[b]
مسجد الأمير ( سيدى محمد بن محمد الأمير المالكى
(1154هـ- 1232 هـ )
يقول على باشا مبارك فى ج12 ص 54
( سنبو ) هى بلد من قسم منفلوط بمديرية أسيوط غربى الترعة الإبراهيمية بنحو نصف ميل وهذه البلدة أكثر أهلها من المسلمون وهذه البلد كفاها شرفا أنه ولد بها من العلماء والاعيان الامام الشهير عالم عصره على الاطلاق ووحيد دهره بلا شقاق خاتمة المحققين سيدى محمد بن محمد الأمير المالكى صاحب التآليف العديدة والدروس المفيدة فى كل مفن من المعقول والمنقول والآداب انتهت اليه الرياسة فى العلوم بالديار المصرية وبعد أن ختم القرآن بتلك البلدة وهو ابن تسع سنين التحق بالأزهر واجتهد فى تحصيل العلوم ولم يبق فنا إلا أتقنه حتى فقه الشافعى والحنفى والقراآت والهيئة والهندسة والفلكيات والاوفاق والحكمة وغير ذلك وله تآليف فى فنون كثيرة من أجلها كتاب المجموع فى فقه الامام مالك صنفه وهو ابن احدى وعشرين سنة وشرحه وحشاه فجمع فيه المذهب مع صغر حجمه لانه لا يزيد عن أربعين كراسة وحاشيته لا تزيد عن عشرين وقد جمع أكثر مما جمع الخرشى ومحشيه مع أنهما يبلغان نحو اربعمائة كراسة فكلامه رضى الله عنه كجوامع الكلم ومنها حاشية على عبد السلام وشارح جوهر التوحيد وهى معجزة للفحول ومنها حاشية على الازهرية فى علم العربية التى قيل فيها :
كلام الامير أمير الكلام * لنا منه أزهرت الازهرية * فتلك عروس جلاها لنا * ولكنها من بنات الروية .
ومنها حاشية جليلة على ضرح عبد الباقى فى الفقه وحاشية على معنى اللبيب فى النحو وحاشية على ملوى السمرقندية فى البيان وغير ذلك مما لواستقصى قصى وقد شاع ذكره فى جميع الآفاق خصوصا بلاد المغرب قال الجبرتى وكانت تأتيه الصلات من سلطان المغرب وتلك النواسى وتوجه فى بعض المقتضيات الى دار السلطنة وألقى هناك دروسا حضر فيها العلماء وشهدوا بفضله واستجازوه ورجع الى مصر معظما مبجلا ومعه مرسومات خطابا للباشا والامراء وقد أنعم عليه من الدولة بالف قرش ورتب له من الضربخانة فى كل يوم قرش ومن كلامه رضى الله عنه :دع الدنيا فليس بها سرور * يتم ولا من الاحزان تسلم ونفرضا أنه قد تم فرضا ، فغم زواله أمر محتم * وكن فيها غريبا ثم هئ * الى دار البقاء ما فيه مغنم وان لا بد من لهو فلهو * بشىء نافع والله أعلم .
وسبب تلقيبه بالامير أن جده الاقرب أحمد بن عبد القادر كان له امارة حكم فى بلاد الصعيد وأصلهم من الغرب ونزلوا بمصر عند سيدى عبد الوهاب ابى التخصيص الوفائى ثم التزموا ببلاد منا اسنبو ولهم فيها منزل كبير ويعرف الى الآن بدار الامير وامامه مسجد صغير عامر يعرب بمسجد الامير أيضا وكانت ولادته يوم الاربعاء من ذى الحجة سنة اربع وخمسين ومائة وألف من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسلم وعليه سحائب الرحمة والرضوان توفى فى يوم الاثنين عاشر من ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين والف من الهجرة ومما قيل فى رثائه بعد موته حلف الزمان ليأتين بمثله * حنثت يمينك يا زمان فكفر وكان رضى الله عنه متكلما ذا جرأة لا تاخذه فى الله لومة لائم بل يلغظ القول للامراء وغيرهم رحم الله شيخنا وقدرس الله روحه ونفعنا به . آمين[/b]