موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

عبد الكريم بن هوازن النيسابورى
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=21101
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الاثنين فبراير 02, 2015 10:35 pm ]
عنوان المشاركة:  عبد الكريم بن هوازن النيسابورى

عبد الكريم بن هوازن النيسابورى


وقد جاء فى تاريخ بغداد 11/83 ، سير أعلام النبلاء 18/227 ، وفيات الأعيان 3/205 وطبقات الأولياء 257 ن والكواكب الدرية ج 2 ص 186 فيقول :
الأستاذ أبو القاسم القشيرى ، الملقب زين الإسلام ، الإمام مطلقا وصاحب ( الرسالة ) التى سارت مغربا ومشرقا والأصالة التى تجاوز بها فوق الفرقد ورقى إمام الأئمة ، ومجلى ظلمات الضلال المدلهمة ، شيخ المشايخ أستاذ الجماعة ، مقدم الطائفة ، الجامع للطريقين .
ولد سنة سبع وسبعين وثلاث مئة – وسمع الحديث من الحاكم والأهوازى والسلمى وغيرهم وروى عنه الخكيب وغيره – وكان فقيها من رفعاء الشافعية أصوليا متحققا متكلما سنيا محدثا ، حافظا مفسرا مفتيا ، نحويا لغويا أدبيا ، كاتبا ، شاعرا ، مليح الخط جدا ، شجاعا بطلا ، أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه ، وقدوة وقته وأوانه .
لم ير مثل نفسه ، ولا رأى الراؤون مثله فى كلامه وبراعته ، جمع بين الشريعة والحقيقة . وأما المجالس فى التذكير والعقود بين المريدين ، وأجوبة أستلتهم عن الوقائع فأجمعوا على أنه عديم النظير فيه ، وتصانيفه فى ذلك مشهورة ، وقد ترجمه فى ( دمية القصر ) فقال : الإمام شيخ الإسلام الجامع لأنواع المحاسن ، تنقاد إليه صعابها ، لو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب ، ولو ربط إبليس فى مجلس تذكيره لتاب ، وله فصل الخطاب ، فى فضل النطق المستطاب ماهر فى التكلم على مذهب الأشعرى ، خارج فى إحاطته بالعلوم عن الحد البشرى كلماته للمستفيدين فوائد وعتبات منيره للعارفين وسائد ، وقد بلغ أتباعه ألوفا ، وحضر درسه الجمع الكثير من الأكابر – مرض له ولد بحيث أيس منه ، فشق عليه ، فرأى الحق تعالى فى النوم فقال : أجمع الأيات الشفاء واقرأها عليه ، واكتبها فى إناء واسقه إياها ، ففعل ، فعوفى – ومن تصانيفه التفسير الكبير قال ابن خلكان فى وفيات الأعيان : من أجود التفاسير والرسالة المشهورة التى قلما تكون فى بيت وينكب والتخبير فى التذطير وآداب الصوفية ولطائف الاشارات وكتاب الجواهر وعيون الأجوبة فى أصول الأسئلة وكتاب المناجاة وكتاب نحو القلوب الكبير والصغير وكتاب أحكام السماع والأربعين وغير ذلك – وخلف ستة رجال عبادلة كلهم من السيدة فاطمة ابنة الأستاذ أبى على الدقاق رضى الله عنه .
ومن كلامه : التوحيد فى كلمة واحدة ، كل ما تصورته الأوهام والأفكار فالله بخلافه ( ليس كمثله شىء ) الشورى :11
وقال : الاستقامة توجب الكرامة
وقال : الإخلاص إفراد الحق فى الطاعة بالقصد ، أو يقال : تصفية الفعل عن ملاحظة مخلوق .
وقال : المريد لا يفتر آناه الليل وأطراف النهار ، فهو فى الظاهر بنعت المجاهدات ، وفى الباطن بوسف المكابدات ، فارق الفراش ، ولازم الانكماش ، وتحمل المصاعب ، وركب المتاعب ، وعالج الأخلاق ، ولازم المشاق ، وعانق الأهوال ، وفارق الأشكال – وقال : الخلوة صفة أهل الصفوة ، والعزلة من أمارات الوصلة ، ولا بد للمريد فى ابتداء أمره من العزلة عن أبناء جنسه ثم فى نهايته من الخلوة لتحققه بأنسه – وقال : حقيقة العزلة عن الخصال المذمومة ، وتبديل الصفات بالصفات ، لا البعد عن السكن والوطن ، ولهذا قيل : العارف كائن بائن أى كائن مع الخلق بائن عنهمبشره وقال : زال الورع ، وطوى بساطه ، واشتد الطمع وقوى رباطه

إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة كالأرض إن سببخت لم ينفع المطر


مات سنة خمس وستين وأربع مئة ودفن بجانب أستاذه الدقاق رضى الله تعالى عنهما وقدس الله سرهم .آمين
وكان يقول: وددت لو حججت ويرى كل عام بعرفة – وخرج من جمياط مرة فتبعه رجل منها ، فما شعر إلا وهو بمكة وقت الظهر ثم فارقه فبكى ، فقيل له : إنه يحضر العصر ، فحضر ، فتبعه فإذا هو بدمياط ، فقال له : ادع لى . فقال له : ما جرت بذلك عادة ، فشاع ذلك فى الناس ، فهرب إلى مصر ، فخرجوا خلفه فوجدوه مات بجامع مصر ، فمشى الخليفة فى جنازته وذلك سنة خمس وسبعين واربع مئة قدس الله سرهم . آمين .



صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/