موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أخبار الزينبيات ( لحسن محمد قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 08, 2022 10:42 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113



*******على بن عبد الله الزينى (1)******



ولما كان عقب السيدة زينب رضى الله عليها هذه محصور فى ولدها على الأكبر فلنذكر ما وقفنا عليه من أخباره ( قال ) الناصرى ( على ) بن عبد الله هذا هو المعروف بالزينى نسب إلى أمه زينب بنت على بن أبى طالب وأمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولد على هذا مزيد شرف على سائر ولد عبد الله بن جعفر لمكان أمهم زينب من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفى ذرية على هذا ألف الحافظ السيوطى رسالته الزينبية ( قال ) ابن عنبة : كان على الزينبى يكنى أبا الحسن وكان يسمى عليا وكلهم يصلح للخلافة وهم على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، وعلى بن عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب ، وعلى بن عبد الله بن جعفر الطيار ، وناهيك بمن قرن فى الفضل بزين العابدين وعده أهل زمانه من الأفراد الذين يصلحون للخلافة ، قال مصعب : وكان على الزينبى متزوجا بلبابة بنت عبد الله بن عباس ترجمان القرآن الكريم فولدت له ولم يمسى مصعب من ولدت ، وقال ابن عنبة : كان لعلى الزينبى من الولد ابنان وخمسة رجال وهم ، اسححاق ومحمد وإبراهيم واسماعيل ويعقوب ، وأعقب منهم اسحاق ومحمد وذكر فى موضع آخر أن من اولاده الحسين قال وله بنت اسمها زينب تزوجها حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس السقا ابن على بن أبى طالب فولدت له القاسم وقال : الأزورقانى أعقب من ولد على الزينبى رجلان اسحاق الأشرف وأبو جعفر محمد الجواد ، فأما اسحاق بن على الزينبى فقال ابن عنبة أعقب من سبعة رجال ، وقال الأزورقانى انتشر عقبه من خمسة رجال فقط وهم الحسن وعبد الله ومحمد الأصغر وأبو الفضل جعفر وهو بطن وحمزة وهو بطن أيضا ، فأما الحسن بن اسحاق الأشرف فقال الأزورقانى له أربعة معقبون ،وعقبهم بالكوفة ومصر وقال ابن عنبة : من ولده الحسين ابن الحسن المذكور يلقب زقاقا ، ويقال لعقبة بنو زقاق ، وأما عبد الله ابن اسحاق الأشرف ف كر الأزورقانى له أعقابا كثيرة بفارس والدينور والرى والمدينة ومصر ونصيبين من رجلين اسم كل واحد منهما عبد الله أحدهما الأكبر والآخر الاصغر ، وقال ابن عنبة منهم أبو جعفر محمد ابن جعفر بن الحسين بن محمد بن جعفر بن عبد الله المذكور ، ثم قال لا أدرى أهو عبد الله الأكبر أم الأصغر .

( وأما ) محمد الأصغر بن اسحاق الاشرف فكان يلقب بالعنظوانى قال ابن عنبة : أعقب من ولده رجلان ، ومهما الحسن وعلى ولعلى بنت اسمها فاطمة كانت متزوجة بابراهيم بن على بن عبد الله بن الحسين بن على زين العابدين فولدت له الحسين بن ابراهيم ، وقال الزورقانى عقب محمد العنظوانى بمصر والرملة ودمياط ولكوفة وهم فخذ كبير .

( وأما ) أبو جعفر محمد الجواد بن على الزينبى فقال ابن عنبة : كان جليلا من أجل الناسقدرا وكان له عدة من الولد أعقب منهم أربعة وهم كما عند الازورقانى يحيى وعيسى وعبد الله أبو الكرم وابراهيم الأعرابى ( أعقب ) يحيى سبعة عشر ولدا والعقب منهم فى ثلاثة وعقب عيسى بالعراق وشيراز من محمد المطبقى وعقب عبد الله أبىالكرم من ثلاثة ومن أبنائه وهم ابراهيم محمد ويقال له أبو الكرم الأصغر ويلقب بأحمر عينيه وابو الحسن داود وكان لابراهيم الأعرابى خمسة عشر ابنا سمى منهم ابن عنبة ثمانية وهم الآتى ذكرهم فيما بعد ذلك .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

التعليق



من الاحاديث التى رواها عبدالله الزينبى وروى الطبراني عن عبد الله بن محمد بن عقيل منقطعاً - لأن عبد الله لم يدرك القصة - أن فاطمة رضي الله تعالى عنها لما حضرتها الوفاة أمرت علياً فوضع لها، فاغتسلت وتطهرت، ودعت بثياب أكفانها ثياب غلاظ خشن، فلبستها ومست من حنوط، ثم أمرت علياً ألا تكشف إذا قبضت، وأن تدرج كما هي. وروى الإمام أحمد بسند فيه من لا يعرف عن أم سلمة قالت: اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شكواها التي قبضت فيها فكنت أمرضها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها، قالت: وخرج علي لبعض حاجة فقالت: يا أمه، اسكبي لي غسلاً فسكبت لها غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل. ثم قالت: يا أمه، أعطيني ثيابي الجدد فأعطيتها فلبست. ثم قالت: يا أمه، قدمي فرشي وسط البيت ففعلت، فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت: يا أمه، إني مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفني أحد. فقبضت مكانها. فجاء علي فأخبرته بالذي قالت وبالذي أمرتني، فقال علي رضي الله تعالى عنه: والله لا يكشفها أحد، فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك ولم يكشفها ولا غسلها أحد
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الجعافرة في مصر



في مصر طوائف يُسمَّون (الجعافرة)، اشتبه أمر حقيقتهم على الكثيرين. و في هذا المقال شيئان، أوّلهما: تبيان ذريّة السيّدة زينب بنت أميرالمؤمنين عليهما السّلام و انتشار هذه الذريّة، ثم تبيان حقيقة (الجعافرة) و أن نسبتهم هذه لاتتعدى انتساب بعضهم بالنسب فقط، لا بالمذهب إلى الإمام جعفر الصادق عليه السّلام.

وانتساب البعض الآخر إلى عبدالله بن جعفر: عقب السيدة زينب عليها السّلام محصور في ولدها علي الأكبر، و سنذكر هنا ما وقفنا عليه من أخباره.

قال الناصري: علي بن عبدالله بن جعفر هذا هو المعروف بالزينبي نسبة إلى أمّه زينب بنت علي بن أبي طالب وأمّها فاطمة الزهراء بنت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم. ولولد علي هذا مزيد شرف على سائر ولد عبدالله بن جعفر، لمكان أمّهم زينب من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، و في ذريّة علي هذا ألّف الحافظ السيوطي رسالته (الزينبية). قال ابن عنبة: كان علي الزينبي يكنى أبا الحسن وكان سيّداً كريماً.ونقل الأزورقاني من كتاب (المصابيح) تأليف أبي بكر الورّاق، قال: كان ثلاثة في عصر واحد بني عمّ يرجعون إلى أصل قريب، كلّهم يسمّى عليّاً وكلهم يصلح للخلافة، وهم: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلّب، و علي بن عبدالله بن جعفر الطيار. و ناهيك بمن عده أهل زمانه من الأفراد الّذين يصلحون للخلافة.

قال مصعب: وكان علي الزينبي متزوّجاً بِلُبابة بنت عبدالله بن عبّاس ترجمان القرآن، فولدت له ولم يُسمِّ مصعبٌ مَن وَلَدت.

وقال ابن عنبة: كان لعلي الزينبي من الولد ابنتان وخمسة رجال، وهم: إسحاق ومحمّد وإبراهيم وإسماعيل ويعقوب، أعقب منهم إسحاق ومحمّد. وذكر في موضع آخر أن من أولاده الحسين، قال: وله بنت اسمها زينب تزوّجها حمزة بن الحسن بن عبدالله بن العباس السقّا بن علي بن أبي طالب فولدت له القاسم.

وقال الأزورقاني: أعقب من ولد علي الزينبي رجلان: إسحاق الأشرف وأبوجعفر محمّد الجواد؛ فأما إسحاق بن علي الزينبي فقال ابن عنبة: أعقب من سبعة رجال.

وقال الأزورقاني: انتشرعقبه من خمسة رجال فقط، وهم: الحسن و عبدالله و محمّد الأصغر وأبوالفضل جعفر ـ وهو بطن، وحمزة ـ وهو بطن أيضاً.

فأما الحسن بن إسحاق الأشرف فقال الأزورقاني: له أربعة معقبون، وعقبهم بالكوفة ومصر. وقال ابن عنبة: من ولده الحسين بن الحسن المذكور يُلقَّب زقاقاً، ويقال لعقبه بنو زقاق. وأمّا عبدالله بن إسحاق الأشرف، فذكر الأزورقاني له أعقاباً كثيرة بفارس والدينور والري والمدينة ومصر ونَصيبين من رجلَين اسم كل واحد منهما عبدالله، أحدهما الأكبر والآخر الأصغر. وقال ابن عنبة: منهم أبوجعفر محمّد بن جعفر بن الحسين بن محمّد بن جعفر بن عبدالله المذكور، ثم قال: لا أدري أهو عبدالله الأكبر أم الأصغر. وأما: محمّد الأصغر بن إسحاق الأشرف فكان بالعنظواني، قال ابن عنبة: أعقب من ولده رجلان، وهما الحسن وعلي، ولعلي بنت اسمها فاطمة، كانت متزوجة بإبراهيم بن علي بن عبدالله بن الحسين بن علي زين العابدين، فولدت له الحسين بن إبراهيم. وقال الأزورقاني: عقب محمّد الغنظواني بمصر والرملة ودمياط والكوفة، وهم فخذ كبير. وأما أبوجعفر محمّد الجواد بن علي الزينبي فقال ابن عنبة: كان جليلاً من أجلّ الناس قَدراً، وكان له عدّة من الولد، أعقب منهم أربعة وهم ـ كما عند الأزورقاني: يحيى وعيسى وعبدالله أبوالكرام وإبراهيم الأعرابي. أعقب يحيى سبعة عشر ولداً والعقب منهم في ثلاثة، وعقب عيسى بالعراق وشيراز من محمّد المطبقي، وعقب عبدالله أبي الكرام من ثلاثة من أبنائه وهم: إبراهيم ومحمّد، ويقال له أبوالكرام الأصغر ويلقب بأحمر عينيه، وأبوالحسن داود. وكان لإبراهيم الأعرابي خمسة عشر ابناً سمّى منهم ابنُ عنبة ثمانية، وهم الآتي ذكرهم فيما بعد ذلك.

وفيهم جعفر أمير الحجاز، ولكل منهم عقب طويل منتشر. وإلى جعفر أمير الحجاز هذا ينتهي نسب نقيب الأشراف الزينبيين في مصر في القرن السابع الهجري، وهو الأمير فخرالدين أبونصر إسماعيل بن حصن الدولة فخر العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن أبي جميل دِحية بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر الأمير المذكور بن إبراهيم الأعرابي بن محمّد الجواد بن علي الزينبي بن عبدالله بن جعفر الطيّار. ترجمه المقريزي في الخطط في الجزء 40 منها في الكلام على المدرسة الشريفية، وإلى أبيه نسبت مدينة ديروط الّتي بصعيد مصر، إذ كان بها استقراره فيقال: ديروط الشريف.

وكان المترجم مشهوراً بالخير والصّلاح، تولى إمارة مصر في أيام الدولة الأيّوبيّة، ومن إنشائه المدرسة الشريفية المعروفة بجامع العربي لدفن العالم المشهور سيدي علي بن العربي السقّاط الفاسي بها، وهي الواقعة بحارة الشرابية بشارع الجودرية الكبيرة بالقاهرة بينها وبين مدرسة الأمير بيبرس الخياط مسيرة بضع دقائق. وتوفّي الشريف هذا بالقاهرة في سابع عشر رجب عام 613 هـ ، وأبوه الشريف ثعلب المذكور وهو أوّل من تولّى نقابة الأشراف الزينبيين بالديار المصرية، وتربتهم بالقرب من مشهد الإمام الشافعي وتعرف بمشهد السادات الثعالبة، وقد كتبنا عنها باستفاضة في كتابنا (المزارات المصرية)

ونذكر في هذه العجالة فذلكة أنسابهم إلى منتهى جموعهم فنقول: إن هؤلاء السادة تفرّعت شجرتهم الزكيّة من إبراهيم الأعرابي بن محمّد الجواد بن علي الزينبي. قال عنه ابن عنبة: كان من أجلة بني هاشم، وأمّه بنت عبدالله بن عباس.

وذكر الأزورقاني أن أولاده خمسة عشر ابناً ولم يُسمِّهم، وسمّى منهم ابن عنبة ثمانية. قال وهم: عبدالله وهاشم وصالح ومحمّد ويحيى وعبدالرحمن وعبيدالله وجعفر أمير الحجاز.

قال الأزورقاني: فأمّا عبدالله وصالح وهاشم فلا عقب لهم، وأمّا محمّد ويحيى وعبدالرحمن فلهم عقب مُقِلّ.

قال ابن عنبة: ووجدت لعبد الرحمن بن إبراهيم الأعرابي محمّداً وأحمد وعليًّا. وأمّا عبيدالله فقال ابن عنبة: لا أعلم من ولده إلا الحسن بن علي بن عبيدالله وإبراهيم بن عبيدالله.

قال الأزورقاني: ولإبراهيم بن عبيدالله ابنان وهما الحسين وعلي، ومن ولده أبوالحسن الجعفري الرئيس بدمشق وفيه البيت والعَدد.

وأمّا جعفر الأمير ـ وقيل له الأمير لأنّه كان أميراً بالحجاز ـ فقد أخرج الله تعالى من ظهره الكثير الطيّب، وهو الحد الأدنى للسّادات الثعالبة.

قال الناصري في (الطلعة): كان له من الولد عشرة وهم: سليمان وداود وموسى الخفاجي وعبدالله الخليصي وعيسى الخليصي وإبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف ومحمّد. زاد السيّد مرتضى الحسن وهارون وأحمد والحسين. قال: والثلاثة الأخيرون لم يُعقِبوا ولم يذكر يعقوب ولا عيسى. أعقب سليمان محمّداً وأمّه زينب بنت عيسى بن زيد الشهيد بن علي زين العابدين، وقد مات محمّد عن غير عقب. وأعقب داود أبا طالب، كان ببغداد ومات عن غير عقب. وأمّا موسى الخفاجي وعبدالله الخليصي وباقي أخواتهما: لكل منهم عقب ذيول منتشرة.

موسى الخفاجي بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي، قال الأزورقاني: كان لموسى الخفاجي سبعة أولاد وعقبهم بالمدينة ومصر والمغرب، وقال ابن عنبة: ومن ولده علي الملقّب بقطاة بن يوسف بن الحسن بن موسى.

قال الأزورقاني: عقب عبدالله الخليصي يقال لهم القرشيون وعقبه من خمسة رجال وهم: حمزة وأحمد ومحّمد القرشي وإسحاق وعلي الشاعر. فأمّا حمزة وأحمد فلهما عقب مقلّ، وأما محمّد القرشي فعقبه بمصر. وأما إسحاق فعقبه بالموصل، منهم نقيب الموصل الحسن بن محمّد بن القاسم بن إسحاق، ولا عقب للنقيب المذكور. وأمّا علي الشاعر فله ذيل طويل بمصر والمغرب، وترجم لعلي الشاعر هذا أبوالفرج الإصفهاني في كتاب الأغاني ترجمة حسنة وأثبت له نوادر وأشعاراً حِساناً.


قال الأزورقاني: عقب عيسى من عبدالله بن عيسى نزيل طبرستان، ولعبدالله محمّد ـ وفي عقبه العدد والكثرة ـ له ثمانية مُعقِبون، أحدهم: محمّد الطويل الملقّب بمزوار، عقبه بالحجاز والموصل وبغداد، والحسن وعيسى ويوسف وعلي وأحمد وموسى وداود، ولجميعهم أعقاب.

أعقب يعقوب كما في أنساب الأزورقاني من ولده القاسم وحده، ويقال لولده القاسميّة وبنو القاسم. وللقاسم المذكور أولاد مُعقبون أكثرهم عقباً جعفر وموسى وعلي. فأمّا جعفر فله ذيل منتشر، وأمّا موسى فعقبه منتسعة وهم: إسحاق وسليمان وميمون وحمزة ومحمّد وأبوعبدالله (المقتول في حرب بني الحسن وبني جعفر) وداود وعبدالله وعيسى والحسين، ولهم أعقاب كثيرة بالحجاز، وانتقلت طائفة منهم إلى صعيد مصر.

الأزورقاني: أعقب محمّد بن جعفر الأمير من ستّة رجال، وهم: عيسى وإبراهيم وداود وموسى الهراج. هؤلاء الأربعة أمّهم زينب بنت موسى الجون بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وإدريس وصالح، فأما عيسى فعقبه من خمسة رجال وإبراهيم من ثلاثة ولهم عقب كثير. قال ابن عنبة: منهم يحيى بن إبراهيم المعروف بالعقيقي. قال أبوالحسن العمري: له بقية بأسوان ودمشق والعقيق. وأما داود وموسى فلكليهما عقب، فلداود سبعة عشر ابناً أعقب منهم ثمانية ولجميعهم ذيل منتشر ـ قاله الأزورقاني. ولموسى عقب مقل. قال ابن عنبة والسمرقندي ويعرف عقبه: بني هراج بالراء المهملة بعدها ألف وجيم ومن عقبه الأمير أبوكلاب جد قبائل بني كلاب أهل درعة وسجلماسة وتافيلالت: وإلى الأمير أبي كلاب هذا ينتهي نسب العارف سيدي محمّد بن ناصر الدرعي السجلماسي جد السادة بني ناصر كما في (طلعة المشتري). وقد رفع نسبه بأنّه هو الشيخ أبوعبدالله محمّد فتحا بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن ناصر بن عمر بن عثمان بن ناصر بن أحمد بن علي بن سليم بن عمرو بن أبي بكر بن المقداد بن إبراهيم بن سليم بن حريز بن حبيش بن كلاب بن أبي كلاب أبي كلاب بن إبراهيم بن أحمد بن حامد بن عقيل بن معقل بن موسى الهراج بن محمّد بن جعفر بن الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبدالله بن جعفر الطيار بن أبي طالب. وأم موسى الهراج زينب بنت موسى الجون بن عبدالله المحصن بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب. وأم عبدالله المحض فاطمة الكبرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، وأم فاطمة أم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيمي، فمن كان من هذا الفرع فعليه ولادة من ذكر. قال السيد مرتضى في (الروض): من ولد الحسن بن جعفر الأمير: سرور بن رافع بن الحسن، له إثنان سلطان وعلي، والأخير له عبدالواحد، وعبدالواحد له اثنان إبراهيم وعبدالغني، والأخير له الإمام الحافظ الجماعيلي أحد أئمّة الحديث في القرن السادس ترجمه الذهبي في (تاريخ الإسلام) وُلد سنة 540 هـ بجماعيل إحدى قرى نابلس وتوفي بمصر سنة 600 هـ ودفن بالقرافة عند أبي عمرو بن مرزوق، وأما إبراهيم فله أبوبكر محمد.

أما سلطان بن سرور فله جمال الدين أبوالفرج نعمة الله، وهو له اثنان فخرالدين عبدالمنعم وسعد، والأخير له يوسف، ويوسف له أبوعمر محمد نزل مع عشيرته من وادي القرى إلى السويط قرية بالشام ثم أوائل سنة 500 هـ نزلوا إلى مصر وإليهم نُسبت قرية الجعفرية، وأعقب من ولده عبدالله وأعقب عبدالله يوسفَ ومحمداً، والأخير من ولده الإمام المحدث ناصرالدّين محمد الجعفري ولد بالجعفرية سنة 793 هـ وسمع الحديث من الولي العراقي والحافظ ابن حجر، وتوفي بمصر سنة 887 ترجمه السخاوي في (الضوء اللامع) وله أخوة أربعة.

وأما عبدالمنعم فأعقب من ولده شرف الدين عبدالرحمن كان إماماً محدثاً بنابلس وهو جد الجعافرة آل نابلس، ولهم ألّف السيّد مرتضى رسالته (الروض المعطار)
يوسف بن جعفر الأمير
ويوسف بن جعفر الأمير: أمّه مخزومية، وهو أبو الأمراء بأرض الحجاز. قال الأزورقاني: له أربعة عشر ابناً أعقب منهم اثنان، وهما: إبراهيم ومحمد، ولكليهما عقب. وامتدّ عقب محمد أكثر من أخيه، وكانت الإمارة في أبنائه، منهم أمراء خيبر ووادي القُرى والجُحفة. ومن ولده: إسحاق وجعفر ومحمد ويوسف وعبدالصمد ويحيى والعباس وصالح وحمزة وهارون ويعقوب وأحمد الشاعر وعبدالله وسليمان وعبدالملك وإدريس. هؤلاء كلهم أمراء، والأخير في عقبه سيادة بني جعفر ببادية الحجاز.

إسماعيل بن جعفر الأمير



قال في (طلعة المشتري) عن إسماعيل بن جعفر الأمير: كان متزوّجاً برُقيّة بنت موسى الجون، وكانت أختها زينب عند أخيه محمد بن جعفر، وعقبه من خمسة رجال كما أفاده الأزورقاني وهم: محمد الأصغر وأحمد وعيسى صاحبا الجار وقيل الخان، ومحمد الأكبر وإبراهيم. فأمّا محمد الأصغر فقيل له عقب وأحمد عقبه ببغداد ومصر والبصرة. وعيسى عقبه بهمذان ومصر منهم أبوالحسن الصوفي الزاهد علي بن يعقوب بن عيسى الملقب بالجارح. قال الأزورقاني: كان يختم القرآن ويطرح لكل ختمة نواة في سلة، فلمّا مات لم يخلف غيرها وكانت ملأى من النوى، مات بمصر وله ولد.

وأمّا محمد الأكبر بن إسماعيل فيعرف بالشعران، روى عنه الزبير بن بكّار وطبقته. قال الأزورقاني: أولاده المُعقِبون لِصُلبه ستة، أحدهم: عبدالله بن محمد الشعران، له أعقاب كثيرة ببغداد والموصل. وأما إبراهيم المنتهي إليه نسب هؤلاء السادات فله ذيل طويل، ومن ولده موسى الأكبر بن إبراهيم. قال الأزورقاني: له أربعة عشر ابناً لكلٍّ منهم عقب مذيل، أحدهم داود الأوسط جدّ مَن بنيسابور وبيهق ومرو. (قال) ابن عنبة: ومن ولد إبراهيم بن إسماعيل هذا محمد المعروف بابن جدبة. ومنهم داود بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم المذكور مات بمصر. (قال) العَمْري: وله ولد يلقب برغوثاً مات بمصر أيضاً، ومنهم موسى الأصغر بن إبراهيم جد بني ثعلب أمراء الحجاز، أعقب من أبنائه ثلاثة وهم سليمان وداود وجعفر وعرف عقب سليمان بالسليمانية وداود وجعفر كلاهما جد بني ثعلب فلداود ثعلب، الحجازي عرف بالكبير للتمييز. قال المقريزي في (البيان والإعراب): منهم عشيرة نزلت بجرجا يعرفون ببني طلحة وبني مسلم وهو مسلم بن عبدالله بن الحسين بن ثعلب المذكور. وأما جعفر الذي ينتهي إليه سياق نسب هؤلاء السادات فلم يمتد له إلاّ من حفيده الشريف ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن يعقوب بن أبي جميل دحية بن جعفر. والشريف ثعلب هذا خلف من الأولاد ستة، وهم: إسماعيل وعلي وعبدالملك و فارس وحسام ونصار، ولكل منهم عقب فلإسماعيل جمال الدّين مرا ومحمّد وإبراهيم و علي وأبوجميل حسان وعبدالله، ولعلي قيصر ونصير وقيس وإبراهيم، ولعبدالملك حامد وعيسى، ولفارس مودود وصلاح وعبدالعزيز وكليب وأحمد وجمال الدين وجزى وإسماعيل وسخطة، ولحسام ثعلب وحامد ومسلم ويعقوب ومحمد وأحمد، ولنصار ابنة واحدة.

ومن مشهوري أولاد جمال الدين مرا بن فخرالدين إسماعيل بن شريف ثعلب، شرف الدين عيسى. ومن ولد محمد بن إسماعيل: الشريف النعجردي. ومن أولاد الأمير نجم الدين علي بن إسماعيل أمير الجعافرة ورئيسهم في دولة المعز إيبك التركماني، ووقعت له حادثة امتُحن فيها بالقبض عليه والسجن حتى آل الأمر إلى شنقه الظاهر بيبرس وشُنق معه الأمير جمال الجعفري السليماني، وقبلهما شُنق الأمير سخطة بن فارس بن إسماعيل علي باب زويلة في حكاية مذكورة سنة 652 هـ

طوائف الجعافرة ومساكنهم بالوجه القِبلي



معظم ما بالوجه القبلي اليوم من الجعافرة يرجعون إلى هذا الفرع، لاستقرار أسلافهم بها. وقد ذكر المقريزي أن مساكنهم كانت من بحرَي منفلوط إلى سمالوط غرباً وشرقاً، ولهم بلاد أخرى يسيرة. وثَمّ طائفة منهم من غير هذا الفرع، لكن معظمهم يجهلون رفع أنسابهم على الوجه الصحيح

.ولعبدالله بن جعفر جد هذه الشعبة أولاد آخرون من غير السيّدة زينب، وقد أنافوا على العشرين. والعقب لأربعة منهم وهم: علي الزينبي ومعاوية وإسماعيل وإسحاق ولكل منهم ذيول منتشرة في سائر الأقطار والأمصار، ومنهم طائفة نزلوا بصعيد مصر وامتدت جموعهم من أسوان إلى قوص وكان نزولهم إليها في أوائل القرن الخامس الهجري، وسبب نزولهم على ما حكاه المؤرخون تغلّب بني الحسين عليهم بنواحي المدينة وإخراجهم منها فاستقر فريق منهم بالوجه القبلي وتناسلوا فيما بينهم وانتقل جماعة منهم إلى بلاد المغرب واستوطنوا درعة وسجلماسة ولهم ذيول منتشرة من أعيانهم الشرفاء الناصرية نسل سيدي محمد بن ناصر الدرعي العالم المشهور، وقد تقدم رفع نسبه إلى علي الزينبي. ومن ولد إسحاق بن عبيدالله بن جعفر المذكور طائفة قدمت مع مَن قدم واستقرت بقوص وتناسلوا فيما بينهم ثم انتقل أحد أفرادهم إلى أخميم وهو الولي المشهور كمال الدين بن عبدالظاهر دفينها وصاحب المقام الشهير بها، ورفع نسبه على ما ذكره الأدفوي علي بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن عبدالظاهر بن عبدالولي بن الحسين بن عبدالوهاب بن يوسف بن يعقوب بن محمد بن أبي هاشم بن داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، توفي سنة 701 هـ ودفن بأخميم وله بها عقب منتشر إلى الآن. ومن الجعافرة الذين هم بالصعيد أيضاً: فروع إسحاق وأخويه، وهم طوائف كثيرة وجميعهم ينتمون إلى هذا النسب بالشهرة التي توارثوها عن أسلافهم، وليس بأيديهم ظهائر أو مراسيم تدل على ذلك، وقع بينهم تخليط كثير؛ ففريق منهم يرفع نسبه إلى الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر عليه السّلام، وأهل العلم منهم يرفعه إلى عبدالله بن جعفر. وهذا هو المقطوع بصحته، إذ لايعرف للإمام جعفر الصادق ذريّة بالوجه القِبلي إلاّ بأسيوط ومنفلوط وطهطا من ولده محمد المأمون، وقد تفرعت شجرتهم من الشريف قاسم الطَّهطاوي التلمساني الأصل دفين طهطا وصاحب المقام الشهير بها. ولجعفر فروع أخرى بالصعيد المشهور، منها فرعان: الأول ينتهي في إسماعيل الإمام بن جعفر والجد الأدنى لهذا الفرع هو أبوالحجاج الأقصري دفين الأقصر بأعلى الصعيد وله ذرية منتشرة بأغلبها بالوجه القبلي، الفرع الثاني يلتقي مع فرع طهطا في محمد المأمون وانحصر هذا الفرع في أشراف قنا ذرية الشريف عبدالرحيم بن أحمد السبتي الغماري دفين قنا الولي المشهور، وقديماً كان يوجد بقنا فرع جعفري من نسل موسى الكاظم عليه السّلام فصار إلى فوة لنقلة بعض أفراده إليها وانتشار ذريته بها السيد عبدالرحيم القنائي صاحب الضريح المزار بها. ومن هذا الفرع تفرعت أشراف مطوبس والحدين وكفر ربيع، وقد يزعم بعض من يمتّ إلى هذا النسبِ أن جدهم المذكور في جرائد نسبهم هو السيد عبدالرحيم القَنائي المدفون بقَنا، وهو خطأ واضح نبّهتُ عليه في كتابي (تاريخ السيّد أحمد البدوي) في الكلام على أشراف فوة وقنا. فهذه هي الفروع الحسينية الجعفرية، وباقي ما بالصعيد من الأشراف حسنية جدّهم الأعلى الحسن المثنى بن الحسن السبط وهم فرعان: الفرع الأول ـ الأدارسة أشراف فاووببلا ونواحيهما ينتهون في المولى إدريس الأزهر جد شرفاء بلاد المغرب من طريق حفيده المولى عبدالعزيز الميموني الغماري المهاجر من غمارة إلى مصر في سنة 708 ـ في أيام الناصر محمد بن يعقوب الموحدي ـ وتدير مدينة فاو من عمل قوص وبها توفي وانتشر هذا الفرع من ولده الشريف إدريس، فهو الجد الجامع لقبائل الأشراف الأدارسة الذين هم بالصعيد ومصر. والفرع الثاني من ذرية الحسن المذكور أشراف سمهود و المنشاة وجرجا ودشنا عدا السادة الوفائية الحسنية فهم من فرع آخر، جدهم الأعلى داود بن الحسن المثنى الملقب دعلام ـ والأدنى جلال الدين أبو العلياء، وهو القادم من هذا الفرع إلى مصر في القرن السابع الهجري، قدم من البصرة هو وابن عمه جلال الدين النقيب فاستوطن مصر وسكن سمهود وانتشرت ذريّته من ولده محمد الملقّب بأبي عيسى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أخبار الزينبيات ( لحسن محمد قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 12, 2022 10:19 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

عبد الله الخليصي



( قال ) الأزورقاني : عقب عبد الله الخليصي هذا يقال لهم القرشيون وعقبه من خمسة رجال وهم ، حمزة واحمد ومحمد القرشي وإسحاق وعلي الشاعر ( فأما ) حمزة وأحمد فلهما عقب مقل ( وأما ) محمد القرشي فعقبه بمصر ( وأما ) إسحق فعقبه بالموصل منهم نقيب الموصل الحسن بن محمد بن القاسم بن إسحاق ولا عقب للنقيب المذكور ( وأما ) علي الشاعر فله ذيل طويل بمصر والمغرب وترجم لعلي الشاعر هذا أبو الفرج الاصفهاني في كتاب الأغاني ترجمة حسنة وأثبت له نوادر وأشعار حسانا.


عيسى الخليصي



قال الازورقاني : عقبه من عبد الله بن عيسى نزيل طبرستان ولعبد الله محمد وفي عقبه العدد والكثرة له ثمانية معقبون أحدهم محمد الطويل الملقب بمزوار عقبه بالحجاز والموصل وبغداد والحسن وعيسى ويوسف وعلي وأحمد وموسى وداود ولجميعهم أعقاب.

إبراهيم بن جعفر الأمير



أعقب يعقوب هذا كما في أنساب الأزورقاني من ولده القاسم وحده ويقال لولده القاسمية وبنو القاسم ، وللقاسم المذكور أولاد معقبون أكثرهم عقبا جعفر وموسى وعلي ( فأما ) جعفر فله ذيل منتشر ( وأما ) موسى فعقبه من تسعة وهم إسحاق وسليمان وميمون وحمزة ومحمد وأبو عبد الله ( المقتول في حرب بني الحسن وبني جعفر ) وداود وعبد الله وعيسى والحسين ولهم أعقاب كثيرة بالحجاز وانتقلت طائفة منهم الى صعيد مصر.

محمد بن جعفر الأمير



( قال ) الأزورقاني : أعقب من ستة رجال وهم عيسى وابراهيم وداود وموسى الهراج ( هؤلاء ) الأربعة أمهم زينب بنت موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وادريس وصالح ( فأما ) عيسى فعقبه من خمسة رجال وإبراهيم من ثلاثة ولهم عقب كثير ( قال ) ابن عنبة منهم يحيى بن ابراهيم المعروف بالعقيقي ( قال ) أبو الحسن العمري له بقية بأسوان ودمشق والعقيق ( وأما ) داود وموسى فلكليهما عقب ( فلداود ) سبعة عشر ابنا أعقب منهم ثمانية ولجميعهم ذيل منتشر ( قاله ) الأزورقاني ( ولموسى ) عقب مقل ( قال ) ابن عنبة والسمرقندي ويعرف عقبه بني هراج بالراء المهملة بعدها ألف وجيم ومن عقبه الأمير أبو كلاب جد قبائل بني كلاب أهل درعة وسجلماسة وتافيلالت ( والى ) الأمير أبي كلاب هذا ينتهي نسب العارف سيدي محمد بن ناصر الدرعي السجلماسي جد السادة بني ناصر كما في طلعة المشتري وقد رفع نسبه بأنه هو الشيخ أو عبدالله محمد فتحا بن محمد بن احمد بن محمد بن الحسين بن ناصربن عمر بن عثمان بن ناصر بن احمد بن علي بن سليم بن عمرو بن أبي بكر بن المقداد بن ابراهيم بن سليم ابن حريز بن حبيش بن كلاب أبي كلاب بن ابراهيم بن احمد بن حامد بن عقيل بن معقل بن موسى الهراج بن محمد بن جعفر بن الأمير بن ابراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب ( وأم ) موسى الهراج زينب بنت موسى الجون بن عبد الله المحصن بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي أبي طالب ( وأم ) عبد الله المحض فاطمة الكبرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ( وأم ) فاطمة أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي فمن كان من هذا الفرع فعليه ولادة من ذكر.

الحسن بن جعفر الأمير


( قال ) السيد مرتضى في الروض : من ولده سرور بن رافع بن الحسن له اثنان سلطان وعلى والأخير له عبد الواحد له اثنان ابراهيم وعبد الغني والأخير له الامام الحافظ الجماعيلي أحد أئمة الحديث في القرن السادس ترجمه الذهبي في تاريخ الاسلام ولد سنة 540 بجماعيل إحدى قرى نابلس وتوفي بمصر سنة 600 هـ ودفن بالقرافة عند أبي عمرو ابن مرزوق ( وأما ) ابراهيم فله أبو بكر محمد.

( وأما ) سلطان بن سرور فله جمال الدين أبو الفرج نعمة الله وهو له اثنان فخر الدين عبد المنعم وسعد والأخير له يوسف ويوسف له أبو عمر محمد نزل مع عشيرته من وادي القرى الى السويط قرية بالشام ثم أوائل سنة 500 هـ نزلوا الى مصر واليهم نسبت قرية الجعفرية وأعقب من ولده عبد الله وأعقب عبد الله يوسف ومحمدا والأخير من ولده الامام المحدث ناصر الدين محمد الجعفري ولد بالجعفرية سنة 793 وسمع الحديث من الولي العراقي والحافظ ابن حجر وتوفي بمصر سنة 887 ترجمه السخاوي في الضوء اللامع وله أخوة أربعة.

( وأما ) عبد المنعم فأعقب من ولده شرف الدين عبد الرحمن كان إماما محدثا بنابلس وهو جد الجعافرة آل نابلس ولهم ألف السيد مرتضى رسالته الروض المعطار.
يوسف بن جعفر الأمير

أمه مخزومية وهو أبو الأمراء بأرض الحجاز ( قال ) الأزورقاني له اربعة عشر ابنا أعقب منهم اثنان وهما ابراهيم ومحمد ولكليهما عقب وامتد عقب محمد اكثر من أخيه وكانت الامارة في أبنائه منهم أمراء خيبر ووادي القرى والجحفة ومن ولده اسحاق وجعفر ومحمد ويوسف وعبد الصمد ويحيى والعباس وصالح وحمزة هارون ويعقوب وأحمد الشاعر وعبد الله وسليمان وعبد الملك وإدريس هؤلاء كلهم أمراء والأخير في عقبه سيادة بني جعفر ببادية الحجاز.

اسماعيل بن جعفر الأمير



( قال ) في طلعة المشتري : كان متزوجا برقية بنت موسى الجون وكانت أختها زينب عند أخيه محمد بن جعفر وعقبه من خمسة رجال ( كما ) أفاده الأزورقاني وهم ، محمد الأصغر وأحمد
وعيسى صاحبا الجار وقيل الخان ومحمد الأكبر وابراهيم ( فأما ) محمد الأصغر فقيل له عقب ( وأحمد ) عقبه ببغداد ومصر والبصرة ( وعيس ) عقبه بهمذان ومصر منهم أبو الحسن الصوفي الزاهد علي بن يعقوب بن عيسى الملقب بالجارح ( قال ) الأزورقاني كان يختم القرآن ويطرح لكل ختمة نواة في سلة فلما مات لم يخلف غيرها وكانت ملأى من النوى مات بمصر وله ولد.
( وأما ) محمد الأكبر بن اسماعيل فيعرف بالشعران روى عنه الزبير بن بكار وطبقته ( قال ) الأزورقاني : أولاده المعقبون لصلبه ستة أحدهم عبد الله بن محمد الشعران له أعقاب كثيرة ببغداد والموصل ( وأما ) ابراهيم المنتهي اليه نسب هؤلاء السادات فله ذيل طويل ومن ولده موسى الأكبر بن ابراهيم ( قال ) الأزورقاني : له أربعة عشر ابنا لكل منهم عقب مذيل ( أحدهم ) داود الأوسط جد من بنيسابور وبيهق ومرو ( قال ) ابن عنبة ومن ولد ابراهيم ابن اسماعيل هذا محمد المعروف بابن جدبة ( ومنهم ) داود بن ابراهيم بن اسحق بن ابراهيم المذكور مات بمصر ( قال ) العمري وله ولد يلقب برغوثا مات بمصر أيضا ( ومنهم ) موسى الأصغر بن ابراهيم جد بني ثعلب أمراء الحجاز أعقب من ابنائه ثلاثة وهم سليمان وداود وجعفر وعرف عقب سليمان بالسليمانية وداود وجعفر كلاهما جد بني ثعلب فلداود ثعلب الحجازي عرف بالكبير للتمييز ( قال ) المقريزي في البيان والاعراب : منهم عشيرة نزلت بجرجا يعرفون ببني طلحة وبني مسلم وهو مسلم بن عبد الله بن الحسين بن ثعلب المذكور ( وأما ) جعفر الذي ينتهي اليه سياق نسب هؤلاء السادات فلم يمتد له إلا من حفيده الشريف ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن يعقوب بن أبي جميل دحية بن جعفر ( والشريف ) ثعلب هذا ( خلف ) من الأولاد ستة وهم اسماعيل وعلي وعبد الملك وفارس وحسام ونصار ولكل منهم عقب فلاسماعيل جمال الدين مرا ومحمد وابراهيم وعلي وأبو جميل حسان وعبد الله ( ولعلي ) قيصر ونصير وقيس وابراهيم ( ولعبد الملك ) حامد وعيسى ( ولفارس ) مودود وصلاح وعبد العزيز وكليب وأحمد وجمال الدين وجزى واسماعيل وسخطة ( ولحسام ) ثعلب وحامد ومسلم ويعقوب ومحمد وأحمد ( ولنصار ) ابنة واحدة.

( ومن ) مشهوري أولاد جمال الدين مرا بن فخر الدين اسماعيل ابن الشريف ثعلب ، شرف الدين عيسى ( ومن ) ولد محمد بن اسماعيل الشريف النعجردي ( ومن ) أولاد الأمير نجم الدين علي بن اسماعيل أمير الجعافرة ورئيسهم في دولة المعز إيبك التركماني ، ووقعت له حادثة امتحن فيها بالقبض عليه والسجن حتى آل الأمر إلى شنقه الظاهر بيبرس وشنق معه الأمير جمال الجعفري السليماني وقبلهما شنق الأمير سخطة بن فارس بن اسماعيل علي باب زويلة في حكاية مذكورة سنة 652 ـ انتهى بنوع تصرف

طوائف الجعافرة ومساكنهم بالوجه القبلي



( معظم ) ما بالوجه القبلي اليوم من الجعافرة يرجعون الى هذا الفرع لا ستقرار اسلافهم بها ( وقد ) ذكر (1) المقريزي ان مساكنهم كانت من بحري منفلوط الى سملوط غربا وشرقا ولهم بلاد أخرى يسيرة وثم طائفة منهم من غير هذا الفرع لكن معظمهم يجهلون رفع أنسابهم على الوجه الصحيح.

( ولعبد الله ) بن جعفر جد هذه الشعبة أولاد آخرين من غير السيدة زينب (تقدم ذكرهم) وقد أنافوا على العشرين والعقب لأربعة منهم وهم ، علي الزينبي ومعاوية واسماعيل واسحاق ولكل منهم ذيول منتشرة في سائر الاقطار وامصار ومنهم طائفة نزلوا بصعيد مصر وامتدت جموعهم من اسوان الى قوص وكان نزولهم اليها في أوائل القرن الخامس الهجري ، وسبب نزولهم على ما حكاه المؤرخون تغلب بني الحسين عليهم بنواحي المدينة وإخراجهم منها فاستقر فريق منهم بالوجه القبلي وتناسلوا فيما بينهم وانتقل جماعة منهم الى بلاد المغرب واستوطنوا درعة وسجلماسة ولهم ذيول منتشرة من أعيانهم الشرفاء الناصرية نسل سيدي محمد بن ناصر الدرعي العالم المشهور وقد تقدم رفع نسبه الى علي الزينبي ( ومن ) ولد اسحاق بن عبيد الله بن جعفر المذكور طائفة قدمت مع من قدم واستقرت بقوص وتناسلوا فيما بينهم ثم انتقل أحد أفرادهم الى أخميم وهو الولي المشهور كمال الدين بن عبد الظاهر دفينها وصاحب المقام الشهير بها ورفع نسبه على ما ذكره ( الادفوي ) علي بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الظاهر بن عبد الولي بن الحسين بن عبد الوهاب بن يوسف بن يعقوب بن حمد بن أبي هاشم بن داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( راجع ترجمة في الطالع السعيد ) توفي سنة 701 ودفن بأخميم وله بها عقب منتشر الى الآن.
( ومن ) الجعافرة الذين هم بالصعيد ايضا فروع اسحاق وأخويه وهم طوائف كثيرة وجميعهم ينتمون الى هذا النسب بالشهرة التي توارثوها عن أسلافهم وليس بأيديهم ظهائر أو مراسيم تدل على ذلك ولذلك وقع بينهم تخليط كثير ففريق منهم يرفع نسبه الى جعفر الصادق بن محمد الباقر وأهل العلم منهم يرفعه الى عبد الله بن جعفر وهذا هو المقطوع بصحته إذا لا يعرف لجعفر الصادق ذرية بالوجه القبلي إلا بأسيوط ومنفلوط وطهطا من ولده محمد المأمون وقد تفرعت

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أخبار الزينبيات ( لحسن محمد قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 18, 2022 2:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113
شجرتهم من الشريف قاسم الطهطاوي التلمساني الأصل دفين طهطا وصاحب المقام الشهير بها . ولجعفر فروع أخرى بالصعيد المشهور منها فرعان الأول ينتهي في اسماعيل الامام بن جعفر والجد الادنى لهذا الفرع هو ابو الحجاج الأقصري دفين الأقصر بأعلى الصعيد وله ذرية منتشرة باغلبها بالوجه القبلي ، الفرع الثاني يلتقي مع فرع طهطا في محمد المأمون وانحصر هذا الفرع في أشراف قنا ذرية الشريف عبد الرحيم بن احمد السبتي الغماري دفين قنا الولي المشهور وقديما كان يوجد بقنا فرع جعفري من نسل موسى الكاظم فصار الى فوة لنقلة بعض أفراده اليها وانتشار ذريته بها السيد عبد الرحيم القنائي صاحب الضريح المزار بها ومن هذا الفرع تفرعت أشراف مطوبس والحدين وكفر ربيع وقد يزعم بعض من يمت الى هذا النسب ان جدهم المذكور في جرائد نسبهم هو السيد عبد الرحيم القنائي المدفون بقنا وهو خطأ واضح نبهت عليه في كتابي تاريخ السيد احمد البدوي في الكلام على اشراف فوة وقنا ، فهذه هي الفروع الحسينية الجعفرية وباقي ما بالصعيد من الأشراف حسنية جدهم الأعلى الحسن المثنى بن الحسن السبط وهم فرعان ، الفرع الأول الأدارسة أشراف فاووببلا ونواحيهما ينتهون في المولي ادريس الأزهر جد شرفاء بلاد المغرب من طريق حفيده المولى عبد العزيز الميموني الغماري المهاجر من غمارة الى مصر في سنة 608 هـ في أيام الناصر محمد بن يعقوب الموحدي ـ وتدير مدينة فاو من عمل قوص وبها توفي وانتشر هذا الفرع من ولده الشريف إدريس فهو الجد الجامع لقبائل الأشراف الادارسة الذين هم بالصعيد ومصر ـ الفرع الثاني من ذرية الحسن المذكور أشراف سمهود والمنشاة وجرجا ودشنا عدا السادة الوفائية الحسنية فهم من فرع آخر ، جدهم الأعلى داود بن الحسن المثنى الملقب دعلام ـ والأدنى جلال الدين ابي العلياء وهو القادم من هذا الفرع الى مصر في القرن السابع الهجري قدم من البصرة هو وابن عمه جلال الدين النقيب فاستوطن مصر وسكن سمهود وانتشرت ذريته من ولده محمد الملقب بأبي عيسى.

( ومعنا ) لهذا الالتباس قيدنا ما ذكر تمييزا للمزعوم من الصحيح من غير ذلك والله سبحانه ولي التوفيق . وروينا ذلك عن مصادر موثقة ( راجع حصر هذه الفروع في الجزء 2 من التاريخ الحسيني واعيان بني الحسن وتاريخ السيد البدوي للكاتب ).

وروى البخاري وغيره عن سعيد بن جبير قال: كان ناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، قال: وكان يسأله فقال عمر: أما أني سأريكم اليوم منه ماتعرفون فضله، فسألهم عن هذه السورة، اذا جاء نصر الله.

فقال بعضهم: أمر الله نبيه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا أن يحمده، ويستغفره فقال عمر: يا ابن عباس تكلم. فقال: أعلمه متى يموت، أي: فهي آتيك من الموت.. فسبح بحمد ربك واستغفره وكان عمر يقول عنه: ذاكم فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول.

وكان رضي الله عنه ذا رأي صائب فقد حج بالناس في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما رجع من الحج وجد عثمان قد قتل.

يقول الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم: سميت لبابة على اسم جدتها من أبيها أم الفضل لبابة بنت الحارث رضي الله عنها كانت إحدى بنات الصحابة الأعلام، أمها هي: زرعة بنت مشرح بن معدي كرب الكندي أحد ملوك كندة.

تزوجت من علي بن عبدالله بن جعفر وولدت له ثم تزوجت بعده اسماعيل بن طلحة بن عبيد الله وأنجبت منه يعقوب، وطلقها وتزوجت محمد بن عبيد الله بن العباس وتزوجت بعده من الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

وكان ابن عباس وابنته لبابة يعجبهما شعر عمر بن أبي ربيعة وقد قالوا إن عمر بن أبي ربيعة لم يترك شريفة من نساء قريش إلا وقد تغزل فيها بشعره وأسرف في ذلك فقد تغزل بابنة عبدالملك بن مروان وأخته و امرأة سهيل بن عبدالعزيز وبعائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ولبابة بنت عبدالله بن عباس وغيرهن.

وقد ذكر صاحب العقد الفريد أن لبابة بنت عبدالله بن عباس تزوجت من الوليد بن عبدالملك.

ولم تذكر كتب السيرة تاريخا لوفاتها كما لم تذكر متى ولدت ولم تكن صاحبة رواية، ولكن يكفيها فخراً أنها ابنة ابن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن وفقيه عصره رضي الله عنهما.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أخبار الزينبيات ( لحسن محمد قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2022 12:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


موجز أخبـــــــأر السيدة زينب
*****************



قال أبن الأثير فى كامله : كانت زينب أمرأة عاقلة لبيبة جزلة وكانت مع أخيها الحسين رضى الله عنها حين قتل وحملت الى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية ، وكلا مها ليزيد حين طلب الشامى(1) أختها فاطمة بنت على من يزيد مشهور مذكور فى التواريخ ،

(1) ذكرت الدكتورة عائشة عبد الرحمن فى تراجم سيدات بيت النبوة إن رجلا شاميا ضخم الجثة أحمر الوجه ظل يحدق فى فاطمة بنت على وكانت شابة وضيئة ويلتهمها بنظرات جشعة ، فأجفلت منه خائفة مشمئزة وقام الرجل إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لى هذه ! فأخذت فاطمة بثياب أختها زينب مذعورة ترتجف . قالت زينب وهى تحتضن أختها : كذبت والله ولؤمت ! ما ذلك لك ولا له !

وهو يدل على عدل وقوة جنان وكان وجهها كأنه شقة قمر ( قال ) الناصرى : ولما خرج أخوها الحسين رضى الله عنه إلى الكوفة سنة 61هـ بعد وفاة معاوية بن أبى سفيان خرجت معه وكان لها فى تلك الموقعة مقامات محمودة فإنه لما أحبط بأخيها الحسين رضى الله عنه بكربلاء وضم اليه أهله وعشيرته وعزم على القتال سمعته زينب عشية اليوم الذى قبل يوم الموقعة وهو يرتجز فى جبائه ويقول :

(( يا دهر أف لك من خليل ! ))
(( كم لك بالاشراق والأصيل ))
(( من صاحب أو طالب قتيل ))
(( والدهر لا يقنع بالبــديل ))
(( وإنما الأمر إلى جليــــل ))
(( وكل حى ، سلك السبيل ))



وأعادها مرتين وثلاثا فلما سمعته لم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها حتى أنتهت اليه ونادت : واثكلاه ليت الموت أعدمنى الحياة ، اليوم ماتت أمى فاطمة وعلى أبى والحسن أخى ، يا خليفة الماضى وثمال ( الثمال هو الغياث الذى يقوم بأمره ) الباقى فتظر اليها وقال : يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان ، فقالت بأبى أنت وأمى استقتلت نفسك ، نفسن لنفسك الفدا ، فردد غصته وترقرقت عيناه ثم قال لو ترك القطا ليلا لنام..فلطمت وجهها وقالت وأويلتاه أفتغصبك نفسك اغتصابا فذلك أقرع لقلبى وأشد على نفسى ، ثم لطمت وجهها وشقت جيبها وخرت مغشيا عليها ، فقام اليها الحسين رضى الله عنه فصب الماء على وجهها وقال اتقى الله وتعزى بعزاء الله واعلمى أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون وأن كل شىء هالك إلا وجه الله ، أبى خير منى وأمى خير منى وأخى خير منى ولى ولكل مسلم برسول الله أسوة فعزاها بهذا ونحوه وقال لها يا أخية إنى أقسم عليك لا تشقى على جيبا ولا تخمشى وجها ولا تدعى على بالوعيل والثبور إن أنا هلكت ، ثم خرج إلى أصحابه فأمرهم بالتهيؤ للحرب ولما التقوا من الغد وتكاثر العدو على الحسين رضى الله عنه فقتلوا جماعة من أصحابه وعشيرته وهو يقاتل خرجت زينب رضى الله عنها وهى تقول : ليت السماء انطبقت على الأرض وقد دنا عمر بن سعد بن أبى وقاص فقالت له يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر ؟ فدمعت عيناه حتى سالت دموعه على خدية ولحيته وصرف وجهه عنها ، ولما قتل الحسين رضى الله عنه وأخزى قاتله أقام عمر بن سعد بعد قتله يومين ثم ارتحل الى الكوفة وحمل معه بنات الحسين وأخواته رضى الله تعالى عنه وعنهم ومن كان معهم من الصبيان وفيهم على بن الحسين ، فأجتاز عمر بن سعد بهم على الحسين وأصحابه وهم قتلى فصاح النساء ولطمن خدودهن وصاحت زينب رضى الله عنها أخته يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء ، يا محمداه هذه بناتك سبايا وذريتك مقتله تسفى عليها الصبا ، فأبكت كل عدو وصديق فلما أدخلوها على عبيد الله ابن زياد ، لبست زينب أرذل ثيابها وتنكرت وحفت بها آماؤها فقال عبيد الله من هذه التى انحازت فجلست ناحية ومعها نساؤها ؟ فلم تجبه فقال ذلك ثلاثا وهى لا تكلمه ، فقال بعض إمائها هذه زينب ابنة فاطمة فقال لها ابن زياد : الحمدلله الذى فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فقالت زينب رضى الله عنها : الحمدلله الذى أكرمنا بنبيه محمد ثلى الله عليه وسلم وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمدلله (فقال ) كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك( قالت رضى الله عنها ) كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتختصمون عنده ( فغضب ابن زياد وقال ) قد شفى الله نفسى من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك ( فبكت رضى الله عنها ) وقالت : لعمرى لقد قتلت كهلى وابرت أهلى وقطعت فرعى وأجتثثت اصلى فان يشفك هذا فقد اشتفيت ( فقال ) هذه سجاعة لعمرى لقد كان أبوها شجاعا شاعرا ( فقالت رضى الله عنها ) ما للمرأة والسجاعة إن لى عن السجاعة لشغلا .

تقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن

فرد عنه بصره وعاد يتأمل وجوه أسراه حتى أستقرت عيناه علــــــــى ( على ) الأصغر ابن الحسين فأنكر بقائه حيا وسأله :

ما اسمك ؟ ...... فأجاب الغلام : أنا على بن الحسين .

فعجب ابن زياد وتساءك : - ولكن لم يقتل الله على بن الحسين ؟

فسكت الفتى ....وعاد ابن زياد يستجثه ... ما لك أن تتكلم ؟

قال : قد كان لى أخ يقال له أيضا ( على ) فقتله الناس ..

قال ابن زياد : إن الله قد قتله ؟

فأمسك الفتى ولم يرد ، ثم قال حين استحثه ابن زياد

الله يتوفى الأنفس حين موتها ، وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله

فصاح الطاغية : أنت والله منهم .. ويحك .. ثم التفت إلى الرجال وقال

أنظروا هل أدرك ؟ والله إنى لأحسبه رحلا ؟

ثم أم ربه أن يقتل ، فأعتنقته عمت ( زينب ) وهى تقول :

يا ابن زياد حسبك منا ! أما رويت من دمائنا ؟ وهل أبقيت منا أحدا ؟

ثم آلت عليه :ليدعن الغلام ، أو فليقتها معه ...

عجبا للرحم ! والله إنى لأظنها ودت لو أنى قتلتها معه : دعوا الغلام ينطلق مع نسائه .

وأمر ابن زياد برأس الحسين فطيف به فى الكوفة محمولا على خشبة ثم جعل الغل فى يدى على زين العابدين ورقبته .... وسيق الموكب مرة أخرى إلى دشق ... رأس الحسين ورؤوس السبعين من أصحابه والأسرى من الصبية فى الأغلال ، والسبايا من نساء البيت الكريم محمولات على الأقتاب فى حراسة بعض رجال ابن زياد الأشداء فلم يتكلم على بن الحسين ولم تكلم عمته زينب رضى الله عنهم كانت المحنة الفادحة قد ألجمت لسانهما فأنطوى بن الحسين على نفسه صامتا يحدق فى الأعلال :

وروى الجاحظ فى البيان والتبيين عن خزيمة الأسدى ( قال ) دخلت الكوفة بعد مقتل الحسين فرأيت زينب بنت على فلم أر والله الخفرة انطق منها كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين على بن أبى طالب سمعهتها تخاطب أهل الكوفة بقولها: ) أما بعد ) يا أهل الكوفة أتبكون فلا سكنت العبرة . ولا هدأت الرنة ، إنما مثلكم مثل التى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم الا ساء ما تزرون ، أى والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ، فقد ذهبتم بغارعا وشنارها فلن ترحضوها بغسل ابدا ، وكيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة ومعدن الرسالة ، ومدار حجتكم ، ومنار محجتكم ، وهو سيد شباب أهل الجنة ( يعنى سيدنا الحسين رضى الله عنه ) لقد أتيتم بها خرقاء شوهاء ، أتعجبون لو أمطرت دما ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفى العذاب أنتم خالدون . اتدرون أى كيد فريتم ، أى دم سفكتم ، واى كريمة أبرزتم (ولقد جئتم شيئا إدا ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال شيئا هدا ) يا محمداه هذا حسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، متقطع الاعضاء ، يا محمداه بناتك سبايا ، وذريتك قتلى يا أهل الكوفة ( لعذاب الاخرة أخزى وأنتم لا تبصرون ) كلا إن ربى وربكم بالمرصاد

فلا والله ما أتمت حديثها حتى صرخ الناس بالبكاء وذهلوا وسقط ما فى أيديهم من هول تلك المحنة الدهماء .

ثم أمر الضاغية ابن زياد بتجهيز الأسارى وترحيلهم الى الشام مقر أميره ، فجهزوا وحملوا على الأقتاب ولما بلغوا الشام وجرى لهم ما جرى من الحوادث المذكورة أخرجت النساء وأدخلن دور يزيد فلم تبق أمرأة من آل يزيد إلا أتتهم وسألتهن عما أخذ منهن فأضعفنه لهم ثم أمر بأنزالهن فى دار على حدة تتصل بداره وكانت معهن ابنة للامام الحسين تدعى فاطمة تبلغ من العمر ثلاث سنوات على ما ذكره النجفى صاحب المشجر الكشاف قد استوحشت أباها وستر إخوانها عنها خبره كيلا تنزعج ، فعظم عندها فراقه فهتف لها هاتف الحق بحقيقة الحال فلشدة ما أصابها لما كوشفت بالخبر فاضت روحها على الأثر ن وبعد ذلك أمر يزيد أن تجهز النسوة ومن معهن للسفر إلى المدينة .

( وقال ) ابن الأثير والبياسى والطبرى وان يحى الأزدى وغيرهم : لما أراد يزيد أن يسيرهم الى المدينة أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام وأن يبعث معهم خيلا وأعوانا ( قال ) المفيد فى الارشاد : فخرج بهم الرسول وسار بهم فكان يسايرهم ليلا فيكونون أمامه بحيث لا يفوتونه طرفه فإذا نزلوا تنحى عنهم هو وأصحابه فكانوا حولهم كهيئة الحرس وكان يسألهم عن حاجتهم ويلطف بهم ( وقال ) صاحب ينابيع المودة : ولما سار القائد بهم سألوه فى أن يدلهم على طريق كربلاء فسار بهم اليها فدخلوها لعشرين يوما مضت من شهر صفر فوجدوا بها جابر بن عبد الله الأنصارى وجماعة من بنى هاشم فأقاموا بها العزاء ثلاثة أيام ، ثم رجعوا فى طريقهم إلى المدينة ( قال ) فى التاريخ الحسينى فلما وصلوا قالت فاطمة بنت على لأختها زينب لقد أحسن هذا الرجل الينا فهل لك أن نصله بشىءفقالت : واللخ ما معنا ما نصله به إلا حلينا ، فأخرجتا سوارين ودملجتين لهما فبعثنا به اليه واعتذرنا فرد الجميع وقال : لو كان الذى صنعته للدنيا لكان هذا يرضينى ولكن والله ما فعلته إلا لله ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال ) فى ينابيع المودة (قال) بشير بن جذلم وهو (الرسول) لما وصل قريبا من المدينة أمرنى زين العابدين أن أخبر أهل المدينة فدخلت المدينة فقلت أيها المسلمون إن على بن الحسين قد قدم اليكم مع عماته وأخوانه ، فما بقيت مخدرة إلا برزت قبرزن من خدورهن مخمشة وجوههن لاطمات خدودهن يدعون بالويل . وأمر عمرو بن الأشدق والى المدينة بأن ينادى بقتل الحسين وكان قد أسر اليه خبر ذبك رسول يزيد وهو عبد الملك بن أبى الحارث السلمى فلما سمه نساء بنى هاشم النداء خرجن باكيات (قال) بشير فلم أر باكيا وباكية أكثر من ذلك اليوم ، وخرج الامام زين العابدين من هيمته وبيده منديل يمسح به دموعه فجلس على كرسى وحمد الله وأثنى عليه ثم خطب فى الناس ثم قام فدخل المدينة فزار جده صلى الله عليه وسلم ثم دخل منزله وأنشدت زينب بنت عقيل بن أبى طالب عليهم السلام تقول

ماذا تقولون إن قال النبى فيكم
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتى وبأهلى بعد مفتقدى
منهم أسارى وقتلى ضرحوا بدم
ما كان هذا جزائى إذنصحت لكم
أن تخلفونى بسوء فى ذى رحم



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أخبار الزينبيات ( لحسن محمد قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2022 10:40 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

( قدومها مصر ووفاتها بها )
******************




قال العبيدلى فى أخباره والحافظ ابن عساكر الدمشقى فى تاريخه الكبير والمؤرخ ابن طولون الدمشقى فى الرسالة الزينبية بعد شرح ما تقدم : ثم إن والى المدينة من قبل يزيد وهو عمرو بن سعيد الأشدق اشتكى من إقامة السيدة زينب بالمدينة فكتب بذلك إلى يزيد وأعلمه بأن وجودها بين أهل المدينة مهيج للخواطر وأنها فصيحة عاقلة لبيبة وقد عزمت هى ومن معها على القيام للأخذ بثأر الحسين عليه السلام فلما وصل الكتاب إلى يزيد وعلم بذلك أمر بتفريقهم فى الأقطار والأمصار فاختارت السيدة زينب الأقامة بمصر طلبا لراحتها ، وأختار بعض أهل البيت بلاد الشام ، فعند ذلك جهزهم ابن الأشدق فخرجت السيدة هى ومن معها من أهل البيت وفيهم سكينة بنت الحسين وأختها فاطمة ، فلما وصل خبر ذلك إلى والى مصر إذ ذاك وهو مسلمة بن مخلد الأنصارى (1) توجه هو وجماعة من أصحابه وفى صحبتهم جملة من أعيان مصر ووجهاتها إلى لقائها فتلقوها من قرية بين مصر والشام شرقى بلبيس(2) ( عرفت أخيرا بقرية العباسة نسبة إلى العباسة بنت أحمد بن طولون)(3) ولم يبق بالمدينة من جماعتهم إلا زين العابدين ، واقام الحسن المثنى بخارجها ووافق دخول السيدة إلى مصر أول شعبان سنة 61هـ من الهجرة = 681م وكان قد مضى على الموقعة نحو ستة أشهر وأياما بما يسع مدة أسفارها فأنزلها مسلمة بن مخلد هى ومن معها فى داره بالحمراء القصوى (4) ترويجا لنفسها إذ كانت تستكى انحرافا ، فأقامت بها 11 شهرا ونحو 15 يوما من شعبان سنة 61هـ إلى رجب سنة 62هـ وتوفيت رضى الله عنها مساء يوم السبت ليلة الأحد لأربعة عشر يوما مضت من شهر رجب من السنة المذكورة ، وبعد تجهيزها وشهود جنازتها دفنت بمحل سكانها على العادة فى ذلك ثم بعد وفاتها رجع من كان معها من أقاربها إلى المدينة وفيهم السيدة سكينة وفاطمة على ما ذكره ابن زولاق فى تاريخه ( فأما ) سكينة فتوفيت بالمدينة على المشهور والأصح بمصر كما يستنتج من الوثائق التاريخية لا سيما خطط المقريزى فى الكلام على منية الأصبغ وقريتى ابن سندر والخندق وفاطمة مكثت بها إلى أن توفى زوجها الحسن المثنى سنة 97 وخلف عليها عبد الله الأصغر بن عمرو ابن عثمان بن عفان ، ويقال أن بعد وفاته قدمت هى وأبنتها منه رقية إلى مصر فأقامت بها الى أن توفيت سنة 110 هـ ودفنت محل سكنها بمحلة الحطابة ( تعريف قديم للمنطقة الواقع بها ضريحها الشريف التى تزار به الآن ) .

(وأما) ولدها محمد الديباج (5)أخو رقية المذكورة فقتله المنصور وأرسل رأسه إلى خراسان وله بها مقام مشهور يزار.

(ثم) بعد مرور عام على وفاتها وفى نفس اليوم الذى توفيت فيه اجتمع أهل مصر قاطبة وفيهم الفقهاء والقراء وغير ذلك واقاموا لها موسما عظيما برسم الذكرى على ما جرت به العادة ومن ذلك الحين لم ينقطع هذا الموسم المذكور هو المعبر عنه بالمولد الزينبى الذى يبتدأ من أول شهر رجب من كل سنة وينتهى ليلة النصف منه وهى ليلة الختام وتخى هذه الليالى بتلاوة آى القرآن الحكيم والأذكار الشرعية ويكون ذلك مهرجان عظيم وتفد الناس من كل فج عميق إلى زيارة ضريحها وكما هو موضه بالصور التى إلتقطها فى العصر الحديث



وكذلك تقصدها الناس بالزيارة بكثرة لاسيما فى يوم الأحد وهى عادة قديمة ورثها الخلف عن السلف والأصل فى ذلك أن أفضل ما يزار فيه الولى من الأيام هو اليوم الذى توفى فيه ، بل قالوا لا يزار إلا فى هذا اليوم إن علم ذلك والا ففى اليوم المجمع عليه جريا على العادة ،والسيدة رضى الله تعالى عنها وأرضاها لا يقصدها الزائرون بكثرة إلا فى هذا اليوم اقتداء بما تواتر عن أسلافهم . وكان يزورها كافور الأخشيدى (6) فى ذلك اليوم كما كان يزور السيدة نفيسة بنت سيدى الحسن فى يوم الخميس وكذلك كان يفعل أحمد بن طولون ، وكان الظافر بنصر الله الفاطمى لا يزورها إلا فى نفس هذا اليوم ، وغذا أتى إلى مقامها الشريف يأتى حاسرالرأس مترجلا ويتصدق عند قبرها وينذر لها النذور وغير ذلك ، واقتفى أثر هؤلاء من جاء بعدهم من الملوك والسلاطين والأمراء وكان الظاهر جقمق أحد ملوك مصر فى القرن الثامن الهجرى (7) توقد له فى هذا اليوم الشموع وتنار أرجاء المشهد بالقناديل الملونة ، ولازم زيارتها فى هذا اليوم كثير من العلماء والأولياء وأهل الفضل ولازال ذلك جاريا الى الآن من العامة والخاصة ، وفى القرن السابع الهجرى كان الشيخ محمد العتريس (8) اعتاد أن يثيم هو وفقراؤه حضرة يذكرون الله فيها ويصلون على نبيه صلى الله عليه وسلم فى ليلة الأربعاء ويعد وفاته اقتقى أثره من خالفه وجرت على ذلك العادة إلى اليوم . والأصل فى موالد الأولياء التى تقام ببلاد مصر عامة فى كل عام هى على هذا النمط لمن تحقق لدية ذلك ، ويتوهم بعض الناس أنها ذكرى مولد ذلك الولى وهى بالتحقيق ذكريات وفاتهم كما هو جارى فى المولد الأحمدى الكبير وغيره وقد لا يجوز بعض العلماء إقامة هذه الموالد ، نعو هى ليست جائزة إذا كانت غير موافقة لآداب الشريعة الغراء كاجتماع الرجال بالنساء والصياح والهرج والمرج فذلك كله باطل ومفسده فى الدين والدين برىء ممن يفعل ذلك وواجب العلماء وولاة الأمور أن يزجروا من يتلبس فيه إلا الكمال الكامل وكذلك موالد من ينتمى اليها بالقرابة رضى الله عن جميعهم .

(هذه) الشذرة التى تضمنت أخبار السيدة زينب رضى الله عنها استطلعنا من مصادر موثقة فإذا علمت ذلك فأعلم أنه لا خلاف فى أن هذا المشهد الواقع جنوبى القاهرة قد ضم جثمان هذه السيدة الظاهرة مما نقل عن أهل التاريخ من الأخبار الصحيحة الثابتة التى لا مجال للشك فيها وأن الخلاف الواقع لفريق من المؤرخين إنما هو لتعداد أسم السيدة زينب فى بنا الامام على وقد تعدد هذا الاسم أيضا فى كثير من ذرية السبطين كما دلت على ذلك كتب الأنساب والسير ، والمقطوع بصحته هو ما أثبتناه عن أساطين العلم وأساتذة علم التاريخ والنسب .


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الـــــــــــــتعــــــــــليـــــــــــق



تولى حكم مصر فى عهد معاوية بن أبى سفيان مؤسس الدولة الاموية فى سنة 667م / 47 هـ الى سنة 682م / 62 هـ

هو مسلمة بن مخلد بن صامت الصحابى الانصارى الخزرجى

يقول ابن تغرى فى النجوم الزاهرة

: ) ويقول على بن سعيد الرازى : حدثنا موسى بن على قال : سمعت مسلمة بن مخلد يقول : ولدت حين قدم الرسول إلى المدينة كان مسلمة بنالمدينةوتوفى وأنا ابن عشر سنين – وقيل لما قدم النبى أربع سنوات .

وكان مسلمة ورعا تقيا يطيل فى عبادته حتى أصبح مطرب الأمثال إذ يقول المقريزى فى الخطط والآثار عن مجاهد : صليت خلف مسلمة فقرأ سورة البقرة ، فما ترك ألفا ولا واوا وقال ابن هليعة عن الحرث بن يزيد : كان مسلمة يصلى بنا فيقوم فى الظهر فربما قرأ سورة البقرة ، وجاء فى كتاب ترتيب الزيارة لابن الزياد عن مجاهد قال : كنت أرانى أحفظ الناس للقرأن حتى صليت خلف مسلمة الصبح فقرأ سورة البقرة فما أخطأ فيها . وحكى الواقدى : أن مسلمة كان إذا قرأ فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الارض : أن مسلمة بن مخلد شهد فتحوقال الإمام أحمد بن حنبل وذلكمصر وسكنها ثم ولاه معاوية بن أبى سفيان مصر بعد عزل عقبة بن عامر الجهينى فى عام 47 هـ

وقد جمع له معاوية الصلاة والخطابة وكذا الخراج – كما أضيف إليه بلاد المغرب .

وفى ولايته على مصر هجمت على مصر أساطيل الدولة البيزنطية ونزلت جنودها البرلس سنة 53 هـ . - أما عن مشاركة مسلمة فى فتح مصر - فيقول البلاذرى فى فتوح البلدان وكذا السيوطى والمقريزى :

إن الامدادات التى أرسلها الخليفة عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص لإتمام فتوح مصر كان على رأسها كل من عبادة بن الصامت والمقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد كان على ألف رجل – وأن الزبير بن العوام مثلهم .

وإذا تتبعنا سيرة فتح مصر نجد أن مسلمة كان من بين قواد المسلمين الذين تزعمهم الزبير بن العوام وتسلقوا حصن بابليون واستطاعوا دخول الحصن وفتح أبوابه لجيوش المسلمين وبذلك كتب لهم النصر .- وبينما كان مسلمة بن مخلد فى الإسكندرية سنة ستين هجرية بعد أن استخلف على مصر عابس ابن سعيد إذ جاءه خبر موت الخليفةبن أبى سفيان واستخلاف يزيد بن معاوية بعد أبيه - وكتب إليه يزيد بن معاوية وأقره على ولاية مصر – كما كتب إليه أيضا بأخذ البيعة له – وبالتالى كتب مسلمة بن مخلد الى عابس وكلفه أن يقوم بمهمة أن يأخذ البيعة ليزيد من أهل مصر ولكن أمتنع عبد الله بن عمرو بن العاص لما يعرفه عن يزيد وأخلاقه– فلما أخبر عابس مسلمة بامتناع عبد الله عن المبايعة أمر عابس بإحراق باب عبد الله فحينئذ بايع ابن عمرو بن العاص ليزيد على كره منه - ثم قدم مسلمة من الإسكندرية فجمع لعابس من الشرطة والقضاء سنة 61 هـ

وعن وفاة مسلمة بن محلد الأنصارى

قيل إنه توفى بمصر الموضع المعروف بذبح الجبل فيه قبر مسلمة الرجل الصالح فكان لا يسمع أحد قراءته إلا بكى لحسن صوته وقال : أبن عبد البر أن مسلمة مات بمصر وقيل بالمدينة- وقال ابن يونس بالاسكندرية

وقال الحافظ عبد الغنى : مات بمصر ودفن لخمس بقين من رجب سنة 62 هـ .

وقال ابن زولان وابن الزيات : مات مسلمة بمصر وهو الاصح وقبره بمصر القديمة .

كما أخبرنا صاحب المستدرك : أن أحمد بن يعقوب الثقفى ثنا موسى بن ذكريا ثنا بن خياط قال : وفيها مات سنة اثنين وستين هجرية أبو سعيد مسلمة بن مخلد الأنصارى بمصر وكان أميرها هو أول من جمعت له مصر والمغرب من الأمراء وله زاوية .والضريح عبارة عن زاوية مربعة بداخلها الضريح يعلوها قبة صغيرة - وفى زيارة للضريح وجد بجواره شجرة كبيرة بجوارها بئر ماء يكاد يروى هذه الشجرة وكأنه نهر يجرى بجوار الضريح – كما يوجد مصلى للرجال والسيدات واسم الشارع مدون باسم مسلمة بن مخلد الانصارى

(2) بلبيس : مدينة بلبيس من المدن القديمة وقد كانت مدخل العرب إلى مصر عند الفتح الإسلامي لمصر فقد فتحت ذراعيها لاستقبال جنوده حتى يخلصوا مصر من ظلم الرومان[2] ففي عام 1871 م سميت مركز بلبيس وهي من أشهر بلاد الشرقية على مر العصوروكانت تسمى (بيس) ثم أضيف إليها (بل) فأصبحت (بل بيس) ومعناها القصر الجميل وسميت بعد ذلك بلبيس.والاسم الأصلى لمحافظة الشرقية كما يشار إليه في تاريخ الجبرتى هو "شرقية بلبيس"، أى الأراضى الواقعة شرق مدينة بلبيس، التي كانت من أهم مدن الدلتا في العصر العثمانى وزمن الحملة الفرنسية[بحاجة لمصدر].

المدينة لعبت دوراً و خسرت في مؤامرات السيطرة على الوزارة الفاطمية. ففي عام 1164 حوصر شيركوه في بلبيس من قبل شاور وأمالريك الأول ملك القدس الصليبي لمدة 3 أشهر. وقد حوصر شيركوه في بلبيس (سميت على اسم الملكة بيسه التي كانت تحكم مصر في الفترة التي استقبلت فيها المدينة عمرو بن العاص في أول زيارة له مصر قبل دخولة الفسطاط مرة أخرى عام 1168 عندما هاجمها أمالريك الأول مرة أخرى وقد سقطت المدينة بعد 3 أيام في 4 نوفمبر ليعمل أمالريك فيها الذبح لكل سكانها، بدون تمييز، رجالا ونساءا وأطفالا - أقباط مصر 'مسلمين ونصارى'. فظاعة المذبحة روعت نصارى مصر الذين كانوا يرون الصليبيين كمخلصين، ثم ما لبثوا أن عانوا كالمسلمين، مما دعاهم إلى وقف مساندتهم للصليبيين، ووضعوا أيديهم في يد المسلمين لصد الأجانب.

أعاد نابليون بناء استحكامات المدينة العسكرية عام 1798.

إن بلبيس لها جذور تاريخيه عريقة ففي القدم ذكرت بلبيس في التوراة بآسن (جاشان) وقد نزل النبي "يعقوب" حين قدم آلي مصر لمقابله إبنه "يوسف" التي ورد ذكرها في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (واسأل القريه التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) صدق الله العظيم. ومدينة بلبيس من المدن القديمه وكان اسمها القبطيbecok واسمها المصري”bilbio” وكانت واقعة بين عين الشمس وبين بسطة في حدود الصحراء الشرقيه وقد وردت في المسالك لإبن حوقل أنها من مدن مصر وفي صبح الأعشى قال عنها أنها مدينة متوسطة بها المساجد والمدارس والأسواق وهي محطة رحال الدرب الشامي وهي " قصبه الحوف" أي (قاعدة إقليم الشرقيه) وبها والى الحرب وبها جوامع ومدارس وأسواق وفنادق وبساتين ونخيل وهي مسوره ويمر بها نهر النيل أيام زيادته وقد كانت مدخل العرب إلي مصرعندالفتح الإسلامي فقد فتحت ذراعيها لاستقبال جنوده حتى يخلصوا مصر من ظلم الرومان وفي عام 1871م سميت مركز بلبيس وهي من اشهربلاد الشرقية على مر العصور وكانت تسمى "بيس" ثم أضيف إليها "بل" فأصبحت (بلبيس) ومعناها القصر الجميل.

(3) قرية العباسة :

ولد خمارويه بن أحمد بن طولون عام مائتين وخمسين هجرية وتوفي عام مائتين واثنين وثمانين هجرية بدمشق، وحمل تابوته لمصر حيث دفن بالمقطم.

تولى خمارويه جيوش مصر وهو دون العشرين من عمره، وقد كان لديه كثير من الأعوان، فقد أولى اهتمامًا بالجيش لمواجهة ما ينتظره من تحديات في أعقاب الأحوال السياسية المضطربة التي خلفتها وفاة أبيه. وعني عناية خاصة بفرقة "المختارة" التي كانت تشكل جنده وحرسه الخاص، كما اهتم بمظهر الجنود وزيهم، ولذلك لقب بأبي الجيوش. لحمد سلمى العدوى وبعد عدة معارك حربية مع العباسيين والبيزنطيين، كون دولة عريضة قاعدتها مصر حيث امتدت من برقه (في ليبيا) غربًا إلى الفرات (في العراق) شرقًا، ومن آسيا الصغرى (تركيا) شمالاً حتى بلاد النوبة (مصر) جنوبًا. ولذلك جنح الخليفة العباسي إلى السلم معه، كما جنح هو للسلم لإكساب دولته الصفة الشرعية. واعترفت الخلافة العباسية بحكم خمارويه وأبنائه من بعده لمدة ثلاثين عامًا.

وتوجت هذه العلاقات بين الدولة الطولونية والخلافة العباسية بزواج إبنة خمارويه -قطر الندى- بالخليفة المعتضد العباسي في زفاف أسطوري لا تزال تتردد أصداؤه في التراث الشعبي المصري حتى الآن، حيث إنه استمر عدة أشهر، ويعد من أطول احتفالات الزفاف في تاريخ البشرية. وهو حفل الزفاف الذي استنزف موارد الدولة الطولونية وعجل بنهايتها الدرامية .

( قلت : لا تزال بعض اهازيج الزفاف تلك تعيش في الريف المصري بينما هي تعود الى فترة الزفاف الشهيرة تلك ، مثل:
بنت السلطان **** لا بسة القفطان
و بنت السلطان هذه هي : "قطر الندى بنت خمارويه ")


فكان عصره من عصور الفساد في مصر بسبب تيذيره الشديد في أموال الدولة, و يحكى أنه كان عندما تسافر إبنته إلي مكان ما , كان يبني لها قصرا عند كل مكان ترتاح فيه.


وهذه ترجمته من وفيات الأعيان لابن خلكان
خمارويه بن طولون

أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون-وقد تقدم ذكر أبيه وجده في حرف الهمزة-ولما توفي أبوه اجتمع الجند على توليته مكانه فولي وهو ابن عشرين سنة، وكانت ولايته في أيام المعتمد على الله، وفي سنة ست وسبعين ومائتين تحرك الافشين: محمد بن أبي الساج ديوداذ بن دوست من أرمينية والجبال في جيش عظيم، وقصد مصر، فلقيه خمارويه في بعض أعمال دمشق، وانهزم اللافشين، واستأمن أكثر عسكره، وسار خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الرقة، ثم عاد وقد ملك من الفرات إلى بلاد النوبة.

ولما مات المعتمد وتولى المعتضد الخلافة، باد إليه خمارويه بالهدايا والتحف، فأقره المعتضد على عمله، وسأل خمارويه أن يزوج ابنته قطر الندى-واسمها أسماء-للمكتفي بالله بن المعتضد بالله، وكان يوم ذاك ولي العهد، فقال المعتضد بالله: بل أتزوجها أنا، فتزوجها في سنة إحدى وثمانين ومائتين، ودخل بها في آخر هذه السنة، وقيل في سنة اثنتين وثمانين، والله أعلم. وكان صداقها ألف ألف درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل. حكي أن المعتضد خلا بها يوماً للأنس في مجلس أفرده لها ما حضره سواها، فأخذت منه الكأس، فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة وخرجت وجلست في ساحة القصر، فاستيقظت فلم يجدها، فاستشاط غضباً ونادى بها، فأجابته عن قرب، فقال: ألم أخلك إكراماً لك؟ ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي؟ فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين؟! فقالت: يا أمير المؤمنين، ما جهلت قدر ما أنعمت به علي، ولكن فيما أدبني به أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس، ولا تجلسي مع النيام.

ويقال: إن المعتضد أراد بنكاحها افتقار الطولونية، وكذا كان، فإن أباها جهزها بجهاز لم يعمل مثله، حتى قيل: كان لها ألف هاون ذهباً. وشرط عليه المعتضد أن يحمل كل سنة بعد القيام بجميع وظائف مصر وأرزاق أجنادها مائتي ألف دينار، فاقام على ذلك إلى أن قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقتل قتلته أجمعون، وحمل تابوته إلى مصر، ودفن عند أبيه بسفح المقطم، رحمهما الله تعالى.

وكان خمارويه من أحسن الناس خطاً، وكان وزيره أبا بكر محمد بن علي بن أحمد المعروف بالماذرائي-الآتي ذكره إن شاء الله تعالى -.

ولما حملت قطر الندى ابنة خمارويه إلى المعتضد، خرجت معها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون مشيعة لها إلى آخر عمارة الديار المصرية من جهة الشام، ونزلت هناك وضربت فساطيطها، وبنت هناك قرية فسميت باسمها، وقيل لها العباسة، وهي عامرة إلى الآن، وبها جامع حسن وسوق قائم؛ ذكر ذلك جماع من أهل العلم.

وماتت قطر الندى لتسع خلون من رجب سنة سبع وثمانين ومائتين، ودفنت داخل قصر الرصافة ببغداد.

وتوفي الافشين محمد بن أبي الساج في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين، ببرذعة، وهي كرسي أعمال أذربيجان، وقيل إنها من أران.

وتوفي أبوه أبو الساج-وهو الذي تنسب إليه الأجناد الساجية ببغداد-في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين بجند يسابور، من أعمال خوزستان.

وخمارويه: بضم الخاء الموحدة وفتح الميم وبعدها ألف ثم راء مفتوحة وواو، ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها، وبعدها هاء ساكنة
(4) الحمروى القصوى :ذكرنا الحمروات فى أول الكتاب برجاء مراجعتها
(5) محمد الديباج ..
ترجمة محمد الديباج
محمد الديباح هو المعروف بالديباج - أو الديباجة - لحسن وجهه ويلقب بالمأمون ويكنى أبا جعفر ، أمه أم أخويه موسى وإسحاق أم ولد تدعى حميدة ، وكان شيخا وادعا محببا في الناس ، وكان يروى العلم عن أبيه جعفر بن محمد وكان الناس يكتبون عنه هكذا قال الطبري في تاريخه ج 10 ص 233 وقال الخطيب في تاريخه ج 2 ص 113 وأبو الفرج في مقاتله ص 538 انه كان شجاعا عاقلا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه : قال ابن عنبة في عمدة الطالب ص 245 خرج داعيا إلى محمد بن إبراهيم بن طباطبا الحسنى ، فلما
(6) كافور الإخشيدي
355 هـ أبو المسك كافور بن عبد الله الإخشيدي. كان عبدا لبعض أهل مصر، ثم اشتراه أبو بكر محمد ابن طغج الإخشيد في سنة اثنتي عشرة وثلثمائة بمصر من محمود بن وهب بن عباس وترقى عنده إلى أن جعله أتابك ولديه. وقال محمد وكيل الأستاذ كافور: خدمت الأستاذ والجراية التي يطلقها ثلاث عشرة جراية في كل يوم، ومات وقد بلغت علي يدي ثلاثة عشر ألفا في كل يوم.
ولما توفي الإخشيد تولى مملكة مصر والشام ولده الأكبر وهو أبو القاسم أنوجور، ومعناه بالعربي محمود، بعقد الراضي له، وقام كافور بتدبير دولته أحسن قيام إلى أن توفي أنوجور يوم السبت لثمان وقيل لسبع خلون من ذي العقدة سنة تسع وأربعين وثلثمائة، وحمل إلى القدس ودفن عند أبيه. وكانت ولادته بدمشق يوم الخميس لتسع خلون من ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلثمائة. وتولى بعدة أخوه أبو الحسن علي، وملك الروم في أيامه حلب والمصيصة وطرسوس وذلك الصقع أجمع، فاستمر كافور على نيابته وحسن إيالته، إلى أن توفي علي المذكور في سنة خمس وخمسين وثلثمائة، وقيل بل توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة أربع وخمسين، وكانت ولادته يوم الثلاثاء لأربع بقين من صفر سنة ست وعشرين وثلثمائة بمصر.
ثم استقل كافور بالمملكة من هذا التاريخ وأشير عليه بإقامة الدعوة لولد أبي الحسن علي بن الإخشيد، فاحتج بصغر سنة، وركب بالمطارد، وأظهر خلعا جاءته من العراق وكتابا بتكنيته، وركب بالخلع يوم الثلاثاء لعشر خلون من صفر سنة خمس وخمسين وثلثمائة وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات .

وكان كافور يرغب في أهل الخير ويعظمهم، وكان أسود اللون شديد السواد بصاصا، واشتراه الإخشيد بثمانية عشر دينارا على ما نقل. وكان أبو الطيب المتنبي قد فارق سيف الدولة بن حمدان مغاضبا له، وقصد مصر وامتدح كافورا بأحسن المدائح، فمن ذلك قوله في أول قصيدة أنشأها له في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلثمائة، وقد وصف فيها الخيل
ابن تغري
أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن الأمير سيف الدين تغري بردي الأتابكي اليشبقاوي الظاهري. (ولد بالقاهرة سنة 813 هـ / 1410م - توفى بالقاهرة سنة 874 هـ / 1470م) (وتغري بردي محرفة من تنكري يردي، ويردي بالتركية تعني عطا الله) [1]. مؤرخ مصري كان أبوه من كبار أمراء المماليك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق وابنه الناصر فرج بن برقوق. تتلمذ علمياً ودينياً على أيدي كبار مشايخ عصره أمثال زوج أخته قاضي القضاة جلال الدين البلقيني، وابن حجر العسقلاني، وبدر الدين العيني، وابن ظهيرة وابن عربشاه. ثم لازم مجلس شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي فتعلم منه حب التاريخ والتأريخ. وبذلك انتمى ابن تغري إلى طبقة الأمراء وأرباب الدولة وتتلمذ على أيدي العلماء واهل العمائم.

كان ابن تغري يعيش في سعة كاملة مما جعله قادراً على الاستغناء عن العمل للكسب. فتعلم الفروسية وبرع فيها كما تعلم الفقه والموسيقى والشعر، وكان يتقن اللغتين العربية والتركية. ومع ذلك فقد استهوته دراسة التاريخ، وساعده تفرغه، وصلاته بالبلاط السلطاني (توالى عليه في عصره عشرة سلاطين) وكبار الأمراء وأرباب السياسة على الاطلاع على المعلومات مما جعله يصبح من كبار المؤرخين.

كتب ابن تغري اثني عشر مؤلفاً في التاريخ. كان أول كتبه " المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي " وفيه سجل تراجم أعيان عصره. اما أهم مؤلفاته واشهرها واضخمها فهو كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة وهو سرد لتاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي إلى عصره (انتهى فيه إلى 870هـ / 1467م). وبالرغم من أن ابن تغري ذكر في مقدمة كتابه أنه كتبه دون طلب من ملك أو سلطان، إلا أنه ذكر في نهايته أنه ألفه من أجل صديقه الأمير محمد بن السلطان جمق، والذي كان ابن تغري يتوقع أن يصل إلى تخت السلطنة فيختم الكتاب بعهده، إلا أن الأمير محمد وافته المنية قبل ذلك (توفي سنة 847هـ) [2]. انتهج ابن تغري في هذا الكتاب منهجاً مخالفاً لمنهج أستاذه المقريزي، فقد جعل لكل عهد من عهود السلاطين فصلاً خاصاً، ثم ذكر السنين وحوادثها تباعاً داخل الفصل حتي إذا توفى الحاكم جعل له ترجمة منفصلة، ثم أعقب ذلك بترتيب سنوات العهد ترتيباً عددياً، وذكر وفيات كل منها في فصل واحد مع ذكر بعض الحوادث ضمن التراجم. وقد توسع ابن تغري في التاريخ الفاطمي. أما الجزء الخاص بعصره فقد اتخذ شكل السجل اليومي من عهد الناصر فرج تقريباً إلى عهد السلطان الأشرف قايتباي. وقد اعتنى ابن تغري بنهر النيل في كتابه وأحصى تقلباته وأحواله منذ الفتح الإسلامي إلى عصره. كما اهتم بالنشاط العمراني في مصر خلال العصور. ويعد تسجيل التاريخ الحضاري مع التاريخ السياسى إحدى ميزات ابن تغري.

طبع كتاب " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " (16 مجلد) بالقاهرة في نحو أربعين سنة من سنة 1930م إلى سنة 1972م. كما نشرت أقسام منه عن طريق بعض المستشرقين الغربيين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أخبار الزينبيات ( لحسن محمد قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2022 10:43 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

( قدومها مصر ووفاتها بها )
******************




قال العبيدلى فى أخباره والحافظ ابن عساكر الدمشقى فى تاريخه الكبير والمؤرخ ابن طولون الدمشقى فى الرسالة الزينبية بعد شرح ما تقدم : ثم إن والى المدينة من قبل يزيد وهو عمرو بن سعيد الأشدق اشتكى من إقامة السيدة زينب بالمدينة فكتب بذلك إلى يزيد وأعلمه بأن وجودها بين أهل المدينة مهيج للخواطر وأنها فصيحة عاقلة لبيبة وقد عزمت هى ومن معها على القيام للأخذ بثأر الحسين عليه السلام فلما وصل الكتاب إلى يزيد وعلم بذلك أمر بتفريقهم فى الأقطار والأمصار فاختارت السيدة زينب الأقامة بمصر طلبا لراحتها ، وأختار بعض أهل البيت بلاد الشام ، فعند ذلك جهزهم ابن الأشدق فخرجت السيدة هى ومن معها من أهل البيت وفيهم سكينة بنت الحسين وأختها فاطمة ، فلما وصل خبر ذلك إلى والى مصر إذ ذاك وهو مسلمة بن مخلد الأنصارى (1) توجه هو وجماعة من أصحابه وفى صحبتهم جملة من أعيان مصر ووجهاتها إلى لقائها فتلقوها من قرية بين مصر والشام شرقى بلبيس(2) ( عرفت أخيرا بقرية العباسة نسبة إلى العباسة بنت أحمد بن طولون)(3) ولم يبق بالمدينة من جماعتهم إلا زين العابدين ، واقام الحسن المثنى بخارجها ووافق دخول السيدة إلى مصر أول شعبان سنة 61هـ من الهجرة = 681م وكان قد مضى على الموقعة نحو ستة أشهر وأياما بما يسع مدة أسفارها فأنزلها مسلمة بن مخلد هى ومن معها فى داره بالحمراء القصوى (4) ترويجا لنفسها إذ كانت تستكى انحرافا ، فأقامت بها 11 شهرا ونحو 15 يوما من شعبان سنة 61هـ إلى رجب سنة 62هـ وتوفيت رضى الله عنها مساء يوم السبت ليلة الأحد لأربعة عشر يوما مضت من شهر رجب من السنة المذكورة ، وبعد تجهيزها وشهود جنازتها دفنت بمحل سكانها على العادة فى ذلك ثم بعد وفاتها رجع من كان معها من أقاربها إلى المدينة وفيهم السيدة سكينة وفاطمة على ما ذكره ابن زولاق فى تاريخه ( فأما ) سكينة فتوفيت بالمدينة على المشهور والأصح بمصر كما يستنتج من الوثائق التاريخية لا سيما خطط المقريزى فى الكلام على منية الأصبغ وقريتى ابن سندر والخندق وفاطمة مكثت بها إلى أن توفى زوجها الحسن المثنى سنة 97 وخلف عليها عبد الله الأصغر بن عمرو ابن عثمان بن عفان ، ويقال أن بعد وفاته قدمت هى وأبنتها منه رقية إلى مصر فأقامت بها الى أن توفيت سنة 110 هـ ودفنت محل سكنها بمحلة الحطابة ( تعريف قديم للمنطقة الواقع بها ضريحها الشريف التى تزار به الآن ) .

(وأما) ولدها محمد الديباج (5)أخو رقية المذكورة فقتله المنصور وأرسل رأسه إلى خراسان وله بها مقام مشهور يزار.

(ثم) بعد مرور عام على وفاتها وفى نفس اليوم الذى توفيت فيه اجتمع أهل مصر قاطبة وفيهم الفقهاء والقراء وغير ذلك واقاموا لها موسما عظيما برسم الذكرى على ما جرت به العادة ومن ذلك الحين لم ينقطع هذا الموسم المذكور هو المعبر عنه بالمولد الزينبى الذى يبتدأ من أول شهر رجب من كل سنة وينتهى ليلة النصف منه وهى ليلة الختام وتخى هذه الليالى بتلاوة آى القرآن الحكيم والأذكار الشرعية ويكون ذلك مهرجان عظيم وتفد الناس من كل فج عميق إلى زيارة ضريحها وكما هو موضه بالصور التى إلتقطها فى العصر الحديث



وكذلك تقصدها الناس بالزيارة بكثرة لاسيما فى يوم الأحد وهى عادة قديمة ورثها الخلف عن السلف والأصل فى ذلك أن أفضل ما يزار فيه الولى من الأيام هو اليوم الذى توفى فيه ، بل قالوا لا يزار إلا فى هذا اليوم إن علم ذلك والا ففى اليوم المجمع عليه جريا على العادة ،والسيدة رضى الله تعالى عنها وأرضاها لا يقصدها الزائرون بكثرة إلا فى هذا اليوم اقتداء بما تواتر عن أسلافهم . وكان يزورها كافور الأخشيدى (6) فى ذلك اليوم كما كان يزور السيدة نفيسة بنت سيدى الحسن فى يوم الخميس وكذلك كان يفعل أحمد بن طولون ، وكان الظافر بنصر الله الفاطمى لا يزورها إلا فى نفس هذا اليوم ، وغذا أتى إلى مقامها الشريف يأتى حاسرالرأس مترجلا ويتصدق عند قبرها وينذر لها النذور وغير ذلك ، واقتفى أثر هؤلاء من جاء بعدهم من الملوك والسلاطين والأمراء وكان الظاهر جقمق أحد ملوك مصر فى القرن الثامن الهجرى (7) توقد له فى هذا اليوم الشموع وتنار أرجاء المشهد بالقناديل الملونة ، ولازم زيارتها فى هذا اليوم كثير من العلماء والأولياء وأهل الفضل ولازال ذلك جاريا الى الآن من العامة والخاصة ، وفى القرن السابع الهجرى كان الشيخ محمد العتريس (8) اعتاد أن يثيم هو وفقراؤه حضرة يذكرون الله فيها ويصلون على نبيه صلى الله عليه وسلم فى ليلة الأربعاء ويعد وفاته اقتقى أثره من خالفه وجرت على ذلك العادة إلى اليوم . والأصل فى موالد الأولياء التى تقام ببلاد مصر عامة فى كل عام هى على هذا النمط لمن تحقق لدية ذلك ، ويتوهم بعض الناس أنها ذكرى مولد ذلك الولى وهى بالتحقيق ذكريات وفاتهم كما هو جارى فى المولد الأحمدى الكبير وغيره وقد لا يجوز بعض العلماء إقامة هذه الموالد ، نعو هى ليست جائزة إذا كانت غير موافقة لآداب الشريعة الغراء كاجتماع الرجال بالنساء والصياح والهرج والمرج فذلك كله باطل ومفسده فى الدين والدين برىء ممن يفعل ذلك وواجب العلماء وولاة الأمور أن يزجروا من يتلبس فيه إلا الكمال الكامل وكذلك موالد من ينتمى اليها بالقرابة رضى الله عن جميعهم .

(هذه) الشذرة التى تضمنت أخبار السيدة زينب رضى الله عنها استطلعنا من مصادر موثقة فإذا علمت ذلك فأعلم أنه لا خلاف فى أن هذا المشهد الواقع جنوبى القاهرة قد ضم جثمان هذه السيدة الظاهرة مما نقل عن أهل التاريخ من الأخبار الصحيحة الثابتة التى لا مجال للشك فيها وأن الخلاف الواقع لفريق من المؤرخين إنما هو لتعداد أسم السيدة زينب فى بنا الامام على وقد تعدد هذا الاسم أيضا فى كثير من ذرية السبطين كما دلت على ذلك كتب الأنساب والسير ، والمقطوع بصحته هو ما أثبتناه عن أساطين العلم وأساتذة علم التاريخ والنسب .


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الـــــــــــــتعــــــــــليـــــــــــق



تولى حكم مصر فى عهد معاوية بن أبى سفيان مؤسس الدولة الاموية فى سنة 667م / 47 هـ الى سنة 682م / 62 هـ

هو مسلمة بن مخلد بن صامت الصحابى الانصارى الخزرجى

يقول ابن تغرى فى النجوم الزاهرة

: ) ويقول على بن سعيد الرازى : حدثنا موسى بن على قال : سمعت مسلمة بن مخلد يقول : ولدت حين قدم الرسول إلى المدينة كان مسلمة بنالمدينةوتوفى وأنا ابن عشر سنين – وقيل لما قدم النبى أربع سنوات .

وكان مسلمة ورعا تقيا يطيل فى عبادته حتى أصبح مطرب الأمثال إذ يقول المقريزى فى الخطط والآثار عن مجاهد : صليت خلف مسلمة فقرأ سورة البقرة ، فما ترك ألفا ولا واوا وقال ابن هليعة عن الحرث بن يزيد : كان مسلمة يصلى بنا فيقوم فى الظهر فربما قرأ سورة البقرة ، وجاء فى كتاب ترتيب الزيارة لابن الزياد عن مجاهد قال : كنت أرانى أحفظ الناس للقرأن حتى صليت خلف مسلمة الصبح فقرأ سورة البقرة فما أخطأ فيها . وحكى الواقدى : أن مسلمة كان إذا قرأ فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الارض : أن مسلمة بن مخلد شهد فتحوقال الإمام أحمد بن حنبل وذلكمصر وسكنها ثم ولاه معاوية بن أبى سفيان مصر بعد عزل عقبة بن عامر الجهينى فى عام 47 هـ

وقد جمع له معاوية الصلاة والخطابة وكذا الخراج – كما أضيف إليه بلاد المغرب .

وفى ولايته على مصر هجمت على مصر أساطيل الدولة البيزنطية ونزلت جنودها البرلس سنة 53 هـ . - أما عن مشاركة مسلمة فى فتح مصر - فيقول البلاذرى فى فتوح البلدان وكذا السيوطى والمقريزى :

إن الامدادات التى أرسلها الخليفة عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص لإتمام فتوح مصر كان على رأسها كل من عبادة بن الصامت والمقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد كان على ألف رجل – وأن الزبير بن العوام مثلهم .

وإذا تتبعنا سيرة فتح مصر نجد أن مسلمة كان من بين قواد المسلمين الذين تزعمهم الزبير بن العوام وتسلقوا حصن بابليون واستطاعوا دخول الحصن وفتح أبوابه لجيوش المسلمين وبذلك كتب لهم النصر .- وبينما كان مسلمة بن مخلد فى الإسكندرية سنة ستين هجرية بعد أن استخلف على مصر عابس ابن سعيد إذ جاءه خبر موت الخليفةبن أبى سفيان واستخلاف يزيد بن معاوية بعد أبيه - وكتب إليه يزيد بن معاوية وأقره على ولاية مصر – كما كتب إليه أيضا بأخذ البيعة له – وبالتالى كتب مسلمة بن مخلد الى عابس وكلفه أن يقوم بمهمة أن يأخذ البيعة ليزيد من أهل مصر ولكن أمتنع عبد الله بن عمرو بن العاص لما يعرفه عن يزيد وأخلاقه– فلما أخبر عابس مسلمة بامتناع عبد الله عن المبايعة أمر عابس بإحراق باب عبد الله فحينئذ بايع ابن عمرو بن العاص ليزيد على كره منه - ثم قدم مسلمة من الإسكندرية فجمع لعابس من الشرطة والقضاء سنة 61 هـ

وعن وفاة مسلمة بن محلد الأنصارى

قيل إنه توفى بمصر الموضع المعروف بذبح الجبل فيه قبر مسلمة الرجل الصالح فكان لا يسمع أحد قراءته إلا بكى لحسن صوته وقال : أبن عبد البر أن مسلمة مات بمصر وقيل بالمدينة- وقال ابن يونس بالاسكندرية

وقال الحافظ عبد الغنى : مات بمصر ودفن لخمس بقين من رجب سنة 62 هـ .

وقال ابن زولان وابن الزيات : مات مسلمة بمصر وهو الاصح وقبره بمصر القديمة .

كما أخبرنا صاحب المستدرك : أن أحمد بن يعقوب الثقفى ثنا موسى بن ذكريا ثنا بن خياط قال : وفيها مات سنة اثنين وستين هجرية أبو سعيد مسلمة بن مخلد الأنصارى بمصر وكان أميرها هو أول من جمعت له مصر والمغرب من الأمراء وله زاوية .والضريح عبارة عن زاوية مربعة بداخلها الضريح يعلوها قبة صغيرة - وفى زيارة للضريح وجد بجواره شجرة كبيرة بجوارها بئر ماء يكاد يروى هذه الشجرة وكأنه نهر يجرى بجوار الضريح – كما يوجد مصلى للرجال والسيدات واسم الشارع مدون باسم مسلمة بن مخلد الانصارى

(2) بلبيس : مدينة بلبيس من المدن القديمة وقد كانت مدخل العرب إلى مصر عند الفتح الإسلامي لمصر فقد فتحت ذراعيها لاستقبال جنوده حتى يخلصوا مصر من ظلم الرومان[2] ففي عام 1871 م سميت مركز بلبيس وهي من أشهر بلاد الشرقية على مر العصوروكانت تسمى (بيس) ثم أضيف إليها (بل) فأصبحت (بل بيس) ومعناها القصر الجميل وسميت بعد ذلك بلبيس.والاسم الأصلى لمحافظة الشرقية كما يشار إليه في تاريخ الجبرتى هو "شرقية بلبيس"، أى الأراضى الواقعة شرق مدينة بلبيس، التي كانت من أهم مدن الدلتا في العصر العثمانى وزمن الحملة الفرنسية[بحاجة لمصدر].

المدينة لعبت دوراً و خسرت في مؤامرات السيطرة على الوزارة الفاطمية. ففي عام 1164 حوصر شيركوه في بلبيس من قبل شاور وأمالريك الأول ملك القدس الصليبي لمدة 3 أشهر. وقد حوصر شيركوه في بلبيس (سميت على اسم الملكة بيسه التي كانت تحكم مصر في الفترة التي استقبلت فيها المدينة عمرو بن العاص في أول زيارة له مصر قبل دخولة الفسطاط مرة أخرى عام 1168 عندما هاجمها أمالريك الأول مرة أخرى وقد سقطت المدينة بعد 3 أيام في 4 نوفمبر ليعمل أمالريك فيها الذبح لكل سكانها، بدون تمييز، رجالا ونساءا وأطفالا - أقباط مصر 'مسلمين ونصارى'. فظاعة المذبحة روعت نصارى مصر الذين كانوا يرون الصليبيين كمخلصين، ثم ما لبثوا أن عانوا كالمسلمين، مما دعاهم إلى وقف مساندتهم للصليبيين، ووضعوا أيديهم في يد المسلمين لصد الأجانب.

أعاد نابليون بناء استحكامات المدينة العسكرية عام 1798.

إن بلبيس لها جذور تاريخيه عريقة ففي القدم ذكرت بلبيس في التوراة بآسن (جاشان) وقد نزل النبي "يعقوب" حين قدم آلي مصر لمقابله إبنه "يوسف" التي ورد ذكرها في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (واسأل القريه التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) صدق الله العظيم. ومدينة بلبيس من المدن القديمه وكان اسمها القبطيbecok واسمها المصري”bilbio” وكانت واقعة بين عين الشمس وبين بسطة في حدود الصحراء الشرقيه وقد وردت في المسالك لإبن حوقل أنها من مدن مصر وفي صبح الأعشى قال عنها أنها مدينة متوسطة بها المساجد والمدارس والأسواق وهي محطة رحال الدرب الشامي وهي " قصبه الحوف" أي (قاعدة إقليم الشرقيه) وبها والى الحرب وبها جوامع ومدارس وأسواق وفنادق وبساتين ونخيل وهي مسوره ويمر بها نهر النيل أيام زيادته وقد كانت مدخل العرب إلي مصرعندالفتح الإسلامي فقد فتحت ذراعيها لاستقبال جنوده حتى يخلصوا مصر من ظلم الرومان وفي عام 1871م سميت مركز بلبيس وهي من اشهربلاد الشرقية على مر العصور وكانت تسمى "بيس" ثم أضيف إليها "بل" فأصبحت (بلبيس) ومعناها القصر الجميل.

(3) قرية العباسة :

ولد خمارويه بن أحمد بن طولون عام مائتين وخمسين هجرية وتوفي عام مائتين واثنين وثمانين هجرية بدمشق، وحمل تابوته لمصر حيث دفن بالمقطم.

تولى خمارويه جيوش مصر وهو دون العشرين من عمره، وقد كان لديه كثير من الأعوان، فقد أولى اهتمامًا بالجيش لمواجهة ما ينتظره من تحديات في أعقاب الأحوال السياسية المضطربة التي خلفتها وفاة أبيه. وعني عناية خاصة بفرقة "المختارة" التي كانت تشكل جنده وحرسه الخاص، كما اهتم بمظهر الجنود وزيهم، ولذلك لقب بأبي الجيوش. لحمد سلمى العدوى وبعد عدة معارك حربية مع العباسيين والبيزنطيين، كون دولة عريضة قاعدتها مصر حيث امتدت من برقه (في ليبيا) غربًا إلى الفرات (في العراق) شرقًا، ومن آسيا الصغرى (تركيا) شمالاً حتى بلاد النوبة (مصر) جنوبًا. ولذلك جنح الخليفة العباسي إلى السلم معه، كما جنح هو للسلم لإكساب دولته الصفة الشرعية. واعترفت الخلافة العباسية بحكم خمارويه وأبنائه من بعده لمدة ثلاثين عامًا.

وتوجت هذه العلاقات بين الدولة الطولونية والخلافة العباسية بزواج إبنة خمارويه -قطر الندى- بالخليفة المعتضد العباسي في زفاف أسطوري لا تزال تتردد أصداؤه في التراث الشعبي المصري حتى الآن، حيث إنه استمر عدة أشهر، ويعد من أطول احتفالات الزفاف في تاريخ البشرية. وهو حفل الزفاف الذي استنزف موارد الدولة الطولونية وعجل بنهايتها الدرامية .

( قلت : لا تزال بعض اهازيج الزفاف تلك تعيش في الريف المصري بينما هي تعود الى فترة الزفاف الشهيرة تلك ، مثل:
بنت السلطان **** لا بسة القفطان
و بنت السلطان هذه هي : "قطر الندى بنت خمارويه ")


فكان عصره من عصور الفساد في مصر بسبب تيذيره الشديد في أموال الدولة, و يحكى أنه كان عندما تسافر إبنته إلي مكان ما , كان يبني لها قصرا عند كل مكان ترتاح فيه.


وهذه ترجمته من وفيات الأعيان لابن خلكان
خمارويه بن طولون

أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون-وقد تقدم ذكر أبيه وجده في حرف الهمزة-ولما توفي أبوه اجتمع الجند على توليته مكانه فولي وهو ابن عشرين سنة، وكانت ولايته في أيام المعتمد على الله، وفي سنة ست وسبعين ومائتين تحرك الافشين: محمد بن أبي الساج ديوداذ بن دوست من أرمينية والجبال في جيش عظيم، وقصد مصر، فلقيه خمارويه في بعض أعمال دمشق، وانهزم اللافشين، واستأمن أكثر عسكره، وسار خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الرقة، ثم عاد وقد ملك من الفرات إلى بلاد النوبة.

ولما مات المعتمد وتولى المعتضد الخلافة، باد إليه خمارويه بالهدايا والتحف، فأقره المعتضد على عمله، وسأل خمارويه أن يزوج ابنته قطر الندى-واسمها أسماء-للمكتفي بالله بن المعتضد بالله، وكان يوم ذاك ولي العهد، فقال المعتضد بالله: بل أتزوجها أنا، فتزوجها في سنة إحدى وثمانين ومائتين، ودخل بها في آخر هذه السنة، وقيل في سنة اثنتين وثمانين، والله أعلم. وكان صداقها ألف ألف درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل. حكي أن المعتضد خلا بها يوماً للأنس في مجلس أفرده لها ما حضره سواها، فأخذت منه الكأس، فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة وخرجت وجلست في ساحة القصر، فاستيقظت فلم يجدها، فاستشاط غضباً ونادى بها، فأجابته عن قرب، فقال: ألم أخلك إكراماً لك؟ ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي؟ فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين؟! فقالت: يا أمير المؤمنين، ما جهلت قدر ما أنعمت به علي، ولكن فيما أدبني به أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس، ولا تجلسي مع النيام.

ويقال: إن المعتضد أراد بنكاحها افتقار الطولونية، وكذا كان، فإن أباها جهزها بجهاز لم يعمل مثله، حتى قيل: كان لها ألف هاون ذهباً. وشرط عليه المعتضد أن يحمل كل سنة بعد القيام بجميع وظائف مصر وأرزاق أجنادها مائتي ألف دينار، فاقام على ذلك إلى أن قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقتل قتلته أجمعون، وحمل تابوته إلى مصر، ودفن عند أبيه بسفح المقطم، رحمهما الله تعالى.

وكان خمارويه من أحسن الناس خطاً، وكان وزيره أبا بكر محمد بن علي بن أحمد المعروف بالماذرائي-الآتي ذكره إن شاء الله تعالى -.

ولما حملت قطر الندى ابنة خمارويه إلى المعتضد، خرجت معها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون مشيعة لها إلى آخر عمارة الديار المصرية من جهة الشام، ونزلت هناك وضربت فساطيطها، وبنت هناك قرية فسميت باسمها، وقيل لها العباسة، وهي عامرة إلى الآن، وبها جامع حسن وسوق قائم؛ ذكر ذلك جماع من أهل العلم.

وماتت قطر الندى لتسع خلون من رجب سنة سبع وثمانين ومائتين، ودفنت داخل قصر الرصافة ببغداد.

وتوفي الافشين محمد بن أبي الساج في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين، ببرذعة، وهي كرسي أعمال أذربيجان، وقيل إنها من أران.

وتوفي أبوه أبو الساج-وهو الذي تنسب إليه الأجناد الساجية ببغداد-في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين بجند يسابور، من أعمال خوزستان.

وخمارويه: بضم الخاء الموحدة وفتح الميم وبعدها ألف ثم راء مفتوحة وواو، ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها، وبعدها هاء ساكنة
(4) الحمروى القصوى :ذكرنا الحمروات فى أول الكتاب برجاء مراجعتها
(5) محمد الديباج ..
ترجمة محمد الديباج
محمد الديباح هو المعروف بالديباج - أو الديباجة - لحسن وجهه ويلقب بالمأمون ويكنى أبا جعفر ، أمه أم أخويه موسى وإسحاق أم ولد تدعى حميدة ، وكان شيخا وادعا محببا في الناس ، وكان يروى العلم عن أبيه جعفر بن محمد وكان الناس يكتبون عنه هكذا قال الطبري في تاريخه ج 10 ص 233 وقال الخطيب في تاريخه ج 2 ص 113 وأبو الفرج في مقاتله ص 538 انه كان شجاعا عاقلا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه : قال ابن عنبة في عمدة الطالب ص 245 خرج داعيا إلى محمد بن إبراهيم بن طباطبا الحسنى ، فلما
(6) كافور الإخشيدي
355 هـ أبو المسك كافور بن عبد الله الإخشيدي. كان عبدا لبعض أهل مصر، ثم اشتراه أبو بكر محمد ابن طغج الإخشيد في سنة اثنتي عشرة وثلثمائة بمصر من محمود بن وهب بن عباس وترقى عنده إلى أن جعله أتابك ولديه. وقال محمد وكيل الأستاذ كافور: خدمت الأستاذ والجراية التي يطلقها ثلاث عشرة جراية في كل يوم، ومات وقد بلغت علي يدي ثلاثة عشر ألفا في كل يوم.
ولما توفي الإخشيد تولى مملكة مصر والشام ولده الأكبر وهو أبو القاسم أنوجور، ومعناه بالعربي محمود، بعقد الراضي له، وقام كافور بتدبير دولته أحسن قيام إلى أن توفي أنوجور يوم السبت لثمان وقيل لسبع خلون من ذي العقدة سنة تسع وأربعين وثلثمائة، وحمل إلى القدس ودفن عند أبيه. وكانت ولادته بدمشق يوم الخميس لتسع خلون من ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلثمائة. وتولى بعدة أخوه أبو الحسن علي، وملك الروم في أيامه حلب والمصيصة وطرسوس وذلك الصقع أجمع، فاستمر كافور على نيابته وحسن إيالته، إلى أن توفي علي المذكور في سنة خمس وخمسين وثلثمائة، وقيل بل توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة أربع وخمسين، وكانت ولادته يوم الثلاثاء لأربع بقين من صفر سنة ست وعشرين وثلثمائة بمصر.
ثم استقل كافور بالمملكة من هذا التاريخ وأشير عليه بإقامة الدعوة لولد أبي الحسن علي بن الإخشيد، فاحتج بصغر سنة، وركب بالمطارد، وأظهر خلعا جاءته من العراق وكتابا بتكنيته، وركب بالخلع يوم الثلاثاء لعشر خلون من صفر سنة خمس وخمسين وثلثمائة وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات .

وكان كافور يرغب في أهل الخير ويعظمهم، وكان أسود اللون شديد السواد بصاصا، واشتراه الإخشيد بثمانية عشر دينارا على ما نقل. وكان أبو الطيب المتنبي قد فارق سيف الدولة بن حمدان مغاضبا له، وقصد مصر وامتدح كافورا بأحسن المدائح، فمن ذلك قوله في أول قصيدة أنشأها له في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلثمائة، وقد وصف فيها الخيل
ابن تغري
أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن الأمير سيف الدين تغري بردي الأتابكي اليشبقاوي الظاهري. (ولد بالقاهرة سنة 813 هـ / 1410م - توفى بالقاهرة سنة 874 هـ / 1470م) (وتغري بردي محرفة من تنكري يردي، ويردي بالتركية تعني عطا الله) [1]. مؤرخ مصري كان أبوه من كبار أمراء المماليك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق وابنه الناصر فرج بن برقوق. تتلمذ علمياً ودينياً على أيدي كبار مشايخ عصره أمثال زوج أخته قاضي القضاة جلال الدين البلقيني، وابن حجر العسقلاني، وبدر الدين العيني، وابن ظهيرة وابن عربشاه. ثم لازم مجلس شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي فتعلم منه حب التاريخ والتأريخ. وبذلك انتمى ابن تغري إلى طبقة الأمراء وأرباب الدولة وتتلمذ على أيدي العلماء واهل العمائم.

كان ابن تغري يعيش في سعة كاملة مما جعله قادراً على الاستغناء عن العمل للكسب. فتعلم الفروسية وبرع فيها كما تعلم الفقه والموسيقى والشعر، وكان يتقن اللغتين العربية والتركية. ومع ذلك فقد استهوته دراسة التاريخ، وساعده تفرغه، وصلاته بالبلاط السلطاني (توالى عليه في عصره عشرة سلاطين) وكبار الأمراء وأرباب السياسة على الاطلاع على المعلومات مما جعله يصبح من كبار المؤرخين.

كتب ابن تغري اثني عشر مؤلفاً في التاريخ. كان أول كتبه " المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي " وفيه سجل تراجم أعيان عصره. اما أهم مؤلفاته واشهرها واضخمها فهو كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة وهو سرد لتاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي إلى عصره (انتهى فيه إلى 870هـ / 1467م). وبالرغم من أن ابن تغري ذكر في مقدمة كتابه أنه كتبه دون طلب من ملك أو سلطان، إلا أنه ذكر في نهايته أنه ألفه من أجل صديقه الأمير محمد بن السلطان جمق، والذي كان ابن تغري يتوقع أن يصل إلى تخت السلطنة فيختم الكتاب بعهده، إلا أن الأمير محمد وافته المنية قبل ذلك (توفي سنة 847هـ) [2]. انتهج ابن تغري في هذا الكتاب منهجاً مخالفاً لمنهج أستاذه المقريزي، فقد جعل لكل عهد من عهود السلاطين فصلاً خاصاً، ثم ذكر السنين وحوادثها تباعاً داخل الفصل حتي إذا توفى الحاكم جعل له ترجمة منفصلة، ثم أعقب ذلك بترتيب سنوات العهد ترتيباً عددياً، وذكر وفيات كل منها في فصل واحد مع ذكر بعض الحوادث ضمن التراجم. وقد توسع ابن تغري في التاريخ الفاطمي. أما الجزء الخاص بعصره فقد اتخذ شكل السجل اليومي من عهد الناصر فرج تقريباً إلى عهد السلطان الأشرف قايتباي. وقد اعتنى ابن تغري بنهر النيل في كتابه وأحصى تقلباته وأحواله منذ الفتح الإسلامي إلى عصره. كما اهتم بالنشاط العمراني في مصر خلال العصور. ويعد تسجيل التاريخ الحضاري مع التاريخ السياسى إحدى ميزات ابن تغري.

طبع كتاب " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " (16 مجلد) بالقاهرة في نحو أربعين سنة من سنة 1930م إلى سنة 1972م. كما نشرت أقسام منه عن طريق بعض المستشرقين الغربيين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط