موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

ضريح الشيخ شمس الدين محمد بن اللبّان (المعروف بالرازى)
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=20142
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الخميس نوفمبر 13, 2014 5:24 pm ]
عنوان المشاركة:  ضريح الشيخ شمس الدين محمد بن اللبّان (المعروف بالرازى)


ضريح الشيخ شمس الدين محمد بن اللبّان (المعروف بالرازى( *




صورة



صورة

وتترك ضريح سيدى أبى المواهب الشاذلى وتمشى قليلا جهة الغرب تجد تربة متسعة على يمينك، بها الإمام الجليل، العلّامة شمس الدين محمد بن اللبان، ويطلق عليه العامّة- خطأ- الفخر الرازى. واسمه كما ورد فى المصادر التى ترجمت له لم يرد فيها اسم (الرازى) : وهو: شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردى الدمشقى، ثم المصرى، المعروف بابن اللبان.

مولده وشيوخه:

ولد ابن اللبّان سنة خمس وثمانين وستمائة من الهجرة «1» ، وكان مولده بدمشق، ثم قدم الديار المصرية فأنزله ابن الرّفعة بمصر وأكرمه إكراما كثيرا.وسمع الحديث بدمشق من أبى حفص عمر بن غدير بن القوّاس، والحافظين أبى الحسن اليونينى والفزارى. وبثغر الإسكندرية من الشريف تاج الدين الغرّافى، وغيره. وتفقه بابن الرفعة، وجمال الدين أبى بكر محمد بن أحمد بن عبد الله


ابن سحمان الشّريشى، وأبى المعالى محمد بن على بن عبد الواحد الأنصارى، وصدر الدين محمد بن عمر بن مكى بن الوكيل. وأخذ العربية عن شيخ النحاة، والحنابلة، والقرّاء، شمس الدين محمد ابن أبى الفتح البعلى. وقرأ القراءات «الشاطبية» على والده، شيخ القراء والصلحاء.
وصحب فى التصوف الشيخ ياقوت العرشى «1» المقيم بالإسكندرية، صاحب الشيخ أبى العباس المرسى، صاحب الشيخ أبى الحسن الشاذلى. ودرس بقبة الشافعى، وغيرها.

تصانيفه ومؤلفاته:

وبرع ابن اللّبّان، فقها، وأصولا، ونحوا، وتصوّفا، ووعظ الناس، وعقد مجلس التذكير بمصر، ودرّس بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعى رضى الله عنه، وكان أديبا وشاعرا ذكيّا، فصيحا، ذا همّة وصرامة، وانقباض عن الناس.
وله تصانيف مفيدة، منها: «ترتيب الأم» للإمام الشافعى على مسائل الروضة، واختصر «الأم» فى أربعة مجلدات ولم يبيضه، واختصر الروضة، ولم يشتهر لغلاقة لفظه، وجمع كتابا فى علوم الحديث، وكتابا فى النحو، و «ألفية» ضمّنها أكثر فوائد «التسهيل» و «المقرب» لم يصنّف مثلها فى العربية، وشرحها، و «ديوان خطب» . وله «تفسير» لم يكمله، جاءت سورة البقرة فيه فى مجلدين، وله كتاب «متشابه القرآن والحديث» تكلم فيه على بعض الآيات والأحاديث المتشابهة بكلام حسن على طريقة الصوفية، سمّاه «إزالة الشّبهات عن الآيات والأحاديث المتشابهات» . وله نظم :
ومن أشعاره الرائقة:
أحبّة قلبى أنتم وحياتكم ... حياتى فمالى عيشة بسواكم
أموت إذا غبتم وأنشر عند ما ... يبشّرنى ريح الصّبا بلقاكم
إذا كنتم روح الوجود بأسره ... فكيف يعيش الصّبّ عند جفاكم
فإن كان ذنبى حال بينى وبين ما ... يؤمّله منكم نزيل قراكم
ومالى سوى أنّى بكم قد أتيتكم ... وعادتكم أن تجبروا من أتاكم
ومن شعره الذي أورده فى كتابه «المتشابه فى الرّبّانيّات
تشاغل عنا بوسواسه ... وكان قديما لنا يطلب
محبّ تناسى عهود الهوى ... وأصبح فى غيرنا يرغب
ونحن نراه ونملى له ... ويحسبنا أنّنا غيّب
ونحن إلى العبد من نفسه ... ووسواس شيطانه أقرب
ومن مناجاته فى هذا الكتاب، وهو ممّا أخذ عليه

«إلهى، جلّت عظمتك أن يعصيك عاص، أو ينساك ناس، ولكن أوحيت روح أوامرك فى أسرار الكائنات، فذكرك النّاسى بنسيانه، وأطاعك العاصى بعصيانه، وإن من شيء إلّا يسبّح بحمدك، إن عصى داعى إيمانه فقد أطاع داعى سلطانك، ولكن قامت عليه حجّتك، ولله الحجّة البالغة لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ

ومن كلامه- فى الكتاب نفسه- على حديث: «إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة ... » الحديث:
«فيه إشارة إلى أنّ خشية سوء الخاتمة مخصوص بأهل أعمال الجنّة، وأمّا أهل الإخلاص لأعمال التوحيد، فلا يخشى عليهم سوء الخاتمة، ولهذا قال:
«فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ... » فأفهم بذلك أنّ المتقرّب متقربان: متقرّب إلى الجنة بأعمالها، ومتقرب إلى الله بذكره، كما ثبت فى حديث: «أنا عند ظنّ عبدى بى، وأنا معه حين يذكرنى ... » إلى قوله:
«وإن تقرّب إلىّ ذراعا تقرّبت منه باعا» ، وذلك يفهمك أنّ المتقرب إلى الله تعالى لا يمكن أن يبقى بينه وبينه ذراع، لأن ذلك الذراع إن كان التقرب به مطلوبا من العبد لم يبق بعده مقدار يتقرّب الله تعالى به إليه، وحينئذ فيستلزم الخلف «2» فى خبره، وهو محال، وإن كان موعودا به من الله لزم تنجّز وعده، وتحقّق القرب للعبد، فلا يبقى بعد ولا دخول إلى النار، فعلم أن ذلك الذراع مخصوص بأهل القرب إلى الجنة، التى لا يلزم ممّن يقرّب إليها، فافهمه، فإنه بديع «3» .

ومنه: قال: أنكر القاضى أبو بكر بن العربى فى كتاب «الأحوذىّ» ثبوت الرؤية فى الموقف، وقال: إن نعيم الرؤية لا يكون إلّا للمؤمنين فى الجنة، وإن ما جاء فى الرؤية فى الموقف فإنما هو على سبيل الامتحان والاختبار. والذي نعتقده: ثبوت الرؤية وتعميمها للمؤمنين فى الموقف، على ما صحّ فى الحديث، وذلك صريح فى قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ
والله أعلم بالصواب.
وفاته:
وكان- رحمه الله- حسن المجالسة، كثير التودّد للإخوان، وظهرت له أمور وكرامات، وكانت وفاته شهيدا بالطاعون فى شوال سنة 749 هـ ودفن بالتربة المذكورة آنفا، وقبره يزار- عليه رحمة الله تعالى.





صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/