هو محمد الأسكوبي المعروف بآلتى برمق أصله من بلدة أسكوب ،
وكان يعرف بابن الحقيرجي ، أى الخراط ، أخذ طريق البيرامية عن السيد جعفر المدفون بأسكوب ، وكان يعظ بجامع السلطان محمد بالقسطنطينية ويدرس فى الحديث والتفسير ؛ رحل إلى القاهرة وألقى فيها رحل الإقامة وأحرز جريات وجها ووعظ وممشيخة وحج منها ورجع وأقام بها ؛وله تآلبف منها : ترجمته المطول بالتركية ، والسيرة النبوية ،
هو ( محمد ) (2) بن محمد المعروف بآلتى برمق صاحب السيرة النبوية التركية أصله من بلدة أسكوب وكان يعرف بابن الجقرقجى أى الخراط ، أخذ طريق البيرامية عن السيد جعفر المدفون باسكوب وحصل طرفا عظيما من المعارف ثم قدم قسطنطينية ووعظ بها بجامع السلطان محمد وحدث وفسر واشتهر صيته ثم رحل إلى القاهرة وألقى رحل الاقامة وأحرز جرايات وجهات ووعظ ومشيخة وحج منها ورجع وأقام بها وله تآليف منها ترجمة المطول بالتركية والسية التركية وهى ترجمة معارج النبوة وترجمة نكارستان غفارى سماه نزهة جهان ونادرة الزمان وكان عذب البيان وقد عين الشيخ محمد الأسكوبى المدعو ألطى برمق شيخا على الحنفية المقيمين بها منطلق اللسان وحلو المحاوره لطيف المجاورة شريف النفس عظيم الجاه مشهورا بعظم القدر والشان وبالجملة فهو مفرد زمانه واوحد اقرانه وكانت وفاته فى سنة ثلاث وثلاثين والف ( 1623 م ) ، وضريحه بالجهة البحرية من المحراب ويعرف بين الأهالى بسيدى محمد ألطى برمق
وعلى باب الضريح أبيات شعرية تنتهى بالعبارة الآتية
ذهب هذا العالم فى سبيل الخيانة
ونصها معربا :
آلتى برمق هو فريد العلماني الدنيا والذى رحلته عازم
الفردوس . من قال الهاتف لروحه مؤرخا ذهب هذا
العالم فى سبيل الخيانة
أنشأه محمد أفندي ابن محمد الأسكوبي، الشهير باسم ألتى برمق، قبل وفاته بالقاهرة سننة 1623م (1033هـ). ملحق به قبة ضريحية وسبيل. والشيخ محمد بن محمد الأسكوبي الشهير باسم ألتى برمق هو خطيب وإمام جامع الملكة صفية الذي بنى بالقاهرة سنة 1610م، ولد بمدينة اسكوب وهي سكوبلي في البوسنة حاليا وتقع على نهر قردار وتذخر بالعمائر التركية الجميلة. وكان الشيخ محمد يلقب بابن الجقرقجي أى الخراط. كان ألتى برمق يجيد اللغتين العربيّة والتركية. تَبحّر في العلوم العقلية والدينية. انتقل الى القسطنطينية وتولى الوعظ بجامع السلطان محمد. ألف العديد من الكتب في علوم الدين، كما الف كتابا في السيرة النبوية باللغة التركية. طلبت الملكة صفية في جهة جامعها أن يقوم بالوعظ والخطابة فيه الشيخ محمد بن محمد ألتى برمق وذكرت: "أن أنوار مصابيح علمه ظاهرة، ومشارق شموس فضله باهرة". جاء ألتى برمق الى القاهرة وقضى معظم حياته فيها حيث عاش بها أكثر من أربعين سنة حتى وفاته سنة 1033هـ/ (1627م)، ودُفن أمام محراب جامعه 1.
بنى الجامع على مساحة مستطيلة أبعادها 12.92م×14م وهو من الجوامع المعلقة بنى تحته مجموعة من الحوانيت للصرف من ريعها على الجامع واقامة الشعائر به. لا يوجد للجامع صحن وتتكون مساحة الصلاة من ثلاثة أروقة الاوسط أوسعها تقوم على بائكتين عموديتين على جدار القلة. سقف الرواقين الجانبيين يتكون من أربعة أقبية متقاطعة. والرواق الأوسط يغطيه سقف من الخشب ما عدا المساحة التي تتقدم المحراب فيغطيها قبوة مدببة. محراب الجامع يتوسط صدر الرواق الأوسط، وعلى يسار المحراب باب يؤدى الى القبة الضريحيّة خلف المحراب. المحراب مجوف تتوجه طاقية بعقد مدبب، وهو مكسو مع الجدار الممتد على جانبيه ببلاطات الخزف الملون من صناعة مدينة إزنك بالإناضول يكتنف المحراب عمودان من الرخام لهما تيجان كأسية الشكل. يحيط بجدران الجامع فوق مستوى الكسوة الخزفية إزار من الخشب مقسم الى مناطق مستطيلة تحتوى على كتابات باللغة التركية يصعب قراءتها حاليا لطمس معظمها وربما تحتوى على تاريخ انشاء الجامع.
للجامع ثلاث واجهات، الواجهة الشمالية الشرقية وتطل على شارع الغندور ويوجد في الطرف الشمالي منها المدخل الرئيسي للجامع، وعلى يمين المدخل واجهة السّبيل الملحق بالجامع، وتوجد المئذنة في الطرف الشرقي من الواجهة. يكتنف كتلة المدخل مكسلتان (جَلْسَتَان) من الحجر لجلوس الحارس. المدخل عميق يتوجه عقد مدائني ثلاثي القصوص خال من الزخارف والمقرنصات. المئذنة منخفضة غير شاهقة تتكون من طابقين فوق قاعدة مربعة. يبدأ الطابقان من سطح الجامع الأول مثمن والثاني مستدير اسطواني تعلوه قمة مدببة على شكل مسلة على الطراز العثماني.
القبة الضريحيّة توجد خلف المحراب وهي مربعة طول ضلعها 5 أمتار وبها محراب مجوف. السبيل يوجد في الطرف الشمالي للواجهة الشمالية الشرقية وهو مستطيل به شباك من مصبعات نحاس يطل على الشارع الرئيسي. الجامع قائم حاليا بشارع الغندور المتفرع من سوق السلاح بقسم الدرب الاحمر، ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة
ألتي برمق : كلمة تركية معناها " ذو الأصابع الستة". أنظر: سعاد ماهر : مساجد مصر ، ج5 ص 175 - 177. محمد حمزة الحداد موسوعة العمارة الاسلامية في مصر من الفتح العثماني حتى عهد محمد علي. - القاهرة، مكتبة زهراء الشرق، 1997. مج 2 قسم1 ص 168-185. هدايت علي تيمور: جامع الملكة صفية. رسالة ماجستير غير منشورة.
-------------------------------------
1 – ابن حجر فى الدرر الكامنة – إنباء الغمر – ابن تغرى بردى فى المنهل الصاقى – ابن بهادر المؤمنى فى فتوح النصر – المزارات لحسن قاسم ج5 –
2 – خلاصة الآثر ج 4 – فاروق عسكر فى دليل القاهرة ج 3 - سعاد ماهر مساجد مصر