يقول النسابة حسن قاسم فى كتابه :
سيدى أحمد الرفاعى (...- 570 )
صاحب الكرامات الظاهرة ، والأسرار الباطنة ، والبوارق الناشرة ، من جعله الله أول الاربعة ، فنزل إلى الدنيا قبل الأربعة ، ووهبه سرا لم يهبه لغيره من الأولياء ، وانتهت إليه الرياسة فى علوم الطريق ، وشرح أحوال القوم ، وله كلام عال على لسان أهل الحقائق ، وهو أحد من قهر أحواله ، وملك أسراره ، وكشف مشكلات القوم .
وتتلمذ له خلائق لا يحبصون ، حتى أنه رضى الله عنه كان مسكنه بالمشرق وله أتباع بالمغرب .
وعرفته أهل العراق بأنه الرفاعى وهو ابن عام ، وملأ الأرض وهو ابن أربع سنوات ، وفاض سره على الخلق وهو ابن سبع سنوات ، وأتقن علوم القرآن وأسراره .
وله كرامات ظاهرة ، وشهرته تغنى عن التعريف ، ولكن نذكر جملة منها تبركا ، فنقول : من كراماته قدس الله سره العالى أنه كان يمشى إلى المجذوبين والزمنى (1) يغشل ثيابهم ، ويحمل إليهم الطعام ، ويأكل معهم ، ويجالسهم ويسألهم الدعاء ، ويقول قدس الله سره : الزيارة لمثل هؤلاء واجبة لا مستحبة .
ومنها : أنه قدس الله سره وجد كلبا أجرب ، اخرجه أهل أم عبيدة(2) إلى محل بعيد ، فتبعه إلى البرية ، وضرب عليه مظلة ، وصار يطليه بالدهن ، ويحط منه الجرب بخرقة ، ويطعمه ، ويسقيه ، حتى عوفى ، ولما برىء صار يحمل له الماء الساخن ، ويغسله .
ومنها قدس الله سره أنه كان إذا طلب منه أحد أن يكتب له عوذة ولم يكن عنده مداد(4) ، يأخذ الورقة ، ثم غاب مدة ، وجاء بها ، ودفعها إليه ليكتب له فيها ممتحنا له ، فلما نظر إليها ، قال : أى ولدة ، هذه مكتوبة ، وردها إليه من غير ضجر.
وكراماته قدس الله سره مشهورة – توفى يوم الخميس وقت الظهر ثانى عشر جمادى الأولى سنة سبعين وخمس مئة ، وكان يوما مشهودا لم ير ممثله قط فى سائر العالم ، ودفن رضى الله عنه فى قبره الشيخ يحيى البخارى ، بأم عبيدة بأرض البطائح .
بلغ قدس الله سره أنه ما تصدر قط فى مجلس ، ولا جلس على سجادة ، وكان قدس الله سره يقول : أتيت ألبواب كلها فوجدتها مزدحمة بالعباد ما عدا باب التواضع ، فإنى وجدته خاليا ن فسلكته وحدى ** وفضائله قدس الله سره كثيرة ، اللهم أمدنا بمدده ، ,انفعنا بأسراره ، آمين .
(1) الزمانة : مرض يدوم
(2) أم عبيدة: قرية بين واسط والبصرة بالعراق
(3) العوذة : الرقية يرقة بها الأنسان من فزع أو جنون أنو نحو ذلك و..والتميمة تعلق لدفع الحسد
(4) المداد : سائل ذو لون يكتب به