موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

تمتع الحكومة الاسلاميى بالحكم
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=20030
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ السبت نوفمبر 01, 2014 11:11 pm ]
عنوان المشاركة:  تمتع الحكومة الاسلاميى بالحكم



ت[color=#007F00]تمتع الحكومة الاسلاميى بالحكم


تابع كتاب تاريخ الجندية الإسلامية
إن تلك الحكومة الاسلامية لا ولى التى تمتع بها المسلمون زمنا ليس بكثير وعين أبو بكر حد السلطة العليا فيها بتلك الخطة الانيقة ، حكومة ديمقراطية قل أن يجد طلاب الحرية والعدل فى طل عصر احسن لسياسة الامم منها . وإنما تمتع بها المسلمون ذلك الزمن القليل منذ كاوا يشعرون شعورا واحدا بحاجة الحاية الاجتماعية ويعلمون أن السعادة والشقاء منوطان بالاعتماد على النفس والعمل بسنة التعاون لا بمن يتولى أمرهم ، ويعطى مقاليد الرياسة عليهم وهو واحد منهم يشعر كشعورهم ويعمل للمصلحة العامة عملمهم . فاذا أحسن اعانوه . وإذا زاغ قوموه . ولكن لما فقد منهم ذلك الشعور واستحال إلى الاعتقاد بالعجز عن القيام بشؤون الحياة الاجتماعية الا اذا تركوا مقاليد الامور إلى رئيس تتجه آمالهم اليه : ويعولون فى اسباب السعادة عليه . فيفنى وجودهم فى وجوده وتضمحل ارادتها فى ارادته فلا يطون إلا ما يشاء لا ما يشاؤن ولا يعمل إلا ما يريد لا ما يريدون ، استحلت حكومتهم من الديمقراطية المحضة إلى الارستقراكية المحضة فأصببحت ذات سلطة جائرة نزعت منازع الجبروت واستأثرت بالمصالح واجتثت أصول الشورى . ومن ثم تشوش نظان الدولة الاسلامية ز وانحطت مدراك الأمة عن مقام العرفان بواجب الراعى والرعيت . فسلبت منها نعمة التمتع بالعدل . كما حرمت حكوماتها نعمة الراحة والانتظام . نظرة واحدة لما كانت عليه الدولة العباسية وغيرها من دول الاسلام التى حلت محل الدولة الأولــى ( دولة الحق والعدل ) تريك بونا شاسعا بين كلتا الحالتين .
وما زال يتفاقم هذا الداء حتى ألف المسلمون حكم الاستبداد ، ورضوا بالجور والعبودية بديلا عن العدل والحرية وباتوا أضعف الأمم إحساسا بآلام الظلم وابعد الشعوب عن التطلع إلى الحرية ولم يساووا بالشعور بأذى الحكم المطلق والحاجة إلى الحكم المعتدل أقل الشعوب عددا من الغربيين وأضعفهم قوة فضلا عن بقية الأمم العظيمة الأوربية وأوضح شاهد على هذا أن المسلمين مازالوا إلى هذا العهد محكومين بأنواع الظلم والأستبداد فى كل بقعة من بقع الأرض وليس لهم حكومة تضارع أدنى حكومة من حكومات الغرب فى الرقى وحسن النظام ومع هذا فليس فيهم ولا شعب واحد يحس بهذا المرض الذى برح وجرح فينهض لتلافى الأمر وينظر فى سوء المتقلب أو يخطر له محاولة الخلاص من هذه الحال فى بال وها خى ذى بلاد الغرب وخا خى ذى بلاد الاسلام .
ولقد أصبح كل فلاسفة العالم فى حيرة من هذا التدنى البالغ منهتى درجات الرضا بالشقاء ، والصبر على البلاء وبات بعض المتنبهين من رجال الاسلام فى حيرة من تعليل الأسباب الداعية لجمود هذه الأمة ويأس من سلامة مستقبل المسلمين ك وأما فلاسفة أوربا فانهم ألصقوا أسباب التدنى فى الأمة الاسمية بالدين بدعوى أن المسلمين والغربيين من طينة واحدة لا فرق بين الفريقين فى الخلق والتركيب يدعوا إلى مثل هذا التفاوت الكبير فى الشعور وهو قول فى الحقيقة خال عن التحقيق . إذ الأسباب الداعية لتدنى المسليمن واختلال نظام دولتهم كثيرة وهى غير الدين الذى يبرأ إلى الله من جموج المسلمين وأهم تلك الأسباب استحالة حب الاستقلاق إلى الاعتقاد بالعجز وترك الاعتماد فى سائر شؤونهم على أولياء الأمر كما قدمناه والدين يبغض اليهم العجز وينهاهم عن الرضا بالذل .
أفرط بعض الخلفاء بحب الأثرة وفرط المسلمون معهم بحرية الهيمنة عليهم والمشاركة لهم والاشراف على أعمالهم كما كان الأمر على عهد الخلفاء الراشدين فكان من ذلك الافراط وهذا التفريط إذ فسد كثير من شؤو المسلمين الدنيوى وانحلت عرى حكومتهم الديمقراطية فدخل الوهن على الحاكم والمحككوم وشق الظالم والمظلوم . وكان الضرر بالخلفاء اعظم ، والندامة بهم ألزم . إذا ساءت سياستهم للملك وانصرفت همهم إلى السفاسف فتوثبب أمراء الاطراف على ملكهم وتشاطروا سلطانهم فلم يدعوا لهم من الامامة الا الرسم ولا من السلطان إلا الاسم ، فظلموا من حيث طلموا ، وأخذوا من حيث أخذوا وهم لا يشعرون ، ولو علموا أن سنة الخلفاء الراشدين أبقى على مالكهم وأعز لسلطانهم لما جادوا عنها قيد شبر . ولما خالفوها أبد الدهر . وهل كانت غزوات التتار وهجمات أهل الصليب إلا نتيجة الوهن الذى دخل على الخلافة واصاب مجموع الأمة وسببه ذلك الافراط والتفريط .
أى وهن لهمر أبيك أشد على الأمة وأظهر فى جانب الخلافة من أن تصير كل قرية كبيرة من الممالك الاسلامية كتكريت فى الجزيررة وسيجر فى الشام مثلا عاصمة لملك من ملوك الطوائف ينفرد بسلطانه : ويحكم بشهواته : وينابذ جاره فى الملك ك ويقاتل أخاه فى الدين : والامام فى عاصمة الاسلام كبغداد ومصر مغلوب على أمره . محصور السلطة فى قصره .
إن بقاء المسلمين إلى الآن يتمتعون بشىء من الرفاهية والعيش بعد تلك الحال التى كافح فيها اسلافهم فوضى الملك والساسة وجيوش الصليب والتتار عدة أجيال لمعجزة من معجزات الدهر التى تحير الألباب وتدعوا ملوك المسلمين إلى النظر والاعتبار وقياس الماضى على الحال إن مدينة المسلمين التى كانت فى تلك العصور أرقى من مدينة سواهم وقتهم على تفريق كلمتهم ووهن عصبيتهم من الانحلال وحفظت سيادتهم من الزوال . فاذا انعكست هذه القاعدة الآن وأصبح التمدن الغربى على ما نرى باسطان رواق القوة على ما عداه : راقيا فوق كل تمدن سبقه . فماذا يكون الحكم
إنه حكم يستدر عبرات العيون . ويثير كوامن الشجون ، ويطلق السنة أهل الحق الذين لم يخمد أنفاسهم خلق الرياء ولم تعم أبصارهم عن حالة المسلمين أو تحجب عن بصائرهم سنن الكون فتنادى على ملأ السامعين إن تبعة هذا المصير عائدة على أولياء أمر المسلمين الذين لم تنفذ فى جدار قلوبهم صوادع العبر ولم يزل دأبهم دأب آبائهم الأول ولو أصبح الحال غير الحال وأنطبقت الجبال على الجبال او أذن لاستقلال المة والملك بالزوال ، ولكل أمة رقدة ولقد طالت رقدة المسلمين ، ولكل نبأ مستقر ولتعلمن نبأه بعد حين
ومثل ما كان صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر المهيمنين على شؤون الدولة جليلها ودقيقها صغرها وكبيرها من أدناها إلى أقصاها يكون الآن الرؤساء والزعمماء فى الممالك الاسلامية كما كان سلفهم فهم المحور الذى تدور عليه سياسة البلاد ؛ هى هذه السياسة الاسلامية . شعارها ، القوة أساس الحق يسمو فوقها الوطن هو العقيدة والدين هو الوطنية وفى القوة الضمان الوحيد لعلو كلمة الحق
رقاب تطير فى سبيل الله والدين . ودماء تراق فى سببيل اعلاء كلمة الله لجعلها هى الكلمة العليا وغيرها هى السفلى
هذه هى سياسة الاسلام وهذه هى مبادىء الاسلام وإن الاسلام قديما ما انتشر لواءه على العالم وخفقت رايته بين الخافقين إلا بالسير على انماط هذه المبادىء السامية فالحق لا يسير ولم يسيرر الا بحماية القوة والقوة لاى تسيرر ولن تسير الا بالوحدة والوحدة هى الوطنية والوطينة هى الدين هكذا حدث التاريخ وهكذا أخبرت السير وهكذا نبأ العالم وهكذا قالت الآنبياء والزعماء والمصلحون فى كل جيل وفى كل أمة وفى كل مصر وهذه سنة الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تحويلا ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولئن كان هذا الدين ( دين الاسلام ) قد أضحى الآن بين أظهرنا غريبا فسوف يأتى الله بقوم غرباء يحبهم ويحبونه ينصورن دينه هكذا أخبر الذى لا ينطق علنالهوى بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء .

[/color]

الكاتب:  فراج يعقوب [ السبت نوفمبر 01, 2014 11:43 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: تمتع الحكومة الاسلاميى بالحكم

اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/