24 - أبوالفتح الشهرستانى
548هـ - 1153م
أبو الفتح محمد بن ابى القاسم عبدالكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستانى المروزى ، امام فاضل من فضلاء مرو ، ولد بها سنة 479 هـ - 1086م لشهرستان (1) ، ونبغ فى علوم الشريعة نبوغا عاليا وبرز فى علم الكلام وتاريخ الأديان ------------------------------------------------------------
(1) شهرستان : بفتح أوله ، وسكون ثانية ،وبعد الراء سين مهملة ، وتاء مثناة من فوقها ، وآخره نون ، فى عدة مواضع ، منها شهرستان بأرض فارس وربما سموها شرستان - وشهرستان أيضا بليدة بخراسان قرب نسا وهى بين نيسابور وخوارزم ونسب اليهم محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح بن أبى القاسم بن أبى بكر الشهرستانى المتلكم الفليوسف صاحب التصانيف ،( وهو الذى بين يدينا الآن ) قال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوازومى فى تايخ خوارزم : دخل خوارزم واتخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحول الى خراسان ، وكان عالما حسنا حسن الخط واللفظ لطيف المحاورة خفيف المحاضرة طيب المعاشرة .
--------------------------------------------------------------
تفقه بنيسابور على أحمد الخوافى وأبى نصر القشيرى وقرأ الأصول على أبى القاسم الأنصارى وسمع الحديق على أبى الحسن على ابن أحمد بن محمد المدائنى وغيره – ومن أشهر مؤلفاته كتابه الملل والنحل وتفسير القرآن الكريم المسمى بمفاتيح الأسرار ومصابر الأبرار وهو تفسر يجمع بين الظاهر والباطن على طريق علماء الظاهر والصوفية ، كما يقول فى مقدمته ، ومنه : فنقلت القراء فى النحو واللغة والتفسير والمعانى من أصحابها .. وعقبت كل آية مما سمعت فيها من الأسرار وتوسمتها من إشارات الأبرار واذا قلت أهل القرآن أو أصحاب الأسرار انما أريد الصديفين من أهل بيت حضرة النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهم الواقفون على الأسار وهم من المصطفين الأخيار ، العترة الطاهرة أهل العلم بالقرآن ، أهل التحقيق ،واصدق والتصديق ، الذى عندهم علم الكتاب ، الصادقون الصالحون المهتدون الهادون الى صراط الله ، الموفون بعهد الله ، الراسخون فىالعلم الذين أوتو العلم والايمان ، المعتبرون بقصص القرآن ثم أورد فى الفصل السابع طبقات الصحابة وطبقات أهل البيت النبوى ن وذكر مجموعة من تفاسيرهم المصنفة وفى الفصل الثامن بسط القول على معنى التفسير والتأويل ودرجه كل منهما ، وفى الفصل الحادى عشر تكلم على اعجاز القرآن وبلاغته الى غير ذلك مما لا يوجد مجموعا فى تفسير آخر ، وجمع فيه بين التفسير الظاهر والتفسير بالاشارة على ما اصطلح عليه علماء الحقيقة فى تفاسيرهم ، وكان الشهرستانى فى بلده اماما مرحولا اليه أقام الدعوة لأهل البيت النبوى ونشر علومهم عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله ، ورمى من أجل ذلك بالتشبع الى كانت تفرضها سياسة الحكومة القائمة
وأضاف عليه فريق انه كان من دعاة الاسماعيلية ويعنون بالاسماعيلية جماعة او شيعة الامام اسماعيل بن الامام جعفر الصادق من الفاطميين وغيرهم مع أن ذلك لم يعرف عنه ، ولم يذكر ابن خلكان فى ترجمته ذلك بل إنه ذكر انه من المتكلمين على مذهب الأشعرى وأخذ الفقه عن على بن احمد الخوافى وأبى نصر القشيرة ومصنفاته فى الفقه لا تدل على انه كان متحيزا لمذهب دون آخر ، فكتابه تلخيص الأقسام لمذاهب الأنام الذىجمع فيه بين مذاهب اهل البيت النبوى ومذاهب الفقهاء وذكر معين كل منها وبين أن الاختلاف بين كل مذهب وىهر لا يمس الصول وانما هو اجتهاد دعت اليه ضرورة المصالح العامى ، كتابه هذا واتجاهه السديد فيه يرد ما رمى به وما قيل عنه ويطرحه وانه لرمى فى غير مرمى
وما قيل فى الشهرستان قيل فى غيره وهذا مبدأ هدام يراد به التفرقة بين علماء الأمة الأمر الذى لا يزال العالم الاسلامى يصطلى بناره الى يومنا فما كان الا الأخذ بفقه أهل البيت وهم الصفوة من الأمة والتأسى بهم بالأمر الذى يطلق الألسنة فيهم وهم كما علمنا صوان الحكمة ومنار الهندى
مات الشهرستانى فى أواخر شعبان سنة 548هـ - 1153م ترجم له ابن خلكان وعبد الكريم بن محمد بن منصور السمعانى المتوفى سنة 562هـ فى كتاب النساب له وفى معجم شيوخه الوسوم بالمنتخب ، وله تراجم مطولة فى مصادر أخرى
وشهرستان مدينة مشهورة باقليم خراسان
بعده