موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تابع حى السيدة زينب عليها السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 14, 2015 2:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6437

نتابع ما من مقامات فى حى السيدة زينب عليها السلام بنت سيدتنا البتول السيدة الزهراء السيدة فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلك
فنقول أولا
فى حى السيدة *** نصلى على النبى

فى حى السيدة *** نظرة والنبى




[align=center]سيدى الشيخ الحبيبى

رضى الله تعالى عنه[/align]



صورة

صورة

صورة

صورة


جامع الشيخ الحبيبى وهو بشارع السد خلف مسجد السيدة زينب بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله تعالى عنهم جميعا كما إنه على يمين القادم من فم الخليج متجه إلى مسجد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها وينسب هذا الجامع الى الشيخ محمد الحبيبى شيخ الطريقة الحبيبية الذى جدده سنة 1247هـ وكان المسجد معروف قبل ذلك باسم منشئه الاصل الأمير عز الدين أيبك ابن عبد الله الدمياطى الصالحى النجمى وعز الدين هذا احد المماليك الجلبان ، اشتراه الملك الصالح نجم الدين الأيوبى بقلعة الروضة وقد أظهر عز الدين من الكفاءة والامتياز ما جعله يتدرج سريعا فى سلم الترقى فى عهد سيده الملك الصالح نجم الدين آ خر ملوك الدولة الأيوبية –

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

وهذا المسجد جدده الشيخ الحبيبى الذى نسب إليه شيخ الطريقة الحبيبية سنة 1247هـ وقد جددت وزارة الاوقاف المسجد أيضا سنة 1330هـوهو ما يزال مقام الشعائر الى اليوم ويقع فى شارع السد الجوانى على رأس شارع الشيخ سليم بقسم السيدة زينب وكما تقول الدكتورة سعاد ماهر ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية الجزء الثالث ص 17 – زاوية الحبيبى جددها الشيخ محمد الحبيبى شيخ الطريقة الحبيبية وهى مقامة الشعائر إلى الان وبداخلها قبران أحداهما للشيخ محمد الحبيبى والثانى لا يعلم صاحبه
والطريقة الحبيبية والتى تنسب لهذا الشيخ محمد الحبيبى طريقة من الطرق الصوفية القائمة حتى الآن
بسم الله الرحمان الرحيم : وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لله الوهاب المنان الذي أقام في كل زمان ومكان من يقوم بدلالة الخلق على الملك المعبود الحق يجتبي إليه من يشاء إلى حضرته بواسطة أهل قربه ومحبته، وذلك بسابق عنايته، وأفضل الصلاة والسلام على أشرف المخلوقين المبعوث رحمة للعالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
:يقول العبد الفقير إلى مولاه القدير البلغيثي عبد الكبير كان الله له في الدارين، آمين، لقد أذن لي والدي الشيخ مولاي هاشم البلغيثي حفظه الله وبارك في عمره، أن أكتب ترجمة لشيخنا العارف الكامل والفرد الواصل سيدي محمد بن الحبيب رضي الله عنه الشيخ المؤسس لطريقتنا العلية الحبيبة الدرقاوية الشاذلية. فامتثلت أمره واستعنت بالله تعالى، فهيأ لي بمنه الأسباب حتى تيسر لي جمع وكتابة هذه الترجمة المباركة فجزى الله عنا شيخنا قدس الله سره الذي كان سببا في ظهور هذه النفحة الربانية وسميتها [إتحاف اللبيب بترجمة الشيخ سيدي محمد بن الحبيب] جعلها الله تعالى خالصة لوجهه الكريم. آمين.
هو العارف بالله تعالى والدال عليه بإذنه إمام العارفين وقدوة السالكين حامل لواء الطريقة الجامع بين الشريعة والحقيقة، الغوث الواصل والشيخ الكامل مولانا أبو عبد الله سيدي محمد بن الحبيب الأمغاري الإدريسي، الحسني نسبا المالكي مذهبا، الشاذلي طريقة وانتسابا، المحمدي فيضا ومشربا، كان رضي الله عنه من أجل العلماء العاملين وأكابر المشايخ الراسخين. وأحد الأئمة المحققين، ذو إشارات عالية وهمة سامية شمس وقته في سماء الولاية والعرفان، حظي بالقبول والتعظيم في نفوس الأنام حتى شهد له بذلك الخاص والعام.
ولد رضي الله عنه بفاس عام 1290 هـ تقريبا وأصل سلفه من مراكش وينتسب لمولاي عبد الله أمغار دفين تمصلوحت فهاجر والده إلى فاس واستقر بها وكان من أهل الفلاح والصلاح فنشأ شيخنا على أخلاق مرضية وشيم عالية ولما بلغ سن التمييز دفعه والده إلى الكتاب القرآني بحومة الشرابليين فحفظ القرآن الكريم في مدة وجيزة على يد الفقيه سيدي ابن الهاشمي الصنهاجي، كما استظهره أيضا على يد الفقيه الصالح سيدي أحمد الفيلالي بكتاب قصبة النوار، وحدث أن زار الكتاب المذكور أحد أولياء الله تعالى فخاطب الفقيه مشيرا إلى التلاميذ ناظرا إليهم بعين الفراسة وقال : هذا سيكون جزارا وهذا خياطا وهذا كذا وهذا كذا يكاشف كل تلميذ بما سيؤول إليه في المستقبل إلى أن أشار إلى شيخنا فقال: [هذا سيكون عالما عاملا ورعا ذاكرا شيخا مربيا].
ولقد كان رضي الله عنه محبا في العلماء العاملين وأولياء الله تعالى الصالحين منذ صغره وممن انتفع شيخنا بنظرته ودعائه الشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد الغياتي، وسبب ملاقاته به أن شريفا علويا يقال له مولاي علي كان يؤذن بقصبة النوار، وكان يحب شيخنا في الله تعالى فألح عليه في زيارته فساعده على ذلك فلما وصلا إلى باب داره دق الباب دقا خفيفا فخرج سيدي محمد الغياتي بنفسه وفتح الباب وأذن لمولاي علي في الدخول وحده، ثم أخبره الشريف المذكور بحال شيخنا وأنه قدم لزيارته محبة في الله تعالى فأذن له في الدخول فدخل وسلم عليه وقبل يده فصار ينظر إليه والشيخ يطرق ببصره حياء وهيبة من جلالته ثم سأل شيخنا عن علمه فأجابه : [إني كنت مشتغلا بقراءة القرآن والآن والحمد لله حفظته وأنا مستعد لقراءة العلم] فدعا له بخير وأذن له في ذكر الحسبلة وكان هذا العارف بالله من المنقطعين في بيوتهم.

التحق رضي الله عنه بجامع القرويين بعد انتهائه من الكتاب، وصار يغترف من بحور العلم ويروي ظمأه فحفظ المتون من سائر الفنون، ولازم شيوخه الأجلة المشار إليهم أنذاك بالتدقيق والتحقيق، فأخذ عن شيخ الجماعة سيدي أحمد بن الجيلالي، وسيدي أحمد بن الخياط، وسيدي محمد بن جعفر الكتاني، وسيدي محمد الإيراري، ونقيب الأشراف الأدارسة ولي الله تعالى سيدي عبد الله البدراوي الذي كان شديد الاهتمام بشيخنا كثير السؤال عنه ويقول لعمه سيدي الصديق، دائما كن من ولد ابن أخيك سيدي محمد بن الحبيب على بال فإنه سيكون له شأن عظيم، فما كان من سيدي الصديق إلا أن أمر شيخنا بزيارته فلما وقع بصر سيدي عبد الله البدراوي على شيخنا صار يرحب به المرة بعد المرة وأجلسه بقربه فقبل شيخنا يده ثم أخذ سيدي عبد الله يسأله عن الدروس التي كان يقرؤها في القرويين فأخبره بذلك ففرح غاية الفرح، ودعا له بخير وأمره بملازمة حضور درسه الذي يلقيه صباحا فحصلت لشيخنا ملكة عظيمة في الحفظ ببركته. كما أخذ عن غيرهم من فطاحل العلماء وكان رضي الله عنه محبوبا من طرف جميع أساتذته لما رأوا فيه من النجابة وكمال الأدب والاستقامة، ولما أنهى دراسته بالقرويين أجازه كل مشايخه في سائر ما أخذ عنهم من العلوم والفنون.





صورة

صورة

ولقد تطوع رضي الله عنه بعد ذلك بإلقاء دروس علمية بجامع قصبة النوار خالصا لوجه الله تعالى، ثم انتقل إلى جامع القرويين فانتفع به خلق كثير وممن كان يحضر دروسه آنذاك الزعيم علال الفاسي، والنقيب سيدي محمد المختار السوسي، والفقيه سيدي محمد الغازي والقاضي سيدي محمد بن قدور، والفقيه العدول سيدي عبد القادر الصقلي والقاضي مولاي إدريس بن علي، والقاضي سيدي الصديق الفاسي، والفقيه بن عبد الله رئيس مدرسة المخفية وغيرهم ممن تخرجوا على يديه.
وكان رضي الله عنه شغوفا بمطالعة كتب السادة الصوفية رضي الله عنهم كإحياء علوم الدين والحكم العطائية والطبقات والوصايا وغيرها من المؤلفات، وكانت همته متعلقة بالله تعالى لا بغيره يطلب منه أن يجمعه على من يدله عليه قال رضي الله عنه: [لما أقبلت على قراءة العلم أعانني الله تعالى فحصلت في الزمن اليسير على قدر كبير من العلم، ثم في أوقات الاستراحة كنت أطالع كتب الوعظ المشتملة على ذكر الموت وأهواله. فصادف قلبا خاليا فتمكن خوف الموت من قلبي فصرت لا أنام من الليل إلا قليلا، وأقبلت إقبالا كليا على الاستعداد للموت، فكنت أصلي من الليل ثلاثة عشرة ركعة بخمسة أحزاب مع ترتيل وتدبر وبعد الفراغ أقبل على الذكر والدعاء والتضرع إلى قرب طلوع الفجر، فإذا طلع خرجت للمسجد في الغالب، وصليت الصبح وتارة أصلي مع أهلي وأشتغل بمطالعة نصابي]. وهكذا كانت أوقاته عامرة بذكر الله تعالى ومجاهدة نفسه راجيا من الله تعالى أن يمن عليه بمن يوصله إليه ويعرفه به سبحانه وتعالى. ثم ألهمه الله تعالى للبحث عن من يأخذ بيده من أرباب القلوب والمعرفة بالله في تهييء قلبه لمقام الإحسان المشتمل على مراقبة الله تعالى ومشاهدته المنصوص عليه في حديث جبريل عليه السلام الذي رواه البخاري ومسلم لما سأله عنه الإحسان، قال صلى الله عليه وسلم : [الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك]. ولاشك أن هذا المقام لا يصل المشتاق إلى ذوقه إلا بواسطة مرشد عارف بالله كما جرت عادة الله في كل علم إذ لا يحصل لطالبه إلا بواسطة مرشد عارف به. وكان أول من انتفع به شيخنا رضي الله عنه في بداية سلوكه الشيخ العارف بالله تعالى والفاني في محبة أولياء الله تعالى سيدي محمد الحلو رضي الله عنه، وكان أمين أهل حرفة الدباغة بفاس، وعن كيفية التقائه به، قال رضي الله عنه : [فصار العلم يثقل علي والعبادة والانقطاع إلى الله تعالى تخف علي وأنا أقول لنفسي المقصود من العلم هو العمل، والقدر الواجب علي حصلته فمالي وللفضول، فلا أكون مفتيا ولا قاضيا، وحصلت لي حيرة عظيمة واضطررت إلى الله تعالى فيمن يأخذ بيدي ويرشدني إلى طريق الصواب، فبينما أنا أثناء هذه الحيرة مررت في زقاق الحجر من مدينة فاس، فوقع بصري على هذا السيد في الطريق وعليه نور قد امتد فوق رأسه وارتفع ارتفاعا محسوسا إلى جهة السماء حتى ظننت أن الناس كلهم يرون ذلك النور، فتبعته فلم أجد أحدا كشف له عن ذلك النور فعلمت أن الله تعالى أطلعني على خصوصيته لينفعني به وحجبها عن الناس، فتعلق قلبي بالاجتماع عليه. وكان عمي سيدي الصديق أخا له في الله تعالى فذهبت إليه وأخبرته. بما اتفق لي معه مما أطلعني الله تعالى عليه من خصوصيته، فقال لي ذلك رجل مفتوح عليه وقد اجتمع برجال من أهل الخصوصية والفتح وخدمهم بالجد والصدق والنية والمحبة فحصل على نور عظيم وخير كبير، فطلبت منه أن يجمعني به لأخبره بحالي وما أنا فيه من الحيرة فساعدني وعين لي وقت الزوال من الغد نكون عنده في داره بحومة سيدي عبد القادر الفاسي، فما وصل الوقت المعين ذهبت فلم أجده، فقلت لعمي فأين هذا السيد؟ فقال لي لابد أن يأتي، فخرج عمي لاستقباله فوجده قد وصل إلى الباب فلما دخل قال لعمي : [يا سيدي الصديق الجلوس يكون في أسفل الدال أو في أعلاها فقال له هيأنا ذلك في أعلاها فقال له : والصعود إلى أعلى لا يكون إلا بسلم يرتقى فيه فمن أراد الصعود بدون سلم لا يحصل على مراده. وهذه أول إشارة سمعتها منه فعلمت أن ما أنا فيه لابد له من تدريج وسلوك على يد أهل الفتح والنور، فلما ارتقى ووصل إلى الغرفة التي كنت أنتظره فيها قمت بأدب عظيم وسلمت عليه فجلس قريبا مني وأقبل علي بحال وهمة كبيرة].















ومكث شيخنا رضي الله عنه في صحبة سيدي محمد الحلو مدة من الزمان، كان يجتمع به بعض الإخوان للذكر والمذاكرة في الله تعالى وكان يقول لهم تأملوا في هذه الآية : "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم". وداموا على ذلك إلى أن زار شيخنا من ناحية تافيلالت الشريف مولاي سعيد البلغيثي الذي كان من كبار العارفين بالله تعالى.
وجاءه برسالة من الشيخ سيدي العربي الهواري رضي الله عنه قال له : [اسمع مني هذه البشارة إني مرسل إليك من قبل شيخنا العارف بالله تعالى سيدي العربي الهواري، وقال لي : اذهب إلى فاس واسأل عن قصبة النوار فإذا وصلتها فاسأل عن سيدي محمد بن الحبيب وسلم مني عليه ولقنه وردنا الشريف بإذننا وبشره بأن طريقتنا سيؤول أمرها إليه وسيحييها الله تعالى على يديه]. ففرح شيخنا رضي الله عنه بهذه البشارة العظيمة، وأخذ الطريقة البدوية الدرقاوية عن الشريف مولاي سعيد البلغيثي الذي مكث مع شيخنا مدة سنة كاملة بفاس سردوا خلالها كتبا عديدة من كتب الصوفية منها قوت القلوب وعوارف المعارف والعهود المحمدية ومجهود المشايخ وغيرها.
وحل الشيخ سيدي ماء العينين بمدينة فاس واجتمع فيها بشيخنا وفرح به غاية الفرح وأذن له بجميع كتبه التي ألفها قال رضي الله عنه : [وحصلت لي منه نفحة عظيمة وأذنني بجميع الأحزاب والأسماء والأوراد بذكرها وإعطائها لمن طلبها، واجتمعت مع خليفته ووارث سره سيدي أحمد الشمس وحصلت لي معه رابطة قلبية حتى كان يلزمني بسرد الكتب وكنت أساعده على ذلك ما يقرب من عشر سنين حتى هاجر إلى المدينة المنورة وتوفي بها].
ولما تصدر الشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد بن علي رضي الله عنه، كتب له شيخنا رسالة يجدد فيها العهد معه فقال : [فكتب إلي رضي الله عنه وأمرني بالقدوم عليه فامثلت أمره وقدمت إلى مراكش فلما دخلت عليه رضي الله عنه دخل عليه من الفرح والسرور ما لا يدخل تحت حصر وقال لي جاءتني الطائفة كلها لما جئتني أنت وقال لي مرة أخرى في بشارة يطول ذكرها، أنت عندنا في طائفتنا بمنزلة ابن عطاء الله من الطائفة الشاذلية. فكما أن الله تعالى أحيا الطريقة الشاذلية بابن عطاء الله كذلك يحيي الله تعالى بك هذه الطائفة المباركة إن شاء الله تعالى] وأمر الشيخ سيدي محمد بن علي رضي الله عنه شيخنا بالمذاكرة مع الفقراء في الضروري من دينهم فكان يسرد المرشد المعين ثم يتبعه بسرد كتاب المناحات الكبرى لسيدي أحمد البدوي رضي الله عنه قال شيخنا : [وقد اشتمل هذا الكتاب على جميع ما يتوقف عليه الطالب لمقام الإحسان ومن جملة ما قال فيه مؤلفه رضي الله عنه كل واحد من أولياء الله تعالى دخل من الباب الذي فتحه الله تعالى له وأنا دخلت من باب التعظيم لمخلوقات الله تعالى ودليلي في هذا قوله تعالى : "ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له" فقام بقلبي تعظيم آل البيت فكنت لا أرى شريفا إلا قام قلبي بتعظيمه حتى كأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وإذا رأيت عالما قام بقلبي تعظيمه فيغمرني نوره الذي اقتبسه من النبي صلى الله عليه وسلم وأعظم جميع المسلمين من حيث أنهم عبيد الله تعالى وأرى نفسي دون كل جليس من المسلمين حتى صرت أعظم العالم أجمع لكونه معلوم العلم الإلهي وأثر تخصيص إرادته وإبراز قدرته وإتقان حكمته سبحانه وتعالى]. وخرج شيخنا مع أستاذه وشيخه سيدي محمد بن علي رضي الله عنه في عدة سياحات وكانت آخرها ما حكاه عن نفسه فقال : [ثم إني مكثت في هذه السياحة ما يقرب من شهرين ولما وصلنا إلى قبيلة السراغنة فرحوا بالشيخ وبالإخوان فأمرني بالرجوع إلى فاس نائبا عنه في الدلالة على الله ولقنني الاسم المفرد وأمرني بالإكثار من ذكره بكيفية خاصة تلقاها من شيخه عن سيدي أحمد البدوي وهي استحضار قول ابن عطاء الله في حكمه [لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود أبصار] ولاشك أن ما يظهر في الأكوان إلا ما تضمنه هذا الاسم من العلم بذات الله وصفاته وأسمائه وأفعاله التي ظهر فيها أثار أسمائه وصفاته وهي المعبر عنها بالمكونات، قال الشيخ أبو المواهب الشاذلي فما في الكون إلا ما سبق به العلم وخصصته الإرادة وأبرزته القدرة ورتبته الحكمة، وقال ابن عطاء الله في حكمة أخرى الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه فمن رأى الكون ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد أعوزه وجود الأنوار، وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار. فأكثرت من ذكر هذا الاسم مع هذا الاستحضار فحصلت لي ببركته أنوار في قلبي وحصل لي نصيب من مراقبة الله ومشاهدته اللتين تضمنهما مقام الإحسان].
ثم اجتمع شيخنا بالشيخ العارف بالله تعالى سيدي عبد الرحمان بن صالح وكانا يتذاكران في تحقيق العبودية لله تعالى ومن جملة ما قال هذا الشيخ: [ إنما كان الفتح في المعنى يسرع إلى الفقراء الصادقين لتحققهم بأوصاف عبوديتهم وهي الجهل والعجز والضعف والفقر فمن تحقق بجهله أمده الله بالعلم النافع وهكذا بقية الصفات : (تحقق بوصفك يمدك بوصفه)].
قال شيخنا رضي الله عنه : [ومنذ أن توفي الشيخ سيدي محمد بن علي والإذن يتجدد علي وأنا أستحقر نفسي وأراها ليست أهلا لذلك المقام حتى أتاني المشايخ الأربعة وهم سيدي محمد بن علي وسيدي العربي الهواري وسيدي محمد العربي وسيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنهم فأمروني بالبروز إلى الخلق ودلالتهم على الملك المعبود الحق وقالوا إن الماء الذي شربته منا هو أعذب المياه وأحلاها فمد يدك شرقا وغربا ولا تخف من أحد ثم بعد هذا وقع الإذن من المصطفى صلى الله عليه وسلم ووقع التهديد على البروز فبرزت للخلق بالله ولله وقلت كما قال ابن عطاء الله في حكمه [إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فأرجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت عليك منها مصون السر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها إنك على كل شيء قدير
]فأشرقت شمسه وطاب وقته وصار لواء الطريقة خفاقا بين يديه فأحيا به الله تعالى طريق القوم بعد اندرا سها وأظهر أنوارها وانتفع به العباد وقصد من سائر البلاد وبدت عليه المعارف والأسرار فأخذ يدعو إلى الله تعالى والتمسك بكتابه وسنة نبيه وترك البدع يسدي النصائح ويلقي المواعظ فتنقاد إليه القلوب التي سبقت لها العناية وكان النصر حليفه أينما حل وارتحل فدخل الناس في طريقته المباركة أفواجا واتبعوا نهجه القويم ولقد شهد العالم بظهور هذا العارف الرباني مجددا للدين فكان مظهره يذكرك بالله وكلامه يدلك على الله مجالسه مجالس العلم والسكينة والوقار دائما بين ذكر ومذاكرة فقام بمهمته أحسن قيام جاعلا نصب عينيه [لأن يهدي الله على يدك رجلا واحدا أفضل لك مما طلعت عليه الشمس]. لا تأخذه في الله لومة لائم، فكانت زاويته الأولى بمدينة فاس في درب قصبة النوار وهي مركز انطلاق دعوته المباركة ثم أخذ يجول في جميع مناطق المغرب ينشر مبادئ طريقته الميمونة التي هي في الحقيقة اتباع السنة وهجر البدعة قال رضي الله عنه [فوالله ثم والله ما مررنا على مدينة ولا قرية ولا بادية إلا وشهد أهلها بوصول المدد إليهم وسريان الحياة في قلوبهم وذلك سر الإذن وما جلس معنا والحمد لله فقير إلا وازداد علما لم يكن عنده وحصل منه خضوع وانكسار ولا جلس معنا مريد الطريقة إلا قويت قريحته وعلت همته لطلب معرفة الله ولا شيخ من مشايخ العصر إلا وازداد ذوقا إلى ذوقه واستفاد منا شيئا لم يكن عنده وذلك كله من سر الإذن وبركته].


كم نظرنـا في سـالك فتـرقى لمقـام الذيـن خاضوا البحارا

وشفينا القلـوب ممـا عـراها بلطيـف العلـوم ذوقـا فطارا

وهممنا بالشـيء سـرا فكـانا وأتانا الـذي نحـب اختيـارا

وسمعنا من حضرة الغيب سرا أنت محبوب عندنا كن شكورا

وقال شيخنا رضي الله تعالى عنه متحدثا بنعم الله تعالى عليه : [وقد قال لي صلى الله عليه وسلم في بشارة اعلم يا ولدي أن الله يكرمك بمياه عذبة حلوة. قلت: يا رسول الله هذه المياه هي مياه الإسلام والإيمان والإحسان؟ قال لي صلى الله عليه وسلم : هي. قلت يا رسول الله هذه المياه أشربها وحدي أو أنا وكل من اقتدى بي فقال تشربها أنت وكل من اقتدى بك من أمتي. وقد حقق الله لنا ما وعدنا به صلى الله عليه وسلم، فوالله لقد شربنا هذه المياه وكل من صحبنا بالصدق يشربها في أقرب زمن فاحمدوا الله سادتي الفقراء واشكروه على ما أكرمكم به مولاكم في وقتكم].
وقال أيضا : [وقد قال شيخ شيخنا سيدي محمد العربي رضي الله عنه: والله لا يأتيني إلا المقبول، وأنا أقول تحدثا بنعم الله، والله لا يأتيني إلا المحبوب].

وشد رضي الله عنه الرحال صوب الديار المقدسة من أجل أداء فريضة الحج فكانت إحدى نفحات الدهر وزار الروضة الشريفة فأنشد بلسان حاله
: نحن في روضة الرسول حضور طالبين الـرضى وحسن قبول

جئنا يا خير مـن إليـه المـلاذ بانـكسـار وذلـة وذهــول

فاسـأل اللـه فينـا كـل عناية لننـال المنى في وقت الحلول

وبعد أدائه للمناسك سافر رضي الله عنه إلى الشام واجتمع مع علمائها، ومنهم الشيخ توفيق الأيوبي، وبدر الدين الدمشقي، ومر أيضا بالديار المصرية واتصل بالعديد من العلماء فيها مثل بخيث المطيعي، والشيخ السمالوطي وقد دارت بين هؤلاء السادة العلماء وشيخنا عدة مذاكرات وضمتهم مجالس علمية متعددة فوجدوه رضي الله عنه بحرا زاخرا من المواهب اللدنية تتنوع علومه ومعارفه، فأبهرهم حاله وأخذ بقلوبهم لما شاهدوه من علو أخلاقه ورسوخه في العلم وكمال ولايته لما سمعوه منه في أسرار الطريق وعلوم التحقيق، فطلبوا منه الإقامة عندهم إلا أنه اعتذر لهم وقفل راجعا إلى بلاده.

وبعد عودته ارتحل شيخنا رضي الله عنه من مدينة فاس واستقر بمدينة مكناس، وبنى بها زاويته الكبرى وعمرها، فكانت مقصد الذاكرين ومجمع العارفين وملجأ الطالبين من مريدي المعرفة بالله تعالى كمنار يستهدي به في ليل ظلمات الأهواء وكثرة الفرق والمذاهب الضالة.

ولقد باع ما ورثه عن أبيه حتى يتمكن من بناء الزاوية التي كانت تأوي عددا من طلبة العلم والفقراء المتجردين، وكان رضي الله عنه متكفلا لهم بالسكن والتغذية، كما كان يقصدها كل عابر سبيل ولم يكن رحمه الله يلزم أحدا من القاطنين لديه بأن ينخرط في طريقته أو يأخذ عليه الورد أو أذكارا معينة أو غير ذلك إلا الصلاة في أوقاتها مع الجماعة، وذات مرة تأخر أحد طلبة العلم عن صلاة الفجر وبعد الفراغ منها توجه الشيخ نحو غرفة الطالب ودق عليه الباب فلما خرج سلم عليه وقال له يا ولدي إني مستعد أن أبيع كسائي من أجلكم حتى تتمكنوا من الدراسة ولكني لا أسمح بالتهاون في الصلاة خصوصا لمثلكم كطالب علم. فكانت الزاوية مسجدا تؤدى فيه الفرائض، ومدرسة تلقى فيها مختلف الدروس العلمية وبيتا من بيوت الله يذكر فيها اسم الله بكرة وعشيا. وكان لها نظامها الخاص بها فتبدأ الحركة فيها وقت السحر حيث يقوم الفقراء للتهجد من ذكر، ودعاء حتى تحين صلاة الصبح فيؤذن أحد الفقراء وتردد بعد الآذان الجلالة بصيغة معينة ثم يتقدم الشيخ رضي الله عنه ليصلي بالناس إماما وبعد أداء الفريضة يقرأ الورد ثم يلقي الشيخ رضي الله عنه درسه الصباحي وبعده يقوم كل فقير ليتوجه إلى عمله فطالب العلم إلى علمه وصاحب الشغل إلى حرفته أو وظيفته.

وكان رضي الله عنه يعقد مجلسا للذكر والمذاكرة كل ليلة جمعة وعندما ينتهون من الذكر يأمر فقيرا حسن الصوت بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم ثم يشرع في التفسير حسب الحاضرين وعلى قدر قابليتهم واستعدادهم حتى يأخذ كل واحد بنصيبه من معنى الآيات ويمتاز أسلوبه بتبسيط المعاني و إيضاحها حلو المنطق و تسمع في تفسيره ما لم تسمعه من قبل من حيث المعارف والأسرار إذ كان العلماء يعدونه بخاتمة المفسرين في عصره. وكما جرت العادة ففي كل سنة يقام الاحتفال السنوي الكبير بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف فيتقاطر الفقراء على الزاوية من جميع الجهات وحتى من خارج المغرب خصوصا فقراء الجزائر وإسبانيا وإنجلترا فتجتمع هذه الوفود من أجل إحياء هذه الذكرى الجليلة. فيشرف كبار الفقراء من مقدمين وغيرهم على تسيير شؤون هذا الاحتفال الكبير فيتحمل كل واحد منهم جانبا من المسؤولية حتى تمر الأمور في أحسن الظروف. فتستفتح ليلة المولد النبوي الشريف بقراءة القرآن الكريم ثم بعده إنشاد القصائد التي تتغنى بجمالية المناسبة فتسرد قصة المولد النبوي الشريف فيقوم الفقراء للعمارة وبعد الانتهاء منها يقرأ القرآن الكريم ثم يلقي الشيخ رضي الله عنه درسا يتناول فيه موضوع الآيات التي تليت ثم يختم بالدعاء فيتقدم الفقراء للسلام عليه وينتهي الاحتفال.

ومن أسس طريقته رضي الله عنه التي كان يدعو إليها، ويحث الفقراء على التمسك بها لزوم الشريعة المطهرة والسنة النبوية الشريفة وحين الظن بالله وبعباده والنظر بالتعظيم لسائر خلق الله والاجتماع على الله ومحبة الإخوان في الله تعالى والوفاء بالعهد والإكثار من ذكر الله تعالى خصوصا في الثلث الأخير من الليل وكان رضي الله عنه يقول في ذلك : [كثرة الذكر ينشأ عنها مقام المراقبة ثم المشاهدة فإذا استنار قلب العبد وأشرقت شمس معرفته رأى الكون كله نعما من الله عليه نعم الإيجاد ونعم الإمداد التي لا تعد ولا تحصى وصار يحب الله تعالى طبعا وعقلا وشرعا]. وكان رضي الله عنه يوصي المقدمين بالفقراء خيرا بأن يجتهدوا في نصحهم وإرشادهم والسؤال عن أحوالهم والتلطف معهم كما يوصي الفقراء بالمقدمين خيرا وذلك بتعظيمهم واحترامهم واتباع أوامرهم ويوصي الجميع بلزوم الجماعة. ولقد وجد شيخنا رضي الله عنه مدينة مكناس فارغة من النهضة العلمية، ومدارسها مملوءة بعوام الناس الذين لا مسيس لهم بالعلم ولا بالدين فعزم على طلب معهد علمي من حضرة جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله واستشار بعض كبراء مكناس فأشاروا عليه بعدم الخوض في هذه المسألة فاستخار الله تعالى فيما عزم عليه ووفد إلى جلالة الملك رحمه الله وقال له : إنك جعلت معهدا دينيا وعلميا في مراكش ومكناس هي عاصمة جدك فيجب تقديمها على غيرها. فقال له جلالة الملك رحمه الله، إن فاس قريب منها فأجابه الشيخ رضي الله عنه بأن فاس وإن كان قريبا فالطالب الذي مكث فيه حتى حصل على الشهادة العالمية إذا رجع إلى مكناس ماذا يصنع، إما أن يسعى في خطة العدالة إذا وجد من يقف معه فيها. وإذا لم يجد سعى في سبب يوصله إلى ضرورياته فيضيع العلم الذي هاجر وطنه من أجله بخلاف ما إذا وجد طلبة متجردين لقرأة العلم فلا بد أن يشرع معهم متطوعا. ثم بعد ذلك يحصل التيسير في الوظيف الذي يناسب حالة العالم فكانت الإجابة بالقبول من جلالة الملك رحمه الله. وهكذا ساهم شيخنا رضي الله عنه في إحياء النهضة العلمية بالبلاد، ثم شرع في تدريس العلم بجامع الزيتونة بمكناس، وافتتح دروس التفسير الذي كان آية من آيات الله فيه وكان يحضر هذا الدرس عدد كبير من طلبة العلم والعلماء وغيرهم. ثم يتبعه بدرس من الرسالة، ويشرح لعامة الناس المرشد المعين وللفقراء الذين كانوا يحضرون دروسه الحكم العطائية. ولقد استفاد الكثير من الناس بهذه الدروس حتى تجد الفقير الأمي يفقه في أمور دينه كذاك الذي درس وتعلم حيث كان كلامه يرسخ في القلب ويؤثر فيه.

بحـر علـم ونـدى من أمه نـال عـرفانا ومعـروفا خصيب

هو في العرفان بحـر زاخر وهو في المعروف كالغيث الصبيب

شيخ علم وطـريق طهـرت بـرزخ البـحريـن لله منـيـب

ولقد قصد رضي الله عنه الديار المقدسة مرة أخرى ولسان حاله ينشد

قـد شكرنا الإله في كل وقت حيـث من بـزورة للرسـول

وكذاك لكـل مـن في بقيـع من صحاب كذاك نسل البتـول

وكـذاك لكل من فـي أحـد من شهيد كـذاك عـم الرسـول

وبعد رجوع الشيخ رضي الله عنه من هذه الرحلة المباركة قام بعدة سياحات بالمغرب عموما وبالقطر الجزائري خصوصا من أجل الدعوة إلى الله تعالى. وأخذ يستغل جميع المناسبات التي يدعى إليها لتذكير الناس وإيقاظهم من غفلتهم فرجع الكثير على يديه إلى الطريق وتاب الجمع الوفير بسبب مواعظه المؤثرة بفضل الله تعالى وسلك العديد وانتسبوا إلى طريقته المباركة ممن شملتهم العناية الربانية، وواصل دعوته وجهاده ولم يدخر جهدا في ابتغاء وجه الله تعالى، ولما رجع إلى مكناس أخذت الوفد تتقاطر عليه من كل فج عميق لتغترف من فيضه فلا يغادرونه إلا وكل وافد يحمل بشارته وسعادته، وكم داوى أمراض القلوب وكم رفع لهم من حجب، وكم انتفع من سالك على يديه فلا يفارقه إلا وهو من أصحاب المعرفة بالله، وكان يفد إليه بعض مشايخ عصره فيذاكرهم ويشكر لهم حسن صنيعهم في إرشاد الأمة إلى الخير، وينتقد منهم كل من يسيء إلى صورة التصوف الحقيقي الذي هو عين مرتبة الإحسان، ويصفهم بالطوائف الضالة ويدعوهم للرجوع إلى الشريعة المطهرة والسنة النبوية الشريفة.
كان رضي الله عنه فريد عصره وأوانه حيث خصه المولى عز وجل بمنح ومواهب ربانية من باب العلم ومن باب المعرفة بالله تعالى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ويشهد له بذلك قوله : [ولو أردنا بسط ما أنعم الله به علينا لاحتجنا إلى مجلدات]. وقال أيضا: [وأفردني بعلوم لم تكن إلا عند الفرد المحمدي الذي لا يكون في كل وقت منه إلا واحد وإن كثر المشايخ في عصره فالحكم لذلك الفرد عليهم شعروا بذلك أولم يشعروا].

يا من جمعت له معارف فرقـت وهل يرى جمعها في غير ناديكا

أحيا بك الله طرقا للهدى درست لكـن أزمتهـا طـوع أياديـكا


ومن منن الله تعالى أن أسلم على يد شيخنا رضي الله عنه عدد كبير من الأجانب خصوصا من إسبانبا وإنجلترا، وهكذا ساهم في نشر الدين الإسلامي بالدول الأجنبية، ووصلت طريقته اليوم إلى جميع أنحاء العالم، فأنشأت عدة زوايا لدراسة العلم وتلقي مبادىء التصوف والسلوك في كل مكان حلت فيه دعوته وأكثر زواياه منتشرة في المغرب خصوصا بالصحراء المغربية وبالقطر الجزائري، ولقد حقق الله تعالى فيه فراسة أشياخه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. وانتعشت الطريقة الدرقاوية الشاذلية بظهوره وكانت في أوجها في عهده وصحح المفاهيم الخاطئة المشاعة ضد التصوف من لدن أعدائه فأعطاهم المثال الحقيقي للصوفي السني الحق. وذلك بأفعاله قبل أقواله، وشوهد ذلك في كافة مريديه وتلامذته، لقد كان رضي الله عنه نفحة من نفحات الدهر في وقته ومنة من منن الله تعالى على عباده.
وفي عام 1391 هـ خرج الشيخ رضي الله عنه من بيته رفقة بعض مريديه قاصدا حج بيت الله الحرام للمرة الثالثة إلا أنه انتقل إلى جوار ربه بمدينة البليدة في الجزائر وذلك يوم الاثنين 23 من شهر ذي القعدة ودفن بزاوية كان قد دشنها قبل ذلك بأسبوع ثم نقل جثمانه الطاهر رضي الله عنه من قبره بعد عشرين يوما ليدفن بزاويته الكبرى بمكناس في متم يناير 1972م وذلك بطلب من أهله وعشيرته ومريديه وطبقا لوصيته، وقد حضر جنازته عدد كبير من الناس والعلماء والفقراء والأعيان وغيرهم. وبموت هذا الشيخ الهمام فقد الإسلام رجلا لا يعوض وفقدت الطريقة الصوفية قطبا من أقطابها.

حلف الزمان ليأتين بمثله حنثت يمينك يا زمان فكفر

كانت حياة شيخنا رضي الله عنه وقفا على الدعوة إلى الله تعالى وجهاد في سبيله ومن آثاره الخطية ديوانه المبارك الذي ترجم إلى عدة لغات وأعيد طبعه مرات وانتشر في سائر المعمور ولقد ترك أيضا شرحا على الوظيفة المشهورة [بالحفيظة] وشرحا للصلاة المشيشية وكتابا أسماه الطبقات في ذكر من اجتمع بهم من العارفين وعدة رسائل إلا أن شيئا من هذه المؤلفات لم يطبع وذلك لفقدان بعضها أو وجودها عند البعض يضن بها لأنها مخطوطة أو بضياعها بالمرة فرحم الله شيخنا سيدي محمد بن الحبيب ورضي الله عنه وجزاه عن المسلمين خير الجزاء وجعله في أعلى عليين مع عباده الصالحين إنه سميع مجيب وعلى ما يشاء قدير والحمد لله رب العالمين. ولقد خلف رضي الله عنه رجالا في الطريقة قاموا بأمرها من بعده وساروا على نهجه القويم أخص بالذكر العالم العامل والمحدث الفاضل الشيخ سيدي فضول الهواري رحمه الله تعالى. ومنهم أيضا العارف بالله تعالى الشيخ سيدي محمد بلقرشي صاحب زاوية توروك من أشهر خلفائه رضي الله عنه شيخنا وأستاذنا وقدوتنا إلى الله تعالى مجدد الطريقة ومحي رسومها ومظهر أنوارها وأسرارها الشيخ سيدي مولاي هاشم قدس الله سره العزيز وسقانا من كأسه فهو القائم بشؤون الطريقة الحبيبية الدرقاوية الشاذلية و شيخها المربي الحي الحالي فقد أحيا الله تعالى على يديه أمر هذه الطريقة المباركة فجزاه الله عنا وعن جميع المسلمين خيرا وهو ما يزال سائر على سنة شيخه وأشياخ الطريق رضي الله عنهم جميعا من إحياء ليلة المولد النبوي الشريف ونشر مبادئ التصوف الحقيقي المبني على كتاب الله وسنة نبيه الشريف وتلقين الورد لكل راغب في الانتساب إلى هذه الطريقة المباركة المحمدية المشرب والفيض.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم هذه قصيدة في مدح شيخنا العارف بالله تعالى سيدي محمد بن الحبيب رضي الله عنه من نظم الفقير إلى مولاه القدير البلغيثي عبد الكبير كان الله له في الدارين آمين.


يا مجتبـي بالولاية يـا مظهرا للعنـايـة وفيـك سـر الهداية أنـت إمـام أهـل الله
محمد يا ابن الحبيب يا مختار نعم المجيـب جاء الدهر بك لا ريب أحيا بك طـريق الله
كنت كنزا فـي ذي البلاد كـذا نفحة للعبـاد أظهرك الله بالإمداد أقامك داعيا لله
سمعت من حضرة الغيب ذلك السر العجيب فأنت الصفي المحب فأنت المحبوب عند الله
بمنحة ربانيـة جئت من حضـرة قدسيـة بالطريقة الحبيبيـة هـــذه نعمة مـن الله حصلت مقام الفـرد النـورانـي المحمدي يا واحدا في العدد في الحضرة بين أهل الله
كساك الإله الجمال والهيبة بيـن الـرجال زادك خلـع الكمال ولاك سقـي أهـل الله
فأزال عنك الحجـب ميزك بمقـام القرب رواك من بحار الحـب فأنت حقا غوث الله
لكم هديت مـن سالك لأقـرب المسـالك نجيتـه من المهـالك فأنـت الدال على الله
لكم شفيـت من قلـب مما عراه من العيب فأنت الشيـخ المـربي فأنت العـارف بالله
بنظـرة المـدد كـم سقيـت مـن مـريد فنـال مقام المجـد صـار من أوليـاء الله
مقامـك مـا لـه ثـاني حيث أقامك الغني
حتى قلـت لا يأتيني إلا المحبوب عنـد الله فـدام فـي حيـاته مجـاهـدا فـي ربه
حتـى نـاداه لقـربه فعنـه قد رضـي الله فنسأل الله الرحمان له الرحمة والغفــران
ويوم القيامة الجنان كذا الجميع إن شـاء الله بعد رحيل ذا الطيـب فليس ذاك بعجيـب
أن يخلفـه يـا لبيـب الـوارث بـإذن الله هو شيخي وأستاذي مولاي هاشـم ذو المدد
هـو الداعـي للرشد هـو الولـي سر الله من شيخه نال المراد أعني ابن الحبيب الأمجد
بالله صـار مـؤيد ذلـك الفضـل مـن الله فيـا مـريدا للنجـاح ولطريقة الصـلاح
اسـم لنـداء الفـلاح هـذا الداعي إلى الله فهـذا ساقي الرجال كؤوس خمرة الجمـال
فاصحبـه يـا مريد تنال نور المعـرفة بالله ذلك فضـل الله يؤتيـه لمـن شاء يجتبيه
ويسبـل الرضـوان عليـه هذا كرم من الله أفضل الصلاة والسلام على طه خير الأنام
وخـاتـم الـرسل الكرام محمـد رسول الله تشمل الآل الطاهرين والصحابة الأكرميـن
كـذاك كـل التابعيـن عـدد دوام ملك الله ناظم ذي القصيدة يرجــو حسن الخاتمـة
بــأفــضـل كلـمـة لا إلــه إلا الله هو البلغيثي الفقيـر طالب لعفـو القديـر
معترف دوما بالتقصير يرجو الرحمة من الله لـي وللمسلمينـا وخصـوصـا والدينـا
ولكـل شيـوخـنا وكـل منسوب إلـى الله لك الحمــد يا ربنا والشكر مـع الثنــا
علـى مـا قـد وفقنا وكـل نعمـة من الله تمت بحمد الله



وهذا سند طريقتنا المباركة الطريقة الحبيبية الدرقاوية الشاذلية أخذتها عن الشيخ العارف بالله تعالى مجدد الطريقة أستاذنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ مولاي هاشم البلغيثي قدس الله سره عن الفرد المحمدي الشيخ محمد بن الحبيب عن سيدي محمد بن علي عن سيدي محمد العربي عن سيدي أحمد البدوي عن سيدي مولاي العربي الدرقاوي عن سيدي علي الجمال عن سيدي العربي بن عبد الله عن سيدي أحمد بن عبد الله عن سيدي قاسم الخصاصي عن سيدي محمد بن عبد الله عن سيدي عبد الرحمان المجذوب عن سيدي علي الدوار عن سيدي إبراهيم الفحام عن سيدي أحمد زروق عن سيدي أحمد الحضرمي عن سيدي يحيى القادري عن سيدي علي وفا عن سيدي محمد وفا عن سيدي داوود الباخلي عن سيدي أحمد بن عطاء الله عن سيدي أبي العباس المرسي عن سيدي أبي الحسن الشاذلي عن سيدي عبد السلام بن مشيش وأخذ القطب الشاذلي أيضا عن سيدي محمد بن حرازم عن سيدي محمد صالح عن سيدي أبي مدين الغوث عن مولانا عبد القادر الجيلاني عن سيدي أبي يعيد المبارك عن سيدي أبي الحسن الهكاري عن سيدي الطرطوسي عن سيدي الشبلي عن الإمام الجنيد عن سيدي السري السقطي عن سيدي معروف الكرخي عن سيدي داود الطائي عن سيدي حبيب العجمي عن سيدي الحسن البصري عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن سيد الأولين والآخرين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن سيدنا جبريل الأمين عليه السلام عن من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى جلت عظمته وتقدست أسماؤه وصفاته العليا رب العالمين.

ثم نترك مسجد الحبيبى رضى الله تعالى عنه ونتجه نحو اليمين فنجد حارة السيدة زينب عليها السلام وبها من المقامات




مقام الشيخ عبد العربى المغربى رضى الله تعالى عنه وهو ناصية
حارة السيدة وقبل أن نصل إلى مسجد تميم الرصافى ثم نترك هذا المسجد فنجد مسجد الشيخ على الماوردى رضى الله تعالى عنه




صورة

صورة

صورة
صورة


[align=center]سجد سيدى على الماوردى رضى الله عنه [/align]


صورة

صورة

صورة

صورة

صورة



ثم نترك هذا المكان ونسير فى الشارع الرئيسى فنجد سينما الشرق وقبلها بقليل تجد حارة الكرمانى وبها مقام الشيخ الكرمانى رضى الله تعالى عنه



صورة
صورة
صورة
صورة

صورة

صورة

الشيخ الكرمانى


[/size]

[size=200]
قول الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الشيخ الكرمانى رضى الله عنه كان من أولاد الملوك صحب أبا تراب النخشبى وأبا عبيد البسرى وكان من أجل الفتيان وعلماء هذه الطائفة وله رسالات مشهورة ومن كلامه رضى الله عنه من صحبك ورافقك على ما يحب وخالفك فيما يكره فانما صحبك لهواه فهو طالب بصحبتك راحة الدنيا لاغير وكان رضى الله عنه يقول لاهل الفضل فضل مالم يروه فاذا رأوه فلا فضل لهم ولاهل الولاية ولاية مالم يروها فاذا رأهوها فلا ولاية لهم وكان رضى الله عنه يقول ما نعبد متعبد بأكثر من التحبب الى أولياء الله تعالى فاذا أحب أولياء الله فقد أحب الله واذا أحبه الأولياء فقفد احبه الله تعالى وكان يقول لا يعجب معجب بنفسه الا وهو محجوب عن ربه وكان رضى الله عنه يقول اذا كان العالم فى هذا الزمان قد صار فى ظلمه علمه فكيف بالجاهل المقيم فى ظلمه جهله مع ان ظلمه العلم أشد لكونها غلبت نور العلم رضى الله تعالى عنه
ويقول على باشا مبارك فى ج 5 ص 94
جامع الكرمانى كان هذا الجامع فى غربى قناطر السباع وكان عامرا فتخرب ولم يبق من إلا الآثار التى تدل عليه وصار موضعه بستانا للآمير حبيب افندى من زمن محمد على باشا وبقى ضريح الشيخ الكرمانة فى وسط البستان وعليه قبة *وعند زيارتى لهذا المسجد المبارك وجده وقد تم هدم الضريح وهو على يميبن السالك ميدان السيدة زينب رضى الله عنه بعد سينما الشرق




صورة

صورة

صورة
صورة

صورة
صورة

سيدى العتريس وسيدى العيدروس
رضى الله تعالى عنهما


سيدى العتريس والعيدروس


أحياء القاهرة بل أحياء مصر أرض الكنانة الذى ذكرها الله سبحانة وتعالى فى كتابه العزيز العظيم فما من مكان إلا ويوجد ضريح إما من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مقام لأحد من الصحابة أو الصالحين الذين أتخذوا من أرض الكنانة وجبالها أماكن لعبادة الله الواحد القهارففى
الخطط التوفيقية لعلى باشامبارك الجزء الخامس ص10
قبر العتريس والعيدروس فهما قبران متجاوران أمام باب مزار السيدة زينب رضى الله عنها من بحرية فى ساحةواحدة مفروشة بالرخام محاطة بدرابزين من حديد متصل بدرابزين الرحبة التى عليها القباب وعليهما سقف واحد من الخشب قائم على سية أعمدة من الرخام وعلى كل منهما قصورة من الحديد وقبة من الخشب جددت بأمر المرحوم سعيد باشا ومباشرة المرحوم أدهم باشا مع عمارة الجامع وعلى كل قبة رخام مكتوب علي أحداهما

شاد سعيد العصر فى مصر *** خير مقام قد زها مثل العروس
فى نور آل البيت تاريخه *** كان بناء العتريس والعيدروس
وجاء فى اللوح الثانى
بسر أبى المجد الدسوقى وصنوه *** محمد العتريس كن متوسلا



ولكن للأسف الشديد قاموا بإزاله هذه الآثار الجليلة بمعرفة أحد من عامة الشعب بالاتفاق بع المسئولين بإزالة هذه الآثار ووضع الواح زجاجية على المقامين

وفى رسالة الصبان نسب سيدى العتريس

قال ان العتريس هذا هو سيدى محمد العتريس أخو سيدى إبراهيم الدسوقى نفعنا الله بهم = فإذا كان أخاه نسبا فهو محمد العتريس بن أبى المجد بن قريس بن محمد بن النجا بن عبد الخالق بن القاسم بن جعفر بن عبد الخالق بن ابى القاسم الزكى بن على بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه

أما العيدروس

فهو كما فى حوادث سنة اثنتين وتسعين ومائة والف من تاريخ الجبرتى (وجيه الدين ابو المراحم عبد الرحمن الحسينى العلوى العيدروسى التريمى نزيل مصر سنة خمس وثلاثين ومائة والف ووالد مصطفى بن شيخ بن مصطفى بن على زين العابدين ينتهى نسبه الى جعفر الصادق ثم الى الحسين بن الامام على رضى الله عنهم اجمعين .وله ترجمة أخرى
سيدي العيدروس
هو القطب اليمنى الأصل وجيه الدين أبو المراحم عبد الرحمن الحسينى العلوى العيدروس التريمى نزيل مصر ولد بعد غروب الشمس ليلة الثلاثاء التاسع من صفر سنة خمس وثلاثين ومائة وألف
والده مصطفى بن مصطفى بن زين العابدين العيدروسويتصل بالسلالة الحسينية الطاهرة
وأمه فاطمة بنت عبد الله الباهر بن مصطفى بن زين العابدين العيدروس

وقد نشأ رضى الله عنه على عفة وصلاح وتقوى فى حجر والده وجده وأجازه وألبساه الخرقة وصافحاه وقد أخذ فى التفقة وساح مع والده فى بلاد الهند ثم رجع إلى اليمنةحيث جدد العهد بذوى رحمه وتوجه إلى مكة للحج وأخذ العلم والحديث عمن قابله ثم رحل إلى مصر وهرع إليه كل من عرف فضله وعلمه من العلماء والصالحين والأعيان ورجال الصوفية وغيرهم من الأمراء والكبراء وممن زاره والتقى به شيخ زمانه سيدى عبد الخالق الوفائى فأحبه ومال إليه كثيرا لتوافق مشربيهما فألبسه الخرقة الوفائية وكناه أبا المراحم بعد تمنع كثير وأجازه أن يكنى من يشاء وفى سنة 1159 هجرية سافر إلى مكة مع الحجيج وتزوج إنة عمه الشريفة علوية العيدروسية وسكن الطائف ثم عاد مرة أخرى إلى مصر حيث إستقر به المقام فعكف على نشر العلم والفضيلة على كل من عرف فضله وظل هكذا حتى إنتقل إلى الرفيق الأعلى فى ليلة الثلاثاء ثانى عشر من المحرم سنة 1192 عن عمر 57 عاما وصلى عليه فى الجامع الأزهر أبو البركات سيدى أحمد الدردير ودفن بمقام سيدى العتريس ولما جدد الخديوى سعيد باشا الضريح كتب على القبة التى تعلوه
شاد سعيد العصر فى مصره ******* خير مقام قد زها كالعروس
من نور آل البيت تاريخـــــه ******* به سنا العتريس والعيدروس
سيدي العتريس
هو السيد الكامل والصوفى و الواصل العابد الزاهد والمتبتل الناسك محمد بن أبى المجد بن قريش المشهور بالعتريس من الدوحة الحسينية المباركة إذ ان نسبه الشريف ينتهى إلى الإمام أبى عبد الله الحسين بن على رضى الله عنهما وهو شقيق سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه صاحب المقام المعروف بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ وأمة فاطمة بنت أبى الفتح الواسطى رحمها الله وقد تفقه الإمام العتريس على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه وسلك مسلك السادة الصوفية وإقتفى آثارهم وجلس فى المقام الزينبى الطاهر ليخدمه ويخدم زواره وكان عاكفا على عباده الله تعالى وقراءة القرآن الكريم وتثقيف الناس وتعليمهم قواعد الدين الحنيف وإرشادهم إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة وظل ملازما للمقام الطاهر سائرا فى الطريق القويم إلى أن إنتقل رضوان الله تعالى إلى الرفيق الأعلى فى أواخر القرن السابع الهجرى فدفن بالجهة البحرية من المقام الزينبى الطاهر وقد جدد ضريحه الخديوى سعيد باشا وأقام عليه قبة كتب عليها
بسر إبن أبى المجد الدسوقى وصنوه ****** محمد العتريس كن متوسلا

أما الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر جزء2 ص 286
فى الركن الشمالى الغربى لجامع السيدة زينب رضوان الله عليها يوجد ضريحان متجاوران للشيخ العتريس والشيخ العيدروس والضريحان يعلوان مقبرتين موجودتين فى ساحة واحد مفروشة بالرخام وحاطة بسياج من حديد متصل بسياح الرحبة التى عليها قباب الأضرحة ويصف على مبارك الضريحين فيقول : ويحيط بالرحبة درابزين عليها قباب وعليها سقف واحد من الخشب قائم على ستة أعمدة من الرخام وعلى كل منهمــا ( كل مقبرة) مقصورة من حديد وقبة من خشب ثم يتكلم على باشا مبارك عن عمليات التجديد والترميم التى توالت على الضريحين فيقول ( وقد جدد كل ذلك بأمر المرحوم سعيد باشا ومباشرة المرحوم أدهم باشا وذلك عند عمارة المسجد الزينبى – وقد أعيد تديد الضريحين مرتين بعد تجديد سعيد باشا ، وذلك عند إعادة بناء جامع السيدة زينب فقد قامت وزارة الاوقات بتجديد المسجد الزيبنى فى النصف الاول من القرن العشرين ثو وسعته إلى ضعف مساحته فى سنة 1967م ويتكون الضريحان الأن من مقبرتين يحيط بهما مقصورتان من النحاس المخرم الجميل الصنع ويحيط بالمقصورتين ستة أعمدة من الرخام على صفين يعلوهما ستة عقود نصف دائرة مكونة شكلا مستطيلا ويعلو العقود والأعمدة قبتان مضلعتان من الحجر وقد زخرف واجهات العقود الستة ينقوش نباتية وكتابية غاية فى الدقة والجمال –
تاريخ الشيخ العتريس : فقد جاء فى رسالة الصبان وهو محمد العتريس بن أبى المجد بن قريش بن محمد بن عبد الخالق بن القاسم وينتهى نسبه إلى زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهما جميعا ويضيف الصبان فى رسالته فيقول وللسيد إبراهيم الدسوقى عشرة أخوة من الذكور تلقوا جميعا تعليما دينيا وتأثروا بأبيهم سيدى أبى المجد العالم الدينى المتصوف ومن اشهرهم العارف بالله السيد شرف الدين المعروف بموسى أبى العمران وقد دفن بدسوق والسيد محمد الفصيح المدفون بسنهور قرب دسوق والسيد العتريس المدفون بالسيدة زينب بجوار مسجدها بالقاهرة والسيد عبد الله المدفون بالدرب الاحمر بالقاهرة والسيدان محمد الرضا وعبد الخالق المدفونان مع والدهما بقرية مرقص – ويفهم من العبارة السابقة أن الشيخ العتريس أخو ولى الله العارف بالله سيدى أبراهيم الدسوقى كما يفهم أنه الثالث فى الترتيب السن بالنسبة للشيخ ابراهيم ، فإذا عرفنا أن الشيخ إبراهيم ولد سنة 623هـ فمعنى ذلك أن الشيخ العتريس قد ولد بعد هذا التاريخ والذى نرحجه أنه ولد فى نهاية عصر الدولة اليوبية التى انتهت سنة 658 هـ ومما يؤيد ما وصلنا إليه ماذكره الصبان فى رسالته من أن الشيخ العتريس شارك مع أخيهالشيخ إبراهيم فى محاربة الصلبيين والتتار مع آخر ملوك الأيوبيين الصالح نجم الدين أيوب وأوائل سلاطين دولة المماليك قطز والظاهر بيبرس والبندقدارى – وقد درس الشيخ العتريس منذ نعومة أظفاره القرآن الكريم والحديث الشريف وأصول الفقه على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه وقد جاء إلى القاهرة فى عهد السلطان الظاهر بيبرس بعد انتصار المصريين على التتار فى موقعة عين جالوت وجاور الأزهر وظهر علمه وفضله وذاع صيته وشهرته والتف حوله اصحاب الطريقة البرهانية طريقة أخيه إبراهيم الدسوقى ويقال أنه كان كثيرر التردد على مسجد السيدة زينب وأنه أوصى أن يدفن بجوار مسجدها إذ أن نسبه ينتهى إلى ابن أخيها على زين العابدين

أما عن الشيخ العيدروس فجاء فى الجبرتى
فى حوادث 1192هـ هو وجيه الدين أبو المراحم عبد الله الحسينى العلوى العيدروسى التريمى ( بلدة باليمن ) نزيل مصر ولد سنة 1135هـ وينتهى نسبه الى جعفر الصادق ثم إلى سيدنا الحسين بن على بن أبى طالب رضوان الله عليهم وقد أرخ بعضهم مولده فقال

لله من سيد ********** أتى بيوم سعيد ضاء الزمان به

نعم الحبيب المجيد يانعم من وافد **** بكل خير مديد

أن الصفى المصطفى ***** اللوذعى الرشيد

تاريخ ميلاده ****** آت شريف سعيد – سنة 1135هـ


وفى تاريخ المعرف الإسلامية
عن أصل وجيه الدين العيدروسى ما يلى : عيد روسين يظن أنهما من أجداده أو من عمومته ، أحداهما أبو بكر بن أحمد بن حسين بن عبد الله العيدروسى صاحب ( دولة آياد ) بالهند كان عابدا ناسكا ولد باليمن بمدينة تريم ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم والحديث وصحب أباه ثم سافر الى الهند وأقام بها فى ارغد عيش واجتمع بأعظم سلاطينها شاهجهان ( بانى تاج محل ) فقربه إليه وأكرم وفادته وعيشه أميرا على المدينة ( دولة آياد ) التى بقى فيها حتى توفى سنة 11048هـ وقبره فيها يزار – وثانيها أبو بكر بن حسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله العيدروسى ، الضرير اليمنى نزيل مكة ولد بتريم سنة 997هت وحفظ القرآن وكف بصره وحفظ بعض المتون واشتغل وسمع بقراء’ أخيه وغيره على مشايخ عصره وصحب أعمامه وليس الخرقة من كثيرين وبرع فى الفقه والتصوف وهو الغالب عليه ثم رحل الى مكة ولقى بالحرمين جماعة أخذوا عنه فذاع صيته وأختير للتدريس وكان رحمه الله لطيفا وقورا حسن الأخلاق مهيبا محسنا وكان أكثر كلامه فى الوعظ ولم ينزل بمكة محمود السيرة إلى أن مات بها فى سنة 1068هـ ودفن بالمعلاة وقبره هناك يزار –

أما شيخنا العيدروسى فقد جاء فى ترجمته فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك فيقول
: أنه نشأ على عفة وصلاح فى حجر والده وجده فى تريم باليمن وأجازه وألبساه الخرقة وقى سنة 1153هـ أى وهو فى الثامنة عشر من عمره توجه فى صحبة والده الى الهند فنزلا بمدينة بندر الشحر فاجتمع بالكثير من رجال الدين والفقهاء من ذوى قرابتهم ممن يرجع أصلهم الى العيدروسية فأجازوه إجازة مطلقة ثم أخذ يتنقل من بلد الى آخر من بلاد الهند طلبا فى العلم وزيادة فى الفقه ورغبة فى زيارة أولياء الله الصالحين فقد رحل ال مدينة بروج ثم ذهب الى مدينة سورت بالقرب من بومباى حيث تركه والده عند أخيه وخاله زين العابدين ورجع الى تريم باليمن وفى مدينة سورت ظهرت كراماته كما جاء فى الخطط التوفيقية فعول على الرحيل الى اليمن فدخل الى تريم وجدد العهد بذوى رحمه وتوجه منها الى مكة المكرمة فأخذ عن شيوخها وفقائها ثم ذهب الى الطئف وزار الحبر بن عباس ومدحه بقصائد واجتمع بالسيد عبد الله الميرفنى وصار بينهما ود كبير وفى سنة 1161 إذن له بالوجه الى مصر وجاء الشيخ العيدروسى الى مصر وهو فى السادسة والعشرين من عمره ويصف لها على باشا مبارك أيضا رحلته الى مصر فيقول : وركب من جدة الى السويس حيث زار سيدى عبد الله الغريب ومدحه بقصيدة ومن السويس رحل الى القاهرة وزار الإمام الشافعى وغيره من أولياء الله الصالحين ومدح كلا منهما بقصيدة تناسب المقام وقد جمع كل تلك القصائد فى ديوان باسم رحلة العيدروسى وفى مصر هرع اليه العلماء والفقهاء وكبار رحالتها كما احتشد حوله ارباب السجاجيد وصارت له معهم المطارحات المذكورة فى رحلته – وبعد أن امضى بمصر ثمان سنوات سافر الى الحجاز سنة 1169 هـ حيث تزوج ابنة عم له وسكن بها الطائف وفى سنة 1172هـ تزوج زوجة ثانية وهى الشريفة رقية بنت السيد أحمد بن حسن ابى هرون وولدت له السيد مصطفى وفى عام 1174هـ عاد الى مصر بأولاده
وجاء فى كتاب النفحة القدسية بواسطة البضعة العيدروسية أنه لما كثر علية الواردون يتلقون منه طرق الصوفية وكان فى غالب اوقاته فى مقام الغطوس أى الاختلاء والتعبد أمر السيد مرتضى أحد تلاميذه ومريدية ان يجمع اسانيده فى كتاب فألف باسمه الكتاب السابق ذكره النفحة القدسية فى نحو عشر كراريس وذلك سنة 1182هـ ولم يزل يعلو ويرقى الى ان توفى سنة 1192هـ وخرجوا بجنازته من بيته بقلعة الكبس وقرىء نسبه على دكة الأزهر ودفن بمقام ولى الله تعالى العتريس رضى الله عنه بجوار مشهد السيدة سليلة بيت النبوة صلوات الله عليها السيدة زينب بن الإمام على بن أبى طالب أخت شهيد كربلاء عليهم السلام هذا كل ما ذكره على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية وكذا الصبان فى رسالته وكذا الدكتورة سعاد ماهر فى موسوعاتها مساجد مصر وأولياؤها رضوان الله عليهم أجمعين ونفعنا الله بهم وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على سيد الخق وحبيب الحق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم
ونترك مسجد سيدتنا السيدة زينب عليها السلام ونمضى فى الشارع المواجه لمقامها الشريف وهو شارع بورسعيد وعلى يسار السالك لهذا الشارع تجد جارة صغيره بها مسجد وهو



الشيخ على الجنيد




صورة

صورة


صورة

صورة

صورة



أحد الفقهاء المشهورين ولد ببولاق وبها حفظ القرآن الكريم واشتهر هناك شهرة تامة وأنشأ له بيتا بها ثم لما زادت شهرته وصار يطلب من بولاق ليقرأ بالقاهرة عند الأمراء والاعيان وترتب فى شهر رمضان بسراى الخديوى اسمعيل باشا ومن بعده سراى الخديوى توفيق باشا

ونترك مسجد الشيخ على الجنيد ونرجع قليللا لتكون بشارع بوسعيد وعلى اليمن السالك إبى باب الخلق تجد مسجد أثرى قبل أن تصل إلى تقاطع شارع بوسعيد بشارع قدرى بقليل وهو مسجد الشيخ تمراز الأحمدى والشيخ بهلول رضى الله تعالى عنهما



صورة

صورة

صورة

صورة



صورة
صورة
صورة

( مسجد تمراز الأحمدى ) هذا المسجد على يسار السالك بشارع بورسعيد متجهه الى ميدان السيدة زينب رضى الله تعالى عنها وهو مسجد أثرى مدون تحت رقم 216 وهذا المسجد تنزل له بعدة سلالم قليلة وبه دورة مياة وصحن وهو مقام الشعائر وقد وجد به ضريحين عليهم كسوة خضراء أحداهم مكتوب عليه هذا ضريح سيدى محمد البهلولى والمقام الآخر مكتوب عليه هذا ضريح سيدى تمراز الأحمدى ولم يذكر عنهما شىء رضى الله تعالى عنه وبالبحث الدقيق فقد وقفت لهذا المسجد على ترجمة لهما فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك *

يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 4 ص 70

( جامع تمراز الأحمدى ) ويعرف أيضا بجامع البهلول هذا الجامع بشارع اللبودية تجاه قنطرة عمر شاه بقرب السيدة زينب رضى الله تعالى عنها على بابه الكبير كتابة محوة بقى منها كان الفراغ من ذلك فى شهر شوال سنة ست وسبعين وثمانمائة وله باب آخر صغير بحارة درب الشمسى لكنه مغلق على الدوام وله صحن صغير مفروش بالرخام الملون وبأعلى القبلة بسم الله الرحمن الرحيم أنما يعمر مساجد الله من آمن بالله ( الآية ) وله منارة بثلاثة أدوار من الحجر وبه ضريح الشيخ تمراز الاحمدى الذى أنشأ هذا الجامع المبارك تاسه شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وثمانمائة مات رحمة الله تعالى عليه وعلى عبده ميقال وعلى جميع المسلمين وبقرب ذلك الضريح السيد محمد الشمسى عليه مقصورة من الخشب هذا ما ذكره على باشا مبارك



أسرة ال تمراز اسرة كبيرة وتوجد فروعها بكثرة في سوريا ومصر والقدس واسرة واحدة بالحجاز -- والاردن ولبنان والعراق وايران والمغرب العربي
--ويوجد مشهد في الاسكندرية باسم مسجد سيدي علي تمراز ويوجد به ضريح -- وذلك في عهد الملك الصالح فاروق الاول لعام 1359هـ -- وايضا لهم معالم في المنوفية ومسجد بنوه على حسابهم -- وايضا بالحجاز وهم مطوفين -- وايضا بالقدس ومنهم شهداء كثر


فى المرسى ابو العباس بالاسكندريه وقد دمره الانجليز واعتثد انه شيد الان
يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية جزء7 ص 71

( مسجد الشيخ تمراز ) كانت أرضه منخفضة ففى سنة 1262 جدده المرحوم حسن باشا الاسكندرانى ناظر ديوان البحرية فى ذلك الوقت وردم أرضه وصار يصعد له بسلم وبه ضريح الشيخ على التمرازى المذكور وله مولد سنوى يقام كل سنة ثمانية أيام وقت زيادة النيل
وبعد أن نترك مسجد الشيخ تمراز الحمدى ولو لكنا شارع قدرى فنجد حى السيدة زينب وأمها الحوض المرصود وبعدها مسجد الشيخ الخضيرى رضى الله تعالى عنه وجبل يشكر والذى أقام عليه جامع الأمير أحمد بن طولون وسبق أن تكلما فى الكتاب السابق عن الشيخ الخضيرى رضى الله عنه فنتجه يسارة لتجد مدرسة السنية للبنات وأمام جامع أبى اليسر والذى يدعوه العامة بجامع كعب الأحبار

( كعب الأحبار )



صورة

صورة


1 – المقريزى :

هو سيدنا الشيخ الامام علامة الانام تقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى رحمه الله تعالى المتوفى سنة 845هـ فى الجزء الأول من المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار والذى سطره بخطه ص 124 ، 125 فى ذكر جبل المقطم قال :
روى أسد بن موسى قال شهدت جنازة مع موسى بن لهيعة فجلسنا حوله فرفع رأسه فنظر إلى الجبل ( يعنى جبل امقطم ) فقال ان عيسى بن مريم عليه السلام مر بسفح المقطم وعليه جبة صوف وقد شد وسطه بشريط وأمه الى جانبه فالتفت اليها وقال يا امه هذه مقبرة امة محمد صلى الله عليه وسلم وروى عبد الله بن لهيعة عن عياش بن عباس أن كعب الاحبار رضى الله عنه سأل رجلا يريد مصر فقال له أهدنى تربة من سفح مقطمها فأتاه منه بجراب فلما حضرت كعبا الوفاة امر به فجعل فى لحده تحت جثته ** وروى عن كعب انه سئل عن جبل مصر فقال انه لمقدس ما بين القصير إلى اليحموم ، قال ابن لهيعة والمقطم ما بين القصير الى مقطع الحجارة وما بعد ذلك فمن اليحوم وفى هذا الجبل الجوهر وشىء من الفولاذ وهو يمتد إلى اقاصى بلاد السودان ( أنتهى )
2 – فى سيرة أعلام النبلاء ج 2 ص 1142 للأمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبى المتوفى سنة 748 هـ
كعب الأحبار هو أبو أسحاق بن ماتع الحميرى اليمانى الكتابى اسلم فى خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه أو أول خلافة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وروى عن عرم وصهيب وعن كتب أهل الكتاب وكان فى الغالب يعرف حقها عن باطلها لسعة علمه وكثرة اطلاعه *


صورة

صورة

روى عنه ابن أمراته تبيع الحميرى وأسلم مولى عمر وأبو سلام الاسود وآخرون ومن الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومعاوية وسكن الشام وغزاها وتوفى بحمص طالبا غزاة *
قال خالد بن معدان : عن كعب الاحبار لأن أبكى من خشية الله أحب إلى من أتصدق بوزنى ذهب *
3 – فى كتاب فتح الله فى مولد خير خلق الله لجدى الكبير لشيخ العارف بالله الربانى والولى الصمدانى سيدى ومولاى فتح الله البنانى رضى الله تعالى عنه الصادر عام 1902 م والمتوفى فى 23 / 5 / 1934 الموافق 11 محرم 1353هـ يوم الأربعاء والذى دفن ببلاد المغرب الأقصى ونعته مجلة الاسلام فى العدد السابع قال :
#فى صفحة 100 فى السطر 13 **

عن سيدنا كعب الأحبار * عليه رضى الكريم الغفار * أن نرو رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صار إلى عبد المطلب وأدرك نام يوما فى الحجر فانتبه مكحولا مذهونا قد كسى حلة البهاء والجمال فبقى متحيرا لا يدرى من فعل به ذلك فأخذ ابوه بيده ثم انطلق به الى كهنة قريش فأشاروا عليه بتزويجه فزوجه وكانت تفوح منه رائحة المسك الاذفى ونور رسول الله صلى الله عليه وسلم يضىء فى غرته وكانت قريش إذا أصابها قحط شديد تاخذ بسده قتخرج به الى جبل ثبير فيتقربون به إلى الله تعالى ويسألونه أن يسقيهم الغيث فكان يغيثهم ويسقيهم ببركة نور محمد صلى الله عليه وسلم ولما قدم ابرهة ملك اليمن لهدم البيت الحرام وبلغ ذلك قريشا قال لهم عبد المطلب لا يصل إلى هذا البيت لأن له ربا يحمية ثم استاق أبرهة أبل قريش وغنمها وكان لعبد المطلب فيها أربعمائة ناقة فركب فى قريش حتى طلع جبل ثبير فاستدار نور رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبينه كالهلال وانعكس شعاعه على البيت الحرام فلما نظر عبد المطلب الى ذلك قال يا معشر قريش ارجعوا فقد كفيتم هذا الامر فوالله ما استدار هذا النور منى إلا أن يكون الظفر لنا فرجعوا متفرقين ثم ان أبرهة أرسل رجلا من قومع فلما دخل مكة ونظر الى وجه عبد المطلب خضع وتلجلج لسانه وخر مغشيا عليه فكان يخور كما يخور الثور عند ذبحه فلما أفاق خر ساجدا لعبد المطلب وقال أشهد أنك سيد قريش حقا *
# وفى صفحة 129 السطر الثانى قال :
وفى أضاءة قصور بصرى بذلك النور وإشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته فغنها دار ملكه كما ذكر سيدنا كعب أن فى الكتب السابقة ( محمد رسول الله ) مولده بمكة ومهاجره بيثرب وملكه بالشام فمن مكة بدت نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم وإلى الشام انتهى ملكه قبل سائر الممالك ولهذا أسرى به صلى الله عليه وسلم إلى الشام إلى بيت المقدس كما هاجر قبله إبراهيم عليه السلام إلى الشام وبها ينزل عيسى بن مريم عليه السلام وهى أرض المحشر والمنشر *
# وفى صفحة 130 سطر رقم 1 ، 2 قال
عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إذا هلك الشام فلا خير فى امتى ( وقال ) كعب الاحبار رضى الله عنه تخرب الأرض قبل الشام بأربعين سنة *
4 – فى الطبقات الكبرى للشعرانى ج1 ص 39

هو القطب الربانى والهيكل الصمدانى العارف بالله تعالى سيدى عبد الوهاب الشعرانى المسماة بلواقح الانوار فى طبقات الاخيار قال
( كعب الاحبار رضى الله تعالى عنه ) كان رضى الله عنه يقول ما استقر لعبد ثناء فى الارض حتى يستقر له فى السماء وكان يقول أنيروا بيوتكم بذكر الله تعالى كما تنيرون قلوبكم به وكان رضى الله عنه يقول يأتى على الناس زمان تكثر فيه المسئلة فمن سأل فى ذلك فى ذلك الزمان لم يبارك له فيه وكان يقول ما من أحد يساق الى الناس الا وهو مسود الوجه وقد وضعت الانكال فى قدميه والاغلال فى عنقه الا من كان من هذه الأمة فانهم يساقون الى النار بألوانهم من غير تسويد وجوه لانهم كانوا يسجدون عليها فى دار الدنيا وكان رضى الله عنه يقول انما سمى الخليل أواها لانه كان اذا سمع بذكر النار قال اواه من النار وكان يقول يوشك ان ان تروا جهال الناس يتباهون بالعلم ويتغايرون على التقدم به عند الامراء كما يتقاير النساء على الرجال فذلك حظهم من عملهم * وكان يقول صلاة بعد صلاة ليس بينهما لغو كتاب فى عليين وكان رضى الله عنه يقول لا يذهب ألم الموت عن الميت ما دام فى قبره 0 توفى رضى الله فى خلافة عثمان رضى الله تعالى عنهما *
5 – يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية

على باشا مبارك صاحب الموسوعة الشهيرة الخطط التوفيقية فى خطط مصر بأكملها والتى دونت فى حوالى 20 جزء والتى طبعت بمطابع بولاق بمصر بأمر ولى النعم محمد توفيق باشا وهو المولع بحب آل البيت عليهم أفضل السلام والصلاة فيها والاقبال بهمته على عمارتها فكان مولع بحب مولانا الامام الشافعى رضى الله عنه والسيدة زينب عليها السلام بنت سيد الانام على رضى الله عنه وكرم الله وجه والذى أشاد بمقامها الرفيع فى عهد الحضرة الفخرية الخديوية التوفيقية وذلك فى عام 1306هـ
# *** فيقول فى الجزء 3 ص 96 يقول
بشارع الناصرية يوجد زاوية تعرف بزاوية الكومى على الخيج بالقرب من المشهد الزينبى عرفت باسم الشيخ ابراهيم الكومى المدفون بها يعلو قبره قبة صغيرة وشعائرها مقامة من ريع اوقافها بنظر رجل يدعى الشيخ ابراهيم حسن البيومى * وبه ضريح يعرف بين الناس بضريح كعب الآحبار وآخر يعرف بالشيخ الزفيتى *
#*( هذا ما أسطعت أن أجمعه )


صورة

صورة

صورة

صورة


صورة

صورة


ثم عبد ذلك ندخل إلى منطقة درب الجماميز وكنا نعيش بها ويعيش السابة حسن قاسم فى هذه المنطقة قبل تعديلها الآن فنجد عدة مقامات ليس لها أى سيرة فمنهم
سيدى احمد عوض





صورة


صورة


صورة
[size=200][color=#376F00]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط