اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6122
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (56)
وعَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «كَانَ لِعُمَرَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم عَلَى الْبَشَرِ, لاَ أُفَارِقُك وَأَنَا أَطْلُبُك بِشَيْءٍ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ, فَلَطَمَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: إنَّ عُمَرَ قَالَ: لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم قُلْتُ لَهُ: مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ, فَلَطَمَنِي، فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ, فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ
, بَلَى يَا يَهُودِي, آدم صفي الله، وإبراهيم خليل الله، وموسى نجي الله، وعيسى روح الله، وأنا حبيب الله, بَلَى يَا يَهُودِي تَسَمّى اللَّهُ بِاسْمَيْنِ سَمَّى بِهِمَا أُمَّتِي هُوَ السَّلاَمُ, وَسَمَّى أُمَّتِي
الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ وَسَمَّى أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ, بَلَى يَا يَهُودِي, طَلَبْتُمْ يَوْمًا ذُخِرَ لَنَا, الْيَوْمَ لَنَا وَغَدًا لَكُمْ, وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى, بَلَى يَا يَهُودِي, أَنْتُمَ الأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, بَلَى إنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا, وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي».
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : «موسى صَفِيُّ اللَّهِ، وأنا حبيب الله» ورواه الحاكم باختصار بلفظ: «مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ صَفِيُّ اللَّهِ».
وأما كون النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل الخلائق وخيرهم وأحبهم إلى الله عز وجل فلا جدال فيه, ولا يحتاج إلى إثبات ذلك بدليل, فهو أمر فطري, وهو عند المؤمن أمر لازم له, مستقر في قلبه, يراه ببصيرته, ويكاد يراه ببصره, بلا منازعة نفس, ولا عصف أهواء.
وأما من كان ضعيفاً في دينه فمنهم من هو مُسَلِّم محب لذلك, ومنهم من هو محتاج إلى دليل, وهو معذور فكيد الشيطان أقوى منه, فله نذكر أدلة على ذلك. ومن الغريب أن حال ضعيف
الإيمان يقوى عندما تقول له العالم فلان قال كذا, والعالم فلان استدل بكذا! يعني أنه ينتظر كلام كل من هو دون النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في المنزلة ليثبت للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم المنزلة العليا؟! شيء عجيب وأمر غريب, فكانت عاقبة ضعيف الإيمان منذ بدا نور الإسلام وحتى الآن ـ ما لم يتغمده الله برحمة ـ أن كان دائم التأرجح في المفاهيم والشعور والتصرفات, كلما أتته شبهة عكرت عليه إيمانه, وخاصة إذا أُلقيت هذه الشبهة من خلال زلة عالم, أو فقيه.
يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|