
[b]
[align=center]سيدى إبراهيم الدسوقى
1- مشاهداتى
2- ما ذكره النسابة حسن قاسم فى مؤلفاته
3- ما ذكره الشعرانى فى الطبقات الكبرى
4- ما ذكره على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية
5- ما ذكرته الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر
6- ما ذكر عن أنشاء المسجد
7- صلاة سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه
8- ما ذكره العلماء
9 – فى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيار
[/align]ة


سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله تعالى عنه
1 - مشاهداتى :-
إنه فى يوم الخميس 29-4-2010 الموافق 15 جمادى الآخر 1431هـ وفى تمام العاشرة صباحا توجهت إلى مدينة كفر الشيخ قاصدا مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله تعالى عنه
بعد أن وصلنا إلى قليوب ثم مدينة بنها لاحظت جمال الطبيعة الخلابة والأرض الزراعية الشاسعة منها المزروعة ومنها المتخربة ولا ندرى هل هى عوامل الطبيعة أم الأيدى التى لا تريد أن تعمل ( الله أعلم )
كما رأيت كثرة المساجد بالقرى والمدن بمآزنها الشاهقة التى تصل إلى أعنان السماء وكأنها تضرع إلى الله وتناجى ربها وترتفع كلمة الله أكبر وكأنها تريد أن تسمع أهل الأرضى بحى على الصلاة وبأن هذا الكون له رب نشهد بوحدانيته *
رأيت النيل بماؤه الصافى العذب ولونه الجذاب – ثم دخلت مدينة طنطا رضى الله تعالى على صاحبها وقرأت الفاتحة له – ثم مررت على مدينة التوفيقية وهنا تذكرت (على باشا مبارك صاحب الخطط التوفيقية ) الذى شرح فيها مصر من شمالها إلى جنوبها ومن مغربها لمشرقها وقراها ومدنها وشوارعها موسوعة لا يقدر شخص على كتابتها رحمه الله وجعله فى ميزان حسناته فهى الموسوعة الثانية ، فالأولى الخطط المقريزية .
وصلت إلى مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله تعالى عنه وبعد أن أديت ركعتي تحية المسجد قمت بأداء صلاة الظهر وبعدها توجهت إلى المقام وقرأت الفاتحة له ولأخوه سيدى موسى أبى عمران رضوان الله تعالى عنهم ثم لاحظت بصمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مررت بالمسجد وشاهد منظر جميل للمسجد ووسعه ومنظر العمارة الموجودة به ثم بعد ذلك توجهت إلى مسجد سيدى أبو المجد والده رضى الله تعالى عنه بشبراخيت وصليت العصر بالمسجد ثم توجهت إلى المقام لقرأة الفاتحة *
سيدى إبراهيم الدسوقى :
هو القطب أبو العينين إبراهيم الدسوقى بن عبد العزيز أبى المجد بن قريش بن محمد بن أبى النجا بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبى الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق ابن أبى القاسم بن جعفر الزكى بن على بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى تفقه على مذهب الإمام الشافعى - أما أمه فهى فاطمة بنت ولى الله أبى الفتح الواسطى وكان من أجل أصحاب سيدى أحمد الرفاعى ومن شيوخ أبى الحسن الشاذلى
مولده : ولد سنة 633هـ فى قرية دسوق فنسب إليها فتعلم القرآن الكريم ودرس علوم الفقه والدين والحديث فى أصول الفقه على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه – وبعد أن زاع أمره صدر السلطان الظاهر بيبرس قرار بتعينه شيخا للإسلام بمصر المحروسة فقبل على أن يوهب راتبه لفقراء المسلمين فقرر السلطان بناء زاوية له يلتقى فيها الشيخ بمريديه ويعلمهم أصول دينهم وظل شيخا للإسلام حتى وفاة السلطان بيبرس فأعتذر بعد ذلك ليتفرغ للعلوم وتعليم تلاميذه – فقد كان أعزب وهب حياته ووقته كله للتصوف والتعبد *
كان يتقن عدة لغات غير العربية منها السريانية والعبرية وكتب العديد من المؤلفات والكتب بالسريانية والرسائل
كانا ملازما لسيدى أحمد البدوى وكانت تربطهم علاقة طيبة
وفاته : توفى سنة 676هـ ودفن فى نفس الحجرة التى كان يتعبد فيها وبجواره أخيه موسى أبى عمران رضى الله عنه
أخواته :
1- موسى أبى عمران ومدفون بجوار سيدى إبراهيم الدسوقى
2- سيدى عبد الله الدسوقى ومدفون بسوق السلاح أمام مسجد السيدة فاطمة النبوية فى ذاوية صغيرة
3- سيدى العتريس وهو محمد بن أبى المجد القرشى ومقامه بمدخل الميدان بجوار مسجد السيدة
زينب رضى الله تعالى عنها وهو متوفى فى النصف الثانى من القرن السابع وكان من أصحاب الطريقةالبرهانية وكان يقيم دروس العلم والحديث ومجالس العبادة فى كنف الحرم الزينبى *
ها هى مشاهداتى فى رحلتى إلى سيدى إبراهيم الدسوقى شخصية عظيمة لها كرامات كثيرة ولى من الأولياء الصالحين وشريف من آل بيت الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه *
السيد محمد القرشى المعروف بالعتريس
ونسب السيد إبراهيم الدسوقـــى
2- من كتاب أخبار الزينبيات لجدى النسابة حسن محمد قاسم 1934م
هو أخو السيد إبراهيم الدسوقى احد الأولياء المشهورين والسيد ابى عمران موسى والسيد عبد الله القرشى *
وكلهم أشقاء أبناء السيد عز الدين أبى المجد عبد العزيز القرشى بن السيد قريش بن محمد الناجى الملقب بأبى النجا ابن زين العابدين بن عبد الخالق ابن محمد أبى الطيب بن عبد الله بن عبد الخالق بن القاسم بن إدريس ابن جعفر الزكى بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظمبن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين توفى السيد ابراهيم بدسوق سنة 676هـ 1277م وبنى على قبره السلطان بركة خان ابن الظاهر بيبرس البندقدارى ثم أتمه فى أواخر القرن التاسع الهجرى الملك الأشرف قايتباى ثم جدده فى الثلث الأول من القرن الثانى عشر الهجرى الأمير اسماعيل بك إبواظ وجدد المقام ايراهيم باشا أيام ولايته وفى سنة 1288 أمر بتجديده الخديوى إسماعيل باشا وتم فى سنة 1303هـ فى ولاية الخديوى توفيق وأما أخوه السيد أبى عمران موسى فتوفى بالأسكندرية فى ذى الحجة سنة 703ونقل إلى دسوق فدفن باذاء أخيه من الجهة القبلية وتوفى السيد محمد العتريس فى أواخر القرن السابع الهجرى ودفن بالمحل المتقدم وذكرنا عنه فيما تقدم أنه كان معيدا بالمشهد الزينبى وتوفى السيد عبد الله القرشى قريبا من هذا التاريخ ودفن بتربة تجاه مشهد السيدة فاطمة النبوية بالقرب من جامع أصلم السلحدار وأمهم جميعا السيدة فاطمة بنت أبى الفتح الواسطى العراقى دفين ثغر الاسكندرية ( قبره غير معروف بالثغر لاندثاره وموقعه بجهة الفراهدة خلف الحمام الذى يعرف بحمام أولاد الشيخ بحارة جامع الواسطى وهو غيرالفقيه أبى الفتح الواسطى المتوفى سنة 640 بالثغر أيضا وقبره بجهة بحرى قبلى مسجد أبى العباس المرسى ) * دفين ثغر الاسكندرية المتوفى سنة 580 وأما ما اشتهر على ألسنة العامة من زعمهم أن أم السيد ابراهيم الدسوقى هة أخت الامام أبى الحسن الشاذلى فخبر لا صحة له راجع كتاب سلاسل القوم للرفاعى ومؤلف جلال الدين الكركى وإلى السيد موسى ابى عمران المذكور ينتهى نسب الأشراف الدسوقية بيت القاسمى فى الشام ينتهون فى السيد عثمان بن عبد الله بن أبى عمران المذكور وهو أول قادم من دسوق إلى الشام فى القرن الثامن وفى قرية عين تنيت بناحية البقاع العزيز منها كانت وفاته وبها ضريحه معظم مقصود بالزيارة وقد ألف فى نسب هؤلاء السادة حفيدهم السيد محمد جمال الدين القاسمى إمام جامع السنابية المتوفى سنة 1338 رسالته الموسومة بشرف الأسباط طبعت فى دمشق *
وكما أن السيد موسى هذا جد أشراف الشام فهو أيضا جد اشراف مصر آل الدسوقى إذ منه تفرعت وكان منهم فى كل عصر علماء أفاضل ومنهم طائفة توارثوا خدمة ضريح جدهم فى دسوق وللآن منهم بقية وممن ينتهى فى هذا النسب أيضا السيد على البكرى دفين جامع الشرايبى بشارع الرويعى ظاهر القاهرة بمصر والسيد نجم دفين المنزلة والحمد الفوى دفين فوه وتقى الدين دفين رأس الخليج والسيد مصطفى البولاقى دفين جامع أبو العلا بالقاهرة ولهم بهذه الأماكن المذكورة مقامات تزار إلى عصر هذا التاريخ ومنهم فرقة تنتهى فى السيد أيوب ضجيع أخيه السيد ابراهيم الدسوقى وتوفى أبوهم السيد عز الدين بالاسكندرية عام 616 كما ذكر فى بعض التواريخ *
سيدى إبراهيم الدسوقى



سيدى إبراهيم الدسوقى
( .... – 676 )
يقول حسن قاسم فى كتاب الطبقات الشاذلية
القرش الحسينى الهاشمى الشاذلى ابن سيدى أبى المجد ، ألفت فى مناقبه مؤلفات بلغت حد التواتر ، ذكرت من فضائله ما لا تحصره العقول ، والحق أن ماذكر فهو نقطة فى بحر زاخر تلاطمت أمواجه ، وتكفينا شهرته فى العالم الإسلامى بأسره .
كان قدس الله سره من صدور المقربين ، وكان صاحب كرامات ظافرة ، ومقامات فاخرة ، ومآثر ظاهرة ، وبضائر باهرة ، وأحوال خارقة ، وأنفاس صادقة ، وهمم علية ، ورتب سنية ، وإشارات سنية ، ونفحات أقدسية ، ومحاضرات قدسية ، ونفحات روحانية ، واسرار ملكونية .
له المقام العالى ، والقدم الراسخ ، والمعراج الأعلى ، والمنهاج الأسنى ، الطود الأرفع ( أى الجبل العظيم ) واليد البيضاء ، والباع الطويل ، والكشف الخارق.
وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود ، وأبرزه حمة للخلق ، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام ، وصرفه فى العلم ، ومكنه فى أحكام الولاية وقلب له الأعيان ، وخرق له العادات ، وأنطقه بالمغيبات ، وأظهر على يديه العجائب ، وصومه فى المهد ، قدس الله سره العالى .
ومن كلامه قدس الله سره : أنا موسى فى مناجاته ، أنا على فى حملاته ، أنا كل ولى فى الأرض ، جميعهم بيدى ، أنا بيدى أبواب النار غلقتها ، أنا بيدى أبواب جنة الفردوس فتحتها ، أنا تجلى على ربى ليلة ولادتى ، وقال : غدا أول الشهر صم يا إبراهيم . فصمت وأنا ابن ليلة واحدة ، أنا فككت طلاسم ( الطلاسم : السر المكتوب – ونقوش تنقش على أجاسد خاصة فى أوقات مناسبة بكيفيات ملائمة لحوائج معلومة يزعمون أنها ترد الأذى ) سورة الأنعام التى لم يقدر على فكها الشالى خالى .
وكلامه رضى الله عنه كلع من هذا القبيل على لسان الحال نفعنا الله به .
ومناقبه كثيرة ذكرنا منها جملة بقصد التبرك . كان قدس الله سره لم يغفل قط عن المجاهدة ، وكان إذا مر فى ألسواق له هيبة عظيمة لكل من رآه ، وكانت الناس تهب أباه سيدى أبا المجد القرشى وذلك لما فى ظهره ، وبشرته الأولياء قبل مولده ، وقيل له : سيولد لك ولد يكون له شأن عظيم .
توفى رحمه الله سنة ست وسبعين وست مئة ، وله الشهرة التامة عند أهل مصر من مشرقها لمغربها ، وتظهر كرامات كثيرة لزائريه ، ومن أراد الوقوف على حقيقة فعليه ب ( الجوهرة المصونة ) له ، فقد تكلم فيها قدس سره بأسرار لم تخطر على بال ، وأباح فيها مشاهداته فى حضرة الجلال وحضرة الكمال ما يبهر عقول الرجال ، أمدنا الله بمدده ، وأماتنا على حبه ، ومتعنا بأنواره ، النزول بأعتابه . آمين .
3 - يقول سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج1ص140
====================================
هو إبراهيم بن أبى المجد بن قريش بن محمد بن أبى النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد بن أبى الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق بن ابى القاسم بن جعفر الزكى ابن على بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على الزاهد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى رضى الله عنهم أجمعين تفقه على مذهب الامام الشافعى رضى الله عنه تم أقتفى آثار السادة الصوفية وجلس فى مرتبة الشيخوخية وحمله الراية البيضاء وعاش من العمر ثلاثا واربعين سنة ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة رضى الله تعالى عنه وهو من أجلاء مشايخ الفقراء أصحاب الخرق وكان من صدور المقربين وكان صاحب كرامات ظاهرة ومقامات فاخرة وسرائر ظاهرة وبصائر باهرة وأحوال خارقة وأنفاس صادقة وهمم عالية ورتب سنية ومناظر بهية واشارات نورانية ونفحات روحانية واسرار ملكونية ومحاضرات قدسية له المعراج الاعلى فى المعارف والمنهاج الاسنى فى الحقائق والطور الارفع فى المعالى والقدم الراسخ فى احوال النهايات واليد البيضاء فى علوم الموارد والباع الطويل فى التصريف النافذ والكشف الخارج عن حقائق الآيات والفتح المضاعف فى معنى المشاهدات وهو أحد من أظهره الله عز وجل فى الوجود وأبرزه رحمة للخلق وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام وصرفه فى العالم ومكنه فى احكام الولاية وقلب له الاعيان وخرق له العادات وانطقه بالمغيبات وأظهر على يديه العجا\ب وصومه فى المهد رضى الله عنه وله كلام كثير عال على لسان أهل الطريق من كلامه رضى الله عنه من لم يجد مجتهدا فى بدايته لا يفلح له مريد فانه ان نام نام مريده وان قام قام مريده وان أمر الناس بالعبادة وهو بطال أتو بهم عن الباطل وهو يفعله ضحكوا عليه ولم يسمعوا منه وكان ينشد كثيرا اذا اقبل له انصحنا وارشدنا بمثالين من قول بعضهم **
لا تعدلين الحراير حتى تكونى مثلهن
يقبح على معلوله تصف دواء للناس
وكان رضى الله عنه يقول يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه ان كان جسمه حاضرا وان كان غائبا يستأذنه بالقلب وذلك حتى يترقى الى الوصول الى هذا المقام فى حق ربه عز وجل * فإن الشيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب وأسقاه من ماء التربية ولاحظه بالسر المعنوى الالى فيا سعادة من احسن الأدب مع مربيه ويا شقاوة من أساء وكان رضى الله عنه يقول من عامل الله تعالى بالسرائر جعله مع الاسرة والحضائر ومن خلص نظره من الانتكاس سلم من الالتباس ومن غاب بقلبه فى حضرة ربه لا يكلف فى غيبته فإذا خرج الى عالم الشهادة قضى ما فاته فهذا حال المبتدئين ** وكان يقول الشريعة أصل والحقيقة فرع الشريعة جامعهة لكل علم مشروع والحقيقة جامعة لكل علم خفى وجميع المقامات مندرجة فيهما وكان رضى الله عنه يقول يجب على المريد أن يأخذه من العلم ما يجب عليه فى تأديته فرضه ونقله ولا يشتغل بالفصاحة والبلاغة فان ذلك شغل له عن مراده بل يفحص على آثار الصالحين فى العمل ويواظب على الذكر وكان يقول الرجال منهم رجل ونصف رجل وربع رجل ورجل كامل وبالغ ومدرك وواصل وكان رضى الله عنه يقولتوبة خالصة محو لكل ما سوى الله تعالى ولا يتطلعون الى عمل ولا قول يتوبون عن أن يختلج فى أسراراهم ان لى أن يتوهمون أن عندى ويخشون من قول أنا فهم براعون الخطوات

4 -( مدينة دسوق ) يقول على باشا مبارك فى الطبقات ج11 ص6
===================================
دسوق بلد جليلة مركز قسم من مديرية الغربية على الشاطىء الشرقى لبحر رشيد قبلى – والآن دسوق تتبع محافظة كفر الشيخ **
ومسجد سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه بناه أولا بعض السلاطين ثم أجرى فيه السلطان قايتباى عمارة ووسعه ثم خو الآن جار تجديده على طرف الخديوى اسمعيل على غاية من الاعتناء وقد رسم فيه مئذنتان وبنى أساسهما مع الجامع وكان وضعه على الهيئة التى هو عليها الآن بمعرفتنا ورسمنا من توليتنا الاوقاف المصرية وضريح القطب المذكور فى داخله عليه من المهابة والجلال ما لا ينكره أحد والآن أعنى سنة 1293 م جددله كسوة ثمينة رفيعة القيمة سعادة دولة ابراهيم باشا نجل الخديو اسمعيل باشا وسيرته رضى الله عنه شهيرة ومناقبة كثيرة ذكر الشعرانى فى طبقاته شرذمة منها حيث قال هو العارف بالله تعالى سيدى إبراهيم الدسوقى ابن أبى المجد بن قريش بن محمد بن أبى النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبى الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالث ابن أبى القاسم بن جعفر الزكى بن على بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب القرشى الهاشمى تفقه على مذهب الإمام الشافعى ثم افتقى آثار الصوفية وجلس فى مرتبة الشيخوخية وحمل الراية البيضاء فكان من أجلاء مشايخ الفقراء اصحاب الخرق وكان من صدور المقربين وصاحب الكرامات ومقاما ت فاخرة وأسرار ظاهرة وبصائر باهرة ومن نظمه
سقانى محبوبى بكاس المحبة *** فتهت على العشاق سكرا بخوتى
ولاح لنا نور الجلالة لو أضـا *** لصم الجبال الراسيات لـــــدكـت
وكنت أنا الساقى لمن كان حاضرا** أطوف عليهم كرة بعد كرة
ونادمنى سرا بسر وحكمة *** وان رسول الله شيخة وقدوتى
وهاهدنى عهدا حفظت لعهده *** وعشت وثيقا صادقا بمحبنى
وحكمنى فى سائر الارض كلها ** وفى الجن والاشباح والمردية
وفى أرض صين الصين والشرق كلها *لاقصى بلادالله صحت ولايتى
أنا الحرف لا اقر الكل مناظر *** وكل الورى من أمر ربى رعيتى
وكم عالم قد جاءنا وهو منكر *** فصار بفضل الله من أهل خرقتى
وما قلت هذا القول فخرا وإنما *** أتى الاذن كى لا يجهلون طريقتى
إلى آخر ما قال من شطح طويل وتحدث بالنعمة نظما ونثرا * عاش رضى الله عنه من العمر ثلاث واربعين سنة ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان حتى مات سمة ست وسبعين وستمائة رضى الله تعالى عنه ** وفى كل عام يعمل له ثلاث موالد تهرع إليه فيها الناس من كل جهة أحدهما فى شهر برمودة وهو أقلها زوارا وثانيها فى شهر طوبة وهو يسمى بالرجبي وهذا أكثر الناس روادا ويمكث المولد ثمانية أيام وثالثها المولد الكبير فى شهر مسرى يؤتى إليه الناس من جميع البلدان ويستمر ثمانية أيام * ويقول على مبارك أيضا :
ويوجد أضرحة لبعض الأولياء كسيدى
1-
أبى النصر عز الدين والجلال الكراكى والشيخ اسماعيل أبى راس والشيخ أحمد ربيع والشيخ قرطاى
وفى الضوء اللامع للسخاوى ان على بن محمد بن على بن ذى الاسمين أيوب عثمان ابن ذى الاسمين عبد العزيز عبد المجيد الشهير بأبى المجد بن محمد بن عبد العزيز بن قريش نور الدين وربما كنى باكبر أولاده النجم فيقال أبو نجم الدين القرشى الابودرى بفتح الهمزة ثم موحدة ودال مهملة ثم راء مشدده نسبة الى أبى درة من أعمال البحيرة ثم الدسوقى بضم المهملتين المالكى ويعرف بسنان لسن كانت له بارزة وأيوب فى نسبه هو أخو الشيخ ابراهيم الدسوقى صاحب الأحوال ولد تقريببا سنة 775 بأبى درة ثم انتقل منها وهو صغير بعد موت والده وحفظ القرآن عند الشهاب السروجى وتلاه لبى عمر وعلى ابن عامر ثم قدم القاهرة فحفظ بها ايضا العمدة والرسالة ومختصر ابن الحاجب وألفية ابن مالك ومن شيوخه فى السماع الصلاح الزفتاوى والبنوخى وابن الشيخة وابن الفصيح والعراقى والهيتمى والابناسى والدحوى والغمارى والمراغى والنور الهورينى والجمال عبد الله الرشيدى وناصر الدين نصر الله الحنبلى والسويداوى والحلاوى واكثر من المسموع ويخبر أنه أخذ الخرقة الدسوقية عن ابن عم الجمال عبد الله بن محمد بن موسى المتوفى بدسوق سنة نيف وثمانمائة عن أبيه عن جده موسى عن شقيقه الشيخ ابراهيم وقطن دسوق من سنة اثنتى عشرة الى أن مات شيخ المقام الابراهيمى بها وهو ابن عمه الشمس محمد بن ناصر الدين بن محمد بن جلود فى سنة اربع وثلاثين فستقر عوضه فى المشيخة فباشرها وصرف عنها مرارا وحج وزار بيت المقدس ودخل الاسكندرية مرارا مات ليلة الجمعة حادى عشر رمضان سنة تسع وخمسين بدسوق ودفن عند الضريح البرهانى وخلف أولادا رحمه الله تعالى
أما بالنسبة ( قرية كشميش ) ذكرها على باشا مبارك فقال :
كشميش ** قرية من مديرية المنوفية من اعمال منوف غربى بحر سيف على مائة وأربعين متر وشرقى الباجورية على ألف وثمانمائة وتسعين مترا وبحرى ترهة سرسنا على مائتين وثمانين مترا ومنها الى طنتدا ( طينطا ) نخو أربع ساعات وبها جامع فى غربيها ينسب بسيدى أحمد البدوى جدده مصطفى درويش سنة 1272 وجامع ينسب الى سيدى ابراهيم الدسوقى جدد سنة 1270 تحت نظر الشيخ مصطفى الفقيه وجامع خضر جدد سنة 1280 بنظر سيدى الحاج عبد الله الفقيه وبها خلوة ينسبها الناس لسيدى إبراهيم الدسوقى يزعمون ان بها من مخلفاته ابريقا وعود حديد وفيها ضريح الاستا1 حسامالدين والاستاذ خضر التحفى والاستاذ فتح الاسمر ويقال انهم من رجال أمير الجيش السلطان محمد شبل
5- أما الدكتورة سعاد ماهر تقول فى ج2 ص 306
============================
كفر الشيخ من القرى القديمة إسمها الأصل دمينقون ثم عرفت باسم كفر الشيخ نسبة الى الشيخ طلحة الشاذلى صاحب المقام الموجود –
أما ( دسوق ) فقد وردت فى قوانين ابن مماتى أنها قرية كبيرة وإليها ينسب سيدى إبراهيم الدسوقى صلحب المقام الكائن بها وفى شنة 1841 أنشىء بمديرية الغربية قسم إدارى باسم قسم(المندورة) وجعل مقره بلدة دسوق لأنها أكبر بلاده وفى سنة 1896سمى مركز دسوق بدلا من ( المندورة ) وكان فى دسوق ثلاث قصور أحداهما للسيد عبد العال والثانى للأمام القصبى شيخ جامع السيد البدوى والثالث لبسيونى الفار وكلها معدة لأستضافة الوافدين على دسوق أيام مولد سيدى إبراهيم الدسوقى **
وسيدى إبراهيم الدسوقى بن عبد العزيز أبو المجد الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضوان الله عليه * أما أمه فهى السيدة فاطمة بنت عبد الله الجبار وأخت الصوفى المعروف أبى الحسن الشاذلى كما يتصل نسبه بمعاصره قطب طنطا السيد أحمد البدوى ** ولد سيدى إبراهيم الدسوقى سنة 623هـ فى قرية دسوق فنسب اليها وتربى فى بيئة مصرية بين جماعة من اهل الورع والتقوى فشب محب للعبادة والتدين مثل الشيخ محمد بن هارون العالم المتصوف ** كما أنه كان يترسم خطى خاله ابى الحسن الشاذلى صاحب الطريقة الشاذلية ** درس علوم اللغة والدين وحفظ القرآن الكريم والحديث واصول الفقه على مذهب الإمام الشافعى وهو ما يزال طفلا صغيرا ويقال أنه دخل الخلوة وهو فى الخامسة من عمره ولما شب وأشتد عوده بداء يفد عليه فى خلوته قلة من المريدين واصحابه وكان أبرزهم السيد أبو النصر صاحب الضريح الموجود بدسوق وظل سيدى إبراهيم الدسوقى معتكفا فى خلوته حتى مات أبوه سنة 646هـ فغادر الخلوة لأول مرة وكان عمره 23سنة وعرفت طريقته بالطريقة البرهانية نسبة إلى اسمه كما عرفت بالطريقة الدسوقية نسبة إلى بلده **
6 - مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي
مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وهو من المساجد العريقة في العالم الاسلامي حيث يقصده الالاف من الزوار من جميع انحاء مصر والدول العربية والاسلامية والاوربية . وقد مر بناء المسجد بالمراحل الاتية
في حياة سيدي ‘براهيم الدسوقي جاء الاشراف خليل قلاوون سلطان مصر في ذلك الوقت لزيارة سيدي إبراهيم بعد ان سمع عن اخلاقة وكرمه فامر ببناءزاوية صغيرة بجانب الخلوة وبعد ان مات دفن سيدي إبراهيم الدسوقي بخلوته الملاصقة للمسجد
في عهد السلطان قيتباي أمر ببناء مسجد وضريح يليق بسيدي إبراهيم الدسوقي ،وفي عام 1880 أمر
الخديوي توفيق ببناء مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وتوسعة الضريح وبني المسجد علي مساحة 3000م2 ، وفي سنة 1969 قامت الدولة بتوسعة مسجد علي مساحة 6400م2 وبه 11 باب وصالون لكبار الزوار ومكتبة اسلامية جامعه فيها المراجع الكبري في الفقه الحديث والادب وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتي البلاد في مصر كما تم بناء جناح خاص للسيدات من طابقين علي مساحة 600 م2
صورة للمسجد من الداخل
7 - " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ. اللَّطِيفَةَ الأَحَدِيَّةِ. شَمْسِ سَمَاءِ الأَسْرَارِ. وَمَظْهَرِ الأَنْوَارِ. وَمَرْكَزِ مَدَارِ الْجَلاَلِ. وَقُطْبِ فَلَكِ الْجَمَالِ. اللَّهُمَّ بِسِرِّهِ لَدِيْكَ. وَبِسَيِرِهِ إِلِيْكَ. آمِنْ خَوْفِي وِأَقِلْ عَثْرَتِي وأَذْهِبْ حُزِنِي وَحِرْصِي وَكُنْ لِي وَخُذْنِي إِلَيْكَ مِنِّي. وَارْزُقِنِي الْفَنَاءَ عَنِّي. وَلاَ تَجْعَلْنِي مَفْتُوناً بِنَفْسِي. مَحْجُوباً بِحِسِّي. وَاكْشِفْ لِي عَنْ كَلِّ سِرٍّ مَكْتُومٍ. يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. "
8 - ما ذكره بعض العلماء :
============
بسم الله الرحمن الرحيم
القطب العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي
هو سيدي الإمام الصوفي شيخ الإسلام إبراهيم بن عبدالعزيز (أبي المجد) بن السيد على قريش بن السيد محمد الرضا بن السيد محمد أبي النجا الذي ينتهي نسبه للإمام الشريف جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين و الملقب بالسجاد بن مولانا الإمام الحسين سبط رسول الله صلوات الله و سلامه عليه
فيروى الجلال الكركى عن بعض الثقات أنها هي السيدة فاطمة أبنه ولى الله أبي الفتح الواسطي قدس الله سره. و كان سيدي ابوالفتح من أجل أصحاب سيدي احمد الرفاعي رضى الله عنه، كما انه من شيوخ سيدي ابي الحسن الشاذلي رضى الله عنه
ولقد ولد هذا الإمام الشريف سيدي إبراهيم الدسوقي رضى الله عنه سنة 633 هجرية على أشهر الروايات حيث ذكر ذلك الإمام الشعراني و الإمام المناوي و العارف النبهاني رضى الله عنهم أجمعين.
و على كل فالجميع متفقون على أن الإمام الدسوقي قد عاش من العمر ثلاثا و اربعين سنة.
و لقد كان أقطاب الولاية ينتظرون مولد الإمام الدسوقي و يبشرون به قبل ميلاده. ومن ذلك ما روى من أن العارف بالله سيدي محمد بن هارون كان يقوم لسيدي عبدالعزيز ابي المجد والد القطب الدسوقي إذا مر عليه و يقول: (( في ظهره ولى يبلغ صيته المشرق و المغرب)).
اقام رضى الله عنه بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتًا متبتلا يسبح في بحار القرب.
علاقة القطب إبراهيم مع سيدي القطب أبو الحسن الشاذلي رضى الله عنهم أجمعين:: انه تلقى عن القطب الكبير الشاذلي تبركا حيق قال: ( أخذت الطريقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و عهد البيعة عن القطب ابي الحسن الشاذلي) .
و ايضا، فلقد كان هناك اتصال للقطب الدسوقي بطريقة سيدي أحمد الرفاعي رضى الله عنهعن طريق والده الذي أخذ عن سدي ابي الفتح الواسطي الذي تلقى الطريقة عن القطب الرفاعي ..
بعض ما قاله رضى الله عنه::
________________________________________
1) عن القطب البدوي:
________________________________________
و لقد أثر عن سيدي إبراهيم الدسوقي أنه كان يقول عن أخيه القطب البدوي: (( إن ابن العم السيد أحمد البدوي هو الأسد الكاظم )).
2) الشريعة و الحقيقة:
________________________________________
( الشريعة أصل و الحقيقة فرع. فالشريعة جامعة لكل علم مشروع و الحقيقة جامعة لكل علم خفى و جميع المقامات مندرجه فيهما).
3) عن ادعياء طريقته :
________________________________________
يوضح لنا مقياس التبعيه الحقيقة لطريقته فيقول نفعنا الله بعلمه في الدارين:
(( الله خصم كل من شهر نفسه بطريقتنا ولم يقم بحقها و استهزأ بنا)).
لبس الخرقة الشريفة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني وهو من الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري وهو من الشيخ نجيب الدين علي الشيرازي وهو من الشيخ شهاب الدين السهروردي وهو من الشيخ أبي النجيب ضياء الدين عبد القاهر السهروردي وهو من الشيخ وجيه الدين وهو من الشيخ فرج الزنجاني وهو من الشيخ أبي العباس النهاوندي وهو من الشيخ محمد بن حفيف الشيرازي وهو من الشيخ القاضي رويم أبي محمد البغدادي وهو من إمام الطريقة وسيد الطائفة أبي القاسم الجنيد البغدادي وهو من خاله سري السقطي وهو من الشيخ معروف الكرخي وهو من الشيخ داود الطائي وهو من الشيخ حبيب العجمي وهو من الشيخ الحسن البصري وهو من قاءد الاولياء سيدنا الإمام علي بن أبي طالب وهو من سيد الخلق وسيد الأنبياء الكرام سيدنا ومولانا رسول الله .
قال العارف بالله العلامة الشيخ أبو بكر الأنصاري (قدس الله سره) في (عقوداللآلئ) في ترجمة الشيخ: له المنهاج الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علم الموارد، والباع الطويل في التصرف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف في المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله إلى الوجود، وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام، وصرَّفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد
من صدق في الإقبال على الله، انقلبت له الأضداد فعاد من كان يسبه يحبه، ومن كان يقاطعه يواصله. لا يكمل رجل حتى يفرَّ عن قلبه وسره وعلمه ووهمه وفكره، وعن كل ما خطر بباله غير ربه. من ليس عنده شفقة ولا رحمة للخلـق، لا يرقى مراتب أهل الله. كل من وقف مع مقام، حُجِب به. ما دام لسانك يذوق الحرام، فلا تطمع أن تذوق من الحكم والمعارف شيئاً. الطريق كلها ترجع إلى كلمتـين، تعرف ربك وتعبده. رأس مال المريد المحبة والتسليم.
ومن كرامات سيدى إبراهيم الدسوقى أنه : توجه بعض تلاميذه إلى ناحية الإسكندرية لحاجة يقضيها لأستاذه فتشاجر مع رجل من السوقة في شأن حاجة اشتراها منه فاشتكاه السوقى إلى قاضى المدينة وكان جباراً ظالماً متكبراً على الفقراء فلما وقف ذلك الفقير بين يديه أمر بحبسه وأراد ضربه بلا موجب بغضاً في الفقراء فأرسل الفقير إلى شيخه سيدى إبراهيم يتشفع به في خلاصه فلما بلغه الخبر كتب إلى القاضى رقعة فيها هذه الأبيات :
سهام الليل صائبة المرامى
إذا وترت بأوتار الخشوع
يقومها إلى المرمى رجال
يطيلون السجود مع الركوع
بألسنة تهمهم في دعاء
بأجفان تفيض من الدموع
إذا وترن ثم رمين سهماً
فما يغنى التحصن بالدروع
فلما وصلت الرقعة إلى القاضى جمع أصحابه وقال لهم انظروا إلى هذه الرقعة التى جاءت من هذا الرجل الذى يدّعى الولاية بعد أن آذى حاملها بالكلام واحتقره ثم زاد في سب الأستاذ ثم أخذ يقرأها فلما وصل إلى قوله إذا وترن ثم رمين سهماً خرج سهم من الورقة فدخل في صدره وخرج من ظهره فوقع ميتاً .
توفي سنة ست وسبعين وستمائة هجرة(676 هـ) بمصر في مدينة دسوق . نفعنا الله به وببركته
وفى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة
إبراهيم الدسوقى الشافعى شيخ الخرقة البرهانية ، صاحب المحاضرات القدسية ، والعلوم اللدنية ، والأسرار العرفانية ، أحد الأئمة الذين أظهر الله لهم المغيبات ، وخرق لهم العادات ، ذو اتباع الطويل فى التصرف النافذ ، واليد البيضاء فى أحكام الولاية ، والقدم الراسخ فى درجات الولاية .
انتهت إليه رئاسة الكلام على خواطر الأنام ، وكان يتكلم بجميع اللغات : عجمى ، وسريانى ، وغيرهما ، ويعرف لغات الوحش والطير .
وذكر عنه : أنه صام فى المهد ، وأنه رأى اللوح المحفوظ وهو ابن سبع سنين ، وأنه فك طلسم السبع المثانى ، وأن قدمه لم تسعة الدنيا ، وأنه ينقل اسم مريده من الشقاوة للسعادة ، وان الدنيا جعلت فى يده كخاتم ، وأنه جاوز سدرة المنتهى ، وجالت نفسه فى الملكوت ، ووقف بين يدى الله ، وفتح له من عين العناية قدر خزم إبرة ز
وقال : وليت القطبية ، فرأيت المشرقين ، وما تحت النجوم ، وصافحت جبريل . ومن كلامه : من عامل الله بالسررائر جعله على الأسرة والحظائر .
وقال : لا تكليف على من غاب فى حضرة ربه ما دام فيها ، فإذا رد له عقله صار مكلفا وقال ك إذا ضحك الفقير فى وجهك فاحذره ولا تخالطة إلا بأدب ، فإنه ربما فرح كالناس معه ، يفعل ذلك تنفيرا لهم ، لئلا يعتقد ، فيشغل عن ربه .
وقال : ما كل من خدم يعرف ىداب الخدمة ، وحفظ الحرمة ، ولذلك كثر المرتدون عن الطريق .
وقال : ما أعز الطريق ! وما أعز طلابها ! وما أعز من يصدق فى طلبها ! وما أعز الدال عليها !
وقال : كونوا خائفين من الله ، فإنكم عنم السكين ، وكباش الفناء ، وخراف العلف ، وتنور شواكم قد وهج .
وقال : الإنكار يورث الوحشة ، وهى تورث الانقطاع عن طريق الله
وقال : كل من وقف مع مقام حجب به
وقال : أحذر أنتدعى معاملة خالصة مع الله ، فإن صمت فهو صومك ، وإن قمت فهو أقامك ، وليس لك فى الوسط شىء ، بل الشأن أن ترى أنك عبد عاص ، ليس لك حسنة واحدة ، وأنى لك حسنة ؟ وهو الذى أحسن إليك ، وإن شاء رد عليك .
وقال : ولد القلب خير من ولد الصلب ، فإن ولد الصلب يرث الظاهر ، وولد القلب إرثه السرائر .
وقال : قوت المريد الجوع ، ونظرة الموع ، وفطرة الرجوع ، واما من أكل ونام ولغا فى الكلام ، وترخص وقال : ما على فاعل ذلك ملام ، فلا يجىء منه شىء والسلام
وقال : ما بنيت طريقنا هذه إلا على النار والبحر الهدار والجوع والاصفرار ما هى بالمشدقة والفشار .
وقال : شرط الفقير كونه كالسلطان هيبة ، وكالعبد الذليل تواضعا ومهنة .
وقال : الشيخ حكيم المريد ، فإذا لم يعمل بقول الحكيم لم يحصل له شفاء .
وقال : قد صرف همتنا إلى ربنا ، لم نعرف سواه
وقال : خلو المريد سبحانه ، وجلوته سره وسريرته
وقال : لا تودعو كلامنا إلا عند من كان منا ، ويسلك طريقنا ، فقد قالوا . ذكر الكلام لغير أهله عورة
وقال : طريقنا ما هى طريق تمليق ، بل هى صدق وتحقيق وموت وكمد ، وجهد وسهد وكرم وكسر نفس بغير دعوى ، ومن لا ذل ولا خضوع عنده لا يجىء منه شىء
وقال : واغوثاه من أهل هذا الزمان ، لو علمت أن فى الأجل فسحة سكنت أكم الجبال ، وبطون الأودية بين الوحوش حتى أموت ( الأكم ك موضع يكون أشد ارتفاع من الجبال )
وقال : كم من واقف فى الماء وهو عطشان لعم صدقه فى طلب مولاه
ذكر ذلك كله فى كتاب الجوهرة له وهو مجلد ضخم فيه عجائب
وكان عظيم الشطح فمن قوله :
سقانى محبوبى بكأس المحبة فنهت على العشاق سكرا بخلوتى
ولاح لنا نور الجلالة لو أضا لصم الجبال الراسيات لدكت
وكنت أنا الساقى لمن كان حاضرا أطوف عليهم كرة بعد كرة
وناد منى سرا بسرا وحكمة وأن رسول الله شيخى وقدوتى
وعاهدنى عهدا حفظت لعهده وعشت وثيقا صادقا بمحبتى
وحكمنى فى سائر الأرض كلها وفى الجن والأشباح والمردية
وفى أرض صين الثين والشرق كلها غلى اقصى بلاد الله صحت ولايتى
أنا الحرف لا أقرا لكل مناظر وكل الورى عن أمر ربى رعيتى
وكم عالم قد جاءنا وهو منكر فصار بفضل الله من أهل خرقتى
وما قلت هذا القول فخرا وإنما أتى الإذن كيلا يجهلون طرقتى
تجلى لى المحبوب فى كل وجهة فشاهدته فى كل معنى وصورة
وهى قصدية طويلة ذكرها فى الكتاب المذكور
مات رضى الله عنه سنة ست وسبعين وست مئة
ومن كراماته
أنه خطف تمساح صبيا فأتته أمه مذعورة ، فأرسل نقيبه ، فنادى بشاطىء البحر ك يا معشر التماسيح ، من ابتلع صبيا فليطلع به ، فطلع ، ومشى معه إلى الشيخ ، فأمره أن يلفظه حيا ، وقال للتمساح : مت بإذن الله ، فمات ** وقام عليه أهل بلاده ، وآذوه أشد الأذى ، ورخوه بالعظائم ، فقال : آه آه ، والله لو علمت أن فى أجلى فسحة خرجت من بينهم إلى الجبال ، وبطون الأودية حتى ألقا الله
[/b]