موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 14, 2021 2:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

**(استشهاد الحسين )**



ويالهف الأفئدة حين تسمع أستشهاد الإمام الحسين الحسين عليه السلام أو تقرؤه – وكيف لا تتمزق لفائف القلوب هلعا وجزعا من مصرع الحسين :- صرع الحسين وصرع قبله عمر وعثمان وعلى – رضى الله عنهم – فكان مصرعهم كوخز السنان على الجنان – وكلما نشرنا صفحة الماضى المطلوبة ، واسترجعنا هذه المآسى التاريخية يندلع لهيب فى قرارة القلوب – ولكن مصرع الحسين وحده أشد من ذلك وقعا – وهو سلسلة من الفجائع متصلة ريعت لهولها القلوب البشرية – وانفطرت لأجلها ع – على مختلف الأديان والنحل .

وأنا إن أذكر فأذكرها مستشرقا انجليزيا غال الحمام أعز أولاده لديه فلم يبلغ به جزعه على ولده وهو فلذة كبده وثمرة فؤاده – مثل ما بلغ به فى مصرع الحسين فكان يقول : - لا أستطيع صبرا ولا أملك شعورى حين فراءة مصرع الحسين دون أن أسح الدمع مدرارا –

فياويح هذه الأيدى الأثيمة التى تطاولت على دوحة المجد والفخار ، فاجتثتها وجرأت على الغصن الوارف فهصرته : ليس إلا لموجدة فى النفوس أشعلها حب الجاه والمنصب والمال – ولقد كان الحسين رضى الله عنه يتوقع هذه المغبة السيئة فى كل مرحلة من مراحل سفره – وكانت قرائن الأحوال تؤذن بهذه الأهوال . ولكنه مع هذا كان يظن لرفعة شأنه وسمو مكانته فى النفوس أن الأيدى الآثمة تقصر عن الامتداد إليه والنيل منه ........

وأعجب منى كيف أخطىء دائما
على أنني من أعرف الناس بالناس



ولقد قال له الفرذدق (1) حين سأله رأيه ( إن قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية ) وحذره ونصح له – وكذلك حذره ابن عباس وقال له ( أقم بهذا البلد فانك سيد الحجاز فان كا أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم اقدم عليهم ) وحذره كثيرون فلم يصخ لنصائحهم وأبى سوء إلا ان يمضى ما اعتزم عليه حتى قضى الله أمرا كان مفعولا . . . فى الموت ما أعيى وفى أسبابه*** كل امرئ رهن بطى كتابه


*************

لو حمام الفتى باية أرض *** سيق طوعا إليه يبغى مرامـا



ولقد كان من جزاء تكالب قوم يزيد على حب المال وعدم قبول الحسين نصيحة المخلصين له ( كابن عباس وغيره ) وكان ذلك قدرا مقدورا ، كان من جراء ذلك ومن تخاذل أنصاره وعدم أهبته ، وتآلف جنوده هذه الفجيعة المؤلمة – وأية فجيعة وأى رزء كمصرع الحسين الذى قال جده فيه . ( حسين منى ، وأنا من حسين يؤذينى ما يؤذيه ) صلى الله عليه وآله وصحبه وتابعيه ..

( سليمان الوكيل ) الأزهرى )



(1) الفرذدق : 38هـ - 110هـ ( 658م – 728 م ) شاعر من العصر الأموى وأسمه همام بن غالب بن صعصعة الدرامى وكنيته أبو فراس وسمى بالفرذدق ولد فى كاظمية مدينة من مدن العراق لبنى تميم أشتهر باشعر والمدح والهجاء ويقول أهل اللغة ( لولا شعر الفرذدق لذهب ثلث العربية )

( من كتاب جدى حسن محمد قاسم )

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 15, 2021 10:41 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



مبادى قضية الحسين عليه السلام


ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
كل الذين دونوا قضية الحسين عليه السلام أخذزا سلسلتها من أوساطها – أى من حين البيعة ليزيد (1) فى حين أنها تبتدىء من عهد أبى سفيان وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إن لم نقل من قبل ، من عهد هاشم وعبد شمس فإن أبا سفيان (2) ( جد يزيد ) إذ رأى سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ( جدد الحسين ) رضى الله عنه قد نهض فى مكة سنة 610 م .
يدعو العرب إلى توحيد المعبود والاتحاد فى طاعته حسب أنه سيهدم مجد عبد شمس ويبنى لبنى هاشم بيت مجد مرصوص الأساس ويعم ظله الظليل عامة الناس فأندفع بكل قواه إلى معارضته ففعل ما فعل فى مقاومته النبى صلى الله عليه وسلم حتى كان ما كان بأيام ( بدر وأحد ) وهما مثالان للحق والباطل وأمر سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم يقوى أنتشاره ومناره حتى رمى حزب آل سفيان أخر نبلة من كنانته ولم يفلح وذلك أن الله سبحانه وتعالى فتح لنبيه مكة فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا ، وإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ... أنتهت الحركة السفيانية ... ولكن فى الظاهر...............

فهذا مبدا القضية الحسينية والتاريخ يعيد نفسه ..



بعد ذلك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاقبت الحوادث كالليل والنهار والحزب السفيانى يعمل فى إرجاع سلطانه ولكن تحت الستار حتى إذا ما تمت البيعة ليزيد . كان قلب الحسين دفترا ملؤه المؤلمات ولابد وأن تكون هذه الموجدات فى الحسين وهو لم يكن بالذى يقيم على الضيم ، وهنا جرى بنا أن ندرس حالة الحسين ذلك المتفانى فى حب آله ، ماذا يجرى على قلبه بعد زوال ذلك الشبح الرهيب الذى مضة ساجدا لربه ، ورؤيته أحشاه شقيقه الحسن ، وانتهاك حرمة شريعة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

كيف يبايع يزيد ؟



غريب والله أن يزيد يريد التقمص لخلافة النبى محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث لتكميل مكارم الأخلاق وذلك فى حياة الحسين ابن ذاك النبى وحبيبه فيزيد يعلم نفسية الحسين ويعلم أن صدره أصبح بركانا قريب الانفجار ومع ذلك لا يقنغ بسكونه بل يريد منه فوق ذلك كله أن يعترف له بالخلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهل ذاك إلا ضربا من المحال .

إن أعتراف الحسين بخلافة يزيد عبارة عن أن الحسين ليس بالحسين إذ أن قبوله البيعة ليزيد فيه بيع كل مجده وكل شعور شريف للعرب وكل حق للمسلمين وكل آمال لقومه أفيبيعها جمعياء برضاء يزيد عنه ؟ هذا محال على الحسين عليه السلام ، بل وعلى كل أبطال الفضائل ، وبعبارة أخرى اعترافه بتساوى الفضيلة بالرزيلة ، واسواء العدل والظلم واتحاد الحق والباطل وتماثل النور والظلام ، وإن العلم والجهل مستويان وإن الخفيف والثقيل سيان فى الميزان فهل يسوغ بعد هذا كله سكوت الحسين عن يزيد وسكونه ! كلا ... ثم ....كلا ..

وقد يزعم البسطاء أن الحسين لو استعمل التقية وصافح يزيد لا تقى ببيعته شره ، ونجا من مكره وصان حرمته وحفظ مهجته ولكن ذلك وهم بعيد فان يزيد المتجاهر لا يقاس بمعاوية المتحفظ فبيعة مثل الحسين لمثل يزيد غير جائزة بظاهر الشريعة ولذلك تخلف عن بيعته سعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن أبى بكر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وأنكروا على معاوية (3) استخلاف يزيد حتى فارقوا الحياة والحسين أولى بهذا الامتناع والإنكار ومع هذا فهو يعلـم ( بايع أو لم يبايع ) أن خصومه منطوون على نية التشفى من قتله وقد صرح فى مواطن عديدة بأنهم غير تاركيه ولو كان فى حجر ضب وأنهم لا يدعونه حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفه وأكذ ابن زياد نية التشفى من قتله فى كتابه لأبن سعد حيث قال له : حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالقى الزكى عثمان بن عان رضى الله عنه وأعلن يزيد بقصده الانتقام منه فى شعره :

لست من خند ف إن لم انتقم
من بنى أحمد ما كــان فعـــل



إذن ، فالحسين وجد نفسه مقتولا إذا لم يبايع ، ومقتولا إذا بايع ، لكنه إن بايع اشترى مع قتله قتل مجده وقتل آثار جده أما إذا لم يبايع فإنما هى قتلة واحدة تحيى بها الأمة .


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) هو يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ولد بالماطرون 25هـ - 64 هـ ( 645م – 683م ) نشأ بدمشق هو ابن معاوية ثانى خلفاء بنى أمية حكم لمدة أربع سنوات سادس خلفاء المسلمين توفى بمرض الطاعون
(2) ابا سفيان : هو أبى سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ولد بمكة قبل عام الفيل بعشرة سنين اسلم يوم فتح مكة وهو والد أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم شهد أبو سفيان الطائف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفقعت عيناه يؤمئذ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما أحب إليك عين فى الجنة أو أدعوا الله أن يرد عليك عينك فقال : بل عين فى الجنة )
(3) معاوية ك هو معاوية بن صخر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى المعروف بمعاوية بن أبى سفيان أول خلفاء الدولة الأموية وكان واليا على الشام فى زمن خلافة عثمان بن عفان وبعد مقتل عثمان بن عفان ولى على بن أبى طالب الخلافة فحاربه معاوية على أن قتل على من قبل أبن ملجم .

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 16, 2021 6:53 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
متابعة لا مقاطعة .موضوع شجي ,وطرح سوي
جزاكم الله خبرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 18, 2021 3:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


هجرة الحسين من حرم جده


ّّّّّّّّّّّّّّ
لم يجد الحسين بدا سوى الهجرة سرا إلى حرم الله ومنه إلى اليمن وقد علم الوليد (1) ( والى المدينة ليزيد ) أن الحسين رجل الصدق والثبات فلا يعدل عن كلمته وقد أعياه أخذ الحسين تارة بالسياسة واللين وطورا التهديد والوعيد ، على أن يسترق لسانه بقبول البيعة ( ولو سرا ) فعبثا حاول . بعد ذلك سار الحسين من حرم جده صلى الله عليه وسلم ولم يقتصر فى الوداع على قبره الطاهر إذ المسافر يوادع من وطنه المحبوب كما وقع نظره عليه من أصحاب وأحباب وغيرهما حتى الماء والتراب أما الحسين فكان يودع البقاع والربوع وداع من لا يأمل فى الرجوع .

---------------------------------------------------------------------------------
(1) الوليد : هو الوليد بن عتبة بن أبى سفيان حكم المدينة مرتين الأولى : فى ذى القعدة سنة 57هـ والثانية سنة 61هـ
-----------------------------------------------------------------------------------

الحسين فى مكة أعزها الله



خرج الحسين سائا فى المنهج الأكبر ، فقيل له لو تنكبت الطريق لئلا يلحقك الطلب – فقال لا والله – لا أفارق الطريق الأقوم حتى يقضى الله ما هو قاض ونزل مكة يوم يوم الجمعة خامس شعبان سنة 61هـ ( 12 مايو سنة 679م ) وهو يتلــــو ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل )

فما اشبه هجرة الحسين بأهله من المدينة إلى مكة بهجرة جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله من مكة إلى المدينة وبواعث الهجرتين سيان وبين اليومين نحو ستين عاما . حل الحسين بأم القرى فانتشر الخبر حتى صار حديث كل اثنين يجتمعان .

س – ما وراءك ؟

ج - هاجر الحسين من مدينة جده

س – لماذا ؟

ج - لأن يزيد قصد إرغامه على مبايعته نعم – نعم ما صنع الحسين – فانه لو بايع يزيد فعلى الوفاء العفاء إذن ماذ ترى أن يكون ؟

ليس سوى اجتماع المسلمين حوله ونصبه خليفة كأبيهعلى – ليحيى بعلمه معالم دين جده ويدفعبغيرته الهاشمية عن مصالح المسلمين وينفذ بقوة إيمانه العلوى أحكام القرآن النازل فى بيته . هذه وأمثالها كانت أحاديث أكثر المجامع يومئذ فى الحجاز وفى سائر الأقطار – فتواترت الكتب والرسل على الحسين واختلفت إليه جموع الإسلام فمن مشير عليه بالذهاب إلى اليمن ومن مشير عليه بالمسير إلى العراق فأختار الحسين الكوفة بع أن أستخار الله سبحانه وتعالى –وأوفد إلى العراق ليت بنى عقيل ( مسلما بن عمه ) وكان مسلم كبقية آل على رجل صدق والصفاء ومثال الشجاعة والإيمان فقام لأمر صهره وسيده الحسين وما قدم الكوفة حتى التفت حوله جماهير الرؤساء لأخذ يمينه ومبايعته نيابة عن الحسين – فكتب مسلم إلى الحسين يخبره بإقبال أهل (1) الكوفة عليه خاصتهم وعامتهم وإنهم نادمون على مافرطوا فى جانب أهل البيت الهاشمى طالبون قدوم الحسين إلى العراق ليجدوا على يدية معالم أسلافه .

--------------------------------------------------------------------------------
(1) الكوفة : مدينة عراقية تقع فى محافظة النجف على جانب الفرات وتبعد 170ك جنوب بغداد و10 ك شمال شرق النجف أسسها سعد بن أبى وقاص سنة 17هـ ( 638 م ) بأمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
------------------------------------------------------------

بنو أمية (1) والخطر الحسينى



أخذت قضية الحسين تحرك العزائم وتنبه المشاعر فى الدوائر الأموية وساد القلق بين حلفائهم واوليائهم وهم عالمون أن حسينا يضرب على ايدى الجائرين ولا يولى جائرا أمر المسلمين فغدت رجال الدولة اليزيدية ألسنة وعيونا وأقلاما وسيوفا ضد الحركة الحسينية لاسيما فى مناطق الحجاز والعراق واستفزوا قبل كل شىء حكومة الشام والهيئة المركزية بالتأهب للخطر الهاشمى فكتب عمر بن سعد واضرابه إلى يزيد : أما بعد – فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته أهلها للحسين قان لم يكن لك فيها حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك فان النعمان بن بشير(2) ( والى الكوفة ) رجل ضعيف ثم أفصحوا له عن أخطار الحركة الحسينية لاسيما إذا رسخت أقدام الحسين فى أرض العراق وهى مفتاح الشرق الأدنى وباب الشرق الأوسط وأهلها جميعا شعية على غرو أن أنوار الحسين تشع مبادئها فى ربوع إيران ويكون له هناك أنصار وأى أنصار – فلما وصلت الكتب إلى يزيد استشار(3) سرجون مولى أبيه فأشار عليه باستعمال الطاغية ابن مرجانة ( عبيد الله بن زياد 4) على العراق .

-------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) بنو أمية : الأمويون أولى السلالات الإسلامية من الخلفاء حكمت ما بين 661 – 750 م وينتسب الأمويون غلى جدهم أمين من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم – مؤسس سلالة معاوية بن أبى سفيان – كان واليا على الشام من قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
(2) النعمان بن بشير : هو النعمان بن بشير والى الكوفة بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله فقد كان أول مولود فى الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر وأول مولود ولد بالمدينة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فأتت به أمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة فقتل سنة 65هـ على يد خالد بن لخى الكلاعى
(3) سرجون : هو سرجون بن منصور من نصارى أهل الشام وقد أتخذخ معاوية مستشارا له فى أمر الكوفة وقد اشار على يزيد بتعين عبيد الله بن زياد والى على الكوفة للقضاء على نهضة مسلمة بن عقيل .
(4) ابن مرجانة : هو بن زياد ابن مرجانة نسبة إلى أمه مرجانة وكانت جارية بغى من المجوس وهو نسبة غير معروف وهو الذى أمر بقتل مسلم بن عقيل سفير الحسين وهو عبيد الله بن زياد أمير العراق ولى البصرة ويسمى بن زياد وبعد مقتل الحسين لما دخلوا عليه سبايا أهل البيت دار الإمارة بالكوفة خاطبته السيد زينب عليها السلام بكلمة يا أبن مرجانة إشارة على نسبه الوضيع وفحا له – قتل عام 60 هـ فى أحدى المعرك وأخذ رأسه على سيدنا محمد بن الحنفية رضى الله عنه بن مولانا الحسين عليه السلام
-------------------------------------------------------------

آثار البيعة الحسينية



شاعت مبايعة العراق للحسين ففرح أولياؤه وتفاءلوا من ذلك بعود الحق إلى أهله لكن خاصة الحسين عليه السلام أخذوا بحذرونه المسير إلى الكوفة خوفا مما يترقب وقوعه فأبى الحسين عليه السلام إلا المسير فسامر والقلوب ترعاه وتشايعه وبينما موكب الحسين عليه السلام يسر فى بطون الفيافى والمقاوز وحوله أهله كالهالة حول القمر وافاه ناعى ابن عمه مسلم (1) وهو عميد بيته فلم يتحول عن نيته ولا غير خطته ول يبد من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع وأخفى كل حزنه فى أعماق قلبه لأن العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم فإن بدت لائحة الحزن عليه أدخلعلى أهله ضروب الوهم والارتباك فمضى فى سبيله لتحقيق آماله .

--------------------------------------------------------------------------------------
(1) كان مقتل مسلم يوم الأربعاء على ما قيل والأصح يوم الأثنين لتسع مضيت من ذى الحجة سنة 60 هـ موافق 11 سبتمبر 680 م وقبله بيوم قتل هانىء بن عروة المرادى وكلاهما مدفون بالمشهد العلوى بالنجف فى الجانب الأيسر من المسجد .
----------------------------------------------------------------

الحسين فى الكوفة



حل الحسين الكوفة وقد خضعت لدهاء ابن زياد بعد مقتل مسلم وانقادت إليه وموكبه أحياؤها ورؤساؤها هذا (والحر) يساير الإمام فيسلك بركبه وموكبه سبيلا وسطا كى يخرجه عن حدود القوم ( فلما ) عل اين زياد بدخول الحسين عليه السلام الكوفة وعبوره الفرات أرسل كتابه إليه فقرأه الحر عليه ( فلما سمعه الحسين سأل عن أسم تلك الأرض التى هو فيها فقيل كربلاء(1) فقال نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له العقر – فقال نعوذ بالله من العقر – ثم أرسل القوم رسلهم لمحاربة الحسين ومن معه فنظر فإذا هو فى بقعة جرداء بعيدة عن الماء وقد صار معسكره مثلث الزاوية يقابله جيش الحر فى الغاضريات وجيش ابن سعد فى نينوى علم الحسين أنه محصور وأنه مقتولا لا محالة فقضى عليه شعور التضحية أن يستميت وإذا كان الموت ضرية لازب لا مهرب منه ولا محيد عنه فليشتر الحسين بهذا العمر القصير نفعا عاما وخيرا خالدا هى والله الصفقة الرابحة والتجارة التى لن تبور فخير الموت الفداء وأفضل الأضاحى من أمات هيكله البائد نفع خالد – كذلك الشهداء فى سبيل إصلاح الأمة وتحريرها من اسر الظالمين .

------------------------------------------------------------------
1- كربلاء : مدينة تقع وسط العراق وتعتبر أحد المدن المقدسة لدى الشيعة وفيها قتل الحسين وتطلق عليها واقعة ألطف وهى ملحمة وقعت على ثلاثة أيام ختمت فى 10 محرم سنة 61هـ والذى يوافق 12/10/612
-------------------------------------------------------------------

حول معسكر الحسين



بعد أن ايقن الحسين أن أعداءه لا يتناهون عن منكر فى سبيل النكال والنكاية به استعد لدفع الطوارىء عن هله ورحله وانتصار قتله لكنه وجد معسكره فى أجرد البقاع عن مزايا الدفاع فخرج من معسكره يتخير موضعا مناسبا للدفاع وبعد ما سبر غور الوهاد أشرف على سلسلة هضاب اتخذها حرما وكانت عبارة عن روابى وتلال متدانية الأطراف على شاكلة الهلال وهو المكان المسمى بالحير(1) أو الحائر ويعرف الان ( بخيمكاه ) أى المخيم فتحصن به وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض (ثم) انه لما علم أنه مقتولا لا محالة عز عليه أن يقتل بسببه غيره فإذن لأهله وصحبه بالتفرق عنه حيث أن القوم لا يريدون غيره ليدرء عنهم الموت بحل بيعته عن ذممهم فخطب فيهم قائــلا هم ان ( أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إنى أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا فى الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة فأجعلنا من الشاكرين * أما بعد * فأنى لا أعلم صحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ولا أهل بيت أبر ولا أرحم من أهل بيتى فجزاكم الله عنى خيرا ألا وانى قد أذنت لكم فأنطلقوا جميعا فى حل ليس عليكم من حرج منى ولا ذمام هذا الليل من بيعتى قد غشيكم فاتخذوه جملا .
فقال له إخوانه وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر ، لم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، فقال الحسين با بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم قأذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، قالوا سبحان الله ، فما يقولون لنا إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ، ولم تطعن معهم برمح ، ولم تضرب معهم بسيف ولا ندرى ماصنعوا ، لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا واموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك ، ثم قام إليه مسلم بن عوسجة وزهير بن القين وجماعة من أصحابه وتكلم كلهم معبرا عن وفائه للحسين وإخلاصه وتفاديه وشعوره الشريف فجزاهم الحسين خيرا ، فلما توفقوا إلى إرضاء سيده بأن يتقدموا إلى الجهاد فى سبيل نصرة الحق لبسو القلوب على الدروع واقبلوا بتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح فكان الحسين يودع من يأذن له منهم وداع من لا يعود – وهكذا مضى أصحابه فى سبيل الله أحياء بأرواحهم أحياء بتاريخهم المجيد لهم لسان صدق فى الآخرين وأسوة بالأولين فطوبى لهم وحسن مآب .

----------------------------------------------------------------------------------------
(1) الحائر ( الحير ) وهى الأراضى المنخفضة من كربلاء التى تضم قبر الحسين عليه السلام إلى رواق بقعة الشريفة ولعل كربلاء أو بعض أجزائها سميت بهذا الأسم منذ القديم لما كان أراضيها من المنخفضات التى تسيل إليها مسيل الماء الأمطار من تحير الماء والحائر عند اللغويين الموضع المكمئن الوسط المرتفع الاطراف وفى ( الصحاح ) الحير الحمى ومنه الحير بكربلاء وقد اتفق الرواة والمحدثون والؤرخين والجعرايون وأهل اللغة على تسمية كربلاء بالحائر والحير هو منخفض الحائر ويقول الطوبجى فى مجمع البحرين : يراد بالحائر حائر الحسين عليه السلام وهو ما حواه سور مشهد الحسين عليه السلام وفى كامل الزيارات ص 112 عن عبد الله بن سنان قال سمعت الامام الصادق عليه اللاسم يقول : قبر الحسين بن على عليه السلام عشرين ذراعا وهو روض من رياض الجنة .
--------------------------------------------------------------------------------------


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 18, 2021 3:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

اصدق المظاهر الدينيــــــــة



حانت ساعة القيام بأصدق المظاهر الدينية وهى ساعة الصلاة فصف الإمام قدمية فى تلك الساعة الرهيبة ولم يك الحسين ممن ينسى أو يتناسى الصلاة الموقوتة ولو فى أحرج الأوقات ولقد كانت صلاته من صدق مظاهر إخلاصه لله سبحانه وتمسكه بالشريعة ولما لاموه عليها أجاب ( ألسنا نحارب لأقامة الصلاة ) ؟


أهتمام الحسين بالموعظة والتضحية



وكما وكان يأمر بالمعروف ويأتيه كذلك كان ينهى عن المنكر ويجتنبه فقد كان الحسين يعامل أعداؤه معاملة من يحترمون الحق بينما هم غافلون عنه فكان يبذل قصارى جهده فى تنوير أفكارهم فى حين أن خصومه لا يقيمون للحق وزنا فاراد الحسين أن يستنصتهم فأبوا ، فنادى : ايها الناس أسمعوا قولى ولا تعجلوا حتى أعظكم بواحدة ثم أقضوا إلى ولا تنظرون ( إن ولى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) فلما ساد الصمت وهذا الضجيج قام فيهم خطيبا فحمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وصلى علي نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ( ثم قال ) أما بعد : -
فأنسبونى من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلى وأنتهاك حرمتى ؟

الست أنا ابن بينت نبيكم ؟ الست أبن أول المؤمنين ؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لــــى ولأخى ( هذان سيدا شباب أهل الجنة ) فإن صدقتمونى فيما أقول وهو الحق أما فى هذ حاجز لكم عن سفك دمى – إلى أن قال : كنتم فى شك من ذلك أو تشكون فى أنى ابن بنت نبيكم ( فوالله ) لا يوجد بين المشرق والمغرب ابن بنت نبى غيرى فلما سمع القوم خطابه لم يقابلوه إلا بتلك الكلمة الساقطة التى تنم عن كل رذيلة وساخطة ( إنا لا ندرى ما تقول !! انزل على حكم بنى عملك ، وإلا فلسنا تاركيك )

أستشهاد الإمام الحسين عليه السلام



توالت على الحسين جروح دامية وقد منعه القوم من الماء ، الأمر الذى يبرح البشر من احترامه فى المحاربات كنوع من الآداب ، حتى أن حكومات الأمم السامية تراعى هذه الأصول بعين الاحترام وتعد ارتكابها من أقبح الجرائم وقد نهى شرع الإسلام والشرائع السماوية عن حصار الأبرياء ومنع الماء والطعام عنهما وحزب هذا الطاغية ابن زياد لم يراع لحرمة الإسلام حققا ، وعق دين محمد عقوقا فما أجرهم على الله وعلى انتهاك حرمات رسول الله فى عترته الطاهرة وقد اغتنموا فرصة مصرعه ونكاثروا عليه بعددهم وعددهم ، وما على أهله وعشيرته أولئك الذين فقدوا حامى حماهم ! فاستفزت ضجتهم مشاعر الحسين وشعائر حنانه فرفع بصره ونهض زاحفا على ركبتيه يردهم عن مخيمه وقد خيموا حوله يريدون حصار الأبرياء ، ثم تضاعفوا عليه خياله ورجاله فسلبوا ما عليه وأجتزوا رأسه وتركوه مزملا بالعراء فى صحراء لا يرى فيها غير اللامع من السحاب فانطفأت تلك الشعلة الزهراء والقبس الذى تلألأ خلة التضحية تلألأ القمر البازغ بين النجوم الزواهر ، وغدا نصير الفضيلة وراح ذلك الشعور الشريف – والتفادى السامى فعلى الفضيلة والوفاء ، يا حسين الشهامة بعدك العفاء لقد فديت بكل غال ورخيص لديك وفى يديك باذلا فى سبيل تحقيق أمنيتك وأمنية شعبك من الجهود ما يطبقه من البشر غيرك فما أخلد ذكراك ، لقد كانت نهضتك المظهر الأتم للحق ن حينما كان عمل معارضيك المظهر الأتم للقوة فقط من غير ما حق أو شبهة حث ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ( وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون )

بعد مقتـل الإمامالحسين عليه السلام



ولما قتل الظالمون حسين الفضيلة ، فرحوا لمقتله فرحا عظيما ، إذ حسبوا أنهم قد أحسنوا صنعا ولم يبالوا ، ادفنت الجثة التى مثلوا بها أم لم تدفن ( وقد منع الإسلام عن المثلة ) فتركوا داعية الحق فى العراء بين لهيب الشمس والرمضاء ولم يجروا عليه سنن التجهيز والدفن ولو مراعاة لحرمة الإســـلام (هذا) وما عتمت عشية الثانى عشر من محرم إلا وعادت إلى أرياف كربلاء عشائرها الضاغنة يتأملون الأجساد الزكية التى تركها القوم على البطاح تسفى عليها الرياح .

فما مرت الأيام والأعوام الا والمقامات عليها قائمة والخيرات لديها جارية والمدائح تتلى والحفلات تتوالى ووجوه العظماء على أبوابها يتسابقون إلى أعتابها وامتدت جاذبية الحسين وصحبه من حضيرة الحائر إلى تخوم (1) الهند والصين وأعمال العجم (2) وما وراء الترك (3) والديلم (4) يرددون ذكرى فاجعة الحسين التى اتدملت لها القلوب وتحطمت لهولها المهج والأرواح على ممر الساعات والأيام بل على تعاقب الأنفاس واللحظات ويجدون فى إحياء ذكراه وما إلى ذلك من الخيرات والذكريات الخالدة ، فهذا ما فاز به حسين النهضة – رجل الشهامة والفضل داعية الحق والعدل – فما الذى فاز به يزيد وحزبه ؟

فاز بزوال ملكه وسقوط دولته واستئصال شأفته وابادة جموع حزبه رجالا ونساء بانتقام الحق منهم حتى لم يبق منهم آخذ ثار ولا نافخ نار وأحرقت آثارهم حتى عظامهم البالية وقتلوا أيمنا وجدوا فتجد اليوم قبر يزيد فى عاصمة ملكه لا ذكر له ولا خبر ولا عين ولا أثر فى مشارق الأرض بطولها والعرض ، بينما قبر الحسين وآثاره فى ممالك العالم قبلة الوافدين وكعبة محجوجة تترى عليها الخيرات والرحمات وميدانا تتسابق فيه الهمم وساحة للمجد والكرم هذه عاقبة الجائر المتجاهر وتلك عقبى المجاهد الناصح ( والأرض لله يورثها عباده الصالحين )

----------------------------------------------------------------------------------------
(1) من رحلة سليمان التاح فى القرن الثالث الهجرى : ولعلّ من أهم أسباب السفر والترحال عند العرب المسلمين هو من أجل نُشدان طلب العلم والدعوة إلى الإسلام، وتأدية فريضة الحج، والتعرف على أحوال الناس، وتوطيد العلاقات السياسيّة بين الأمم المجاورة. وعندما تأسست الدولة العربية الإسلامية بقيادة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وتوسعت أرجاؤها في عصر الخلفاء الراشدين رضيّ الله عنهم، وازدهرت في العصر الأموي في الشام، اتسعت رقعتها شرقاً وغرباً وامتدت حدودها حتى تُخُوم الصين والهند شرقاً وإلى الأندلس ـ إسبانية ـ غرباً، ونجح المسلمون في تأمين الطُرق التجارية البرية والبحرية في عموم الدولة الإسلامية، ولذلك أسسوا طُرُقاً ومسالك خاصة بالبريد، كما أسهموا في ربط القارات الثلاث المعروفة في ذلك الوقت بمراكز تجارية وحضارية، كان لها الأثر الكبير في توطيد العلاقات التجارية وتشجيع التجار على السفر براً وبحراً إلى هذه المراكز، والاتصال بشعوب أوربة وأفريقية وآسية. سليمان التاجر عاش في القرن الثالث الهجري،كتب معلومات وبيانات عن حركة الرياح والأنواء والأمواج وطريقة تفاديها وطرق الأسفار إلى الصين والهند وعادات هذه الشعوب في كتابه(رحلة سليمان التاجر

(2) العجم : كلمة فى اللغة الفارسية تعنى الأيرانى ولكن فى اللغة العربية تدل على غير العربية

(3) الترك : الشعوب التركية هى شعوب ارو أسيوية تقيم فى شمال ووسط وغرب أروا سيا

(4) الديلم : هم أحدى الشعوب الايرانية التى عاشت فى شمال الهضبة الايرانية
--------------------------------------------------------------------------------

أنتقام الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين عليه السلام



ولقد أنتقم الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين شر انتقام وألبسهم سراويل الذل بعد العز ومثل بهم أسوأ المثلات بما اجترحوا من السيئات مصداق قوله وتعالى ( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين أمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) وقوله تعالى ( ام حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ) الآية – فكان يؤتى بهم إلى المختار بن أبى عبيد (1) فيوقفون بين يدية فيأمر بقتلهم أنواعا من القتالات بما يناسب ما فعلوا ( ذلك جزاء الظالمين ) فمنهم من أحرقه بالنار ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات ومنهم من رمى بالنبال ومنهم من قتل على مرأى من أهله وعشيرته ثم أحرقت رمته حتى عادت رمادا وذر بها فى الهواء ( وقتل ) اللعين الطريد ( شمر بن ذى الجوشن الأبرص ) (2) وألقى شلوه إلى الكلاب واجتز رأس الطاغية ابن مرجانة وأتى به إلى على زين العابدين بعد أن مثل به كما مثل برأس أبيه الحسين فلما رأى الرأس ابن سيد الشهداء بكى واسترجع واهتزت منه شعائر الحنان ( فأنعم ) بك يا ابن رسول الله إنك وابيك وجدك ( لعلى خلق عظيم ) وقد ترى المختار أن ما أجراه الحق على يديه مما نزع إليه من القيام للأخذ بثأر الحسين لايف عشر معشار ما اجترحته تلك الفئة الباغية – فكان يقول والله لو قتلت به ثلاثة أرباعهم ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين *

-----------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) المختار بن أبى عبيد : هو الثقفى ولد فى الطائف فى السنة الأولى من الهجرة وابوه قائد المسلمين بمعركة الجشر وفى البداية والنهاية لأبن كثير ك الجزء اثامن أسلم أبوه فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ولم يراه وذكره بن الأثير فى الغابة

( 2) شمر بن ذى الجوشن الأبرص : هو من قبييللة بنى كلاب ومن رؤساء هوزان وهو الذى قتل الحسين بن على عليهم السلام
----------------------------------------------------------------------------
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسين عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 19, 2021 12:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



رأس الإمام الحسين

عليه السلام



دلت الشواهد التاريخية التى لا تحوم جولها الشبهات أن الرأس الكريم طيف به بعد الموقعة حتى أتى به ليزيد (1) فأمر بصلبه فصلب ثلاثة ايام بدمشق ثم ترك بعد صلبه فى خزانة السلام فلم يزل هناك حتى تولى سليمان بن (2) عبد الملك الذى بويع ل بعد أخية الوليد فى سنة 96هـ )714م) وأستمر ملكه إلى سنة 99هـ ( 717م) فسئل عن رأس الحسين وبعث فى طلبه فجىء به وقد نحل وبقى عظما ابيض فجعله فى سفط وطيبة وكفنه وصلى عليه فى جمع من حاشيته ودفنه فى مقابر المسلمين بدمشق بباب الفراديس (3) فلما تولى الخلافة الإمام العالدل عمر بن عبد العزيز (4) سأل عن الرأس الكرييم فاخبر بما صنعه سليمان ابن عبد الملك – وما برح الرأس الكريم بدمشق إلى سنة 365هـ ( 975م) فسام افتكين (5) الشرابى غلام معز الدولة أحمد بوية إلى دمشق ليغزوها بجيشه قادما من بغداد فأعلن القتال فتبعه طوائف كثيرة فتغلب عليها وعلى كثير من سواحلها واسر منها ما شاء وغنم منها ما أراد فمن جملة الغنائم رأس الحسين(قال) بعض الإخباريين والسبب فى أخذه رأس الحسين تثبيت دعائم ملكه فى بلاد الشام . فلما صار إلى عسقلان (6) وحاصرها ( وهناك كاد يستتم أمره ) دفن الرأس الكريم فى موضع منها وبينما هو مجد فى تنظيم ملكه وتدبيرشؤونه إذ سير إليه العزيز ابن المعز الفاطمى قائده جوهرا فى جيش عرمرم لمحاربته – وبعد حروب طويلة تغلب عليه فأخذه العزيز الذى لحق بقائده بعد ذلك اسيرا وقدم به إلى القاهرة فاستخدمه بدار ملكه حتى توفى سنة 372هـ فهذا ما ساتنتجناه من المصادر التاريخية فى مسير الرأس من الكوفة إلى الشام ودفنه بها أولا ثم إلى عسقلان .

--------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) يزيد : روى عن صالح بن احمد بن حنبل رضى الله عنهم : قلت لأبنى أتلعن يزيد قال يا بنى كيف لا تلعن من لعنه الله فى ثلاث آيات من كتابه العزيز فى الرعد والقتال والأحزاب راجع الأتحاف بحب الأشراف للشبرواى ص 64 .

(2) سليما بن عبد الملك : هو سليمان بن عبد الملك بن مروان (45هـ - 99 هـ ) ( 674م – 717م ) الخليفة الأموى السابع وهو من خلفاء بنى امية الأقوياء ولد بدمشق وولى الخلافة يووم وفاة أخية الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ وخلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة أشهر من 96هـ - 99هـ وكان الناس يسمونه مفتاح الخير أشاع العدل وأنصف كل من وقف ببابه ومتصف بالوقار والجمال عظيم الخلق طويل القامة .

(3) باب الفراديس : هو بدمشق دخل منه القائد عمرو بن العاص عند الفتح الإسلامى وسمى بأسم الفراديس بكثرة وكثافة البساتين والحدائق والقصور .

(4) عر بن عبد العزيز : هو ثامن الخلفاء الأموية خامس الخلفاء الراشدين يرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هى أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز وولد بالمدينة المنورة

(5) أفتكين الشرابى : هو القائد التركى العباسى كان أبو منصور أفتكين التركى الشرابى غلاما لمعز الدولة أحمد بن بوية وفى سنة 364 استولى افتكين على دمشق فقام جيش المعز بحصاره ورصد مائة ألف دينار لمن يحضر أفتكين وتمكن البعض بالأمساك به وأحضاره بين يدى المعز فأطلق صراحه وهو من ومكثوا فى مصر حتى توفى أفتكين سنة 365 هـ

(6) مدينة عسقلان : عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون منذ اقدم العصور التاريخية وهى تقع على شاطىء البحر المتوسط شمال غزة كما هو موضح بالخريطة

--------------------------------------------------------------------------------------------------

وأما خبر بعد ما بعد ذلك فيأتى خلال البحث وإليك تضارب أقول المؤرخين فى مسيرة الرأس الكريم (قال) على جلال بك فى التاريخ الحسينى *** أختلف المؤرخين فى دفن رأس الحسين عليه السلام فالأسماعيلية وكثير من أهل القاهرة وقيل انه مدفون بالمدينة وقيل بالرقة (وقال) بعضهم أخذخ المسودة ولا يعلم مكانه وبعضهم ينكر أن ابن زياد أرسله إلى يزيد والأمامية وبعض أهل السنة اتفقوا على أنه مدفون مع الجشد بكربلاء * قال الملك المؤيد صاحب حماه (1) فى تاريخه ج1 ص 191 وعمر(2) بن الوردى فى تاريخه ج 1 ص 173 قيل أن رأس الحسين جهز إلى المدينة زدفن عند باب أمه وقيل بباب الفراديس وقيل ان خلفاء مصر نقلوه من عسقلان إلى القاهرة ودفنوه بها وبنوا له مشهد الحسين *
----------------------------------------------------------------------------------
(1) ولد أبو الفداء بعد ست عشرة سنة من اجتياح المغول بلاد الشام في ظروف عسكرية وسياسية معقدة للغاية ، يحدد ابن تغرى بردي ( 813 - 874 هـ) في النجوم الزاهرة نسبه ومولده بقوله « الملك المؤيد عماد الدين أبو الفداء إسماعيل صاحب حماة، ابن الملك الأفضل علي ابن الملك المظفر محمود ابن الملك المنصور محمد ابن الملك المنصور عمر ...

كان مولد الملك المؤيد سنة اثنتين وسبعين وستمئة » حكم أولئك الأمراء الأيوبيون حماة نحو مئة عام قبل مولده ، فقد عين صلاح الدين الأيوبي ( 532- 589 هـ ، 1138 - 1193 م ) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام *

(2)هو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي المعروف بابن الوردي * ولد في معرة النعمان سنة 691 هـ / 1292 م وتوفي بالطاعون في حلب في سنة 749 هـ / 1349 م. هو فقيه وأديب وشاعر وقد درس في حماة ودمشق وحلب وقام في الجال الديني مقام قاضيها محمد بن النقيب عندما توفي ابن النقيب ومن مؤلفاته

-----------------------------------------------------------------------------------------
وقال على بن عبد السمهودى فى وفاء الوفاء باختبار دار المصطفى ج 2 ص 96 ذكر محمد بن سعيد ان يزيد بن معاوية بعث برأس الحسين عليه السلام إلى عمرو بن سعيد بن العاص وكان عامله على المدينة فكفنه ودفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ذكر بن أبى الدنيا أنهم وجدوا فى خزانة ليزيد رأس الحسين فكفنوه ودفنوه بدمشق عند باب الفراديس وقيل غير ذلك – وحكى السخاوى فى تحفة الأحباب اختلاف بعض المؤرخين فقال – بعضهم أن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم بمشهد بعسقلان فما أخذتها الفرنج نقل إلى هذا المشهد القاهرى والله اعلم بالصواب وقيل لما قتل الحسين بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد ( إلا ) بأرض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك الحالة بل تلقوهم بمدينة الفرما وهى أول مدائن مصر وأوسعوا لهم الكرامة وأنزلوهم خير منزل * وقال القرمانى فى أخبار الدول ص 109 أختلفوا فى مكان رأس الحسين عليه السلام وفى مسالك الأبصار أن الجسد والرأس حملا إلى المدينة فدفنا بقبر الحسن وقيل دفن الرأس بالقاهرة وثيل دفن عند قبر أمه والأصح أنه دفن فى جامع دمشق ( الجامع الأموى ) وأستمر جسده بكربلاء وله مشهد عظيم يزار ويتبرك به ** وقال رضى الدين ابن طاووس فى كتاب الملهوف على قتلى الطفوف ص 140 فأما رأس الحسين فروى أنه أعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف وقد قال الصبان فى إسعاف الراغبين ص 143 واختلفوا فى رأس الحسين بعد مسيره إلى الشام إلى أين صار وفى أى موضع استقر فذهبت طائفة إلى أن يزيد أمر أن يطاف برأسه الشريف فى البلاد فطيف به حتى أنتهى إلى عسقلان فدفنه أميرها بها فلما غلب الأفرنج على عسقلان افتداه منهم الصالح طلائع (1) وزير الفاطميين بمال جزيل وبنى عليه المشهد الحسينى بالقاهرة وإلى ذلك أشار القا ى الفاضل عبد الرحيم البيسانى وزير صلاح الدين فى قصيدة مدح بها الصالح ، وذهب أخرون فيهم الزبير بن بكار والعلا الهمدانى إلى أنه حمل أهله فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه واخيه الحسن ، واعتمد القرطبى أنه أعيد إلى الجثة ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما من المقتل – ونقل ابن عروة الحنبلى فى الكواكب الدرارى فى ترتيب مسند أحمد على أبواب البخـــارى ( المخطوط بالمكتبة الظاهرية بدمشق )

الصالح طلائع : هو وزير الدولة الفاطمية وقد بنى مسجده بعد الخيامية وقبل باب زويلة وإذا صعد إلى مآذنة بواب زويلة تكشف بكل وضوح مسجد الصالح طلائع ويقول العالم حسن قاسم فى كتابه الآثار الإسلامية والمزارات المصرية ص 12 (جامع الصالح طلائع بن رزيك الملقب بالصالح وزير الخليفة الفاطمى ويعرف بجامع الصالح أنشأه الوزير سنة 553 هـ - 1157 م )


آخر آثر أنشأ في عهد الدولة الفاطمية – جامع الصالح طلائع بن رزيك

يوجد هذا الجامع على رأس تقاطع شارع الضرب الأحمر بقصبة رضوان تجاه زاوية فرج بن برقوق أنشأة الملك الصالح طلائع بن رزيك وزير الخليفة الفائز بنصر الله الفاطمي ثم الخليفة العاضد آخر خلفاء الدولة الفاطمية والمتوفى سنة 556 هجرية , وكان جامعه هذا آخر أثر أنشأ في عهد الدولة الفاطمية وقيل سبب بناءة تلقى رأس الحسين ولقد كانت مدفونة في عسقلان والتي أصبحت في خطر في مهاجمة الصلبيين لها وهذا القول مغلوط لآن المشهد الحسيني أقيم سنه 549 هجرية أي قبل بناء الجامع بنحو ست سنوات

وهو جامع صغير أوواوينة مرتبة على نسق الجامع الأقمر ويمتاز بأنه من المساجد المعلقة والمنبر الموجود في المسجد صنع بأمر الأمير بكتمر الجوكندار سنة 699هجرية وكان قد جدد مأذنتة أيضاً عقب سقوط المأذنة الأصلية بسبب زلزال سنه 702 هجرية , وبناء هذا المسجد بهذا الموضع شكل خطورة حربية على المدينة ولقد شعر الصالح طلائع بهذا الخطر بقرب وفاته فقال ما ندمت قط في شيء ألا في ثلاث منها أولها بنائي لهذا المسجد على باب القاهرة فأنة صار عوناً عليها .

روى البخارى فى تاريخه أن رأس الحسين حمل إلى المدينة ودفن بها فى البقيع عن قبر أمه ( وروى ) هذه الرواية محمد بن سعد فى كتاب الطبقات الكبرى ج 5 فى ترجمة عمرو بن سعيد ص 176 قالوا لما قتل الحسين وعمرو بن سعيد على المدينة فبعث غليه يزيد بن معاوية برأس الحسين فكفنه ودفنه بالبقيع . هذه ضروب من الاختلاف التى ذكرها فريق من المؤرخين فى رأس الحسين ومسيره بعد الموقعة وهى لا تخرج الباحث بأى نتيجة التضارب أقوالهم الكثيرة فإذا أمعنا النظر مليا فى أكثرية الشواهد التاريخية وجدنا إن قول من ذهب إلى أن الرأس بالمشهد القاهرى هو الصواب لتواطىء الكثير من المؤرخين على صحة ذلك ، والعادة تحيل تواطؤ جماعة وسمو بميسم العدالة على الكذب وقد رأينا فى هذا الفريق الذى أثبت وجود الرأس الشريفة بالقاهرة جماعة من رجال الحديث والتاريخ لا يستهان بقدرهم ، وأقلية سحيقة لم تبلغ فى العدد ما بلغه هؤلاءفى الكثرة لا نذكر بجانبهم والتواتر فى مثل هذه الأخبار تحقيقا يفيد القطع ، وقد تعقبت ما روى عن البخارى فى تاريخه المتناول فلم أجده وابن سعد مؤلف كتاب الطبقات الكبرى وإن كان ثقة إلا أن بعض مروياته ورد فيها الضعف وقد كان تلميذا للواقدى وعدالة الواقدى تكاد تكون مجروحة ، راجع كتب الجرح والتعديل ونقد الرجال للحافظ الذهبى وابن حجر وغيرهما وأيضا هو يذكر العبارة على سبيل الاحتمال وهذا لا يعتبر حجة . (ونأمل) ما حققه على بك جلال فى تاريخه من الشواهد التى أثبتت وجود الرأس بالقاهرة (قال) بعد أن استدل بنوع من الشواهد التاريخية . هذه الأمارة فى هذا الزمان المتأخر دلت على صحة دفن الرأس الكريم بدمشق أولا ، ثم بعد ثبوت ذلك رأينا انه مكث فيه مائة عام ثم ظهر بعد هذا المشهــــد ( مشهد عسقلان ) فرأينا فى كتب التاريخ أنه جرت به العمارة فى أواخر القرن الخامس من بدر الجمالى الوزير وجرت به أيضا عمارة اقتضت إخراج الرأس الكريم من المشهد ومكثها فى غيره أياما ثم إعادته فيه بعد بنائه ثم إخراجه على يد الملك الصالح طلائع ابن رزيك فى نصف القرن السادس ، هذا أيضا يثبت أن الرأس الكريم مكث بمشهد عسقلان زمنا طويلا ثم ما أحدثه الزمان فى المشهد المصرى القاهرى من أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا القزدغلى لما أراد توسيع المسجد المجاور للمشهد الشريف قيل له إن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن فأراد تحيقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الأستاذ الشيخ الجوهرى الشافعى والأستاذ الشيخ الملوى المالكى وكان من كبراء العلماء العاملين

----------------------------------------------------------------------------------------
(1) يروى هذه العبارة سماعا عن حفيد الشيخ محمد الجوهرى صاحب الحديث ( المرحوم محمد باشا أمين فكرى نائب الوكيل العمومى فى عهد الخديوى إسماعيل باشا فى كتابه جغرافية مصر راجع ج1 ص 252 ) ورواها كاتب هذه الأسطر عن بعض من سمعها من لفظ الاستاذ الجوهرى كبير هذه الأسرة القريب العد بوفائه وعدالة بيت الجوهرى لا تحوم الشبهات راجع تراجمهم وآثارهم والأمير عبد الرحمن كتخدا بن حسن قازدوغلى وكيل مصر فى القرن الثانى عشر الهجرى المتوفى سنة 1190هـ 1776م ولهذا الأمير منشأت كثيرة أحدثها فى خلال توليته كتخدانية ( وكالة ) مصر من سنة 1162هـ الى سنة 1178هـ فمنها العمارة الكبيرة التى استلحقها للأزهر الشريف التى تشغل الايوان الكبير ورواق الحريمن ورواق الصعايدة ومدفنه ومنها سبيل ووكالة كتخدا بشارع بين القصرين وجامع السيوفية وجامع الحفنى ومشاهد آل البيت كمشهد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة رقية والسيدة عائشة والسيدة سكينة والسيدة فاطمة النبوية والإمام الشافعى والسيدة نفيسة وغير ذلك من آل البيت بمصر والمساجد كما أنه له مسجدا كبيرا بأسمه فى ميدان الأوبرا بوسد القاهرة أما الأزبكية وله زاوية مسجلة بالأثار بشارع المغربلين قبل الخيامية

(2) أحداهما وهو الجوهرى وكان شيخا للأزهر والثانى كان شيخ المالكية راجع تاريخ الجامعة الازهرية للكاتب ويقال أن ما أجراه عبد الرحمن كتخدا كان باشارة الشيخ على الصعيدى شيخ رواق الصعايدة
-------------------------------------------------------------------------------------

وشاهد ما بداخل البرزخ ثم ظهر وأخبر بما شاهده وهو كرسى من الخشب الساج عليه طست من الذ هب فوقه ستارة من الحريرر الأخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخله الرأس الشريفة فانبنى على أخبارهم تحقيق هذا المشهد وبنى المسجد والمشهد وأوقف عليه اوقافا يصرف على المسجد من ريعها إلى الآن ويظهر أن قول من ذهبوا الى وجود الرأس الشريف بمشهد القاهرة اقرب إلى الصواب لما يؤيده من الأدلة وما فيه من التفصيل يتصرف من تحقيقات على بك جلال ولبعض معاصرينا من شيوخ المؤرخين تحقيقا دقيقا تؤيد هذا البحث وقد استوعب جلها الشيخ عثمان مدخون إمام وخطيب مسجد الحنفى فى كتابه العدل الشاهد فى تخقيق المشاهد المطبوع بمصر ويؤيد هذا البحث أيضا ما تعقبناه قديما وحديثا من الأقوال التى لا شبهة فيها ونكتفى بذكر من اتفقت الأمة على قبول ما روى عنهم من الأخبار لعدالتهم *

وهم لا يحصون كثرة وقد كنت احصيتهم قديما فبلغوا إلى أربعين ونيف بينما الأخرين ما تعدوا العشرة * والقاعدة تقديم المثيت وهذا أمر مقرر فى مظانه *

وقال المقريزى فى الخطط ج1 ص 427 ناقلا عن المؤرخ ابن ميسر فى شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر جمة إلى بيت المقدس وبه سقمان وابلغازى ابنا أرتق فى جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك فراسلهما الأفضل يلتمس منهما تسليم القدس اليه بغير حرب فلم يحيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجد ابدا من الإذعان وسلما اليه فخلع عليهما وأطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن على بن أبى طالب فأخرجه وعطره وحمله فى سفط إلى أجل دار بها وعمر المشهد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على رأسه وسعى بها ماشيا إلى أن أحله مقره وقال فى ج 4 ص 81 ابن عبد الظاهر كان الصالح ظلائع بن رزيك لما خيف على مشهد الإمام الحسين إذ كان بعسقلان من هجمة الفرنج وعزم على نقله قد بنى هذا الجامع ( جامع طلائع بن رزيك المعروف بجامع الصالح طلائع ظاهر باب زويلة تجاه مدرسة فرج بن برقوق المعروف بمدرسة دهيشة (1) * ليدفنه به لفما فرغ منه لم يمكنه الخليفة الفاطمى وقال لا يكون إلا داخل القصور الزاهرة وبنى المشهد الموجود الآن ودفن به (وذكر)المقريزى أيضا نص العبارة باختلاف فى اللفظ فى جزء 2 راجع كلامه على قصور الفاطميين

------------------------------------------------------------------
(1) مدرسة دهيشة : المعروفة بسبيل فرج بن برقوق وبزاوية الدهيشة وهى الكائنة بأول شارع تحت الربع تجاه باب زويلة وتنسب هذه الزاوية الى منشئها الأمير جمال الدين يوسف الأستادار ناصر الخاصة الملكية فى البلاط الناصرى البرقوقى . أنشأها بأمر الناصر فرج بن برقوق سنة 811هـ 1408م ومنقوش على شباكها البحرى ما نصـــه : ( أمر بأ نشأ هذا السبيل المبارك مولانا السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق عز نصه ) ولهذا الأمير أثر آخر وهو مدرسته التى أنشأها فى سنة 810هـ بمنطقة الجمالية
---------------------------------------------------------------------
(ونقل) صاحب كتاب مرشد الزوار إلى قبور الأبرار وهو موفق الدين عبد الرحمن بن أبى الحزم مكى بن عثمان الشافعى الأنصارى من علماء أوائل القرن السابع الهجرى عن بعض العلماء ممن عاصره الفاطميين أن هذا الرأس الذى وضع بهذا المكان يعنى المشهد الذى بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين كان بعسقلان فلما كان فى ايام الظافر الفاطمى كتب عباس إليه يقول له أن الفرنج أشرفوا على أخذ عسقلان وأن بها رأس الحسين بن على بن أبى طالب فأرسل اليه من تختاره ليأخذه فبعث اليه مكنون الخادم فى عشارى من عشاريات الخدمى فحمل الرأس من عسقلان وأرسى به فى الموضع المعروف بالكافورى من الخليج الحاكمى ( منطقة شارع الشعرانى الجوانى وما تقارب منها ) فحمل وأدخل إلى القصر وأستقر فيه كما هو الأن ، وأراد الظافر أن يحلــه فى مسجــده (الخربوطلى نسبة لمجدده أخيرا بشارع العقاديين بالقاهرة ) ليجعله فيه واراد ظلائع بن رزيك أن يبنى مسجدا بظاهر باب زويلة ليجعله فيه فاجتمع رأيهم على أن يجعلوه فى القصر فى قبة تعرف بقبة الديلم وانشد المهذب بين الزبير (1) قصيدة أولهـــا ( أنتبه ثم أنف عنك الوسنا )
-------------------------------------------------------------------------------------
(1) الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير الأسدي القرشي الأسواني المعروف بالمهذب وهو أخو الشاعر الرشيد الأسواني. شاعر مطبوع، قال عنه العماد الأصفهاني: (لم يكن في مصر أشعر منه في زمنه)، وقدمه غير واحد في الشعر على أخيه الرشيد. توفى سنة 561 هـ
-----------------------------------------------------------------------------------

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط