اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6121
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (363)
ابن إسحاق له مجهودات في السيرة عظيمة جداً, وهو عمدة فيها وأول من كتبها بشكل سردي, فلم يكن علماء ذلك الزمان ينظرون للسيرة إلا مجرد أحاديث, فيها الصحيح وفيها السقيم, إلا ما كان من أهل المدينة ومن غيرهم ممن أرادوا معرفة سيرة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلّم بشكل آخر غير معرفة أحكام الحلال والحرام, فالارتباط بسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقتضي الارتباط بكل شيء يخص سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ؛ لذا تناول علماء السيرة يختلف عن تناول علماء الحديث أو الفقه أو الأصول أو اللغة, فمهما كان الاقتراب من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فهو يورث بركة لا يعلمها إلا الله, فإن كانت مؤيدة بالحديث فنور على نور, وفي كتابنا "سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الزمان والمكان" محاولة لمعرفة السيرة دون إخلال بنظرة كل أنواع أصحاب العلوم بمشيئة الله, وأهمها علوم أهل الله, والله المستعان.
ما قاله ابن إسحاق فلت من لسانه فلم يلتفت إليه هو, ولا غيره من الفطاحل, كابن هشام والبيهقي والسهيلي وأبي الربيع الكلاعي, وكثير ممن كتب في السيرة والتاريخ كابن كثير وغيره؛ الذين اتبعوا دون أن يدروا, ولم يعقبوا على ابن إسحاق، فيهم من الذين قد يهش لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في وجوههم ويبش, فهو بالمؤمنين رؤوف رحيم, علمنا أن لكل واحد درجة ورتبة ووراثة وأمانة ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس 40)
كل على قدر سباحته.
كل خطأ أو زلل سيؤدي إلى اختلاف ترتيبك العام عند الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم منذ أول الخليقة حتى آخر إنسان, فلو أن عدد الخلق كذا مليار, فغير الشفاعة والنظرة والمدد فإن نورك ودرجتك وأدبك وعملك وزلاتك وفوقاتك سيحددون ترتيبك العام, والله تعالى أعلم.
هذا المثال يوضح الفرق بين علماء الشريعة وعلماء الحقيقة.
علماء الحقيقة سلطان الأدب متمكن منهم, فيطردون شياطين النفس والهوى والغفلة, أما علماء الشريعة فيظن الكثير منهم أنهم من يقومون عليها وأنهم ملوكها؛ فتتفلت منهم أمور تجعلهم كثيراً جداً في حجب عن الحضرة إلا من رحم ربي.
هذا يعلمنا أنه قد تأتي طوام من علماء كبار تسمى:
زلات, وهنات.
هذه الزلات لا تأتي بخير, وإنما تأتي بحجاب والعياذ بالله, فمن اتبعهم فيها غرق، أما هؤلاء العلماء فلعل لهم شفاعة خاصة فينجون, لكن من يتبعهم في هذه الجزئية يغرق, وخاصة إذا أخذ العامي من كل عالم خطأ أو زللاً. يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|