بمناسبة مولد العارف بالله سيدى عبد الجواد المنسفيسى

حسن قاسم · **مرسل:** الخميس نوفمبر 28, 2019 4:43 pm

- العارف بالله الشيخ عبد الجواد المنسفيسى رضي الله عنه

هو الغوث الكامل الملقب بـ أبو الإرشاد وأبو الأنوار الحسيب النسيب السيد عبد الجواد المنسفيسى بن حسين بن عرفات بن احمد بن عبد الرسول وينتهي نسبه إلى سيدى على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الإمام على رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه.
هذا شرف نسبه من جهة أبيه رضي الله عنه وهو أيضا شريف من جهة أمه التي يتصل نسبها رحمة الله عليها بالمولى العظيم السيد محمد أبو عبد الله إمام الأربعين أبو طاقية المدفون ببلدة ريدة بمحافظة المنيا

ولم يعقب شيخنا رضي الله عنه ذكورا غير نجله السيد محمد الذي ولد ليلة عيد الفطر سنة 1304 هـ بمنسفيس بمحافظة المنيا لقب بالمنسفيسى نسبة إلى منسفيس حيث نشأ،بلدة بصعيد مصر بمحافظة المنيا * قضى بها نحو خمساً وعشرين سنة من حياته الوضاءة الظليلة تفخر متطاولة بحلة وإقامته وتعتز متسامية بلقبه ونسبته،وأهلها كل عليه حفيظ ضنين مستميت في حبه ساهر عليها.

ولد عليه سحائب الرحمة والرضوان سنة 1254 هـ( بملطية) من اعمال مركز مغاغة بمحافظة المنيا وتوفى ليلة الأربعاء 26 صفر سنة 1346هـ بكوم عواجة مركز ديروط بمحافظة أسيوط ودفن هناك

حفظ القرآن الكريم وهو إذ ذاك ابن ثمان سنوات ولم يزل مجداً مجتهداَ حتى أتم حفظه واستكمل أحكامه تحمل رضوان الله عليه ما تحمل ولقي ما لقي من التعب والضيق وسرعان ما أهاب به داعى الحب فلبّاه وهتف به هاتف الصبابة فأتاه وبان أمامه نور الطريق فقصده وانتحاه وكان ذلك في عصر ظهور العارف بالله تعالى سيدي احمد المغربي " أبو الليل " فقصد خليفته سيدي عبد السلام الخلوتى وأخذ عليه العهد وتلقى الطريق وهنا نال ما نال واجتهد وحصّل ما حصل وقطع الأسماء في سبعة شهور فقصد به سيدي عبد السلام شيخه سيدي أبو الليل وهناك التقى الطرفان وعثر الشيخ على ضالته ووجد وارث حاله وخليفته فجدد العهد بنفسه وأمره بدخول الخلوة وسنه إذ ذاك ثلاث عشرة سنه فسارع إلى تنفيذ الأمر وذهب إلى خادم المسجد وطلب منه الخلوة ولكن الخادم عظم عليه الأمر وقال له ارجع يابنى فإنك لا تستطيع تحمل ذلك فعاد إلى سيدي احمد أبو الليل وأعاد عليه القصة فغضب الشيخ غضبة شديدة وأمر بطرد الخادم الذي تجاسر على مخالفة أمره وأرسل معه رسوله بذلك حينئذ دخل شيخنا الخلوة ثم ندم الخادم واستسمح سيده فصفح عنه ورجع إلى عمله

ومكث حوالى سنة في الخلوة ثم استأذن سيدي عبد السلام في الخروج لينشر الطريق فنبهه رضي الله عنه إلى أن أمامه مرحلة الأزهر وأن العمل فريضة وهو الذي سييسر له نشر الطريق فقصد الأزهر وهو في سن الرابعة عشر من عمره وقضى به سبع سنين معلماً متعلماً وطالباً مطلوبا مما جعل الناس يحبون ويقبلون عليه وانتهز فرصة الأجازة ليتوجه إلى أهله ولكن شاءت إرادة الله أن يذهب إلى ( أم دومة ) بلد بالصعيد بمحافظة سوهاج فوجد ضالته المنشودة في نشر الطريق وحث الناس على طاعة الله بسحر بيانه وقوة برهانه ومكث في هذه البلدة ثلاث سنوات وتزوج ورزق بولد مات طفلاً

ثم انتقل إلى ( أمشول ) بديروط محافظة أسيوط فأقبل الناس عليه وبني في هذه البلد مسجداً وخصص به خلوات يتعبد فيها السالكون ثم بني له منزلاً ولا تزال هذه الأماكن موجودة للآن ثم تزوج ولم ترزق منه بولد فمكث حتى جاء أمر الرحيل فطلقها وقام إلى منسفيس بمحافظة المنيا وكان بانتظاره المرحوم الحاج حسين الناظر عميد عائلة العمارنة الشهيرة إذ ذاك فاستقبله وأكرمه وأقسم ألا يقوم أحد غيره بخدمته وأقام الشيخ بمنسفيس ثماني عشرة سنه وتزوج خلال هذه المدة ورزق بالسيد محمد.

وفى هذه المدة قامت الثورة العرابية فخرج غازياً مجاهداً ورجع بحمد الله تعالى إلى أهله بمنسفيس ثم رحل منها إلى بني زيد بمنفلوط محافظة أسيوط وأقام بها ثلاث سنوات ثم عاد منها إلى بلدة ريدة بمحافظة المنيا وبني فيها منزلا وطابت الإقامة هناك لشدة تعلق الناس به ثم توفيت زوجته فكان الحزن عليها عميقاً وفتح الشيخ بابه لكل مريد والتف حوله أعلام وأقطاب وأوتاد
.ثم جاءه الأمر بالرحيل فسافر إلى كوم عواجة وهى بلدة في سفح الجبل الغربي من مركز ديروط محافظ أسيوط ، تحمل فيها ما تحمل في سبيل هداية كثير من الخلق وأقام في هذه البلدة وبنى مسجداً ومنزلاً ثم أوقف ثلث ما خلفه من الأملاك ليصرف إيرادها على المسجد وللمضيفة وأقام نجله السيد محمد ناظراً على هذه الأوقاف وقسم ما بقى من أملاكه على أهله وأولاده ثم انتقل إلى الدار الباقية بعد حياة دامت اثنتين وتسعين سنة رضي الله عنه وعنا به آمين

من كلامه رضي الله عنه

من أكثر من ذكر لا إله إلا الله مستحضراً ما اشتملت عليه من العقائد شاهد لها بعين البصيرة والبصر من الأسرار والعجائب ما لا يحصر وهى إحدى الباقيات الصالحات التى قال في حقها الرسول صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر

( وقال عليه الصلاة والسلام ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي قول لا إله إلا الله )

قرية منسفيس هي إحدي القرى التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا
( معجم المؤلفين ج2 للكجالة – ذيل الجبرتى فى وفيات سنة 1346 – 1927 – 1928 تحت الطبع بمكتبة الأسكندرية )

عاشق أهل البيت · **مرسل:** الجمعة نوفمبر 29, 2019 3:30 pm

رضي الله عنهم وارضاهم اللهم انفعنا بانوارهم واسرارهم وبركاتهم

موقع د. محمود صبيح

بمناسبة مولد العارف بالله سيدى عبد الجواد المنسفيسى

الموجودون الآن