موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة مولد سيدى الدمرداش قدس الله سره
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 28, 2016 12:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

المحمدى الدمرداش
بمسجد الدمرداش بجوار مستشفى الدمرداش بالعباسية



العارف بالله سيدى المحمدى االدمرداش رضى الله تعالى عنه : هو أبو عبد الله محمد شمس الدين المعروف بالمحمدى والملقب بالدمرداش رضى الله عنه – ولد بمدينة تبريز بإيران سنة 857هـ - 1453م من أبوين عابدين زاهدين – تربى تربية دينية وحفظ القرآن الكريم وتعلم الفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة رضى الله عنه ودرس مبادىء التصوف على طريقة الشيخ الكبير محى الدين بن العربى رضى الله عنه – حضر إلى مصر فى عهد السلطان قايتباى الذى تولى حكم مصر فيما بين 872- 901هـ ( 1467- 1496م ) والتحق بخدمة السلطان الذى قربه منه لما ظهر عليه من إمارات التقى والصلاح والزهد والورع مما جعله السلطان يضمه الى حاشيته عند سفره لبيت الله الحرام وزيارة النبى صلى الله عليه وسلم .
أخذ الطريق عن شيخه العارف بالله عمر الروشنى الخلوتى النقشبندى وهى سلسة تنتهى إلى حبيب العجمى عن سيدى حسن البصرى عن سيدى على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم أجمعين – ترك خدمة السلطان بعد عودته من الحجاز وانقطع للعبادة بصحراء العباسية الريدانية فأعطاه السلطان قطعة أرض معاشا له فكان يزرعها ويأكل من عمل يده – تزوج مصرية من أسرة العادلى - زار الإمام الشعرانى واقام عنده ثلاثة أيام يراقبه ليلا ونهارا واستحسن حاله مما جعله يصرح بأنه من أكابر الشيوخ وكتب عنه فى طبقاته – توفى يوم الأربعاء 26 ذى الحجة 929 هـ 1254 م ودفن بزاويته ( مسجده الحالى ويجاوره عبد الرحيم رضى الله عنه )
يوجد بالمسجد حوالى 90 خلوة تفتح فى شهر شعبان من كل عام يقضى بها المعتكف ثلاثة أيام بلياليها للعبادة بعد أخذ العهد من شيخ الطريقة وللمسجد طراز عجيب مثلما ترى فى الصورة التى ألتقطها حديثا ففى زيارة للمسجد يوم الخميس الماضى وجد للداخل المسجد على اليمين واليسار دورين من المبانى بهم خلوات كل خلوة لفرد واحد ثم تجد صحن المسجد وفى القبلة حجرة مربعة بها الضريح على يسار المنبر وفى الدور الأرضى حوالى 46 حجرة للخلوة وباقى 92 خلوة فى الدور الثانى الذى يصعد إليه بعدة درجات من السلالم الخشب . وهذا المسجد يخرج منه الى داخل كلية طب لمستشفى الدمرداش بالعباسية أما الحجة الخلفية فهى أمام محطة المترو وأطلقت على المحطة أسم الدمراداش
فى كتاب هدية العارفين ص 537
ابن دمرداش: محمد بن عبد الله المعروف بابن دمرداش المحمدي الجركسي الصوفي الحنفي المتوفى سنة 931 إحدى وثلاثين وتسعمائة وقيل سنة 929 له الفوائد المرضية بشرح القصيدة اللامية اعني بدء الآمالي. القول الفريد في معرفة التوحيد. مجمع الأسرار وكشف الأستار

يقول حسن قاسم فى كتابه :



قطب دائرة الولاية الكبرى ، ونقطة باء مركز العناية العظمى ، شيخ مشايخ الدائرتين ، وجليس الحضرتين ، المجد المجاهد ، الذى سلك طريق الأماجد ، فعد فحول الرجال ، وحاز مقامات الأنجاب والأبدال ، سيدنا ومولانا وشيخنا العارف الأكبر ، والغوث الأشهر ، سيدنا ومولانا أبو عبد الله محمد الدمرداش الملقب بالمحمدى الخلوتى الشاذلى قدس الله سره تعالى .
وكان رضى الله عنه من أصحاب المقامات العالية ، جاهد نفسه حتى وصل الى المراتب العالية ، وكان رضى الله عنه لا ينام الليل قط ، ولا يفتر عن المجاهدة ، ولم تدعه لحظة تفوته بغير عبادة فيها بدو راحة .
وكان فى بدايته من اجل أصحاب سيدنا عمر الروشنى الخلوتى ، أخذ عنه الطريق ببلاد العجم ، واقتدى به وصحبه ، انتفع بصحبته حتى ظهرت عليه اسراره وأنواره ، وكان شيخه رضة الله عنه من اصحاب الدوائر ، ومن أجلاء المشايخ الواصلين ، فرباه تربية حسنة حتى أنجب وسار ، وشهدت بفضله العلماء والأخبار .
وكان رضى الله عنه على قدم السلف الصالح ، من الأكل من عمل يده ، والتصدق بما فضل ، وكان يتلو القرآن الكريم كثيرا ، وربما يقرأ ختمة كاملة قبل طلوع الفجر .
وكان له غيط ، أقام هو وزوجته يغرسون فيه ، واثمر بعد ذلك ، فكان ليس فى مصر أحلى من ثمرة غيطه ، ومع ذلك فكان رضى الله عنه لا يأكل منه قط ، وكان يقول :
أنا ما زرعته إلا باسم الفقراء والمساكين .
توفى رضى الله عنه عام تسع مئة وتسعة وثلاثين ، ودفن بزاويته التى أنشأها المعروفة ، وشهرته بمصر تغنى عن التعريف عنه ، أمدنا الله بمدده ، آمين .







هو العارف بالله أبو عبد الله محمد شمس الدين المعروف بالمحمدى والملقب بالدمرداش ولد رضى الله عنه بمدينة تبريز بإيران سنة 757 هـ وقد تفقه شيخنا فى علوم الدين فى علوم الدين والحديث معتنقا المذهب السنى دارسا الفقه على مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه * حضر إلى مصر فى عهد السلطان قايتباى والتحق بخدمته ومازال يترقى فى وظيفة إلى أخرى حتى وصل أمير مائة وقد قربه السلطان إليه واصطفاه لما بلغه عنه من حسن الخلق والتقوى مما أوغز صدر حساده عله فأخذوا يحيكون ضده المؤامرات فأبلغوا عنه السلطان أنه كثير ما يترك الحراسة إلى حيث لا يدرون وبذلك يعرض حياة السلطان للخطر * ولما كا قايتباى شديد الثقة فيه فقد صمم على أن يتبين الأمر بنفسه فخرج فى ليلة عاصفة بردها قارص فلم يجده فى حراسته وانما وجده يتعبد فى الخلاء بعيدا عن أعين الناس فتعجب من أمره وقوة تحمله وقال له بالفارسية ( دميرطاش ) ومعناها أنت كالصخر أو كالحديد فى تحملك فأصبحت منذ ذلك الوقت لقبا له ثم حرفت فأصبحت تنطق ( الدمرداش ) ** وقد أرتفع قدر الدمرداش عند السلطان قايتباى كما تأكد من ورعه وتقواه وفى سنة 886هـ لما حدثت الصاعقة العظمى التى أتت على كل ما فى المسجد النبوى فأحرقته ما عدا القبة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام جهز على الفور السلطان قايتباى قافلة من أعلى التخصصات المعمارية لإعادة تجديد المسجد النبوى وجعلمعها الدمرداش ليكون عينا ل عليها لما يعرفه عنه من الورع والتقوى وحبه الشديد للنبى صلى الله عليه وسلم وقد أنتهى العمل فى الحرم النبوى الشريف فى أواخر سنة 887هـ فجاء غاية فى الحسن من أجل الأبنية وأعظمها وقد كان لشدة حرص الدمرداش فى أن يتم تجديد الحرم النبوى فى أقصر وقت ممكن وأبهى وأجمل صورة أثر كبير فى محبة الناس وتقديرهم له حتى أنهم أطلقوا عليه المحمدى ** وبعد عودة الدمرداش من مهمته فى بعثة تجديد الحرم النبوى على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم عينه السلطان قايتباى إماما وخطيبا بجامع القبة يوم الجمعة فصلى به إماما الشيخ الدمرداش وخطب خطبة بليغة فاعجب بها السلطان فأنعم عليه بهبة ملكية عظيمة من الأموال كما أقطعه أرضا بنى فى وسطها زاوية له ولفقرائه فاستقال من وظيفته وانقطع للعبادة وزراعة الأرض المقطوعة له وبنى عددا من الخلاوى حول زاويته لأصحابه ومريديه ** وقد أفاض الله عليه نعمته فكثر ماله فأوقف ثلثى ماله على إحياء طريقته ومقيمى شعائرها والمستحقين من مريدية وضيافة محبيه وترك الثلث الباقى لأبنائه وأسرته ** ومن مؤلفات الشيخ الدمرداش كتاب (القول الفريد فى التوحيد) وكتاب ( تحفه الطلاب فى حضرة الوهاب ) وكتاب ( جمع الأسرار وكشف الأستار ) وقد توفى رضى الله عنه 929 هـ وله مولد سنوى فى شهر شعبان يمكث ثلاثة ايام وحينئذ يدخل الصوفية ( الخلاوى ) مشتغلين بالصيام وألقيام والأوراد والعزلة عن الناس * متريضين تاركين الشبع والنوم ومخالطة الناس ولا يخرجون إلا للصلاة مع الجماعة فإذا كان أخر ليللة خرجوا لمجالس الذكر ومصافحة الناس

ويقول على باشا مبارك فى الجزء الرابع ص 112
******************************


جامع الدمرداش هذا الجامع خارج الحسينية بينها وبين قبة الغورى فى مكان مأهول بالاهل وهو مسجد عامر بربع أوقافه تحت نظر الشيخ عبد الرحيم دمرداش وسقف ومقصورة وقبة قائمة عل سبع بوائك ومنبر من الحجر ودكة من الخشب وصحنه مكشوف سماوى مفروش بالحجر وفى وسط مقصورته ميضأة وبجوانبه خمسون خلوة للصوفية سفلية وعلوية وله مآذنة ومقام الاستاذ دمرداش عن شمال المنبر عليه مقصورة من الخشب ويقصده زوار كثيرون **
وفى طبقات الشعرانى يقول إن سيدى الشيخ دمرداش المحمدى رضى الله عنه أحد جماعة سيدى عمر رويشين بمدينة توريز العجم كان رحمه الله تعالى على قدم السلف


الصالح من الأكل من عمل يده والتصدق بما فضل وعمل الغيط المجاور ازاويته خارج مصر والحسنية فأقام هو وزوجته فى خص يغرسون فيه خمس سنين قال وقال لى ما اكلت منه ولا واحدة لإنى زرعته على أسم الفقراء والمساكين وابن السبيل والسائلين وكان لا ينام من الليل إلا يسيرا ثم يقوم ويتوضأ ويصلى ثم يتلوا القرآن فربما يقرأ الختمة كاملة قبل الفجر وليس فى مصر ثمة أحلى من ثمرة غيطه وقسم وقفه ثلاثة اثلاث * ثلث يرد على مصالح الغيط وثلث للذرية وثلث للفقراء القاطنين بزاويته ورتب عليهم كل يوم ختما يتناوبونه ويهدون 1لك فى صحائف سيدى الشيخ محيى الدين بن العربى رضى الله عنه وكان أمره كله جدا * مات رضى الله عنه سنة نيف وثلاثين وتسعمائة ودفن بزاويته ومن زريته السيد محمد الدمرداش ترجمة الجبرتى فقال هو السيد الاجل المحترم فخر الاعيان الاشراف السيد محمد بن حسين الحسينى العادلى الدمرداشى ولد بمصر قبل القرن بقليل وأدرك الشيوخ وتمول وأثرى وصار له صيت وجاء بيته بالازبكية ويرد عليه العلماء والفضلاء وكان وحيدا فى شأنه مقبولا الكلمة عند الأمراء ولما تولى الشيخ أبو هادى الوفائى كان يترددد إلى مجلسه كثيرا توفى فى سنة ثمان وسبعون ومائة وألف ومن زريته أيضا السيد محمد بن عثمان قال الجبرتى فى حوادث سنة أربع وتسعين ومائة وألف انه مات بهذا السنة السيد الاجل الوحيد الفاضل السيد محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن مصطفى ابن القطب الكبير سيدى محمد دمرداش الخلوتى ولد بزاويتة جده وأنشأها بها ولما توفى والده جلس مكانه فى خلافتهم ويسار سيرا حسنا مع الابهة والوقار ويردد الافاضل البسه على عادة اسلافه وكان يعانى طلب العلم مع الرفاهية وبعض الخلاعة ولازم المرحوم الوالد هو وأولاده السيد عثمان والسيد محمد المتولى الآن فى مطالعة الفقة الحنفى وغيره بالمنزل ويحضرون ايضا بالازهر وعلى الاشياخ المترددين عليهم بالزاوية مثل الشيخ محمد الامير والشيخ محمد النفراوى والشيخ محمد عرفة الدسوقى وكان المترجم حسن العشرة والمودة ولما توفى دفن بزاويته عند أسلافه


حى الدمرداش، ومستشفى الدمرداش، وجامع الدمرداش..
أسماء شهيرة لمعالم معروفة بالقاهرة..



كلها تحمل اسم رجل واحد قطن هذه المنطقة قديمًا عندما كانت خلاءً مهجورًا، فعمّرها بالذكر، ونوّرها بالقرآن، واستنطق أرضها بالخير والبركة.
هو الشيخ الكبير، العارف المكاشف أبو عبد الله شمس الدين محمد دمرداش المحمدى الجركسى، ونسبة "المحمدى" بسبب ما غلب عليه من المحبة الكبرى لسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والتى ملأت شغاف قلبه، أو شغلت أوقاته بذكره والصلاة والسلام عليه.
أصله من مماليك السلطان "قايتباى"،وسبب سلوكه طريق أهل الله أن السلطان أرسله – فى يوم – بكيس دنانير إلى أحد أولياء الله بمصر فى ذلك الوقت وهو الشيخ أحمد بن عقبة الحضرمى، فرفض الشيخ أن يأخذه، فألح عليه دمرداش فى قبوله، فتناوله الشيخ منه، وعصره بيده فسال دمًا عبيطًا وقال: هذا ذهبكم.
ذُهل دمرداش لهذا المشهد، وطاش عقله، وهانت الدنيا فى عينه، فعزم على التوبة، وعاد إلى السلطان، وسأله أن يعتقه لوجه الله، فأعتقه وعاد دمرداش للشيخ فأخذ عنه ولازمه.
* * *


وكان الشيخ أحمد بن عقبة من كبار الرجال، وصفه المناوى بقوله: "عالمٌ بالزهد متصف، وعارف من بحر العناية يغترف. أقبل عليه أهل مصر، وأخذ عنه الأكابر، وهو شيخ الشيخ أحمد زروق الذى كان به انتفاعه، وله مؤلفات كثيرة..".
لازم دمرداش شيخه أحمد بن عقبة حتى توفى، فطلب صحبة شيخ آخر وكان الشيخ إبراهيم المواهبى قد ذاع صيته وقصده الناس من شتى البقاع، فذهب إليه، لكنه دلّه على شيخ آخر، ليس فى مصر، ولكن فى "تبريز" ببلاد العجم، وهى أشهر مدن "أذربيجان".
وخرج دمرداش سائحًا على طريقة الصوفية، تحمله أرض وتضعه أخرى حتى وصل إلى "تبريز" والتقى بالشيخ عُمر الرُّوشنى الذى وصفه المناوى فى طبقاته بأنه "شيخ العصابة الخلوتية على الإطلاق" وكان قد اشتهر فى تلك البلاد وقُصد للتربية "وكثرت أتباعه جدًا حتى صارت جماعته الذين يحضرون مجلسه غُدوًّا وعشيا نحو عشرين ألفا".


"ولما أراد الشيخ دمرداش السّفر من مصر، أعطاه الشيخ إبراهيم المواهبى كيسًا وقال: ادفعه للشيخ. فأعطاه إياه، ففتحه، فإذا فيه مسمار أعوج، ولوح وقصعة. قال: أتدرون ما أراد؟ أما المسمار فيقول: إن قلبه فيه صلابة وقسوة واعوجاج، وقد ليّنّاه وقوّمناه، وأما اللوح فيشير به إلى خلو قلبه من المعارف، وقد نقشناه، وأما القصعة فيقول: إن وعاءه فارغ وقد ملأناه..".
أقام الشيخ دمرداش عند شيخه مدةً أشغله فيها بالذكر الجهرى، ثم أمره بعد ذلك بالعودة إلى مصر "حتى يقرب الأوان".
ثم توجه إليه مرة أخرى مع اثنين من أصحابه الجراكسة أيضا وهما شاهين وعبد الرحمن بن بكتمر، وبقوا فى
صحبة الشيخ مدة، وأشغلهم بالذكر السِّرى، وأدخلهم الخلوة عدة مرات حتى فُتح عليهم، فأجازهم، وأمرهم بالعودة إلى مصر لينتفع بهم أهلها.


رجع الشيخ دمرداش – مع صاحبيه – من تبريز إلى مصر، فلما وصلوا إلى أرض خلاء بظاهر البلد قال دمرداش: لا أدخل البلد بل أقيم هنا.
واختار "شاهين" جبل المقطم ليقيم فيه ويبنى زاويته، ونزل ثالثهما بإحدى المدارس، وتجمل بالملابس والفرش، واهتم بتحصيل الدنيا وزينتها ففسد حاله، وانفض الناس من حوله، "وصارت الشهرة العظيمة والقبول التام لدمرداش، و(أصبح) شيخ الخلوتية بالديار المصرية".
وكان الإمام الشعرانى ممن قصد الشيخ دمرداش ولازمه وكتب عنه فى كتبه وترجم له فى طبقاته الكبرى والوسطى، وقد صحبه ولازمه نحو خمس سنوات وأخذ عنه وعدّه من جملة شيوخه.
غيط الدمرداش
قال الشعرانى فى الطبقات الوسطى إن الشيخ دمرداش نزل بالبرية وطلب من السلطان "قايتباى" أن يأذن له فى إحياء قطعة من الأرض بالزراعة، وإقامة زاوية له، فأذِن. "فأقام يغرس ويسقى نحو خمس سنين وهو فى خُصّ هو وزوجته.. فغرس ألف نخلة ولم يخب منها واحدة، وليس فى مصر أحلى تمرة منه حتى أن بعض السوقة يخلط منه على بلحه ويبيع على حِسِّه (أى صيته) من شدة حلاوته، وقال لى: يا عبد الوهاب ما غرست نخلة قط إلا على اسم الفقراء والسالكين الذين أنا من جملتهم".
وكان الولى الكبير الشيخ إبراهيم المتبولى هو الذى أشار عليه بذلك قائلا له: "يا دمرداش! كل من عمل يدك وإياك والأكل من صدقات الناس فإنهم يتقاسمون حسناتك فى الآخرة".
قام الشيخ بزراعة الغيط بنفسه وسهر على شئونه كلها، وقسّم ريعه إلى ثلاثة أثلاث، ثلث ينفقه على مصالح الغيط، وثلث للذرية، وثلث للفقراء والمساكين والقاطنين والواردين، وجعل على المريدين كل يوم ختمًا يقرأونه ويهدونه إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وللشيخ محيى الدين بن عربى، كل طائفة يقرءون عشرين حزبا ويختمون جميعهم قبيل المغرب.
قال الإمام الشعرانى – أيضا: "صحبته نحو خمس سنين وبت عنده ليالى كثيرة فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً، وفى غالب لياليه يمشى حول الزاوية والغيط وهو يتلو القرآن إلى الفجر إلى أن عمل السور المحيط على الزاوية، فكان يجلس طول الليل فى الخلوة لا ينام فى بيته إلا فى النادر".
"وأرانى مرة خشونة يده وقال: أنظر موضع الفأس، وكان رجلاً (مهيبًا) وأمره كله جد، لا تكاد تجده فى ليل أو نهار فى غير عمل صالح، إما يجر السواقى بيده، وإما يجر النوارج، وإما يعزق حول النخل، وإما يشد القواديس، وإما يفتل الطونس، وإما يدرس، وإما يطحن، وإما ينقى الطحين من الحجر والطين، وإما يبنى، وإما يضرب طوبًا، وإما يكب ترابًا، وإما يقلم النخل، وإما يُقَرِّصُ العجين، وأقام عنده الفقراء الصادقون، وانتفعلوا به، واستخلف منهم جماعة، وأذن لهم بالتسليك فى مصر منهم الشيخ حسن الجركسى، والشيخ محمد الحانوتى، والشيخ كريم الدين بن الزيات وهو الذى أحيا طريقة شيخه بعده".
الحلال الصرف
قال الإمام الشعرانى:"وزاوية الشيخ دمرداش عامرة بالسماط والفقراء، وليس فى مصر زاوية يأكل فقراؤها حلالا مثلها لأن وقفها من عمل الشيخ بيده، لا مِنَّة لأحدٍ فيه على الفقراء، ولا رياء فيه ولا سمعة، بل عمل ولى عارف بالله تعالى، وهذا قل أن يقع لشيخ فى عصر من الأعصار، وإنما يأكل فقراء زاوية ذلك الشيخ من أوقاف الناس من الولاة وغيرهم".
مــن كرامـــاتـــه
قال الكوثرى نقلاً عن الشعرانى فى الطبقات الوسطى: "عمل له مرة الأمير "أقبردى الدوادار" سماطًا وأرسل للشيخ يقول له: ائت بجميع أصحابك، فلم يأت الشيخ معه بأحد، فجلس على السماط، ذكروا أنه كان يكفى خمسمائة نفس، فقال الأمير: أما تنتظرون الجماعة؟ فقال الشيخ: أنا أسُدُّ عنهم فصار يأكل من الإناء ويلحسه حتى أكله كاملاً، وقال: لم أشبع، فأتوه بكسر يابسة وبقية الطعام الذى غرفوه على اسم (الفقراء) فأكله، فاعتذر الأمير للشيخ، فقيل للشيخ: كيف أكلتم ذلك كله؟ فقال: رأيته شبهات فحضرت بطائفة من الجن فأكلوه وحميت الفقراء منه".
من كلامه:
- قال: من فهم الإشارات دقّت له البشارات، ومن لم يفهم فليقف على باب ربه خاضعًا خاشعًا مطرقًا فقيرًا ذليلاً لا شىء معه عند باب مولاه عسى أن يتولاه، ويفتح له بابًا لا يُغلق، ويُنزِّل عليه فيضًا لا ممسك له.
- وقال: من الناس من وحّد الله بما تجلى لقلبه عند فكره، ومنهم من وحّده بنورٍ وجده فى قلبه لا يقدر على دفعه.
- وقال: لما قُطعت يد الحلاج كتب دمه على الأرض: الله، الله. وافتصدت زُليخا، فكتب دمُها: يوسف، يوسف فى مواضع كثيرة، وذلك لجريان ذكر اسمه مجرى الدم فى عروقها.
من معارفه وعلومه
قال: "بلغنى عن الشيخ إسماعيل الجبرتى أنه قال لبعض تلامذته: عليك بكتب ابن عربى. فقال: يا سيدى، إن رأيت أن أصبر حتى يفتح الله علىّ من حيث الفيض. قال: الذى تريد أن تصبر له هو عين ما ذكره لك الشيخ فى الكتب.
ثم قام الشيخ بتوضيح هذا الكلام بكلام نفيس يندر بين المتصوفة من تكلموا بمثله فقال فيما نقله عنه المناوى:
"وذلك لتقريب المسافة البعيدة، وتسهيل الطريق الصعبة عليهم، لأن الرجل قد ينال بمسألة من مسائل علمنا هذا مالا يناله بمجاهدة خمسين سنة؛ لأن ذلك السالك إنما ينال ثمرة سلوكه وعمله والعلوم التى وضعها الكمل ثمرة سلوكهم وعملهم الخاص".
"فإذا فهم المريد ما قصدوه من وضع المسألة فى الكتاب وعلمها استوى هو ومُصنِّفُهُ فى معرفة تلك المسألة، فنال بها ما ناله المصنف. وما ورد عن بعض الأولياء من منع بعض تلامذته من مطالعة كتب الحقيقة فلإشرافه على قصور ذلك المريد عن فهمها؛ لأن قاصر الفهم إما أن يتناول كلامهم على غير مرادهم فيستعمله فيهلك، أو يضيع عمره فى تصفح الكتب بلا فائدة، وأما من له فهمٌ وقوة إيمان وإيقان فيأخذ من كتبهم كل مأخذ، وينال منها كل مطلب".
قال: "وقد رأيت فى زمننا طوائف كثيرة من كل جنس من عربٍ، وفرسٍ، وهندٍ، وغيرها بلغوا بمطالعة كتب الحقيقة مبلغ الرجال، ونالوا بها مقاصد الآمال، فمن أضاف بعد ذلك إلى علمه فضلة سلوك واجتهاد صار من الكمل".
"وقد رأيت صبيانًا من أهل الطريق من إخوانى بلغوا بمطالعة الكتب فى أيامٍ قليلةٍ ما لم يبلغ رجالٌ باجتهادهم إلى أربعين سنة، أو خمسين سنة على أنهم كانوا سببًا لدخول هؤلاء الصبيان إلى الطريق، لكنهم لما وقفوا مع سلوكهم وصار أولئك الصبيان فى مطالعة الكتب وفهمها تأخروا عن مداهم، فصار الصبيان شيوخًا والشيوخ صبيانًا".
"فمطالعة الكتب عند المحققين أفضل أعمال السالكين. ومجالسة أهل الله مع الأدب أفضل من مطالعة الكتب، فعليك بملازمة الشيوخ، فإن لم تجدهم فلازم مطالعة كتب الحقائق، واعمل بمقتضاها تصل لمقصودك، وتقع بذلك على
معرفة معبودك والسلام". انتهى
وفاتـــــه
توفى الشيخ دمرداش المحمدى فى ليلة الخميس السادس والعشرين من ذى الحجة سنة تسع وعشرين وتسعمائة بين المغرب والعشاء.
ودُفن بزاويته العامرة، وفى سنة 1102هـ، أى بعد مضى أكثر من مائة وسبعين عامًا على وفاته زار ضريحه العارف الكبير الشيخ عبد الغنى النابلسى، ووصف ما رأى من شأن الضريح والزاوية فى رحلته الكبرى المسماة بـ "الحقيقة والمجاز فى رحلة الشام ومصر والحجاز".
قال الشيخ عبد الغنى النابلسى:"..وصلنا إلى زاوية الشيخ الإمام العارف الهمام محمد دمرداش المحمدى الجركسى، ذى المجاهدات الغزيرة والفضائل الشهيرة.. دخلنا إلى زاويته، وقصدنا مكان قبره فإذا هو جامع، لأنواع المحاسن جامع، وبَرْق سرِّه الشريف فى هاتيك الجهات لامع، ووقفنا عند قبره نحن ومن معنا وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى، وعليه مالا يوصف من النور والمهابة، والله ولىٌ بالإجابة، وبقربه قبر كبير فيه أولاده وذريته أيضا فزرناهم وقرأنا لهم الفاتحة.."
"وقد تلقانا بعض ذريته الحاضرون هناك، وأخرجوا لنا شيئا من تصانيفه.. وعلى ذلك المكان قبة ذات بهجة وسيمة، تسمى قبة الأنوار، لأنها معدن المعارف وكنز الأسرار.. ثم خرجنا إلى خارج ذلك المقام فرأينا تلك الخلوات العظام، نحو خمسين خلوة أو ستين ذات أسرار وأنوار، وهى التى تسمى مساجد الأبرار، يختلى فيها المريدون ويجتلى فيها حضرات الغيب المسترشدون..".
ويعلق العلامة الكوثرى على ذلك فيقول: "وهذا نص يعطينا فكرًا صحيحًا عما كان عليه هذا المقام فى أوائل القرن الثانى عشر الهجرى، ويفيدنا أيضا أنه كان هناك خزانة كتب تحتوى على بعض مؤلفات الشيخ دمرداش الكبير.. ولم أطّلع من كتب ذلك الولى الكبير على شىء سوى "القول الفريد فى معرفة التوحيد" وهو محفوظ بدار الكتب المصرية، و "تحفة الطلاب الرائحين حضرة الوهاب" (وهو) أرجوزة فى آداب هذه الطريقة العلية.. وهى أيضا من محفوظات دار الكتب المصرية".
ويلمح العلامة الكوثرى إلى أن هناك مؤلفات أخرى للشيخ ربما تكون قد ضاعت فيقول: "يحدثنا التاريخ أن الزاوية الدمرداشية انتُهبَتْ فى عهد استيلاء نابليون على مصر، فتكون تلك الكتب أخذت فيما أخذ من التحف الثمينة، ونقلت إلى فرنسة".
قال الدكتور محمد عبد القادر نصار الذى قام بتحقيق كتاب "نبراس المهتدى" فى مقدمة التحقيق:
"وقد شاء الله تعالى أن تبقى طريقة العارف الدمرداش حتى يومنا هذا، وألا تندرس مثل غيرها من الطرق التى اندرست، وندعو الله أن تستمر وتدوم منارة للهدى والذكر والإحسان، وما زالت حضراتها تقام كل يوم خميس بالمسجد الدمرداش المجاور للمستشفى الدمرداش.. بحى العباسية بالقاهرة".


صورة

صورة

صورة

صورة

صورة
صورة



صورة


صورة

صورة


صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة مولد سيدى الدمرداش قدس الله سره
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 27, 2021 8:11 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
في العالمين
إنك حميد مجيد

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة مولد سيدى الدمرداش قدس الله سره
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 28, 2021 11:27 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 2991
اللهم انفعنا بانوارهم واسرارهم وبركاتهم

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط