هذا مقـال جدى النسابة حسنن قاسم كما إنه ذكر السيدة سكينة تحت عنوان(مشهد السيدة سكينة)
وذلك فى كتابه المشهور المزارات المصرية ص40 قال فيه :
هذا المشهد فيه من الاختلاف ما لا يسعنا إلا تفصيله ، فنقول أثبت علماء النسب أن للأمام الحسين عليه السلام أبنة تسمى سكينة بضم السين المهملة على وزن جهينة وهو لقب لها
واسمها آمنة ، قاله السيد مرتضى وصاحب الأغانى ولم يذكر أحد من المؤرخين أنها توفيت بمصر ، وذكر بعضهم نقلا عما فى الرسالة الزينبية فى ترجمة عمتها السيدة زينب ، أنها قدمت معها
0 وحكى العـــدوى فى النفحات ، عن السيد مرتضى أنها توجهت بعد ذلك إلى المدينة وحقق صاحب كتاب العدل الشاهد ، فيما ارتضاه ، أن المدفونة بهذا المشهد ، هى سكينة بفتح السين
بنت على زين العابدين ابن الحسين ، يريد أخت السيدة خديجة دفينة الشام كما يقال ، ونقل عن أهل الكشف أنها بنت الحسين وكل ما ورد من هذه الأقوال لا ينافى أن تكون بهذه المشهد
لو بغير حكم الاقبار ، لما صح واتضح أنحكم الرزخ كحكم الماء ، وحجة ذلك واضحة جلية لا تحتاج إلى دليل ومنكرها ضيق الحوصلة والنية تكفى مع حسن الاعتقاد ووصف هذا المشهد وما
يشاهد عليه من البركات والنفحات كاف لوجودها به تحقيقا وكشفا *
قال ابن خلكان فى ترجمة السيدة سكينة بنت الامام الحسين رضى اللله تعالى عنها أنها توفيت بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة 117 هـ ( هذا التاريخ خطأ
وصوابه كما استخرجناه من حساب الزيج يوم 5 جماد الأول سنة 117هـ ( 3 يونيه سنة 775 م ) وهذا ما يتفق تماما مع ما جرت به عادة إحياء ذكراها فى هذا التاريخ الأمر الذى ورثه السلف
عن الخلف )وكان أشعب الطماع من خدمها وتزوجت بمصعب بن الزبير وكان إذا لبست الؤلؤتقول النساء إنما لبست اللؤلؤ لتفضحه لأن لونها كان أصفى منه وشهرتها فى كمال الفضل والأدب
معروفة ( سكينة ) لقب لقبتها به أمها الرباب بنت امرء القيس بن عدى والاختلاف الوارد فى موضع قبرها قديم قال بعضهم بالمدينة وقيل بالشام – ورجح فريق منهم الأول والكثير من مؤرخى
المزارات الشامية يذكرون أنها مدفونة فى تربة القلندرية داخل قبة ويقال أن بعض علماء الآثار وجد على ضريحها تابوتا قديما من الخشب منقوش عليه بالط الكوفى اسمها وتاريخ وفاتها وما
يفيد أنه صنع فى زمن العباسيين حين توليهم الحكم على الديار الشامية وهذا الخبر فيه نظر أيضا والله أعلم ، وقد أختلفوا أيضا فى أزواجها وسنعرض لك صورا من هذه الاختلافات ،
نقل على جلال الدين الحسينى ترجمة هذه السيدة فى الجزء (2) من تاريخه عن طبقات ابن سعد ومقاتل الطالبين للأصبهانى وغيرهما ولم يذكر تاريخ وفاتها ولا محل دفنها بل ذكر ما نصه
سكينة ( بضم السين وفتح ما بعدها ) بنت الحسين أمها الرباب بنت امرئ القيس تزوجها مصعب ابن الزبير فولدت له فاطمة وقتل عنها فخلف عليها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم
بن حزام فولدت له عثمان الذى يقال له قرين ( بضم أوله) وحكيما وربيحة فمات عنها فخلف عليها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان فمات عنها فخلف عليها ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
الزهرى كانت ولته نفسها فتزوجها فأقامت معه ثلاثة أشهر فكتب هشام بن عبد الملك إلى واليه بالمدينة أن فرق بينهما وقال بعض أهل العلم مات عنها زيد بن عمرو بن عثمان وتزوجها الأصبغ
بن عبد العزيز بن مروان ( وقال ) أبو الفرج الأصبهان فى الأغانى سكينة لقب لقبت به واسمها أمينة وروى أن رجلا سأل عبد الله بن الحسين عن اسم سكينة فقال أمينة فقال إن أبن الكلبى
يقول أميمة فقال سل ابن الكلبى عن أمه وسلنى عن أمى ( وقال ) المدائنى حدثنى أبو اسحاق المالكى قال سكينة لقب واسمها آمنة وهذا هو الصحيح 0 ثم ذكر فى ترجمة أمها
الرباب عن كامل بن الأثير قال هى أم ابنه عبدالله الذى قتل معه ( أى ابن الحسين ) وأم ابنته سكينة وكانت قد حملت إلى الشام فيمن حمل من أهله ثم عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف
من قريش فقالت ما كنت لأتخذ حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا وقيل أنها أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة
فماتت أسفا عليه ( وروى ) أن امرأ القيس بن عدى الكلبى كان نصرانيا واسلم على يد عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى خلافته فولاه عمر على من أسلم بالشام من قضاعة وخطب اليه
على عليه السلام ابنته الرباب على ابنه الحسين فزوجه إياها فولدت له عبد الله وسكينة وكانت من خيار النساء وأفضلهن وكان الحسين يحبها حبا شديدا وله فيها أشعار منها
لعمرك إننى لأحب دارا تكون بها سكينة والرباب
أحبها وأبذل كل متــــــالى وليس لعــاتب عندى عتاب
((أقول )) وعندى فى زواج صاحبة الترجمة بالأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بعد زيد نظر ، إذ المتعارف خلاف ذلك كما سيأتى بيانه فأن صح هذا الخبر فتكون السيدة المدفونة بمصروصاحبة هذا
المشهد الشهيرهى أبنة الحسين لا ابنة زين العابدين
والحاصل أن هذا الخلاف الواقع بين المؤرخين فى مثل ذلك قديم والتفاصيا التى أوردوها ينقصها الأثبات والزائر مثاب على كل حال حسب نيته وسعيه
( ولما ) تكلم ابن قتيبة فى معارفه على أولاد الحسين رضى الله تعالى عنه ( قال ) ما نصه وسكينة أمها الرباب بنت أمرىء القيس الكلبية تزوجها مصعب بن الزبير فمات عنها فتزوجها عبد الله
بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له قرينا وله عقب .
ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان وفارقها قبل أن يدخل بها ثم تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ( ففعل ) وماتت بالمدينة فى خلافة
هشام ( هذا ) قول ابى اليقظان ( قال ) الهيثم بن عدى حدثنى صالح بن حسان وغيره ( قال ) كانت سكينة عند عمرو بن حكيم بن حزام ثم تزوجها بعده عمرو بن عثمان بن عفان ؛ ثم
تزوجها مصعب ابن الزبير ، ( وقال الكلبى ) ، أول أزواج الأصبغ بن عبد العزيز أخو عمر بن عبد العزيز ثم مات عنها بمصر ولم يرها ؛ ثم خلف عليها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ؛ ثم خلف
عليها مصعب بن الزبير ، ثم خلف عليها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن مروان بن حزام فولدت له عثمان الذى يقال له قرين ، وكانت قد ولدت لمصعب جارية ، ثم خلف عليها
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، جد إبراهيم بن سعد الفقيه . وذكر وفاتها المؤرخ جمال الدين أبو المحاسن فى النجوم الزاهرة فى وفيات سنة 117 هـ ، قال ؛ وفيها توفيت سكينة ( بالرفع )
بنت الحسين بن على بن أبى طالب وأسمها آمنة وأمها الرباب بنت امرىء القيس بن عدى وكانت من أجمل نساء عصرها .
( وفى ) درر الأصداف أن أول أزواجها عبد الله بن الحسن بن على بن ابى طالب ؛ فقتل عنا بالطف قبل أن يدخل بها ، ثم تزوجها مصعب بن عبد الله الزبيرى
( وفيه ) أيضا توفيت السيدة سكينة بمكة يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة 126 هـ وصلى عليها شيبة بن النطاح المقرىء نقله صاحب نور البصار ؛ وذكرنا فيما تقدم عن ابن
خلكان وأبى المحاسن انها توفيت سنة 117هـ
ورجح ابن خلكان وفاتها بالمدينة ، وهذا قول مشهور اتقف عليه قريق من المؤرخين ن وغيره فضعيف ينقصة الأثبات .
وجمهرة المؤرخين الذين تناولوا ترجمة السيدة سكينة بنت الحسين ؛ وقع لهم من الاختلاف فى وفاتها وترتيب أزواجها اختلاف كبير لم يقع لغيرها فيما نعلم ، ويستظهر من ذلك والله
أعلم أن لكثرة تعدد أزواجها فى هذه الفترة اليسير وهى ما بين مصرع أبيها ووفاتها ، السبب الذى حكاه العبيدلى النسابة فى أخبار المدينة ؛ وابن الأعرج فى التبت المصان ؛ وهو مما يرويانه
عن أبيها الحسين رضى الله عنه ، أنه كان يقول فيها ، سكينة غالب عليها الاستغراف ؛ فهى لا تصلح لرجل وشاهد ذلك بين من سنى وفاة أزواجها .
كما ان اختلافهم أيضا فى محل دفنها ، لهم فيه أوهام كثيرة ، وأخبر بعض المؤرخين ، أن ابن الأصيغ آخر أزواجها ، وأنه مات عنها بمصر ولم يرها ، زاد بعضهم قدومها إلى مصر وموت
الأصبغ ليلة دخولها أبواب مصر ، والأصبغ مات قبل أبيه عبد العزيز بن مروان بيسير ، أى قبل سنة 86 هـ وهى السنة التى توفى فيها عبد العزيز المذكور ، وتواريخ وفاة أزواجها قبله قديمة
يتعرفها من وقف على تراجمهم ( فأولهم ) وفاة عبد الله بن الحسن مات سنة 61هـ ثم مصعب الزبيرى توفى سنة 72 هـ وآخرهم وفاة إبراهيم عبد الرحمن بن عوف الزهرى .
وأما عمرو بن حكيم بن حزام وعمرو بن عثمان والأصبغ فلم يثبت لهم زواج بالسيدة سكينة .
( فعلى ) هذا يكون آخر أزواج السيدة ، إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
فإذا ثبت دخول السيدة إلى مصر ، فتكون دخلتها فى خلافة هشام
( هذه ) صنوف من تضارب أقوال المؤرخين ، أوردناها خلال هذا البحث زيادة فى التحقيق ومحصل ما استنتجناه من هذه التفاصيل يستصوب منها تحقيق دخول السيدة إلى مصر ، لكن
يينقصها الأدلة القطعية الكافية ( وذكر ) العماد فى الشذرات فى ترجمة هذه السيدة أنها توفيت بالمدينة ( قال ) والعامة تقول بمكة بطريق العمرة
( فأنت ) ترى جل هؤلاء المؤرخين توقفوا فى حقيقة خبر وفاة هذه السيدة ، فقد تضاربت أقوالهم على وجوه شتى ولهم فى ذلك اضطرابات كثيرة
على أنى إلى هذه اللحظة أكاد أقول إن هذه المشهد ربما قد يكون ضم جثمان هذه السيدة بلا خلاف فى ذلك ونشتدل على ذلك بأدلة :
( يتبع إن شاء الله تعالى )