة يقرأ حديث سؤال القبر في صحيح البخاري، وكنت قد ذاكرت شرح الكرماني على البخاري، ورأيت فيه أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر للمسئول عند قول الملك له: ما تقول في هذا الرجل؟ وبعد انتهاء الدرس قبّلت يده ولت له: يقول الشيخ الكرماني: إنه- صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر للمسئول، فوكزني في صدري وقال لي: أنا ذاكرت شرح الكرماني واطلعت فيه على هذه المسألة، لما لم تذكرني بها في الدرس حتى يسمعها مني الناس؟».
ومرة كان يتكلم عن رؤية النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- منامًا فقال: وإن الشيطان لا يتمثل به- صلى الله عليه وآله وسلم- إذا جاء في صورته الأصلية، والمعتمد أيضًا أنه لا يتمثل به إذا جاء في غير صورته الأصلية فقلت له: روى شيخنا السيد أحمد بن إدريس- رضي الله عنه- في كتابه المسمى «روح السنة» أنه- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «من رآني فقد رآني فإني أظهر في كل صورة»، ففرح فرحًا عظيمًا، وقال لي: هذا الحديث هو الدليل على أن الشيطان لا يتمثل به- صلى الله عليه وآله وسلم- ولو جاء في غير صورته الأصلية، أنت مبارك يا شيخ صالح، نفع الله بك المسلمين». [الذخيرة المعجلة، ص29]
ومن شيوخه الشيخ علي الشايب- رحمه الله- الذي حضر عليه الشيخ شرح منظومة الشيخ اللقاني المسماة «جوهرة التوحيد»، يقول عنه شيخنا: «وكان يدرسها في أول عام حضرت فيه إلى الأزهر الشريف، وكان يدرسها غيبًا، متنًا وشرحًا، وكان من العلماء الصالحين، وكان إذا دخل قبة سيدنا الحسين- رضي الله تعالى عنه- يحصل له حال خشوع عجيب، كأنه يشاهده وينزل عليه عرق كثير، وكنت أدرس عليه شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وفي ليلة من الليالي رأيت النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في النوم وكان يحدثني في مسألة علمية أخطأت فيها، فغضب النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وقال لي: يا ولد، وذلك من ضمن كلام يطول، فلما أصبحت حضرت في الدرس، وقلت في نفسي وأنا جالس: يقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يا ولد، فهل أنا صغير؟ فالتفت إليّ الشيخ- وهو يدرس- وقال: إنما قلنا لك يا ولد كعادة العرب، لا لأنك صغير… وأمثال هذا الشيخ عند الصوفية يسمون أرباب القلوب، ولعلهم أن يكونوا المحدثين الذين منهم سيدنا عمر- رضي الله تعالى عنه- كما في حديث البخاري». [فتح وفيض: 21، 22]
ومنهم الشيخ حسن مدكور، والشيخ عبد الرحمن عليش، والشيخ محمد أبو القاسم الحجازي، والشيخ عبد الحي الكتاني، والشيخ أبو الخير الميداني، شيخ علماء سوريا، والشيخ أحمد الشريف الغماري، وأخوه الشيخ عبد الله الغماري، والشيخ علي أدهم المالكي السوداني، والشيخ حسن المشاط من علماء مكة المكرمة، والشيخ مصطفى صفوت، والشيخ عبد الحليم إبراهيم، والشيخ أبو يوسف، والشيخ محمد الحلبي، والسيد عبد الخالق الشبراوي، والشيخ محمد عطية البقلي، والشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي، والشيخ محمد العناني شيخ السادة المالكية، والشيخ الدليشني، والشيخ سلامة العزامي، والشيخ صادق العدوي، والشيخ أحمد وديدي من بلدة «رومى» بالسودان، والشيخ علي محمد إمام وخطيب مسجد دنقلا، والشيخ سيد حسن أفندي،والشيخ علي بن عوف، والشيخ أحمد النجار، المدرسان بمسجد دنقلا- رحمهم الله تعالى- وغيره من مشايخ الأزهر الشريف.
هذه الكوكبة من العلماء العاملين العارفين كان لهم عظيم الأثر في سعة علم الشيخ- رضي الله تعالى عنه- مع ما وهبه الله من ذكاء وقوة حافظة، فأكب الشيخ على دروسه وجاهد وثابر حتى نال الشهادتين العالية والعالمية من الأزهر الشريف، ثم أصبح صاحب حلقة ومدرسًا بالأزهر الشريف.
تعيينه –رضى الله تعالى عنه – إماماً ومدرساً بالجامع الأزهر الشريف:
أما قصة تعيين الشيخ- رضي الله تعالى عنه- مدرسًا بالجامع الأزهر الشريف فهي جديرة بأن تُروى لما فيها من دليل ساطع على موهبة الشيخ العلمية، ومحبته للعلم وشيوخه، يحدثنا عنها الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي يقول: «ومن مواقف الشيخ التي بلغ التأثير فيها روعته، موقفه في رثاء أستاذه الكبير الشيخ يوسف الدجوي- رضي الله تعالى عنه- فقد كنا طلابًا في كلية اللغة العربية، ونادى الناعي منذرًا بوفاة الشيخ الكبير ومحددًا ميعاد الجنازة، فسارعت إلى توديعه، وكان المشهد مؤثرًا، تتقدمه جماعة كبار العلماء، برئاسة أستاذه الأكبر، الشيخ مصطفى عبد الرازق (شيخ الأزهر في ذلك الوقت) وحين بلغ الموكب فيها نهايته عند القبر، انتفض الشيخ صالح الجعفري خطيبًا، يرثي أستاذه فبدأ مرثيته، مستشهدًا بقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: إن الله- تعالى- لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» [فتح وفيض: 21، 22]، ثم أفاض في إيضاح منزلة العالم الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجريئة أمام المبتدعة والملاحدة، وكان جلال الموقف، ورهبة المناسبة، واحتشاد الجموع، مما جعل نفس الراثي ممتدًا يتسع ويتدفق ويجيش، وكان لصوته هزة تحرك النفوس، وتعصب بالألباب، وما أن انتهى الخطيب من مرثيته حتى يسأل عنه الأستاذ الأكبر معجبًا، ثم بادر بتعيينه مدرسًا بالجامع الأزهر» [مجلة الأزهر، العدد: شوال سنة 1309هـ/ سبتمبر 1979م، من مقال للدكتور محمد رجب البيومي].
ومنذ ذلك الوقت بدأ الشيخ- رضي الله تعالى عنه- يلقي دروسه بالجامع الأزهر الشريف، وقد أُشربت نفسه حب العلم، اقتداءً برسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول شيخنا- رضي الله تعالى عنه-: «وكان- صلى الله عليه وآله وسلم- يرشد الناس بالدروس العلمية وبالقرآن العظيم، وقد تبعه شيخنا السيد أحمد بن إدريس- رضي الله تعالى عنه- في ذلك، فكان يرشد الناس بالقرآن الكريم والعلم. واستمر على ذلك حتى لقي ربه، وقد سألت الله- تعالى- أن يوفقني إلى ما كان عليه شيخنا العالم السيد أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس- رضي الله تعالى عنه.
فعلى جميع إخواني أن يسعدوني في حضور الدروس العلمية، وأن يحفظوا شيئًا من القرآن الكريم، فما عندنا إلا الدروس وحفظ القرآن، فأعينوني بعلوَّ همتكم، فما جمعتكم إلا على هذا الدرس، الذي فيه تفسير القرآن وتلاوته، فالعبادة لله وحده والعلماء هم الوارثون المرشدون» [أعطار أزهار أنوار حظيرة التقديس: ص143، 144].
«والشريعة مدارها العلم، والنبوة، والرسالة هي العلم، وإنما تشرف النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بالعلم والنبوة والرسالة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» [رواه الإمام أحمد وابن النجار عن أنس].
فيجب على كل عالم أن يدرس ما استطاع، وأن يعلّم الناس الشريعة الغراء، ولو كان النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- الآن لعلّم الناس العلم، لأنها هي وظيفته.
وقد دخل النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- المسجد، فوجد حلقتين: وجد قومًا يقرأون العلم ويتدارسونه فيما بينهم، ووجد قومًا يذكرون الله تبارك وتعالى، فأثنى على المجلسين خيرًا، ثم جلس مع الذين يتدارسون العلم، ثم قال: إنما بُعثت معلمًا» [رواه ابن ماجه].
وقد خاطبه ربه بقوله: (لِتُبَيِّينَ لِلْنَاسِ مَا نُزِلَ إليهِمْ) [النحل: 44].
ومن تعلم يوشك أن يعمل، وأما الجاهل فبعيد عليه العلم، فعليكم أيها الناس بسماع العلم، ومذاكرة العلم، لأنه هو النور الذي يسترشد الإنسان به، قال سيدنا علي- رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه- : «الناس موتى وأهل العلم أحياء» [منير الأزهر: 174].
حلقات العلم ودرس الجمعة الشهير بالأزهر:
أما عن حلقة درس شيخنا الإمام الجعفري- رضي الله تعالى عنه- بعد صلاة الجمعة بالأزهر الشريف فقد كانت جامعة إسلامية صوفية، تعمقت فيها أصول الدين والشريعة علمًا، وتأكدت فيها أصول روحانية التصوف تربية، فكانت مظهرًا للحقيقة الصوفية، وكان منهجه: «أدبني ربي فأحسن تأديبي» بما ورثه من هدي نبوي عظيم، من الدوحة المحمدية الطاهرة نسبًا، العظيمة أثرًا، نفخ فيها الإيمان من روحه، فخلصت خلوص الزهد والورع والتقوى والصلاح، وسطعت سطوع الهدى، وفت صفاء الفطرة، التي تبلورت فيها محمدية الإسلام الموروثة، وصوفية الصفاء الموهوبة، فصار- رضي الله تعالى عنه- لسانًا لهداية الخلق، ففي دنيانًا فجّر للناس من ينابيع الحكمة وكنوز العلم والمعرفة وأسرار القرآن الكريم فجاء بالجديد والغريب من التفسير الذي لم يسبقه إليه سابق، ذلك لأنه- رضي الله تعالى عنه- لم يكن يملك عقلاً مكتسبًا، وإنما كان يملك عقلاً موهوبًا ملهما من الله- عز وجل- مقتديًا برسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فكان يعطي من كنوز عقله، ومواهب فكره، وفيوضات قلبه، وروحانيات روحن، ومن إنسانية نفسه، وكان يخاطب الخواطر والضمائر، ويجيب على تساؤلات العقول، وهواجس النفوس، فكانت حلقة درسه جامعة إسلامية، علمية المذهب، صوفية المشرب، تربط بين الشريعة والحقيقة، والظاهر والباطن، والنفس والروح، والعقل والخاطر.
وعن نفس هذا المعنى يحدثنا أحد العلماء الصالحين الذين أحبوا الشيخ- رضي الله تعالى عنه- وحضروا دروسه وهو الشيخ أحمد عبد الجواد الدومي- مدير الوعظ الأسبق بالقاهرة- رحمه الله تعالى وغفر له- فيقول في كلمته التي ألقاها في الاحتفال بمولد الشيخ- رضي الله تعالى عنه- سنة 1403هـ:
«دخلت يومًا مسجد الأزهر، كنت في صباح ذلك اليوم أقرأ في سورة الكهف، فلما وصلت إلى قوله تعالى: (وكلهم باسط ذراعيه بالوصيد) [الذخيرة المعجلة: ص29] أردت أن أعرف معنى كلمة «الوصيد».
ولما هممت أن آتي بالمصحف المفسر لأكشف عن معناها تذكرت أنني أقيم في مكان بعيد، فقلت في نفس: أذهب لألقي درسي، ثم إذا عدت إلى البيت أكشف عن معنى هذه الكلمة، وكان شيخنا- الشيخ صالح الجعفري- يلقي الدرس من الظهر إلى العصر كعادته، فدخلت عليه وجلست في حلقته، وبينما يسير الدرس سيرً متصلاً بتفسير آية من القرآن الكريم- ليست من سورة الكهف- سكت الشيخ، فقلت: ماذا يقصد شيخنا بقطع درسه؟ ثم أخذ الشيخ يقرأ آيات مرتلة من سورة الكهف، إلى أن وصل إلى قوله تعالى: (وكلهم باسط ذراعيه بالوصيد) وعند ذلك قال الشيخ: «إن الكلب بسط يديه على هيئة كذا وكذا، والوصيد هو الفناء.. نعود بعد ذلك إلى درسنا يا أحباب!!»، فقلت في نفسي: جزاك الله تعالى خيرًا.. وهذا من نور الله».
فى رواق المغاربة بالأزهر الشريف:
اتخذ شيخنا -رضى الله تعالى عنه- من الأزهر الشريف وطناً لا يفارقه إلا لأوجب الواجبات وألزم الضروريات كالحج مثلاً، فقد وفقه الله – تعالى – للحج سبعاً وعشرين مرة، أو لزيارة أهل بيت المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- ، وقد اتخذ من رواق المغاربة خلوة يخلو فيها بنفسه ويذكر الله – تعالى – بالقرآن الكريم والذكر القويم، استغفاراً وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ويطالع العلم وينشره، ويتفكر فى آيات الله – تعالى - إنسانية وكونية وقرآنية ، ويستنطق الأكوان ، ويستلهم فيض القرآن ، ويحقق الخبر ، ويلتزم الأثر، عالى الهمة ، بالغ القمة ، متحدثاً بالنعمة.
من أقواله -رضى الله تعالى عنه- :
( الشريعة مدارها العلم، والنبوة والرسالة هى العلم، وإنما تشرف النبى -صلى الله عليه وآله وسلم – بالعلم والنبوة والرسالة، وقد قال -صلى الله عليه وآله وسلم- : ( وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر).
ومن نظمه :
بإسمائك الحسنى رجوتك سائلاً ولى حسن ظنٍ فيك أن تتقبلا
دعوتك يا الله دعوة من لجــــــــــا إليك بأسماء عظام وأقبـــــــــلا
سألتك يا الله يا من له الثنـــــــا تمنُّ على قلبى بتوحيد من علا
ويارب يا رحمن إرحم تعطفـــــــاً رحيمٌ فأدركنى بخيرٍ وأجــــــــزلا
ويا ملك هب لى من العز هيبةً يكون بها خصمى ضعيفاً معطـ،لا
إنتقاله -رضى الله تعالى عنه – إلى الرفيق الأعلى :
عاش -رضى الله تعالى عنه – إحدى وسبعين سنة لم يغفل فيها عن ذكر الله تعالى والدعوة إليه واتباع سنة النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- وخدمة الإسلام والمسلمين ، حتى لقى ربه راضياً مرضياً فى مساء يوم الإثنين الثامن عشر من جمادى الأولى سنة 1399 هجرية، ودفن فى ضريحه العامر بالأنوار بجوار مسجده فى قلب القاهرة ، وعلى جبل الدراسة الأشم، بجوار حديقة الخالدين ، يتعانق مسجده المبارك مع مسجد جده مولانا الإمام الحسين -رضى الله تعالى عنه ، ومع مآذن الأزهر الشريف منارة العلم ( الشريف على محمود محمد )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 26, 2013 4:18 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
رضي الله عن سيدنا الشيخ صالح الجعفري
ومدد

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 26, 2013 11:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
رضى الله عن سيدى الشيخ صالح الجعفرى
مددددددددددددددد يا كرام

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 21, 2022 7:15 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7603
السيد البدوى نعم المرتضى.. الذكر أحيا للزمان مصابر..
ما أسرع البدوي في نجدته.. سبحان من أعطاه رب حاضر..
قد جاء آصف بالعجاب لقومه.. فأقرأ كتاب الله أين الناكر..
والسيد البدوى جاء بأعجب.. وله من الله المليك مفاخر..
عبد أعز الله في أوقاته.. فأعزه المولى العزيز الناصر..
سبحان من أعطاه سرا ظاهرا.. وله المحبة في القلوب تؤازر.
قصيدة للجعفري في البدوي رضي الله عنهما
ومدد يا عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط