قــــرة العين
الإمام الحسين عليه السلام
قــــــرة العين
فى تاريخ إمام الشهداء وفرع خاتم الأنبياء
سيدنا الحسين
ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه
وابن السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم
وشقيق الحسن والسيدة زينب ( أم هاشم )
حرم الحسين فى مصر بهجة *** يزيج عنالقلب العنا والصبر
قوم أقصده وأتملى يا ابن الكرام * واطلب من المولى يهون العسير
ويلهيا وصية المصطفى للامام على كرم الله وجهه
بسم الله الرحمن الرحيم
عليه أتوكل وبه غلى أشرف المقاصد أتوسل
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين .
( وبعـــــــد ) فهذا سفر جليل حوى سيرة ومناقب وفضائل وشمائل أبى عبد الله الحسين رضى الله عنه وأرضاه تذكارا لمناسبة مولده الشريف رضى الله عنه ، وقد نقلت من كتاب نور الأبصار فى مناقب آل بيت النبى المختار صل الله عليه وسلم ( ليستضىء بهاأولى العرفان القاصى والدان ) .
شملنا الله ببركته وأنار الله قلوبنا بمحبته وحشرنا فى زمرته يوم القيامة ، وسقانا الله من حوض جده نحن ومن والانا بمنه وكرمه آمين .
( فضائل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم )
عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(أحبوا الله لما يغدقكم به من نعمة وأحبونى لخب الله واحبوا أهل بيتى لحبى)
وعن سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(النجوم) أمان لملائكة السماء ، واهل بيتى أمان لأمتى ).
وعن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق )
( التوسل بأهل البيت )
أعلم وفقنا الله وإياك أن آل بيت النبى المختار لهم علينا مزيد الاحترام والإجلال والإكرام فيحبهم بحبنا الله ورسوله المصكفى الحبيب صلى الله عليه وسلم وبالتوسل بهم يدفع الله الخطوب ويفرج الكروب فنحن نتوسل بهم إلى الله ونتوسل بجدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبجميع رسل الله وأنبيائه وأوليائه وأصفيائه ، جازمين بأنهم من عباد الله المكرمين وأن الله ببركتهم يفيض الرحمات ويستجيب الدعوات ونتوسل بهم لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه والوسيلة ) .
( ولادة الإمام أبى عبد الله الحسين رضى الله عنه )
اعلم أنه هو القمر المنير والعلــــــــــــم الشهير سيد شباب أهل الجنــــــة
وريحانة نبى هذه الأمـة إمام الشهداء ووارث علوم سيد الأنبيـــــــاء ابن
الإمام على بن أبى طالب بن عبد المطلـــب بن هاشم رضى الله عنه وأمه
السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلــــــــــم
علقت به رضى الله عنها بعد ولادة أخيـــــــــــه الحسن رضى الله عنه بخمسين ليلة وولد بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فى سنة أربعين هجرية وحنكه النبى صلى الله عليه وسلم بريقه واذن فى اذنه وتفل فى فيه ودعا له وسماه حسينا ولقب الإمام الحسين بألقاب كثيرة أشهرها الزكى والرشيد والطيب والوفى والمبارك واليانع لمرضاة الله ، وكان أشبه بالنبى صلى الله عليه وسلم فى النصف الثانى من جسده وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن الحسين احاديث كثيرة منها أنه قال : ( حسين منى وأنا من حسين اللهم أحب من أحب حسينا ) .
عن أبى هريرة رضى الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتص لعاب الحسين كما يمتص الرجل التمرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أراد أن ينظر إلى أهل الجنة فينظر إلى الحسين بن على ) وقال أيضا أحشر أنا والأنبياء فى صعيد واحد فينادى معاشر الأنبياء تفاخروا بالأولاد فافتخر بولدى الحسن والحسين ، وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : أيها الناس هذا الحسين جده فى الجنة وابوه وأمه وعمه وعمته وخالته وأخوه وهم جميعهم فى الجنة .
وكان رضى الله عنه فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج حتى حج 25 مرة ماشيا ، ذو أخلاق كريمة رشيم عالية ونخوة عربية ومروءة فائقة وعفاف كامل .
( وفاته رضى الله عنه وأرضاه)
ذكر علماء التاريخ وأرباب السير حاجثة قتل الإمام الحسين رضى الله عنه غير أن يد الأهواء قد لعبت بها وبتفصيلها وغضت وجه حقيقتها فكتر فيها الخطأ ولكن أقول والله الوكيل ، أن أصل هذه الحادثة المحزنة رجلان ( هما ) يزيد بن معاوية وعبيد الله ابن زياد وهما السبب فى إزهاق تلكالروح الشريفة من جسدها الطاهر .
وخبر ذلك أنه سافر إلى الكوفة للخلاف حسب وعد أهلها وكان معه خلائق لا تحصى ولا تعد أتبعته فى الطريق إذا بناع ينعى مسلم بن عقيل الذى أرسله الحسين رضى الله عنه غلى أهل الكوفة بخبرهم بقدومه فلما بلغه هذا الخبر تغير خاطره الشريف وقال أيها الناس قد خذلتنا شيعنا فمن أحب أن ينصرف فلينصرف فتفرقوا عنه وبقى معه أصحابه وأهل بيته ، وهو كذلك إذا هو بألف فارس قد أدركته تحت قيادة الحرث بن يزيد التيمى فقال لهم الحسين أنكم أن تتقوا الله تعرفوا الحق لأهله يكن ارضى الله ونحن أهل البيت احق بولاية ه1ا الأمر من هؤلاء المدعين ماليس لهم ، السائرين فيكم بالجور والعدوان فإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتنى به كتبكم انصرفت عنكم فأنكر الحرث ومن معه تلك الكتب وقالوا إنا أمرنا بإحضارك إلى زياد .
فقال الحسين الموت أقرب من ذلك وأمر اصحابه بالمسير فمنعهم الحرث فقال الحسين رضى الله عنه ثكلتك أمك ما تريده قال إنى لم اريد قتالك بل إحضارك إلى ابن زياد .
فقال الحسين عليه السلام الموت أقرب من ذلك وأمر أصحابه بالمسير فمنعهم الحرث فقال الحسين عليه السلام ثكلتك أمك ما تريد ؟ قال إنى أريد قتالك بل إحضارك إلى ابن زياد فخذ طريقهما لندخلك الكوفة نوصلك ولا إلى المدينة حتى أكتب إلى بن زياد ووتكتب أنت إلى يزيد وإلى ابن زياد لعل الله يعصمنى أنأبتلى بشىء من أمرك وبينما هو كذلك إذا بعمر بن سعد قادما بأربعة آلاف فارس وكان فى يوم خامس محرم سنة 61هـ فأحاطوا به وأخبروه بأن ابن زياد يخبره بين مبايعة يزيد والقتل فاستمهلهم الحسين للصباح وبات مع أصحابه طول الليل فى تضرع وابتهال واستغاثه بالله من هذا الكرب المحقق بأهل البيت الكرام فلما أصبح الصباح جهز عمر جيشه للحرب فخرج الإمام الحسين عليه السلام مع أصحابه فكانوا أربعين رجلا واثنين وثلاثون فارسا فوضع الإمام مصحفا بين يديه ورمى عمر إلى جهته سهما وقال أشهدو أنى أول من رمى سهما فى الناس وأشتد الكرب وحمى وطيس الحرب وصرع اصحاب الإمام ولم يبقى منهم أحدا وأصبح القوم شهداء من حوله وهو مدرج بالدماء وبجسده الطاهر ثلاثة وثلاثون طعنه بالرماح وأربعة وأربعون بالسيف وهو مع ذلك لقضاء الله قوى الجأش ثابت القلب طالب من الله الظغر والانتصار على الظالمين حتى أقبل عليه رجلا من كنده يقال له مالك فضربه على رأسه الشريفة بالسيف فقطع البرتس وادماه ورماه حسين بن تميم بسهم وقع فيه حين أراد أن يشرب فتلقى الدم بيده الشريف وقال اللهم إن كنت حبست عنا النصر من السماء فأجل ذلك لما هو فيه خير منه وانتقم من هؤلاء الظالمين اللهم إنى أشكر ما يفعل بابن بنت نبيك اللهم أقبلهم بددا ولا تبقى منهم أحدا .
فقال عمر ما تنظرون بالرجل اقتلوه فحملوا عليه من كل جانب وخزوا رأسه الشريفة وانتزعوا متاعه وأمرهم عمر بن سعد فأوطئوا الخيل صدره وظهره بعد أن أسلم الروح لبارئها واختارها عنده فحملت حرم الرضوان وتمتعت فى فراديس الجنان وكانت وفاته فى شوال سنة 11هـ بكربلاء فى أرض العراق بناحية الكوفة وقد قتل معه سبعة عشر رجلا كلهم من أولاد السيدة البتول فاطمة الزهراء ومن أهل بيته الكرام الأطهار صلوات الله عليهم جميعا .[/b]
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
