الفقيه المحدث الامام فخر الدين ابى عبد الله
الشيخ الفقيه الامام المحدث فخر الدين ابى عبد الله محمد بن ابراهيم بن احمد بن طاخر ابن محمد بن طاهر بن أبى الفوارس الخدرى الفارسى رضى الله عنه ، يعد من طبقات ثلاث من المحدثين والصوفية والعباد ن وله مناقب مشهورة وروة احاديث كثيرة وصحب جماعة من القوم منهم ( نوربهار ) العجمى الكازرونى (1)الفارسى
فمما رواه بأسناده الى النبى صلى الله عليه وسلم انه قال : من تكلم وكذب ليضحك الناس ويل(2) له ويل له ويل له - وقد ذكره ابن ابى المنصور فى رسالته وحكى عنه قال : كنت عنده يوما فدخل عليه قوم يدعونه ليحضر عندهم فى زاوية تعرب بزاوية مسعود الغرابلى ، وكان السبب فى ذلك أن رجلا من الصالحين مات وكان مقيما بالقرافة ، فاجتمع اصحابه وعملوا له وقتا واستدعوا له قوالا (3) يقال له الفصيح وكان قد انفرد بالغناء فى زمانه ، فلما اجتمعوا واجتمع الناس وقلوبهم مجتمعه على سماع الفصيح ، حضر الشيخ وكان رضى الله عنه له حرمة عظيمة واصحابه بين يديه وفى خدمته وكان الفصيح شابا حسن الصورة ن فاحدق الناس بالشيخ فخر الدين الفارسى يتأملون ما يصدر منه ، فاشار بابطال الفصيح ، وانكر صورة الاجتماع من اجله فسمع الفصيح ذلك فهرب خوفا من الشيخ ، فكادت تزهق انفس الناس لقوات الامر الذى اجتمعوا له ، فعلم الشيخ منهم ذلك فتكلم كلاما كثيرا ، ثم قال لفقير(4) مزمزم يقال له على بن زرزور (5) قم فطيب القوم ، فقام وجلس وسط القوم وكانوا جمعا كثيرا ثم انشد يقول :
ما زات اقيم مذهب العشق زمان حتى ظهرت ادلة الحق وبان
ما زلت اوحد الذى اعبده حتى رحل الشرك عن القلب وبان (6)
قال فقام الشيخ فخر الدين ووضع عمامته على الأرض وحلج بهيبته وحرمته ، واستغرف فى وجده ، فلم يبق فى المجلس احد من الناس الا وكشف راسه وصرخ ، فطابت نفوسهم وحصل لهم احوال عجيبة لم يعهدوها قبل ذلك . ثم صحا الشيخ وغطى رأسه ، فصحوا وغطوا رؤسهم متعجبين من صنع الله لهم وكيف عوضهم الله افضل مما فاتهم من الفصيح وسماعه ----------------------------------------------------------------------------
(1) الكازرونى نسبة الى كازرون وهى مدينة بفارس بين البحر وشيراز
(2) ورد هذا الحديث فى كتاب احياء العلوم للغزالى فى باب آفات اللسان
(3) القوم هو المنشد فى العرف المصرى
(4) الزمزمة الصوت البعيد تسمع له دويا وفرس مزمزم فى صوته اذا كان يطرب فيه
(5) قد ذكرتنى لفظة زرزور بما هو منقوش على المنارة القديمة اعلى الباب الاخضر بالمشهد الحسينى ونصه
بسملة – الذى افضى بانشاء هذه المأذنة المباركة على باب مشهد السيد الحسين تقربا الى الله ورفها لمنار الاسلام الحاج الى بيت الله ابو القاسم بن يحيى بن ناصر السكرى المعروف بالزرزور تقبل الله منه وكان المباشر لعمارتها ولده لصلبه الاصغر الذى انفق عليها من ماله بقية عمارتها خارجا عما اوصى به والده المذكور وكان فراغها فى شهر شوال سنة 634 هـ - وتوجد بالمأذنة كتابة أخرى مؤرخة سنة 633 ولا يبعد ان يكون على بن زرزور هذا من اسرة أبى القاسم
(6) ورد هذا البيتين فى تحفة الاحباب
-----------------------------------------------------------------------------
سيدى عبد العزيز الديرينى
698 هـ
عبد العزيز بن احمد بن سعيد الدميرى المعروف بالديرينى الشافعى ، عالم صوفى ولد بدميرة سنة 612 هـ وهاجر منها بعد تحصيله مبادى العلوم الى ديرين ولبث بها حتى صار أوحد علمائها والتفى فيها بالشيخ عبد اعلزيز بن صالح بن ينصارن الماجرى أحد شيوخ التصوف المغاربة فلزمه وأخذ عنه علوم التصوف واستمر ملازما له فى مسجده بديرين حتى وفاته فى صفر سنة 664 هـ وهو صاحب الضريح المعروف باسم الشيخ عبد العزيز الديرينى القائم غلىاليوم ويظن من لا علم عنده أنه عبد العزيز الديرينى المترجم له هنا – مات الشيخ الديرينى سنة 698 هـ ودفن بمدرسة ابن الأرسوفى شمال الروضة وله عرفت المدرسة بعد دفنه بها وخى اليوم مسجد الديرينى فى بناء المرحوم اسماعيل باشا عاصم فى سنة 1268 – 1269 هـ
اشتهر من مؤلفاته فى التصوف كتابه طهارة القلوب فى معاملى علام الغيوب ونظم التنبيه والوجيز فى الفقه الشافعى وغريب القرآن وتفسير منظوم ، ترجمله السبكى وابن شهية فى الطبقات وأفرد بالترجمة له حسن قاسم فى كتاب المزارات المصرية والمطبوع الآن بمكتبة الأسكندرية فى ثمانية أجزاء ويوجد لدينا نسخة منه والنسخة الخطية طرف الدكتور على جمعة المفتى السابق