أبن غزالة
عالم القرآت السبع والعلم الشريف
هو الشيخ أبى العباس البصير
..... - 600





وبعد ا، نترك سيدى سلامة أبى طرطور تسير مقدار 30 متر تم تتجه يسارا فتجد حارة ضيقة آخرها تربة صغيرة فيها سيدى أبى غزالة وسيدى يحيى الصافيرى رضوان الله عليهم
عند الوصول إلى هذه التربة وجد لوحة رخامية مكتوب عليها المرسى أبو العباس الخرجى بن عكاشة سنة 40 هـ وهو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوم على خدمة الضريح رجل كبير يدعى عباس محمد محمد إبراهيم الشهير بالحاج ( على) وهو وأسرته فجلست معه وأخبرنى أنه يقول على خدمة الضريح من زمن طويل وقد وضعوا هذه اللافتة من الرخام تحت اسم المرسى أبو العباس البصير وهذا من عادة العامة تحريم الأسماء نظرا لعدم علمهم بصاحب هذا الضريح المبارك ولكن عندى خروجى من ضريح الشيخ أبو السعود بن أبى العشائر ومشيت قليلا وبعد زيارة لبعض الأضرحة التى سوف أذكرها توجهت إلى هذا الضريح وشرحت للعامة قصته :
وهذه التربة بها جماعة من الصلحاء والعلماء
كرامات الشيخ القطب ابن غزالة
وأجل من بها الشيخ الإمام العالم العلامة القدوة مربى المريدين شيخ الطريقة ومعدن الجود والحقيقة قطب وقته وغوث زمانه الشيخ أبو العباس أحمد الأندلسى الخزرجى المكنى بالبصير ويعرف أيضا بابن غزالة كان أبوه ملكا ببلاد المغرب ذكره الشيه صفى الدين بن أبى المنصور فى رسالته وأثنى عليه وقال إنه نشأ فى العبادة فى حال صغره وهو مكفوف من بطن أمه وهو تلميذ أبى أحمد جعفر الأندلسى تلميذ أبى مدين شعيب وقد أفرد بعضهم له كتابا فى مناقبه سماه الكوكب المنير فى مناقب أبى العباس البصير
تسميته بابن غزالة وكرماته :

وحكى عنه فى سبب شهرته بالغزالة أن أمه لما وضعته وجدته أكمه فقالت فى نفسها إن الملك إذا نظر إليه لم يعجبه ويزدريه فأخذته وخرجت به إلى البرية فألقيته فيها ورجعت فأرسل الله غزالة ترضعه فلما جاء الملك من السفر الذى كان فيه قالت له زوجته إنى وضعت غلاما وقد مات فقال لها لعل الله تعالى أن يعوضنا خيرا منه فخرج من عندها للصيد فضرب حلقة الصيد فنظر إلي غزالة فى وسط الحلقة وهى ترضع طفلا فلما رآه حن له فقال فى نفسه أنا آخذ هذا عوضا عن ولدى فأخذه وجاء به غلى منزله وهو فرحان وقال لزوجته إن الله تعالى قد عوضنا هذا الغلام فخذيه وربيه ليكون لنا ولدا فلما نظرت غليه بكت بكاء شديدا وقالت له والله هذا ولدى وقصت عليه القصة فقال الحمد لله الذى جمعه علينا فصارت أمه ترضعه هى والمراضع إلى ان كبر وقرأ القرآن فلما كمل له من العمر سبع سنين اشتغل لعلم القراءات السبع والعلم الشريف ونشأ منشأ حسنا وظهرت له كرامات جليلة .
وكان الشيخ رحمه الله تعالى طريقته التدريد والتقضف والأكل الخشن وكان عنده فقراء فى الزاوية أكثر لهم القراقيش والليمون المالح .
وكانت طريقة سيدى أبو السعود فى مأكله وأصحابه الأطعمة المفتخرة والحلوى فبلغ جماعة الشيخ أبى العباس طريقة الشيخ أبو السعود فمالوا إلى الذهاب إليه لأجل المأكل الحسن فجاءوا إلى الشيخ أبو السعود فمد لهم سماطا من القراقيش والليمون المالح فقالوا فى أنفسهم نرجع إلى الشيخ ونقنع بما قسم الله لنا فلما جاءوا إلى الشيخ أبى العباس نظر اليهم بعين قلبه وقال لواحد منهم خذت هذه البنة وامض بها غلى الصاغة فنظر إليهم فإذا هى ذهب أحمر فناولها للدلال فباعها بألف دينار وقبض الثمن وجاء به إلى الشيخ ؛
قال الشيخ : كم فقير أنتم هنــا ؟
قالوا : عشرة
قال الشيخ : فيأخذ كل منكم مائة دينار ويخرج عن صحبتى لأن الفقراء لا يصحبهم من يريد الدنيا وأنتم ملتم إليها وإلى مالها الحسن
فقالوا : يا سيدى لا حاجة لنا به وليس لنا رغبة إلا فى صحبتك
فقال : ردوا هذا المال إلى صاحبه وأتونى بالبنة
فجاءوا أليهوهى على حالتها الأولى فرماها الشيخ إلى جانب الزاوية وهذا من جملة كرامات الشيخ انقلاب الأعيان له وحج من مصر ما شيا وأقام بقرافة مصر ومات بها فى سنى الستمائة وإلى جانبه قبر زوجته كانت من الصالحات
وفى مرشد الزوار الجزء الثانى :
تربة الشيخ القطب أبى العباس البصير، المعروف بابن غزالة، ومن بها من الأولياء والعلماء والصالحين
وتترك ضريح سيدى أبى السعود وتمشى قليلا متجها إلى الغرب، تجد مقام العارف بالله تعالى الشيخ أبى العباس البصير، وهى تربة بها جماعة من العلماء والأولياء والصالحين، أجلّهم سيدى أبى العباس البصير «1» ، رضى الله عنه.
وهو الإمام العالم، العارف بالله، الناسك الزاهد، مربى المريدين، قطب وقته، وغوث زمانه الشيخ أبو العباس أحمد البصير الخزرجى الأنصارى الأندلسى، ويعرف أيضا بابن غزالة، ولد مكفوفا من بطن أمّه، وكان أبوه ملكا ببلاد المغرب، ذكره الشيخ صفى الدين بن أبى المنصور فى رسالته وأثنى عليه، وقال: إنه نشأ فى العبادة منذ صغره. وهو تلميذ الأستاذ أبى أحمد جعفر الأندلسى، تلميذ أبى مدين شعيب.
سبب تسميته بابن غزالة:
حكى عنه «2» فى سبب شهرته بابن غزالة: أن أمّه لمّا وضعته وجدته أكمه، ليس له بصر ينظر به، فخافت من سطوة أبيه إذا نظر إليه فلم يعجبه، فألقته فى البريّة ورجعت، فأرسل الله غزالة ترضعه، فلما جاء الملك من السفر الذي كان فيه قالت له زوجته: إنى وضعت غلاما، وقد مات، فقال لها:
لعل الله تعالى يعوضنا خيرا منه. فخرج من عندها للصيد، فضرب حلقة الصيد، فنظر إلى غزالة فى وسط الحلقة وهى ترضع طفلا، فلما رآه حنّ له، فقال
فى نفسه: أنا آخذ هذا عوضا عن ولدى، فأخذه وجاء به إلى منزله وهو فرحان، وقال لزوجته: إن الله تعالى قد عوّضنا هذا الغلام، فخذيه وربيه ليكون لنا ولدا. فلما نظرت إليه بكت بكاء شديدا وقالت له: هذا- والله- ولدى، وقصّت عليه القصة. فقال: الحمد لله الذي جمعه علينا.
ونشأ الشيخ من صغره منشأ حسنا، وقرأ القرآن وعمره سبع سنين، واشتغل بالقراءات السبع، والعلوم الشرعية إلى أن برع فيها، ثم تصوّف، وفتح الله عليه، فكان من أصحاب الكشف التام، وظهرت له كرامات خارقة «1» .
كراماته:
وكان الشيخ أبو العباس معاصرا لسيدى أبى السعود بن أبى العشائر، وكان بينهما مودّة واتصال، وكانت طريقة الشيخ أبى العباس التجريد والتقشف، والمأكل الخشن، وكان عنده فقراء فى الزاوية، أكثر أكلهم- عنده- القراقيش والليمون المالح، وكانت طريقة أبى السعود فى مأكله وأصحابه الأطعمة المفتخرة والحلوى، فوقع فى أنفسهم الذهاب إلى سيدى أبى السعود لأجل المأكل الحسن، فلما ذهبوا إلى أبى السعود قدّم لهم ليمونا مالحا وقراقيش، فقالوا فى أنفسهم:
نرجع إلى الشيخ أبى العباس ونقنع بما قسم الله لنا. فلما جاءوا إلى سيدى أبى العباس نظر إليهم بعين قلبه وقال لأحدهم: خذ هذه اللّبنة «2» وامض إلى الصاغة وجىء بثمنها. فأخذها ومضى إلى الصاغة، فنظر إليها فإذا هى ذهب أحمر، فباعها بألف دينار، وجاء بالثمن إلى الشيخ، فقال الشيخ: كم فقيرا أنتم هاهنا؟ قالوا: عشرة. قال: فليأخذ كلّ منكم مائة دينار ويخرج عن صحبتى، لأن الفقراء لا يصحبهم من يريد الدنيا، وأنتم ملتم إليها وإلى مالها
ومأكلها الحسن. فقالوا: يا سيدى لا حاجة لنا بها، وليس لنا رغبة إلّا فى صحبتك. فقال لهم: ردّوا هذا المال إلى صاحبه وائتونى باللّبنة. فجاءوا بها إليه وهى على حالتها الأولى، فرماها الشيخ إلى جانب الزاوية. وهذا من جملة كرامات الشيخ وانقلاب الأعيان له.
ومن كراماته التى ذكرها الشعرانى فى طبقاته، أن شخصا من مريديه قدم على سيدى عبد الرحيم القناوى- بعد وفاة الشيخ أبى العباس- وكان الشيخ عبد الرحيم يأخذ العهد على جماعة من الحاضرين، فمدّ يده ليد فقير سيدى أبى العباس البصير وهو فى المحراب، فخرجت يد أبى العباس من الحائط فمنعت يد الشيخ عبد الرحيم، فقال الشيخ عبد الرحيم: رحم الله أخى أبا العباس، يغير على أولاده حيّا وميتا «1» وكانت وفاته- رحمه الله تعالى- سنة 623 هـ رضى الله عنه وأرضاه.
وإلى جانبه قبر زوجته السيدة «موفقة» ، وكانت من الصالحات وأهل الولاية.
وفى الكواكب الدرية
أبو العباس البصير
صوفى معروف عارف ، يرفل من التقوى فى أبهى المطارف
.
أصله من المغرب ، ثم قدم مصر فقطنها ، وكان من أهل الكشف التام والقبول العام ، وهو رفيق ابن أبى العشائر على مشايخه وكان كل منهما يكاتب الآخر ، فيرمى الورقة فى الخليج ، فتقف على سلم زاوية الآخر * وقدم رجل من تلاميذته على الشيخ عبد الرحيم القنائى ، فمد الشيخ يده ليأخذ عليه العهد ، فخرجت يد من المحراب ، فمنعته ، فقال : رحم الله أخى أبا العباس مع أولاده حيا وميتا * وقد أفرد البرهان الأبناسى لترجمته كتابا حافلا سماه ( تلخيص الكوكل المنير فى مناقب الشيه أبى العباس البصير ) قال فيه : إن من كراماته أنه لما قدم مكة أجتمع بالشيخ ابى الحجاج الأقصرى وجلسا مجلسا بالحرم يتذاكرون أحوال القوم ، فقال الأقصرى : هل لك فى طواف أسوبع ؟ فقال أبو العباس : لله تعالى رجال يطوف بيته بهم ، فنظر أبو الحجاج وإذا بالكعبة طائفة بهما * قال الأبناسى : ولا ينكر ذلك ، فقد تضافرت أخبار الصالحين على نظائر ذلك * وهو مدفون بالقرافة الصغرى وقبره بها ظاهر يقصده الزوار فى كل يوم جمعة .