موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

تابع كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( لحسن قاسم )
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=20001
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الأربعاء أكتوبر 29, 2014 9:11 pm ]
عنوان المشاركة:  تابع كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ( لحسن قاسم )

[size=200]

الاستعمار بين الاسلام وأوربا


أما والله لن تبلغ أمة بالظلم والقوة وكثيره العديد والعدة ما بلغه المسلمون فى ربع قرن من استخضاع الأمم بالعدل والايغال فى احشاء الممالك بجعوة القرآن فيمسك المنخرصون ولينصف الغربيون فان سلكان الظلم إذا أسرع بسيفه إلى الرقاب فلا سلطة له على النفوس وإنما تملك النفوس بالعدل وتلتف الناس على القائم بالقسطاس ، السائس بالرحمة ، الباسط بساط الحرية والأمن ، ومن لهذا غير أولئك الفاتحين والأخيار ، وأنى يجاريهم ساسة الممالك فى هذا المضمار ، فجزاهم الله خير جزاء على ما تركوا من حسن الاثر للمسلمين وبئس من غلبتهم الشهوات عبد أن غيروا وبدلوا فكانوا من الخاسرين وقذفوا بالأمة من حالق مجدها إلى وهدة الذل المهين .
أجل إن أكثر ما فتح أولئك الفاتحون البواسل بالعد لا بالسيف ن وينصفة لمغلوبين لهم لا بالحيف ولما ثقلت على الأمم القديمة وطأة الاستعباد ، واستحكمت فى نفوس ساستهم شكيمة الظلم والاستبداد تلقوا المسلمين فى الظاهر بالحرب ، وفى الباطن بالمسرة والحب ، ولا يسع لمغلوب على أمره من مستبد قاهر إلا أن يسلق بعصاه كما سبق المحاربون لأهل الاسلام وهم مكرهون ، ولا دالة دولتهم من العرب متمنون ، وأى شاهد على هذا أعدل من التاريخ الذى ينطق عليهم بالحق ولا يقول إلا الصدق .
روى البلاذرى فى فتوح البلدان أنه لما جمع هرقل للمسلمين الجموع وبلغ المسلمين اقبالهم اليها لوقعة اليرموك ردوا على أهل حمص ما كانوا أخذوا منهم الخراج وقالوا قد ضغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم فأنتم على أمركم فقال أهل حمص لولايتكم وعدلكم أحب الينا مما كنا فيه من الظلم والغش ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم ؛ ونهض اليهود وقالوا والتوراة لا يدخل عامل هرقل مدينة حمص إلا أن نغلب ونجهد فأغلقوا الأبواب وحرسوها ، وكذلك فعل أهل المدن التى صولحت من النصارى واليهود وقالوا إن ظهر الروم واتباعهم على المسلمين صرنا إلى ما كنا عليه وإلا فانا على أمر نا ما بقى للمسلمين عدد.
واحزناه على ذلك العجل واشوقاه لهاتيك الأمة صدق ربى تلك امة قد خلت لها ما كسبت ، قوم نشأوا فى مهد دولتهم ونشأت فى أحضانهم ؛ ودانوا بدينها ودانت بدينهم ، يغلقونن فى وجهها الأبواب ويظاهرون عليها العددو ويقسمون على الوفاة للمسلمين ما بقى منهم عدد يقاوم دولتهم ، وينكس أعلام سلطانهم ، وهم ليسوا على دينهم ، ولا من جنسهم ؛ ولا من أهل لغتهم ؛ هل مرتوا من الدين هل خانوا الدولة ، هل باعوا الوطن ، هل ماتت فيهم عواطف العزة ??
كلا وربك لن يجر عليهم هذا المجرى وإنما هو العدل العدل . العدل الذى جمع الأمير والمأمور والخادم والمخدوم والكبير والصغير والرفيع والوضيع فصيرهم فى شرعة الحق سواء وضمهم تحت راية الحرية والأخاء الوحدة مبدءهم والوطنية عندهم هى الدين والدين فوق كل شىء .
شىء شاهدوه أولئك القوم من العرب وشهدوه ، وذاقوا طعمه بعد أن لم يذوقوه فحبب إليهم دولة المسلمين بعد إذ أصبحوا من حقيقتها علىعلم ، وقالوا لهم لولا يتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والعشم .
اللهم إنك إذا حببت لسلطان الأرض قوما فقد أذنت له ولهم بالسعادة ، وأنزلت عليهم من سماء رحمتك روح السكينة ، وأفرغت عليهم لباس الأمن وأردت له سعة السلطان ، ومكنت لانصار دينك يومئذ سلطانهم ، وجعلت أعداءهم أعوانهم ، ومن استمسك بعروة كتابك الوثقى فان رحمتك قريب منه ، وأنى ينشبه بأولئك غيرهم وأولئك قوم رضى الله عنهم ورضوا عنه .
ناشدتكم الله أيها المسلمون من يصدق أن تلك القبائل البدوية التى نشأت على خب العصبية والتهالك على قتال بعضها بعضا والبعد عن معنى سياسة الأمم وحكم الشعوب ، والنفرة من مظاهر الحضارة ودواعى المدنية ، تنتهى اليها فى بضع سنين سياسة فارس والروم ورياسة آسيا وأفريقيا لو لم ينزل اليها القرآن ، وتستنير بشريعة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وسيد ولد عدنان :
لله ما أعظم فضل القرآن وما أسمى مقاصد الاسلام ، بالأمس كانت هذه القبائل مشهرة سيوفها على المسلمين والسمط بن الاسود الكندى والاشعث بن قيس فى محاجرها بقومها من كندة يضربون بالسيوف فى وجه المسلمين واليوم أحدهم الأشعث فى العراق يخوض بقومه غمرات الموت ويقتحم صفوف الفرس ، وينادى ياللاسلام ياللاسلام ، والثانى فى حمص يقسم منازلهم على المسلمين ، وأهلها من ورائه يغلقون فى وجه دولتهم الأبواب ، ويدفعون عنه جند الروم إن هذا لمن العجب العجاب .
أصبح العرب بعد تلك الهجمية المعروفة من قادة السياسة والحرب وأفضل من ساس الأمم فبات المغلوبون لهم ، الخاضعون لسلطانهم من الروم أحرص الناس على حكمهم ، وارغبهم فى شرعهم ، أفليس فى هذا كله ما يكف عن الاسلام ألسنة المخرصين ، ويشهد بأن الفتح الاسلامى كان خيرا وبركة على الناس أجمعين :
[/size]


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/