اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6112
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (273) الانتقال من مرحلة إلى مرحلة يقتضي أمانة ووراثة ... كما يقال في الأعمال الدنيوية: درجة شاغرة, أي خلت من صاحبها بموت أو سلب والعياذ بالله (عقوبة أو حكم), فليس هناك فوضى ولا عبث, ولا شيء على غير مراد الله, فإن فهمت ما جاء عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ».
أن معنى ذلك لا إيمان كامل لمن لا يؤدي الأمانات إلى أهلها, وليس نفي أصل الإيمان, قلنا لك: قولك حق وصدق وصحيح مائة في المائة, وإن فهمت أن الإنسان لا يرتقي من الإسلام إلى الإيمان, ومن الإيمان إلى الإحسان, ومن الإحسان إلى ما هو فوقه إلا بشرط.
والشرط هو أن تكون له أمانة لا بد أن يستلمها (يرثها) حتى يصل إلى هذه الدرجة, قلنا: الحمد لله, ابتدأت الفهم الذي لا يتوفر لمن كان في مراحل الإسلام ولم يتعدها, وهو ما عبرنا عنه في جزئية الإحسان بالعقل, أي تعقل عن الله.
هذا الكلام لا يتفهمه أي أحد, أو قد يكون جديداً على أكثر الناس, لكنه حقيقة معروفة عند العلماء بالله والعارفين, المأذون لهم بالتسليك والتربية وما فوق ذلك, وكذلك من عندهم قدرات على التوريث وأهل العطاء من أصحاب المقامات العلا, وكان أهل الله القدامى يديمون النظر في المريد, لا لشيء غير أنه ينظر إلى النور المحمدي في المريد, فيظهرهذا النور بعد ما كان خافياً مستتراً,
لا يدري به صاحبه, فيخرجه من باطن إلى ظاهر, ومن غيب إلى شهادة, فيتغذى المريد من نورانية شيخه, ومن نورانية ذاته التي كانت بمثابة الذهب تحت طبقات الأرض, الذهب تحت التراب,
وكان المشايخ يقولون: نحن كالحيات, نربي أولادنا بالنظر. ومقصودهم الحية فيها السم والترياق, فيتعلم من له نصيب العِلمين, وكانوا يعلمون الناس الفناء في المؤتمنين من أهل الله, فمن فنى فيهم فنى في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فانٍ في الله, باقٍ به, قالوا: ولا بد للسالك العابد من مصاحبة العارف الرباني حتى تتحد الذاتان في عين المعصوم صلى الله عليه وآله وسلّم يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|