السادة الوفائية
قال لى قائل : رأيتك تهوى آل طه ودائما ترتجيهم
إن حقا عليك أن تقضى العمر مديحا فيهم
وفيمـــــا يليهم
قلت كيف لا أمــــــح قومــــــــــــــــــــــــــــــــــا
كــــأ جبريــــــــــــــــــــــــــلأ خادما لأبيهم
وعندما تخرج من حوش سيدى ابن سيد الناس تمشى يسارا لنهاية الشارع تجد السادات الوفائية من الخلف فتنحدر يسارا ثم يمينا فتجد مسجد السادات الوفائية وهو مثلما موضح بالخريطة والصور المرفقة لها .












هذا هو الطريق المؤدى إلى السادة الوفائية
اللهم صلى وسلم وبارك وأنعم عليك يا حبيبى يا سيدى يا رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم
عندما نسطر هذه السطور عن الوفائيين وساداتهم فلا يسعنا المقام أن نذكرهم فى عجالة ولكن لهم قدر فسوف نرى أولا ما كتب فى كتاب نيل الخيرات الملوسة بزيارة ( أهل البيت ) و(الصالحين ) بمصر المحروسة – ثم نذكر ما كتب فى مساجد مصر وأولياؤها للدكتورة سعاد ماهر – ثم نذكر ما كتبه العلامة على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية - ثم نرى المقريزى وما قاله وما نقلته بعض المؤرخين – ولعلى قد تقولوا مالى لا أنهى موضوعاتى السابقة مثل كتاب أخبار الزينبيات وكتاب فتح الله فى مولد خير خلق الله وكتاب ذكرى مصرع الحسين ولكن كل شىء بمقدار وبوقته وبحاله فحينما يخطر ببالى أسم ولى أو أسم صاحب سيرة فأبحث عنه وأترك الباقى لوقت أخر وأنا الان وقد كتبت الجزء السابع من ذكرى مصرع الحسين لجدى النسابة حسن قاسم وكذا الجزء الثانى عشر من كتاب جدى فتح الله البنانى وإذ يخطر ببالى هذا المقام وقد زرت مبنى أثرى له فأبتديت بالبحث عنه والآن سأبتدى من الحديث عن جدتى الكبرى
وهى والدة النسابة جدى حسن قاسم رحمه الله تعالى يقول السخاوى فى تحفة الأحباب ص 401
فى الجهة الغربية من مقابر الصدقة شرقى عقبة بن عامر منها مقبرة الشهداء ومقبرة السادة البكرية القديمة والى جانبها الزاوية الفتحية بها مقام السيدة الشريفة نبيهة من السادة الوفائية وهى بنت السيد على الحسينى الكرارجى الوفائى بن محمد السينى الكرارجى الشافعى الاحمدى وكذلك
يوجد لها نسب يتصل بأبى فتح الواسطى الوفائى المدفون بالاسكندرية ونسب آخر يتصل بأبن ادريس بن جعفر زكى المدون بالجودرية وكانت من أكابر وكرائم الاسر ذات صلاح وتقوى وحدث من حضر وفاتها
من الموسومين بالصلاح ان حضرة النبى صلى الله عليه وسلم قد حضرت روحانيته الشريفة ساعة تجهيزها ورآه المحدث بعينه ومن كراماتها أنها بعد أن نقلت من قبرها وفتحوا القبر وجدوا جسدها
الشريف كما هو لم يغيره الزمان رحمها الله وجعلها فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ورحمنا ورحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ورحمنا ورحم الجيمع بإذن الله تعالى
وإذا رأيت بيوت السادات الوفائية ستعجب من جمالها وحسنها
يقع مسجد السادات الوفائية بشارع التونسى بسفح المقطم وتحديداً بين ضريح أبوالسعود بن ابى العشائر وضريح الشيخ تاج الدين ابن عطا الله السكندرى وقد بنى هذا الأثر مكان زاوية قديمة كانت تعرف باسم زاوية السادات أهل الوفا وقد اعاد بناء هذا المسجد الحالى الوزير عزت محمد باشا بأمر من السلطان عبدالحميد العثمانى وذلك فى سنة 1191 هـ - 1777 م.
منشى الأثر ونسبة الشريف
شرع فى أنشاء الزاوية التى اقيم عليها المسجد الشيخ أبو الانوار محمد الاوسط بن محمد نجم الذى ينتهى نسبة الى الادارسه الاشراف بالمغرب الأقصى أولاد الحسن بن الأمام على بن ابى طالب وكان اكبرهم شهرة وجلالاً واحوالاً هو السيد محمد وفا منشىء المسجد الحالى الذى بين ايدينا.
والذى ولد بمدينة الإسكندرية سنة 702 هـ ونشأ تقياً ورعاً محبا للعلم وسلك طريق سيدى الأستاذ ابى الحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه واجتمع بياقوت العرشى وهو أول من عرف باسم ( وفا ) وتجمع المراجع والمصادر التاريخية على انه سمى وفا لان النيل توقف فلم يزد فى أوان الوفا فدعا السيد محمد ربه فوفا النيل فلقبوه بـ ( وفا ) وهو من اكابر العارفين وله مؤلفات اكثرها مازال مخطوطاً فى المكتبة الأزهرية وفى دار الكتب المصرية ومن أهمها نفائس العرفان من انفاس الرحمن وكتاب مناهل الصفا وكتاب المقامات السنية. وتوجه سيدى محمد وفا إلى أخميم بصعيد مصر فتزوج بها وانشأ بها زاوية كبيرة ووفد الناس عليه افواجاً ثم صار الى مصر وأقام بالروضة عاكفاً على العبادة مشتغلا بذكر الله تعالى وطار حديثة إلى الافاق.
وتوفى رضى الله تعالى عنه بالقاهرة فى عام 765 هـ - 1363 م ودفن بالقرافة بين ضريحى الشيخ أبو السعود ابى العشائر والشيخ ابن عطا الله السكندرى فهو بذلك يعتبر رأس الوفائية وأول من دفن بهذا المكان الذى هو مسجد الوفائية وقد نعت اولاده واحفاده من بعده بالسادات الوفائية.
وترك سيدى محمد وفا ولده على واخاه صغيرن فى كفالة وصيهما تلميذة الشيخ الزيلعى ولما بلغ سيدى على من العمر سبعه عشر عاماً جلس مكان ابيه فى زاويته وشاع ذكره فى البلاد وكثر اتباعه ومريدوه وقد كان رضى الله تعالى عنه فى غاية البهاء والجمال له نظم وموشحات رقيقة فى اسرار اهل الطريقة والتصوف وهو أول من تولى السجادة الوفائية وتوفى فى الروضة سنة 807 هـ وجنازته ضمت خلقاً كثيراً لم تر القاهرة مثلها ودفن مع والده السيد محمد الوفا.
وقد قال الامام الجعفرى فى خطبة يوم جمعه ان سيدى على وفا رضى الله تعالى عنه كان من إرباب الاحوال والمقاصد والأنوار والمكاشفات فقد شهد الشيخ على وفا المقام المحمدى عند دخوله القبر فأنشد يقول:
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد
هذا النعيم هو المقيم إلى الابد
امسيت فى كنف الحبيب
عش فى أمان الله تحت لوائه
لوا بصر الشيطان طلعه نوره
ومن يكن جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
لا ظلم فى هذا المقام ولا نكد
فى وجه ادم المكان اول من سجد
فى زيارة لبيت السادات وهو على السالك فى الحلمية الجديدة وخلف مدرسة تعرف بمدرسة الحليمة الثانوية للبنات ووتسهلك منها إلى بركة الفيل وجد هذا المكان وكما هو موضح بالصور التى إلتقطها لها لما فيها من المناظر البديعة

أنشأه الشيخ محمد السادات سنة 1168هـ ( 1754م) وهو قائم حاليا في عطفة السادات بالحلمية الجديدة بالسيدة زينب . يتبع منطقة آثار جنوب


القاهرة . وذكر علي مبارك ان دار السادات من الدور الشهيرة القديمة بها حديقة كبيرة وزاوية معدة للصلاة. وقد سكن الدار نقيب الاشراف السيد احمد بن اسماعيل وهو الذي جددها واضاف إليها واعتنى بزخرفتها وذكر على مبارك ان الدار كانت قائمة في ايامه
ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية الجزء الخامس ص 138
أبى جابر الايتائى 








وهو رسالة ذكر فيها نسب السادات الوفائية سيدى محمد هو بن محمد النجم السكندرى يقال انه مغربى الاصل وان أصلهم من صفاقس بفتح الصاد والفاء وضم القاف آخر سين مهملة بلد بأفريقية على البحر شربهم من الآبار قا فى القاموس وفى المعجم انه شرقى المهدية وبها بساتين كثيرة وكانت ولادته بالاسكندرية سنة اثنتين وسبعمائة وفى ديباجة شرح الفتح للتاج الرسمى أن كنيته أبو الفضل وفا وفى بعض المجاميع انه أبو التدانى أخذ الطريق عن داود بن باخلا وياقوت العرشى ( أنتهى )
أما ترجمة سيدى على وفا :
================
كان سيدى على وفا فى غاية الظرف والجمال لم يرى فى مصر أجمل منه وجها ولا ثيابا وله نظم شائع وموشحات ظريفة سرد فيها اسرار اهل الطريق وله عدة مؤلفات شريفة وأعطى لسان الفرق والتفصيل زيادة على الجمع وقليل من الاوليا وله كلام عال فى الأدب ووصايا نفيسة نحو مجلدات وقد ترجمها الشعرانى فى الطبقات الكبرى فى عدة رسائل === كان يقول فى المشهد الشريف ختامه مسك اذا حسبت لفظه مسك بحساب جمل الغالب والمغارب وهو ان الميم باربعة والسين بسته والكاف باثنين فالمجموع اثنا عشر واحسب اسم على فالعين بسبعة واللام بثلاثة والياء بواحد والقاعدة ان الحرف المشدد بحرفين فتكون الباء مكررة فالمجموع اثنا عشر فكانه يقول ختامه على وعلى ذلك فيتنافس المتنافسون
وفى الضوء اللامع للسخاوى
=============
ان سيدى على هذا هو على بن محمد بن محمد بن وفا ابو الحسن القرشى الانصارى السكندرى الاصل المصرى الشاذلى المالكى الصوفى أخو أحمد ويعرف كسلفه بابن وفا ومن ذكر آبائه محمدا ثالثا فقدوهم ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ومات أبوه وهو صغير فنشأ هو وأخوه فى كفالة وصيهما الشمس محمد الزيلعى فأدبهما وفققههما وكان هذا على أحسن حال وأجمل كريقة فلما بلغ سبع عشرة سنة جلس مكان أبيه وعمل الميعاد وشاع ذكره بعد وصيته وانتشر اتباعه وذكر بمزيد اليقظة أولا نسب حضرة روح أرواح اللطائف المحمدية وسر أسرار كنز المواهب الرحمانية الاستاذ أبى الحسن على وفا بن محمد بن محمد بن محمد النجم بن عبد الله بن أحمد بن مسعود بن عيسى ب أحمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الكريم بن محمد بن عبد السلام بن حسين بن أبى بكر بن على بن محمد بن احمد بن على بن محمد بن أدريس التاج ان أدريس الاكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن ابى طالب كرم الله وجهه ( أنتهى )
ثانيا : سيدى أبى الأسعاد ابن وفا وسيدى عبد الفتاح أبى الاكرام ابن وفا والقطب الربانى سيدى محمد أبى الفتح ابن وفا والقطب الربانى سيدى يحيى أبى اللطف ابن وفا وكل هؤلاء الأولياء دخل مقصورات من الخشب ولكل واحد منهم ضريح بالمسجد .
هذا المسجد بسفح المقطم شرقى مسجد الإمام الشافعى وسيدى عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنهما وكان أصله زاوية تعرب بزاوية السادات أهل الوفاء فجدده مسجد على ما هو عليه الآن الوزير عزت بن محمد باشا بأمر كريم من السلطان عبد الحميد فى سنة 1191هـ ففى كتاب وقفية هذا الجامع انه لما اراد الخط الشريف السلطانى من حضرة سيدنا ومولانا السلكان المغازى عبد الحميد خطابا لحضرة سيدنا ومولانا الوزير عزت محمد باشا محافظ مصر المحمية بأن يخرج القدر الأتى ذكره من مال الخزينة العامرة برسم عمارة الزاوية الشريفة كعبة الاسرار القدسية بسفح المقطم المعروف بغراس أهل الجنة المعروف بزاوية السادات أهل الوفاء المشمولة بنظر سيد السادات مولانا السيد الشيخ محمد أبى الأنوار بن وفا بموجب التمسكات الشرعية المخلدة بيده وقابل ذلك الوزير الامر بالسمع والطاعة وفوض أمر العمارة والصرف عليها للناظر المشار إليه وابرز فرمانه الشريف لطرف الروزنامجة لأخراج القدر المعين بالخط الشريف الخاقانى ليصرفة الناظر ييما هو مأمورب به فعند ذلك شرع الاستاذ المشار اليه فيما هو مفوض إليه وأزال كامل ما بالزواية وما هو تبع لها وعمل مبنى جديد ومسجد وهو مكتوب ببابه ( بسم الله الرحمن الرحيم وقالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ومكتوب عليه أيضا باب شريف قد رقى ببنى الوفا *** الحب فيه أفضل الاقطاب ( سنة 1191هـ )
قالت لنا أسرار جنابه *** لا شك هذا أكمل الأبواب ( 1191 هـ )
وبجانب الباب دائرتان من الرخام الابيض يمنة ويسرة مكتوب على أحجاهما بيتان بالذهب الاحمر وهما
لسلطاننا عبد الحميد مكـــــــارم *** أقام بها للسدين ركنا مشيدا
له النصر منآل الوفاء مـــــــــــؤرخ *** تدوم وتبقى بالصلاح مؤيـــــدا
وعلى الدائرة الاخرى بيتان بالذهب الأحمر
عبد الحميد بجاه النصر معتصم **** على الملوك بأوصاف الثنا فاقا
حزت القلاح أبا الانوار فرحــــــا **** أعطاك ربك أنوارا واشراقــــــا
بجوار باب المسجد المذكور شباك يعلوه دائرة من الرخام الابيض مكتوب علهيا بالذهب الأحمر
حبا الله سلطام البية نصره **** وأيده المولى الحميد بمسجده
وجازاه عن آل الوفا أحسن الجزا *** وأولى أبا الانوار سائر قصده
[/b]




[b]ومكتوب عليها أيضا نثرا قد كمل بناء هذا الحرم الوفائى السعيد بعناية الله الملك الحميد فى غاية عام احدى وتسعين ومائة وألف من هجرة من له العز والشرف صلى الله عليه وسلم ويعلو الباب أيضا لوح رخامى مكتوب عليه هذا البيت ((( والأولياء وان جلت مراتبهم ّّّّّّ فى رتبة العبد والسادات سادات )))
ويدخل من الباب المذكور إلى مسجد شريف جامع لجميع المحاسن أعلاه قناديل تقارن الثريا تقام فيه الصلوات الخمس بالجماعات والجمعة والعيدان والسنن معمور بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن العظيم ويشمل هذا المسجد على محراب مبنى بالرخام الملون ويوجد بالمسجد مقصورة من الخشب بها ضريح القطب الكبير سيدى أبى الحسن على وفا ووالده القطب الغوث القرد الجامع الختم المحمدى كما نص عليه الشيخ الأكبر الامام ابن العربى والعارف بالله الشيخ عبد الوهاب الشعرانى صاحب الطبقات الكبرى .- أما دائرة المقصورة فكتب عليها ( هذه روضة وهذا مقام * مزهر بنور وقطب اما هذه جنة بروض رضاها * خير آل نزيلهم لا يضام وآخرها بالرضا فى ضريح جدك أرخ * حى قطب الاقطاب هذا المقام سنة 1191
وعلى باب المقصورة ( ان باب الله طه جدكم * ولكم قدر على عن على كل من يرجو الوفا من بابكم *** وأتى من غيرركم لم يدخل ) وعلى باب المقصورة ( لا إله إلا الله الواحد الحى الدائم العلى الحكيم وعلى الباب الآخر محمد رسول الله الفاتح الخاتم أصل الوفا المشفع العظيم )
وسيدى محمد وفا رضى الله عنه ابن سيدى محمد بن محمد
قال الشعرانى فى الطبقات الكبرى
==================
كان سيدى محمد وفا من أكابر العارفين واخبر ولده سيدى على انه هو خاتم الاولياء صاحب الرتبة العلية وكان أميا وله لسان غريب فى علوم القوم وله مؤلفات كثيرة حتى فى صباه نظما ونثرا منها كتاب العروس وكتاب الشعائر وديوان عظيم وله رموز مطلسمة لم يفك أحد معناها فيما نعلم وسمى وفا لأن بحر النيل توقف فى أوان الوقاء فعزم أهل مصر على الرحيل فجاء إلى البحر وقال أطلع بإذن الله تعالى فطلع سبعة عشر ذرعا وأوفى فسمى ومن كلامه رضى الله عنه فى كتاب فصول الحقائق أعوذ بالله من شياطين الخلق والكون وأبالسة العلم والجهل وأغيار المعرفة والنكرة اللهم أنى اعوذ بك وبسبق قدمك من شر حدودك وبظلمة ذاتك من نور صفاتك وقوة سلوبك من ضعف ايجادك وبظلمة عدسك من نور تأثراتك وأعذنى اللهم بك منك فى كل شىء بكل ذلك من وجه العلم ولا كيف كذلك من حيث العقل ولا بذلك من جهة قصد النفس ولا كذلك من حيث تصور الفهم – أعوذ بك من كل ذلك كذلك من حيث أنه كذلك لا من حيث انك ولى ذلك الهم أغننى بديمو ميتك عن بقاء آلائك وباحاطة وجودك عن تصور الواحد والاحد وبقيو مية قيامك عن استقامة تقويم المدد وغيبتى فى ظلمة ذاتك التى تعجز فيها الابصار والبصائر وتستحيل فيها معارف العقول الالهية ذات الاسرار والسرائر وأستغفر بلسان الحق لا بلسان الوقاية والنظر بعين الثلاشى لا بعين الرعاية والجذب بسر العدم لا بقوة الهداية والتلاشى بنفى الرسم لا برسم الولاية – سبحانك من وجه ما أنت لا من وجه ما أنا سبحانك من وجه الوجه المنزه عن وسم الاسماء ولكنى سبحانك فى الحيث الذى لا يلتحق به البقاء ولا الفناء أحاشيك عن العلم والقوم وأنزهت عن القوة والحول = اللهم أرنى وجهك لا من حيث كل شىء هالك واسلك بى لا سبيل المهالك والهالك اللهم أنى اسألك بذات عدمك وبذات وجودك وبالذات المجردة والذات المتصفة بذات التكوين والتلوين وبالذات الفاعلة وبالذات المنفعلة اللهم أجعلنى عينا لذات الذوات ومشرقا الانوارها المشرقات ومستودعا الاسرار .
وفى كتاب مناهل الصفا باتصال نسب السادات بالمصطفى تأليف الشيخ على وجوده الذهن والترقى فى الادب والوعظ وكان أكثر اقامته فى الروضة قريب المشتهى وحصل له اتباع وأحداث ذكر بألحان وأوزان يجمع الناس عليه وله نظم كثيرة واقتدار على جلب الخلق مع خفة ظاهرة ومن شعره
أنا مكسور وانتم أهل جبر ***** فاحمونى فعسى يحبر كسرى
يا كرام الحى يا أهل العطايا *** انظر والى واسمعوا قصة فقرى 



أما سيدى أحمد وفا
===========
فهو أبو العباس شهاب الدين ولد بظاهر مصر سنة ست وخمسين وسبعمائة ونشأ على طريقة حسنة ملازما للخلوة والاتجماع عن الناس حتى مات سنة أربع عشرة وثمانمائة ودفن بالقرافة عند أبيه وأخيه وكان عنده سكون وفى المنح عن أخيه سيدى على انه قال فى حقه هذا خزانة العلم ,انا أنفق منها وانه قال من رآنا اثنين فهو بفرد عين ومن رآنا واحدا فهو بعينين ولقد شوهدت منه أحوال دلت على كمال عرفانه وكان يقول وعزة الرب المعبود ما همت نفسى بفاحشة ولا فعلتها قط وأولاده كلهم نجباء وهم خمسة أحدهم أبو الجود حسن مات سنة ثمان وثمانمائة ***** والثانى أبو المكارم ابراهيم والد سنة ثمان ثمانين وسبعمائة وتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة مطعونا **** والثالث أبو الفضل محمد المدعو عبد الرحمن الشهيد ولد قبل السبعين وسبعمائة ونشأ على طريقة أبيه واشتغل وحضر مجلس السراج البلقينى وتولع بالنظم وعمل المقاطيع الجياد على طريقة ابن نباته وكان حسن الاخلاق كثير المعاشرة وكان من محاسن الدهر ذكاء ولطفا وسخاء غرق فى بحر النيل سنة أربع عشرة وثمانمائة **** والرابع الامام فتح الدين أبو الفتح محمد ولد بمصر قريبا من سنة سبعين وأخذ عن العز بن جماعة والشمس البساطى والبرماوى وبرع وقال الشعرانى وصار على بنى الوفا مات بالروضة سنى اثنتين وخمسين وثمانمائة ودفن بتربتهم بالقرافة وهو حامل راية مجدهم يعمل الميعاد وتدريس فقة الماليكة مذهب سلفهم وفى الضوء اللامع للسخاوى ان محمد هذا هو بن احمد بن محمدد بن محمد النجم محمد فتح الدين ابو الفتح بن الشهاب ابى العباس السكندرى الاصل القاهرى المالكى الشاذلى وهو بكنيته اشهر ويعرف بابن وفا واظنه النجم الثالث المحمدين وقد يحذف محمد الثالث بل ربما يحذف الثنى ويقتصر فيهما على بان وفا ولد قريبا من سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا واخذ عن العز جماعة والبساطى والبرماوى وغيرهم وسمع مجلس الختم من البخارى على ناصر الدين الفاقوسى فى سنة احدى وثلاثين وبرع وقال الشعر الحسن وتكلم على الناس بعد عمه على بن محمد وفا وصار أعلم بنى وفا قاطبة وأشعرهم وكان على يشير الى أن مدد أبى الفتح من أبيه مع كون الاب لم يتكلم وحضر مجلسه الاكابر كالبساطى والبرماوى وغيرهم من شيوخه والشرف عيسى المالكى المغربى بل وممن حضر عنده الظاهر جقمق قبل سلطنته وقد حضرت مجلسه وسمعت كلامه وكان له رواق وحلاوة ولكلامه عشاق مات بالروضة فى يوم الاثنين مستهل شعبان وقيل رابعة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة وحمل الى مصر فصلى عليه بجامع عمرو ودفن بتربتهم بالقرافة وقد ذاد على الستين وكان جنازته مشهودة ومن نظمه
يا من لهم بالوفا بشار ** بانسكم تعمر الديار ** لخسوفنا أنتمو أمان ** لقلبنا أنتمو قرار
بو بلكم جدبنا خصيب ** بوجهكم ليلنا نهار ** لكم تشد الرحال شوقا ** وبيتكم حقه يزار
الروح منى فى المحلة ذاهبة ***** فاسمح بوصل لا عدمتك ذاهبة
عرفت أياديك الكران بانها ***** تأسوا الجراح من الخلائق قاطبة
قد خصمك الرحمن منه خصائصها **** فحللك من أوج الكمال مراتبه
لقد تعطشنا فروحوا بنا *** نر وبهذا لوقت وقت الرواح
وان نأى الساق فنوحو معى **** عونا فانى لا أطيق النواح
والخامس أبو السادات بحيى ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وله شعر وتكلم على الناس ورزق القبول ومات سنة تسع وخمسين وثمانمائة وأما الاستاذ أبو المراحم محمد بن أبى الفض محمد فقد خلف عمه يحيى فى المشيخة والتكلم ولم يكن يظن به ذلك ولكن الولد سر أبيه مات سنة سبع وستين وثمانمائة فى الروضة بين البحرين ودفن بتربتهم وأما أبنه أبو الفضل محمد محب الدين المجذوب فكان شديد الذكاء متين الذوق وربما قرأ يسير فى النحو وغيره وخلف والده فى التكلم والمشيخة وعرف له جذب ويقال انه انتقل الى مذهب الشافعى رضى الله بعد أن عرض له الجذب مات سنة ثمان وثمانين وثمانمائة وصلى عليه بجامع الماردانى ثم سبيل المؤمنين ودفن بتربتهم وأعقب ابنه ابراهيم ولد فى حدود سبعين وثنمانمائة ونشأ فى كنف ابيه وحفظ القرآن الكريم والمختصر والفية ابن مالك وغيرهما واستقر فى المشيخة بعد أبيه ومات فى أوائل القرن العاشر وخلفه فى المشيخة ولده ابو الفضل محمد بن ابى المكارم – وسيدى ابو الفضل ذو المفاخر والمآثر ختام الدوائر صحبته عشرين عاما ما سنة نيف واربعين وتسعمائة يوم الجمعة فى المشهد حال حلوسه بعد صلاة الصبح بعد انقطاعه فى بيته نحو السنتين وهو يقلل من الاكل مع مجاهدته وعيبته دفن مع اسلافه وصلى عليه بمكة صلاة الغائب وخلف فى زاويته ابنه البرهان ابا المكارم ابراهيم ولد فى حدود عشرين وتسعمائة فقام مقام ابيه مع فطنته ونباهته وعلو همته حفظ القرآن الكريم ورسالة ابن زيد وورقات امام الحرمين والأجرومية وقرأ الرسالة على ابى الحسن المالكى وقرأها مع الورقات على السيد الأرميونى وحج سنة تسع وأربعين ومات سنة ست أوثمان وستين وتسعمائة ورثاه الامام محمد القاضى بقوله ** اذ قضى الواحد المجيد ** أمرا فما تفعل العبيد ** فلم الام رمن قريب *** فليس نبدى ولا نعيد ولما حضرته الوفاة قال لابنيه أبى الفضل وأبى العباس وأبى العطاء ليس عندى ما تختصمان عليه وانما على خمسمائة قرس فاسعيا فى قضائها فتوفى وليس عنده شىء لجلسا فى زاويتهم مدة مديدة فاذا شخص اوصى بثلث ماله لسيدى ابراهيم فوجد ثلث ماله خمسمائة قرش فقضيا بها دينه وخلف ابنه ابو الفضل محمد فى المشيخة فكان على قدم عظيم ذا تواضع عميم وكان يحث عليه وتوفى سنة ثمان وألف وكان هو وأخوة أبو العطاء عبد الرازق كأنهما روح واحدة فى حسمين يضب بهما المثل فى الانفاق مات ابو العطاء سنة خمس والف فى حياة أخية وهو والد أبى الاسعاد أبى المكارم وأبى اشراق ومن كلامه
إلهى لئن أوعدت بالنار من عصى ّّّموعدك بالاحسان ليس له خلف
وان كنت ذا بطش شديد وقوة ّّّ فمن وصفك الافضال والمن واللطف
ركبنا خطايانا وسترك سبل ّّّ وليس لامر أنت ساتر يكشف
اذا نحن لم نبسك اليك أكفنا ّّّ فمن ذا الذى نرجو ومن ذا الذى يعفو
أما أبنه أبو المكارم ويقال أبو الأكرام عبد الفتاح
وأبنه أبو المكارم وييقال أبو الأكرام عبد الفتاح كان ذا حال وصلاح ورفق وتواضع وفلاح وأوراد وكرم وحلم وخلف عمه أبو الفضل فى المشيخة بارشارته وقرأ على الاجهورى وغيره مات ليلة الجمعة سنة أربع وخمسين وألف بمصر القديمة ودفن بزاويتهم وأما الاستاذ عبد اللطف يحيى ابن الشيخ أمين الدين بن أبى العطاء فكان ذا تواضع ولين وعبادة وشفقة على الفقراء وكانت رؤيته تذكر بالله خلف عمه أبا الاكرام فى السجادة تفقه على الاجهورى وحج قبل توليته السجادة وجاور بمكة والمدينة سنين وكان قوالا للحق أمارا بالمعروف وانقادت له الدولة وكان يخرج لزواره حاملا القهوة والفطور بيده مات سنة سبع وستين وألف وأما أبو الاسعاد يوسف بن أبى العطاء فقد أحرز فى ميدان السيادة وكانت ولادته سنة ثلاث أو أربع وتسعين وتسعمائة وأخذ عن علماء العصر كالشيخ سالم السنهورى والشيخ الشبشيرى وأنفق عمره فى الطاعة بين علم وذكر وحج وقدس وتصدق وقضى حوائج لا يخشى فى الله لومة لائم ويرة وجمال صورة لا يسمح الزمان بمثله وقتواضع وحسن سيرة وسررأ بمنزله المواهب والجامع الصغير وبعض تفسير البيضاوى والشفاء ولازمه الشيخ على الاجهورى والشيخ أحمد المقرى والشيخ احمد الدواخلى وغيرهم وقرأ أيضا سيرة ابن سيد الناس بحاشيتها نور النبراس وبعض صحيح مسلم وابن أبى حمزة والهمزية بشرح ابن حجر وشعب الايمان والحكم العطائية وتفسير الثالبى وغير ذلك توفى سنة احدى وخمسين وألف ودفن بزاويتهم ومن أولاده الاستاذ أبو التخصيص عبد الوهاب بن أبى الأسعاد يوسف ولد سنة ثلاثين وألف ومات سنة ثمان وتسعين وألف حج مع أبيه وتفقه على جماعة اجلاء وروى بالاجازة عن عالم المدينة المنورة الشيخ عبد الرحمن الخيارى الشافعى وقال الشعر الرائق وله ديوان عظيم ودانت له الدولة والعلماء واعتقدوه وهو على غاية من التواضع وكذا أخوه أبو الحسن على بن أبى الاسعاد يوسف كانن مكبا على القرآن والعلم والذكر والعبادة والاوراد ولد سنة أربعين وألف وتوفى سنة تسع وثمانين وألف بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع بقرب الامام مالك كان والده يخاطبه بالتعظيم فى صغره وكان يمزح ولا يقول الا صدقا وحج مرارا وزار القدس وابن عمه أبو الفضل محمد بن أبى الاكرام بن أبى العطاء ولد فى بضع واربعين وألف ومات سنة خمس وتسعين ودفن بتربتهم وأما أبو الارشاد يوسف بن أبى التخصيص عبد الوهاب فكان من أهل الكشف والزهد فى الدنيا يده مبسوطة بالكرم يؤثر الغير على نفسه تولى مشيخة السجادة بعد موت أبيه سنة ثمان وتسعين وألف ومات سنة أثنتى عشر ومائة وألف وخلف أولادا ذكورا واناثا لم يبق منهم الا ذكران الاستاذ عبد الفتا أبو الاكرام والاستاذ محمد أبو الاشراق وبعد موته قام مقامه فى المشيخة أخوه الاستاذ أبو الخير عبد الخالق بن أبى التخصيص واشتغل باعلم والذكر وتفقه على الشيخ عبد الباقى الزرقانى المالكى والشيخ ابراهيم اليومى وعيرهما وله الموشحات القيقة والكرامات الرفيعة وقد انفرد بالكنى بيت أولاد السادات بمصر خاصة من سيدى محمد أبى الوفا 
أما الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر وأولياؤها جزء 5 ص 271 تقول:
========================================
كان الشيخ محمد نجم جد الاشرف الوفائية مغربى الاصل ولد بمدينة صفا قص بلد بتونس تقع إلى الشرق من المهدية بها بساتين كثيرة وماؤها من الآبار ونزح إلى ثغر الاسكندرية فى شبابه وكان كما يقول السخاوى من أصحاب الاحوال الباهرة والكرامات الظاهرة اجتمع بالقطب سيدى ابراهيم الدسوقى واخذ كل منها عن صاحبه وقد طابت للشيخ محمد نجم الاقامة بالاسكندرية ورزق فيها بأبنية سيدى محمد الاوسط والد السيد محمد وفا وكان محمد الاوسط كما جاء فى جمهرة الاولياء مشهورا بالولاية النجمية نسبة لوالده المدفون بها أيضا – ولد محمد وفا بمدينة الاسكندرية سنة 702 هـ ونشأ منذ طفولته ورعا تقيا محب للعلم سلك كريق الاستاذ ابى الحسن الشاذلى وذلك على يد الاقطاب داو بن ماخلا ويقول الشعرانى فى الطبقات الكبرى ( إن الشيخ محمد وفا كانت له مؤلفا ت كثيرة ألفها فى حياته وهو ابن سبع سنين أو عشرة فضلا عن كونه كهلا وله رموز فى منظومته ومنثوراته مطلمسة إلى وقتنا هذا ( أى وقت الشعراتى ) فى القرن العاشر العجرى لم يفك أحد فيما تعلم معناها ومن القصص التى يرويها الشعرانى لأظهاره كرامات الشيخ محمد وقال انه لما دنت وفاته خلع منطقته ( شارة مشايخ اصحاب الطر ق الصوفية ) على الابزارى صاحب الموشحات وقال له هى وديعته عندك حتى تخلعها على والدى على ويضيف الشعرانى فيقول وقد الف الابزارى وقت ان كانت عنده منطقته الشيخ محمد وفا أحسن الموشحات واطرفها الى ان كبر سيدى على ولد محمد وفا فخلع عليه منطقة والده ولكن الابزارى اصبح لا يعرف يعمل موشحا واحدا – أما عن سبب تسميته باسم وفا فتجمع المراجع التاريخية وكتب التراجم على سرد القصة التى ذكرت فييما قبل أن نهر النيل قد خف فى زمن الفيضان وبدء الناس فى الرحيل من فجاء سيدى محمد الى البحر قائلا أطلع بإذن الله تعالى فطلع فى ذلك اليوم سبعة عشر ذراعا واوفى فسموه وفا – أما عن نعت أولاده واحفاده بالسادات فيقول على مبارك ان لهؤلاء السادات السادات فضلا وعزا قديما وجديدا فهم غنيون عن التعريف فإنهم ينتهى نسبهم الى الادارسة والاشراف سكان المغرب الاقصى اولاد سيدنا الحسن بن الامام على كرم الله وجهه وان اكبرهم شهرة وجلالا واوقرهم حرمة واحوالها ويقول سيدى الشعرانى كان سيدنا محمد وفا من اكابر العارفين واخبر ولده سيدى على انه هم خاتم الأولياء وصاحب الرتبة العلية ومن كلامهم الشيخ محمد وفا كما جاء فى كتابه فصلو الحقائق أعوذ بالله من شياطين الخلق والكون وأبالسة العلم والجهل وأغبار المعرفة والنكرة اللهم أنى أعوذ بك وبسبق قومك من سر حدودك ولطلمة ذاتك من نور صفاتك وبقوة اسلوبك وتسطر سعاد ماهر نقلا عن على باشا مبارك رحم الله الجميع وأدخلهم فسيح جناته من قبر بالسادة الوفائية
1
وقال حسن قاسم فى كرامات الأولياء
السادة الوفائية وسيدنا محمد وفا
(702 – 765 )
وإليه ينسب هذا البيت العظيم
قال القطب الشعرانى رضى الله عنه فى الطبقات : كان سيدنا محمد وفا من أكابر العارفين ، واخبر ولده سيدى على رضى الله عنه أنه هو خاتم الأولياء ، صاحب الرتبة العلية ، وكان أميا ، وله لسان غريب فى علوم القوم ، ومؤلفات كثيرة ، الفها فى صباه ، وهو ابن سبع سنين أو عشر ، فضلا عن كونه كهلا ، وله رموز فى منظوماته ومنثوراته مطلمسة إلى وقتنا هذا ، لم يفك أحد فيما نعلم معناها. وسمى وفا لأن بحر النيل توقف فلميزد إلى أوان الوفا (1) ، معزم أهل مصر على الرحيل ، فجاء إلى البحر ، وقال اطلع بإذن الله تعالى ، فطلع ذلك اليوم سبعة عشر ذراعا ، وأوفى ، فسموه وفا . وله مؤلفات منها كتاب العروش وكتاب الشعائر(2) وديوان عظيم ومؤلفات أخرى ** ولد رضى الله عنه بالأسكندرية سنة 702 ن ونشأ بها ، وسلك طريق الأستاذ أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه على يد الإمام المسلك الكبير سيدى داود بن ماخلا ، ثم توجه إلى إخميم (3) فتزوج بها ، ونشأ بها زاوية كبيرة ، ووفدت عليه الناس أفواجا ، فرادى وأزواجا ، ثم سار إلى مصر ، وأقام بالروضة مبتهلا بالعبادة ، مشتغلا بذكر الله تعالى ، وطار صيته فى الأفاق ، واخترق ذكره مشارق الأرض ومغاربها أى اختراق ، ثم سكن القاهرة ، وتوفى يوم الثلاثاء حادى عشر ربيع الأول سنة 765 ، ودفن بالقرافة بين ضريح الأستاذ سيدى أبى السعود بن أبى العشائر ، وسيدى تاج الدين بن عطاء الله رضى الله عنهما ، بإشارة منه رحمه الله إذ قال :
أدفنونى بين سعد وعطا
-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) وفاء النيل : يرتفع منسوب مياة النيل فى شهر آب ، وبه تكثر الخيرات
(2) كتاب شعائر العرفان فى ألواح الكتمان ، للشيخ محمد الوفائى الشاذلى المتوفى سنة 760 أوله الحمد لله ما حى السنن بالسنن ومكمل المنن بالمنن ،، إلخ مختصر ذكر فيه شعيرة كذا وشعيرة كذا ( كشف الظنون 1047 )
(3) إخميم : بلد قديم على شاطى النيل بالصعيد،وفى غربيه جبل صغير( معجم البلدان 1/123)
محمد النجم
وأول قادم من المغرب إلى ثغر الاسكندرية جده سيدى محمد النجم : كان رحمه الله من أصحاب الأخوال الباهرة ، والكرامات الظاهرة ، ترجمه غير واحد ، وأجتمع بالقطب سيدى إبراهيم الدسوقى رحمه الله ، وأخذ كل منهما عن صاحبه ، ومولده بتونس ، فإن أصولهم منها ، ومن بلاد صفاقص وأحوازها ، فاستوطن سيدى محمد النجم إسكندرية ، وطابت له الأقامة ، ورزق فيها بابنه سيدى محمد الأوسط أبى مولانا سيدى محمد وفا .
محمد الأوسط
وكان مولانا محمد الوسط مشهورا بالولاية ، ومن اسحاب العلم والفضل وتوفى رحمه الله شابا عن ولده محمد وفا ، ودفن بزاويتهم المعروفة بالزاوية النجمية ، نسبة لوالده محمد النجم المدفون بثغر الإسكندرية .
ولما توفة مولانا محمد وفا رضى الله عنه ترك ولدية مولانا على وفا ومولانا شهاب الدين أحمد .
على ووفا
وكان مولانا على إذا ذاك صغيرا ، فنشأ مع أخيه فى كفالة وصيهما الشيخ محمد الزيلعى ، ولما بلغ مولانا على من العمر سبع عشر سنة جلس مكان أبيه ، وعمل الميعاد ، فشاع ذكره فى البلاد ، وكثرت أتباعه ومريدوه ، وكان أكثر إقامته بالروضة ، وله احزاب وأوراد وتوجهات وتصانيف كثيرة ، وديوان شعر ، توفى بمنزله فى الروضة يوم الثلاثاء اثنين من ذى الحجة سنة ثمان منه وسبع ، وله من الذكور أبو العباس أحمد ، وأبو الطيب ، وأبو الطاهر ، وابو القاسم ، وقد ترجمه غير واحد من الأعيان .
قال القطب الشعرانى رضى الله عنه : كان مولانا على وفا فى غاية الفضل والكمال ، والظرف ، والجمال ، لم ير فى مصر أكمل منه ، ولا أجمل وجها ولا ثيابا ، وله نظم شائع ، وموشحات رقيقة نشج فيها أسرار أهل الطريق ، وأعطى لسان الفرق والتفضيل زيادة على الجمع ، وقليل من الأولياء من اعطى بذلك ** وكان رضى الله عنه كثير التحجب هو وأخوه مولانا شهاب الدين أحمد لا يخرجان إلا عند حمل الميعاد** ولما توفى مولانا على رضى الله عنه لم تر قط جنازة مثل جنازته ، كانت جماعته وأصحابه يمسون أمامها ، ويذكرون الله بطريقة تلين لها القلوب الجفاة ، ومولده بالقاهرة سنة 759 .
شهاب الدين أحمد بن وفا
وأما أخوه شهاب الدين أحمد بن وفا كان رضى الله عنه عارفا جليلا وسيدا نبيلا ، وكان أخوه مولانا على وفا يقول عنه : هذا خزانة العلم ، وأنا أنفق منها ، وكانت وفاته سنة 814 .
وينتهى نسبهم الشريف إلى الأشراف الأدارسة سكان المغرب الأقصى وأخوازه ، أولاد الإمام الحسن بن على بن أبى طالب رحمهما الله وجدهم مولانا إدريس الأكبر رضى الله عنه * صاحب زرهون * (1) ودفينها ، المتوفى سنة مائه وخمسين وسبعين عن ولده سيدنا مولانا إدريس (2) الأزهر منشى مدينة فاس رضى الله عنه وسبب إنشائه لها لما تمكن سلطانه فى المغرب ، وصفا له الجو، وكثرت الوفود من العرب عليه ، وضاقت بهم مدينة وليلى(3) ، أراد أنيبنى لنفسه مدينة يسكنها هو وخاصته ، ووجوه زالغ ، فأعجبه ارتفاعه ، وطيب هوائه وتربته ، فشرع فى البناء فيه فبنى بعضا من الدور ، ونحو الثلث من السور ، فأتى السيل فى بعض الليالى فهدم الدور والسور ، فكف البناء إلى أن بعث وزيره عمير بن مصعب الأزدى(4) يرتاب موضعا يبنى فيه المدينة التى عزم عليها ، فنزل هو وجماعة من الحاشية حتى انتهى إلى فحص سايس ن فأعجبه المحل ، فأوغل فيه حتى انتهى إلى العيون التى ينبع منها وادى فاس ، فرأى بها من عناصر نالماء ما ينيف عن الستين عنصرا ، فاستطابه ، فرجع إلى مولانا إدريس الأزهر رضى الله عنه لينظر إلى البقعة ، فأعجبته ، فاشترى الغيضة (5) من بنى الخير وبنى يرغش ، وأسلموا على يديه ، وشرع فى بناء المدينة ، وانتقل إليها هو وأولاده ، وبنى بها الجامع المعروف بجامع الأشياخ(6) ، وأقام فيه الخطبة ، ثم أخذ فى بناء جامع الشرفاء ، فأتمه واقام فيه الخطبة أيضا ، وبنى داره المعروف بدار القيطون(7) ، التى سكنها الشرفاء الجوطيون(8) ، وأدار السواق حوله وامر الناس بالنباء ن وقال لهم : من بنى موضع أو اغترسه فهو له فبنى الناس من ذلك شيئا كثيرا . ولما فرغ من بناء مدينة فاس ، وحضرت الجمعة الأولى صعد المنبر ، وخطب فى الناس ، ورفع يديه ، فقال : اللهم ، إنك تعلم أنى ما أردت ببناء هذه المدينة مباهاة ، ولا مفاخرة ، ولا رياء ، ولا سمعة ، ولا مكاثرة ، وإنما أردت أن تعبد بها ، ويتلى بها كتابك ، وتقام بها حدودك وشرائع دينك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ما بقيت الدنيا ، اللهم ، وفق سكانها وقطانها للخيرة ، واعنهم عليه ، واكفهم مؤونة أعدائك ، وأدرر عليهم الأرزاق ، واغمد عنهم سيف الفتنة والشقاق ، إنك على كل شىء قدير ، فأمن الناس على دعائه ، فكثرت الخيرات بالمدينة ، وظهرت بها البركات ، وقد حقق الله دعاءه بفضله سبجانه وتعالى ، فلما تجد فقيرا إلا وهو فى سعة من الرزق ، وما من عام يمر إلا وقد تخرج منها اولياء وصلحاء لا يحصيهم إلا خالقهم .
(1) زرهون : جبل بقرب فاس سفيه أمة لا يحصون إن الحديث عن تاريخ موقع بوعسل القديم يجرنا الى البحث في نتف و إشارات اركيولوجية وإخبارية عن بادية زرهون الغربية و قد استعنا في هذا المجال بمجموعة مراجع تخص التاريخ القديم وأبحاث خاصة ومعاينة في المنطقة المحيطة ببوعسل ,و قد وفرت لنا هذه الطريقة تجميع مادة مهمة ،ان الحديث عن موقع بوعسل يجرنا الى البحث في مجال أوسع هو بادية وليلي خلال الفترة الرومانية :فقد بدأت الحفريات منذ 1915م في موقع وليلي ولازالت مسترسلة الى الآن ,و تعود أقدم الآثار بها الى القرن الثالث قبل الميلاد(1) و قد دلت هذه الأبحاث أن المدينة تتحكم في مجال واسع قدر "فريزول" مساحته بحوالي 150 كلم مربع وحدده بمثلث يبدأ من فج زكوطة , بلاد الكعدة ثم طوكولوسيدا . اثبت " لوكي" في أبحاثه اللاحقة أن هذا المجال أكثر اتساعا فهو يتعدى المثلث المذكور بكثير فهو حسب "لوكي"يمتد من باب تيسرى قرب سيدي قاسم الى طوكولوسيدا ,(من وادي الردم). ومن وادي الردم الى السفوح الشرقية المطلة على المدينة حتى وادي بني مرعاز .وهذا المجال يأخذ بدوره شكل مثلث تمتد على هوامشه معسكران ومراكز للحراسة ومن المراكز القريبة من بوعسل مركز طوكولوسيدا وهو مركز أثري مهم وواسع إلا أن الحفريات لم تبدأ فيه بشكل جدي. أخذ المجال الزراعي يكتسح الموقع كما يوجد جنوب بوعسل موقع أخر يعرف بقصيبة النصراني وهو موقع حصين وصغير قد لا تتعدى مساحته ألفي متر مربع محاط بأجراف من ثلاث جوانب ,لازال سوره الخارجي واضح للمتأمل في المنطقة.وقد كشفت عملية المسح الأثري الني قامت بها بعثة فرنسية-مغربية ما بين 1982-1985 عن
(1) مصطفى أوعشي : حدود موريطانيا الطنجية في عهد الإحتلال الروماني مجلة تاريخ المغرب العدد الثالث السنة الثالثة يونيو 3198 الصفحة 72.
وجود أزيد من مائتي مركز منها حوالي 176 ضيعة فلاحية و من الضياع الفلاحية التي ظلت بعض آثارها بارزة نسبيا يمكن أن أذكر موقعين قريبين من بوعسل ، الأول قريب من عين بوعسل ، والراجح أن هذا الموقع كان يستفيد من مياه العين وقد عاينت فيه أسوار بارزة على مستوى سطح الأرض من صخورغريبة عن المنطقة في نوعها وشكلها. والنقطة الثانية توجد في أعلى التلة بالمكان العروف بفدان لودايا وهذه النقطة بدورها كانت بها أحجار وأسوار اندثرت مع الاستغلال الفلاحي ،وقد عثر أحد المزارعين بالمنطقة المذكورة على قطعة نقدية رومانية الأصل واضحة المعالم أطلعنا عليها . الغالب أن بوادي زرهون القديمة كانت قبل دخول الإسلام الى المغرب الأقصى (دار مجوس ونصارى) كما ورد عند ابن غازي، وتحكي الروايات أن هذه القرى امتنعت عن تقديم البيعة للمولى إدريس الأول بزعامة (هون) وظل الصراع بين الطرفين اٍلى أن تمكنت الجيوش الخاضعة للقيادة الاٍدريسية من دفع (هون) الى تقديم البيعة وزيارة إدريس في مقر حكمه فقيل زار ـ هون ولأهمية الحدث تردد المصطلح كثيرا فأطلقت على المنطقة بكاملها بعد حذف ألفها لسهولة نطقها . خلال الفترة الإسلامية تحدثت المصادر المرابطية والموحدية ـ خاصة صاحب الروض الهتون ـ عن وجود تجمعات سكانية متفرقة حول مكناسة الزيتون (التي كانت قبل الفتح الإسلامي دار مجوس ونصارى)و يقصد بهم المؤلف الرومان( وحاضرتنا إذاك وليلي بأرض خيبر من ناحية جبل زرهون) . مدينة مكناس في حد ذاتها فلم تكن سوى مجموعة من الحوائر المتفرقة و هي تاورا ، بنو عطوش ، بنوبرنوس ، بنو شلوش ، بنو زياد ،بنو موسى ،قصر تزركين ، السوق القديم ، ورزيغة ،بنو مروان ،بنوغفجوم ،بنو غفجوم وقرية الأندلس. ومن غير المستبعد أن تكون بعض هذه التجمعات ترتبط بجبل زرهون ....
(2) دريس بن إدريس (177-213هـ )(793 م – 828م) هو إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى ، أبو القاسم ، ثانى ملوك الأدارسة فى المغرب الأقصى ، وبانى مدينة فاس ، ولد فى وليلة ، وتوفى أبوه وهو جنين ، فقام بشؤون البربر راشد وقتل راشد سنة 186 هـ فقام بكفالة إدريس أببو خالد العبدى ، حتى بلغ الحادية عشرة ، فبايعه البربر فى جامع وليلى سنة 188هـ ، فتولى ملك أبيه وأحسن تدبيره ، وكان جوادا فصيحا حازما ، أحبته رعيته ، واستمال أهل تونس وطرابلس الغرب والأندلس إليه ، وعصت وليلى بالوفود والسكان فاختط مدينة فاس سنة 192 هـ وانتقل إليها ، وغزا بلاد المصامدة فاستولى عليها ، قبائل نفرة فانقادت إليه ، وزار تلمسان ثم عاد إلى فاس وانتظمت له كلمة البربر وزناتة ، واقتطع المغربين عن دعوة العباسيين من لدن السوس الأقصى إلى وادى شلف ن وصفا له ملك المغرب وضرب السكة باسمه وتوفى بفاس
( الأعلام 1/278) والاستقصا 1/70-75 ، وابن خلدون 4/13 ، والبيان المغرب 1/103 ، وجذزو الاقتاس 95 )
(3) وليلى : مدينة بالمغرب قرب طنجة ( معجم البلدان 5/384) وليلي (باللاتينية: Volubilis) هي مدينة أثرية مغربية تقع على بعد ثلاث كيلومترات غرب مدينة مولاي إدريس زرهون.
(4) عمير بن مصعب ( توفى نحو 225هـ - 840م) – عمير بن مصعب بن خالد بن هرثمة بن يزيد بن المهلب بن أبى صفرة الأزدى ، وزير من الأمراء تنسب إليه ( عين عمير ) على فرسخين من مدينة فاس ، كان مع أبيه فى الأندلس ولما صارت خلافة المغرب إلى غدريس بن إدريس ، وفد عليه عمير مع جماعة من الأزد ، فاستوزره وولاه قيادة جيشه ، وزوجه بنتا له اسمها عاتكة ، ولما بنى إدريس مدينة فاس ، أنزله بالمكان الذى فيه العين فنسبت إليه ، وكان من فرسان العرب وساداتها ، توفى بفاس ، وهو جد ( بنى الملجوم ) من أعلام القضاة فيها .
(5) الغيضة : الشجر الكثير الملتف . و - : الموضع يجتمع فيه الماء ، فيبتلعه ، فينبت فيه الشجر (ج) غياض وأغياض ، وغيضات .
(6)جامع الأشياخ : “جامع الأنور” أول مسجد بفاس سعيد العفاسي
في سنة 190 للهجرة، عندما استقام الأمر للمولى إدريس الثاني له وعظم ملكه وكثر جيشه وضاقت بهم أوربة، عزم على الانتقال عنها، فخرج يتخير البقاع، فوصل على جبل “زالغ” وتعني بالأمازيغية الجدي، فأعجبه ارتفاعه وطيب تربته واعتدال هوائه، فقرر اختطاط مدينة بسنده مما يلي الجوف، وأمر بالبناء، وبنى جزء من سورها وشرع في بناء المسجد المسور، فهبط السيل من أعلى الجبل دفعة واحدة فهدم ما كان مبنيا وأفسد الزرع والضرع، فأقام الإمام إدريس إلى أن دخل شهر المحرم من مفتتح سنة 191ه فخرج يتصيد ويرتاد المواقع، فوصل إلى واد سبو حيث هي حمة خولان ” وهي الحمة المعروفة اليوم بسيدي حرازم” فأعجبه الموضع فعزم على أن يبني به المدينة، وشرع في حفر الأساس وعمل الجير وقطع الخشب، ثم أعمل النظر في الأمر فخاف على الناس الهلكة من واد سبو الذي يحمل المدود العظيمة زمن الشتاء، فرفع يده عنها ورجع إلى مدينة وليلي، وبعث وزيره عمير بن مصعب الأزدي يرتاد له
موضعا يبني فيه، فسار عمير في رهط من قومه، فاخترق تلك النواحي حتى وصل إلى فحص سايس، فنزل على عين غزيرة من ماء تطرد في مروج مخضرة*1 فنسبت العين إليه وسميت به إلى اليوم ” وتوجد بسهل زواغة غير بعيدة عن دار الدبيبغ’
مسجد الأنور بفاس: فسار عمير حتى وصل إلى العيون التي ينبعث منها النهر، واتبع مجرى النهر حتى وجد خيام يسكنها قبائل من زناتة يعرفون بزواغة وبني يزغتن، وكانوا أهل أهواء مختلفة في عداوة مستمرة، فرجع عمير إلى إدريس وأعلمه بما رأى، فجاء إدريس لينظر إلى البقعة، ثم اشترى منهم الغيضة التي بنى فيها المدينة، بستة آلاف درهم فرضوا بذلك، وكتب العقد بشرائها منهم كاتبه الفقيه عبد الله بن مالك الخزرجي الأنصاري، وشرع في بناء السور وضرب أبنية وقبابه بالموضع المعروف اليوم بجرواوة. ويذكر ليون الأفريقي*3، انه لما تكاثر عدد الأسر والجنود التابعين للمولى إدريس تكاثرا عظيما وتبين له أن دار مقام أبيه لم تعد تكفيه وعزم على
أن يغادر الجبل ويؤسس مدينة يستقر فيها وقد جمع لهذه الغاية عددا من المعماريين والمهندسين وفحصوا بدقة كل السهول المجاورة للجبل ونصحوه ببناء المدينة في الموقع الذي بنيت فيه، كانت هناك عيون عديدة ونهر كبير ينبع من سهل لا يبعد كثيرا من تلك العيون، كما كانت هناك غابة كبيرة في الجنوب تنفع المدينة كثيرا وتسد حاجاتها وهذا هو السبب الذي من أجله بنيت على الضفة الشرقية للوادي مدينة صغيرة تضم حوالي ثلاثة آلاف كانون.
باب مسجد الأنور بفاس : ذكر بن الغالب في تاريخه أن الإمام إدريس الثاني لما عزم على بناء المدينة مر به شيخ كبير راهب وقد نيف على مئة وخمسين سنة كان مترهبا في صومعة قريبة من تلك الجهة، ولما اخبره إدريس بما عزم عليه من أمر بناء مدينة لسكناه وسكنى أولاده من بعده يعبد فيها الله، ويتلى بها كتابه وتقام بها حدوده، قال الراهب: “أخبرني راهب كان قبلي في هذا الدير توفي منذ مئة سنة أنه وجد في كتاب علمه أنه كان بهذا الموضع مدينة تسمى ساف خربت منذ ألف وسبعمئة سنة، أنه سيجددها رجل من آل بيت النبوة يكون لها شأن عظيم وقدر جسيم” فقال إدريس الثاني : ” الحمد لله أنا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فكان ذلك مما قوى عزم إدريس على بناء المدينة.
باحة الصلاة لمسجد الانور بفاس : وكان تأسيس الإمام إدريس لمدينة فاس على ما ذكره المؤرخون الذين اعتنوا بتاريخها، عن ابتداء أمرها في يوم الخميس غرة ربيع الأول عام 192ه، بعدوة الأندلس وأدار بها السور، وبعدها بسنة أسست عدوة القرويين وذلك غرة ربيع الآخر من سنة 193ه.وابتدأ ببناء سور عدوة الأندلس القبلي، فأدار السور على جميعها، وبنى بها الجامع الذي برحبته البئر المعروف بجامع الأشياخ” المسجد الموجود بأعلى عقبة الصفاح برحبة الدجاج عند بداية زنقة سيدي بوجيدة ويعرف بجامع الأنور أو جامع النور” وأقام فيه الخطبة، ولم تزل به طول أيام الادارسة، وأول من نقل الخطبة من مسجد الشرفاء إلى جامع القرويين الأمير حامد بن حمدان الهمداني عامل عبيد الله الشيعي على المغرب، وذلك في سنة 321 ه، ونقل الخطبة من مسجد الأشياخ “الأنور” بالعدوة إلى جامع الأندلس، وكان أول خطيب خطب به الفقيه الصالح علي بن محمد الصدفي*2، وعدد الخطبة بفاس على مقابل الشهور من مذهب الإمام مالك، لأن المشهور عدم تعدد الخطبة في المصر الواحد.
وبهذا الحديث يكون أول مسجد بني بفاس هو جامع الأشياخ، لأن المولى إدريس الثاني كان يجمع فيه أشياخ القبائل للمشاورة والتدارس، وبهذا أطلق عليه جامع الأشياخ، أما جامع الأنور فيرجع تسميته تيمنا ببانيه المولى إدريس بن إدريس، المعروف بإدريس الأنور، وبإدريس الأزهر، وبإدريس صاحب التاج، وبإدريس المثنى، وبإدريس الفاسي، ويعبر عنه بعض من لن يراع كمال الأدب معه بإدريس الأصغر والعذر له أنه لم يرد بذلك تنقيصا وإنما أراد تعريفه وتمييزه عن أبيه إدريس الأكبر. وهو القطب الأشهر مولانا إدريس الأكبر الحجازي المغربي الزرهوني بن القطب مولانا عبد الله الكامل بن القطب الكامل مولانا الحسن المثنى بن أول الأقطاب مولانا الحسن السبط بن الخلفاء، وإمام العلماء والفصحاء، مولانا علي، وسيدة نساء الدنيا والآخرة، مولاتنا فاطمة الزهراء البتول بنت سيد الكونين وعروس الدارين وشفيع الخلائق أجمعين وممد الأولياء والأنبياء سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عن جميع آله وأصحابه، وأنصاره وأصهاره، وجميع من انتمى لجناته.
مسجد الأنور اليوم له باب موصدة في وجه الطالع في نهاية عقبة الصفاح حيث رحبة الدجاج، وهي باب حديدية بقفل عادي تتراكم أمام الباب أقفاص الدجاج والباعة والأزبال والروائح الكريهة التي تنفر المرء من الاقتراب من باب الجامع، وله باب من جهة مقبرة الادارسة في اتجاه زنقة سيدي بوجيدة حيث أول باب على يمين المار من هناك، وعندما ندخل نعرج يمينا لنجد بابا بمصراعين من خشب يبلغ طولها حوالي ثلاثة أمتار وعرضها مترين، بدون طلاء أو نقش، عندما ندخل هذه الباب نجد أمامنا باب الجامع التي تفضي إلى رحبة الدجاج، وعلى بعد خطوتين نجد البئر التي كان يتوضأ من مائها المصلين والوافدين على الجامع منذ بداية تأسيسه، وعلى يسارنا نجد بابا صغيرة مقوسة تفضي إلى فناء الجامع ويقع على حوالي عشرة أمتار طولا وأربع أمتار عرضا والظاهر أنه كانت هناك تغيرات كثيرة فيه، دون زخرفة أو نقش أو زليج وحتى خشب السقف يخلو من الزخرفة، ومن وراء المحراب نجد بعض الأشجار ” شجرتين للزيتون وشجرتين للتوت وبعض الشجيرات الطفيلية ” وكثير من الأزبال التي تقذف من خارج السور في اتجاه الجامع حيث تحول المكان إلى خربة تجمع جميع أصناف القاذورات والهوام والحشرات، في وسط الجامع الذي يعتمد على ساريتين كبيرتين، وجدت الكثير من الأزبال ورائحة البول والغائط وجلسات صغيرة للعب الورق أو القمار وكثير من الأحجار والأوساخ، إذ لا بد من الداخل إلى الجامع أن يضع يده على أنفه لأن الرائحة الكريهة ستزكم أنفه. قرب البئر وجدت العديد من المقابر في حالة مزرية إذ لا نظافة ولا حرمة للمقابر، بل أوساخ وغائط و بول وأزبال وقارورات الخمر الفارغة وهلم عدا. ويبدو أن الجامع قد بدأت به أشغال الترميم من الداخل والخارج حيث الحيطان مبلطة لكنها غير منتهية، لكن الفضاء الداخلي به ركام الأزبال وبقايا نفايات مختلفة.
محراب جامع الأنور بفاس : هذا هو حال أول مسجد بني بفاس اليوم، وحال أول بقعة مقدسة في المدينة بعدوة الأندلس، حال يستحي المرء من ذكره، إذ من العار أن تنسى هذه البقعة وتترك مرتعا للمنحرفين ومخبأ للجناة ووكرا للفساد وخربة مهجورة. كلنا معنيون سلطات ومجالس منتخبة وساكنة ومجتمع مدني ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة وكل المتدخلين من خاص وعام، من أجل إنقاذ جامع الأنور من الإهمال الذي حاق به وجعله نسيا منسيا، كما يتوجب إدماجه ضمن المخطط المدار السياحي العام لمدينة فاس، وفتحه للزوار سواء من ساكنة فاس –الذين يجهلون قيمة هذا الجامع الذي أدى وظيفته على أحسن وجه- أو من خارج المدينة من سياح مغاربة وأجانبه والتعريف به أكثر لكي يستعيد بعضا من قدسيته.
*1 الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس لمؤلفه علي بن أبي زرع الفاسي/ الطبعة الثانية 1420ه *2 نفس المرجع.*3 كتاب “وصف إفريقيا” لحسن بن محمد الوزان الفاسي ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر طبعة1400ه.
(7) دار القيطون : التى ينتسب إليها الأدارسة القيطونيون هى الدار المتصلة بجامع الشرفاء والتى سكنها إدريس الأزهر بعد وفادة القرويين حينما انتقل لبناء هذه العدوة من مدينة فاس وهم ينتمون الى القاسم بنى إدريس الازهر المعروف بالزاهد الذى كانت طنجة وسبتة وبلاد الهبط من نصيبه لما قام الخليفة محمد بن إدريس عام 213 هـ بتقسيم أقاليم المغرب على إخوته الأثنى عشر بإيعاز من جدتهم كنزة ، إلا إن القاسم تنازل عن ولايته لأخيه عمر وأثر النسك والعبادة إلى أن مات وضريحه مشهور على شاطىء المحيط بين طنجة واصيلا
(8) o الشرفاء الجوطيون : يقول عنهم الدكتور عبدالهادي التازي، الجوطيون نسبة الى جوطة قرية عظيمة كانت على نهر سبو حيث توجد اليوم بلاد اولاد عمران كانت ميناءً هاماً يتوفر على دار لبناء السفن، كان يربط المنطقة بأعالي البحار عبر النهر المذكور، ادركها الخراب وتحيفها النهر على حد تعبير المؤرخين . كان اول من نزل بجوطة يحيى بن القاسم الملقب بالعدّام لكثر ما يقوم به اثناء الجهاد من اعدامات لخصوم الاسلام
ومن محاسن جضرة فاس(1) أن نهرها يشقها نصفين ، وتتشعب جداوله فى دورها وحماماتها وشوارعها وأسواقها ، وبها مساجد كثيرة ، منها مسجد القرويين وهذا المسجد يعد أعظم مساجد الدنيا طولا وعرضا ، له أربعون بابا وسمى بالقرويين (2) لما قيلل أن سبب انشائه فتاة من القيوان وجامع الأندلس وجامع الديوان وفيها غير ذلك ، وقد مدحها الفقية ابن عبد الله المغيلى لما كان يلى خطة القضاء يمدينة آزمور ، ويتشوق إلى حضرة فاس حرسها الله من كل باس:
(1)فاس مدينة مغربية تتميّز بموقعها الجميل الذي تحيط به التّلال من كلّ جانبٍ، وتتكوّن من قسمين: فاس البالية أي القديمة والتّي تُعَدّ من مدن القرون الوسطى والتي ما زالت مأهولة؛ وفاس الجديدة التي تكوّنت سنة 1276 وتوسّعت جنوبًا. تأسّست فاس على يد إدريس الثّاني سنة 809م في الموقع نفسه الذي اختاره والده إدريس بن عبد الله. وكان إدريس الثّاني هو الذي طوّر المملكة الإدريسيّة، فتطوّرت فاس معها. وأمّت فاس جموع النازحين المُسلمين من الأندلس بعد حركة العصيان في قرطبة، سنة 818م، واستقرّوا في المكان الذي عُرِفَ بِعَدوة الأندلس.
(2) جامع القيروان : جامع القرويين أو مسجد القرويينهو جامع في مدينة فاس المغربية، بني عام 245 هـ/859 م.قامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد. كان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه. أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى. و قد سمي الجامع بالقرويين نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية. لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين عمال عبد الرحمن الناصر على المدينة، تعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي. قام المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة. كان هناك تفنن من قبل المعماريين في صنع القباب ووضع الأقواس ونقش آيات القرآن والأدعية. أبرز ما تركه المرابطون في المسجد هو المنبر الذي لا يزال قائما إلى اليوم. بعد المرابطين، قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى والتي تزين المسجد الفاسي إلى اليوم. لمسجد القرويين سبعة عشر بابا وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسط المسجد. كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر، وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء في الأندلس. عرف الجامع المزيد من الاهتمام في مجال المرافق الضرورية فزين بالعديد من الثريات والساعات الشمسية والرملية وأضيفت للمسجد مقصورة القاضي والمحراب الواسع وخزانة الكتب والمصاحف. طراز الجامع المعماري بشكل عام هو الطراز المعماري الأندلسي
الأندلس القيروان
يا فاس حيا الله أرضك من برى *** وسقاك من صوب الغمام المسبل
يا جنة الدنيا التى أربت على *** حمص بمنظرها البهى الأجمل
غرف على غرف ويجرى تحتها *** ماء ألذ من الرحيق السلسل (1)
وبساتن من سندس قد زخرفت *** بجداول كالأيم او كالمفصل (2)
وكان ةفاة مولانا إدريس الأزهر رضى الله عنه ثانى جمادى الآخر سنة ثلاث عشرة ومئتين ، وعمره نحو ست وثلاثين سنة ن ودفن بمسجده بإذار الحائط الشرقى منه ومقامه فى حضرة فاس من الأماكن المقدسة ، تستشفى به أهل المغرب قاطبة وهو بمثابة الامام أبى عبد الله الحسينى رضى الله عنه بمصر ، تقصده الزوار من الأماكن البعيدة ، ويقرؤون عنده الدلائل (3) والأحزاب وله أوقاف كثيرة اللهم أنفعنا بهم وبأسرارهم .
(1) الرحيق : الخمر أو أطيبها ,افضلها أو الشراب لا غش فيه – السلسل : الماء العذب السلس السهل فى الحلق
(2) السندس : ضرب من رقيق الديباج أو الحرير المنسوج الذى يتلون أوالنا – الأيم : الحية أوذكر الأفعى
(3) كتاب دلائل الخيرات : وشوارق الأنوار فى ذكر الصلاة على النبى المختار للشيخ أبى عبد الله محمد بن سليمان بن أبى بكر الجزولى السملانى الشريف الحسنى المتوفى سنة 854 وهذا الكتاب آية من ىيات الله فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم يواظب بقراءته فى المشارق والمغارب لا سيما فى بلاد الروم بعض صور المساجد بالأندلس
ترجمة السادات الوفائية ومزاراتهم
يقول حسن قاسم فى كتابه جامع الكرامات
هم المدفون بالمسجد المعروف بمسجد السادات ، وأول من دفن فيه القطب سيدنا محمد وفا رحمه الله ، وهذا المسجد من أعظم مساجد القاهرة ، وهو مما يلى سفح المقطم شرقى مسجد الإمام الشافعى ، وسيدى عقبة رضى الله عنهما ، وكان أصله زاوية تعرف بهم ، فجددها مسجدا على ما هى عليه الآن الوزير عزت باشا عام 1191 ، وعلى هذا المسجد واجهة بحرية مبنية بالحجر النحيت الأحمر ، بها باب مقنطر بجلستين يمنة ويسرة يعلوه أسكفة (1) من الرخام المرمر(2) البيض ، ويجد الداخل من باب المسجد تجاهه بابا مقنطرا مبنيا بالرخام المرمر الأبيض ملمعا بالذهب الأحمر ، يعلوه أسكفة من الرخام ، مكتوب على عارضته علو الأسكفة المذكورة : بسم الله الرحمن الرحيم ( وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور )
الأية 34 سورة فاطر
وبجانب الباب دائرتان من الرخام الأبيض يمنه ويسره ، وبجوار باب المسجد المذكور شباك تعلوه دائرة من الرخام مكتوب عليه بالذهب ، ومنقوش نقوش بديعة ، ويعلو ذلك المسجد الباب من داخل المسجد لوح مكتب عليه هذا الباب :
الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات
ويدخل من الباب المذكور إلى مسجد جامع لجميع المحاسن ، أعلاه قناديل تقارن الثريا(3) تقام فيه الصلوات الخمس بالجماعات والجمعة والعيدان ، معمورا بذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، وغحياء السنن ، ويشتمل هذا المسجد على محراب مبنى بالرخام الملون ، به عمودان صغيران من المرمر الأبيض ، يجاوره منبر منقوش بالذهب الأحمر ، وخشبه من خشب الجوز ، وله هلال من النحاس المصفى المموه بال1هب ، وبالمسجد أربعة لواوين (4) وبينهما الصحن ، وارضه مفروشة بالبلاط الكذان (5) وقد فرشت أرض المسجد بالبساط الأخضر .
(1) السكفة : عتبة الباب التى يوطأ عليها ، وقد تكون من الخشب
(2) المرمر : الرخام او صخر رخامى جيرى متحول يتركب من بلورات ( الكلسيت ) يستعمل للزينة فى البناء ، ولصنع التماثيل ونحوها .
(3) الثريا : مجموعة من النجوم .و- مجموعة من المصابيح (ج) ثريات
(4) اللواوين : (ج) ليوان : أظنها الأيوان أو الإوان : قسم مكشوف من المنزل يشرف على صحن الدار ، يحيط به ثلاثة حيطان وله سقف محمول من الأمام على عقد ( مثل فصول المدارس )
(5) الكذان : (ج) الكذانة : حجارة كأنها المدر فيها رخاوة ، وربما كانت نخرة . وقيل : حجارة رخوة إلى الياض . ( لسان العرب 13/357) مادة كذن
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ويرى الداخل فى وسطه مقصورة ضريح القطب الكبر سيدى أبى الحسن على بن وفا ، ووالده القطب الغوث ، الفرد الجامع ، خاتم الأولياء ، المحمدى ، وعلى دائرة هذه المقصورة أبيات مكتوبة بالذهب ، وبجوارها حوض كبير من الرخام المرمر ، موضوع به الرمل الأحمر ، وتجاه باب المقصورة مكتوب بالذهب :
(لا إله إلا الله الواحد الحى الدائم العلى الحكيم محمد رسول الله الفاتح الخاتم أصل الوفا المشفع العظيم ).
وقد كتب عليه نسب حضرة روح ارواح اللطائف المحمدية ، وسر اسرار كنز المواهب الرحمانية الأستاذ أبى الحسن على بن وفا بن محمد بن محمد بن محمد النجم بن عبد الله بن أحمد بن مسعود بن عيسى بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الكريم بن محمد بن عبد السلام بن إدريس الزهر التاج بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه .
وتجاه باب المقصورة ثلاث مقصورات ، بالأولى ضريح القطب الربانى سيدى أبى الإسعاد بن وفا وهو جد الدكتور السعيد أو الأسعاد وكيل المشيخة الصوفية وصاحب الكتب الجليلة ، وضريح سيدى عبد الفتاح أبى الإكرم ، وبالثانية ضريح القطب الربانى سيدى محمد أبى الفتح بن وفا ، وبالثالثة ضريح القطب الربانى سيدى يحيى أبى اللطف .
وفى الإيوان ثلاث مقاصير على يمين الداخل من المسجد ، بالأولى ضريح القطب المعظم سيدى عبد الوهاب أبى التخصيص بن وفا ، وبالتانية ضريح القطب سيدى أبى الأرشاد ، وبالثالثة أربعة أضرحة : ضريح القطب سيدى عبد الخالق بن الخير بن وفا ، وضريح القطب سيدى محمد أبى الإشراق ، وضريح سيدى محمد أبى هادى بن وفا ، وضريح القطب سيدى سيدى أحمد أبى الأمداد بن وفا ، وعلى يسرة الداخل من المسجد مقصورة بها ضريح القطب سيدى علد الرحمن الشهيد بن وفا ، وبقية السادى متفوقون فى أنحاء المسجد .
وقد كتب على كل ضريح اسم من دفن فيه ، وأما ضريح سيدى شهاب الدين أحمد أخى سيدى على بن وفا فهو وأبوه سيدى محمد فى ضريح واحد ، كل منهما على سرير ، وتجاه ضريحهما سرير سيدى على بضريح مستقل من الرخام الأبيض المرمر ، ومغطى بكشوة منقوشة بالذهب .
وتجاه هذه المقصورة مقصورة فيها ضريح شيخنا سيدى يحيى الشريف القادرى أبى السادات بن وفا شيخ شيخنا سيدى أبى العباس الحضرمى الشاذلى .
و من توفى منهم سيدى عبد الخالق السادات بن وفا ، وله مقصورة مستقلة قد نقش عليها اسمه ، وهذا المسجد باق على حاله إلى الآن ، تقام فيه الشعائر الدينية ، اللهم إنا نسألك بسرهم لديم ومكانتهم عندك أن تميتنا على حبهم ، وتمدنا بأنوارهم ، آمين .