اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6438
|
حياة الرسول الحربية صلى الله عليه وسلم
هذا هو مجمل الحالة الحربية قبل الاسلام وعند ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ويجدر بنا أن نذكر هنا أنه فى وقتنا الحاضر إذا ما شكلت الحكومة الاسلامية جيشا منظما وأجرت عليه مجرى الأمم المتمدنية بانتظام فلا أقل من أن ننتظر ونتوقع أن نقل حوادث السلب والسطو والنهب وغيرها من الموبقات الى حد بعيد ، إذ أن انتظام الجندية فى الدولة كقيل بأن يقضى ويقتل ف نفوس المجرمين التفير فى السلب أو النهب فضلا عن أن التدريب العسكرى الذى تتعهد به الحكومات جيوشها فى الوقت الحاضر ، يغنى بالمثلل عن تلمس صفات المقاتلة عن طريق إيجاد وغرس طبائع وعادات وحشية ممقوته خالية من الرحمة والانسانية فى قلوب الأهلين كما كانت تفعل الأمم الأخرى فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا قلنا إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأخذ بفكرو إيجاد جيش دائم للدفاع عن البلاد فانما نقول ذلك لأنه كان يتمسك بالمبدأ الأسمى وهو أنه لا يجوز ولا يحق لأمة أن تعتدى أو تغير على أمة أخرى . وتبعا لذلك ، فكل الأمم التى تأخذ بهذه الفكرة السامية – فكرة عدم الاعتداء – وتتمسك بأهاب ذلك المبدأ النبيل ، لن تخوض غمار الحرب إلا إذا كانت دفاعية محضة . وإذا تحتم علىأمة أن تقاتل جيشا قويا مغيرا ، فواجب كل فرد فى تلك الأمة أن يهب لا مشتاق الحسام والتطوع للدفاع عن الوطن ونصرة قضيته وعلىة ذلك فقد اعتبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه فرض محتم على كل مؤمن أن ينهض للذود عن وطنه إلا إن إعداد جيش قوى بحيث يصلح لأن يدافع عن البلاد دفاعا مجيدا فى أية لحظة طارئة يطلب منه إنما هو أمر تقوم دونه صعاب جمة ، ولا شك أن الوسائل المختلفة التى استعملتها ولجأت اليها الأمم الأخرى قديما للاحتفاظ بشجاعة الأفراج وجبلتهم الحربية وجعلهم على استعداد لحماية البلاد والمحافظ عليها ضد المفاجىء – لزالت موجودة ويمـــــــــكنها أن تفى بالغرض الذى يريده الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن ما كان صلى الله عليه وسلم ليأخذ بمثلها وهى تورث الوحشية وتنشرها بين الناس ، وتهدم مستواهم الانسانى والخلقى ، وتقضى على مواهبهم العقلية والأدبية فضلا عن عرقلتهم فى سبيل رقيهم الروحة : فيتضح لنا هنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قائد فذ ذو مقدرة ممتازة ، وكفاية نادرة المثال ، ونتلمس ذلك أكثر وضوحا ، من تلك الحقيقة الواقعة ، وهى أنه فى الوقت الذى ما كان ليغمض فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عينا عن مركزه السامى كنبى ومبعوث ( وبذلك لم يترك وسيلة إلا واتخذها ، ولا طرقا إلا وسلكه لاصلاح قومه والنهوض بهم إلى أعلى المستوى الخلقى والروحى ) – أمكنه دون أن يلجأ الى إيجاد جيش منظم ثابت بمعنى الكلمة ، أن يحتفظ بقومه وأتباعه مدربين على أحسن وجه وأكمله ، وعلى استعداد دائم لمواجهة كاف الطوارىء ورد عدوان أى جيش مغير مهما كان تنظيمة وتدريبه مع تمكنه من أصول الحرب وفنونها ، وقدرته على التغلب على أعدائه مهما فاقوه عددا وعدة.
|
|