فاطمة بنت عبد الرحمن بن عبد الغفار الحرانى
قال على بن أبى سعيد – عبد الرحمن – بن احمد بن وينس بن عبد الأعلى المصرى : أنبأنا أبى – قال : فاطمة بنت عبد الرحمن تكنى أم محمد ، مولدها ببغداد ، وقدم ( أبوها ) إلى مصر وهى حدثة ، سمعت من أبيها ، وطال عمرها حتى جاوزت الثمانين ، وكانت تعرف بالصوفية ؛ لأنها أقامت تلبس الصوف ولا تنام إلا فى مصلاها بلا وطاء فوق ستين سنة – توفيت سنة اثنتى عشر وثلثمائه
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أم أيمن بنت على
أمراة أبى على الروذبارى وهو مدفون عند سيدى ذى النون المصرى بمقبرة قرب عقبة بن عامر الجهنى وبجوار العلامة الزيلعى – واسمها عزيزة : قال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين : سمعت بعض أصحابنا يقول : كانت عزيزة امرأة أبى على تقول : كيف لا أرغب فىتحصيل ما عند وإليك مرجعى ؟ وكيف لا أحبك وما لقيت خيرا إلا منك ؟ وكيف لا أشتاق إليك وقد شوقتنى إليك ؟
وحكى عنها أنها قالت : لا ينتفع العبد بشىء من أفعاله كما ينتفع بطلب قوته من حلال
قال : وخرجت يوما من مصر وقت خروج الحاج ، والجمال تمر با وهى تبكى وتقول : واضعفاه ، وتنشد على إثره وتقول :
فقلت : دعونى واتباعى ركابكم أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد
وما بال رغمى لا يهون عليهم وقد لموا أن ليس لىمنهم بد
وتقول : هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت ، فكيف ترى حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت ؟
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تحية النوبية
قال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن السلمى : سمعت المالينى الصوفى يقول : دخلت على تحية زائرا ، فسمعتها من داخل البيت وهى تناجى وتقول فى مناجاتها : يا من يحبنى وأحبه .
فدخلت إليها وسلمت عليها وقلت : يا تحية هبى أنك تحبين الله تعالى ، فمن أين تعلمين أنه يحبك ؟ فقالت : نعم إنى كنت فى بلد النوبة وأبواىكانا نصرانيين، وكانت أمى تحملنى إلى الكنيسة وتجىء بى عند الصليب وتقول : قبلى الصليب . فإذاهممت بذلك أرىكفا تخرج فترد وجهى حتى لا أقبله ، فعلمت أنعنايته بى قديمة
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أم ذر الغفاري
شاعرة من شواعر العرب فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يبسم قال لأبى ذر يا أبا ذر حدثنى ببدء إسلامك ، قال أبو ذر : كان لنا صنم يقال له : نهم فأتيته فصببت له لبنا ووليت فحانت منى التفاته فإذا كلب يشرب ذلك اللبن فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم , فأنشأت أقول :
ألا يا نهم إنى قد بدا لى مدى شرف ببعد منك قربا
رأيتالكلب سامك حظ خسف فلم يمنع قفاك اليوم كلبــــا
فسمعتنى أم ذر فقالت
لقد أتيت جرما وأبت عظما حين هجرت نهما
فخبرتها الخبر . فقالت :
ألا فأبغنا ربا كريما جوادا فى الفضائل يا ابن وهب
فما من سامه كلب حقير فلم يمنع يداه لنا برب
فما عبد الحجارة غير غاو ركيك العقل ليس بذى لب
فقال صلى الله عليه وسلم صدقت أم ذر عما عبد الحجارة غير غاو
( الاصابة لابن حجر )
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة
محدثة ذات دين وصلاح وزهد وعبادة ولدت تقريبا سنة 544هـ ، وقرأ عليها وحدث عنها الإمام على بن أحمد بن عبد الواحد المقدسى وماتت ليلة الاثنين فى 16 ذى القعدة سنة 620 هـ ودفنت بسفح قاسيون بدمشق
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رابعة بنت اسماعيل
عابدة من عابدات مكة ولدت بمكة سنة 145هـ وأقامت بمصر سبع سنين ولما دخل الامام الشافعى رضى الله عنه مصر كان يتردد إليها وكان يصلى التراويح فى رمضان بمسجدها
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
عجردة العمية
من عابدات البصرة – قال رجاء بن مسلم العبدى : كنا نكون مع عجردة العمية فى الدار، فكانت تحيى الليل صلاة ، فإذا كان السحر نادت بصوت لها محزون : اليك قطع العابدون دجى الليل بتبكير الدلج إلى ظلم الأسحار يستبقون إلى رحمتك ، وفضل مغفرتك ، فبلك إليهى لا بغيرك أسألك أن تجعلنى فى أول زمرة السابقين إليك ، وأن ترفعنى إليك فى درجة المقربين ، وأن تلحقنى بعبادك الصالحين ، وأنت أكرم الكرماء ،وارحم الرحماء وأعظم العظماء يا كريم ، ثم تخر ساجدة ، فلا تزال تبكى وتدعو فى سجودها حتى يطل الفجر وكانت ذلك دأبها ثلاثين سنة – وقالت آمنة بنت يعلى بن سهيل : كانت عجردة تغشانا ، فتظل عندنا اليوم واليومين ،وكانت إذا جاء الليل لبست ثيابها وتقنعت ، ثم قامت إلى المحراب ، فلا تزال تصلى إلى السحر فتدعو حتى يطلع الفجر ، فقلت لها : أو قال لها بعض أهلالدار : لو نمت من الليل شيئا ، وقالت : ذكر الموت لا يدعنى أنام
وقال جعفر بن سليمان عن أمه قالت : رأيت عجردة فى يوم عيد ،وعليها جبة صوف ، وقناع صوف ، وكساء صوف ، فنظرت فإنما هى جلد وعظم ، قالت وسمعتهم يذركون عنها أنها لم تفطر ستين عاما قدس الله سرها
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أخت فضيل بن عبد الوهاب
من عابدات الكوفة – قال فضيل / سمعت أختى يوما تقول : الآخرة أقرب من الدنيا ، وذلك أن الرجل يهم بطلب الدنيا فلعله ينشىء لذلك سفرا يكوون فيه تعب بدنه ، وإنفاق ماله ، ثم لعله لا ينال بغيته ، والرجل يطلب الآخرة ، فمنتهى طلبته فى حسن نيه حيث ما كان ، من غير ان ينشىء سفرا أو ينفق مالا ، أو يتعب بدنا ، ما هو إلا أن يجمع على طاعة الله ، فإذا هو قد أدرك ما عند الله
وقال : سمعتها تقول : ما بيننا وبين أن نرى السرور ، أو ننادى بالويل والثبور إلا خروج هذه الأرواح من الأبدان ، فانظروا أى عبيد تكونون حينئذ ؟ ثم صرخت وغشى عليها – وقال فضيل : ما رأيت أحد قط – رجلا ولا امرأة – أكول حزنا منها