اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6114
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (289)
فتمعن في قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : «فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ» وفي رواية: «فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» وفي رواية أخرى: «حَتَّى تَجَلَّى لِي مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ», ففيها فروق واضحة في معنى عالم الملك عن الملكوت, وإلا ما كان التجلي, وما زالت الأمة طبقة عن طبقة تقول سبحان ذي الملك والملكوت, أو مالك الملك والملكوت, وما شابه ذلك من ألفاظ, إلا عند طائفة ما عندها إلا الخلاف والشقاق والنزاع في كل مفهوم.
وفي قول الله تعالى: ( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)
(الأنعام 75) شفاء, فلولا أنه منة من الله وفضل عظيم لقال: "ملك السماوات والأرض" فلولا أنها كانت معجزة وكرامة وولاية من الله للخليل ما قال : ( مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
(, فالملك ظاهر واضح, أما الملكوت فعلى ما ذكره الأئمة الأعلام, أما الموسوسون الذين يقولون إن الفلاسفة وضعوا هذه الألفاظ (الملك, الملكوت, الجبروت) بإزاء ألفاظ كفرية, فلا ينبغي أن يستعمل الناس هذه الألفاظ! فضيقوا المعاني والفهوم, فمثلهم كمثل من قال للناس في عصرنا هذا لا تسلموا فلا قتل في الناس حتى في قومهم إلا من المسلمين!!
هؤلاء من المكذبين لكل ما لا يعلمون, فهم حصروا علم الله, فيما يعلمونه هم, لا شك أنهم عن السمع لمحجوبون, وعن علم الملكوت لمحرومون, دأبهم مخالفة الأمة أو قل إن شئت: جمهور الأمة, ولو نقلت لكم نصوص علماء الأمة المحمدية - ممن لم يرموا بأن عندهم ضغينة للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته, ولم يتهموا بالنفاق, ولم يحاكموا بسبب إثارتهم فتن شديدة تقلل من قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم - لامتلأت بذلك مجلدات ومجلدات, ويكفينا قـول الله تعالى تحذيراً لمن كان هذا شأنهم:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء 36)
وكما تكون الترقية من مقامات الإيمان إلى مقامات الإحسان بالسلوك والتربية والنظرة والمدد, والفناء والبقاء, والأمانات والوراثات، كذلك يكون الترقي والارتقاء من عالم الملكوت إلى عالم الجبروت. يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|