موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

بمناسبة شهر شعبان
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=26276
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الاثنين مايو 09, 2016 1:37 pm ]
عنوان المشاركة:  بمناسبة شهر شعبان


بسم الله الرحمن الرحيم
( لكل أجل كتاب يمحو الله م يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) صدق الله العظيم

( لكل أجل كتاب )



المراد ( بالأجل ) الوقت والزمان ، والمراد ( بالكتاب ) الحكم والقضاء . ومعنى الجملة : لكل وقت وزمان من الأووقات والأزمنة حكم معين يكتب ويفرض على العباد ، حسبما يقتضيه الستصلاحهم ، وتستدعيه حالتهم .
فقد تقتضى الحكمة الإلهية إسعاد أمة فى زمان وإشقاءها فى غيره ، وقد تقتضى الخير لزيد فى وقت ومنعه عنه فى غيره ، وقد تقتضى أن يكون للإنسان ولد فى زمان دون غيره .... ألخ
هذا وقد ذكر الحكيم الترمذى عند بيان هذا الموضوع عن شهر حوشب عن ابى هريرة قال : ( لما ارتقى موسى عليه الصلاة والسلام طور سيناء ، رأى الجبار فى إصبعه خاتما ، فقال : يا موسى ما هذا ؟ - وهو أعلم – قال : شىء من حلى الرجال ، قال : فهل عليه شىء مكتوب من أسماءى أو كلامى ؟ قال : لا ، قال : فأكتب عليه 0 لكل أجل كتاب )
ولعل الحكمة فى الأمر بكتابة هذه الجملة على خاتم موسى . أن يتذكر بها على الدوام أن الله تعالى يصدر قضاءه فى كل وقت وعلى حسب ما يناسب البشر ، حتى لا يجزع إذا أصيب ، ولا يتبرم إذا أوذى ، ولا يسخط إذا أهين ، علمامنه أن الحكمة الإلهية قضت بذلك عليه ، لنصقله وتعده لمقابلة الأحداث ، وتهيئة لمواجهة الخطوب بعزم لا يفتر ، وحزم لا يخور .

( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )


( المحو ) هو إذهاب الثر ، يقال : محوت الكتاب محوا ، أى اذهبت أثره ، ويلزم من المحو التغير والتبديل ، وهو المراد فى الآية الكريمة
( والإثبات ) هو الكتب والتدوين ، يقال أثبت فى القرطاس كذا ، إذا كتبه فيه .
والمراد ( بالأثبات ) هنا الحكم والقضاء .
فتقدير الجملة بناء على هذا – يغير الله ما قضاه على عباده فى زمان : من شقاوة أوسعادة ، ومن طول فى الأجل أو قصر ، ومن غنى أو فقر ، ومن عز أو ذل وغير ذلك ، ويثبت أضدادها حسب الحكمة المقتضية للاستصلاح
فيصير الشقى سعيدا مثلا ، والفقير غنيا ، وقصير الأجل جويللا ، والذليل عزيزا ،والحقير كريما ، وهكذا من جميع الشؤون والأحوال المحيطة بالعالم .
وغلى هذا التعميم ذهب جماعة من الصحابة والتابعين ، فقد روى عنهم أنهم كانوا يتضرعون إلى الله تعالى أن يجعلهم سعداء ، فقد روى عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعووات إلا وسع الله عليه فى معيشته " ( ياذا المن ولا يمن عليه ياذا الجلال والإكرام ياذا الطول لا إله إلا أنت ، ظهر اللاجين وجار المستجرين ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب شقيا فامح عنى اسم الشقاوة واثبتنى عندك سعيدا ،وإن كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب محروما مقترا على فى رزقى ، فامح حرمانى ويسر رزقى ، وأثبتنى عندك سعيدا موفقا للخيرات ، فإنك تقول فى كتابك الذى أنزلت ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )
وأخرج ابن جرير عن شقيق أبى وائل أنه كان يكثرر الدعاء بهذه الدعوات : اللهم إن كنت كتبتنا أشفياء فامحنا واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعدا فأثبتنا ، فإنك تمحوا ما تشاء وتثببت

( بيان زمان المحو والإثبات )


اختلف العلماء فىزمان المحو والاثبات
فقال قوم / المحو والإثبات يكون فى ليلة القدر
وقال قوم : المحو والإثبات يكون فى ليلة النصف من شعبان
وهذ الاختلاف مبنى على اختلافهم فى تعيين الليلة المباركة المذكورة فى قوله تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة مباركة )
من أوب سورة الدخان فقد قال ابن عباس وقتادة : هى ليلة القدر – وقال عكرمة وجماعة : هى ليلة النصف من شعبان واحتج الألون بوجوه :
الأول – قوله تعالى : ( إنا أنزلنا فى ليلة القدر ) قائلين : إن قوله تعالى : ( إنا أنولناه فى ليلة مباركة ) موافق له ، فيجب أن تكون الليلة المباركة هى ليلة القدر ، لئلا يلزم التناقض
الثانى – قوله تعالى : ( شهر رضمان الذى أنول فيه القرآن ) فقوله تعالى ( إنا أنولناه فى ليلة مباركة ) يجب بمقتضى الآية السابقة أن يكون المراد بالليلة المباركة فيه ليلة القدر ، لأنها فى رمضان
الثالث – قوله تعالى فى صفة ليلة القدر : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) وقال تعالى هنا : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقال تعالى فى ليلة القدر ( سلام هى ) وقال هنا : ( رحمة من ربك ) وغذا تقاربت الأوصاف وجب القوم بأن إحدى الليلتين هى الأخرى
واحتج الآخرون بوجوه :
اولها – ما أخرجه ابن ماجة عن على كرم الله وجهه قال :( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس ن فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له ؟ ألا من مسترزق فأرزقه ؟ ألا من مبتلى فأعافيه ؟ ألا كذا حتى يطلع الفجر ) .
والثانى – ما أخرجه الترمذى عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عد شعر غنم كلب )
واقول : المراد بنزوله – جلا وعلا – نزول أمره وحكمه لأن النزول الحقيقى من صفات الحوادق وهو مستحيلل على الله .
الثالث – ما أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يطلع الله تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لعباده إلا اثنين : مشاحن وقاتل نفس )
قالوا : فثبت من هذه الأحاديث أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ، لحصول المغفرة فيها ، فتكون هى المرادة فى الآية الكريمة .

( بيان الترجيح )


ورجح المفسرون القول بأن الليلةالمباركة التى فيها التغيير والتبديل ، والمحو والاثببات ، هى ليلة القدر
قال ابن العربى فى كتابه ( العارضة ) شرح الترمذى : ليس فى ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه ، لا فى فضلها ولا فى نسخ الآجال فيهان فلا تلتفتوا إليها .
وقال النووى فى صوم التطوع من شرح مسلم إن القول بأنالمراد بالليلة المباركة فى الآية الكريمة ليلة النصف من شعبان قول خطأ .
والصواب الذى قال به العلماء : إنها ليلة القدر

( بيان مكانالمحو والاثبات )


لبيان مكان المحو والاثبات نقولل :
إن كان المحو والاثبات بالنسبة لما فى صحف الملائكة فهو مسلم ، فقد تبدل السعادة التى فيها بالنسبة لشخص شقاوة ، وقد يبدل رزقه وأجله ولا مانع من ذلك ، لاتفاق الكل على أن ما فى صحف الملائكة يقبل التبديل .
وإن كانا بالنسبة إلى ما فى علم الله فغير مسلم ، لأن ما فى علم الله واحد لا يقبل التغيير والتبديل ، لأن العلم إنما تعلق بالاشياء على ما هى عليه فى نفس الأمر – وإلا لكان جهلا – وما فى نفس المر لا يتصور فيه التغير والتبديل
ولا يأبى هذا ، الأدلة الدالة على أن ما شاء الله كان ، لأن المشيئة تابعة للعلم والعلم بالشىء تابع لما عليه الشىء فى نفس الأمر ، ويشيرر إلى هذا قوله تعالى :
( وعنده أم الكتاب ) بناء على أن أم الكتاب هو علم الله ، لأن جميع ما يكتب فى صحف الملائكة وغيرها لا يقع حيثما يقع إلا موافقا لما ثبت فيه ، فهو ( أم ) لذلك ، أى اصل له .
والمشهور أن ( أم الكتاب ) هى اللوح المحفوظ قالوا : وهو أصل الكتب ، وقد التزم بعضهم بأن ما فيه لا يتغير ، وإنما التغيير فى غريه من كتب الملائكة .
والخلاصة أن التغير والتبديل ما دون فى صحف الملائكة .
إنما هو فى الفضاء المعلق ، أما القضاء المبرم هو القضاء الأزلى الموجود فى علم الله أو اللوح المحفوظ فلا تغيير فيه ولا تبديل .
ويحمل على القضاء المعلق ما أخرجه ابن مردوية وابن عساكر عن على كرم الله وجهه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقرن عينك بها ،ولأقرن عين أمتى بعدى بتفسيرها : الصدقة على وجها ، وبر الوالدين ، واصطناع المعروف ، محول الشقاء سعادة ، ويزيد فى العمر ، ويقى مصارع السوء )
نسأل الله سبحانه وتعالى أنيسعدنا ولا يشقينا ، وأن يغنينا ولا يفقرنا ، وأن يزيد فى عز الاسلام والمسلمين ، وأن يجعلنا فى كنفه وستره على الدوام وأن يجعل موسم النصف محفوفا بالخير والبركة ن والنصر والنعمة إنه على ما يشاء قدير ( عبد الرحيم قرغر البلينى الاستاذ بكلية الشريعة عام 1905 قدس الله سره )

الكاتب:  فراج يعقوب [ الاثنين مايو 09, 2016 6:02 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: بمناسبة شهر شعبان

اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

الكاتب:  النيل الخالد [ الاثنين مايو 09, 2016 7:08 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: بمناسبة شهر شعبان

فراج يعقوب كتب:
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

الكاتب:  الطارق [ الأربعاء مايو 18, 2016 5:25 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: بمناسبة شهر شعبان

صورة


الكاتب:  حتى لا أحرم [ الاثنين فبراير 03, 2025 6:22 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: بمناسبة شهر شعبان

يرفع بمناسبة الشهر الكريم وكل عام وأنتم بألف خير

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/