اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6135
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (381)
موضوع تأبير النخل, هو نوع من أنواع التربية المحمدية للصحابة, وقدر رأوا معه العجائب.
أعظم جيل عرفته البشرية هو جيل صحابة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، يأكلون ويجوعون وينكحون ويفترقون, وتظهر فيهم القوة والضعف, والبشرية والخصوصية, والأسرار المكتومة والعلوم المضنون بها على غير أهلها, فكانوا في محراب الصدق, ومعدن النور, الجيل الذى صحب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصبح فيه أسرار، وجيل آل البيت انطوت فيه الأسرار, فلما ذهبوا إلى ربهم كان التسليك بشدة الذكر, ولا مقاربة بين التابعين وبين من كانوا ينظرون إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كل يوم مرات ومرات, ولا مقاربة بين من نظر إليهم سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وقد قالوا له: ( انظُرْنَا) (البقرة 104) , مع من كان بعد ذلك.
سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أراد أن يكرم أهل المدينة بشيء لم يحدث من قبل, وهو ظهور سلالة تسمى اللا بذرية, كالعنب هناك عنب به بذر ويسمي بذري, وعنب ليس له بذر, كالعنب البناتي وفيه أصناف كثيرة, الموز أيضاً كذلك وهو الطلح المنضود, ليس فيه بذر إلا أصنافاً نادرة في أقاصي آسيا ومنطقة كوينزلاند في أستراليا, فيها بذر وتستخدم في برامج التربية. ببساطة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أراد أن يخرج لهم صنفاً من البلح ليس فيه بذر, فقال لهم: «لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا» و«لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ».
وما قاله حق وصدق ويقين, ففي القول الأول دلالة على الخير, وما كان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ليقول لهم أمراً جازماً فتكون فيه خسارتهم, وتتعلق قلوبهم وعقولهم بعد ذلك بهل ما يقوله النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حق أو داخل في موضوع الحق والباطل؟ أم موضوع دنيا تجوز مخالفته فيه؟ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لا يفتن أحداً أبداً, ونستغفر الله من هذه الكلمة, سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أراد أن يجعل لهم كرامة, فإذا أطاعوه صلى الله عليه وآله وسلّم ظاهراً وباطناً فإنه تخرق لهم السنن الكونية, فحدث شيء ما, فلما لم يحدث وسقط الثمر ونفضت النخلة ثمرها قال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : «أنتم أعلم بدنياكم...»
يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|