موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسين )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 5:04 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

مناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة للإمام الحسين عليه السلام لمصر

لحسن قاسم ( قدس الله سره وجعله فى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا



هى القصة الخالدة والذكرى الباقية



التى تمثل سلسلة وقائع تاريخية ، حول مأساة الحسين بن على سبط المصطفى صلى الله عليه وسلم وريحانته .
وقد جمعت بين دفتيها تاريخا قيما وبحثا تحليليا مستفيضا فى عناصر هذه القضية – ومعالجة الأسباب التى افيضت إلى تلك الفاجعة والنتائح التى تسببت عنها وتمحص تمحيصا دقيقا فى رأس الحسين واستقراره بالمشهد القاهرى – وما نسب إلى الحسين من المشاهد فى سائر الممالك الإسلامية – ومشهد كربلاء وما إلى ذلك من التحقيقات المتوافرة البحث – بصور شيقة فى أسلوب طلى جذاب .



تقدير وإعجـــــــــــــــــــــاب



بالأستاذ المؤرخ البحاثة حسن أفندى قاسم (1) وموقفه التاريخى المشرف مع أدعياء التاريخ بقلم فضيلة الأستاذ الأديب الشيخ سليمان الوكيل (2) تمخضت الأيام عن لدات أدعياء أغرقوا بين الورى وارجفوا وتجولوا فى إثارة مزاعمهم وطوفوا ، وظلوا طيلة أيامهم يهرفون بما لم يعرفوا ، ساروا على سنن المؤريخين فتنكبت بهم السبل والتوت عليهم الجادة – ولم يأخذوا من قبس التاريخ الصحيح ما ينير لهم النهج ويسهل عليهم سبيل دعايتهم – ومع هذا فلم يشعروا بقصور زرعهم وضيق حظيرتهم فساروا جادين فى دعايتهم واهمين – أن سيكون لهم بعد ذلك نصيب من الذكرى فاقترفوا ما يذهب بذكراهم ، واجترحوا ما يشوه جمال الصيت وحسن الأحدوثة – وهل هناك أشد عدوانا وأعظم اقترافا – ممن يتعدى على أولياء الله المقربين فى أجداثهم وآل المصطفى صلى الله عليه وسلم فى برازخهم ويثير عثير الأوهام والأراجيف فى عيون المسلمين الذين أشتربت نفوسهم حب أولياءه تعالى الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه –


------------------------------------------------------------------------------
(1) كلمة أفندى : كلمة تركية معناها السيد وكانت تطلق على أفراد البيت العثمانى وعلى كبار العلماء
(2) سليمان الوكيل : محرر وسكرتير بمجلة هدى الإسلام حصل على العاالمية الأزهرية وهو من علماء الأزهر
-------------------------------------------------------------------------------


فمن قائل إن السيدة زينب رضى الله عنها ليست بالمقام القاهرى ومن قائل إن رأس الحسين رضى الله عنه ليس بالمقام الحسينى ومن قائل ... ومن قائل .... هذا... وذاك ....و....و...و

وليس كل كـــــــــــلام جاء معتبرا إلا كــلاما له حــــظ من النظــــر



ويعدون زيارة الأولياء فى قبورهم ضربا من السخرية وينتقمون ممن يتيمن بهم ويحسن ظنه فيهم – وما نقموا منهم إلا الأيمان الوثيق واليقين القوى – الذى لا مجال للنشر والغواية فيه .
ولعمرى ان الانسانية المعذبة لتئن فى شخصية هؤلاء الأباحيين الذين كلفوا بالمجون والفوا الأباحية ، ألم يقرع أذانهم ما جاء فى الحديث القدسى ( من آذى لى وليا فقد آذنته بالحرب ) وهذا من المواضع المعدودة التى أذن الله فيها بالحرب – ومن حاربه الله فقد قهره .

أليس من إيذاء الأولياء أيها القوم أن تتقولوا عليهم فى تاريخهم ما لا تدل عليهم أثاره من علم ، أو شاهد موثوق به وهذا من كتاب – وكذلك شأن الزمان القلب – وحال الدهر الحول يتمخص كل حين عن عجائب – ويلد كل وقت من غرائب – قد قصر هؤلاء القوم جهودهم ووقفوا هممهم على مالا يعنيهم وكأنهم حسبوا أن فى الخروج عن المألوف نباهة ذكر وحسن أحدوثة – كذلك :

يقضى على المرء فى أيام محنته
حتى يرى حسنـــــــا ماليس بالحسن



هذا ولقد عنى بالرد على هؤلاء الأدعياء كثير ممن يدأبون على التاريخ ويمتون إليه بصلة إلا أن ذلك لم يكسر من غائلتهم ولم يطفىء من ثائرتهم ولم يكبح من جماجهم واستمروا فى جموحهم ولم يرعووا عن هذه الدعاية الكاذبة

إن ( الزرازير ) لما قام قائمها
توهمت أنها صارت شواهينــــــا



ولم تزل هذه ( الزرازير ) مستقرة فى عشها تدرج فى وكناتها – حتى أرسل الله عليها من الطيور المحلقة هذا ( الأجدل الأخيل ) فخرق عشها بخوافيه ومقادمه ، وهاجها من مكنهــــا هذا هو الأستاذ المؤرخ النقابة البحاثة ( حسن أفندى قاسم ) ذلك الذى يعرفه الناس بأخلاقة الدمثة – وشمائله الطيبة وكفايته ومقدرته التاريخية – ومبادئه الدينية قيضه الله للحق فأحقه ولباطل فأبطله ولن يعدم الحق من نصير .

إن الخلق الحقيقــــة علقمــــأ
لم يخل من أهل الحقيقــة جيـــــــلا



طلع عليهم ذلك الأستاذ النابة فى هدوء وسكينة كعهد نابه محدثا ومناقشا وكاتبا وصامتا – طلع عليهم فأدلى لهم وللناس بحججه الموافقة ، وأغدق عليهم سيلا من البراهين التاريخية ، التى ارتشفها من كل نبع صاف ومعين ضاف فوقفوا أمام هذا المدد الالهى مغلولى الأيدى صاغرين لم يحوروا جوابا وذهلوا عن موقفهم ، واغمدوا ألسنتهم – ومن يطاول الجوزاء فى سماوتها ، وإنها لتجل عن يد المتناول .

ولم يكتف الأستاذ – وفقه الله – بهذه الأغارة الذريعة وهذا النصر المبين ولم يقل – حسبى أن ظهرت على خصمى حين الظهيرة – والناس شهور والعيون محدقة بصيرة – لم يكتف بهذا – بل ضاعف من مجهوده وجمع نفثات قامه وشذرات بحثه التى نشرها للناس عضيضة طريفة ، ونظمها عقود منسقة – جعلها كتبا تتناولها الأيدى ، إيثار للنفع حسبة لله سبحانه – ومن مؤلفاته هذه كتاب ( المزارات المصرية ) و(مشهد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها ) – وهذا الكتاب حين أظهره وأخرجه للناس أثلج صدورا ، واقر عيونا ، كانت تطمح لمثله وهز أريحية النفوس إليه فنال منها عجبا وإعجابا وقبولا وإقبال – ولازالت النفوس مشغوفة به ، والأيدى مبسوطة إلى تناوله حتى نفد مع كثرته وها قد طلب اليوم فى إلحاح شديد من الأستاذ مؤلفه أن يعيد طبعه فلم يسعه إلا أن لى من غير ريث وكذلك عهدنا به يهز عصنه للنداء – وأنه يعد القراء قريبا – ووعده الحق بانتظار هذا السفر الخالد وسيزه إليهم فى برد موشى – وطبع مصقول محكم يليق مع إحكامه ومنعته – ومن مؤلفاته التى هى فى اهبة الطبع وأزمع إخراجها للاس قريبا ( تاريخ الأمام الجزولى ) ونسبه وهو تايخ حافل يفيض مجدا وفخارا : ومعرفة الناس به تكفينا مؤونة الاطراء والأطناب وتاريخ الجامعة الأزهرية والجامعات الاسلامية وهو كتاب نفيس فى بحث مستفيض يحدث عن غابر هذه الجامعات الاسلامية الكبرى وحاضرها من الناحية العلمية والأثرية – وسيبذل فى ذلك مجهودا واسعا ويعنى به عناية موفورة ، تحقيقا لرغبة حضرة صاحب الفضيلة مولانا الاستاذ الأكبر الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى شيخ الجامع الآزهر – وهذا كتابه ( مصرع الحسين ) خلاصة بحث وتنقيب يميط اللثام عن حقائق تاريخية مع أسباب واستفاضة فى الأسباب التى أفيضت الى تلك الفاجعة ويثبت ببراهين قاطعة أن رأسه الشريف بهذا المشهد الحسينى القاهرى ويبطل مزاعم هؤلاء المرجفين .

ونحن الأزهريين – مع الأعجا ب والتقدير – نرى لزاما علينا وعلى الناس أن نرمق هذا الأستاذ المؤرخ بعين التجلة والاكبار ونشجعه بكل أنواع التشجيع حتى يمضى جادا فى نهضته ن مستمرا فى وثوبه ، ونزنه بقسطاس الكرامة

وما ضاع بين الله والناس عامل
له فى التقى أو فى المحامد سوق

(( سليمان الوكيل الأزهرى ))




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
يا حبيبنا وسيدنا مولانا الإمام الحسين يا لؤلؤة التاج لا حرمنا الله منكم أبدا يا صاحب مصر

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7973
خلف الظلال كتب:
يا حبيبنا وسيدنا مولانا الإمام الحسين يا لؤلؤة التاج لا حرمنا الله منكم أبدا يا صاحب مصر

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:44 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599

الليلة الختامية الثلاثاء القادم إن شاء الله

وكل عام وأنتم بخير

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:45 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
msobieh كتب:

الليلة الختامية الثلاثاء القادم إن شاء الله

وكل عام وأنتم بخير

وحضرتك بكل خير وسلام وأمان

مدد يا أمير المؤمنين

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
msobieh كتب:

الليلة الختامية الثلاثاء القادم إن شاء الله

وكل عام وأنتم بخير


وحضرتك بالف خير وسعادة وصحة وعافية وحفظ وسلامة يارب

لاحرمنا الله من حضرتك ابدا ابدا يارب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
msobieh كتب:

الليلة الختامية الثلاثاء القادم إن شاء الله

وكل عام وأنتم بخير

وحضرتك بألف خير وصحة وعافية وأحبتكم مولانا الكريم

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 8:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7477
وحضرتك بألف ألف خير سيدي الشريف.. ومدد يا ولي النعم

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 03, 2023 9:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

يااااامدد ياسيدنا الحسين يااامدد.

وكل عام وأنتم يامولانا فضيلة الدكتور محمود بألف ألف ألف خير وسلام وأمن وأمان.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 04, 2023 10:20 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


**( أستشهاد الإمام الحسين )**

عليه السلام


ويالهف الأفئدة حين تسمع مصرع الحسين أو تقرؤه – وكيف لا تتمزق لفائف القلوب هلعا وجزعا من مصرع الحسين :- صرع الحسين وصرع قبله عمر وعثمان وعلى – رضى الله عنهم – فكان مصرعهم كوخز السنان على الجنان – وكلما نشرنا صفحة الماضى المطلوبة ، واسترجعنا هذه المآسى التاريخية يندلع لهيب فى قرارة القلوب – ولكن مصرع الحسين وحده أشد من ذلك وقعا – وهو سلسلة من الفجائع متصلة ريعت لهولها القلوب البشرية – وانفطرت لأجلها ع – على مختلف الأديان والنحل .

وأنا إن أذكر فأذكرها مستشرقا انجليزيا غال الحمام أعز أولاده لديه فلم يبلغ به جزعه على ولده وهو فلذة كبده وثمرة فؤاده – مثل ما بلغ به فى مصرع الحسين فكان يقول - لا أستطيع صبرا ولا أملك شعورى حين فراءة مصرع الحسين دون أن أسح الدمع مدرارا –

فياويح هذه الأيدى الأثيمة التى تطاولت على دوحة المجد والفخار ، فاجتثتها وجرأت على الغصن الوارف فهصرته : ليس إلا لموجدة فى النفوس أشعلها حب الجاه والمنصب والمال – ولقد كان الحسين رضى الله عنه يتوقع هذه المغبة السيئة فى كل مرحلة من مراحل سفره – وكانت قرائن الأحوال تؤذن بهذه الأهوال . ولكنه مع هذا كان يظن لرفعة شأنه وسمو مكانته فى النفوس أن الأيدى الآثمة تقصر عن الامتداد إليه والنيل منه ........

وأعجب منى كيف أخطىء دائما
على أنني من أعرف الناس بالناس



ولقد قال له الفرذدق (1) حين سأله رأيه ( إن قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية ) وحذره ونصح له – وكذلك حذره ابن عباس وقال له ( أقم بهذا البلد فانك سيد الحجاز فان كا أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم اقدم عليهم ) وحذره كثيرون فلم يصخ لنصائحهم وأبى سوء إلا ان يمضى ما اعتزم عليه حتى قضى الله أمرا كان مفعولا . . .

فى الموت ما أعيى وفى أسبابه
كل امرئ رهن بطى كتابه

*************
لو حمام الفتى باية أرض
سيق طوعا إليه يبغى مرامـ

ا


---------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الفرذدق : 38هـ - 110هـ ( 658م – 728 م ) شاعر من العصر الأموى وأسمه همام بن غالب بن صعصعة الدرامى وكنيته أبو فراس وسمى بالفرذدق ولد فى كاظمية مدينة من مدن العراق لبنى تميم أشتهر باشعر والمدح والهجاء ويقول أهل اللغة ( لولا شعر الفرذدق لذهب ثلث العربية )
---------------------------------------------------------------------------------------------------------


ولقد كان من جزاء تكالب قوم يزيد على حب المال وعدم قبول الحسين نصيحة المخلصين له ( كابن عباس وغيره ) وكان ذلك قدرا مقدورا ، كان من جراء ذلك ومن تخاذل أنصاره وعدم أهبته ، وتآلف جنوده هذه الفجيعة المؤلمة – وأية فجيعة وأى رزء كمصرع الحسين الذى قال جده فيه . ( حسين منى ، وأنا من حسين يؤذينى ما يؤذيه ) صلى الله عليه وآله وصحبه وتابعيه ..


( سليمان الوكيل )
الأزهرى




بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

رَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

حمدا لمن خلق نور آل البيت من نور عظمته ، وشرفهم على سائر بريته .

والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد جدهم المصطفى ، أجل كل منتخب ومصطفى ، ورضى الله تبارك وتعالى عن صحابة رسول الله أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين لهم بأحسان إلى يوم الدين .

مقدمة

سيرة الحسين (1)



من أجل السير وأشرفها ، لما فيها من وجدان صادق وعاطفة فياضة واحساس عميق ، وشعور شريف . وتاريخ حافل وماضى مجيد فهى سلسلة حوادث تاريخية تمثل أنموذجا من الفضائل وجلائل العظات والعبر . مثلها رجل الشهامة . حسين الذكرى والتاريخ فجدير بكل مسلم أن يعرف من هو الحسين وما هى أسباب حركته ونهضته ليقف على آثارها وذكرياتها ونتائجها وما خلدته فى نفوس دعاة الاصلاح وحماة العدل .

ومما هو جدير بالذكر ان نعلم يقينا أن الحسين ما قام فى وجوه هؤلاء القوم لمجرد طلب الخلافة التى هو بها جدير بل قام لاحياء سنة جده صلى الله عليه وىله وصحبه وسلم التى ماتت او كادت أن تموت خلال استيلاء الحزب اليزيدى على أريكة العرش وتقلده زمام الحكم

---------------------------------------------------------------------------------------------
(1) ولد الحسين عليه السلام فى المدينة يوم الجمعة مساء ليلة السبت 5 شعبان سنة 4هـ . 11 يناير سنة 626 م . ( واستشهد بعد ظهر يوم الأربعاء 10 محرم سنة 61هـ . 11 أكتوبر سنة 680م .)

---------------------------------------------------------------------------------------------


ولو قدر للحسين أن يتولى الخلافة ولم ينازعه فيها يزيد ألمر الذى ترتب عليه قتل مولانا الحسين وسفك دماء الأبرياء . لكان الاسلام أعز شأنا وأرفع قدرا وأقوى سطوة وأجل مكانة .

إذ من نتائح تلك المأساة الدامية ذويع الفوضى بين جموع المسلمين فى مشارق الأرض بطولها والعرض . مما ترتب عليه انحلال روابط هيئتهم الاجتماعية والسياسية انحلالا مازلنا نشعر به ومازال دعاة إصلاحنا يعالجون طرقه ويقومون ما اعوج من سبيله .


فهذا هو الحسين رجل الشهامة حقا . وهذه سيرته ونتيجة محنته .

وهذا ما حملنى على إخراج هذا الآثر فى ذلك الحجم ليسهل تناوله لكيلا تهمل ذكرى هذا المصلح العظيم .

وقد طالعت من تآليف بعض معاصرينا التى تدور حول هذا المعنى .

تاريخ الحسين لعلى جلال بك الحسينى وهو موسوعة تاريخية تخللت كثيرا من الوقائع التىلها أهميتها بنوع من الأفاضة .

ومحتصر نهضة (1) الحسين للسيد هبة الدين الحسينى وقد اختصرتها بعض الاختصار لأسلوبها الممتاز الذى انفرد به كاتبها الفذ .

ثم أضيفت الى ذلك ما لم يضم بين دفتى ذلك السفر مما استدعاه البحث .

واستقين ذلك من مصادر أخرى مما طالعته قديما من تواريخ الأقدمين كمقاتل الطالبيين لأبى الفرج الأصبهانى مؤلف كتاب (2) ( الأغانى ) وغيره والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق .

ولى قبل ذلك كلمة شكر أرفعها إلى السيد أمين عبد الرحمن صاحب مجلة الألام الغراء لرغبته فى نشر هذا الأثر القيم الخالد . فشكرا لهمته ، وفقنا الله جميعا لخدمة الاسلام والمسلمين [color=#8F0000]
.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------
(2) هبة الدين الحسينى : هو هبة الدين الحسينى الشهرستانى وهو الإمام المصلح ولد فى سامرا سنة 1884م وصاحب كتاب بهضة الحسين عليه السلام
(3) أبو فرج الأصبهانى : هو أبو فرج على بن الحسين القرشى الأصبهانى يرجع نسبه لبنى أمية 284هـ 897 م ولد بأصبهانى بغدادى المنشأ وهو صاحب كتاب الأغانى وهو من أهم كتب الأدب العربى وقد وصفه ابن العربى بأنه جليل القدر وكثير العلم لم يؤلف مثله وأصبهان مدينة يغيران تقع وسط هضبة ايران ويبعد عن العاصمة ب 340 ك شمال طهران وقد فتحت فى عهد عمر بن الخطاب رضىى الله عنه سنة 19 هـ
---------------------------------------------------------------------------------------------------

[/color]
حسن قـــــــاسم
23 ربيع الثانى سنة 1352هـ
القاهرة فى يوم الثلاثاء 15 أغسطس 1933م




1 - الحسين (1)



هو السيد الزكى الإمام أبو عبد الله الحسين رضى الله عنه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين على كرم الله وجهه – جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومجالس الأعمال من علو الهمة ومنتهى الشجاعة وأقصى غاية الجود وأسرار العلم وفصاحة اللسان والعفاف والمروءة والورع – واختص بسلامة الفطرة وجمال الخلقة ورجاحة العقل وقوة الجسم وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير كالصلاة والصوم والحج والجهاد فى سبيل الله والإحسان إلى غير ذلك من ضروب الفضائل فهو علم المهتدين ونور الأرض أفاد بعلمه – وارشد بعمله – وهذب بكريم أخلاقه – وادب ببليغ بيانه وقد ورد فى فضائله آثار وأخبار عن جده الصادق الأمين – تصدى لجمعها جماهير علماء الأمة غابرها وحاضرها كالإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وغيره – وقد جمع بعض أئمة الحديث من معاصرينا وهو الأستاذ أحمد الصديق الحسنى أمتع الله بأنفاسه – رسالة فى فضائل الحسين وآل البيت عليهم السلام كان قد أملاها فى بعض مجالسه بالمشهد الحسينى بالقاهرة .

وأخبرج الطبرنى (2) وابن عساكر(3) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا آخبركم بخير الناس جدا ودة – ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة – ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة – ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما (الحسن والحسين) جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله – وأوبهما على بن أبى طالب وعمهما جعفر بن أبى طالب وخالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله وجدهما فى الجنة وأبوهما فى الجنة وأمهما فى الجنة وعمهما فى الجنة وخالتهما فى الجنة وهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة

**(( اللهم إنا نحبهما ونحب من يحبهما ))**


[color=#7F0000]

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) ولد الحسين فى المدينة المنورة فى الرابعة من الهجرة وبشر به جده صلى الله عليه وسلم فتلقاه فرحا مسرورا بمولده أسماه حسينا كما سمى اخاه من قبل حسنا فكان العرب لا يعرفون من قبل هذه الأسماء .

(2) الطبرى : ولد عام 224هـ وتوفى عام 310 ولد بأمل – طبرستان وهى ولاية من ايران تقع على بحر قزوين وهو محمد بن جزير بن يزيد ين كثيرر نب غالب الشهير بالطبرى وهو مفسر وعالم وفقيه صاحب أكبر كتابين فى التفسير والتاريخ ( تفسير الطبرى وتاريخ الأمم والملوك ) قال عنه الإمام النووى أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مث تفسير الطبرى وقال عنه السيوطى كتابه أجل الكتب والتفسير أعظمها .

(3) أبن عساكر ك عالم ومؤرخ سورى وهو أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقى ولد فى عرة المحرم 449 هـ 1105 م وتوفى بدمشق 571هـ 1176م
وروى التىمذى عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسين منى وأنا من حسين – حسين سبط من الأسباط ) عن جابر بن عبد الله أنه رأى الحسنين على ظهر جدهما فنظر إليهما وقال نهم الجمل جملكم فقال عليه الصلاة والسلام نعما الراكبان هما – وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت : أقبلت فاطمة رضى الله عنها تسعى إلى أبيها صلى الله عليه وسلم فرحب بها وقال لها اين ابن عمك وابنى حسن وحسين فعادت إلى البيت لتقول لعلى رضى الله عنه أجب رسول الله أنت وأبنائك فأقبل على ومعه الحسن والحسين وجاءت فاطمة فأجلس الرسول الحسنين على فخدية وجلس هو بين على وفاطمة وأرضى على الجميع سترا وقد نزل قول الله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )*
وبشر الملائكة عن رب العزة بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وإن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين *

وفى تيسير الوصول لابن الديبع ص 85 ج 3 وعن أنس رضى الله عنه قال سئل النبى صلى الله عليه وسلم أى أهل بيتك أحب غليك قال ( الحسن والحسين ) وكان يضمهما ويشمهما ( اخرجه الترمذى )

والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن حصائها .
--------------------------------------------------------------------------------------------

[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 04, 2023 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



مبادى قضية الحسين عليه السلام



كل الذين دونوا قضية الحسين عليه السلام أخذوا سلسلتها من أوساطها – أى من حين البيعة ليزيد (1) فى حين أنها تبتدىء من عهد أبى سفيان (2) وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - إن لم نقل من قبل ، من عهد هاشم وعبد شمس فإن أبا سفيان ( جد يزيد ) إذ رأى سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ( جدد الحسين ) رضى الله عنه قد نهض فى مكة سنة 610 م .
يدعو العرب إلى توحيد المعبود والاتحاد فى طاعته حسب أنه سيهدم مجد عبد شمس ويبنى لبنى هاشم بيت مجد مرصوص الأساس ويعم ظله الظليل عامة الناس فأندفع بكل قواه إلى معارضته ففعل ما فعل فى مقاومته النبى صلى الله عليه وسلم حتى كان ما كان بأيام ( بدر وأحد ) وهما مثالان للحق والباطل وأمر سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم يقوى أنتشاره ومناره حتى رمى حزب آل سفيان أخر نبلة من كنانته


ولم يفلح وذلك أن الله سبحانه وتعالى فتح لنبيه مكة فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا ، وإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ... أنتهت الحركة السفيانية ... ولكن فى الظاهر...............

فهذا مبدا القضية الحسينية والتاريخ يعيد نفسه ..

بعد ذلك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاقبت الحوادث كالليل والنهار والحزب السفيانى يعمل فى إرجاع سلطانه ولكن تحت الستار حتى إذا ما تمت البيعة ليزيد . كان قلب الحسين دفترا ملؤه المؤلمات ولابد وأن تكون هذه الموجدات فى الحسين وهو لم يكن بالذى يقيم على الضيم ، وهنا جرى بنا أن ندرس حالة الحسين ذلك المتفانى فى حب آله ، ماذا يجرى على قلبه بعد زوال ذلك الشبح الرهيب الذى مضة ساجدا لربه ، ورؤيته أحشاه شقيقه الحسن ، وانتهاك حرمة شريعة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

كيف يبايع يزيد ؟


غريب والله أن يزيد يريد التقمص لخلافة النبى محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث لتكميل مكارم الأخلاق وذلك فى حياة الحسين ابن ذاك النبى وحبيبه فيزيد يعلم نفسية الحسين ويعلم أن صدره أصبح بركانا قريب الانفجار ومع ذلك لا يقنغ بسكونه بل يريد منه فوق ذلك كله أن يعترف له بالخلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهل ذاك إلا ضربا من المحال .

إن أعتراف الحسين بخلافة يزيد عبارة عن أن الحسين ليس بالحسين إذ أن قبوله البيعة ليزيد فيه بيع كل مجده وكل شعور شريف للعرب وكل حق للمسلمين وكل آمال لقومه أفيبيعها جمعياء برضاء يزيد عنه ؟ هذا محال على الحسين عليه السلام ، بل وعلى كل أبطال الفضائل ، وبعبارة أخرى اعترافه بتساوى الفضيلة بالرزيلة ، واسواء العدل والظلم واتحاد الحق والباطل وتماثل النور والظلام ، وإن العلم والجهل مستويان وإن الخفيف والثقيل سيان فى الميزان فهل يسوغ بعد هذا كله سكوت الحسين عن يزيد وسكونه ! كلا ... ثم ....كلا ..

وقد يزعم البسطاء أن الحسين لو استعمل التقية وصافح يزيد لا تقى ببيعته شره ، ونجا من مكره وصان حرمته وحفظ مهجته ولكن ذلك وهم بعيد فان يزيد المتجاهر لا يقاس بمعاوية المتحفظ فبيعة مثل الحسين لمثل يزيد غير جائزة بظاهر الشريعة ولذلك تخلف عن بيعته سعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن أبى بكر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وأنكروا على معاوية (3) استخلاف يزيد حتى فارقوا الحياة

---------------------------------------------------------------------------------------------

(1) هو يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ولد بالماطرون 25هـ - 64 هـ ( 645م – 683م ) نشأ بدمشق هو ابن معاوية ثانى خلفاء بنى أمية حكم لمدة أربع سنوات سادس خلفاء المسلمين توفى بمرض الطاعون

(2) ابا سفيان : هو أبى سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ولد بمكة قبل عام الفيل بعشرة سنين اسلم يوم فتح مكة وهو والد أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم شهد أبو سفيان الطائف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفقعت عيناه يؤمئذ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما أحب إليك عين فى الجنة أو أدعوا الله أن يرد عليك عينك فقال : بل عين فى الجنة )

(3) معاوية ك هو معاوية بن صخر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى المعروف بمعاوية بن أبى سفيان أول خلفاء الدولة الأموية وكان واليا على الشام فى زمن خلافة عثمان بن عفان وبعد مقتل عثمان بن عفان ولى على بن أبى طالب الخلافة فحاربه معاوية على أن قتل على من قبل أبن ملجم .
-------------------------------------------------------------------------------------------


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 05, 2023 5:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

والحسين أولى بهذا الامتناع والإنكار ومع هذا فهو يعلـم ( بايع أو لم يبايع ) أن خصومه منطوون على نية التشفى من قتله وقد صرح فى مواطن عديدة بأنهم غير تاركيه ولو كان فى حجر ضب وأنهم لا يدعونه حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفه وأكذ ابن زياد نية التشفى من قتله فى كتابه لأبن سعد حيث قال له : حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالقى الزكى عثمان بن عان رضى الله عنه وأعلن يزيد بقصده الانتقام منه فى شعره :

لست من خند ف إن لم انتقم
من بنى أحمد ما كــان فعـــل



إذن ، فالحسين وجد نفسه مقتولا إذا لم يبايع ، ومقتولا إذا بايع ، لكنه إن بايع اشترى مع قتله قتل مجده وقتل آثار جده أما إذا لم يبايع فإنما هى قتلة واحدة تحيى بها الأمة .

هجرة الحسين من حرم جده



لم يجد الحسين بدا سوى الهجرة سرا إلى حرم الله ومنه إلى اليمن وقد علم الوليد(1) ( والى المدينة ليزيد ) أن الحسين رجل الصدق والثبات فلا يعدل عن كلمته وقد أعياه أخذ الحسين تارة بالسياسة واللين وطورا التهديد والوعيد ، على أن يسترق لسانه بقبول البيعة ( ولو سرا ) فعبثا حاول . بعد ذلك سار الحسين من حرم جده صلى الله عليه وسلم ولم يقتصر فى الوداع على قبره الطاهر إذ المسافر يوادع من وطنه المحبوب كما وقع نظره عليه من أصحاب وأحباب وغيرهما حتى الماء والتراب أما الحسين فكان يودع البقاع والربوع وداع من لا يأمل فى الرجوع .

------------------------------------------------------------------------------
(1) الوليد : هو الوليد بن عتبة بن أبى سفيان حكم المدينة مرتين الأولى : فى ذى القعدة سنة 57هـ والثانية سنة 61هـ
-----------------------------------------------------------------------------

الحسين فى مكة أعزها الله



خرج الحسين سائا فى المنهج الأكبر ، فقيل له لو تنكبت الطريق لئلا يلحقك الطلب – فقال لا والله – لا أفارق الطريق الأقوم حتى يقضى الله ما هو قاض ونزل مكة يوم يوم الجمعة خامس شعبان سنة 61هـ ( 12 مايو سنة 679م ) وهو يتلــــو ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل )

فما اشبه هجرة الحسين بأهله من المدينة إلى مكة بهجرة جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله من مكة إلى المدينة وبواعث الهجرتين سيان وبين اليومين نحو ستين عاما . حل الحسين بأم القرى فانتشر الخبر حتى صار حديث كل اثنين يجتمعان .

س – ما وراءك ؟

ج - هاجر الحسين من مدينة جده

س – لماذا
؟
ج - لأن يزيد قصد إرغامه على مبايعته نعم – نعم ما صنع الحسين – فانه لو بايع يزيد فعلى الوفاء العفاء إذن ماذ ترى أن يكون ؟

ليس سوى اجتماع المسلمين حوله ونصبه خليفة كأبيهعلى – ليحيى بعلمه معالم دين جده ويدفعبغيرته الهاشمية عن مصالح المسلمين وينفذ بقوة إيمانه العلوى أحكام القرآن النازل فى بيته . هذه وأمثالها كانت أحاديث أكثر المجامع يومئذ فى الحجاز وفى سائر الأقطار – فتواترت الكتب والرسل على الحسين واختلفت إليه جموع الإسلام فمن مشير عليه بالذهاب إلى اليمن ومن مشير عليه بالمسير إلى العراق فأختار الحسين الكوفة بع أن أستخار الله سبحانه وتعالى –وأوفد إلى العراق ليت بنى عقيل ( مسلما بن عمه ) وكان مسلم كبقية آل على رجل صدق والصفاء ومثال الشجاعة والإيمان فقام لأمر صهره وسيده الحسين وما قدم الكوفة حتى التفت حوله جماهير الرؤساء لأخذ يمينه ومبايعته نيابة عن الحسين – فكتب مسلم إلى الحسين يخبره بإقبال أهل (1) الكوفة عليه خاصتهم وعامتهم وإنهم نادمون على مافرطوا فى جانب أهل البيت الهاشمى طالبون قدوم الحسين إلى العراق ليجدوا على يدية معالم أسلافه


---------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الكوفة : مدينة عراقية تقع فى محافظة النجف على جانب الفرات وتبعد 170ك جنوب بغداد و10 ك شمال شرق النجف أسسها سعد بن أبى وقاص سنة 17هـ ( 638 م ) بأمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
---------------------------------------------------------------------------------------------



بنو أمية (1) والخطر الحسينى



أخذت قضية الحسين تحرك العزائم وتنبه المشاعر فى الدوائر الأموية وساد القلق بين حلفائهم واوليائهم وهم عالمون أن حسينا يضرب على ايدى الجائرين ولا يولى جائرا أمر المسلمين فغدت رجال الدولة اليزيدية ألسنة وعيونا وأقلاما وسيوفا ضد الحركة الحسينية لاسيما فى مناطق الحجاز والعراق واستفزوا قبل كل شىء حكومة الشام والهيئة المركزية بالتأهب للخطر الهاشمى فكتب عمر بن سعد واضرابه إلى يزيد : أما بعد – فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته أهلها للحسين قان لم يكن لك فيها حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك فان النعمان بن بشير(2) ( والى الكوفة ) رجل ضعيف ثم أفصحوا له عن أخطار الحركة الحسينية لاسيما إذا رسخت أقدام الحسين فى أرض العراق وهى مفتاح الشرق الأدنى وباب الشرق الأوسط وأهلها جميعا شعية على غرو أن أنوار الحسين تشع مبادئها فى ربوع إيران

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) بنو أمية : الأمويون أولى السلالات الإسلامية من الخلفاء حكمت ما بين 661 – 750 م وينتسب الأمويون غلى جدهم أمين من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم – مؤسس سلالة معاوية بن أبى سفيان – كان واليا على الشام من قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
(2) النعمان بن بشير : هو النعمان بن بشير والى الكوفة بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله فقد كان أول مولود فى الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر وأول مولود ولد بالمدينة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فأتت به أمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة فقتل سنة 65هـ على يد خالد بن لخى الكلاعى
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ويكون له هناك أنصار وأى أنصار – فلما وصلت الكتب إلى يزيد استشار(1) سرجون مولى أبيه فأشار عليه باستعمال الطاغية ابن مرجانة ( عبيد الله بن زياد 2) على العراق .

----------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) سرجون : هو سرجون بن منصور من نصارى أهل الشام وقد أتخذخ معاوية مستشارا له فى أمر الكوفة وقد اشار على يزيد بتعين عبيد الله بن زياد والى على الكوفة للقضاء على نهضة مسلمة بن عقيل .

(2) ابن مرجانة : هو بن زياد ابن مرجانة نسبة إلى أمه مرجانة وكانت جارية بغى من المجوس وهو نسبة غير معروف وهو الذى أمر بقتل مسلم بن عقيل سفير الحسين وهو عبيد الله بن زياد أمير العراق ولى البصرة ويسمى بن زياد وبعد مقتل الحسين لما دخلوا عليه سبايا أهل البيت دار الإمارة بالكوفة خاطبته السيد زينب عليها السلام بكلمة يا أبن مرجانة إشارة على نسبه الوضيع وفحا له – قتل عام 60 هـ فى أحدى المعرك وأخذ رأسه على سيدنا محمد بن الحنفية رضى الله عنه بن مولانا الحسين عليه السلام

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

آثار البيعة الحسينية

شاعت مبايعة العراق للحسين ففرح أولياؤه وتفاءلوا من ذلك بعود الحق إلى أهله لكن خاصة الحسين عليه السلام أخذوا بحذرونه المسير إلى الكوفة خوفا مما يترقب وقوعه فأبى الحسين عليه السلام إلا المسير فسامر والقلوب ترعاه وتشايعه وبينما موكب الحسين عليه السلام يسر فى بطون الفيافى والمقاوز وحوله أهله كالهالة حول القمر وافاه ناعى ابن عمه مسلم (1) وهو عميد بيته فلم يتحول عن نيته ولا غير خطته ول يبد من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع وأخفى كل حزنه فى أعماق قلبه لأن العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم فإن بدت لائحة الحزن عليه أدخلعلى أهله ضروب الوهم والارتباك فمضى فى سبيله لتحقيق آماله .

-------------------------------------------------------------------
(1) كان مقتل مسلم يوم الأربعاء على ما قيل والأصح يوم الأثنين لتسع مضيت من ذى الحجة سنة 60 هـ موافق 11 سبتمبر 680 م وقبله بيوم قتل هانىء بن عروة المرادى وكلاهما مدفون بالمشهد العلوى بالنجف فى الجانب الأيسر من المسجد .
-------------------------------------------------------------------




الحسين فى الكوفة



حل الحسين الكوفة وقد خضعت لدهاء ابن زياد بعد مقتل مسلم وانقادت إليه وموكبه أحياؤها ورؤساؤها هذا (والحر) يساير الإمام فيسلك بركبه وموكبه سبيلا وسطا كى يخرجه عن حدود القوم ( فلما ) عل اين زياد بدخول الحسين عليه السلام الكوفة وعبوره الفرات أرسل كتابه إليه فقرأه الحر عليه ( فلما سمعه الحسين سأل عن أسم تلك الأرض التى هو فيها فقيل كربلاء(1) فقال نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له العقر – فقال نعوذ بالله من العقر – ثم أرسل القوم رسلهم لمحاربة الحسين ومن معه فنظر فإذا هو فى بقعة جرداء بعيدة عن الماء وقد صار معسكره مثلث الزاوية يقابله جيش الحر فى الغاضريات وجيش ابن سعد فى نينوى علم الحسين أنه محصور وأنه مقتولا لا محالة فقضى عليه شعور التضحية أن يستميت وإذا كان الموت ضرية لازب لا مهرب منه ولا محيد عنه فليشتر الحسين بهذا العمر القصير نفعا عاما وخيرا خالدا هى والله الصفقة الرابحة والتجارة التى لن تبور فخير الموت الفداء وأفضل الأضاحى من أمات هيكله البائد نفع خالد – كذلك الشهداء فى سبيل إصلاح الأمة وتحريرها من اسر الظالمين .

حول معسكر الحسين


بعد أن ايقن الحسين أن أعداءه لا يتناهون عن منكر فى سبيل النكال والنكاية به استعد لدفع الطوارىء عن هله ورحله وانتصار قتله لكنه وجد معسكره فى أجرد البقاع عن مزايا الدفاع فخرج من معسكره يتخير موضعا مناسبا للدفاع وبعد ما سبر غور الوهاد أشرف على سلسلة هضاب اتخذها حرما وكانت عبارة عن روابى وتلال متدانية الأطراف على شاكلة الهلال وهو المكان المسمى بالحير(1) أو الحائر ويعرف الان ( بخيمكاه ) أى المخيم فتحصن به وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض (ثم) انه لما علم أنه مقتولا لا محالة عز عليه أن يقتل بسببه غيره فإذن لأهله وصحبه بالتفرق عنه حيث أن القوم لا يريدون غيره ليدرء عنهم الموت بحل بيعته عن ذممهم فخطب فيهم قائــلا هم ان ( أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إنى أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا فى الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة فأجعلنا من الشاكرين * أما بعد * فأنى لا أعلم صحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ولا أهل بيت أبر ولا أرحم من أهل بيتى فجزاكم الله عنى خيرا ألا وانى قد أذنت لكم فأنطلقوا جميعا فى حل ليس عليكم من حرج منى ولا ذمام هذا الليل من بيعتى قد غشيكم فاتخذوه جملا .
فقال له إخوانه وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر ، لم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، فقال الحسين با بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم قأذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، قالوا سبحان الله ، فما يقولون لنا إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ، ولم تطعن معهم برمح ، ولم تضرب معهم بسيف ولا ندرى ماصنعوا ، لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا واموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك ، ثم قام إليه مسلم بن عوسجة وزهير بن القين وجماعة من أصحابه وتكلم كلهم معبرا عن وفائه للحسين وإخلاصه وتفاديه وشعوره الشريف فجزاهم الحسين خيرا ، فلما توفقوا إلى إرضاء سيده بأن يتقدموا إلى الجهاد فى سبيل نصرة الحق لبسو القلوب على الدروع واقبلوا بتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح فكان الحسين يودع من يأذن له منهم وداع من لا يعود – وهكذا مضى أصحابه فى سبيل الله أحياء بأرواحهم أحياء بتاريخهم المجيد لهم لسان صدق فى الآخرين وأسوة بالأولين فطوبى لهم وحسن مآب .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 07, 2023 11:40 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


( ونقل ) صاحب كتاب مرشد الزوار إلى قبور الأبرار وهو موفق الدين عبد الرحمن بن أبى الحزم مكى بن عثمان الشافعى الأنصارى من علماء أوائل القرن السابع الهجرى عن بعض العلماء ممن عاصره الفاطميين أن هذا الرأس الذى وضع بهذا المكان يعنى المشهد الذى بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين كان بعسقلان فلما كان فى ايام الظافر الفاطمى كتب عباس إليه يقول له أن الفرنج أشرفوا على أخذ عسقلان وأن بها رأس الحسين بن على بن أبى طالب فأرسل اليه من تختاره ليأخذه فبعث اليه مكنون الخادم فى عشارى من عشاريات الخدمى فحمل الرأس من عسقلان وأرسى به فى الموضع المعروف بالكافورى من الخليج الحاكمى ( منطقة شارع الشعرانى الجوانى وما تقارب منها ) فحمل وأدخل إلى القصر وأستقر فيه كما هو الأن ، وأراد الظافر أن يحلــه فى

مسجده ( وهو المسجد المعروف بالفاكهانى ويعرف بالجامع الأفخر وبجامع الخربوكلى نسبة لمجدده أخيرا بشارع العقادين بالقاهرة ) ليجعله فيه واراد طائع بن رزيك أن يبنى مسجدا بظاهر بابا زويلة ليجعله فيه فاجتمع رأيهم على أن يجعلوه فى القصر فى قبة تعرف بقبة الديلم وانشد المهذب بن الزبير قصيده أولها ( انتبه ثم انف عنك الوسنا ) وفيها يذكر مجىء الرأس الشريفة وشرح خبر ذلك ا ه . بتصرف

( وذكر ) الحافظ المؤرخ محمد بن عبد الله الرحمن بن أبى بكر الشافعى المعروف بالسخاوى المتوفى سنة 902 هـ بالمدينة ( فى ) أجوبة شيخه الحافظ بن حجر العسقلانى التى أوردها فى كتابه الجواهر والدرر فى ترجمة الحافظ ابن حجر وهو الموسوعة التاريخية التى ألفها فى ترجمة شيخه المذكور فى 3 مجلدات منها مخطوط بمكتبة باريس وصورة شمسية بالمكتبة الكتانية بفاس قال فى ص 229 ج2

( ومنها ) أنه سئل عن المكان ا لمنسوب لدفن الحسين بالقاهرة أهو كذلك ؟

فقال الحسين عليه السلام ليس مدفونا فى هذا المكان الذى بالقاهرة بالاتفاق وإنما فيه رأس ا هـ ( قلت ) لعل فى هذا الخبر ما ينافى ما تقدم عن السخاوى مؤلف تحفة الأحباب فى المزارات المزعوم أنه السخاوى الحافظ ( وهنا ) إشارة الى أن هذا المؤلف الموسوم بتحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات والتراجم الخ ، المطبوع على هامش نفح الطيب بالمكتبة الأزهرية ، نسبته الى السخاوى الحافظ نسبة وهمية ، إذ النسخة الخطية المحفوظة منه بمكتبة السيد أحمد الصديق ( بثغر طنجة نزيل القاهرة حالا ) بخط مؤلفه ( ذكر ) فى خاتمته أنه فرغ من تأليفه سنة 956هـ . فى فاتحته أن اسمه محمد بن أحمد الحنفى السخاوى فبمقارنة هذا على شواهد أخرى من عبارات السخاوى الحافظ ومنطقة فى تآليفه المتناولة نستصوب ذلك ، وقد فاتحت الأستاذ الفاضل الشيخ محمد عبد الرسول رئيس قسم التغيير العربى بدار الكتب المصرية فى هذا الموضوع فأيده ووافقه على هذا التأييد جماعة من كبار العلماء ذوى الخبرة التامة فى عالم الكتب ن ومنهم مالك هذه النسخة الذى علمنا منه انه اشتراها من مصر بمبلغ لا يذكر وقيمتها الفنية ، وعلم لنا أيضا أن النسخ المصرية ، ناقصة وقد تعقبت ترجمة السخاوى الأخيرة فى طبقات العلماء فرأيت له ترجمة فى طبقات المالكية لابن مخلوف ذكر فيها أنه كان حيا بعد سنة 960 هـ .

( ويخيل ) الى أن هذا القدر كاف فى إثبات الرأس الكريم بالمشهد القاهرة بلا خلاف فى ذلك ( وقد ) أورد كثيرا من التحقيقات المؤيدة بأدلة ثابتة عثمان مدوخ فىكتابه العدل الشاهد ثم قال مستخلصا ( وهذا ) ما تيسر لنا نقله من الخطط والتواريخ وكتب المزارات فى أزمنة طويلة تزيد على العشرين سنة وذلك أنى أدين الله تعالى واشهد على أنىأعتقد اعتقادا جازما ما القى الله تعالى عليه يوم القيامة أن رأس الإمام الحسين السبط عليه السلام ابن البتول بنت حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وابوه على بن أبى طالب كرم الله وجهه مدفون بالمشهد الشريف بالقاهرة المعزية تجاه خان الخليلى قريبا من الجامع الأزهر ولا شك عندى فى ذلك وهذا الاعتقاد مبنى على تحقيق بأدلة يعاننق بعضها بعضا وأمارات صحيحة حصلت فى زمن متأخر يطابق ما ذكره المتقدمون ا هـ .

فغريب جدا أن نرى عالما جليلا كهذا وفوق ذلك فقد كان من ذوى الشخصيات البارزة فى الدوائر الرسمية يحمل نفسه هذه الشهادة ويدينها بهذا الاعتقاد من غير حق ممالا يتفق ومكانة العوام أحرى العلماء ( وأيضا ) نستشهد بزيارة الرحالة محمد بن أحمد بن جبير الكنانى الأندلسى البلنسى المولود فى يوم السبت عاشر من ربيع الأول سنة 540 هـ أول سبتمبر سنة 1145م ، والمتوفى بثغر الاسكندرية يوم الاربعاء 27 شعبان سنة 614هـ ، 29 نوفمبر سنة1217 م .

فانه زار مدينة القاهرة فى آخر حكم الفاطميين ( فقد ) ابتدأ رحلته إلى المشرق من غرناطة ورفيقه فيها أبو جعفر أحمد ابن حسان يوم الخميس 8 شوال سنة 578 هـ ، 3 نوفمبر سنة 1183 م . فدهل بغداد ثالث صفر سنة 580هـ ، 28 مايو سنة 1184 م ، فمكث فيها أياما ثم واصل رحلته إلى مصر فدخل الاسكندرية يوم الاثنين 2 ذى الحجة من السنة المذكورة فذكر آثاهرا وما شاهده فيها من العجائب ثم دخل مدينى القاهرة ومصر وذكر بعض آثارهما العجيبة .

( قال ) فى ص 13 من النسخة المصرية فأول ما نبدأ بذكره منها ( أى من مدينة القاهرة ) الآثار والمشاهد المباركة ( فمن ) ذلك المشهد العظيم الذى بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن على أبى طالب رضى الله عنهما ، فى تابوت فضة تحت الأرض قد بنىعليه بنيان حفيل يقصر الوصف عنه ولا يحيط الادراك به مججلل بأنواع الديباج ( قال ) والمدخل إلى هذه الروضة علىمسجد على مثالها فى التأنق حيطانه كلها رخام ( ثم قال ) وشاهدنا من استلام الناس للقبر المبارك وإحداقهم به مزدحمين داعين باكين متوسلين إلى الله سبحانه وتعالى متضرعين بما يذيب الأكباد ويصدع الجماد والأمر فيه أعظم ومرأة الحال أهول نفعنا الله ببركة ذلك المشهد الكريم ، وإنما وقع الالماع بنبذة من صفته مستدلا على ماوراء إذ لا ينبغى لعاقل أن يتصدى لوصفه لأنه يقف موقف التقصير والعجز وبالجملة فما أظن فى الوجود كله مصنعا أحفل منه ولامرأة من البناء أعجب ولا أبدع قدس الله العضو الكريم الذى فيه بمنه وكرمه ( وقال ) فى ص 17 فى الكلام على مشاهد الصحابة والتابعين وغيرهم بالقرافة وقد ذكر له من أسمائهم معاذ بن جبل الذى لم تعرف له وفاة بمصر وأبو الحسن وقيل له أنه صائغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم صائغ (1) عرف بأبىالحسن ولاغيره إلى غير ذلك مما لا يقبله العلم الصحيح فقال والمقيد يبرأ منالقطع بصحة ذلك (وهذا) شاهد عدل على علمه وسعة اطلاعه على طبقات الرجال ، وقد ترجمه لسان الدين ابن الخطيب فى الاحاطة والمقريزى فى المقفى والمقرى فى نفح الطيب ومؤلف بغية

------------------------------------------------
(1) كان صاحب خاتمه صلى الله عليه وسلم معيقب بن أبىفاطمة وحنظلة بن الربيع الاسدى ( راجع كتاب نظام الحكومة النبوية للأستاذ الكتانى ج 1 ص 177 ط الرباط
-----------------------------------------------


الملتمس فى تراجم علماء الأندلس ولم يختلفوا فى أنه كان احد العلماء العاملين ووصفه ابن الرقيق بأنه من أعلام العلماء العارفين بالله ، وناهيك بالحافظ المنذرى صاحب الترغيب والترهيب مع جلالته ورفعة قدره فى العلم أن يكون من تلاميذه ، واحترام صلاح الدين يوسف بن أيوب ، أول ملوك الدولة الأيوبية فى مصر بعد الدولة الفاطمية ، له الاحترام الذى ادى الى أن يستنصحه بنصائحه الغالية

فاذا أضفنا هذا الى ما تقدم من الأدلة الساطعة تيقنا تحقيقا ألا خلاف فى أن المشهد القاهرة المذكور يضم الرأس الكريم رأس الحسين عليه السلام بلا شبهة ولا شك

وأما ما يزعمه بعض معاصرينا من أن الفاطميين أرادوا باقامة هذه المشاهد تثبيت دعائم ملكهم ، فهذا مردود من كل الوجوهه لأننا مع البحث الدقيق نجد ان جل هذه المشاهد لم يبن عليها إلا فى أزمان متوالية والفاطميون امتلكوا مصر فى سنة 358هـ . ورأس الحسين جىء به إلى القاهرة فى سنة 548هـ : فهل يتصور ان بعد هذه المدة التى لا يستهان بها لم تثبت دعائم ملكهم بعد ، واذا كان قدوم الرأس الكريم أتى به ودولتهم على وشك الانقراض والزوال ومضى بعد ذلك نحو 22 سنة وزالت دولتهم ولم يبق لها أثر ولا عين ولا خبر فلما جاء صلاح الدين واستبد بالملك وقد علمنا مكانته فى الدين وتحريه الطريق الجادة فىكل كبيرة وصغيرة ( راجع ترجمته فى طبقات الشافعية للسبكى ) رأينا من جلائل مشاريعه أنه بدأ ببناء هذا المشهد ومسجد جواره واعتنى به اعتناء زائد وسيمر بك تفصيل ذلك ( بالجملة )

فالحسين ساكن فى القلوب والضمائر على حد قول بعضهم

لا تطلبوا المولى الحس ين بأرض شرق أو بغرب
ودعوا الجميع وعرجــوا نحوى فمشهده بقلبى



المشاهد الحسينية فى الممالك الإسلامية
مشهد كربلاء



( كربلاء ) اسم قديم مأثور فى حديث الإمام الحسين عليه السلام وأبيه سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه وجده حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ومفسر بالكرب والبلاء معرب بكور بابل أى مجموهة قرى بابلية ، منها نينوى القريبة من أراضى سدة الهندية ثم ، الغاضرية وتسمى اليوم الحسينية ، ثم كربله بتفخيم اللام بعدها هاء وتقرب اليوم من مدينة كربلاء جنوبا وشرقا ،ثم كربلاء او عقر بابل وهى قرية فى الشمال الغربى من الغاضريات وبها اطلال دارسة من آثار ممهمة ، ثم النواويس وكانت مقبرة عامة قبل الفتح الاسلامى ثم الحير ويسمى الحائر ، وهو اليوم موضع مشهد الحسين إلى حدود رواق روضته المشرفة ممتدا إلىحدود الصحن ( وقد ) زار هذا المشهد وفد الجمعية الجغرافية الملكية قال جامع الرحلة ص 109

وفى كربلاء نخيل وأشجار كثيرة مرت فيها السيارة نصف ساعة ( قال ) ثم يمنا المسجد المبارك الذى به ضريح الإمام الحسين بن على عليهم السلام ؛ فرأينا مسجد عظيما على نسق الكاظمية فى بنائه وزينته لكنه أكبر وأفخم – دخلنا المسجد المبارك فإذا هو يدوى بالقارئين والداعين ؛ فزرنا الضريح المبارك ومنعنا جلال الموقف أن نسرح أبصارنا فى جمال المكان وما يأخذ بالأبصار من زينته وحليته ، وفى المسجد ضريح آخر للعباس بن على وفىناحيةمنه مدفن ملوط القاجاريين ( آخرهم ) أحمد وأبوه محمد على وجده مظفر الدين ا هـ .

ومشهد الإمام الحسين عليه السلام فى العراق إحدى المدن المقدسة التى يؤمها كثير من الزائرين وهى هذا المشهد ومشهد الإمام على وموسى الكاظم رضى الله تعالى عنهما

قبر الحسين عليه السلام وقبور أصحابه



قال على جلال بك فى التاريخ الحسينى ص 133 ( جزء ص ) لا يكاد يوجد خلاف فى موضع دفن جسد الإمام الحسين عليه السلام :

قال المفيد فى الارشاد أن الذين كانوا نزولا بالغاضرية من بنى أسد دفنوا الحسسين حيث قبره الآن ودفنوا ابنه على بن الحسين عند رجله ؛ وهو الأصغر . أمه ليلى بنت أبى مرة بن مسعود الثقفى ، وقيل لأم ، ولد وكان عمره حين قتل 16 سنة وعمر على زين العابدين الأكبر 23 سنة ( وحفروا ) للشهداء من أهل بيته واصحابه الذين صرعوا حوله مما يلى رجل الإمام الحسين عليه السلام وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا . ودفنوا العباس بن على فى موضعه الذى قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن ,

وقال المفيد فى الارشاد فى فصل أسماء من قتل مع الحسين فهؤلاء سبعة عشر نفسا من بنى هاشم اخوة الحسين عليه السلام وبنو أخيه وبنو عميه جعفر وعقيل وهم كلهم مدفونون مما يلى رجل الإمام الحسين فى مشهده ؛ حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا وسوى عليهم التراب ، إلا العباس بن على فانه دفن فى موضع قتله على المسناة ( سد يبني فى وجه المال ) بطريق الغاضرية وقبره ظاهر اهـ .

وذكرنا فيما تقدم ان قبره الآن صار فى داخل المشهد الحسينى ؛ وهو الظاهر من قبور الشهداء ويزورهم الأهالى من عند قبر الحسين نحو رجليه وأقربهم دفنا اليه على بن الحسين المذكور ، ووصف ابن بطوطة فى رحلته ، كربلاء ومشهد الحسين بها أفى أيامه ، قال : ثم سافرنا إلىمدينةكربلاء وبها مشهد الإمام الحسين بن على عليهما السلام وهىمدينة صغيرة تحفها حدائق النخل ويسقيها ماء الفرات والروضة المقدسة داخلها ، وعليها مدرسة عظيمةوزاوية وعلى باب الروضة الحجاب وعلى الضريح قناديل الذهب والفضة وعلى الأبواب أستار الحرير .
( وذكر المخزومى فى صحاح الآخبار ص 60 و 61 عند ترجمته للشريف الحسين النقيب بن موسى بن محمد الثانى بن جعفر ابن ابراهيم المرتضى بن موسى الكاظم ، أنه بعد وفاته ودفنه بداره نقل إلى مشهد الإمام الحسين بكربلاء فدفن هناك قريبا من قبره ، ودفن معه ولداه الرضى والمرتضى – وهما الشريفان المشهوران . راجع ترجمتهما فى صحاح الاخبار اهـ ز
هذا وصف مشهد كربلاء قديما وحديثا

مشهد الكـــــأظمية



وهو إحدى المدن المقدسة فى العراق

وفى هذا المشهد تقيم شيعة بغداد حفة ذكرى الإمام الحسين عليه السلام فىالعاشر من المحرم ويمثلون الموقعة تمثيلا تاما فى جموع حافلة وهذه العادة قديمة ورثوها عن أسلافهم التوابين ، وهذا المشهد فى بنائه قريب الشبة من مشهد كربلاء





مشهد باب الفردوس بدمشق ( سوريا )

مشهد الإمام الحسين عليه السلام



( قال ) عثمان مدوخ فى العدل الشاهد ، عمد بعض العلماء إلى مكان قديم قريب من باب الفراديس وشرع فى هدمه ليجعله خزانة كتب فعثر على طاق فى الجدار محكم السيد بحجر كبير مكتوب عليه بالنقش ما فهموا مننه أن هذا مشهد الامام الحسين السبط ، فرفعوا ذلك إلى والى الشام يومئذ فذهب ورأى ذلك بنفسه وأمرهم أن لا يحدثوا فى هذا شيئا ثم رفع إلى السلطان المرحوم عبد المجيد خان ابن السلطان محمود خان ( توفى سنة 1255هـ وتوفى سنة 1277 ه)

فصدر أمره العالى بكشف هذا المكان بحضور جمهور من العلماء والأمراء ووجوه الناس فأحضروا إلى الشام ما أمر به السلطان وكشفوا هذا الحججر الذى عليه الكتابة فوجدوا فجوة خالية عن الدفن وبعد أن رآها الحاضرون أمر بسدها كما كانت ورفع ذلك إلى السلطان المذكور فصدر مرسومه العالى بأعمال طوق من الفضة حول الحجر

هذا تاريخ العهد بظهور مشهد الحسين بباب الفراديس حديثا ( وذكر )

الفرضى (1) فى النبذة اللطيفة فى مزارات دمشق الشريفة عند كلامه على المزارات المشهورة بالصحابة بدمشق ونواحيها ، والمشهور منهم بتربة باب الفراديس المسماة بمرج أبى الدحداح (2) الآن ( نسبة إلى صحابى ذكر فيمن دفن بدمشق من الصحابة واليه نسبت مقبرة أبى الدحداح شمالى دمشق ) مسجد سمى مسجد الرأس داخل باب الفراديس وفى أصل جدار محراب هذا المسجد رأس الشهيد الملك الكامل محمود بن زنجكى (3) ، على ما ذكر

----------------------------------------
(1) الفرضى : هو ياسين بن المصطفى الدمشقى الماتريدى الحنفى المتوفى سنة 1059 هـ ، كان من الفقهاء المشاركين فى عدد من العلوم ، ومن آثاره : اسنى المقاصد ، نصرة المغتربين ، والدرة السنية
(2) أبوالدحداح / هو أحمد بن محمد بن اسماعيل التيمى الدمشقى ( - 328 هـ ) محدث ، عرف بمحدث دمشق ، واشتهر بلقب الصحابى فى بعض المصادر إلا إنه خطأ ، له كتاب المنتقى
(3) الملك الكامل : هو محمد بن غازى ابن الملك العادل ابى بكر بن محمد بن أيوب ( - 658هـ ) حاكم مياقارقين حارب التتار إلى أن حاصروه سنة ونصف إلى أن فنى اهل البلد كلهم ، ولما دخل التتار وجدوه مع من بقى من موتى أو مرضى فقطعوا رأسه وحملوه إلى البلاد وطافوا به فى دمشق وعلق رأسه على باب الفراديس ، ثم دفن الرأس
--------------------------------------

وغربى المحراب المذكور فى الجدار مشهدالحسين .

( وقال ) محمد عربى الصيادى فى الروضة البهية (1) فى فضائل دمشق المحمية ص 17 ، وبالجامع الأموى من شرقية مسجد عمر بن الخطاب ومسجد على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالىعنهما ز ونقل الحصنى فى تاريخ دمشق عن الشهاب (2) المنينى ج1 ص 405 نحو ما ذكر ، قال : وقد جدد محمد المرادى وراء تلك الطاقة التى هى مشهد الحسين شرقى جامع بنى أمية ضريحا لاحترام مكان الرأس الكريم قال : وعن يمين الخارج منه مكان يسمى بمسجد السادات . ثم عمره بعد ذلك الوزير فؤاد باشا فى سنة 1278 ه . وجعل الدار المجاورة له تكية
--------------------------------------------------------------
(1) محمد عربى الصيادى : محمد عز الدين عربى كاتبى الصيادى الدمشقى الشافعى من علماء دمشق ألفت رسالة اسمها الروضة البهية فى فضائل دمشق المحمية بين فيها ما ورد فى القرآن والحديث فى فضل دمشق
(2) المنينى : أحمد بن على بن عمر بن صالح ، شهاب الدين ، أبو النجاح المنينى المولود 1089هـ / 1678م والمتوفى سنة 1172هـ /1759م وهو أديب من علماء دمشق ، مولده فى منين ( من قراها ) ومنشأه ووفاته فى دمشق ، وأصله من أحدى قرى طرابلس له ( الفتح الوهبى – ط ) فى شرح تاريخ العتبى والإعلام بفضائل الشام وفتح القريب فى شرح منظومة فى الخصاص النبوية والفرائد السنية فى الفوائد النحوية
-----------------------------------------------------------------



مشهد عسقلان



ذكرنا فيما تقدم حلول الرأس الكريم بهذه البلدة على يد ( إفتكين الشرابى ) وقد بنى عليه ، وما برح على ذلك حتى سنة 460 ه .1068م ، فجدد بناءه وشيد عليه أمير الجيوش بدر الجمالى حين توليته أمارة دمشق للمرة الثانية من قبل المستنصر قبل أن يتولى الوزارة له بالقاهرة . ولم يتم هذا البناء فأتمه ابنه الأفضل شاهنشاه فى شعبان سنة 490 ه (1097م ) لما خرج لمحاربة الثائرين فى القدس . ثم ما برح به الرأس الكريم إلى أن كان من أمره ما سيذكر بعد هذا . وقد زار هذا المشهد على بن أبى بكر المشهور بالسائح الهروى دفين مدرسته بحلب المتوفى سنة 611 ه – قال فى الاشارات إلى أماكن الزيارات عند كلامه على عسقلان وبها مشهد الحسين رضى الله عنه . كان رأسه بها فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون إلى مدينة القاهرة فى سنة 548 ه. وزاره ابن بطوطة ، ( قال ) : فى رحلته بعد ذكر القدس ثم سافرت إلى تغر عسقلان وبه المشهد الشهير حيث كان رأس الحسين بن على عليهما السلام قبل أن ينقل إلى القاهرة وهو مسجد عظيم سامى العلو فيه جب للماء . وعسقلان بلدة على البحر قريبة من غزة هاشم من اعمال فلسطين .

قال ياقوت فى المعجم مجلد 6 ص 174 : هىمدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين ويقال لها عروس الشام وكذلك يقال لدمشق أيضا ، وقد نزلها جماعة من الصحابة والتابعين وحدث بها خلق كثير ولم تزل عامرة حتى استولى عليها الأفرنج ، خذلهم الله ، فى السابع والعشرين من جمادى الآخر سنة 548ه وبقيت فى ايديهم خمسا وثلاثين سنة غلى أن استقذها صلاح الدين الأيوبى منهم فى سنة 583ه

مشهد حلب



قال ابن زهرة الحسينى (1) فى غاية الاختصار فى أخبار البيوت العلوية المحفوظة من الغبار ص 58 فى الكلام على ذيول اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بعد أن ترجم لحفيده حمزة المدفون بحلب قبره بحلب بسفح جبل جوشن عند مشهد الحسين * وذكر بعض الإخباريين أن للحسين مشهد بمدينة مرو * هذا ما حضرنى ذكره من المشاهد الحسينية التى بمختلف الممالك الإسلامية *

--------------------------------------
(1) ابن زهرة الحسينى : هو تاج الدين محمد بن حمزة بن زهرة الحسينى الرفاعى المتوفى سنة 921 ه ذكر ذلك فى إيضاح المكنون فى ذيل كشف الظنون المطبوع باستانبول سنة 1366ه
وذكر فى كتاب هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين المطبوع باستانبول سنة 1955 م ب محمد بن حمزة بن زهرة الحسينى تاج الدين الرفاعى المعروف بابن زهرة الحلبى المتوفى سنة 921ه/1515م وهو من أعلام أواخر القرن السابع وأواسط القرن الثامن
--------------------------------------


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 07, 2023 12:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


مشهـــــد الــقــاهــــــرة



أما مشهد القاهرة فهو الحرم المصرى ، إله منتهى زيارة الزائرين رضى الله تعالى عن صاحبه ، مبدأ ظهوره فى جمادى الثانية سنة 548ه . أغسطس سنة 1153م . فى خلافة الفائر الفاطمى ووزارة الصالح طلائع بن رزيك ( والقبة ) الموجودة الآن من بقاياالقصر الكبير الشرقى كانت تسمى بقبة الديلم أحد أبوابه ( والديلم طائفة من الجند ) – وطلائع المذكور توفى يوم الاثنين 19 رمضان سنة 556 ه ( 13 سبتمبر سنة 1161 ) ويذكر من أمره أنه بعد قدوم الرأس الكريم إلى القاهرة أراد أن يبنى مسجدا لدفنه فلم يتهيأ له ذلك لما تقدمت الاشارة إليه ، فلما دفن الرأس الكريم بالقصر أمر ببناء المسجد لاقامة الصلاة والشعائر الدينية فكمل بناءه فى سنة 555ه ( 1160 م )

ويتبين من هذا ان الرأس لم يوضع فيه أصلا كما توهم بعض المؤرخين بل عند وصوله وضع فى القصر مباشرة وذلك بعد مكثه ببستان كافور الأخشيد فترة من الزمن من نفس اليوم ؛ والبستان المذكور كان فى المنطقة التى عرفت قديما ببستان الكافورى التى تبتدىء الآن من شارع الشعرانى الجوانى إلى المدرسة الباسطية وبيت البكرى ؛ ويقال ان المكان الذى وضع فيه الرأس الكريم محله الآن زاوية أبى يوسف الطيب خليفة المقام المقام الأحمدى الباقية إلى اليوم وفى أول دولة صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس دولة الأكراد الأيوبية أجرى أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكرى ( المعروف بالزرزور ) فى هذا المشهد عممارة وجعل له مسجدا يتصل به . وباشر ذلك ولده . ومن آثار هذه العمارة الباقية إلى هذا التاريخ ز المنارة الصغيرة القائمة فوق الباب الأحصر ( باب الديلم )

ولما وزر لصلاح الدين المذكور القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى العسقلانى المتوفى سنة 596ه .

بنى ميضأة وساقية بمؤخر المسجد المذكور وححبس عليهما وعلى المسجد أراضى كانت له بقرية ( منية الأصبغ ) التى عرفت فى زمن الفاطميين بالخندق . للحكاية المعروفة ، وهى الآن عزبة الدمرداش وقرية مسروح بن سندر الصحابى وملحقاتهما (ثم ) تجدد بعد ذلك فى عهد الملك الظاهر بيبرس والناصر محمد ابن قلاوون والبناء الحالى من آثار المرحوم الخديو إسماعيل

ألاثار النبوية المحفوظة بالمسجد الحسينى (1)



لهذه الآثار الشريفة أخبار تتسلسل فى التواريخ وتنتقل بالباحث من زمن الى زمن ومن مكان إلى مكان حتى تصل به الىمستقرها المحفوظة به الآن ، وأول ما عرف

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) الآثار النبوية كتب فيها رسالة ممتعة أستاذنا المحقق العلامة أحمد تيمور باشا رحمه الله تعالى ومنها لخصت جل ما ذكر
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عنها انها كانت عند بنى إبراهيم بينبع واستفاض أنها بقيت موروثة عندهم من الواحد الى الواحد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اشتراها فى القرن السابع أحد بنى حنا بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة – أحد الوزراء الأماثل المتوفى سنة 707ه

ونقلها إلى مصر وبنى لها رباطا على النيل عرف برباط الآثار وهو المعروف الآن بجامع أثر النبى ،

وذكر هذا الرباط المقريزى فى خططه ج 4 وابن دقماق فى الانتصار وابن كثير فى البداية والنهاية والقلقشندى فى صبح الأعشى وابن أياس فى تاريخه والحبى فى نور النبراس وأحمد المقرى صاحب نفح اليب فى فتح المتعال المطبوع بالهند وابن بطوطة فى الرحلة فى آخرين .


رباط الآثار



( قال ) المقريزى ناقلا عن ابن المتوج ، هذا الرباط عمره الصاحب تاج الدين محمد بن الاحب فخر الدين محمد ولد الصاحب بهاء الدين على بان حنا ومات قبل تكملته ووصى أن يكمل من ريع بستان المعشوق – قال – ولما كانت أيام الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون قرر فيه درسا للفقهاء الشافعية – وفى أيام الظاهر برقوق وقف قطعة أرض لعمل الجسر المتصل بالرباط – ولم يزل هذا الرباط عامرا حتى تبدلت الدول فنقلت منه الآثار الشريفة وتغيرت معالمه بتجديد بنائه زمن إبراهيم باشا الدفتردار المتوفى علىمصر سنة 1071 ؛ وعمره بعد ذلك فى سنة 1224 ه الخواجة محمود حسن بزرجان باشا على وضعه القديم وعمر بجواره قصرا بقى منه الآن بعض أطلاله ماثلة – وأما المسجد فالراجح أنه على هذا البناء المذكور الباقى إلى اليوم

نقل الآثار الشريفة إلى قبة الغورى


تولى السلطان الملك الأشرف قانصوه الغورى على المملكة المصرية سنة 906 ه 1500م وقتل بمرج دابق شمالى حلب فى قتال مع السلطان العثمانى سنة 922 ه 1516 م وهو الذى بنى المدرسة المعروفة الآن بجامع الغورى عن يمين المار بشارع الغورى إلى باب زويلة وبنى امامعا عن يسار المار القبة المنسوبة إليه ليدفن بها فلم يقدر له ذلك وفقطت جثته تحت سنابك الخيل ، فدفن فى الحظيرة المكشوفة لهذه القبة قريبة السلطان الأشرف طومان باى آخر ملوك الجراكسة بمصر الذى تولى بعده وقتله السلطان سليم سنة 923 ه ودفن بها أيضا على ما فى ابن أياس – خوندخان تكن مستولدة السلطان الغورى المتوفاة سن ة 922ه مع أولادها ، ونقل على مبارك باشا فى خططه عن ابن الطولونى أن السلطان الغورى بنى هذه القبة للآثار النبوية وللمصحف العثمانى الذى أضافه إليها . والمصحف المذكور منسوب

لذى النورين عثمان بن عقان رضى الله عنه وهو الذى كان بمدرسة القاضى الفاضل التى كانت بدرب ملوخية المعروف الآن بدرب القزازين وقد زالت هذه المدرسة وعفا أثرها وكانت بها خزانة كتب عديمة النظير تفرق غالبها ولم يبق منها غير المصجف

المكتوب بالخط الأول الكوفى – ويقال إن القاضى الفاضل اشتراه بنيف وثلاثين ألف دينار على أنه مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه

وما برحت هذه الآثار بهذه القبة (1) من هذا التاريخ إلى سنة 1278 فنقلت منها إلى المسجد الزينى ثم نقلت بموكب حافل إلى خزانة الأمتعة بالقلعة ثم نقلت منها إلى سنة 1304ه إلى ديوان الأوقاف – وفى سنة 1305 نقلت إلى قصر عابدين ومنه نقلت فى السنة المذكورة إلى المسجد الحسينى .

نقلها الى المسجد الحسينى



ولما عزم الخديو محمد توفيق باشا على نقلها أمر أن تتخذ لها خزانة بالحائط الشرقى فى المسجد الحسينى ثم استجلبها من ديوان الأوقاف إلى قصر عابدين وأمر أنتحفظ فى شقق من الديباج الأخضر مطرزة بسلوك الفضة المذهبة ؛ قيل غن زوجته الأميرة المعظمة ( أمينة بنت الأمير الهامى باشا ) تولت تظريزها بيدها تعظيما وإجلالا لتلك الآثار ثم احتفل بنقلها من القصر إلى المسجد الحسينى يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الثانية سنة 1305 ه . فى موكب فخم لم تشهد مصر مثله – وكانت الآثار الشريفة ملفوفة فى خمس شقق من الديباج مرفوعة على أسرة فى بهو الاستقبال الكبير وحولها مجامر البخور واستدعى الخديو إلى مجلسه العلماء والأعيان فحضر قاضى مصر والاستاذ الشيخ محمد الانبابى شيخ الجامع الأزهر والشيخ محمد البناء والمفتى ونقيب الأشراف السيد عبد الباقى البكرى والسيد أحمد عبد الخالق ، السادات سليل بنى وفا وغيرهم من الأعيان .

ولما تولى على مصر الخديو عباس حلمى باشا أمر فى الوضع وجعل لها بابان واحد إلى المسجد وواحد إلى القبة وجعلت خزانة الآثار بحائطها الجنوبى وهى باقية فيه إلى اليوم تقصد بالزيارة فى أيام معلومة .

عدد هذه الآثار وصفتها



اختلفت الرويات فى هذه الآثار وسبب ذلك أن من الرواة من لم يرها فذكر ما نقل له عنها بالسماع ومنهم من تساهل فى استقصائها وعدها واكتفى بذكر بعضها ولدق احسن من اختاط منهم فعقب عبارته بقوله ؛ وغير ذلك ؛ والذى يتحصل من مجموع هذه الروايات أنها كانت قطعة من العنزة أى الحربة ، وقطعة من القصعة ، ومرود وعبر عنه بعضهم بالميل وميزه بعضهم بأنه من نحاس احمر وقيل أصفر ، وملقط قيل عنه من حديد وأنه صغير ، ومخصف وهو الذى كان صلى الله عليه وآله وسلم يخصف به نعله . ومكجلة ومسط انفرد بذكرهما ابن كثير ، وقطعة عصا ، انفرد بذكرها الجبرتى ، وقطعة من القميص ، لم يذكرها الا ابن اياس والجبرتى ومن غير الآثار النبوية المصحف المنسوب لأمير المؤمنين على عليه السلام ؛ ثم أضاف اليها السلطان الغورى المصحف العثمانى وهو الذى تقدم ذكره وهما باقيان إلى اليوم وفى نسبتهما اليها نظر – راجع الخطط المقريزى ج 4 ص 19 ( وذكر ) الاستاذ الكتانى فى التراتيب الادارية ج 2 ص ص288 ما نصه :

المصاحب القديمة الموجودة فى المكاتب العظيمة التى يظن أنها كتبت فى القرون الأولى لا تجدها إلا بأرفع الخطوط – قال – وفى مدينة العلوم لما تكلم على آداب كتابة المصاحف أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى مصحفا كتب بقلم دقيق ضرب كاتبه وكان إذا رأى مصحفا عظيما سر به وكان على يكره أن تتخذ المصاحف صغارا وراجع كتاب فضائل القرآن لأبى عبيد والاتقان للسيوطى ومبادىء التفسير لشيخ الاسلام الخضرى – وذكر السيد محمود الببلازى شيخ المسجد الحسينى سابقا وصف هذين المصحفين فقال عن الأول أنه مكتوب بالقلم الكوفى على رق غزال فى حجم صغير وعدد أوراقه 503 وعن الثانى أنه مكتوب بالقلم الكوفى أيضا ف رق غزال فىحجم كبير ويبلغ عدد أوراقه 1350 ورقة تقريبا وهو مجلد بجلد دقيق من عمل السلطان الغورى كما ذكره ابن الطولونى فى النزهة السنية – أقول والمشهور فى فن الخطوط القديمة ان الخط فى الصدر الأول الاسلامى كان على أربعة أنواع اعتادوا تسميتها بالكوفى وهى المكى والمدنى والبصرى وأقدمها الملكى والمدنى ولكن من هذه الخطوك علامات تتميز بها عن غيرها فالله اعلم بأى خط منها كتب هذان المصحفان والذى يؤخذ من عبارة المقريزى ان المصاحف التى كانت بمصر قديما بالجامع العتيق ثلاثة ، وهى مصحف أسماء ، وكان قد بعث به الى مصر الحجاج بن يوسف الثقفى فى جملة ما بعثه إلى الأمصار من المصاحف – ومصحف عبد العزيز بن مروان والذى لم يرض بمصحف أبى الحجاج فأمر بكتب مصحف آخر – ومصحف أحضره الى مصر رجل من أهل العراق وذكر أنه مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان فبقى بالجامع الىزمن العزيز بالله ثم رفع منه ؛ وقد رأة هذاالمصف المقريزى وذكر ما كتب على ظهره مما يقيد أن حامله الذىيحتمل أن يكون هو الكاتب له اسمه مسعود بن سعد الهيتى ، ومؤرخ بتاريخ 347 – ثم ذكر العبارة المتقدمة فى ترجمته للمدرسة الفاضلية والراجح ان فى هذه النسبة نظر قطعا كما حققه الاستاذ أحمد باشا تيمور ، وقد عاجلته المنية قبل اتمام هذا البحث رحمه الله تعالى

الباقى من ألاثار النبوية الى اليوم



بينا فيما ذكرناه عدد هذه الآثار وصفتها ، ولم يبق منها اليوم إلا المكحلة والمورد والقطعة من القميص الشريف ومن القضيب وهى المعبر عنها بالعصا وضم إليها شعرتان من اللحية النبريفة محفوظتان فى زجاجة وقد وضعت جميها فى أربعة صناديق صغيرة من الفضة ملفوفة فى قطع من الديباج الأخضر المطرز – المكحلة والمرود فى صندوق – والشعرتان فى صـــــــــــــــــــــــــندوق – والقميص فى صندوق – والقضيب فى صندوق – وفقدت بقية ألاثار التى كانت معها وهى القطعة من العنزة ومن القصعة والمخصف والملقظ والمشط ولا يعلم فى أى زمن فقدت أ ه .

باقى الشعرات الشريفة المحفوظة بالمسجد الحسينى



والشعرتان اللتان مع هذه الآثار الشريفة أضيفت إليهما شعرة أخرى كانت عند أحمد طلعت باشا أهديت اليه من أحد الحجازيين على الصحيح فعوضه عنها شيئا كثيرا ، ولما توفى اتفق بنوه على إهدائها للمسجد الحسينى وكانت محفوظة عندهمم فى قارورة فتبرعت لها السيدة خديجة كبرى بناته بصندوق من الفضة وضعت فيه الزجاجة ولف بسبع لفائف من الدديباج الأخضر ثم هملت بالتعظيم والاجلال الى المسجد فحفظت فيه مع الآثار النبوية – وفى سنة 1340 أو 1341 أضيفت اليها شعرات كانت برباط سيدى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاشانى الحسنى المعروف بكلشنى ( هذا الرباط هو المعروف بزاوية الكلشنى بشارع تحت الربع خارج باب زويلة)(1)
------------------------------------------------------------------------------------------
(1) زاوية الكلشنى تكلمنا عنها فى مقامات آل البيت وأولياء الله الصالحين وكذا فى المزارات
------------------------------------------------------------------------------------------
فى قارورة محتومة بالشمع الأحمر ومحفوظة فى صندوق من الخشب والزجاج فرأى وزير الأوقاف نقلها إلى المسجد الحسينى وحفظها مع الآثار النبوية .

وفى شوال سنة 1342 أحضرت الحادة ملكة حاضنة الأمير كمال الدين ابن السلطان حسين كامل سلطان مصر الساكنة بشارع المبتديان بالقاهرة قارورة صغيرة إلى المسجد الحسينى وأخبرت أن بها شعرات من اللحية النبوية الشريفة وأنها تريد إهداءها لتحفظ مع الآثار فأجيبت إلى ذلك وبهذه القارورة على ما يقال خمس شعرات

الشعرات الشريفة الموجودة بالقاهرة



وعلى ذكر هذه المناسبة نذكر أنه يوجد شعرات شريفة محفوظة بأماكن معروفة

( منها شعرة رباط النقشبندية بالقاهرة ) المعروفة بتكية النقشبندية بشارع درب الجماميز عن يسار المار به من ميدان باب الخلق وهى من إنشاء والىمصر عباس باشا الكبير وسببب إنشائها أنه كان عظيم الاعتقاد فى الشيخ محمد عاشق النقشبندى فطلب منه أن يبنى له ولصوفيته مكانا للسكنى والعبادة فبنى لهم هذه التكية سنة 1268 ثم لما توفى الشيخ محمد عاشق النقشبندى قدس الله سره سنة 1300 دفن بها فى مقصورة ولم يعقب ذكورا فتولى عليها سبطه السيد عثمان خالد – وهذه الشعرة المذكورة اهديت إلى الشيخ محمد عاشق من والدة عباس باشا المذكور وكانت لما حجت أحضرتها معها من الحجاز على أنها من الشعر الشريف وهى معلقة على قبر الشيخ محمد عاشق المذكور فى صندوق كبير من داخله ثلاثة صناديق الواحد منها داخل الآخر

شعرة بزاوية الخلاطى خارج باب النصر



وهو على بن محمد بن الحسن الخلاطى المتوفى سنة 708 ه ذكر الحافظ ابن حجر العسقلانى فى ترجمته فى الدرر الكامنة ، كان يقول : أن عنده ركاب حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعنده من شعره الشريف ، وتنسب هذه الزاوية كما فى المقريزى إلى ابنه محمد

شعرة بمدرسة ابن الزمن بشاطىء بولاق



وهو محمد بن عمر الزمن القرشى الدمشقى المتوفى سنة 897

( قال ) العلامة السخاوى فى ترجمته فى الضوء اللامع أعطاه شخص يسمى بير جمال الشيرازى شعرة تنسب لحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه ,ىله وسلم وقال إنها عنده
شعراات بجامع برسباى بالخانقاه

وهى قرية شمالى القاهرة على بريد منها تعرف بخانقاه سرياقوس لقربها منها وتسميها العامة ( الخانكة )

قال الاسحاقى فى تارخه : وقيل أن بمحراب الجامع المذكور تسع شعرات من شعر النبى صلى الله عليه وآله وسلم – وهذه الخانقاه كان قد أنشأها السلطان الملك الأشرف برسباى التركمانى أيام توليته على مصر سنة 825 لحكاية مذكورة وكان فى مكانها خانقاه أخرى من إنشاء الملك الناصر محمد بن قلاوون – وهى باقية إلى اليوم

شعرات بجامع منجك اليوسفى



يميدان جامع اليوسفى على يسار المار منه إلى باب الوداع بالقرب من قلعة القاهرة يقال انها كانت بجامعه هذا أو بجامعه الذى بدمشق ويقال انها كانت لا تزال معه أهـ
( هذه ) الشعرات الشريفة الموجودة بالقاهرة ، ويوجد فى كثير من الممالك الاسلامية شعرات من شعره صلى الله عليه وآله وسلم منها ما هو بعكا وحيفا بمسجد الجزار والجامع الكبير وببلخ وبالأستانى وبطرابلس الغرب بجامعى طور غود وراشد وفى بهوبال بالهند بجامعها الأعظم وبصفد وطبرية والناصرة بمسجد غار يعقوب والمسجد العمرى ومسجد على باشا وبيت المقدس وبتونس بثلاثة أماكن منها ، بقبر سيدى أبو زمعة البلوى الصحابى بالقيروان المشهور بالسيد الصاحب وبزاوية المرجانى خارج باب قرطاجنة بتونس وبضريح الشيخ أبو شعرة بالزلاج المعروف بالجلاز الآن – وعند آل المرشدى بمكة المكرمة وبدمشق فى موضعين ، الأول بضريح السيد سعد الدين الجباوى دفين جبا – والثانى بالمشهد الحسينى الدمشقى الملاصف للجدار الشرقى لصحن المسجد الأموى كان قد أرسلها السلطان عبد العزيز لما أمر بتجديد المشهد بسعاية الوزير فؤاد باشا فى سنة 1178 ومازالت فيه الىاليوم ويحتفل باخراجها فى العام مرة واحدة فى ليلة 27 رمضان

هذا ما تيسر لنا الوقوف عليه من خبر الشعرات الشريفة المنسوبة الى سيد الوجودة صلى الله عليه وآله وسلم والله سبحانه أعلم بالصحيحة منها وغير الصحيحة وقد ترجع صحة نسبتها الى حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عند هذه الأحجار المنسوبة الي حضرته صلى الله عليه وآله وسلم المتفرقة فى أقطار متباينة إذ لم يصح منها شى ،

( راجع رسالة أستاذنا المحقق أحمد باشا تيمور ورسالة ابن العجمى وغيرهما )

أما هذه فان لم تصح كلها فقد صح جلها

المسجـــــــــد الحسينى



ذكرنا فيما تقدم أن الرأس الكريم حل بالقاهرة فى أوائل شهر جمادى الثانية سنة 548 ه . على الصحيح لما خيف عليه من هجمة الأفرنج على مدينة عسقلان (1) وقد علمنا أيضا ، كما اثبتت لنا الشواهد التاريخية أن الرأس الكريمة لما وصل إلى دمشق وبعدالطواف به اودع فى فى خزائن السلاح زمنا ثم نقل إلى عسقلان على يد افتكين الشرابى (2) ودفن بها وبنى عليه مشهد أولا وثانيا ، وفى هذه السنة كتب عامل عسقلان إلى طلائع يستنجده فى نقل الرأس الكريم إلى القاهرة خيفة مما يترقب وقوعه من الأعداء ان حاصروا المدينة فاهتم طلائع لهذا وسعى فى نقله إلى القاهرة وقد كان ما حسبه عامل المدينة فإن العدو حاصرها بعد نقل الرأس الكريم ببضعة أيام أو أكثر * وكان دخوله إليها فى السابع والعشرين من شهر جمادى الثانى فلما حل الرأس الكريم بالقاهرة أحتفل به فى جموع عظيمة وبعد الاحتفال أودع فى قبة القصرالشرقى الكبير مما يلى باب الديلم .

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) مدينة مجدل عسقلان (باللاتينية: Ascalon) كانت أحد موانئ الفلسطينيين القدماء على ساحل البحر المتوسط.المجدل كلمة ارامية بمعنى البرج والقلعة والمكان العالي المشرف، وهي بلدة كنعانية قديمة كانت تسمى (مجدل جاد)و(جاد) اله الحظ عند الكنعانيين، تقع إلى الشمال الشرقي من غزة، وتبعد عنها 25كم قريبة من الشاطئ على الطريق بين غزة ويافا.
(2) أفتكين الشرابى : هو القائد التركى العباسى كان أبوه أبو منصور افتكين التركى الشرابى غلام المعز أحمد بوية فى سنة 364 استولى على دمشق فقام جيش المعز بحصار افتكين ورصد المعز مائة الف دينار لمن يحضره والامساك به وحين احضر بين يدية اكلق سراحه ومكث فى مصر حتى توفى
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

( وهذا القصر المذكور قد عفى أثره تماما ولم يبقى منه ما يذكر إلا ما كان من قبة المشهد الحسينى ) ثم بنى الخليفة الفاطمى عليه مشهدا فلما دالت الدولة الفاطمية عمر هذا المشهد وجدد بناءه كثير من ذو البسار من الأمراء والوزراء وغيرهم وفى عهد دولة الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى (1) اتسع نطاق المسجد بزيادة من زاد فى اتساعه وفى سنة 694 تقريبا أمر الناصر محمد بن قلاوون (2) بتجديده وتوسيعه وأن تبنى فيه بيوت للفقهاء * وحذا حذوه من خلفهمن مماليك الدولة * وفى أواخر القرن التاسع الهجرى جدده السلطان الظاهر أبى سعيد قانصوه الغورى وفى القرن العاشر الهجرى جدده الوزير على باشا مجدد المشهد الزينبى وفى سنة 1005 هـ بناه الوزير محمد باشا الشريف ووسعه وفى سنة 1110 هـ عمره الأميير حسن كتخدا عمارة جليلة وزاد فى توسعته وعمل للضريح الكريم سترا وأدار عليه دربوزا وتابوتا مطعما بالصدف والفضة وفى سنىة 1175هـ عمره الأمير عبد الرحمن كتخدا بن حسن قازدوغلى وأنفق عليه أموالا طائلة وفى سنة 1228هـ عمر فيه

------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(3) أفتكين الشرابى : هو القائد التركى العباسى كان أبوه أبو منصور افتكين التركى الشرابى غلام المعز أحمد بوية فى سنة 364 استولى على دمشق فقام جيش المعز بحصار افتكين ورصد المعز مائة الف دينار لمن يحضره والامساك به وحين احضر بين يدية اكلق سراحه ومكث فى مصر حتى توفى

(4) الظاهر بيبرس البندقادارى : ولد عام 620 هـ ولقبه الملك الصالح أيوب بلقب ركن الدين بيبرس وبعد وصول بيبرس للحكم لقب نفسه بالملك الظاهر أصله من قازقاستان كما 1كر المقريزى
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعض مواضع ناظر أوقافه السيد محمد أبى الأنوار بن وفا الحسنى المتوفى سنة 1228 وفى سنة 1279 أمر الخديوى إسماعيل باشا بعمارته وتشييده على أحسن نظام فشرع فى ذلك وتم سنة 1290هـ وهو البناء الموجود المسجد الآن * أصله من جامع الأمير أزبك بن ططخ نقل غليه بعد تخربه وبه سمى شارع أزبك المعروف * وفى هذا التاريخ انتزعت الأملاك المجاورة للمسجد من الجهة القبلية بقصد ازالتها رغبة فى ظهوره ظهورا تاما ورمت قبة الميضأة الأولى لظهور خلل بها وأزيلت السلاك التى كانت من داخل الروضة الشريفة ووضع بدلها ألواح من البللور السميك تحاشيا من ولوج الأيدى بقصد ايصالها الى كسوة التابوت مما اعتاد فعله بعض الزائررين من ضروب تلك العادات المذمومة كتخطى رقاب المزور والتمسح بالقبر أو الأعتاب والعمد والاحجار والأبواب وما إلى ذلك * وكان هذا منهى عنه شرعا ويتعين على القائمين بحراسة المكان أن يشددوا الرقابة على من يفعل ذلك ويجروه وصيانة لحرمة الإمام الحسين عليه السلام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه رضاه ويبصرنا الحق عيانا **




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 09, 2023 5:11 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


المواسم الحسينية



ويحتفل بالسمجد الحسينى فى كل عام بعشرة مواسم * هى ليلة عاشورا ويومها * والمولد النبوى * والمولد الحسينى * وحفلة الغسلة غسل القبة عقب انتهاء المولد * وليلة المعراج ويومها * وليلة الخامس من شهر شعبان * وليلة النصف من شهر شعبان ويومها * وليلة القدر * وشهر رمضان والعاشر * والاحتفال بنقل الكسوة الشريفة وهذا موقوف ( وأهمها ) مولد شعبان إذ هو الشهر الذى ولد فيه الإمام الحسين عليه السلام وهو الجدير بالأحياء والمولد الكبير وقد أنشاه السيد بدوى بن فتيح الحسينى مباشر المشهد على ما ذكره الجبرتى وقيل بل هو قديم وهذا ما أرحجه

مزارات العلماء بالمنطقة الحسينية




وبالمسجد الحسينى قبر الشيخ عبد الفتاح بن احمد بن يوسف الملوى المالكى وهو صاحب الموقعة المذكورة * والأمير محمد بك الحسينى ومكانهما بالأيوان الشرقى القبلى تحت المحراب بصحب الميضأة الأولى * وقد كانت هذه المنطقة قديما مقبرة دفن بها كثير من الجند فلما أجريت العمارة الأخيرة فى عهد الخديوى إسماعيل قيل أمر بنقلها الأقبر الملوى لأسباب مذكورة واستحسن أن يبقى قبر الأمير المذكور وليس لهذين القبرين أثر ظاهر الآن * ويوجد بشارع أم الغلام بالقرب من المدرسة المالكية ( زاوية حلومة ) مقام داخل جامع تشيع العامة عنه أوهاما كثيرة وهذا الجامع من إنشاء الأمير سيف الدين أحمد بن أينال اليوسفى أحد المماليك وأبتدأ فى عمارته أواخر القرن التاسع الهجرى والى أبيه تنسب المدرسة المعروفة بمدرسة أينال بشارع الخيمية ظاهر باب زويلة وتربته بالصحراء ظاهر باب النصر معروفة * وبالمنطقة الحسينية وما تقارب منها أضرحة تقصد بالزيارة المشهورة منها ضريح الشيخ العدوى الحمزاوى العالم المشهور وقبره بجامعه وعلى جانبه قبر أبى بكر القطاعى رئيس الأطباء فى الدولة الفاطمية وقبر الشيخ احمد الشنوانى المجدذوب من أهل القرن العاشر الهجرى ترجمه المناوى فى الطبقات * والعدوى فى النفحات الشاذلية ووفاته سنة 1401 ويتوهم بعض الناس أن القضاعى هذا هو علام المائة الخامسة صاحب الطبقات والتأليف العديدة المتوفى سنة 455هـ وهذا غير صحيح فإنه دفن بمقبرتهم بالقرافة وهى معروفة إلى هذا التاريخ والشنوانى المذكور هو كما تقدم التعريف عنه لا كما يشاع أنه الشيخ محمد الشنوانى شيخ الزهر المتوفى سنة 1233هـ وبخط الأبارين * شارع الحلوجى الآن الزاوية الحلاوية نسبة لمنشئها الشيخ مبارك الهندى السعودى الحلاوى أحد اصحاب الشيخ ابو السعود العشائر الواسطى دفين سفح المقطم أنشأها فى سنة 688هـ واقام بها غلى أن مات ودفن فيها ثم خلفه من بعده أبنه الشيخ عمر وكانت له سماعات ومرويات وأقام بها بعده ولده عبد الله وكلاهما دفن بها بعد موته وفى القرن العاشر الهجرى أقام بها الشيخ عبيد البلقينى وهذه الزاوية هى زاوية الحلوجى المعروفة تجددت فى عهد محمد على باشا *


فضائل آل البيت




فى صحيح مسلم فى فضائل أهل البيت عن صفية بنت شيبة قالت السيدة عائشة رضى الله عنها خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ففداء الحسن ابن على فأدخله ثم جاء 0 الحسين ) فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فأدخله ثم قال ( غنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
وروى التىمذى فى جامعه هذا الحديث فى مناقب أهل البيت فى آخر جزء 2 عن عمر بن أبى سلمة ربيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فدعا النبى صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة وحسنا وحسينا وعلى خلف ظهره فجللهم بكساء * ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا * وفى رواية زيادة * واسترهم كسترى إياهم بملآتى هذه فأمنت أسكفه الباب وحوائط البيت آمين آمين آمين ثلاثا * قالت أم سلمة رضى الله عنها وأنا معهم يا رسول الله قال أنت على مكانك وأنت إلى خير * وقال تعالى ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) قال الزمخشرى فى تفسير هذه الآية * لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء * وهم على وفاطمة والحسنان لأنهما لما نزلت دعاهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم فاحتضن الحسن بيده وأخذ بيد الحسين ومشت فاطمة خلفه وعلى خلفها وذلك فى ذهابه للمباهلة وروى ابن عساكر فى التاريخ الكبير ج 4 ص 314 عن الطبرانى عن أبى أيوب الانصارى أنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يدية فى حجره * فقلت يا رسول الله أتحبهما فقال كيف لا أحبهما وهما ريحانتى من الدنيا أشمهما . واخرج سعيد بن منصور فى سننه عن سعيد بن جبير فى قوله تعالى ( قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى ) قال :- قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم *

وأخرج ابن المنذر وابن خاتم وابن مردوية فى تفاسيرهم والطبرانى فى المعجم الكبير عن ابن عباس لما نزلت هذه الآية قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى – قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : على * فاطمة * وولداهما * ذكر هذا السيوطى فى احياء الميت بفضائل أهل البيت المطبوع على هامش الأتحاف للشبراوى ص 238 ، 239
قال سيدنا ابن عباس فى تفسير هذه الآية كما نقله عنه الشبراوى ص 17 8 المعنى * لا اسألكم علهي أجرا الا أن تودونى فى نفسى لقرابتى منكم لأنه لم يكن بطن من قريش إلا بينهم وبينه صلى الله عليه وآله وسلم قرابة * قال الشبراوى لكن الأنسب ما قاله غيره فى تفسير الآية أن المعنى * قل يا محمد لأمتك لا أطلب منكم على ما جئتم به من الهدى والنجاة من الردى عوضا ولا أجرا ولا حزاء إلا أن تجاوزنى بأن تودوا قرابتى وتحبوهم وتعاملوهم بالمعروف والاحسان ويكون بينكم وبينهم غاية الود والمحبة والصلة * ( من لأتحاف بحب الأشراف للشبراوى ) ** وقال الأستاذ سيدى فتح الله البنانى فى المولد النبوى على صاحبة أفضل الصلاة والسلام ص 30 عقب ذكره هذه الآية * أى أن تودوا قرابتى وتحفظونى فيهم أى بصلتهم وإدخال السرور عليهم وتعظيمهم وتوقيرهم ونقل الحديث بنصه سيدى سليمان الحوات فى مقدمة كتابه السر الظاهر المطبوع بفاس ص 1 وصوب هذا التأويل * قال * ووفى هذه الآية أيضا الاشارة إلى الاحتياج إلى معرفة النسب لتعرف القرابة المأمور بمودتهم وإلا لم تعرف لمن نود وهذا حرام * وذكر النجارى فى القول المبرور ص 31 باب قول الله تعالى ( قل لا اسألكم ) * الآية * قال البخارى فى صحيحه * باب * حدثنا مسددحدثنى يحيى بن شعبة حدثنى علد الملك عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ( إلا المودة فى القربى * قال * فقال* سعيد بن جبير * قربى محمد صلى الله عليه وسلم * ثم قال : قال العينى فى شرحه على هذا الحديث نقلا عن المفسرين * المراد على وفاطمة وولداها * قال ويلحق بهم ذريتهم * قال الله تعالى ( وآت ذا القربى حقه ) أى من التعظيم والتفخيم وتقديم الهدايا لهم أحياء وأمواتا وإذا زارهم الأنسان بعد موتهم فيعاملهم كأنهم أحياء ولا يقبل الستر ولا العتبة ولا يجهر بالقول * ( من القول المبرور ) *
ونقل الشبراوى فى الاتحاف بحب الأشراف ص 43 عن الشهاب أحمد بن حجر الهيثمى فى شرح الهمزية ( وقد ) اختلف المفسرون فى القربى والذى جاء عن الحسن بن على رضى الله عنه بسند حسن * أنهم آل البيت فأنه خطب الناس خطبة بليغة قال فيها أنا الحسن بن محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم * قال أنا البشير النذير * وقال وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى مودتهم فى القربى * قال من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال على وفاطمة وابناهما * ولا ينافى ذلك ما هو المشهور عنن ابن عباس رضى الله عنهما كما فى البخارى ان المراد إلا أن تودونى يا معشر قريش بقرابتى فيكم لأن كلا من المرادين صحيح من غير منافاة ولا معارضة بينهما * ولهذا كان ابن جبير وهو أجل تلامذة ابن عباس يفسر تارة بهذا وتارة بهذا ( وحاصل ) ما جاء فى الباب احتمالان فعلى ( الأول ) الخطاب خاص بقريش لتوسط نسب البنى صلى الله عليه وآله وسلم فيهم وهو ما ذهب إليه ابن عباس ورجحه الحافظ ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى بما عبر عنه أن فى الآية لفظ فى ( دون اللام كأنه جعلهم مكانا للمودة ومقرا لهما كما يقال لى فى فلان هوى أى هم مكان هواى ويحتمل أن تكون فى ( سببية ) وهذا على أن الاستثناء متصل فان كان منقطعا فالمعنى لا أسألكم عليه أجرا قط لكن أسألكم أن تودونى بسبب قرابتى فيكم *

( الأحتمال الثانى ) تعميم الخطاب لجميع المكلفين بالتوادد والمحبة إلى قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم من نص عليهم الحديث ومن تناسل منهم إلى ما شاء الله وهذا قول سعيد بن جبير وعلى بن الحسين والسدى ومن وافقهم كما أخرجه الطبرى عنهم فى تفسيره وهو قول قد رجحته أدلة كثيرة لا محل لبسطها وفيما ذكر كفاية

( واخرج ) الامام أحمد والترمذى عن على رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد الحسين وقال من أحبنى وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معى فى الجنة ( الأتحاف ص 24 ) * وأخرج أحمد والترمذى وصححه والنسائى والحاكم عن المطلب بن ربيعة ( قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يدخل قلب امرىء مسلم أيمان حتى يحبكم لله ولقرابتى ( السيوطى ) فى احياء الميت ص 240 وأحمد بن ادريس الفضيلى فى الدرر البهية ج 1 ص 19 ملزمة 2 ** أخرج الترمذى والحاكم والبيهقى فى شعب الأيمان عن عائشة رضى الله عنها مرفوعا * ستى لعنهم الله * وكل نبى مجاب الزائد فى كتاب الله والمكذب بقدر الله * والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله * ويذل بذلك من أعز الله * والمستحل لحرم الله * والمستحل من عترتى ما حرم الله * والتارك لسنتى ( وأخرج ) هذا الحديث الديلمى فى الأفراد والخطيب فى المتفق عن على رضى الله عنه بالمعنى مع تقديم وتأخير احياء الميت ( 270 ) وروى الترمذى والحاكم – احبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبونى لحب الله وأحبوا أهل بيتى لحبى وفى الحديث معرفة آل محمد براءة من النار وحب آل محمد جواز على الصراط المستقيم والولاية لآل محمد أمان من العذاب * الايضاح المبين للسيد عبد الله المحجوب ص 102 8 اخرج الطبرانى عن ابن عباس رضى الله عنهما ( قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع * عن عمره فيما أفناه وعن جسمه فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين أكتسبه وعن محبتنا أهل البيت ( أحياء ص 262) ** اخرج ابن النجار عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ( قال ) رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر منى كعينى فى رأسى وعثمان بن عفان منى كلسانى فى فمى وعلى بن أبى طالب كروحى فى جسدى * ( الجامع ) الكبير للسيوطى المجلد الأول حرف الألف ** أخرج الطبرانى فى الكبير عن وائلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انك جعلت صلاتك ورحمتك ومغفرتك على ابراهيم وآل ابراهيم اللهم أنهم منى وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على وعليهم ( يعنى عليا وفاطمة وحسنا وحسينا) ( الجامع الكبيرر للسيوطى ) ** اخرج الترمذى وحسنه والحاكم عن زيد بن أرقم قال * قال * رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا * كتاب الله * وعترتى أهل بيتى * ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما ** واخرج احمج والطبرانى وصححه وغيرهما عن عائشة رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال عن جبريل عليه السلام * قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام ولم أر بنى أب أفضل من بنى هاشم * قال الحافظ ابن حجر كما نقله عنه القسطلانى فى أول كتابه المواهب اللدنية 8 لوائح الصحة لائحة على هذا المتن * وأخرج الديلمى فى مسند الفردوس * اساس الاسلام حبى وحب أهل بيتى * وروى ابن حجر العسقلانى فى الأصابة فى ترجمة الحسين عليه السلام ج 2 ص 15 عن اب حريب قال : بينما عبد الله ابن عمر جالس فى ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا * فقال هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم * وروى البخارى فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى الحسين * فقال اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه * قال صلى الله عليه وسلم 8 والذى نفسى بيده لا يؤمن عبد بى حتى يحبنى ولا يحبنى حتى يحب ذريتى أى قرابتى * ذكره السمهودى فى الاشراف على فضائل الأشراف وفى البخارى عن سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فى أهل بيته أى اشهدوا فى كل فرد فرد منهم * وفى صحيح مسلم * أذكركم الله فى أهل بيتى ** وأخرج الامام محمد بن اسماعيل البخارى فى صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ** وفى روايية له عن أبى هريرة ( فوالذى نفسى بيده لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده) وفى نسخة فى رواية أنس تقديم الوالد على الولد (والمراد) لجب العقلى الاختيارى الذى هو إثار ما يقتضى العقل رجحانه فأن المؤمن إذا علم أن النبى صلى الله عليه وسلم لا يأمر ولا ينهى الا بما فييه صلاح دينه ودنياه وآخرته وعقباه وتيقن أنه عليه الصلاة والسلام أشفق الناس عليه ترجح جانب أمره بمقتضى عقله على غيره وهذا أول درجات الايمان وأما كماله فهو أن يصير مكيعه تابعا لفعله ومن علامة محبته صلى الله عليه وسلم نصرة سنته واظهارها * ملخصا من شرح الشفا فى حقوق المصطفى للشيخ حسن العدوى الحمزاوى * وهذا الحديث الشريف من جوامع الكلم التى أوتيها صلى الله عليه وسلم فان المحبة على ثلاث أقسام : محبة اجلال واعظام كمحبة الولد للوالد * ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الوالد لولده ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس * فجمع صلى الله عليه وسلم أصناف المحبة فى محبته ومحبة النبى صلى الله عليه وسلم هى ميل القلب إليه وتعلقه به وفناؤه فى المحبة فناء تنسحق فيه عوالم المرء الحسية فى عوالمه المعنوية فلا تتحرك جارحة من جوارحه الا وهى ناطقة بمحبته صلى الله عليه وسلم * قال عليه الصلاة والسلام ( المرء مع من احب ) يحشر المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل *
اللهم اجمع قلوبنا على محبتك ومحبة آله زادهم الله شرفا اللهم وتقبل ذلك بأحسن أنواع القبول واجعل جائزة ذلك رضاك ورضى رسولك صلى الله صلى الله عليه وسلم والموت على السنة والجماعة والشوق إلى لقائك ياذا لجلا ل والأكرام آمين *

الإمام جعفر الصادق



يقول النسابة حسن قاسم فى مقال له : ولد بالمدينة المنورة سمة 80هـ وتوفىسنة 148هـ روى عنه الإمام أبو حنيفة وأخرج حديثه الأمام مالك فى المؤطأ ومسلم والأربعة وحدث عنه الثورى وابن جريج وابن عبينة وشعبة وغيرهم ، وروى هو عن آبائه قال الإمام مالك : أختلفت زمانا إلى جعفر فما كنت أراه إلا على ثلاثة خصال مصل . أو ثائم ، أو يقرأ القرآن وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهراة ، وفى الشفاء عن مالك أيضا وكان كثير الدعابة والتبسم إذا ذكر عنده النبى صلى الله عليه وسلم اصفر لونه ، ومن قوله ، إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت دوامها وبقاءها فأكثر من الحمد والشكر عليها قال تعالى ( لئن شكرتم لأأزيدنكم ) وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار قال تعالى ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا) الآية وإذا أحزنك أمرا أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة ، وله كلام عال فى التوحيد ورسائل فى علوم شتى جمعها جابر بن حيان الصوفى فى مجلد وفيها دخيل

أولاده : كان له عشرة أولاد أعقب منهم تسعة والعاشر وهو العباس لا عقب له وأكثرهم ذرية الأمام موسى الكاظم وفروعه منتشرة فى ممالك شتى وفيهم الكثير من الدخلاء والأعياء ، وكان له ابنة هى عائشة المكناة بأم فروة كانت تحت عمر بن عبد العزيز العمرى أمير المدينة ودخلت مصر سنة 169هـ وبها توفيت وهى صاحبة المقام الشهير بها جنوب القاهرة على مقربة من باب قايتباى المعروف بباب القرافة بشارع السيدة عائشة *


الإمام موسى الكاظـــــم



عابد آل البيت كان آية فى السخاء والكرم يعطىمن لقيه عرف ام لم يعرف واتسم بسمات عالية – ولد بالأيواء ( قرية من أعمال الفرع بالمدينة بينها وبين الجحفة مما يلى المدينة 33 ميلا وبين ودان ستة أميال وسميت الأيواء لتبوء السيول وبها قبر أم النبى صلى الله عليه وسلم ( السيدة آمنة بنت وهب عليها السلام ) ومولده بها فى سنة 128هـ وتوفى سنة 183هـ ودفن بمقابر قريش بمدينة السلام ( يغداد ) بالجانب الغربى منها حيث مشهده الآن وهو ثالث المشاهد المقدسة والأماكن المطهرة عند الشيعة بمدينة بغداد عليه بنا حوى كل المحاسن
أولاده : أعقب من أولاده اربعة عشر على المشهور ويضيف اليهم بعض النسابة ثلاثة آخرين والعقب الكثير منه فى أربعة منهم ، وهم على الرضا وإبراهيم المرتضى ومحمد العابد وجعفر .

الإمام على الرضا ( ولى عهد المأمون )



ولد بالمدينة 11 ذى الحجة سنة 148 هـ وتوفى 28 صفر سنة 203ودفن فى دار حميد بن قحطبة الطائى عامل هارون الرشيدى على طوس فى قرية يقال لها سناباذا بأرض حاضرة ايالة خراسان ومن أمهات بلاد إيران تبعد عن طوس القديمة بنحو اربعة فراسخ واقعة فى الشمال الشرقى منها وهى من المدن المشهورة المقدسة عندهم يؤمها كثير لزيارة الأمام الرضا عليه السلام .

مشهد الرضا بطوس


ومشهده سهذه المدينة من أشهر مزاراتها ، أول من بنى عليه حميد المذكور ثم اعاد بنائه المأمون وعمل على قبره وقبر أبيه هارون قبة وبعد مراح من الزمن هدمها الأمراء تعصبا منه لشئ قام فى نفسه فعمرها سورى بن معتز فى القرن الرابع ثم هدمت فعمرها شرف الدين القمى فى القرن السادس فى عهد دولة آل سلجون كما يؤخذ من النقوش التى ظهر جدران الحرم وما برحت على هذه العمارة إلى سنة 1016 هـ فجددها السلطان عباس شاه واعاد بناء الحرم الرضوى وغشى القبة والمنارة بصفائح الذهب الخالص وأنفق على ذلك من ماله الخاص – ولهذا المشهد صحن طوله 86ذراعا فى عرض 60 ذراعا تقريبا وفى وسطه قبة ذهبية غير قبة الروضة وبه غيوان متسع الجوانب غشت جدرانه بصفائح الضهب متصل بالحرم وفى أعلاه منننارة ذهبية وقد بنى على شاه صحنا آخر طوله 72 ذراعا فى 49 ذراعا وجعل به إيوانا يتصل بالحرم وغشى جدرانه بصفائح الذهب وفى مؤخره مما يلى المحرام قبر الشيخ بهاء الدين العاملى صاحب الكشكول والمخلاة وإلى جانبه قبر أخيه عبد الصمد العاملى شارح الأربعين النووية وهناك قبر أمير المؤمنين هارون الرشيدى ولأهل هذه البلدة فى زيارتهم لقبر هارون الرشيدى عوائد مذمومة لا يرضاها عاقل منصف أياكان منزعه والأولى تركها وعند الله تجتمع الخصوم

مشاهد مدينة طوس ومزاراتها المشهورة



وفى هذه المدينة توجد مزارات أخرى تقصد بالزيارة أشهرها بعد المشهد الرضوى مقبرة السيد أحمد الواقعة فى الجهة الشرقية من مقبرة قنلكاه بقرب سوق حكاكى الأحجار وفى هذه المقبرة على ما يقال قبور ثلاث من أولاد الامام موسى الكاظم

وبالمدينة قبر حجة الإسلام الغزالى وهو قبر متواضع جدا مبنى على شكل مصطبة تعلو عن الأرض قليلا ويزوره كثير من رحالة العرب والافرنج وبها قبر محمد بن الحسن الطوسى أحد الأعلام المبرزين توفى سنة 460هـ

وقبر الفضل بن الحسن الطوسى العالم المفسر صاحب تفسير القرآن الموسوم بمجمع البيان فى 10 مجلدات ومؤلف كتاب الطبقات ( أعلام الورى بأعلام الهدى) توفى سنة 548هـ * أولاد الإمام الرضا : ( والعقب منه فى ولده محمد الجواد لاغير

الإمام محمد الجواد



ولد بالمدينة سنة 195هـ وكان من المبرزين فى العلم والفضل

وفاته وقبره : توفى ببغداد سنة 220 هـ ودفن تحت رجلى جده الإمام موسى الكاظم وعمره 25سنة - أولاده : لا عقب له إلا من ولديه الهادى وموسى الذى يقال له المبرقع فموسى له على وأحمد وإسحاق وجعفر والهادى له الحسن ومحمد جعفر

الإمام على الهادى :



يكنى أبا الحسن ويعرف بالهادى وبالعسكرى لاقامته بمدينة سامرا ظاهر بغداد أسكنه بها المتوكل حين استقدمه من المدينة

مولده ووفاته : ولد فى سنة 214 وتوفى بسر من رأى سنة 254 عن عمر41سنة أو نحوها

الإمام حسن العسكرى بن على الهادى



كنيته أبو محمد ويقال له العسكرى الثاى للتميز بينه وبين أبيه ولد بالمدينة 8 ربيع الأول سنه 232هـ وتوفى سنة 260 هـ عن 28 عاما ودفن بجوار أبيه بسر من رأى
مدينة سامرا بالعراق
سامرا مدينة عظيمة بالعراق تبعد عن بغداد بنحو 30 ميلا قال البشارى فى أحسن التقاسيم اختطها المعتصم الذى تولى سنة 218 وزاد فيها المتوكل الذى تولى سنة 232 – وكانت عجيبة حسنة حتى سميت سرور من رأى ثم اختصر فقيل سرمرى – ولما خربت سميت ساءمن رأى ثم اختصرت فسميت سامرا وكانت هذه المدينة فيما سلف ذات شأن عظيم – وقد فقدت حضارتها الغابزة فاندثرت معالمها وقصورها إلا أنها لا تزال إلى اليوم بلدة جليلة عامرة آهلة بالسكان وبها بعض أبنية فخمة وآثار خالدة منها مئذنة جامع المتوكل وقد بدت عليها لوائح الشيخوخة والمدينة بأجملها من بقايا التمدن العباسى وهى على ربوة ارتفاعبها 20 مترا على سطح دجلة وتبتعد عن شاطئه الأيسر مسيرة ربع الساعة وأمامها من جهة الشمال والغرب منبسط من الأرض ويحيط بها سور له اربعة أبواب مقام على جهاته الأربع أبرابج محكمة البناء على الطراز القديم ، وقد كان هذا السور كاد يعفى أثره لولا جدده بعض زائرى المدينة فى منتصف القرن الثالث عشر الهجرى حوالى سنة 1250 ، ويبلغ سكان سامرا وقت ذاك 10000 نسمة ثلثاهم من العرب

مسجد الامام على الهادى وولده حسن العسكرى



هذا امسجد من أحسن مساجد العراق زينة وأجملها زخرفة يستوقف الأبصار وستلفت الأنظار ويبدو لمساهده من أول وهلة شغف الشيعة بأظهار الأماكن المقدسة الى ضمت رفات آل بيت النبوة بأحسن مظهر فهم يتفننون ويتفانون فى إظهارها للناس بمظاهر تلوح عليها آيات إخلاصهم وحبهم للبضعة الطاهرة وحسب المشاهد هذا المسجد تلك المنارات والقباب والجدران المغشى جميعها بصفائح الذهب الخالص النقى بيد أن لنا بعذ الملاحظات على هذه المظاهر والطواهر سترجىء الكلام عليها لمتسع من الوقت غير هذا والمسجد فسيح الأطراف أقيمت فيه أبنية شامخة ويدخل اليه من باب متسع عليه طاق مبنى بالحجر القيشانى ويحيط بفنائه سور جدرانه من القيشانى البديع وارتفاعه نحو 15 مترا تقريبا ومن داخله أواوين وأرض المسجد مفروسة بالرخام وفى وسطه بركة ماء الى جانبها بئر ويدخل الى الروضة من باب كتب بأطرافه أيات باللغة الفارسية واسم الواقف على هذا المشهد وهو مكى سلمان بن مكى داود بن كرمى أحد تجار زنجبار وتاريخ وقفه سنة 1290 ن والداخل من هذا الباب يسلك منه الى رواق رصعت جدرانه العلوية بالمرائى البللور وسقفه بالقيشانى والروضة مربعة الشكل مقاس كل ضلع منها 20 مترا وفى اركانها الأربعة قطع المرائى البللور * وتشتمل على ثلاثة قبور تقع فى يسارها الأول قبر الإمام الهادى وابنه الامام حسن العسكرى وقبر آخر يقال له قبر نرجس ( خاتون ) يقولون إنها ا/ الأمام المهدى المنتظر وبالجهة اليمنى من الروضة قبر السيدة حكيمة بنت الامام محمد الجواد * وفى المسجد منارتان بنيتا على طراز منارات العراق بالحجر القاشانى وبينهما ساعة كبيرة مركبة على برج مقام على باب السور الخارجى تشبه تقريبا الساعة التى فى جامع القلعة وكان فى الجهة الغربية من الرواق المذكور قبور بعض الخلفاء العباسيين كالمعتصم مؤسس سامرا والمتوكل وغيرهما وقد بقيت هذه القبور الى حدود القرن الحادى عشر الهجرى فخر بها بعض غلاة الشيعة وأمر بأزالتها فى حدوث العمارة التى جرت بهذا المشهد أيام سليمان باشا الكبير وزير العراق *

وقد تجدد هذا المشهد عدة مرات بتوالى العصور عليه وفى سنة 1281 جدده الشاه ناصر الدين سلطان العجم وهو الذى غشى القبة بالذهب ورمم المسجد * وهذا المشهد يعد فى العراق عندهم من المشاهد المقدسة التى يزورها فى كل عام ألوف من مختلف البلدان *

أولاد الامام حسن العسكرى


للحسن العسكرى ولدان أحدهما جعفر وهو صاحب العقب من هذا الفرع والثانى محمد وقد مات صغيرا بأجماع أهل اسنة *

الامام محمد المهــــــــدى



وهو الذى تزعم الشيعة الأمامية أنه الامام المهدى المنتظر الذى يآتى آخر الزمان ويذهبون إلى أنه باق بقيد الحساة الى الآن ومثيم بسرداب بسر من رأى ومنه يخرج آخر الزمان ولهم فى ذلك أساطير منها أنه ولد فى ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ ( 868م ) ولما ولد ستر أبوه أمره فلم يظهره لما شاع وذاع من أنه هو المعنى فى الحديث ويقولون إنه دخل السرداب وأمه نرجس تنظر إليه فلم يعد إليها وكان عمره 9 سنين وذلك فى سنة 264 إلى آخر ما يتقولونه من تلك الأساطير التى لا حقيقة لها ولهم فى ذلك تواليف بلغت حد الكثرة تبدو لك لوائح الوضع ظاهر عليها لأول وهلة ولسنا نحاول التصرف فى هذا الموضوع بأكثر من أن تقول غنها دعوة طائلة لا أساس لها من الصحة ومن غريب أن علماء السنة من محدثين وغيرهم قد تأثروا بها تأثيررا سرى فى نفوسهم لحد صاروا فيه هم والشيعة سواء بسواء مع أننا إذا ما أنعمنا النظر فيها يستدلون به من أحاديث وآثار تروى فى هذا الصدد لم نجد حديثا واحدا منها صدر عن مصدر من مصادر الحديث الموثقة اللعم إلا حديثا واحدا فى صحيح مسلم وقد تصرح عبارته بغير ما ذاهبوا إليه – ولكنهم أولوه محاولة بحسب أهوائهم تأثيرا بما سرى إليهم من تلك الفكرة الخاطئة – ولسنا فى صدد دفع ذلك أو رده فقد رفع عنا مؤونته بن خلدون وغيره من العلماء الثقة *

وبيت القصيد من حديثنا هذا دحض تلك المفتريات التى يفتريها هؤلاء الناس الذين لا يخشون عقاب الله لا حسابه – ويتبين مما قدمناه من هذه الفذلكة النسبية ان محمد المهدى بن الحسن العسكرى الذى يدعون أنهم ينتمون اليه فى النسب لا عقب له فهاهم أهل السنة قد أجمعوا على وفاته صغيرا غير متجاوز خمس سنوات والامامية قد أجمع رأيهم كذلك على أنه دخل السرداب صغيرا غير متجاوز عشرة سنوات ، فأنى له عقل ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم * وحيث بان الصبح لذى عينين فنقول ن كل جريدة من جرائد النسب التى بأيدى هؤلاء المدعين إنما هى مزيفة مزورة فى حاجة الى تحرير وتطهير ونحن حينما نقول ذلك نقوله بصراحة لا نخشى فيه لومة لائم أو معاتبة صديق وغنى أتحدى كل نسب يدعى غير هذا ، واقسم أنى منذ عنيت بدراسة علم النسب لم يأتنى نسيب بجريدة فى يده إلا وألقيتها مزيفة إلا نفر قليل فأن كانت تنتهى الى هذا النسب فمصدرها الجواهر الأحمدية مؤلف الشيخ عبد الصمد العامى ، وإن كانت الى غيره فمن بحر الأنساب ( الأنجيل المحرف ) المنسوب لم يدعى الباز الأشهب ولعل بعض هؤلاء يحاججنا بتصديق نقابة الأشراف على هذه الجرائد * فنقول له بكل هوادة وصراحة إن نقابة الأشراف بمصر ونقابات الأقاليم لم تكن مهمتها حفظ الأنساب كيفية نقابات العالم ، بل هى تؤدى مهنة أخرى ليس لك أن تسألنا عنها وحسبك بها علما من نفسك ونعود فنتم لك حديثنا عن هذه الفذلكة لتكون حجة عليهءلاء المدعين فنقول مسجد الامام المهدى بســــامــــــرا إذا اتجه الزائر لمسجد الأمامين على الهادى والحسن العسكرى إلى زاوية المسجد الغربية يجد جدارا حاجزا بينه وبين مسجد آخر يدخل اليه من باب الى فناء صغير وقبل الدخول اليه توجد بئر هناك يتقولون عنها سدنة المسجد أقوالا غير ثابته ويتصل بالمسجد روضة دون روضة مشهد الامامين ويدخل اليها من باب فى أعلاه رخامة مكتوب عليها أبيات باللغة الفارسية تفيد تاريخ تجديد بناء هذا المسجد فى سنة 1225 ثم تدخل الى رواق تجد تجاهك مسجد صغير مقام الشعائر والى جانبه باب آخر يهبط منه الى سرداب فيه 13 درجة وتنحدر منه الى فرجة بين عقدين يسلك منها الى بهو صغير محكم البناء وتجد على يسرتك غرفة مظلمة أرضها وجدارها وسقفها من الرخام وفى أقصى هذا البهو مخدع مظلم أنيرت فيه الشموع الكبيرة والقاناديل الفضية وله باب من خشب الصندل مكتوب على إطاره آيات قرآنية وأسماء منشئيه وتاريخ سنة 606 ومساحة المخدع المذكور 3 متر طولا و1 متر عرضا و3 متر ارتفاعه وفى جهة اليمين نفق يبلغ عمقه الى مترين ونصف وعرضه متر ونصف مستدير الاطراف وهو السرداب الذى تزعم الشيعة أن الامام المهدى قد غاب فيه ، وعلى هذا السرداب قبة منشاة بالقاشانى وقد ظهر فيها سابقا مواضع قد نصدعت وجرى الاكتتاب فى ترميمها وطلائها ويوجد فى مدينة الحلة من العراق سرداب كهذا يزعم فيه هذا الزعم

الامام جعفر الزكى بن على الهادى



كنيته أبو الحسن وأبو محمد وعرف بأبى الذكور لكثرة ما كان له من الذكور توفى سنة 271هـ ودفن فى دار أبيه بسامرا وانحصر عقبه فى ثلاث عشر من ولده تكونت منهم عدة أسر فى ممالك مختلفة النقطع غالبها وبات الكثير لا يعرف منها اليوم *

واختم هذا البحث بأشارة لا يحسن بى السكوت عليها وهى أن هذه الدعوى قاصرة على أهل مصر فقط أما الأمامية أما علماء الاقطار الشرقية لا يدعون هذه الدعوى لظهور بطلانها وتزيفيها ولذلك بعضهم يستدل على جهل المصريين بعلم الأنساب لهذه الأسطورة ** وارجوا أن يكون ما حررته هنا حجة دامغة تبطل عمل المبطلي


خاتمة



روى الحسين عليه السلام عن جده صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال * ما من مسلم تصيبه مصيبة وان قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا لا أعطاه الله ثواب ذلك * رواه ابن ماجه وابو يعلى * قاله الحافظ ابن حجر فى الأصابة 8 وقال فى آخر الترجمة ص 17 ج 2 * وقد صنف جماعة من القدماء فى فضل الحسين تصانيف فيها الغث والسمين والصحيح والسقيم وفى هذه القصة التى سقها غنى * وقد صح عن ابراهيم النخعى أنه كان يقول لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم دخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم **




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط