موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 88 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 19, 2021 7:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113



18 - جلال الدين الرومى
672 هـ - 1273 م



مولانا جلال الدين الرومى محمد بن سلطان العلماء بهاء الدين ين حسين بن احمد بن محمود بن ثابت بن المسيب بن مظهر بن حماد بن عبد الرحمن بن الامام سيدنا أبى بكر الصديق عليه السلام

ولد بمدينة بلخ فى السادس من ربيع الأول سنة 604 هـ - 1207 م وهو معدود من كبار الصوفية ومن صدق الشيوخ ، استقر اخيرا فى قونية ونشر علمه بها وانكب بكليته على دراسة علم التصوف

وأشتهر مؤلفاته ديوان شعره الصوفى المسمى ديوان شمس تبريز والمثنوى وهو أهم كتاب فىالتصوف والعلم الروخانى ينطوى على (26000 ) بيت من بحر الرمل فى ستى مجلدات ن وقد طبع المثنوى فى انجلترا بتحقيق المستشرق نيكولسون ، وطبع ديوانه شمس تبريز فى انجلترا نشرته مطبعة جامعة كمبردج سنة 1898 م ونشر الأستاذ ولد جلبى رسائله باستامبول فى سنة 1356م هـ

توفى مولانا جلال الدين بقونية فى سنة 672 هـ - 1273 م ودفن بها فى مقبرة أبيه التى شيدت بامر السلطان علاء الدين كاى قباد ، وهىاليوم مسجد خان مولوى بقونية ، وعليها بنا مشيد على الطراز التركى

والفكرة عند جلال الدين الرومى فى وحدةالوجود هى فكرة كل صوفى وكل مءمن ، وهى أن الله سبحانه وتعالى يمد هذا الوجود بنوره فيشاهد البصير ببصره وبصيرته فلا يرى فى الوجود غير الله سبحانه وأينما تولى العبد فلا يرى الا وجه الله سبحانه كما قال تعالى (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ ) فالصوفى وكل مءمن موحج يؤمن بأن الله سبحانه هوالمتجلى على هذا الوجود باشراقة من نوره فلا يرى فيه الا هو سبحانه فالوجود وما فيه مرآة يرى العالم فيها ربه بآياته وتجلياته كما قال تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) أنظر فى هذا الأصل فى كتابنا الكمال المحمدى
ومولانا جلال الدين الرومى تقوم الفكرة عنده فى المثنوى على هذا الأساس وهو صراط الله القويم ، فمن كلماته فى هذا المعنى :

يا خفياً قد ملأت الخافقين، قد علوت فوق نور المشرقين،

أنت سر كاشف أسرارنا، أنت فجر مفجر أنهارنا،

يا خفي الذات محسوس العطا، أنت كالماء ونحن كالرحى،

أنت كالريح ونحن كالغبار ... تختفي الريح وغبراها جهار



نور الله تتألق منه انوار احسى ( نور على نور ) الكون ليس الا مرآة له واجب الأنسان أن يصقل روحه من صدأ الهوى وأن يتجمل بالصبر ويؤدب نفسه ولا ينفك عن الجهاد حتى يتطهر ، توحيد الله خى صدق المرء نفسه بين يدى الواحد وإمانة النفس هى احياء الروم ، تذكر الله دائما بكيفية تنسيك نفسك

وهكذا تجد فى كلامه يا يفتح الطريق للسالكين الىمعرفة الله سبحانه معرفة حقيقية أساسها التسليم والرضا للحق سبحانه ، والحب عند جلال الدين هو مذهبه وهوالخلاص من الكبرياء والغرور والطبيب المداوى لكل العلل ، والعاشقون المخلصون هم كالظلال تزول وتحتفى حين تشرق الشمس فى أبهى تورها ، والعاشق المخلص هو الذى يقول له الله سبحانه : ( أنا لك وأنت لى ) وبالحب يصير المرء حلو ويتحول النحاس الى ذهب ويصفو العكر ويصبح الألم شافيا ويصير الموتى أحياء والحب هو الحياة السماوية فوق سطح الأرض

وهكذا يعنى جلال الدين الرومى يعبر عن الحب الآلهى والمعرفة والجهاد النفسى ونلانقياد والتسليم ليعرف الناس ربهم على بصيرة الحب الالهى هو الايمان ( والذين آمنوا أشد حبا لله )
وله ترجمة حافلة فىكتاب بيت الصديق للمرحوم السيد محمد توفيق البكرى وفيها ذكر نسبه الى أبى بكر الصديق بما قدمناه

وترجم له ثاقب مصطفى دده البرسوى المتوفى سنة 1148 هـ - 1735 م فى كتابه سفينة المولوية فى تراجم الرجال

وترجم ل بعض مريديه فى كتاب مناقب العارفين

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 20, 2021 1:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113
[[b]align=center]19 - عبد الرحمن الجامى

898 هـ 1492 م[/align]

نور الدين عبد الرحمن الجامى ن ولد فى خرجرد من ولاية جام بخراسان فى سنة 817 هـ 1414 م ونشأ بهراة وسمرقند وفيهاحصل علومه ومعارفه ، واندلج أخيرا فى سلك الصوفية فسلك الطريقة النقشبندية وصار من خلفائها بعد وفاة الشيخ سعد ابدين محمد الكاشغرى ، وبرع فى الشعر الصوفى حتى صار فى عداد الشعراء الصوفية فى أجران ، وألف نحو 54 مؤلفا وأشهر مصنفاه فىالتصوف كتابه شرح مختصر خصوصى الحكم للشيخ الأكبر المسمى فقد الفصوص فى شرح نفس الفصوصى ونفحات الأنس وهو ترجمة لطبقات الصوفية للسلمى وذيلها للهروى مع اضافة تراجم مشايخ عصره ، توفى بهراه فى سنة 898هـ - 1492 م ودفن بها

بعده
[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 23, 2021 11:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


20 - حافظ الشيرازى
791 هـ - 1388م



شمس الدين محمد الحافظ بن بهاء الدين الأصفهانى الشيرازى ، شاعر صوفى متين سما بالشعر الصوفى إلى الذروة وامامه فيه القرآن الكريم الذى كان لا يفتر عن قراءته ، ونرى فى شعرة مبلغ نعمقه فى التصوف وامتداد بصره الى وحدة الوجود بالمعنى الذى يؤمن به الصوفية ، ولهذا حبب الى الناس شعره واستدلوا على نبوغه وقعمقه الصوفى من الألوان التى ازدات بها شهره فاكتسب جمالا وروعة واتجاهه العميق فى التصوف وإيمانه بوحدة الوجود صرفته عن التعلق بالعالم الا فيما دعـ ت الحياة اليه ، فأثر العزلة وظهرت عليه سمات العارفين ودان بالمذهب الصوفى – توفى رحمه الله تعالى فى سنة 791هـ 1388م بشراز ومزاره بها معروف – وطبعت رباعياته وعددها (65 ) وترجمت الى اللغة الانجلزية ولا تزال مدرسى التى أسسها له الوزير قوام الدين فى شيراز معروفة باسمه الى اليوم ومن شعره الذى دمح فيه بين الفارسى والعربى

ألا يا أيها السافى أدر كأسا وناولها
كه عشق آسان نمود اول ولى افتاد مشكلها
حضورى كرهمى خواهى از او غايب مشو حافز
متى ما تلق من تهوى دع الدنيا واهملها
وترجمى الأشطر الفارسية :
ألا يا ايها السافى أدر كأسا وناولها
فأن الكأس للملوغ بالعشق هى الراقى
فإن ترد حضرته يا حافظ فلا تغب عنه
متى ما تلق من تعوى دع الدنيا واهملها



بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 24, 2021 1:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


21 - الحسين بن سينا
428 هـ - 1037 م



الحسين بن عبد الله بن الحسن بن على بن سينا العالم الرئيس ابن سينا ، ولد فى صفر سنة 370هـ - 980 م فى قرية يقال لها أفشنة من ضياع بخارى ن وكان أبوه على علم بالعلوم العقلية فمكنه منها ابان تنشئته ومن ثم اتجه الى دراستها وتوفر على قرائتها ، ولما انتقل من بخارى الى كركانج ازدادت معارفه بما قليه منالشيوخ بها ، ثم تهيأ له الانتقال من بلد الى بلد طلبا فى تزويعه بالعلم والمعرفة فحصل الشىء الكثير منه حتى صار مرحولا إليه ونبغ فى نواحى كثيرة من هذه العلوم ، ويظهر نبوغه وتفوقه فى هذه العلوم النظرية والفكرية فيما حرره منها فى مؤلفاته التى بلغت 116 مؤلفا

ويهمنا من تاريخ حياة ابن سينا نزعتهالصوفية أو نشأته الدينية التى نشأ عليها إذ التصوف هو الدين الصوفى هو المسلم العامل باسلامه ودينه ، ولا تفريق بينهما مكلفا فالتصوف هو علم الأخلاق الذى دعا القرآن الناس اليه فاستجابوا له ، ومن مقتضى علم الاخلاق الصفاء والجهاد للنفس ومعرفتها والخضوع والانقياد للحق سبحانه والتخلى بما أمر الله سبحانه من أوامر وتجنب ما نهى عنه والتأسى بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وغايته أن تكون عبادا لله سبحانه بوصف العبودية الحقة وهذا هو التصوف

وابن سينا فيما نقرأه فى ترجمته نجد أنه ما وصل الى فهم شىء من هذه العلوم ولا أمكن له أن يفتح عليه إلا بقرأة القرآن الكريم ، فكان اذا أشكلت عليه مسألة وتعسر لها فهمه رجع الى قراءة القرآنالكريم فيلو فى فهمها عقب تلاوته ، كما أنه كان يستعين بالفهم بالرؤيا التامة ، وبهذا الوسيلة استعان بها على فهم كل شىء ، فتكلم فى هذه العلوم فأروى كل ظامن منها ونلمس من كتاباته فى النفس وقواها والعقل ومركزه والحب والعشق واعتبارهما الخير المحض المطلق للنفوس البشرية بينها وبين خالقها وبينها وبين نفسها وما الى ذلك من هذه المعانى نلمس منها أنه كان يصور التصوف أنه علم الاخلاق والمعرفة والتهذيب وليس هو الانقطاع الى العبادة والنسك فى البرارى والقفار واعتزال العالم وما الى ذلك ويبدو هذا واضحا من كتاب وصيته بعث به الى أبى سعيد بن أبى الخير الصوفى أستهله بقوله :

ليكن الله تعالى أول فكر لك وآخره ، وباطن كل اعتبار وظاهر ، ولتكن عين نفسك مكحولة بالنظر اليه ، وقدمها موقوفة على المقول بين يديه ، مسافرا بعقلك فى الملكوت الأعلى ، وفيه من آيات ربك الكبرى ، ونزه الله تعالى فى آثاره ، فانه باطن زاهر تجلى لكل شىء بكل شىء ، لفى كل شىء له آية تدل على أنه واحد

فاذا صارت هذه الحال لك ملكة فاضت عليك السكينة وخقت لك الطمأنينة واعلم أن أفض الحركات الصلاة وأمثل السكنات الصيام وأنفع البر الصدقة وازكى السر الاحتما ، وخير العمل ما صدر عن خالص نية ، ومعرفة الله أول الأوائل اليه ، اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ، الى آخر ما جاء بهذا الكتاب ( انظر كتابه منطق المشرفين ط م 1910 ) وفى دعوته لتهذيب النفس يقول :

هذب النفس بالعلوم لترقى وذر الكل فهى للسكل بيت
انما النفس كالزجاجى والعلم سراح وحكمة الله زيت
فاذا أشرقت فانك حى واذا أظلمت فانك ميت



ولم يفهم ابن سيناء منالتجلى الآلهى الا نفس الفهم الذى فهمه المؤمنون الصوفيون أنه نور الله سبحانه يشرق به على مكونانه فى الأرض فبعم به الناس خيره وبره ، ويعبر ابن سينا عن هذا المعنى بقوله : ان الصانع يهب الكمالات الوجودية للموجودات نبوع من أنواع التجلى ، فالتجلى عند ابن سينا كما هو عند جمهور الأمة وجود الله سبحانه مع مخلوقاته بنوره المشرق يفيض به عليهم من نعماته والآمة

وابن سينا يضع النفس فى الملأ الأعلى ويفيده هو موطنها الأول الذى منه هبطت وأنها بهذا الوصف قد بلغت من الكمال والسمو ما لا حد له ، فهو يريد أن نعود بالنفس الى موطنها لتبقى لها صفة الكمال التى نشأت عليها

ومذهبه فى مقامات التصوف كالزهد والعزلة والاعتكاف هو نفس مذهب جمهورالأمة من المؤمنين الصوفية ، فليس هو مجانبة الدنيا وأهلها وان يعيش الصوفى بعيد عن الناس بقصد العبادة فذلك فىنظر ابن سينا كما فى نظر المؤمنين عمل مبتدع كما قال تعالى (ابتدعوها ما كتبناها عليهم )

- ويرى ابن سينا أنالعبد فى صلاته انما يتوجه الىالله سبحانه ، وهذا يقتضى أن يكون على صفاء واستحضار وفكر أنه يقف بين يدى الله سبحانه ، وهذا هو مراد الشرع فى الصلاة

- وينظر ابن سيناء الىما يعترض الانسان فى حياته من مد وجزر وعسر وبسر ورفع وخفض وبسط وقبض أنها مقامت تهيئ لمعرفة الله سبحانه بالصير والييقين بأن ذلك من الله سبحاته يختبر به عباده ليعلم سبحانه المجاهدين منهم والصابرين ويلو أخبارهم

- ونرى ابن سينا فى مصل هذا المواقف كانت تستوى عنده فبتحصن بالعبد عند الشدة بل كان يفرح فى وقت الشدة اكثر من فرحه فى وقت البسط استجابة لقوله تعالى ( ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) فسبق العسر اليسر والجملة الثانية توكيد لذلك وفى معنى هذا يقول الشاعر

كم حاربتنى شدة بجيوشها فضاق صدرى من لقاها وأنزعج
حتى اذا آبت من زوالها جاءتنى الألطاف فسعى بالفرج



- وهكذا لا نرى فى ابن سينا الا أنه كان عالما فذا موصولا اليه وكان فى حياته على مستوى ما كانت عليه حياة المسلمين الأولين ، وقد هذب بمقالاته فى التصوف والاحلاق صفات المؤمنين وأن التصوف هو شعارهم إذ هو الدين الخالص الذى دعا اليه القرآن والهدى النبوى

- توفى ابن سينا فى همذان فى غرة رمضان سنة 428 هـ - 1037 م

وله تراجم مطولة ومستقلة فى مصارد أخرى لأدباء فى مصر والشام واعتنى علماء الغرب بتآليفه فنشروا الكثير منها كالاشارات والتنبيهات فى المنطق والحكمة ، نشره فورجية فى ليون سنة 1892م وطبعكتاب القانون له فى روما سنة 1593 م وفى طهران سنة 1284هـ وفى مصر سنة 1279 هـ وطبع له فى الجوانب باستامبول مجموعة من رسائله ، وفى بغداد طبع له كتاب السياسات الأخلية ولا تزال مطابع العالم العربى والغربى جادة فى نشر مؤلفاته ولا تزال أقلام الكتاب فى كل صفع وبقع تتناوله بالذكر والاشادة

وهمذان من بلاد الجبال من فارس كانت قاعدة مملكى ميديا القديمة

وانظر عن ابن سيناء الكتاب الذهبى ط م 1952 ، مؤلفات ابن سينا ط م 1950 منطق المشرفيين ط م 1910 ، رسائل فى الحكمة ط الجوانب 1298 هـ - جريدة الازهر ع 4/ 1890 - وانظر مجاميع من رسائلة فى التصوف وتفاسيره لبعض سور من القرآن الكريم ، ورأيه فى المعراج النوبى أنه لا يقال له جسما وروحا لآن أرواح الأنبياء قدسية كما هى فى القرآنالكريم كذلك ، والأرواح القدسية لا تتجزأ وتكوين حضرى النبى صلى الله عليه وآله روحا ثابت فىقوله تعالى ( ذو مرة فاستوى ) وفى قوله عز شأنه ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ... ) وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ) وهو صلى الله عليه وىله أخبر بأن هيئته التكوينية ليس كهيئة البشر كما فى حديث البخارى ( انظر ما فصلناه فى هذا الصدد فى كتابنا الكمال المحمدى )

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 26, 2021 10:19 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


22 - المعز لدين الله معد الفاطمى
365 هـ - 975 م



أبو تميم المعز لدين الله الخليفة الفاطمى ابن المنصور بن القائم بن عبيد الله المهدى بن محمدالحبيب بن جعفر الصدق بن محمد بن الامام اسماعيل بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام على زين العابدين بن الامام الحسين صلوات الله تعالى وسلامه عليهم

ولد بالمهدية ( جزيرة الخلفاء ) فى 21 رمضان سنة 319هـ - 931 م وبويع له بولاية العهد فى حياة أبيه المنصور اسماعيل ثم جددت له البيعة بعد وفاته ، وفى يوم الأحد سابع ذى الحجة سنة 341 هـ - 952 م جلس على سرير ملكه وخلع عليه بالخلافة ولقب بالمعز لدين الله ، واستمر قائما بالعدل والقصط بين الرعية حتى رفع اليه نبأ إساءة الحكم فى مصر وتزمر المصريين من سوء معاملة حكامها فجفعه هذالأن يفتتحها ليدفع عن الشعب المصرى نبر هذا الظلم الذى نزل بهم من سوء فساد الحكم ، وقد حقق الله سبحانه له هذا الرغبة وفتحت مدينة القاهرة المعزية وحل الأمن فيها محل الخوف وبسط العدل ظله الوارف فيها ، وتم له ذلك فى منتصف شهر رمضان سنة 358هـ - 968 م واسترعى ذلك غروبه من المنصورية قاعدة ملكة فى الغرب الى قاعدته الجديدة فى مصر كنانة الله فى أرضه ، واذن ذلك غادر المغرب فى الثامن من شوال سنة 361هـ 971 م ووصل مصر فى الخامس من رمضان سنة 362 هـ - 972 م فاستقله علماؤها وأشرافها وكان يوم دخوله اليها يوما مشهودار سبق به القدر فى علم الله المخزون المكنون كما قال هو ذلك فى كتابه الذى بعث به الى القادة والسادة فى مصر

- وقد جئناها على قدر مقدور ، ووقت مذكور ، فلا نرفع قدما ولا تضع قدما الا بعلم موضوع ، وحكم مجموع ، وأجل معلوم ، وأمر قد سبق ، وقضاء قد تحقق

- وقد دخل المعز مصر وخضع له أهلها بالطاعة الىما يعمدا اليه الملوك الظلمة فأعز أهلا وأمر بالنداء ايذانا بالامان لكل باد وحاضر ، وقابل الولى بالاحسان والمسىءبالفران حتىتساوىالفريقان ، وانفق الجمعان وانبسط القطربه وزالت الخوف ، فتكاثرت الخيرات وانتشرت البركات وأقام الحدود فى العرب والعبيد والخاص والعام والبادى والحاضر بأحكام الله عز وجل وآدابه وحقه وصوابه ، فالولى آمن ، فذهبت عن المصريينالخوف وساروا على دين مليكهم بالأخذ من عزائم الأمور وتسادوا فى العطية وكان الكل على قلب رجل واحد

- وهكذا صار المعز فى حكمه لمصر وأهلها ومما آتاه الله سبحانه من سلطان وعز ونعمة على بقية كان يؤثر التقشف إشفاقا على النعمة أن تزول وتأسيا بما كان عليه الرعيل الأول من المسلمين ، فيمكن تاريخه أنه استدعى فى يوم شاء بارد الريح عدة شيوخ من شيوم كتامة وأمر بادخالهم اليه من غير الباب الذى جرى الرسم به ، فاذا هو فى مجلس مربع كبير مفروش باللبود على مطارح وخوله كساء وعليه جبة وحواليه أبواب مفتحة تقضى الى خزائن كتب وبين يديه مرفع وودواة وكتب حواليه ، فقال : يا اخواننا أصبحت اليوم فى مثل هذا الشتاء والرد فقلت لأم الأمراء ( زوجته ) وإنها الآن بحيث تسمع كلامى – أترى اخواننا يظنون أنى فى مثل هذا اليوم نأكل ونشرب ونتقلب فى المثل والديباج والحرير والفنك ( الفرو ) والسمور والمسك والخمر والغناء كما يفعل أرباب الدينا ، ثم رأيت أن ألفذ اليكم فأخضركم لتشاهدو حالى إذا خلوت دونكم وأحتجبت عنكم ، وانى لا أفضلكم فى أحوالكم الا فى مالا بد لى منه من دنياكم وبما خصنى الله بن من امامتكم ، وانى لا اشتغل بشىء من ملاذ الدنيا الا بما صان أرواحكم وعمر بلادكم وأذل أعداءكم ، فاعلوا يا شيوخ فى خلواتكم مثل ما أفعله ، ولاتظهروا التكبر والتجبر فينزع الله النعمة عنكم وينقلها الى غيركم ، وتحننوا على من وراءكم ممن لا يصل الى كتحننى عليكم ، ليتصل فى الناس الجميل ويكثر الخير وينتشر العدل

- والحديث الموجه إلى هؤلاء الشيوخ موجه الىعموم أفراد الشعب إذ كانوا هم من يمثله بصفتهم نواب الأمة

- والذين يقرءون تاريخ المعز ويمرون على هذه العبارات مر العابرين يخفى عليه أن المعز لم يلهم بهرج الحكم ولا تكاثر الدنيا لدية ،ولا خضوع الناس له بوصفه امامهم وحاكمهم ، عن أن يؤدى حق عبوديله لله سبحانه بوصف الانقياد والتليم والرضا ومتابعة السنة والتحلى بما تحلى به المسلمون الأولون من اعتناقهم الدين الخاصل لله سبحانه ، فكان من هذا الوجه صوفيا مسلما بارعا عرف ربه فانقاد اليه وولى وجه شطر وجهه فصار الله سبحانه وتعالى معه وفى جانبه ،وهذا هو التصوف ، وهذه هى الآخلاق التى بعث حضرى النبى صلى الله عليه وآله ليقيم بها المجتمعات الانسانية

- واستمع الى بعض خطبه ومناجاته ورسائله ، ومنها فى النشأة الانسانية والخلق :

- أما بعد – أيها الناس ، فانا نحمد الله بجميع محامده ، ولمجده بأحسن مما جده ، حمدا دائما أبدا ، ومدا عاليا سرمدا ، على سبوغ نعمائه ، وحسن بلائه ، ونبتغى اليه الوسيلة بالتوقيق والعونة على طاعته ، والتسديد فى نصرته ، ونستكفيه ممايلة الهوى ، والزيغ عن قصد الهدى ، ونستريد منه اتمام الصلوات وافاضات البركات ، وطيب التحيات ، على أوليائه الماضين ، وخلفائه التالين ، منا ومن آبائنا الراشدين المهدين المنتخبين الذىن قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون

- أيها الناس : قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها ليذكر من يذكر ، وينذر من أبصر واعتبر

- أيها الناس – ان الله جل وعز اذا أراد امرا فقضاه ، وكان من قضائه فينا ( يريد الخلق ) قبل التكوين أن خلقنا أشياخا وأبرزنا أرواحا بالقدرة مالكين وبالقوة قادرين ، حين لاسماء مبينة ولا أرضى مدحية ولا شمس تضىء ، ولا قمر يسى ، ولا كوكب يجرى ، ولا ليل يجن ، ولا أفق يكن ، ولا لسان ينطق ، ولا جناح يخفق ، ولا ليل ولا نهار ولا فلك دوار ، ولا كوكب سيار ، لنحن ( يريد الخلق ) أول الفكرة وىخر العمل ، بقدر مقدور ،وأمر فى القدم برور ، فند تكامل الأمر وصحة العزم ،وانشاء الله جل وعز المنشأت ، وابداء الأمهات من الهبولات ، طبعنا أنوارا وظلما ، وحركة وسكونا وكان من حكمه السابق فى لمه ، ما ترون من فلك دوار وكوكب سيار وليل ونهار وباقى الآفاق من آثار معجزات ، وأقدار باهرات ، وما فى الأقطار من ألاثار وما فى النفوس من الجناس والصور والأنواع من كثيف ولطيف وموجود ومعدوم وظاهر وباطن ،ومحسوس وملموس ، ودان وشاسع وهابط وطالع – كل ذلك لنا ( أى للخلق ) ومن أجبنا ، ولا له علينا واشارة الينا ، يهدة به الله من كان له لب سجبح ،ورأى صحيح ، قجج سبقت له الحسنى فدان بالمعنى

- ثم أنه جل وعلا ابرز من مكنون العلم ، ومخزون الحكم ، آدم وحواء ، أبوين ذكرا وانثى سببا لانشاء البشرية ، ودلالة للإظهرا الدرة القوية وزازج بينهما ، فتوالد الأولاد ، وتكاثرت الأعداد ، ونحن ننتقل فى الأصلاب الزكية والأرحام الطاهرة المرضية ، كلما ضمنا صلب ورحم أظهر منا قدرة وعلم وهلم جراء الى آخر الجد الأول ، والأب الأفضل سيد المرسلين ،وامام النبيين ، أحمد محمد صلوات الله عليه وعلى آله فى كل ناد ومشهد ، فحسن الأخرة وبان غناقره ،وأباد المشركين وقصم الظالين ،وأظهر الحق واستعمل اصدق ،وظهر بالأحدية ، ودان بالصمدية ، فعندها سقطت الأصنان وانعقد الاسلام وانتشر الايمان ، وبطل السحر والقربان ، وهربت الأوثان ،وأتى بالقرآن شاهدا بالحق والبرهان ، فيه خير ماكان وما يكون الى يوم الوقت المعلوم مثبتا عن كتب تقدمت فى صحب وقد تنزلت ، وتبيانا لكل شىء وهدى ورحمة ونورا وسراجا منيرا .

- ومن خطبه : وقت استفتحها بالتكبير والتهليل مبينا فيها قدرة الحق سبحانه وكبرياءه وعظمته ، مبدع السموات والأرض ومالكها بالعزة وخالقها بما فيها من عجائب الفطرة وبدائع التركيب والصنعة ، الذى كل شىء من موات وحى بالدعاء اليه ، والدلالة عليه ، والشهادة له بالتوحيد ، والتعظيم ، والتحميد ، فتكوينه الشياء كلها من عدم شاهد بأن لا شىء قبله ، وانتهاؤها إلى الغايات ويعل على الآغاية له واحاطته بحدودها ، فالضعف والعجز والفقر والنقص الذى لم يخل منه مخلوق ، أفصح ناطق ،وأصدق شاهد ، للخالق وحده جل ثناؤه بالالهية والقدرة والربوبية والتمام والكمال والأزل والدوام ، تبارك الله رب العالمين ، أحسن كل شىء خلقه ، وتكفل لكل حى رزقه ، ثم هدى بالفعل الذى قامت حجته ، ووجبت طاعته ، والطتب والرسل الذين تمت بهم حكمته ، فصلى الله عليهم أجمعين ، وعلى محمد سيد المرسلين ، الذى رفع ذكره ، وأعلى نوره ، فأكرمه بالوسيلة ، واختصه بكل فضيلة ،وانبثه هاديا للعباد ، ونورا فىالبلاد علم به من الجهل ،وهدى به من الضل وكثر به القل وأعز به من الذل فألف به بعد الشتات ،ونور به دياجير الظلمات صلوات الله عليه وعلى آله المهديين الأخيار الطيبين .

- وفى خطبة أخرى له يقول : ( أيهاالناس ) إن الله لم يخلقكم عبثا ، ولم يهملكم سدى ولم يجعل عليكم فى الدين حرجا ،ولم يضرب الذكر عنكم صفحا ، للعبادة خلقكم وبطاعته وطاعة رسوله أمركم ، وجعل للطاعة أعلاما منصوبة ،وفروضا مكتوبه ، ومن أفضل أعلامها ،واكرم أيامها يومالحج الأكبر الى البيت العتيق معبر أباهيم خليل الله وقبله محمد رسول الله صلىالله عليه فتقربوا الى الله بما أمركم به ، ورزقكم اياه ، من بهجة الأنعام ، قضيدن سنة محمد نبى الرحمة والهدة ، مستشعرين لله التقوى ، فان اللهعز وجل يقول ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ، والتقوى تقبل الأعمال ويدركه الأمل وكبروا لله على ما هداكم واشكروه على ما اولاكم .

- وله من خطبة أخرى : الله أكبر شانا واعظم سلطانا واوضخ آيات وبرهانا عن أن تنكر العقول توحيده ، وأو تروم تحديده ، خالق السموات والأرض ومالكهما ومدبرهما الفرد الصمد الواحد اخد ، الذى لا شريك له ولا ند ، الخالق القدير الرحمن الغفور النافذ قضاؤه ، الكائن ما يشاؤه ، المتقن لك شىء صنعا ، الموسع كل شىء رزقا والمحيط بكل شىء علما

ان الله بحمده خلق الخلق من غير حاجة كانت منه اليهم ، لكن لعبادته واظهار فضله وجوده عليهم ، وجعل الحياة فيهم قوة عاملة ، والموت كاسا دايره ، وما بعدالموت جزاء العمل

أيها الناس ، ما من حى الا وهو رهين بالموت ، ولا موت الا وبعده نشور ولا نشور الا بحساب ، فثواب واوالا عقاب ، فطوبى لمن لقى الله قائما بلواز الطاعة المفترضة عليه يوم تحد كل نفس ما عملت من خيرا محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ،ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد

ومن مناجاته وابتهالاته :

الله اجعل ما مننت به من إحسانك ، وما تجدد لى من فضلك ونعمتك على وعلى العباد رحمة منك ، اللهم اقرن بكل عز تجده لى ذلا تسكنه قلبى لعظمتك وجلالك وهيبتك ، فلا عز الا فى الخضوع والعبودية لكل ، ولا غنى الا فى الفقر اليك ، ولا أمن الا من خوفك ، ولا سعادة فىالدنيا والآخرة الا برضاك يارب العالمين ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

هذا النفس العالى فى التعبير عن مراد الله سبحانه فىالخلق والنشأة الانسانية والتعبير حقيقة التوحيد وحدة الوجود وعن الكمالات المحمدية ، دل على أن المعز قد أنطقه الله تعالى بالحكة ، كم دل علىتعمقه فىالتوحيد والتصوف ،ومثل هذا لا يصدر الا عن عارف خبير أقام نسفه لله سبحانه عبدا مخلصا ، فكان بصدق العبودية عالما راسخا تفجرت الحكمة من ينابيع قلبه على لسانه ووضع الذكر عنه والأغلال وآثاره الله سبحانه فهم كتابة وفقه السنة المحمدية

وهو فى دعوته الى الحج والحث عليه وبيان الغرض منه يهدف الى نطاق أوسع مدى من مظاهر الحج الحسية ومنا فعة الظاهرة ، وذلك هو ما ينطوى عليه الحج من مبادى معنوية أهم ما فيها الرجوع الىالله سبحانه والتسليم له ومبايعة العبد نفسه لله سبحانه بالعهد والميثاق والتطهير الحسى والمعنوى بماء الغيب الذى قيل فيه

تطهر بماء الغيب ان كنت ذا سر والا تيمم بالعصبد والصخر



وبالتالى يريد المعز من الناس أن يتذوقوا معنى الوحدة والتلاؤم والاتحاد الذى يريده الله سبحانه من عبادة ليكونوا يدا واحدة يشد بعضهم أزر بعض اذ الوحدة مظهر من مظاهر الاسلام فتكون هى والحج فى الفريضة سواء وفى دعوته الناس كافة الى التمسك بالدين يريد منهم أن يصنعوا من أنفسهم أمة واعية صاحبة متيقظة ترعى حقها كاملا فيكون الكل فىالمسئولية فيما يرعاه سواء ، وبالتالى يرسم له مناهج ما يوصلهم الىمعرفة الله سبحانه فهذا التوجيهات من المعز يعدف بها الىتربية الشعب تربية ووحية عن طريق العلام النفسى الذى وضعه القرآن الكريم علاجا لمرضى النفوس ، فإذا رأينا المعز قد خاض هذا البحر الخضم واعترف منه ما يسر له ونور

فقد وصل الى ما وصل اليه الراسخون فى العلم واستطاع أن يعالج نفسه وشعبة وعشيرته بما يرفع عنهم الحجب الكثيفة التى صالحت بينهم وبين معرفة أقدار نفوسهم ، لينوى فيهم القيم الروحية فتتمثل هذه القوة فىالحق وتعود الى أصلها العلوى الذى منه بدأت ، وفى واديه تكونت وسكنت فاذا غفلت هذه القوة وتقومت فى الصوى التى فطرت عليها اندفع الناس الىالعمل الصالح فيقومالفرد بتحقيق مصالح المجتمع ويحتضن المجتمع الفرد غير هباب ولا دجل وبذلك يصلح المجتمع بافراده وجماعاته وتلصح القيادة العامة فيه وياتىالجميع بعمل مفخر يقوم على حياة ناحية بنفس مطمئنة تأخذ من الدين والعلم ما يمثل القوة فىالحق وما يقم العدل بالقصطاس المستقيم فيما بين الناس جميعا

هذا هو الدين الخالص الذى أشعر الناس جميعا معنى القوى والكرامة وجعلهم سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربى على عجمى الا بالتقوى والعمل الصالح

وفى كتاب المعز الموسوم الفيوضات الربانية والذى افتقدناه للظروف القاسية التى مرت بها الدولة الفاطمية فى آخ رايامها شواهد كثيرة على أن المعز كان عالما راسخا متصفحا فى التصوف والتويحد فوق مكنته من العلوم الأخرى ، وكانت له مكتبة خافلة واذاجمعت رسائلة كانت دائرة معارف كبرى

فاذا كان الفقير الصابر أفضل عند الله سبحانه فالغنى الشاكر يفوقه فضلا لنه عزف عن غناه الى افتقار لمولاه واستقام فيما أقامه الله ممستمد منه العون متحمللا مسئولية ما جمله الله سبانه من الأمانة أمام الله وأمام نفسه وأمام النا س جميعا متحدثا بنعمة الله سبحانه عليه استجابة لقوله تعالى ( واما بنعمة ربك فحدث ) وأى أكبر واسمى من معرفة الله سبحانة واعطاء الربوبية حقها والمربوبية حقها من العلم والمعرفة ( قل الله أكبر شهادة ) فرحمة الله رحمة واسعة

توفى المعز فى الثالث من شهر ربيع الثانى سنة 365هـ - 975 م عن ست وأربعين سنة قضى فى مصر منها ثلاثة سنوان ودفن بتربة الزعفران بالقاهرة

ترجم له ابن خلكان ( ح2 ص 549 ) وافرده بالترجمة الحسن بن ابراهيم بن زولاق المصرى المتوفى سنة 387هـ 997 م

وله فى خطط المقريوى والقاظ الحنفا ترجمة مفصلة ، ولأبى على منصور العزيزى الجوذرى الصقلى فى سيرته لجوذر المعزى فقرات من خطب المعز فى التوحيد والتصوف وترجمت له فى كتابى( دراسة تاريخ الفاطميين ج 3 مخطوط )

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 26, 2021 2:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45685
مدد يا كرام

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 27, 2021 11:13 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

23 - محمد بن تومرت المهدى
534هـ - 1129 م



محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن صفوان بن سفيان بن جابر بن يحيى بن عطا بن رباح بن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن بن على بن ابى طالب
هكذا نسبه ابن خلكان وعبد الواحد المراكسى والسيد محمد على السنوسى ينقل عن ابن نحيل أنه من ولد سليمان بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن على بن أبى طالب – وعبد الله المذكور فى هذا النسب هو الملقب بالمحض وبالخالص وعقبه من ستة رجال ذكر فيهم سليمان ، وسليمان هذا كان أخا لأدريس فاتح المغرب صاحب المقام المعمور بزرهون ، وهو ما أكده السنوسى ، وأن سليمان هذا لحق بالمغرب ابن أخيه ادريس ومولاى ادريس الأزهر دفين الحضرة الفاسية ، ونزل تلمسان والخدق ولده فى المغرب فمن ولده كل طالبى بالسوس

وهذا فرع من الأشراف الفواطم السليمانية بالمغرب ، والفرع الثانى أشراف صنهاجه وهم من سليمان المثنى بن سليمان الأول بن الحسين الأصغر بن على زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام على بن أبى طالب – وابن خلكان جعل هجرة أشراف هرغة وهى قبيلة كبيرة من المصامدة فى جبل السوس فى أقصى المغرب فى زمن فتح المغرب على يد موسى بن نصير اللخمى المولود سنة 19 هـ - 639م ومات سنة 98 هـ - 716 م وولى إمارة المغرب بعد الفتح فى سنة 79هـ - 698 م

وقول السنوسى أن سليمان لحق ابن أخيه يبدو أنها سبق قلم المهاجر ادريس الأكبر لا أدريس الأصغر ، ونزوله بالمغرب كان فى رمضان سنة 172هـ - 788م

ومات فى ربيع الول سنة 177هـ - 793 م وخلفه ابنه ادريس الأصغر ومات فى جمادى الثانية سنة 213هـ وهو البانة لمدينة فاس على انقاض المدينة الحسينية 0 قبس ) واختط بها عدوة الأندلس مقدوة القرويين

والثانية فى كتب النسب أن الامام الحسن السبط لم يعقب الا من ولدية زيد والحسن وإن كان عقب من باقى أولاده فمقل ولذلك سكت عنه علماء النسب

والوارد فى كتب النسب ان الداخل إلىالمغرب الى عم ادريس هو محمد بن سليمان بن عبد الله فيكون دخوله بعد سنة 172 هـ يقينا ، وذكر علماء النسب أنه استقر بالمغرب وأعقب عبد الله واحمد وادريس وعيسى وابراهيم والحسن والحسين وحمزة وعلى

قال العمرى من علماء النسب لا نكره عندى فى أن بنى سليمان بن عبد الله بالمغرب وهذا ما أراه صحيحا موافقا لوفاة عبد الله المحض اذ كانت فى سنة 145هـ 762 م فلما ضيق على العلويين هاجر الى المغرب فنزل بدار عمه بوليلى وانتشرت ذريته بعد استقراره بالمغرب ثم تفرقت فكان ابن تومرى هذا منحدار منها تحقيقا فما يذكره ابن خلكان فى تاريخ هجرة أسلافه لا تبدو عليه لوائح الصحة

وابن تومرى الذى نترجم له هو من أشراف جبل السوس الفواطم السليمانية ، من قبيلة هرغة أحدى قبائل المصامدة ، وبها منشؤه فى العاشر من المحرم سنة 514 هـ - 1120 م وهاجر فى طلب العلم ، والتقى فى هجرته بحجة الاسلام الغزالى وسلك على يديه ومازال دائبا فىالحصول على العلم حتى صال إماما فيه ، وآثر التقضف ولم يقبل على الدنيا بل أقبل العبادة والنسك ، ورأى من واجب كل مسلم أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وآله وأن يستجيب لدعوة القرآن الكريم فنصب نفسه داعيا للخير آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ولم يبال بما أصابه من متاعب ومصاعب فى هذا السبيل ، ونظر الى المسلمني فى الأمصار فوجدهم كلهم على دنيرة واحدة فى الأخذ بالرخص والالتفات عن دعائم الاسلام فجاهد وناضل وصار ينتقل من بلد الى أخرى آمرا ناهيا يقابل الحكام والملوك وعامة الناس يذكرهم بأيام الله ، ولما جاء الى القاهرة فى زمن الخليفة الآمر بأحكام الله استقبله وأكرم نزله وعمل بنصائحه الا أن التيار الجارف الذى كان يمر بمصر وقتئذ جرف معه كل ما زرعه ابن تومرت مع الخليفة وغيره من السادة والقادة ، فولى راجعا الى بلده

واقتضى منه هذه الموقف الذى وقف نفسه له أن يتولى هو بنفسه أمور المسلمين فىالمغرب ليدفع ما حاق بهم من ظلم الحكام وعسفهم بهم وبالتالى لينشر بينهم فضائل الاسلام وتعاليمه ، وواثقه الدينا بعد امارته فكان ينظر اليها نظر المغشى عليه من الموت خوف الفتنة والميل لها فجاهد نفسه جهاد الأبرارا وجرد نفسه منها هما ما كان فيه من دينا ، وما كان يتزين يديه من الذهب والفضة وكان يضع نصب عينيه وعلى لسانه قول الشاعر

تجرد من الدنيا فانك إنما خرجت الى الدنيا وأنت مجرد



وعزف عن الطيبات ليبغى منها لأخرته فكان قوته من غزل أخت له فى كل يوم رغيفا بقليل سمن أوو زيت ويقول كان الخليفة الصديق أمير المؤمنين يأكل من عمل يده ولا يأخذ فلسا من بيت مال المسلمين أفلا أكون مثله ، واقتدى بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فسوى بين الرعية وجعل الأمة كلها سواسية فى الكلا والزرع والماء ومن مالت نفسه الى غنم شىء من متاع الدنيا يجرده منه ويلقبه فى النار أخذا بمذهب تشديد العقوبة ردعا لغيره – وبهذا الأسلوب الذى ابتعه ابن تومرت فى رعيته ساد فيا الأمن ووجد كل فرد منهم قوته هينا رضيا ، وأقيمت الشعائر الدينية على الوجه الأكمل وهذا إن دل على شىء فأنما يدل على أن الرجل كان متعحفا فى التصوف سالكا مسلك الرعيل الأول من المسلمين ومن كلامه فى هذا الصدد : من كان ينبغى للدنيا فماله عندى الا التحريق والتمزيق ومن تبعنى للآخرة فجزاؤه عند الله تعالى

واتبع ابن تومرت طريق السلف ، وألف فى التوحيد كتابه المرشد ، وكتابه الآخر فىالعقائد ابتع فيه عقيدة أبى الحسن الأشعرى أمام أهل السنة والجماعة ، وألف كتاب فى الأمانة وله غير ذلك
وأخبار ابن تومرت كثيرة لا يتحملها كتابى هذا ، مات فى سنة 524 هـ - 1129م ودفن بمسجده الذى أسسه بجبل تيمليل من جبال الأطلس وقبره هناك مشهور يزار وتومرت اسم شهرة لأبيه عبد الله

ترجم له ابن خلكان (2 – 426 ) والسيد محمد على السنوسى فى الدرر السنية وله تراجم مطولة فى العبر لابن خلدون وفى تواريخ المغرب ، وذكر له عبد الواحد المراكشى فى المغرب بأخبار المغرب مقتطفات من كلامه فى التصوف والأخلاق .


وصية ابن تومرت



قيل أن ابن تومرت قبل موته بأيام يسيرة استدعى المسمين بالجماعة ، وأهل خمسين ؛ وهم من قبائل مفترقة لا يجمعهم إلا اسن المصامدة ؛ فلما خضروا بين يديه قام وكان متكئا – فحمد الله وأثنىعليه بما هو أهله ، وصلى على محمد نبيه صلىالله عليه وسلم ، ثم أنشأ يتر1ى عن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ، ويذكر ما كانوا عليه من الثبات فى دينهم ، والعزيمة فى أمرهم ، وأن أحدهم كان لا تأخذه فى الله لومة لائم ، وذكر من حد عمر رضى الله عنه ابنه فى الخمر ، وتصميمه على الحق ، فى أشباه لهذه الفصول ، ثم قال :

( ... فانقرضت هذه العصابة – نضر الله وجوهها ، وشكر لها سعيها ، وجزاها خيرا عن أمة نبيها – وخبطت الناس فتنة تركت الحليم حيران ، والعالم متجاهلا مداهنا × فلم ينتفع العلماء بعلمهم ، بل قصدوا به الملوك ، واجتلبوا به الدنيا ، وأمالوا وجه الناس إليهم ... )

فى أشباه لهذا القول ، إلى هلم جرا :

( ثم إن الله سبحانه وله الحمد – من عليكم أيتها الطائفة باييتده وخصكم من بين أهل هذا العصر بحقيفة توحيده ، وقيض لكم من ألفاكم ضلالا لا تهتدون ، وعميا لا تبصرون ، لا تعرفون معروفا ، ولا تنكرون منكرا ، قد فشت فيكم البدع ، واستهوتكم الأباطيل ، وزين لكم الشيطان أضاليل وترهات أنزه لسانى عن النطق بها واربأ بلفظى عن ذكرها ؛ فهداكم الله به بعد الضلالة ، وبصركم بعد العمى ، وجمعكم بعد الفرقة ، وأعزكم بعد الذلة ، ورفع عنكم سلطان هؤلاء المارقين ؛ وسيورثكم أرضهم وديارهم ؛ ذلك بما كسبته أيديهم وأضمرته قلوبهم ، وما ربك بظلام للعبيد ؛ فجددوا لله سبحانه خالص نياتكم ، وأروه من الشكر قولا وفعلا ما يزكى به سعيكم ويتقبل أعمالكم وينشر أمركم ؛ واحذروا الفرقة واختلاف الكلمة وشتات الآراء ، وكونوا يدا واحدة على عدوكم ، فإنكم إن فعلتم ذلك هابكم الناس واسرعوا إلى طاعتكم وكثر أتباعكم واظهر الله الحق على أيديكم ، وإلا تفعلوا شملكم الذل وعمكم الصغار واحتقرتكم العامة فتخطفتكم الخاصة ؛ وعليكم فى جميع أموركم بمزح الراقة بالغلظة ، واللين بالعنف ؛ واعلموا مع هذا أنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا على الذى صلح عليه أمر أولها ، وقد اخترنا لكم رجلا منكم ، وجعلناه أميرا عليكم ؛ هذا بعد أن بلوناه فى جميع أحواله ، من ليله ونهاره ، ومدخله ومخرجه ؛ واختبرنا سريرته وعلانيته ، فرأيناه فى ذلك كله ثبتا فى دينه ، متبصرا فى أمره ، وإنى لأرجو ألا يخلف الظن فيه ؛ وهذا المشار إليه هو عبد المؤمن ؛ فاسمعوا له وأطيعوا ما دام سامعا ومطيعا لربه ، فإن بدل أو نكص على عقبه أو ارتاب فى أمره ففى الموحدين – أعزهم الله – بركة وخير كثير ، والأمر أمر الله يقلده من شاء من عباده )

فبايع القوم عبدالمؤمن ، ودعا لهم ابن تومرت ، ومسح وجوههم وصدورهم واحدا واحدا ؛ فهذا سبب إمرة عبد المؤمن رحمه الله .

ثم توفى ابن تومرت بعد عهده بيسير ، واجتمع أمر المصامدة على عبدالمؤمن .

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 28, 2021 4:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

24 - أبوالفتح الشهرستانى
548هـ - 1153م



أبو الفتح محمد بن ابى القاسم عبدالكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستانى المروزى ، امام فاضل من فضلاء مرو ، ولد بها سنة 479 هـ - 1086م لشهرستان (1) ، ونبغ فى علوم الشريعة نبوغا عاليا وبرز فى علم الكلام وتاريخ الأديان

------------------------------------------------------------
(1) شهرستان : بفتح أوله ، وسكون ثانية ،وبعد الراء سين مهملة ، وتاء مثناة من فوقها ، وآخره نون ، فى عدة مواضع ، منها شهرستان بأرض فارس وربما سموها شرستان - وشهرستان أيضا بليدة بخراسان قرب نسا وهى بين نيسابور وخوارزم ونسب اليهم محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح بن أبى القاسم بن أبى بكر الشهرستانى المتلكم الفليوسف صاحب التصانيف ،( وهو الذى بين يدينا الآن ) قال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوازومى فى تايخ خوارزم : دخل خوارزم واتخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحول الى خراسان ، وكان عالما حسنا حسن الخط واللفظ لطيف المحاورة خفيف المحاضرة طيب المعاشرة .
--------------------------------------------------------------

تفقه بنيسابور على أحمد الخوافى وأبى نصر القشيرى وقرأ الأصول على أبى القاسم الأنصارى وسمع الحديق على أبى الحسن على ابن أحمد بن محمد المدائنى وغيره – ومن أشهر مؤلفاته كتابه الملل والنحل وتفسير القرآن الكريم المسمى بمفاتيح الأسرار ومصابر الأبرار وهو تفسر يجمع بين الظاهر والباطن على طريق علماء الظاهر والصوفية ، كما يقول فى مقدمته ، ومنه : فنقلت القراء فى النحو واللغة والتفسير والمعانى من أصحابها .. وعقبت كل آية مما سمعت فيها من الأسرار وتوسمتها من إشارات الأبرار واذا قلت أهل القرآن أو أصحاب الأسرار انما أريد الصديفين من أهل بيت حضرة النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهم الواقفون على الأسار وهم من المصطفين الأخيار ، العترة الطاهرة أهل العلم بالقرآن ، أهل التحقيق ،واصدق والتصديق ، الذى عندهم علم الكتاب ، الصادقون الصالحون المهتدون الهادون الى صراط الله ، الموفون بعهد الله ، الراسخون فىالعلم الذين أوتو العلم والايمان ، المعتبرون بقصص القرآن ثم أورد فى الفصل السابع طبقات الصحابة وطبقات أهل البيت النبوى ن وذكر مجموعة من تفاسيرهم المصنفة وفى الفصل الثامن بسط القول على معنى التفسير والتأويل ودرجه كل منهما ، وفى الفصل الحادى عشر تكلم على اعجاز القرآن وبلاغته الى غير ذلك مما لا يوجد مجموعا فى تفسير آخر ، وجمع فيه بين التفسير الظاهر والتفسير بالاشارة على ما اصطلح عليه علماء الحقيقة فى تفاسيرهم ، وكان الشهرستانى فى بلده اماما مرحولا اليه أقام الدعوة لأهل البيت النبوى ونشر علومهم عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله ، ورمى من أجل ذلك بالتشبع الى كانت تفرضها سياسة الحكومة القائمة

وأضاف عليه فريق انه كان من دعاة الاسماعيلية ويعنون بالاسماعيلية جماعة او شيعة الامام اسماعيل بن الامام جعفر الصادق من الفاطميين وغيرهم مع أن ذلك لم يعرف عنه ، ولم يذكر ابن خلكان فى ترجمته ذلك بل إنه ذكر انه من المتكلمين على مذهب الأشعرى وأخذ الفقه عن على بن احمد الخوافى وأبى نصر القشيرة ومصنفاته فى الفقه لا تدل على انه كان متحيزا لمذهب دون آخر ، فكتابه تلخيص الأقسام لمذاهب الأنام الذىجمع فيه بين مذاهب اهل البيت النبوى ومذاهب الفقهاء وذكر معين كل منها وبين أن الاختلاف بين كل مذهب وىهر لا يمس الصول وانما هو اجتهاد دعت اليه ضرورة المصالح العامى ، كتابه هذا واتجاهه السديد فيه يرد ما رمى به وما قيل عنه ويطرحه وانه لرمى فى غير مرمى

وما قيل فى الشهرستان قيل فى غيره وهذا مبدأ هدام يراد به التفرقة بين علماء الأمة الأمر الذى لا يزال العالم الاسلامى يصطلى بناره الى يومنا فما كان الا الأخذ بفقه أهل البيت وهم الصفوة من الأمة والتأسى بهم بالأمر الذى يطلق الألسنة فيهم وهم كما علمنا صوان الحكمة ومنار الهندى

مات الشهرستانى فى أواخر شعبان سنة 548هـ - 1153م ترجم له ابن خلكان وعبد الكريم بن محمد بن منصور السمعانى المتوفى سنة 562هـ فى كتاب النساب له وفى معجم شيوخه الوسوم بالمنتخب ، وله تراجم مطولة فى مصادر أخرى

وشهرستان مدينة مشهورة باقليم خراسان

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 03, 2021 12:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

25 - نجم الين الخبوشانى

687 هـ - 1191 م



أبو البركات محمد بن الموفق بن سعيد بن على بن الحسن بن عبد الله الخبوشانى من علماء ، الفقه ، والتصوف ، ولد فى 13 رجب سنة 510هـ باستوى من خبوشان – تفقه على محمد بن يحيى وألف كتابه تحقيق المحيط فى فقه الشافعية ، أدركه أواخر العصر الفاطمى ولم يعجبه مسلك الفاطمين فى أيامهم الأخيرة للظروف التى مرت بالخلافة ، فاعتزلهم وباعد بينه وبينتهم ، وكان له مع العاضد مواقف مشرفة رفع بها قدر العلماء وأنهم ألسنة الحق ، حتى اذا دالت الدولة الفاطمية كان هو المرموق بالنظر من الناصر صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية ففر به اليه واتخذه شيخا له فى التربية والسلوك ، وأنشأ له مدرسة للشافعية والصوفية بجوار مقام الامام محمد بن ادريس الشافعى عليه السلام ، قال عنها ابن جبير فى رحلته ( ص 17 ) لم يعمر بهذه البلاد مثلها لا أوسع مساحة ولا أحفل بناء يخيل لمن يتطوف عليها أنها بلد مشتقل بذاته .. والبناء فيها حتى الساعة ( 12 ذى الحجة 578هـ - 7/4/1183م ، تولى ذلك بنفسه الشيخ الامام الزاهد العالم المعروف بنجم الدين الخبوشانى وسلطان هذه الجهات يسمح له بذلك كله – كان الخبوشانى رحمه الله تعالى شديدا على الحكام فكان اذا بدر من الحاكم ما يسىء افراد رعينه أو يكون فيهانتهاكا للشرع شد عليه ونهره مستخضرا الله سبحانه وتعالى فكان الحاكم يصغر فى عينيه وهكذا كانت معاملته لا يهاب حاكما ولا يخشى فى الله تعالى لومة لائم – مات الخبوشانى فى 12 ذى القعدة سنة 587هـ -1911 م ودفن بقبة الشافعى – افراده بالترجمة بعض أصحابه وترجم له ابن خلكان فى ج2 ص 260 والمناوى فى طبقاته الصوفية – وخبوشان بلدة بأقليم نيسابور واستوى محله بها .

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 05, 2021 3:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113



26 - ابو عبد الله القرشى

599هـ - 1201 م



أبو عبد الله محمجد بن أحمد بن ابراهيم القرشى الأندلسى ، إمام من ائمة الصوفية فى الأندلس ، من مواليد الجزيرة الخضراء ، نشأ بها حتى كمل ، ثم حبب اليه الجولان فبقى شطر وجهه الى مصر ثم استقر بالقدس الشريف ولقى الجملة من شيوخ مصر والقدس والشام وعد من كبار السادات ومن الطراز الأول من أعيان الصوفية ، وله كلام عال فى طريق القوم حكة فى معراجه الرومى أنه رأى القيامة ومراتب الخلق فيها ومقامات الأنبياء والولياء وصور الأعمال ، وحظى بمشاهدة جنة البرزخ وما أعده الله سبحانه فيها للمؤمنين ، وآتاه الله سبحانه فهم آياته حتى صارد من الراسخين فى العلم الذين قال الله سبحانه فيهم : ( وما يعلم تأويله إلا الله والرسخون فى العلم ) ومن كلامه : ( الزم الأدب والعبودية ولا تتعرض لشىء وأن أرادك أو هلك اليه ) وسئل عن التوكل فقال هو التعلق بالله سبحانه فى كل حال ، فقال السائل زدنى . فقال : ترك كل سبب يوصل الى سبب حتى يكون الحق هو المتولى لك ، وشخص الله سبحانه له المعانى صو صورة مجسمة ، ولم مواقف مشهورة فى علوم القوم - مات بالقدس فى السادس من ذى الحجة سنة 599هـ 1202 م ومولده سنة 544هـ - 1149 م ودفن بمسجده من القدس الشريف وهو باق الى يومنا يزار - ترجم له ابن خلكات والمناوى فى الطبقات

----------------------------------------------------------------------
والجزيرة الخضراء مرسى بالأندلس على مضيق جبل طارق افتتحها المسلمون فى الفتح الاسلامى للأندلس سنة 93هـ 711م وبينها وبين مدينة جبل طارق 18 ك وكانت ابان الفتح الاسلامى من المدن المزدهرة ومنها كان يدخل أهالى المغرب للأندلس ، وفى فرضتها جزيرة صغيرة يطلق عليها الاسبان ( إسلا قرد ) ومعناه الجزيرة الخطراء

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 06, 2021 7:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


دارس بن إسماعيل ،



يكنا أبا ميمونة ، من أهل مدينة فاس وسمى دارس لكثرة درسه ، رحل فحج ولقى على ابن ابىمطر بالأسكندرية وهو ممن أدهل مذهبب مالك المغرب ، فانه كان الغالب على المغرب فى القديم ( مذهب ) الكوفيين الى أن دخل على بن زيادالتونسى وابن أشرس والبهلوك ابن راشد واسد بن الفرات وغيرهم من الحفاظ بمذهب مالك فأخذه كثير من الناس فلم يزل ينتشر ويظهر الى أن جاء سحنون ففض حلق المخالفين واستقر المذهب بعده فى أصحابه ، فشاع فى أقطار المغرب الى وقتنا هذا ، وأما أهل الأندلس فكان رأيهم منذ افتتحت على مذهب الأوزاعى ورأيه الى أن رحل الىمالك زيادن بن عبد الرحمان وقرعوس بن العباس ومن بعدهما ، فجاءوا بعلم مالك ,ابانوا للناس من فضله واقتداء الأئمة به فعرف حقه الى ان أخذ أمير الأندلس اذ ذاك وهو هشان بن عبد الرحمان بن معاوية ابن عبد الملك بن مروان الناس جميعا بالتزامهم مذهب مالك وصير القضاء والفتيا عليه ، وذالك فى عشرة السبعين ومئة فى حياة مالك رحمه الله وشيخ المفتين حينئذ صعصعة بن سلام إمام الأوزاعية ، وقد لحق به من أصحاب مالك غيره فالتزم الناس بها بهذا المذهب وحملوا بالسيوف عن غيره جملة وأدهل فيها قوم من الراحلين والغرباء شيئا من مذهب الشافعى وابىحنيفة وأحمد وداوود فلم يمكنوا من نشره ، فمات بموتهم .

وسمع دراس من شيوخ بلده ومن افريقية من أبى بكر بن اللباد وسمع منه بالأندلس أبو الفرج عبدوس بن خلف وخلف بن أبى جعفر وغير واحد ، وكان من حفاظ المغرب المعدودين من أهل الفضل والدين والأمانة ، ولما وصل الى القيروان اطلع الناس من حفظه على أمر عظيم حتى كان يقال ليس فى وقته أحفظ منه ، وكان نزوله بها عند ابن أبى زيد وكثيرا ما كان ينشد رحمة الله عليه .

غفلت وحادى الموت فى أثرى يمحدو وان لم أرح ميتا فلا بد أن اغدوا
أرى العمر قد ولى ولم أبلغ المنى وليس معى زاد وفى سفرى بعد
أنعم جسمى باللباس ولينه وليس لجسمى من قميص البلاد بد
كأنىبه قد مد فى برزح البلا ومن فوقه ردم ومن تحته لحد
وقد ذهبت منى المحاسن وامحت ولم يبق فوق العظم لحم ولا جلد
فكيف اذا بالنار يارب قربت ونارك لا يقوى لها الحجر الصلد
عسا غافر الزلات يغفر زلتى فقد يغفر المولا اذا أذنب العبد



توفى بمدينة فاس سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، كذا فى المربعة التى على رأسه ، ووجدت فى بعض التواريخ أنه توفى سنة اثنتين وستين ، وقبره خارج باب الجيزيين من مدينة فس مشهور ، والدعاء عنده مستجاب ، وباب الجيزيين هو باب الحمراء عند الناس اليوم ن وقيل إنه سد يوم خروجه منه ميتا ، فبقى الىالان كذلك ، لأنه سقك عن رؤؤس الحمالين له به ، فرئى فى المنام فقال لهم نزلت للنبى صلى الله عليه وسلم لأنه كان يجنازتى رحمة الله عليه ، وهاذه الحكاية انما سمعتها ولم اجدها منصوصة والله أعلم بصحتها ، وله مسجد بفاس يعرف به ، وقيل ان قبلته أقوم قبلة بفاس ، وقد جدد قبره أبو عنان وجعل منالك مربعة رخام منقوشة باسمه وتاريخه ، ونصبت عند رأسه فى سنة أربع وخمسين وسبعمائة ، وأخبر ابن التبان أن رجلا من أهل المغرب قال له نمت فرأيت السماء والأرض تبكيان ، فقلت ما هذا ؟ فقيل لى مات أبو ميمونة دراس فكان كذلك ، رحمة الله تعالى عليه


-----------------------------------------------------
وفى الديباج المذهب ص 116 وفيه أنه توفى فى ذى الحجة من عام 357 وترتيب المدارك ج4 ص 395 وسلوة الانفاص 2 ص 175، وجذوة الاقتباس فى ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس ص 195
--------------------------------------------------------

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 07, 2021 6:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

القاضى عياض
544 هـ - 1149 م



القاضى ابو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبى السبتى ، انتقل اسلافه الى مدينة فاس واستقر بعضهم بالقيروان ، كان رحمه الله تعالى اماما فى الحديث والفقه وشارك فى علوم كثيرة ووصف بالولاية العظمى وعنى بالأخذ عن الشيوخ كالطرطوشى دفين اسكندرية ولقى السلفى بها ، وألف كتاب الشفا فى الكمالات المحمدية ، وهو كتاب عظيم الفائدة تناقلته الأيدى فى الأمصار وفضله اكثر من أن يذكر وأكثر من التأليف ، ألف كتابه طبقات الحفاظ ، ترجم فيه لرجال الحديث وحفاظه من أصحاب الكتب الستة وغيرهم مع تخريج الأحاديث التى عرض لها والتى قرأ بعضها على حافظ الأسكندرية أبى طاهر احمد بن محمد السلفى المتوفى بها سنة 576 هـ 1180 م وما كتب به اليه أبو القاسم خلف بن عبد الله بن مسعود بن بشكوال القرطبى صاحب الصلة المتوفى سنة 578 هـ 1182 م وما أجاز له به أبو العلا محمد بن جعفر بن عقيل البصرى ، جمعه ولده أبو عبد الله محمد المنوفى بالجزيرة الخضراء سنة 595هـ - 1198 م – ولد القاضى عياض بسبته فى شعبان سنة 496هـ - 1102 ومات بمراكش فى شهر جمادى الأخر سنة 544هـ - 1149 م ودفن بباب إيلان من مراكس وقبره معروف مزار – ترجم له ابن فرحون فى الديباج وأفرد بالترجمة من ولده المذكور ومن المقرى صاحب نفح الطيب
-----------------------------------------
( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب مصنف ألفه المقرى التلمسانى وهو أحد أقدم الكتب الأندلسية ظهورا للنور - أحمد بن محمد المقري هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني القرشي المالكي الأشعري من أعلام الفكر العربي في الجزائر أثناء عهدها العثماني شخصية متميزة فكرياً، توزّع هواها بين أقطار العروبة مشرقاً ومغرباً، ولد في الجزائر، وهام بالمغرب الأقصى كما كبر وجده بالحجاز، وأحب دمشق وأهلها، والقاهرة ورجال علمها، حيث لقي ربه، وفي نفسه حنين إلى وطنه الأول الجزائر وشوق الرحلة إلى دمشق التي حالت دونها المنية، بعدما ارتوى صدره من أريج الأرض الطاهرة في البقاع المقدسة. إنه العلامة الأديب اللامع أحمد المقري 986- 1041هـ/ 1578- 1631م صاحب عملين فكريين جادين، بدأ بأوّلهما حياته في التأليف، وهو كتاب روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين: مراكش وفاس وكان الثاني خاتمة مؤلفاته، عشية وفاته، وهو كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب.( المقري التلمساني (1578م ـ 1631م) اسمه الكامل شهاب الدين أبوالعباس أحمد ابن محمد ابن أحمد ابن يحيى القرشي هو مؤرخ مسلم ولد في تلمسان سنة 1578م ، وتوفي سنة 1631م بالقاهرة ، من أشهر كتبه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب الذي يعد أحد أبرز المراجع العربية المكتوبة حول تاريخ الأندلس.
-------------------------------------------
اشتهر من أولاد القاضى عياض وأحفاده محمد بن عياض المذكور آنفا ن ومحمد بن عياض بن محمد بن عياض مات بغرناطة فى جمادى الآخر سنة 655 هـ - 1257 م وعياض بن محمد بن عياض مات سنة 630 هـ - 1232 م بمالقة ترجم لجميعهم ابن فرحون فى الديباح – ومالقة بالفتح من أكبر مدن الأندلس على البحر الأبيض المتوسط اختطها الفينيقيون وفتحها المسلمون سنة 93 هـ- 711 م

وسبته مدينة بالمغرب الأقصى على ساحل بحر الزقاق تبعد عن جبل طارق بنحو 17 ميل وهى مبنية على سبعة أجبل ومنها اشتق لها اسم سبته وهى باللاتينى (7 ) واللغة الللاتينية منسوبة لأمة الللاتين وهم سكان أقليم لانبوم الواقع وسط غرب ايطاليا وهى أمة قديمة وجدت فى سنة 753 ق م

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 08, 2021 5:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

29 - علي بن حرزهم

559 هـ - 1134 م



أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم الفاسى بن زيان بن يوسف بن سومران بن حفص بن الحسن... من شيوخ التصوف بالمغرب ومن المشهورين بالولاية الكبرى ، لخرج بن أمة من علماء التصوف كأبى مدين وغيره ، وكان مرحولا إليه من أقطار المغرب ، دخل مراكش فنشر بها علم الاخلاق بين الحكومة والأفراد وكان امارا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، وله ذكر شهير فى صوفية المغرب ، مات بفاس سنة 559هـ - 1134 م وقبره مزار بفاس – ترجم له فى ذيل الديباج لأحمد بابا التنبكي والتادلى فى التشوف الى رجال التصوف ( مخطوط بالدار والكتانى فى السلوة والساحلى فى بغية السالك )

على بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم – كذا ذكره التادلى وضبطه بعضهم بن حرازم ، قال الساحلى فى بغية السالك الأول أصوب ، قال : كان فاسيا عالما فقيها محدثا حافظا مدرسا ، زاهدا فى الدنيا سالكا فى طريق القوم ، من أهل التحقيق مشاركا فى علوم الشريعة لكنه أميل لعلوم الباطن ، احكم كتاب غحياء الغزالى وضبطه مسائله فكان يستحسنه ويثنى عليه ، وترك والده مالا عريضا فقال لأخيه تركت لك حقى منه فأبى فعزم عليه وقال : إن لم تقبله تصدقت به على الجذمى فقبله ، فخرج عن أساب الدنيا وتجرد للعبادة والزهد ورد عليه الشيخ أبو مدين شعيب وتردد إلى مجلسه قال : كنت يتعلق بلقبى كل ما سمعته منه فأنتفع به وما أسمع من غيره لا يتعلق بقلبى فذكرته له فقل : إن الكلام إذا خرج عن صدق من القلب صادف القلب فانتفع به قال : ولازمته فانتفعت به .

قيل : إنه دعالبعض أصحابه بالعقو والعافية ثم قال له : رأيت رب العزة فى المنام فقال لى : ما حاجتم ؟ فقلت : أسألك العفو والعافية فى الدين والدنيا والآخرة فقال لى : قد فعلت ، ثم قال : فلا أبالى بشىء يتقى فقد آمننى رب العزة ولذلك دعوت لك بهذا ، قال المدعو له : والله ما نالنى مكروه قط بعد دعائه

رحل لمراطش فدرس بها العلم وتوب ناسا وزهد أميرها فى الدنيا وكثر أتباعه وتلاميذه ، وأخذ عنه ناس الطريق ففتح لهم كالشيخ أبى مدين وابى عبد الله التاودى فكانا أخوين فاضلين عارفين ، أخذ هو عن جماعة اعتمد منهم عمه أبا محمد وشيخه ابن العربى ، وكاننعى نفسه للناس فقال : لا أصول رمضات الآتى ، ثم بعد ايام قصد صاحبا له فقال له قدم لى طعاما آكله فطعامك حلال فقدم له خبزاولبنا فأكل ثم دخل الخمام وقال لخدمة الحمام : لم يبق لكم من خدمتى إلا هذا اليوم فلما خرج منه أتى منزله فاستلقى على فراشة ، فلما حان وقت صلاة العصر أتاه بعض تلامذة ليوقظه للصلاة فوجده ميتا ، وقبره بفاس من مزاراتها المتبرك بها ، المجاب عنده الدعاء ، توفى آخر شعبان سنة تسع وخمسين وخمسمائة

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 09, 2021 2:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113



30 - محمد ابن مجاهد الأشبيلى
574هـ - 1178 م



محمد بن عبيد الله الأشبيلى بن مجاهد ، من زهاد الأندلس وعلماء التصوف بها وصفه من ترجم له بأنه من ذوى الكرامات وشيخ الصوفية واتسم بالولاية وكان له مع أمراء الموحدين مواقف مشرفة فى المناصحة – مات باشبيلة فى سنة 574 ه ـ 1178م

ترجم له التنبكتى فى ذيل الديباج – واشبيلة بالأندلس وهو اسمها القديم فتحها المسلمون سنة 94 هـ = 712 م وبها من آثار الموحدين بقايا من مخلفاتهم

محمد بن عبيد الله الاشبيلى



أبو عبد الله بن مجاهد زاهد الأندلس ، كان رحمه الله علامة العلماء فى وقته وشيخ مشيخة الصوفية ، غلب عليه الزهد والانقطاع ، مقتديا فى جميع أحواله بالصحابة والسلف ، بعيدا عن الملوك مع شدة رغبتهم فيه ، قال القاضى ابن عبد الملك : كان أبنمجاهد واحد وقته علما وزهادة واجتهاد فى العبادة ن معدودا من الأولياء ذوى الكرامات الشهيرة وإجابة الدعاء ، من الأبدال الأفراد لا يمثل إلا بالصدر الأول منافرا للملوك مع شدة رغبتهم فيه لا يقبل منهم كثيرا ولا قليلا ، له غرائب أحوال منها : أن بعض أمراء الموحدين تشفع إليه فى قبول صلة بعثها إليه ، فبعد وفاة أبن مجاهد وجدت فى تركته مكتوبا عليها لفلان بن فلان

ذكر الأستاذ ابن طلحة أن بعض السلاطين قدم اشبيلية فاستدعاه مع العلماء لمجلسه ليشاركهم فى أمور المسلمين ، فلما انصرفوا عن الأمير قال لأصحابه : هذا ابن مجاده لا مطمع لأحد فيه اما رأيتموه حين دخل علينا قدم رجله اليسرى فلما خرج قدم رجله اليمنى – ولما ملك منصور الموحدين ، وكان غاية فى العلوم والتفنن فيها قدم اشبيلية لرؤية ابن مجاهد والترك به ، فحاول بكل وجه أن يصل إليه فامتنع من ذلك ، فبينما هو ذات ليلة فى داره إذا بأمير المؤمنين فى خاصته يدق عليه الباب فأذن له فدخل عليه وساله الدعاء وانصرف فرحا مسرورا بإقباله عليه ودعائه له ، وكان قوته من الخبز قرصة فى يومين ، وكثيرا ما يتصدق بها ويبقى طاويا يوما أو يومين غلى أن توفى سنة أربع وسبعين وخمسمائة

وذكر الإمام ابو إسحاق الشاطبى أن ابن مجاهد كان محافظا على ترك الدعاء بإثر الصلوات على الهيئة ، تصميما منه على مذهب مالك أنه مكروه فنزل فى جواره رجل من عظماء الدولة وأهل الوجاهة وأمره أن يدعو فأبى وبقى على عادته ثم صلى العشاء فى المسجد وخرج لداره ، قال لمن حضره : قلت لهذا الرجل يدعو بعدالصولات فأبى ، ففى غد أضرب رقبته بهذا السيف وأشا لسيف فى يده ، فخافوا على ابن مجاهد منه فرجعت الجماعة إلى ابن مجاهد بجملتها فقال : ما شأنكم ؟ قالوا والله خفنا عليك من هذا الرجل ، اشتد غضبتهعليك فى تركك الدعاء فقال لهم : لا أخرج عن عادتى فأخبروه بالقصة ، فتبسم فقال انصرفوا ولا تخافوا فهو الذى تضرب رقبته غدا بذلك السيف بحول الله ودخل داره وانصرفوا عن ذعر ، ففى الغد جاء إلى دار الرجل قوم من صنفه مع عبيد المخزن وحملوه فتبعه قوم من أهل المسجد ممن على خبر البارحة حتى وصلوا به إلى دار الإمارة فضربت رقبته بسيفه ذلك ، تحقيقا للكرامة

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب أعــــــــــــــــــــــــــــلام الصوفيـــــــــــ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 14, 2021 10:17 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


31 - ابو العباس بن العريف

536 هـ 1141 م


أحمد بن محمد بن عطاء الله الصنهاجى الأندلسى عرف بابن العريف ، من الأولياء المتسمين بالعلم والعمل ، وكان صوفيا عميقا ، مات بمراكش سنة 536 هـ - 1141م وله مزار معروف بها – ترجم له التنبكتى فى المصدر السابق وله تراجم مطولة فى تواريخ المغرب وصنهاجة قبيلة من الحيث _ الشلوح )

أحمد بن محمد بن عطاء الله الصنهاجى الأندلسى أبو العباس – عرف بابن العريف أحد الأولياء المتسمين بالعلم والعمل والزهد ، كان من الفقهاء والمحدثين والقراء المجودين ، ثم غلب عليه الزهد والورع والإيثار ، فأضبح من أعلام المتصوفة ورجال الكمال .

قال ابن بشكوال : كان متناهيا فىالفضل والدين منقطعا إلى الخير ، يقصده العباد والزهاد ويألفونه ، بينه وبين القاضى عياض مكاتبات حسنة ، وله كرامات ودعوات مستجابة ، من أهل الجد والاجتهاد وملازمة الأذكار وصحبة العباد والزهاد ، فحسده قاضى المرية بن الأسود فكتب فيه للخليفة على بن تاشفين وخوفه من حاله فكتب لعاملها : أن ابعث إلينا ابن العريب ، فجعله فى القارب فىالبحر لسبته ، فأشار القاضى على العامل بقيده ، فأرسل رسوله فقيده وهو فى البحر ، فقال ابن العريف : روعنا روعه الله ، فلقيه العدو فى البحر فأسروه ، فلما وصل لسبته وافاه رسول السلطان بالأمان وحل قيده وتسريحه ، فقال : كنت لا أريد معرفة السلطان وقد عرفنى فلا بد من رؤيته فوصل لمراكس فأقبل عليه السلطان وعظمه وأكرمه ، وسأله عن حوائجه فقال : لا حاجة لى إلا أنتخلينى أذهب حيث شئت ، فأذن له

فلما خاب سعى القاضى ابن الأسود فى مراده تحيل عليه بان سمه فى باذنجان فمات منه بمراكش سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، واحتفل الناس بجنازته ، وندم السلطان على ما كان منه وبحث عن اصله ونسبه ، فأنهى إليه من حيلة القاضى ابن الأسود أنه غربه وقتله ، فحلف لأفعلن به مثل ذلك ، فغرب وسم ، كذلك صح من النجم الثاقب

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 88 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 19 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط