موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 543 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 9, 10, 11, 12, 13, 14, 15 ... 37  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 26, 2020 12:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123



#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(165)



لاتنس أن في عالم الذر, لما أخذ الله ذرية آدم من ظهره, رأى سيدنا آدم الأنبياء تختلف أنوارهم ورأى نور سيدنا داود ظاهراً, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :

«لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ دَاوُدُ فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ»

ولا تنس ما قدمناه من قبل من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله عن سيدنا آدم لما أشهده الله عالم الذر: « فَقَالَ: رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ، قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ، فَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ بِالرِّسَالَةِ،..» ولا تنس أيضاً موضوع تنقل الأنوار الذي أشرنا إليه في بابه, ومن هنا كان أهل البيت هم أعظم الخلق نصيباً من أنوار الذات المحمدية, والذات المحمدية المقصودة هنا هي الحقيقة المحمدية النورانية, لا الجسد المحمدي المعظم المكرم, فإن بعض العلماء يقصدون بالذات المحمدية: الطبيعة البشرية.

لكل إنسان قسمة من النور أو الظلمة, نور الذات, ونور الهداية, ونور الأعمال, ولكل إنسان قابلية لقبول النور وموانع تمنعه من استقبال النور على ما سيأتي بإذن الله

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 27, 2020 1:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(166)


وقد أخبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أمته بقسمتهم وقسمة الأمم قبلهم من النور فعنه صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قَالَ: «مَثَلُ المُسْلِمِينَ، وَاليَهُودِ، وَالنَّصَارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلاً يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ، عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا لَهُ نِصْفَ النَّهَارِ، فَقَالُوا: لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنَا، وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَفْعَلُوا، أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلاً، فَأَبَوْا، وَتَرَكُوا، وَاسْتَأْجَرَ آخَرِينِ بَعْدَهُمْ، فَقَالَ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَلَكُمْ الَّذِي شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينُ صَلاَةِ العَصْرِ، قَالُوا لَكَ: مَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، وَلَكَ الأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ، فَأَبَوا، فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ، وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النُّورِ».

فهذا النور هو نور الهداية الذي أعقبه نور العمل, فما أتموا نور العمل إلا بنور الهداية, فلهم منه نصيب أعظم من نصيب الأمم السابقة, وهل كان النور إلا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم !! قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (المائدة 15)

فالنور هو سيدنا محمد كما قال سعيد بن جبير وقتادة والضحاك والزجاج وخلق كثير من العلماء قال الإمام الطبري:" الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (المائدة 15)يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِهَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَاطَبَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: قَدْ جَاءَكُمْ يَا أَهْلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ مِنَ اللَّهِ نُورٌ, يَعْنِي بِالنُّورِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم , الَّذِي أَنَارَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ, وَأَظْهَرَ بِهِ الإِسْلاَمَ, وَمَحَقَ بِهِ الشِّرْكَ فَهُوَ نُورٌ لِمَنِ اسْتَنَارَ بِهِ يُبَيِّنُ الْحَقَّ, وَمِنْ إِنَارَتِهِ الْحَقَّ تَبْيِينُهُ لِلْيَهُودِ كَثِيرًا مِمَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ" انتهى.

فاللهم اجعلنا ممن كان لهم النصيب الأعظم من نور نبيك صلى الله عليه وآله وسلّم من غيب الغيب إلى عالم الشهادة, ومن بعده الخلود ببركة ما قاله رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم : «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ، وَلاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ». ورواه الإمام مسلم بلفظ «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللهُ».

وحتى لا تحدث المنازعة في داخل النفس وحتى لا يظن المتمسلفة والمتنطعة ومحدودو العقل والأفق في معني «أنا قاسم» نقول لهم: روى الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلاَمٌ، فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لاَ نَكْنِيكَ أَبَا القَاسِمِ وَلاَ نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وُلِدَ لِي غُلاَمٌ فَسَمَّيْتُهُ القَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لاَ نَكْنِيكَ أَبَا القَاسِمِ، وَلاَ نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم : «أَحْسَنَتِ الأَنْصَارُ، فَسَمُّوا بِاسْمِي، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ: «مَا أُعْطِيكُمْ وَلاَ أَمْنَعُكُمْ، إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ».

وصلى الله وسلم وبارك على من أنزل الله عليه:

(وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ)
التوبة (74)

الفاتحة لحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 27, 2020 1:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(167)

الإسلام والإيمان والإحسان

بعد أن تحدثنا عن النور المحمدي وأولية النبي صلى الله عليه وآله وسلّم خَلقا وإيجادا وفضلا, وما يتعلق بالبحث عن أم الموجودات والخلية الأم, وما يكون من نصيب المرء وقسمته من نور, نفتح بوابة أخرى في المعرفة, فقد عرّفناك أعظم بوابة وهي بوابة النور المحمدي, فكيف تقف على الأبواب والأعتاب وأنت لا تدري قيمة مَن تدخل عليه, ولا كيفية الوقوف بين يديه, ولا تدري مَن هو, وما ينبغي له.؟!

فإذا عرفت ذلك كان بداية الطرق, وكل خلق الله ولابد على أبواب الحضرة المحمدية طارقا إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة, فأول ما تطرق الباب وتتمسح على الأعتاب تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

فيقال لك: يقال كيف شهدت, وكيف شاهدت ..... بما شهدت ... ؟

بإسلامك؟ فما هو؟

بإيمانك؟ أو تدريه؟

أبحسانك؟ أفتراه؟

هل شهدت وشاهد بكيانك ... بسرّك ... بروحك ...بعقلك ... بفؤادك ... ببصيرتك ... بقلبك ... بنفسك ... بعينك ... ببصرك ... بلسانك.

أو تدري أن كل من كان عنده خلل في هذه الشهادة كان عنده خلل في القدوم والحظ والنصيب ؟!

أو تدري أن كل فعل تفعله, وكل رأي تتبناه يعكس حقيقة شهادتك ؟!

أو تدري ما المرآة ؟؟

اعلم عبد الله أن غاية المسلم تحري الصحة, صحة دينه, وغاية المؤمن التمام والتطلع, وغاية درجات الإحسان: استشعار الوجود في الحضرة وبداية درجات الكمال ...!!



يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 27, 2020 8:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(168)


الأعتاب المحمدية على حسب اجتيازك لعتبة وهمك وخيالك وعقلك ونفسك وهواك ونظرتك وعلومك وكسبك, طارحا كل ذلك واقفا بالأدب اللائق طالبا الأخذ باليد, ثم سماح الحضرة بما تشاء.
على حسب إشراق ما فيك من نور, وعلى إزالة الموانع التي تمنع دخول وانتشار النور يكن وقوفك على الأعتاب المحمدية منتظرا السماح بالدخول .

وقوفك على الأعتاب على حسب شهادتك للشهادتين, على حسب كونك مسلم أم مؤمن أَم محسن أَم من الأبرار أَم من الصادقين أَم من الصّدّيقين.

وكل درجة أو مرحلة أو مقام بدءا من الإسلام حتى النبوة والرسالة فيه آلاف الآف من المقامات والأحوال والمنازل بعدد خلق الله, بعدد أنفاس الخلائق, بعدد نظرات الله للخلق.

ولا يرتقي من مرحلة إلى مرحلة, ولا من درجة إلى درجة, كل مَن كان عنده خلل, أو نوع من الخلل, في رؤيته أو قُل في شهادته لـ"

أ ـ أشهد أن لا إله إلا الله .

ب ـ وأشهد أن محمدا رسول الله.

فلننظر : ما هو الإسلام والإيمان والإحسان في الشريعة وفي الحقيقة ونصيب كل منهم في الأعتاب, وطول الوقوف على الأبواب, ونصيبهم من الحضرة الشريفة, وما يُكتب لهم من وراثات وأمانات ؟؟

الإسلام في القرآن وفي اللغة:

الإسلام مشتق من السلم, والإسلام هو الاستسلام والانقياد والخضوع, وهو إخلاص الدين لله, والإسلام: الدخول في السلم.

قال العلامة الفيروزآبادي:

بصيرة في الإسلام, وقد ورد في القرآن على ثلاثة أَوجه:

الأَوّل: بمعنى الإِخلاص: ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ)

(البقرة 131) أَى أَخْلِص.

الثانى: بمعنى الإِقرار( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)

(آل عمران 83) أَى أَقرّ له بالعبوديّة.

الثالث: بمعنى الدّين ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)

(آل عمران 19)

( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

(المائدة 3). انتهى


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 29, 2020 10:08 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(169)



الإيمان في القرآن وفي اللغة:

الإيمان مشتق من الأمن, قال العلامة الفيروزآبادي:

بصيرة في الإيمان: وقد ورد فى التنزيل على خمسة أَوجه:

الأَوّل: بمعنى إِقرار اللِّسان: ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

(المائدة 3) أَى آمنوا باللسان، وكفروا بالجَنَان.

الثَّانى: بمعنى التصديق في السرّ والإِعلان: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
(البينة 7)

الثالث: بمعنى التوحيد وكلمة الإِيمان: ( وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)
(المائدة 5) أَى بكلمة التَّوحيد.

الرّابع: إِيمان في ضمن شرك المشركين أُولي الطُّغيان: ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)

(يوسف 106). وقولنا: إِيمان في ضمن الشِّرك هو ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ)
(الزخرف 87) .

الخامس: بمعنى الصّلاة: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)
(البقرة 143) .

قال أَبو القاسم: الإِيمان يستعمل تارة اسماً للشريعة الَّتى جاءَ بها محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا)

(البقرة 62) ويوصف به كلُّ مَنْ دخل في شريعته، مقرّاً بالله وبنبوّته. وتارة يستعمل على سبيل المدح، ويراد به إِذعان النفس للحقّ على سبيل التَّصديق. وذلك باجتماع ثلاثة أَشياء:
تحقيق بالقلب، وإِقرار باللسان، وعمل بحسب ذلك بالجوارح.

ويقال لكلّ واحد من الاعتقاد، والقول الصّدق، والعمل الصّالح: إِيمان. (إِلاَّ أَن الإِيمان هو التصديق الذى معه الأَمن) . وقوله تعالى: ( يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّٰغُوتِ)

(النساء 51) مذكور على سبيل الذمّ لهم، وأَنه قد حَصّل لهم الأَمن بما لا يحصل به الأَمن؛ إِذْ ليس من شأْن القلب - ما لم يكن مطبوعاً عليه - أَن يطمئن إِلى الباطل. وهذا كما يقال: إِيمانهُ الكفر، وتحيّته القتل.

ورجل أُمَنة، وأَمَنة: يثق بكلّ واحد، وأَمينُ، وأُمّانُ: يؤمَن به والأَمُون: النَّاقة الَّتي يؤمن فُتورها وعثارها. انتهى


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 29, 2020 10:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(170)



الإسلام والإيمان في عُرف الشرع

اختلف العلماء اختلافاً كبيراً في تعريف الإسلام والإيمان تعريفاً شرعياً وما يترتب على ذلك من أحكام

1ـ بعضهم قال إن الإسلام والإيمان معنى واحد. وهو قول الإمام الشافعي والمزني والإمام البخاري ومحمد بن نصر وكثير من الشافعية وابن حزم من الظاهرية وغيرهم وشرحوا ذلك بأن الإسلام عبارة عن إسلام الظاهر وإسلام الباطن:

فإسلام الظاهر: التلفظ بالشهادتين ثم العمل بالعبادات الظاهرة ( أعمال الجوارح).

وإسلام الباطن هو إيمان القلب (الباطن), ويسمى " الإيمان".

أو بعبارة أخرى قريبة:

الْإِسْلَامُ :اسْم لِمَا ظَهَرَ مِنَ الْأَعْمَالِ من صلاة وصوم وحج وغيرها

وَالْإِيمَانُ: اسْم لِمَا بَطَنَ مِنَ الِاعْتِقَادِ... وكلاهما واحد.

واستدلوا بقوله تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)
(آل عمران 19)

(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

(آل عمران 85) وقوله تعالى: ( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
(الذاريات 35-36)

وقوله تعالى: ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)
(الحجرات 14)

فالأعراب المقصودون في هذه الآية لَمْ يُسْلِمُوا فِي الْقَلْبِ وَالْبَاطِنِ، فكان ينبغي لهم أن يقولوا: أَسْلَمْنَا فِي الظَّاهِر.

واستدلوا بحديث وفد عبد القيس, قال ابن عباس: «إن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ قَالَ: «أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ»

وَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم : «هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم عليه : «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنَّ تُؤَدُّوا خُمُسًا مِنَ الْمَغْنَمِ»...» إلى آخر الحديث .

فوصف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الإيمان بما وصف به الإسلام.


يتبع بمشيئة الله تعالى




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 31, 2020 10:14 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(171)



قال ابن حزم: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(آل عمران 85)

" فنص تعالى على أن الدين هو الإسلام ونص قبل على أن العبادات كلها والصلاة والزكاة هي الدين فأنتج ذلك يقيناً أن:

العبادات هي الدين. والدين هو الإسلام.

فالعبادات كلها هن الإسلام.

وقال عز وجل : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

(الحجرات 17) وقال تعالى :

( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذاريات 35-36) .

فهذا نص جلي على أن:

الإسلام هو الإيمان.

وقد وجب قبل بما ذكرنا أن أعمال البر كلها هي الإسلام, والإسلام هو الإيمان, فأعمال البر كلها إيمان, وهذا برهان ضروري لا محيد عنه وبالله تعالى التوفيق". انتهى

2ـ وجزم الإمام أحمد وغيره من العلماء بتغاير الإسلام عن الإيمان, واستدلوا بقوله تعالى: ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ)

(الأحزاب 35) فلو أن الإسلام والإيمان واحد ما قال تعالى: "المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ...." واستدلوا بحديث جبريل حيث سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عن الإسلام والإيمان والإحسان, فلو كان الإسلام والإيمان شيئاً واحداً ما أفرد كل لفظ بالسؤال .

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 31, 2020 10:41 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(172)



وهو حديث الفاروق عمر بن الخطاب قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم : «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»

قالو

ا إن الإسلام عمل الجوارح (صلاة , صوم, عبادات) والإيمان عمل القلب, فالإيمان بالله وملائكته ورسله... إلى آخره عمل قلبي لا يطلع عليه إلا الله .

واستدلوا أيضاً بما ورد عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم : «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

فالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم فرق في حديث الفاروق عمر بن الخطاب بين الإسلام والإيمان, وأن الإسلام عبارة عن العبادات وأن الإيمان معتقد القلب. وفي حديث ابن عمر تأكيد كون الإسلام هو ما ظهر من العبادات .. أي عمل الجوارح

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 01, 2020 10:59 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(173)



3ـ ومنهم من جمع بين الختلاف والتعارض السابق بأن قال ما مؤداه أن الإسلام والإيمان لكل واحد منهما حقيقة لغوية وحقيقة شرعية وقد يطلق على الإسلام: إيمان ... ويطلق على الإيمان: إسلام, وأن كلاً منهما مستلزم للآخر مكمل له.

والإسلام عمل, والإيمان نية واعتقاد, فالعامل لا يكون مسلماً كاملاً إلا إذا اعتقد, و الْمُعْتَقِدُ لا يكون مؤمناً كاملاً إلا إذا عمل.

4ـ ومنهم من قال إن الإسلام قد يكون أقل من الإيمان وقد يكون أعلى.

فقال الراغب الأصفهاني: الإسلام في الشرع على ضربين:

أحدهما: دون (أقل من ) الإيمان. وهو الاعتراف باللسان، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ حَصَلَ معه الاعتقاد، أو لم يحصل، وإيَّاه قصد بقوله: ( قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات14)

والثاني: فوق الإيمان. وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، وقوله:

(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا) (يوسف 101) ، أي: اجعلني ممن استسلم لرضاك. وقال: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)

(آل عمران 19) أي الطاعة هي تسليم لأمر الله عز وجل، وهذا الإسلام بين مبدأه ومنتهاه بون بعيد، وكان منتهاه على حسب طاقة البشر حال إبراهيم- عليه السلام- حيث ابتلى، فقيل له أسلم، فقال أسلمت لرب العالمين، ثم وفَّى بما كان منه، وهذا هو الإخلاص المراد من الأولياء".

5ـ وقال غيره الإيمان أعلى من الإسلام. فقد قال الخطابي وغيره: "كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ وَلَيْسَ كُلُّ مُسْلِمٍ مُؤْمِنًا" وقال الإمام الغزالي: "الْإِيمَان عبارَة عَن أشرف أَجزَاء الْإِسْلَام".

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 01, 2020 11:01 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(174)



6ـ قال الإمام الغزالي ما مفاده أن الإسلام والإيمان قد ورد استعمالهما في الشرع إما على سبيل الترادف, أو الاختلاف, أو التداخل:

أـ الترادف: كقوله: ( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

(الذاريات 35-36) وقوله تَعَالَى: ( يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)

(يونس 84) وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم :«بني الْإِسْلَام على خمس».

ب ـ الاختلاف: في قوله تعالى: ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا)

(الحجرات 14) وحديث سؤال جبريل عن الإسلام وعن الإيمان وحديث عَن سعد«أَنه صلى الله عليه وآله وسلّم أعْطى رجلاً عَطاء وَلم يُعْط الآخر فَقَالَ لَهُ سعد: يَا رَسُول الله تركت فلَاناً لم تعطه وَهُوَ مُؤمن فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم : "أَو مُسلم" فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَأَعَادَ رَسُول الله ».

ج ـ التداخل: «لما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أَي الْأَعْمَال أفضل؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم : الْإِسْلَام. فَقَالَ السائل: أَي الْإِسْلَام أفضل؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم : الْإِيمَان».

قال الإمام الغزالي: وهذا دليل على الاختلاف وعلى التداخل وهو أوفق الاستعمالات في اللغة.

7ـ ومنهم من قال إن مسمى الإيمان هو:

أ ـ التصديق بالجنان (القلب) والإقرار باللسان والعمل بالأركان, وأنه قول وعمل واعتقاد, وأنه يزيد وينقص وهو غالب قول أهل السنة والجماعة.

ب ـ ومنهم من اقتصر فقال: الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب (معرفة القلب) وهو قول الإمام أبي حنيفة.


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 08, 2020 10:17 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(175)

ج ـ ومنهم من اقتصر أكثر فقال إن الإيمان هو عمل القلب وهو التصديق فقط.

وقصد بعضهم بتصديق القلب: قَبُوله وإذْعانه لما عُلِم بِالضَّرُورَةِ من دين مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلّم بِحَيْثُ تعلمه عامة الناس من غير نظر واستدلال كالوحدانية والنبوة والبعث والجزاء ووجوب الصلاة والزكاة والحج وحرمة الخمر ونحوها.

مع التنبيه على فروق ألفاظ مسمى الإيمان بين كل من: عقد بالقلب, إقرار بالقلب, معرفة بالقلب, إخلاص بالقلب.

ترتب على النقاط السبع السابقة وتفرعاتها مواضيع خلافية كثيرة, فظهرت فرق الخوارج والمرجئة والقدرية والجبرية والمعتزلة وغيرهم, والخوارج أقدم هذه الفرق, من هذه المواضيع: حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا والآخرة تاب أو لم يتب, وهل يجوز للإنسان أن يقول: أنا مؤمن؟ أو يقول أنا مؤمن إن شاء الله؟. وهل لأحد أن يقول إيماني كإيمان الأنبياء والملائكة؟ ومواضيع الحد الأدنى من الإسلام وبما يخرج المرء من الدين, وهل الإيمان يزيد وينقص؟ والعذر بالجهل في العقائد, وحكم الشرك كبيره وصغيره, وهل يجتمع كفر وإيمان في قلب عبد أو في إنسان؟ ومعنى« إنك امرؤ فيك جاهلية», ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : «من غشنا فليس منا... » وما شابه هذه الأحاديث أهي على الحقيقة؟ أم لها معنى آخر؟ ومعنى كفر دون كفر وشرك دون شرك, وحكم المنافق وحكم من كان فيه شعبة من النفاق, والفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي, وحكم اللعن, وحكم من قال لأخيه يا كافر, وحكم من لا يكفر الكافر, وتعريف الزنديق وحكمه, وحكم من أبغض نبياً من الأنبياء أو ملكاً من الملائكة أو انتقص منهم، وحكم ساب أهل البيت وأمهات المؤمنين, وساب الصحابة؟ وأحكام المرتد والاستتابة, وحكم من رمى أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بالكفر وسعى لقتالها بزعم أنهم أشركوا .... إلى آخر ما أورده الأئمة في كتب العقائد.

أفرز عدم وضوح هذه النقاط سلاسل من الخوارج والمتنطعين والمتشددين ومن على شاكلتهم, بل وأيضاً أناس من أهل الانحلال.


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 08, 2020 10:20 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(176)




لا يتحمل موضوع هذا الكتاب مناقشة أدلة وأفكار الفرق المختلفة ولا مناقشة الآثار المترتبة على النقاط السبع السابق ذكرها, فغرض هذا الباب هو توضيح الفروق بين المسلم والمؤمن والمحسن من ناحية قدومهم على الأعتاب المحمدية واستئذانهم في الحضرة, وحظ كل منهم من الحضرة وأمدادها ونصيبهم من نور سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم . فنكتفي بتسهيل وتوضيح معنى ومسمى واستعمال مصطلح الإسلام والإيمان في:

1ـ الشريعة 2ـ والحقيقة

وذلك لفك تعارضات وتشابكات النقاط السبع (لأنها تحتوي على معظم القواعد والآراء عند أهل السنة وعند البعض من غيرهم), وللدخول في موضوع الكتاب الخاص بهذا الباب فنقول (بأبسط عبارة ما استطعنا) وبالله التوفيق:


1ـ الدين الإسلامي بناء عظيم, فلتتخيله وتتصوره وكأنه بيت مبني من عدة طوابق ( أدوار):

الطابق الأول: وهو أساس البيت فهو الدور الأرضي ويسمى: الإسلام

الطابق الثاني: يسمى الإيمان وهو فوق الإسلام

الطابق الثالث: يسمى الإحسان وهو فوق الإيمان والإسلام

ثم طوابق عدة لا يُعَلم عنها شئ إلا من سُمح له بمشاهدتها أوسكناها أو من أتاه علم أو خبر.

كل من كان في طابق فإنه لا يدري ما في الطابق الذي يعلوه, إلا ظناً وتخميناً وإذا علموا شيئاً فمن روائح تهب عليهم ممن هم فوقهم.

كل من سكن في دور أعلى كان من حقه المرور والدخول في كل الأدوار التي هي أسفل منه حتى الدور الذي هو فيه.

كلما علت الأدوار كان المكان أعظم وأفسح وكان سكانه أنعم وعندهم مميزات وقدرات وصلاحيات أعلى بكثير ممن هم أسفل منهم, وهم يعلمون طبيعة ما عند من يسكن تحتهم وإمكانياتهم, فقد مروا في حياتهم بمعظم ما مر به أصحاب الطابق الأسفل فقد سكنوا هذا الطابق من قبل ولو للحظة, ولأن هذا من صلاحياتهم. والأهم أنهم يعلمون كيفية الصعود إلى أعلى وكيف صعدوا, وكيف لم يستطع غيرهم, فمن كان أسفل منهم لو عاش ملء الدهر لم يستطع الصعود إلى أعلى مهما حاول حتى يأذن الله.

كلما علت الطوابق, وترقيت من طابق إلى طابق, كلما كانت المحبة والولاية والاصطفاء والاعتناء والمدد والمشاهدة والمكالمة .....

كل طابق له لغة, وله رزق, وطعام, ولباس مختلف عن الطوابق الأخرى

لا يعلم ذلك إلا أصحاب الطابق نفسه, وأصحاب الطوابق ممن هم فوقهم, فيعرفون بعضهم بعضاً بالعلامات والشبه واللغة ....

كعادة ابن آدم, ومادامت الروح في الجسد والنفس متطلعة وتدعي كثيراً ما ليس لها قد يتكلم أناس بكلام من هم فوقهم أو وصف حالهم أوما شابه!

هذا نوع من أنواع الفتن والغرور والإدعاء والتلبيس على النفس.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 08, 2020 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(177)


الناقل عن طبقة غير طبقته وكأن حاله فيه من الادعاء الكثير, فهو باب من أبواب الكذب, وصاحبه قاطع طريق, محتال مهما لبَّس على نفسه.

لذا حذر العارفون بالله من تقمص المريد لقصص وأحوال الصالحين, فهي تخرجه من حقيقته إلى طمعه وتشوفه إلى ما في يد غيره, والكلام سهل والفعل صعب والحقيقة أصعب وأمر الله قدر مقدور, لا يُنال الأمر هكذا.

يوحي الشيطان لكثير من الناس بالتكلم بكلام الصالحين, فيضيع طعم حلاوة كلام الصالحين, فإذا تكلم الصالحون قال الناس: نعرف هذا الكلام ونستطيع قول مثله, أو سمعناه من قبل, نعم سمعتموه من قبل ولكن بحجاب ممن نقله وحجاب فيكم.

تحول الدين إلى كلام, بلا رصيد داخلي, فظهر كثير من المنافقين ممن هم ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر.

دلت أحاديث عديدة أنه في آخر الزمان يظهر القلم ( وهو ما نشاهده من كثرة الكتاب والمؤلفين ومواقع التواصل الإجتماعي وما شابه ذلك) وفي آخر الزمان يقل العلم وفي آخر الزمان يُخزَن العمل ويظهر الكلام, فيتكلم العوام بكلام لم يتذوقوه ولم يعيشوه, فتختفي الحقائق ويشتد التلبيس, ومع سكوت كثير من أهل الله امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم :« دع عنك أمر العامة وعليك بخاصة نفسك» ومع موت العلماء بالله (وليس علماء الشريعة) ومع خلط الناس: يضيع الدين, ويضيع تأثير الطيب من الكلام في النفوس وتتحقق إحدى خطط الشيطان في اتباع أسلوب حرق الأوراق.

لذا قال بعض الصالحين: "العالم أقل مما يقول, والعارف فوق ما يقول".

نقول: تقمص دور العارفين والعلماء بالله فتنة شديدة جداً خاصة في آخر الزمان.

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 08, 2020 2:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123

#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(178)



كل هذه الطوابق (الأدوار) تسمى الإسلام: دين الإسلام

إذاً فالإسلام هنا إسلامان:

أ ـ إسلام بمعنى الدين .... وهو مجموع الأدوار في البناء.

ب ـ إسلام بمعنى بداية الدخول في الدين وهي درجة من الدرجات ودور من الأدوار

فهنا الإيمان أعلى من الإسلام بدرجة

والإحسان أعلى من الإيمان بدرجة وأعلى من الإسلام بدرجتين.

أما الإسلام كدين فهو أعلى من الكل مشتمل على درجات ومقامات ورتب كل من عَبَدَ اللهَ.

من كان في الدور الأول ( الإسلام كدرجة أو مرحلة) يطمع في الصعود إلى الدور الثاني

2ـ حول هذا المبنى سور عظيم, عالٍ منيف, وله باب واحد للدخول, داخل هذا السور فناء كبير واسع محيط بهذا البناء العظيم, السور وبابه والفناء تابع لهذا البناء العظيم المسمى بـ : الإسلام" من ضمن المشتملات.

السور له باب ... المبنى له أبواب ... كل دور له أبواب.

صاحب هذا المبنى ومالكه ومالك أرضه وكل ما حوله وكل ما يحتويه بسكانه هـو الله.

كان صاحب هذه الدار وكل أنواع الديار وليس قبله شئ .. كان صاحب هذه الدار وليس معه شئ (يعني لا يوجد حي إلا هو).

لا نستفيض في موضوع خلق الخلق ولا أول المخلوقات في موضوعنا هذا.

صاحب الدار وضع الأسس والقواعد والقوانين والنظام لكل شئ مخلوق له ومملوك, بعض الناس سماها السنن الكونية, وبعضهم سماها آيات الله, وبعضهم سماها الموازين بالقسط, كل على حسب ما أطلعه الله عليه وحاله وذوقه.

وُضِعت الأسس والقواعد والقوانين والنظام العام والخاص لكل مخلوق, الساكن والمتحرك, المكلف وغير المكلف, حي أو ميت, أرض أم سماء, لكل شئ حتى الكمال والنقص من مؤمن مصدق (ودرجات كماله ونقصانه) أو مستكبر جاحد, ما هو طاهر وما هو نجس ... كل شئ.

هذه القواعد تحكمك أنت, لا تحكم الله ونستغفر الله من هذا اللفظ.

كل شئ بأمر الله ... كل شئ بقدر الله ... كل شئ في قبضة الله.


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: على_أعتاب_الحضرة_المحمدية ( للدكتور محمود صبيح )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 09, 2020 10:23 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6123


[align=center]#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(179)


[/align]
صاحب هذه الدار اختار لأحب خلقه إليه أحسن القواعد والقوانين والأسس في كل شئ بدءاً من طبيعة خلق المخلوق وحتى كيفية تعبد المخلوق لخالقه, وكيف يعيش في حياته منذ ولادته وحتى مماته وحتى نومه, وكيفية ترقيه في الدرجات, ثم المآل في العالم الآخر المسمى بالدار الآخرة.

الأسس والقواعد والقوانين والنظام العام والخاص تنظم أيضاً العلاقة بين الروح والنفس والعقل وغيرهم وبين الجسد وأجزائه كالصدر والقلب واليد والرجل, والعين والأذن وما جعله الله لهذه الأجزاء من حواس ظاهرة كالسمع والبصر وعلاقات باطنة كالحب والكراهية ....

استأمن صاحب هذه الدار أحب خلقه إليه وجعله أعلم خلقه بهذا البناء, وبكل جزء فيه, وبمن يسكنه, وكيف تكون أخلاقهم وتصرفاتهم, وقال له ما هو أكثر وأعظم من: ( فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

(ص 39) فالبناء كله على شرفه.

صاحب هذه الدار جعل المعيار - حبه وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم - حباً واحداً ولم يفرق بينهما لحبين. فكانت إحدى خطط الشيطان والدجال التفريق بين حب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم ونوضح ذلك في جزئية خاصة بإذن الله.

صاحب هذه الدار جعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم دوائر ودوائر ودوائر هو نقطة مركز الدائرة فيها، فحوله يدور الجميع كدوران الكواكب حول الشمس, في جزئية الإسلام والإيمان والإحسان نضع تصوراً ليسهل الفهم وسنشرحه بعد ذلك بإذن الله. فنقول: تصور دائرة, ونقطة اللب مركز الدائرة التي يدور حولها كل شئ هو سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأن هناك سبع مدارات، وأقرب من حوله على الترتيب:

المدار الأول: أهل البيت وأهل القربى

المدار الثاني: وهم الصديقون

المدار الثالث: وهم الصادقون

المدار الرابع: وهم الأبرار

المدار الخامس: وهم أصحاب درجة الإحسان

المدار السادس: وهم أصحاب درجة الإيمان (المؤمنون)

المدار السابع: وهم أصحاب درجة الإسلام (المسلمون)


كل واحد من هؤلاء له نصيب من مركز الدائرة, وإلا خرج من الدائرة.

صاحب هذه الدار قال له ما مؤداه: لأظهرن شرفك وحبي لك في الدنيا والآخرة وليرين الخلق كيف أجعلهم محتاجين إليك, فأنت مرادي ومحل نظري وعظيم خلقي.

صاحب هذه الدار قال له ما مؤداه: جحدني كثير من أبناء آدم وجحدني شياطين الجن, ولك نصيب من ذلك فسيجحدك كثير من الخلق ظلماً وعدواناً, ولكل إنسان نصيبه من التصديق أو الجحود أو خليط بينهما, ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)

(الروم 60)


يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 543 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 9, 10, 11, 12, 13, 14, 15 ... 37  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 27 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط